أسرار الإمامة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسرار الإمامة - نسخه متنی

عمادالدین الحسن بن علی الطبرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الصفات السلبية ((224)) فينبغي اءن تنقلب ((223)) واءيـضـا فالخصم يقول : انه يرى في القيامة هنالك ثبوتية , وهو محال .

[وجه معرفته تعالى مع عدم كونه مرئيا] سـؤال ((225)) : اذا كـان الـخـالـق غـيـر مـرئى , فـاءيـن حـصـل الـعـلـم بـه حـتـى قيل :
الخالق الرازق ((226)) ؟.

الـجـواب : جـبـل تـعالى فينا العلوم الضرورية , كالوجدانيات من الالام , واللذة , والسرور,وحسن
الاشياء وقبحها في مواضعها. فان الصنع من غير صانع محال , كالنقش من غيرنقاش , والكتبة من غير
كـاتـب والـبـنـاء مـن غـيـر بـان ((227)) . وجـعـل الـتـصـورات فيناضرورية , فنستدل بها
و ((228)) بـالـتصديقات الضروريات اءن وراء هذاالمشاهد لابد اءن يكون واجب قديم اءزلى , منه
هذه الاشياء. فهذه الاستحالات والتغيرات في العالم اءلجاءناالى القول بالصانع . وذكرنا هذا في كتاب
((نزهة ((229)) الاصول في تحفة آل الرسول )) ((230))
فصل ((231))
فصل [الحاجة الى الشريعة و الخليفة عن اللّه ]
اذا صح اء نه اءراد اظهار عظمته , فلابد اءن ينفذ اءمره ونهيه في خلقه , لكن هذا من صفات الـجـسـم فاختار خلافة عنه ((232)) نيابة , الرسل , ومنه قوله تعالى : ((اني جاعل في الارض
خـلـيـفـة )) ((233)) والخليفة من يقوم مقام الغير لترويج بعض ما كان من همه اءن يروج لو كان
حاضرا ((234)) , فلذلك قلنا بعصمة الانبياء والخلفاء.

ولابد للنبى والخليفة من ضابطة وهي المسماة بالشرع . وحاصله ((235)) اء ن نوع الانسان يحتاج
بعضهم الى آخر, كل واحد بشي ء آخر, وبينهم المعاملات , والطمع ,وحيلة ((236)) الجور بمال
غـيـره , وسـلـبـه عنه بشدة الحاجة اليه بالنظر الى حرصه . فلابد من حاكم من عنده تعالى حتى
يـؤدي ((237)) عـنه ـ تعالى ـ الى عباده , ويقطع الخصومات , ويهديهم الى سبيل الرشاد, ويمنعهم
عـن عـبـادة غـيـره وعـن الـشـرك بـه تـعـالـى آوالـوثوق لايحصل بما قلناه به الا بالمعصوم ,
فوجب ((238)) علينا لذلك , القول بعصمة الخليفة من يوم الولادة الى يوم الوفاة ((239)) ليحصل
بـوجوده ((240)) تمام غرضه تعالى , ويحصل بوجوده ضبط العباد, والبلاد, ويستقيم اءمر ملكه ,
ولا يطمع القوى في الضعيف .

فصل ((241))
فصل [الحاجة الى ما هو بمنزلة الامام اءصل ثابت في العالم ] اسـتـقـراءنـا الـكـائنات فوجدناها اء ن اللّه تعالى لم يحمل ولم يخل نوعا ما من ((242)) عليه من
الحيوانات والجمادات في العلويات و السفليات ((243)) . وبسطت هذاالباب في الكتاب ((244))
الفارسي الا اءني اءذكر ((245)) ههنا مجملا على سبيل الارشادوالتنبيه .

فصل ((246))
فصل [تفصيل ذلك بطريق الاستقراء]
وجـدنا سائر الاناسى اءنهم قالوا بالرئيس من السلطان والملك والزعيم , حتى الرعاة على المواشي , والنعم ((247)) في كل بيت . ومنه قوله (ع ) : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ((248)) .

وقال تعالى : ((الرجال قوامون على النساء)). ((249))
حـتـى راءيـنـا الـصبيان ينصبون اءحدا منهم على اءنفسهم في الملاعب . وكذلك في المكاتب ينصب
الـمـؤدب حال خروجه من مكتبه اءحدا من صبيانه من له سداد في تلك الصنعة ((250)) . وما اهمل
كـل بـدن من غير متقدم مرشد مصلح , كالعقل والقلب , وجعل الحواس وسائرالاعضاء في حكمها وما
مـن ((251)) عـضـو الا ولـه مـقد م حتى الاصابع ,كالابهام وفي الاسنان . وما نجد قوما الا وهم
ينصبون صاحب الحزم والراءي على اءنفسهم .

وكذلك جميع الحيوانات لكل منهم مقدم ((252)) آمر لهم بما هو من شاءنه في سرحته ((253))
مـن سـائر الـحـيـوانات , حتى النحل , والغربان , والكراكي , والعصافير,والطيور المرفوفة اللا
ئي ((254)) يطرن صافات في الجو, لكل منهن متقدم يطير مقدماويصلح من هو بمنزلة وزيره في
سـربـه ((255)) وثلته ((256)) , ومثله في الحيات ,واليحامير والغزلان . ((257)) فاذا جبل
اللّه ((258)) تـعـالـى فـي نـفـوس هـؤلاء اء نه لابدلهم من متقدم , فكيف يخلي العالمين مع جواز
خـطاهم ((259)) وطمعهم وبغضهم لاخر؟ فلذلك جعل اللّه تعالى في الفلكيات ((260)) الشمس
امـامـهـم , والـقمر وزيره ,والافلاك اءقاليمها, والبروج بلادها, ((261)) والعلوية والسفلية في
حكمها وفي تدبيرهاوجعل اءنوار الكواكب ((262)) منها ومن ضوئها, واءسكنها وسط الافلاك , و
جعلها كل شهر في بلد من بلاد ملكها, وجميع الكواكب والبروج في ((263)) قبضتها ومن ذلك قوله
تعالى : ((سنريهم اياتنا في الا فاق و في انفسهم حتى يتبين لهم ا نه الحق )). ((264))
وفي المعادن جعل الذهب خلاصتها, وجعلها جوهر الاثمان , وجعلها على وجه التراب ((265)) ثم
اخـتـار الـلا لـي الـثـمـيـنـة واحـدا فواحدا دون مرتبة الذهب . وكذلك في الاشجار, والنبات ,
والـمـطعومات , والمشروبات , ((266)) والملبوسات , الى آخرالكائنات . فلابد من كون الانسان
مـثـلـهـا عـلـى سبيل الاستمرار ببقاء نوع الانسان . ومنه قوله تعالى : ((ايحسب الانسان ان يترك
سدى )). ((267))
فصل ((268))
فصل [لزوم الامامة عقلا مع وجود شواهد نقلية اءيضا] لـما بذل الانسان العقل وحلي ((269)) به , وكلف , ولم يترك سدى , واءخبر الصادقون باءن الحشر
لـلـجزاء حق , وورد النقل المقطوع والاجماع باء نه حق , و قال اللّه تعالى : ((فمن يعمل مثقال ذرة
خـيـرا يـره ومـن يـعـمـل مثقال ذرة شرا يره )), ((270)) ووكل الخالق الحفظة9 على عباده ,
واءطـلعهم على اءفعال العباد حتى يكتبون و يحفظون , كما اءخبر عنه قائلا:((وكل صغير وكبير
مـسـتـطـر)), ((271)) وقـال : ((يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادرصغيرة ولا كبيرة الا
احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا و لا يظلم ربك احدا)), ((272)) وانماهذه لاقامة الحجة على
الـعـبد ولايكذب الرب بمحازاته ((273)) اياه , فيفعل ما يستحقه بعد اقامة الحجة والشهود عليه
لئلا يظن ظان باء نه تعالى يظلمه , ثم قال تعالى : ((وقفوهم انهم مسؤولون )), ((274)) وقال تعالى :
((فـلـنـسـاءلن الذين ارسل اليهم ولنساءلن المرسلين )). ((275)) وقال تعالى : ((يوم يجمع اللّه
الـرسـل فيقول ماذا اجبتم )), ((276)) فعلى هذا اذا سئل عن الذرة , فكيف يمكن اءن لا يساءل عن
اءعـظـم امور الدين , وهو الامامة بازاء شاءن ((277)) النبوة سوى الوحي , كما قال اللّه تعالى يوم
الـغـديـر: ((وان لم تفعل فمابلغت رسالته , ((278)) وقال تعالى : ((قل لا اساءلكم عليه اءجرا الا
الـمـودة فـي الـقـربـى )), ((279)) فـاذا كـان الـشـخـص مـسـؤولا عـنـهـا ووقـع
اختلافات ((280)) الحجة , ((281)) وجب على المكلف العاقل معرفة حقيقتها, اء ن المستحق لهذه
الـمـرتـبـة مـن هـو الـمـحـق مـن الـمختلفين ؟, و تخليص نفسه من جملة من اتخذوا اءحبارهم
ورهبانهم اءربابا من دون اللّه , قال اللّه تعالى : ((و لا تلقوا بايديكم الى التهلكة )). ((282))
فـالـتهلكة هيهنا اءن يهلك نفسه لمحبة قوم اءرذل , اءولئك كالا نعام بل هم اضل . والنبي (ص )اءخبر
باءن الحق ليس الا واحدا.قال اللّه تعالى : ((فماذا بعد الحق الا الضلال )). ((283))
وقال تعالى : ((وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل )). ((284))
اءصل ((285))
اصل اءلنباء العظيم في القرآن هو على (ع ) وظهر في الاسلام سبع مائة مذهب , امها ثلاثة وسبعون . ((286)) وجميع ذلك لعلى واءولاده (ع )
والـصحابة , ابي بكر ((287)) وعمر وعثمان . ووجدنا اللّه تعالى يقول :((عم يتساءلون عن النباء
الـعـظـيـم الـذي هـم فـيـه مـخـتـلـفـون )). ((288)) وقـال : ((قـل هو نباءعظيم انتم عنه
معرضون )). ((289))
فـالنباء العظيم ((290)) هو على بن اءبى طالب (ع ) ((291)) الذي اختلف فيه الناس . ((292))
فقال قوم : بامامته بعد النبى (ص ) بلافصل ((293)) .

و قوم قالوا بامامته بعدالصحابة .

وقوم قالوا انه رسول اللّه ومحمد (ص ) كان نائبه و وكيله في القيام بالامر. ((294))
وقوم قالوا بالهيته . ((295))
وقوم قالوا بعصمته مع العدالة .

وقال قوم : انه عدل بغير عصمة . ((296))
وورد فـي ذلك الاخبار عن الاخيار: اءن النباء العظيم هو على (ع ) يصدقه شعر عمرو بن العاص
حيث قال من اءبياته في مدحه (شعر):
اذا نادت صوارمه نفوسا فليس لها سوى ((نعم )) جواب
هو النباء العظيم وفلك نوح وباب اللّه وانقطع الخطاب ((297))
فـعـند ذلك اءقول بفضل ذي الجلال : دع نفسك و تعال , ((298)) و اعلم اء ن اللّه تعالى اءخبرباءن
الانـسـان مختبر, ((299)) فكثير ((300)) منهم يرتد على الاعقاب قهقرى , لما قال اللّه تعالى :
((الم احسب الناس اءن يتركوا اءن يقولوا امنا وهم لا يفتنون )), ((301)) وقال تعالى : ((اءفان مات
اءو قتل انقلبتم على اءعقابكم )). ((302))
وقـال : ((يـا اءيـهـا الـذيـن آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياءتي اللّه بقوم يحبهم و يحبونه
اءذلة على المؤمنين اءعزة على الكافرين )). ((303))
وقـال : ((و مـايـؤمـن اءكـثـرهـم بـاللّه الا و هـم مشركون )). ((304)) واءمثالها في القرآن
كـثيرة .فوجب وقوعه رفعا للكذب عن اللّه تعالى , فاذا ثبت هذا وجب على العاقل تتبع الاحوال حتى
يعلم , من المرتد عن دينه ؟
الاحوال حتى يعلم , من المرتد عن دينه
فصل [انكار الامامة بمنزلة الارتداد]
سـئل القائم (ع ) عن المرتدين . فقال (ع ): مثل الرسول كمثل تاجر نزل على باب بلدة , وزعم اء نه يمشي الى البلد الذي بناه السلطان الفلانى كذا وكذا, نزهة وخصبا, ورحب العرصة وسعة المعيشة
عـلى وجه لم يوجد مثلها في الدنيا, فتبعه قوم ليشاهدوا تلك السعة و ذلك الخصب , فمات التاجر في
الـطـريـق و نـدم هؤلاء التبع , فقالوا: كان قول هذا التاجرمن اءساطير الاولين , و من جاء من تلك
البلدة ؟, و من رآها؟. فرجعوا الى بلدة كانوا فيها.فهذا التاجر هو ((305)) النبى (ص ), والمخبر
عنه الجنة . فلما مات ندم القوم ((306)) ,ورجعوا الى ما كانوا فيه من عالم الشرك . ((307)) ويدل
عـلـى ما قاله [(ع )] قول يزيداللعين حيث يقول بعد قتل الحسين و اءقربائه واءصحابه ((308))
(ع ) شعر: ((309))
ليت اءشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل
فاءهلوا ((310)) واستهلوا فرحا ثم قالوا: يا يزيد لا تشل
لست من خندف ((311)) ان لم انتقم من بني اءحمد ما كان فعل
ثم قال :
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل ((312))
اءصل ((313))
اصل [بعض الاحداث الواقعة في السقيفة و بعدها]
قيل : دخل خضر على على (ع ) يوم السقيفة وقال : راءيت ابليس على قارعة الطريق يرقص و يقول : ((يـوم كيوم آدم )). ((314)) ويصدقه قول اللّه تعالى : ((و لقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه
الا فريقا من المؤمنين )). ((315))
وقـال نـقـلا عـن ((316)) ابـلـيـس : ((فـبـعـزتـك لا غـويـنـهـم اجـمـعـيـن الا عـبادك
منهم المخلصين )). ((317))
فـعـلـى ذلـك لـما كان محمد (ص ) صاحب القرآن العظيم , وذا كثرة ((318)) بالاقرباءوالقرناء
والـتـاءييد السماوى لاظهار الدين لم يقدروا اءن يظهروا فيه ما كانوا يبطنونه , لكن تواطاءوا اءن لا
يمكنوا عليا (ع ) بعده , و يقتلوه لو انتهزوا الفرصة , ((319)) حتى قال اللّه تعالى فيه لخوفه منهم
ومـن اغـتـيـالـهـم : ((وتوكل على اللّه وكفى باللّه وكيلا)) ((320)) , ((وتوكل على العزيز
الـرحيم )), ((321)) ((و اللّه يعصمك من الناس )), ((322)) ((وتخشى الناس واللّه اءحق ان
تخشاه )), ((323)) ونحوها.

فـاشـتـغل على (ع ) بتجهيزالرسول (ص ) ودفنه مع بني هاشم وجماعة من صلحائهم . ((324))
وقاموا ((325)) بالامر, ويكرر الاول مع الثاني , عمر ((البدارالبدار قبل البوار)). ((326))
فـاءخـذوا البيعة من القوم باللمى ((327)) والبراطيل ((328)) و ((329)) المواعيد الحسنة ,
حتى قيل : انهم كتبوا في يومين اءربعمائة كتاب لاربعمائة نفس من القوم , لكل على قبيلة , و على بلدة
وصـقـع , وعـيـنوالكل ((330)) من يلتفت الى كلامه بين الناس شغلا جسيما وعملا عظيما, اما
فـي الجباية اءو الخرانة ((331)) اءوالولاية . فتفرق الناس في العالم مع كتبهم مكتوبا على راءسه :
من خليفة رسول اللّه الى الفلان اءولفلان ((332)) , اءو من اءميرالمؤمنين . ((333))
وكـان الـنـاس عـبـيـد الدنيا. وقال النبي (ص ): جبلت القلوب على حب من اءحسن اليهاوبغض من
اءساء ((334)) اليها. ((335))
فـعـلى ((336)) هذا اغتر القوم بالدنيا وقاموا بمعونتهم , وتذليل اءهل البيت وتحقيرهم ,واظهار
مقاماتهم التي افتروها. ((337)) فمن كان في المدينة من اءقربائهم تعاونوهم ((338)) طمعا في
المال من جمع المال . ((339)) والناس الاباعد بحسن الظن لم يتفح صوا ((340)) حقيقة الامر, كما
قـال اللّه تـعالى : ((وا نه كان يقول سفيهنا على اللّه شططا و انا ظننا ان لن تقول الانس و الجن على
اللّه كذبا)). ((341))
ثـم اءذاعـوا بين الناس اءن عليا من اءعداء الخلفاء, وبني عاشم من معاديهم , ((342)) حتى لايسمع
الـكـلام مـنـهـم مـما عليهم . وشهروا ((343)) بين الناس اءن النبي (ص ) [ما]مات . ((344))
وترفض على بن اءبي طالب (ع ) مع سبعة عشر نفرا من المهاجرين والانصار ((345)) ولقبوهم
بالرفض .

ولما منعت بنوحنيفة زكاتهم منهم سموهم باءهل الردة , وبعثوا خالدا اليهم حتى قتل رئيسهم مالك بن
نـويـرة , وقتلهم جميعا, وسبى ذراريهم , وجمع اءموالهم , وسموه سيف اللّه . ((346)) فلما راءى
الناس تلك الحالة لم يجسر ((347)) اءحد بعد ذلك , التاءبي عليهم خوفا من اءن يصيب بهم ما اءصاب
بـبـني ((348)) حنيفة , فاشتغلوا بالصلاة , فلماراءى ذلك القوم في الصلاء هجم عليهم , وقتل الى
آخرهم راكعين ساجدين مستشهدين . ((349))
اءمـا ((350)) عـمـر فاءخذ من تلك الغنيمة لكن لم يتصرف فيها, وردها الى ورثة المقتولين زمان
خلافته , و اءمر برد الاسارى اليهم . ((351))
زمان خلافته , و اءمر برد الاسارى اليهم . ((352))
فصل [البدع الحادثة في عهد بني امية ]
روى اءبـوبـكـر بن مردويه الاصفهاني في كتاب ((المناقب )) في مناقب على (ع ): اءن ابن عباس روى اءن ثـلاثـة وثـلاثـين اءلف حديث وردت ((353)) عن النبي (ص ) في حق على ((354))
(ع ), ((355)) فلما علمت الصحابة هذه لعلى (ع ) قالوا: فربمايسمعها العام ة ويقدموه عليهم , اءو
يـسـوء الـظـن بـهم بذلك , فغروا جماعة قلائل البضائع في الدين غير المحسنين ((356)) فيه ,
((كـاءبـي هـريـرة )), و((اءنـس )) حـتـى افـتـروا عـلـى الـنـبى (ص ) اء نه قال فيهم : كذا
وكـذا ((357)) ـ و سـنورد ((358)) بعضا منها مع الجواب عنها آوبذلوا لهم لكل ((359))
حديث دينارا حتى يقال : ان اءبا هريرة افترى اءربعمائة حديث . ((360))
وكانت عائشة يوما على غرفة فمر اءبو هريرة في الدنيا ((361)) قالت : ((من هذا؟)) ((362))
حـتـى يـعـد بـهـذه الـجـلالة , فسمع اءبو هريرة منها كلامها, فالتفت اليها ((363)) قائلا: ((يا
سـتي ((364)) افتريت على النبى (ص ) اءربعمائة حديث لابيك منتحلا ((365)) من مناقب على
بن اءبي طالب (ع ) اءعبر ((366)) على هذه الحلية )). ((367))
فسمعت كلامه و سكتت . ((368))
واءذاعـوهـا بـيـن الناس , وقبلها الناس بحسن الظن منهم في حقهم , حتى آل الامر الى معاوية , عين
الادبـاء ووظـف لهم الوظائف , واءمر بتدوين المفتريات وتعليم الصبيان بهادفعا لطعن الطاعن عنهم
وحفظا لاغراظهم واءغراض ((369)) السلف ((370)) .

يقال : ان الرجل يكتب من ذلك , ويذهب الكتاب , ويزينه , ويبيع ويرهن في الاسواق باءدنى شي ء. وكان
الـمـشتري والمرتهن يغتنمه , ويعالجه ويعلم اءولاده , ويوصي بعده بالتدين بذلك . ومنه قوله تعالى :
((ان هذا الا افك افتراه و اعانه عليه قوم آخرون فقدجاءواظلما و زورا)) ((371)) .

ونادوا اءن من روى حديثا في على (ع ) يقتل في الحال , ويسرى اءولاده , وينهب ماله . ((372))
وقـال ((373)) مـعـاويـة : ((معروف بين الناس فضائل على (ع ) ومناقبه وسبقه ((374)) في
الاسـلام , واءنا ظلمت عليه وعلى اءولاده , فربما يلعنني الناس بعدي )) فاءقوم بمايدفع ((375))
هـذا ((376)) وسـن فـي الدنيا لعن على والناس على دين ملوكهم ((377)) فاشتهرت لعنة على
واءولاده في الاسلام حتى صارت سنة , والسني منسوب اليها. ومعنى السنة لعنته , ((378)) لاسنة
الـنـبـى ((379)) [(ص )], لان الـنـاس شـرع فـي سنته حتى اذا رفعت تلك البدعة قال الناس :
((كفر ((380)) الخليفة برفع السنة )). وكل من كان في ذلك الزمان يقول : ((غيرت السنة وبدلت
السنة )). ((381)) وحكموا اءلف شهر باءن من يسمي ولده عليا, اءو يذكر عليا يقتل . فمثل الحسن
البصري وغيره , كانوا يقولون في روايتهم عنه : روى لي اءبو زينب , ورورى قرشى . ((382))
يقال : ان عالما ذكر عليا (ع ) في منبر دمشق ((383)) وانهي الى عبدالملك بن ((384)) مروان
بـالخبر ((385)) فاءمر بقطع لسان ذلك العالم , وقال : عجبا ان اسم على بقي في خواطر الخلائق ,
وما نسوه ؟ ((386))
واءفشوا اءن اءبا تراب ويعنون به علياـ كان كذا وكذا, عداوة مع الخلفاء, وخرب بيت النبى (ص ),
وشرعه . وفي اللعن يلعنونه باءبي تراب . ((387))
[وجه تسمية على (ع ) باءبي تراب ]
سـئل الصادق (ع ) عن تسميته باءبي تراب ؟ قال : لان التراب يقوم مقام الماء في الطهارة ,فاذا انقضى محمد (ص ) فان عليا (ع ) قام مقامه , كما يقوم التراب مقام الماء. ((388)) و[ايضا] سبب تسميته به
انـه غـاب على ـ(ع ) يوما, فطلبه النبى (ص ) وجميع اءصحابه ,فوجدوه ((389)) في الصحراء
سـاجـدا للّه تعالى نائما على التراب في سجدته , فلماوصل اليه النبى (ص ) انتبه وقام ووجهه كان
متلطخا ((390)) بالتراب . ((391))
فـلـمـا كـان ذلـك ((392)) بـاطـلا يـريـدون لـيـطـفـئوا نور اللّه بافواههم وياءبى اللّه الا
ان يـتـم نـوره ((393)) , رفـعـه اللّه واشتهر اسم على (ع ) ومناقبه وفضائله , حتى صنفوا فيه
اءلـوفـامـن الـكـتـب . وجـمـيع تصانيف الطوائف يشهد على منقبته وفضله , وعاد لعنه ((394))
الى معاوية , وبقي ذلك بين الشيعة الى يوم القيامة .

بسبب تكثر ((395)) اءهل السنة في الدنيا, و قلة الشيعة و التزامهم التقية , كان هذا الذي ذكرته
الان .

فصل ((396))
فصل [سبب ظهور الشيعة ] اءمـا سـبب ظهور الشيعة مع هذه الزحمة والبلية العظيمة اءنهم كانوا محقين و ((397)) متدينين ,
ووعـداللّه نـبـيـه اءن يظهره على الدين كله , فلم يردـ سبحانه وتعالى آاضمحلاله فاءهلك ظالمي
العترة , وقلب القلوب القاسية ((398)) , كما ذلل البهائم الصعبة للانسان , فقال : ((وذللناها لهم فمنها
ركوبهم و منها ياء كلون )). ((399))
ومـثـلها السفينة في البحار لنفع الخلائق , و صار اءكثر الناس اءغنياء من بيت مال المحتاجين ,و قوم
كـانـوا عبدوا اللّه سنين اخلاصا, لم يرداللّه اءن يعذبهم فوفق لهم التوبة , وشرح صدورهم لمناقب
علي (ع ), واظهارها وافشائها على حسب الصلاح , ((400)) وان عمهم الخوف من سطوة بني امية
وبـنـي مـروان وبني العباس وبني عدى وبني تيم , ((401)) لكن اءنهى بعضهم بعضا مما سمعوا من
الـنـبي (ص ) ومارووه . ((402)) وكتب المخالف مناقبه و دونها في كتبه .ـ والفضل ما شهدت به
الاعداءـ. فصارت روايتهم حجة وعونا للشيعة , وشاهدا عدلا, وبقي ذلك , وظهر بين الناس .

ومـشـايخ الصحابة اءظهروا ما كان اءخفوه , واشتهر, كما تراه , حتى اذا ظهرت ((403)) اءحوال
الائمـة الطاهرين بعض الظهور, خاف المخالف من غلبتهم عليهم , فوضعوا اءشياءكانت جملتها سببا
للتكثير وسببا لاجتماع السواد.

[ذكر بعض الاراء عند اءهل السنة ] وذلك ((404)) مثل ما وضعوه ((405)) من تحليل الخمر ((406)) بعد ما نزل القرآن بتحريمه
في مواضع , واءجمع عليه الامة ويسمونها بالمثلث دفعا لطعن الطاعن .

ويـقولون : الفرج حلال ((407)) اذا رضيت به صاحبته , ويجوز نكاح البنات من السفاح ((408))
والامهات بلف الحرير على الايور باسم التحليل ((409))
ويوالون اليهود الذين يلعنون محمدا, ويعادون الشيعة الذين يعادون ظالمي اءهل بيت محمدـصلى اللّه
عليهم اءجمعين ـ.

ويفضلون مماليك المتقدمين على بني هاشم وعلى محمد ((410)) حتى قالوا: ان بلالاخير من محم
د وهو من موالي الاول , قالوا: ان بلالا دخل الجنة قبل محمد (ص )بسنين . ((411))
ويمسحون على الخفين خلافا لقول اللّه ـ تعالى ـ حيث اءوجب مسح ((412)) القدمين . ((413))
ويوجبون غسل الر جلين ((414)) , ((415)) ردا على القرآن , وقال علي (ع ): لااءبالي اءمسحت
على الخفين , اءم على ظهر بعير في الفلاة . ((416))
ولما اجتمع الجماعة في الشورى اءخذروا يد على (ع ) باءن نبايعك على اءن تسير بسيرة الشيخين
قبلك , قال ـ (ع ) : ((آخذ البيعة بشرط اءن اءسير بسيرة رسول اللّه ـ (ص ) و بماجاءبه القرآن ))
فـاءبـوا ذلـك . واءخـذوا يـد عـثـمـان وبـايعوه بشرط اءن يلزم سيرة الشيخين . فلم يرضواباللّه
ورسوله , ((417)) ورضوا بالشيخين . ((418))
ومنه قوله تعالى : اتخذوا احبارهم و رهبانهم اربابا من دون اللّه . ((419))
اصل [نبذ آخر من الاراء عند العامة ]
وكـان عـبـدالـمـلـك يـفـضـل نـفـسـه على محمد(ص ) في اءكثر حالاته على المنبر, وكانوا بذلك راضين . ((420))
وقـال اءبوبكر يوم السقيفة : ((اخترت لكم اءحد هذين الرجلين , عمر واءبا عبيدة .)) ((421)) ثم
كذب نفسه وقام بالامر دونهما.

واختاروا وجلا يحكم بين الناس في اءموالهم واءنفسهم ودمائهم وفروجهم مع جواز خطاءه .قالوا:
((ليس لنا هذه , لكن نختار من له هذه كلها)),
[كـان ] اذا جـهـل مـسـاءلـة يـرجـع الـى الامـة , وان جـهلت الامة اءيضا رجعوا ((422)) الى
على (ع ) ((423)) . ولم يروا من سوء اعتقادهم ((424)) باءهل البيت اءن يختاروا من هومعصوم
مسؤول عنه اءبدا لا سائلا.

واءبـاحـوا اءنـواع الـمـلاهـي بـالـدفـوف والـيـراع ((425)) لـتـكثير السواد. ((426))
واءبوحنيفة يروي اءن النبى (ص ) قال : استماع الملاهي معصية والجلوس عليها فسوق , والتلذذ بها
من الكفر. ((427))
وقال اللّه ـ تعالى ((428)) ـ:((ان اللّه حرمهما ((429)) على الكافرين الذين اتخذوادينهم لهوا
ولعبا)). ((430))
ويـتوضاءون في الجنابة عند غسلها. وعالمهم اءبونعيم الاصفهاني ذكر في كتابه ((حلية الاولياء))
عـن يـزيـد الـضـبـى اءن الـنـبـى (ص ) قـال : ((مـن تـوضاء بعدد الغسل فليس منا)), يعني :من
ديننا. ((431)) وقال اللّه ـ تعالى ـ: ((ما فرطنا في الكتاب من شى ء)), ((432)) قال النبى (ص )
((اسـكـتـوا عـمـا سـكـت اللّه )). ((433)) فـقـال اللّه ـ تـعـالـى ـ: ((وان كـنـتـم
جنبافاطهروا)), ((434)) ولم يذكر الوضوء, ولوكان شرطا لذكره .

ويـطـعنون في الشيعة ((435)) اءنهم لا يغسلون الرجلين , و ربما يكون القدم غير طاهر,مع اءن
اءقـدامـهم في المراس ((436)) , ((437)) مع احتياطهم في ذلك . وهم يصلون مع الخفين اللذين
يلطخان باءنواع النجاسات والقاذورات . ((438))
اءصل ((439))
اصل [في مناقب اءهل البيت (ع )]
فصل في معجزاتهم السائرة بين الامة الى يوم القيامة
من ذلك رفعة مدافنهم معظمات مكرمات اءينما كانت .

ومنها: تردد الزوار اليها اءبدا سرمدا من غيرانقطاع لهم .

و منها: ظهور المعجزات عندها, كابراء الاكمه , والابرص , والاعرج , والاعمى , كما هوالمشهور
في روضة اءميرالمؤمنين على , والحسين بن على , وعلى بن موسى الرضا(ع ). ((440))
ومـنـها: كثرة اءولادهم و انتشارهم شرقا و غربا مع كونهم ((441)) نقباء معظمين مكرمين عند
سائر الخلائق .

ومـنـها: اءن اللّه تعالى اءمر العالمين اءن يحملوا الاخماس على اءكتافهم اليهم , ولم يوجب عليهم مثل
هذا لغيرهم .

ومنها: اءنه ((442)) لا يرى اءحدا من عهد نزول آية الخمس ((443)) الى آخر الدنيا اءنه مات
ولا يكون في ذمته شي ء من حقوقهم الاخماسية , وليس هذا لاحد سواهم .

ومنها: اءن اللّه تعالى حرم الصدقة التي هي وسخ الاموال , عليهم تمييزا لهم بخلاف آخرين .و اءدنى
نـفـس ((444)) من بني هاشم يشارك الرب والرسول (ص ) في الخمس ويحرم عليه ((445))
الصدقة , كما حرمت على الرسول (ص ). ((446))
ومنها: اءنك لا تجد سلطانا ولا اءدنى منه , حتى الرعاة الا وهم يتمنون اءن كانوا علويين , ولايتمنى
هؤلاء الاعتزاء ((447)) بهم ولا الانتساب اليهم .

ومـنـهـا: اء نـه اءمـراللّه ـ تـعـالى ـ بية المودة والقرابة كافة الخلائق باءن يحبوهم , ((448))
ولم ياءمرهم بمحبة غيرهم تعيينا. ((449))
ومـنـها ((450)) : اءن مهدى آخر الزمان منهم , كما اءجمع الناس اءن قال [(ص )]: المهدى من ولد
الحسين (ع ). ((451))
ومـنـها: اءن الناس لا يختلفون فيهم , يعني في مناقبهم وفضائلهم . ((452)) وانماالاختلاف حصل
عنهم تقدما و تاءخرا.

ومـنـهـا: اءن الـخـلـق لـو اجـتـمـعـوا عـلـى مـحبتهم لما وجدت الجحيم , كما ورد في مناقب
ابـن مـردويـه ((453)) ومـجـتـبـى الـصـالـحـانـي الاصـفـهـانـي : اءن النبي (ص ) قال : لو
اجـتـمـع الـخـلائق ((454)) كـلـهـم عـلـى حـب عـلى بن اءبي طالب (ع ) لما خلق اللّه ـ عز
وجل آالنار. ((455))
ومنهاا: اءنهم ممدوحو العالمين ولا يصح صلاتهم الا بهم , كما في تشهدالصلوات . ((456))
ومـنـها: اءنك ترى هجو اءعدائهم نظما ونثرا في الشرق و الغرب , ولا ترى هجوهم اءبدا, كمالا
ترى هجو اللّه تعالى ولا هجو رسوله في الدنيا.

ومنها: اءن دعواهم الخلافة توافق ((457)) القرآن , كما قال اللّه تعالى عن الانبياء: ((ذرية بعضها
من بعض )), ((458)) فلم يدع اءولاد اءحد من اءعدائهم الخلافة , بخلاف ذرياتهم .

ومـنـهـا: اءن اءهـل الـعالم من الكفار يدخلون في الاسلام ثم ينتقلون ((459)) منه الى التشيع ولا
نجد ((460)) على عكسه .

ومـنـهـا: اءنـهم وقعوا في حيز القلة , فصار هذا دلالة حقيتهم , ((461)) كما قال اللّه تعالى فيهم :
((وقليل من عبادى الشكور)), ((462)) ولم يقل : ((وكثير)).

وقـال تـعالى : ((وما يؤمن اءكثرهم باللّه الا وهم مشركون )), ((463)) ولم يقل : وما يؤمن اءقلهم
باللّه الا وهم مشركون .

وهذه من اءجل الدلائل على اءنهم محقون , و اءن اءعداءهم مبطلون .

ومـنـهـا: اءن اسـم عـلـى (ع ) وافـق اسـم اللّه , ولـم يـتـفـق هـذا لاحد من الانبياء والاولياء و
الصحابة المتقدمين عليهم ((464)) قهرا وتطولا. وسيجي ء شرح جميع ما اءجملته في هذاالفصل .

ومـنـهـا: ((465)) اء نـه ـ تـعـالـى ـ لا يخبر في قرآنه بطهارة اءحد, وارادتها ((466)) لهم
منه آتعالى ـ, الا لائمتنا, كما في ((الاحزاب )) آية التطهير. ((467))
و منها: اء ن دفاتر العلماء من كل مذهب وكل فن مملوء بمناقبهم , ابتدا وانتهاء واءوساطا.

ومنها: اءنه ((468)) لايقدر العدو اءن يمدح اءئمته الا مقرونا بمدحه , ((469)) وكثيرا مايذكر
حال على7 عاطلا ((470)) من مناقبهم الى اءلوف , عاريا ((471)) من ذكرهم .

ومنها: اءنه (ع ) لا تجد اسم نبى ولا ولى نقشا في الفصوص على اءيدي العالمين , رجالهم ونسائهم ,
الا اءسامي هؤلاء شرقا وغربا.

ومـنـها: [اءنه ] تجد ((472)) اءلوفا في اءلوف من المداحين يقراءون مناقبهم نظما ونثرا على ملا
مـن ((473)) الاشـهـاد عـند السلاطين والملوك والعظماء, وفي الاسواق , ويجلبون بسبب ذلك
اءرزاقهم ومعائشهم معظمين مكرمين , ((474)) ولا يتمكن العدودفعها وان كرهها.

ومنها: اءن شيعتهم عشر عشير الاعداء, و مع ذلك يقاومونهم و يحاجونهم .

ومنها: اءن شيعتهم يزيدون كل يوم عددا و شوكة , واءعداءهم ينقصون .

ومنها: اءن الخصم يشهد بفضلهم , و شيعتهم لا يشهدون لغيرهم .

ومنها: اءن الاعداء يشهدون بوفور علمهم , ولا يعرفون عمن اءخذوا, ولا يعرف معلمهم .

وصـنـف عـلـمـاؤنـا كتبا جمة في معجزاتهم . و خاصة , ما ذكره عماد الدين الطوسي , ((475))
والسعيد بن بابويه , ((476)) وابن الراوندي , ((477)) واءبو جعفرالطوسي ((478)) وعلم
الـهـدى ((479)) واءضـرابهم . ولي اءيضا تاءليف في هذاالباب . ((480)) ولا يحسن الكلام في
الحال الا ((481)) معرفة الذات . ((482)) فوجب علينا تقديم اءساميهم بما يتبعها, ثم نذكر دلائل
تـقـدمـهـم عـلـى الـعـالمين خلافة وامامة , ونقيم عليها براهين عقلية ونقلية من القرآن والاخبار
والعرف .واءرجو اءن يجمع ((483)) كتابي هذا جميع ما يحتاج اليه هذا الفن بفضل اللّه ومنه .

اصل ((484))
اصل في معرفة ذوات المعصومين (ع ) وحياتهم بالاجمال وفيه فصول
الفصل الاول : في الرسول (ص )
محمد بن عبداللّه بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى بن غـالـب بن فهر بن مالك بن النضر و هو قريشي بن كنانة بن خزيمة بن مدارة بن الياس بن مضر بن
نـزار بـن مـعد بن عدنان , قال (ص ): ((اذا بلغ نسبي عدنان فاءمسكوا)) ((485)) وقال : ((كذب
النسابون )). ((486))
وامه (ص ): آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب . ((487))
وولادته عند طلوع الفجر من يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الاول بعد سنة الفيل بخمسين
يوما. ((488))
وعـاش ثـلاثا وستين سنة , مع اءمه وجده عبدالمطلب ثماني سنين , وقيل , مع اءمه سنتين ,ومع اءبيه
سنتين واءربعة اشهر, ((489)) وكفله اءبوطالب من بين قراباته . ((490))
وتـزوج خـديـجـة بنت خويلد وله خمس وعشرون سنة , وسنها يومئذ اءربعون سنة , ومكثت معه
اثنتين وعشرين سنة .

وبعث (ص ) بمكة يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب , وله (ص ) اءربعون سنة , ورمي الشياطين
بالنجوم بعد مبعثه بعشرين ((491)) يوما. ((492))
ونزل القرآن يوم الاثنين لاحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان .

واسري به ((493)) بعد البعثة لسنتين . ((494))
وبقي في الشعب محصورا ثلاث سنين , وكان اءول الحصر راءس سنتين من بعثته . ((495))
وتوفي اءبوطالب وله ست واءربعون سنة . وماتت خديجة بعد سبع من مبعثه (ص ). ((496))
واءقام (ص ) بمكة بعد البعث ثلاث عشرة سنة .

وبقي في الغار ثلاثا, وقيل : ستا. ((497)) والاول معروف .

ودخل المدينة يوم الاثنين الحادي عشر من شهر ربيع الاول وبقي بها عشرسنين . ((498))
و توفي يوم الاثنين ((499)) لليلتين بقيتا من صفر سنة احدى عشرة من الهجرة .

وكـان لـه سـبعة اءولاد من خديجة , ابنان : القاسم و عبداللّه , وهما الطاهر والطيب , واءربع بنات :
زيـنـب واءم كـلثوم ورقية وفاطمة , اءما ابراهيم فمن ((مارية القبطية )). وهؤلاء كلهم ماتوا بعد
النبوة . ((500))
وتـروج بثلاث عشرة امراءة , منهن : خديجة بنت خويلد بن اءسد بن عبد العزى بن قصى ,وام سلمة
واسـمها هند بنت اءبي اءمية , وعائشة , وحفصة , وسودة بنت ربيعة , ((501)) واءم حبيبة بنت اءبى
سـفـيـان . هـذه كـلـهن قرشيات , والاخريات من غيرها, فمن ((502)) قيس زينب بنت خزيمة ,
ومـيـمونة بنت الحارث , وزينب بنت جحش , واءمامة بنت نعمان ,وجويرية بنت الحارث . ((503))
صـفـيـة بـنـت حـيى بن اءخطب من بني اسرائيل , واءم شريك و هي التي وهبت نفسها للنبي (ص ),
ولم يتزوج بمكة الا خديجة . ((504))
ان قيل : ما سبب اءن اللّه تعالى اءحله نكاح اءكثر من اءربع ؟
الـجـواب : ذلـك ليعلم الناس به نبوته , كموسى وسليمان (ع ): فان الانبياءرخصهم ((505)) اللّه
تعالى بتكثير ((506)) الازواج في زمان ((507)) واحد.

الفصل الثاني ((508)) ـ
الفصل الثاني : في اءميرالمؤمنين ((ع )
ولـد فـي الكعبة يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل , ولم يولد فيهاغيره , لا قبله ولابعده . ((509)) فقدح المنافقون في اسلامه , فقال النبي (ص )((ان ((510)) مثل على (ع ),
كـمـثـل عـيـسـى ويـحيى (ع ))) في اءنهما قد اوتيا الحكم صبيين .وجميع الائمة اوتوا الولاية
صـبـيـانـا. ((511)) وولدوا مختونين غير اءنهم اءمروا على عوراتهم الموسى ((512)) اصابة
للسنة . ((513))
وعـاش ثـلاثـا وسـتـيـن سـنـة , عـشـر قـبل البعثة ((514)) ومع النبى (ص ) كان بعد البعثة
ثلاثاوعشرين , وثلاثين بعده [(ص )]. ((515))
وتـوفـي لـيـلـة الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة اءربعين من الهجرة شهيدا.وتولى
تـجـهيزه الحسن والحسين (ع ) ودفناه بالغريين ((516)) بظاهر الكوفة من نجف الكوفة . ودخل
القبر الحسن والحسين , ومحمد ابنه , وعبداللّه بن جعفر. ((517))
فدل على قبره بعد ما صار مطموسا معفى , بوصية الصادق (ع ) زمان العباسية . ((518))
اءمـا اءولاده (ع ) فـكانوا ثمانية و عشرين : الحسن والحسين (ع ), والمحسن الذي اءسقطوه جنينا,
وزينبان , الصغرى والكبرى . وام كلثوم ((519)) كنية زينب الصغرى . هؤلاء كلهم من فاطمة (ع ).

ومـحـمـد بـن عـلـى الـحـنـفـيـة امـه خـولـة بـنـت جـعـفر بن قيس الحنفية , وعمر ورقية
كـانـاتـواءمـيـن , ((520)) امـهـمـا ام حـبـيـبة بنت ربيعة , والعباس وجعفر وعثمان وعبداللّه
شهداءالطف ((521)) من بنت حزام بن خالد بن دارم , ومحمد الاصغر المكنى باءبي بكر,وعبيداللّه
شـهـدا كربلاء ((522)) امهما ليلى بنت مسعود الدارمية , ويحيى من اءسماء بنت عميس الخثعمية ,
وام الحسن ورملة امهما ام سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي .

ونـفيسة وزينب الصغرى ورقية الصغرى وام هاني وام الكرام وجمانة المكناة بام جعفروامامة وام
سـلـمـة ومـيـمـونة وخديجة وفاطمة لامهات شتى . ((523)) وتزوج هؤلاء بعدفاطمة (س ),
ولم يتزوج عليها لتعظيمها.

الفصل ((524)) الثالث
الفصل الثالث : في فاطمة ((س ))
لـم يـكـن لـها قط كما تراه النسوان من الدم ولا لواحدة من امهات الائمة المعصومين حمرة ,تعظيما لاولادهـن , لا قـبل الولادة ((525)) ولا بعدها ولامعها. ((526)) وقيل :بكثرة ((527)) هذه
العلة في بنات الانبياء(ع ).

ولدت بمكة في العشرين من جمادى الاخرة سنة خمس من المبعث , ((528)) وبعدالاسراء بثلاث
سنين , وعاشت ثماني عشرة سنة , كانت بمكة ثماني سنين . ((529)) , ((530))
وتـزوجـت بـعـد الهجرة بسنة ((531)) تسع , ((532)) ولعلي (ع ) يومئذ اءربع عشرون سنة .

وولـدت الـحـسـن (ع ) لها احدى عشرة سنة , وولدت الحسين (ع ) بعد الحسن (ع ) بعشرة اءشهر
وثمانية عشر يوما.

وبقيت بعد النبى (ص ) خمسا وسبعين يوما. ((533))
ومـضـت فـي جمادى الاخرة سنة احدى عشرة من الهجرة وغسلها على (ع ), وصلى عليهاالحسن
والـحـسـين وعمار والمقداد وعقيل والزبير واءبوذر وسلمان ونفر من بني هاشم في جوف الليل ,
ودفنت ليلا عند النبى (ص ) بين القبر والمنبر. ((534))
وقيل في بيتها.

وقيل : في البقيع . والاول مشهور والثالث متروك . ((535))
واءولادهـا: الـحـسـنـان وزيـنـب الـكـبـرى وزيـنـب الـصـغـرى الـمـكـنـاة بـام كـلـثـوم
والمحسن المذكور. ((536))
الفصل الرابع
الفصل الرابع : في الحسن (ع )
ولـد في المدينة ليلة النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة , وعاش سبعا واءربعين سنة واءشهرا, وكـان مـع امـه فـي ثـمـان سنين , وثلاثين مع على اءبيه ((537)) (ع ) وستا واءربعين مع اءخيه
الحسين (ع ). ((538))
ومـدة خـلافـتـه عشر سنين , ((539)) توفي لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين مسموما,سمته
زوجـتـه ((جـعـدة )) بـنـت الاشـعـث ((540)) بـاءمـر مـعـاويـة وبـعـثـت اليها لذلك بمائة
اءلـف درهـم , ((541)) وقـام بـتـجهيزه وغسله الحسين (ع ), ودفن عند جدته فاطمة بنت اءسد
بن هاشم بالبقيع .

واءما اءولاده فستة ((542)) عشر: زيد, وام الحسن , وام الحسين , من ام بشر بنت اءبي مسعود بن
عـقـبـة بـن عـمرو بن ثعلبة الخزرجية , والحسين ((543)) بن الحسن , وامه خولة بنت منظور
الـفـزاريـة , وعـمـرو واءخـواه الـقـاسـم وعـبـداللّه , امـهم ام ولد, وعبدالرحمن امه ام ولد,
والـحـسـيـن ((544)) الملقب بالاثرم و اءخوه طلحة واختهما فاطمة من ام اسحاق بنت طلحة بن
عبيداللّه ((545)) التميمى , واءبوبكر وام عبداللّه وفاطمة وام سلمة ورقية بنات الحسن لامهات
شتى . ((546))
ومن هؤلاء قتل ثلاثة في كربلاء: القاسم و عبداللّه و اءبوبكر. ((547))
الفصل الخامس : في ـ الحسين ((ع ))
ولـد يـوم الـثلاثاء. ويقال في الخميس لثلاث ليالى خلون من شعبان . وقيل : لخمس منه سنة اءربع من الهجرة . ((548))
وعـاش ستا وخمسين سنة , ستا مع امه , ((549)) وستا وثلاثين مع على اءبيه , ومع اءخيه الحسن
ستا واءربعين .

ومدة خلافته كانت عشر [الى ] اءول ملك يزيدـ عليه اللعنة ـ.

/ 26