أنا ترجمة ذاتیّة للإمام أمیر المؤمنین علیه‏السلام طبقا للنصوص الموثوقة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أنا ترجمة ذاتیّة للإمام أمیر المؤمنین علیه‏السلام طبقا للنصوص الموثوقة - نسخه متنی

السید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




البغاة اصحاب صفين



"297" أَنَا مُرْقِلٌ نَحْوَك في جَحْفَل مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالاَْنْصَارِ، وَالتابِعِينَ بِإِحْسَان.


كَتَبَ عليه السلام إلى معاوية: وَقُلْتَ: أنّي كُنْتُ أُقَادُ كَمَا يُقَادُ الجَمَلُ المَخْشُوشُ حَتَّى أُبَايِعَ،


وَلَعَمْرُ واللَّهِ لَقَدْ أَرَدْتَ أَنْ تَذُمَّ فَمَدَحْتَ، وَأَنْ تَفْضَحَ فَافْتَضَحْتَ! وَمَا عَلَى الْمُسْلِمِ مِنْ غَضَاضَة في أَنْ يَكُونَ مَظْلُوماً مَا لَمْ يَكُنْ شَاكّاً في دِينِهِ، وَلاَمُرْتَاباً بِيَقِينِهِ! وَهذِهِ حُجَّتِي إِلَى غَيْرِك قَصْدُهَا، وَلكِنِّي أَطْلَقْتُ لك مِنْهَا بِقَدْرِ مَا سَنَحَ مِنْ ذِكْرِهَا.


ثُمَّ ذَكَرْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِي وَأَمْرِ عُثْمانَ، فَلَك أ َنْ تُجَابَ عَنْ هذِهِ لِرَحِمِك منْهُ، فَأَيُّنَا كَانَ أَعْدَى لَهُ أَهْدَى إِلَى مَقَاتِلِهِ! أَمْ مَنْ بَذَلَ لَهُ نُصْرَتَهُ فَاسْتَقْعَدَهُ وَاسْتَكَفَّهُ، أَمْ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ فَتَرَاَخى عَنْهُ بَثَّ المَنُونَ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَى قَدَرُهُ عَلَيْهِ، كَلاَّ - واللَّه - }لَقَد عَلِمَ اللَّه الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لاِِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأَتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَليلاً{.


وَمَا كُنْتُ لِأَعْتَذِرَ مِنْ أنّي كُنْتُ أَنْقِمُ عَلَيْهِ أَحْدَاثاً فَإِنْ كَانَ الذنْبُ إِلَيْهِ إِرْشَادِي وَهِدَايَتِي لَهُ، فَرُبَّ مَلُوم لاَ ذَنْبَ لَهُ. وَقَدْ يَسْتَفِيدُ الظنَّةَ الْمُتَنَصِّحُ، وَمَا أَرَدْتُ إِلاَّ الاِْصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّه عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ.


وَذَكَرْتَ أَنَّهُ لَيْسَ لِي وَلاَ لاَِصْحَابِي عِنْدَك إِلاَّ السيْفُ، فَلَقَدْ أَضْحَكْتَ بَعْدَ اسْتِعْبَار، مَتَى أُلْفِيَتْ بَنُو عَبْدِ المُطَّلِبِ عَنِ الاَْعْدَاءِ نَاكِلِينَ؟ وبِالسُّيُوفِ مُخَوَّفِينَ؟! فَلَبِّثْ قَلِيلاً يَلْحَق الهَيْجَا حَمَلْ، فَسَيَطْلُبُك مَنْ تَطْلُبُ، وَيَقْرُبُ مِنْك مَا تَسْتَبْعِدُ، وَأَنَا مُرْقِلٌ نَحْوَك في جَحْفَلٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَالتابِعِينَ بِإِحْسَان، شَدِيد زِحَامُهُمْ، سَاطِع قَتَامُهُمْ مُتَسَرْبِلِينَ سَرَابِيلَ المَوْتِ، أَحَبُّ اللقَاءِ إِلَيْهِمْ لِقَاءُ رَبِّهِمْ، قَدْ صَحِبَتْهُمْ ذُرِّيَّةٌ بَدْرِيَّةٌ وَسُيُوفٌ هَاشِمِيَّةٌ، قَدْ عَرَفْتَ مَوَاقِعَ نِصَالِهَا في أَخِيكَ وَخَالك وَجَدِّك وَأَهْلِك }وَمَا هِيَ مِنَ الظالِمِينَ بِبَعِيد{. نهج البلاغة "ص 626 الكتاب 29".


"298" أَنَا صاحِبُ لَيْلَةِ الهَرِير. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.


"299" أَنَا من أَهْلِ بَدْرٍ، ومعاوية طَلِيْقٌ وابنُ طَلِيْقٍ.


قام عَلِيٌّ عليه السلام فخطب الناس بِصِفِّين، فقال: الحمدُ للَّه على نعمه الفاضلة على جميع من خلق، من البَرّ والفاجر، وعلى حججه البالغة على خلقه من أطاعه فيهم ومن عصاه، إن يرحم فبفضله ومنّهِ، وإنْ عذّب فبما كسبتْ أيديهم، وإنّ اللَّه ليس بظلاّمٍ للعبيد. أحمده على حسن البلاء، وتظاهر النعماء، وأستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والآخرة، وأتوكّل عليه وكفى باللَّه وكيلاً. ثمّ إني أشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهدُ أنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقّ، ارتضاه لذلك، وكان أهله، واصطفاه لتبليغ رسالته، وجعله رحمةً منه على خلقه، فكان عَلَمَهُ فيه رؤوفاً رحيماً، أكرم خلق اللَّه حَسَباً، وأجملهم منظراً، وأسخاهم نفساً، وأبرّهم لوالدٍ، وأوصلهم لرحمٍ، وأفضلهم علماً، وأثقلهم حلماً، وأوفاهم لعهدٍ، وآمنهم على عقدٍ، لم يتعلّق عليه مسلمٌ ولا كافرٌ بمظلمةٍ قطُّ، بل كان يُظلم فيغفرُ، ويقدرُ فيصفحُ، حتى مضى صلى الله عليه وآله مطيعاْ للَّه صابراً على ما أصابه، مجاهداً في اللَّه حقّ جهاده، حتى أتاه اليقينُ صلى الله عليه وآله فكان ذهابه أعظم المصيبة على أهل الأرض: البرّ والفاجر، ثمّ ترك فيكم كتاب اللَّه يأمركم بطاعة اللَّه، وينهاكم عن معصيته، وقد عهد إليَّ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله عهداً فلستُ أحيدُ عنه.


وقد حضرتُم عدوَّكم، وعلمتم أنّ رئيسهم منافقٌ، يدعوهم إلى النار، وابنُ عمّ نبيّكم معكم، وبينَ أظهركم، يدعوكم إلى الجنّة وإلى طاعة ربّكم، والعمل بسُنّة نبيّكم، ولا سواء من صَلّى قبل كلّ ذَكَرٍ، لم يسبقني بصلاةٍ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أحدٌ، وأنا من أهل بَدْرٍ، ومعاويةُ طليقٌ وابن طليقٍ. واللَّه، إنّا على الحقّ وإنّهم على الباطل، فلا يجتمعُنّ على باطلهم وتتفرّقوا عن حقّكم حتى يغلب باطلُهم حقَّكم: }قاتلوهم يعذّبهم اللَّه بأيديكم{ فإن لم تفعلوا يعذّبهم بأيدي غيركم. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "247/5".


"300" أَنَا غادٍ عَلَيْهِم بِالغَداةِ أُحاكِمُهُم إِلى اللَّهِ.


قال عليه السلام: أيّها الناس، قد بلغ بكم الأمر وبعدوّكم ما قد رأيتم، ولم يبقَ منهم إلاّ آخر نَفَسٍ، وإن الأمور إذا أقبلتْ اعتُبِرَ آخرُها بأوّلِها، وقد صَبَرَ لكم القومُ على غير دِيْنٍ حتى بلغنا منهم ما بلغنا، و أَنَا غادٍ عَلَيْهِم بِالغَداةِ أُحاكِمُهُم إِلى اللَّهِ.


ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "210/2".


المارقون اصحاب النهروان



"301" أَنَا وَأَنْتُمْ كَما قالَ أَخُو هَوازِن.


خطب عليه السلام حين كان من أمر الحَكَمين ما كان، فقال: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَإِنْ أَتَى الدهْرُ بِالخَطْبِ الفادِحِ، وَالْحَدَثِ الْجَلِيْلِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّه، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَعْصِيَةَ الشيْخِ الْعالِمِ المُشْفِقِ الُمجَرِّبِ تُوْرِثُ الْحَسْرَةَ، وَتُعْقِبُ الندامَة، وَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ في هذِهِ الْحُكُوْمَةِ بِأَمْرِي، وَنَخَلْتُ لَكُمْ رَأْيِي لَوْ كانَ يُطاعُ لِقَصِيْرٍ أَمْرٌ! وَلكِنَّكُمْ أِبَيْتُم، وَكُنْتُ أَنَا وَأَنْتُمْ كَما قالَ أَخُو هَوازِن:




  • أمرتُكُم أمري بمنعرج اللوى++
    فلم تستبينوا النُصْحَ إلاّ ضُحَى الغدِ



  • فلم تستبينوا النُصْحَ إلاّ ضُحَى الغدِ
    فلم تستبينوا النُصْحَ إلاّ ضُحَى الغدِ




ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "204/2".


وقال عليه السلام: أَلا إِنَّ هذَيْنِ الرجُلينِ اختَرْتُمُوهُما حَكَمَيْنِ، وَقَدْ نَبَذا حُكْمَ الْقُرآنِ وَراءَ ظُهُورِهِما فَأَماتا ما أَحْيَا القُرآنُ، وَأَحْيَيا ما أَماتَ، وَاتَّبَعَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما هَواهُ، يَحْكُمُ فيه بِغَيْرِ حُجَّةٍ بَيِّنَةٍ، وَلا سُنَّةٍ ماضِيَةٍ، وَاخْتَلَفا في حُكْمِهِما، فَكِلاهُما لَمْ يُرْشِدْهُ اللَّه، اسْتَعِدُّوا لِلْجِهادِ، وَتَأَهَّبُوا لِلْمَسِيْرِ، وَأَصْبِحُوا في مُعَسْكَرِكُمْ يَوْمَ كَذا.


المعيار والموازنة للإسكافي "ص96" أنساب الأشراف "365/2" ح "436".


"302" أَنَا صاحِبُ النَهْرَوان. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.


"303" أَنَا أَوَّلُ من دَعا إلى كتاب اللَّه.


جاءه من أصحابه زهاء عشرين ألفاً مقنّعين في الحديد، شاكي السلاح سيوفُهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباهُهم من السُجُود، يتقدّمُهم مسعر بن فدكي، وزيد بن حصين وعصابةٌ من القُرّاء الذين صاروا خوارج من بعدُ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: 'يا عَلِيّ، أجِبِ القومَ إلى كتاب اللَّه إذْ دُعِيتَ إليه، وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فواللَّه لنفعلنّها إن لم تُجِبْهم!'.


فقال لهم: وَيْحَكُمْ! أَنَا أَوَّلُ من دعا إلى كتاب اللَّه، وأَوَّلُ من أجاب إليه، وليس يحلّ لي، ولا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب اللَّه فلا أقبله، إنّي إنّما قاتلتُهُم ليَدينوا بحكم القُرآن، فإنّهم قد عصوا اللَّه في ما أمرهم، ونقضوا عهده، ونبذوا كتابه، ولكنّي قد أعلمتكم أنّهم قد كادوكم، وأنّهم ليس العمل بالقرآن يريدون.


ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "2/ 216-217".


"304" أَنَا من المُهْتَدِين.


وقال عليه السلام: أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ، وَلاَ بَقِيَ مِنْكُمْ آبرٌ، أَبَعْدَ إِيمَاني بِاللَّه وَجِهَادِي مَعَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله أَشْهَدُ عَلَى نَفْسِي بِالْكُفْرِ! لَقَدْ "ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ"! فَأُوبُوا شَرَّ مآبٍ، وَارْجِعُوا عَلَى أَثَرِ الاَْعْقَابِ، أَمَا إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي ذُلاًّ شَامِلاً، وَسَيْفاً قَاطِعاً، وَأَثَرَةً يَتَّخِذُهَا الظالِمونَ فِيكُمْ سُنَّةً.


نهج البلاغة "ص 93-92" الخطبة 58.كلّم به الخوارج حين تنادوا: أن لا حكم إلاّ للَّه.


"305" أَنَا "لو" أَقْدِرُ على قَتْلِهِم بِهِ لَقَتَلْتُهُم.


واستنطق الإمام عليه السلام الخوارجَ بقتل عبد اللَّه بن خبّاب بن الأَرَتّ، فَأَقَرُّوا به، فقال: انفردوا كتائب، لأسمعَ قولَكم كتيبةً كتيبهً، فتكتّبوا كتائبَ، وأَقَرَّتْ كلُّ كتيبةٍ بمثل ما أَقَرَّتْ به الأُخرى، من قتل ابن خبّاب، وقالوا: ولنقتلنّك كما قتلناهُ، فقال عَلِيّ عليه السلام: واللَّه، لو أَقَرَّ أَهْلُ الدُنيا كُلُّهم بقتله هكذا، وأَنَا أَقْدِرُ على قَتْلِهِم بِهِ لَقَتَلْتُهُم.


ثمّ التفتَ إلى أصحابه فقال لهم: شُدُّوا عليهم، فأنَا أَوَّلُ مَنْ يَشُدُّ عليهم.


وحَمَلَ بذي الفَقار. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "282/2".


"306" أَنَا رجلٌ محارَبٌ.


قال عَلِيّ عليه السلام: إذا حدّثتُكم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فلئن أَخِرَّ من السماء أَحَبُّ إليّ من أنْ أكْذِبَ على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وإذا حدّثتُكم في ما بيننا عن نفسي، فإنّ الحرب خدعة، وإنّما أَنَا رجلٌ محارَبٌ.


سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: يخرج في آخر الزمان قومٌ أحداثُ الأسنان، سُفهاءُ الأحلام، قولُهم من خير أقوال أهل البريّة، صلاتُهم أكثرُ من صلاتكم، وقراءتُهم أكثرُ من قراءتكم، لا يجاوزُ إيمانُهم تراقيَهم - أو قال: حناجرَهم - يمرُقُون من الدين كما يمرُقُ السهمُ من الرميّة، فاقتلُوهم، فإن قتلهم أجرٌ لمن قتلهم يوم القيامة. شرح نهج البلاغة "267/2".


"307" أَنَا حجيجُ المارقين، وخصيمُ الناكثين المُرتابين.


من كلام له عليه السلام: أَوَ لم يَنْهَ بني أُمَيّةَ علمُها بي عن قَرْفِي! أَوَ ما وَزَعَ الجهّالُ سابقتي عن تُهْمَتي!؟ ولما وعظهم اللَّه به أبلغ من لساني. أَنَا حجيجُ المارقِين وخَصِيمُ الناكِثِين المُرْتابين، وعلى كتاب اللَّه تعرض الأمثال، وبما في الصدور تجازى العباد. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "6/ 169-170".


"308" أَنَا فَقَأْتُ عَيْنَ الفِتْنَةِ.


وسُمِعَ عليه السلام يقول: أَنَا فَقَأْتُ عَيْنَ الفِتْنَةِ. لولا أَنَا ما قُوْتِلَ أَهْلُ النَهْرَوانِ وأَهْلُ الجَمَلِ ولولا أنني أخشى أنْ تتركُوا العمل لأَنْبأتُكُم بالذي قضي على لسان نبيّكم صلى الله عليه وآله لمن قاتَلَهم مُسْتَبْصِراً ضَلالَهم عارِفاً لِلهُدى الذي نَحْنُ عليه.


بحار الأنوار "304/32" و "316/32" ح 287و "356/33" ح588.


وخطب عليه السلام بالنهروان فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: أيّها الناس، أما بعدُ أَنَا فَقَأْتُ عَيْنَ الفِتْنَةِ، لم يكن أحدٌ ليجترئَ عليها غيري.- وفي حديث ابن أبي ليلى: لم يكن ليفقأَها أحدٌ غيري - ولو لم أكُ فيكم ما قُوتِلَ أصحابُ الجَمَل وأهلُ النهروان وأيم اللَّه، لولا أن تتّكلوا وتَدَعُوا العملَ لحدّثتُكم بما قضى اللَّه على لسان نبيّكم صلى الله عليه وآله لمن قاتلهم مبصراً لضلالتهم عارفاً للهدى الذي نحن عليه. ثم قال: سلُوني قبل أن تفقدوني، سلوني عما شئتم، سلوني قبل أن تفقدوني إني ميّتٌ أو مقتولٌ، بل قتلاً، ما ينتظرُ أشقاها أن يخضبَها من فوقها بدمٍ؟ وضربَ بيده إلى لحيتهِ.


والذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيٍ في ما بينكم وبين الساعة ولا عن فئةٍ تضلُّ مائة أو تهدي مائة إلاّ نبّأْتكم بناعقها وسائقها. فقام إليه رجلٌ فقال: حدّثنا - يا أمير المؤمنين - عن البلاء. قال: إنّكم في زمانٍ إذا سأل سائل فليعقلْ وإذا سُئِلَ مسؤولٌ فليثبّتْ. ألا وإن من ورائكم أموراً أتتكم جللاً مزوجاً وبلاءً مكلحاً ملحاً، والذي فلقَ الحبّة وبرئَ النسمةَ أن لو قد فقدتموني ونزلت بكم كراهيّة الأمور وحقايق البلاء، لقد أطرق كثيرٌ من السائلين، وفشل كثيرٌ من المسؤولين، وذلك إذا قلصتْ حربكم وشمّرت عن ساقٍ، وكانت الدنيا بلاءً عليكم وعلى أهل بيتي حتى يفتح اللَّه لبقيّة الأبرار.


وفيه: ولو فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور، وحوازب الخطوب لأطرق كثيرٌ من السائلين فانصروا أقواماً كانوا أصحاب رايات يوم بدرٍ ويوم حنينٍ تُنْصَرُوا وتُؤْجَروا، ولا تسبقوهم فتصرعكم البليّة.


بحار الأنوار "33/ 365-367" ح 599 والغارات للثقفيّ ح1.


ومن خطبة له عليه السلام: أمّا بعد أيها الناس فأَنَا فَقَأْتُ عَيْنَ الفِتْنَة، و لم يكن ليجترِئَ عليها أحدٌ غيري، بعد أن ماجَ غيهبُها واشتدّ كلبُها، فاسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده لا تسألونني عن شيٍ في ما بينكم وبين الساعة ولا عن فئةٍ تهدي مائةً وتضلّ مائةً إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها ومحطّ رحالها، ومن يقتل من أهلها قتلاً ويموت منهم موتاً، ولو قد فقدتموني و نزلت كرائهُ الأمور وحوازبُ الخطوب لأطرق كثيرٌ من السائلين وفشل كثيرٌ من المسؤولين، وذلك إذا قلصت حربُكم وشمّرت عن ساقٍ، وضاقت الدنيا عليكم ضيقاً تستطيلون أيّام البلاء عليكم، ثم يفتح اللَّه لبقيّة الأبرار منكم، إن الفتن إذا أقبلت شبّهت، وإذا أدبرت نبّهت، يُنْكَرن مقبلاتٍ، ويُعْرَفنَ مُدْبِراتٍ، يَحُمْنَ حومَ الرياح يُصِبنَ بلداً ويُخْطِئنَ بلداً، ألا إن أخوفَ الفتن عندي عليكم فتنةُ بني أميّة فإنّها فتنةٌ عمياء. مظلمةٌ، عمّتْ خطّتها وخصّت بليّتها، وأصاب البلاءُ من أبصرَ فيها، وأخطأ البلاء من عمي عنها، وايم اللَّه، لتجدنَّ بني أميّة لكم أرباب سوءٍ بعدي، كالناب الضروس تعذمُ بفيها وتخبط بيدها وتزبن برجلها وتمنع درّها، لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلاّ نافعا لهم أو غير ضائرٍ، ولا يزال بلاؤُهم حتى لا يكون انتصارُ أحدكم منهم إلاّ مثل انتصار العبد من ربّه والصاحب من مستصحبه، تردُ عليكم فتنتُهم شوهاء مخشية وقطعاً جاهليّةً، ليس فيها منارُ هدىً ولا علم يرى، نحن أهلُ البيت منها بمنجاةٍ ولسنا فيها بدعاةٍ، ثم يفرّجها اللَّه عنهم كتفريج الأديم، بمن يسومُهم خسفاً ويسوقهم عنفاً ويسقيهم بكأس مصبرة، لا يعطيهم إلّا السيف ولا يحلسهم إلا الخوف، فعند ذلك تودّ قريش بالدنيا وما فيها لو يرونني مقاماً واحداً ولو قدر جزر جزورٍ، لأقبلَ منهم ما أطلبُ اليوم بعضَه فلا يعطونني.


بحار الأنوار "41/ 348-367" ح61 عن، وقد رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "44/7" بلفظ: 'إنّي فقأتُ'.


"309" أَنَا "إنْ" وُلّيتُ عليهم ألاّ يكونُ لهم من الأمر نصيبٌ ما بقوا.


قال عليه السلام: يامعشر قريش، إنَا أهل البيت أحقُّ بهذا الأمر منكم ما كان فينا من يقرأُ القرآن، ويعرف السُنّة، ويدينُ بدين الحقّ. فخشي القومُ إن أَنَا وُلِيّتُ عليهم ألاّ يكون لهم من الأمر نصيبٌ ما بقوا، فأجْمَعوا إجماعاً واحداً، فصرفوا الولايةَ إلى عثمان، وأخرجوني منها رجاء أن ينالُوها، ويتداولوها إذْ يئسوا أنْ ينالوا بها من قِبَلي، ثم قالوا: هلمّ فبايعْ وإلاّ جاهدناك، فبايعتُ مستكرَها، وصبرتُ محتسباً، فقال قائلهم: يابن أبي طالب، إنّك على هذا الأمر لحريصٌ، فقلت: أنتم أحرصُ منّي وأبعدُ، أينا أحرص، أَنَا الذي طلبتُ ميراثي وحقّي الذي جعلني اللَّه ورسوله أولى به، أم أنتم؟ إذْ تضربُون وجهي دُونه، وتحولُون بيني وبينه! فبُهتوا واللَّه لايهدي القوم الظالمين،


اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيك عَلَى قُرَيْشٍ، فَإِنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوا رَحِمِي، وَأَكْفَأُوا إنَائِي، وَأَجْمَعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي حَقّاً كُنْتُ أَوْلَى بِهِ مِنْ غَيْرِي، وَقَالُوا: 'أَلاَ إِنَّ في الحَقِّ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَفي الحَقِّ أَنْ تُمْنَعَهُ، فَاصْبِرْ مَغْمُوماً، أَوْ مُتْ مُتَأَسِّفاً'.


فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي رَافِدٌ، وَلاَ ذَابٌّ وَلاَ مُسَاعِدٌ، إِلاَّ أَهْلَ بَيْتِي، فَضَنِنْتُ بِهِمْ عَنِ المَنِيَّةِ، فَأَغْضَيْتُ عَلَى القَذى، وَجَرِعْتُ رِيقِي عَلَى الشجَا، وَصَبَرْتُ مِنْ كَظْمِ الغَيْظِ عَلى أَمَرَّ مِنَ العَلْقَمِ، وَآلَمَ لِلْقَلْبِ مِنْ خَزِّ الشِّفَارِ.


حتّى إذا نقمتم على عثمان أتيتموه فقتلتموه، ثم جئتموني لتبايعوني فأبيتُ عليكم، وأمسكتُ يديَ فنازعتموني ودافعتموني، وبسطتم يدي فكففتُها، ومددتموها فقبضتها، وازدحمتم عليّ حّتى ظننتُ أن بعضكم قاتل بعضكم، أوأنّكم قاتلي، فقلتم: بايعنا لا نجد غيرَك، ولا نرضى إلاّ بك، بايعنا لانفترق، ولا تختلف كلمتنا.


فبايعتكم ودعوتُ الناس إلى بيعتي، فمَنْ بايَعَ طوعاً قبلتُ، ومَنْ أبى لم أكرهه وتركتُه. فبايعني في من بايعني طلحةُ والزُبيرُ، ولو أَبَيا ما أكرهتُهما، كما لم أكره غيرهما، فما لبثا إلاّ يسيراً حتّى بلغني أنّهما خرجا من مكّة متوجّهين إلى البصرة، في جيش ما منهم رجلٌ إلاّ قد أعطاني الطاعة، وسمح لي بالبيعة، فقدما على عاملي وخزّان بيتٍ مالي وعلى أهل مصري الذين كلّهم على بيعتي وفي طاعتي، فشتتوا كلمتهم، وأفسدوا جماعتهم، ثمّ وثبوا على شيعتي من المسلمين فقتلوا طائفة منهم غدراً، وطائفة صبراً، ومنهم طائفةٌ غضبوا للَّه ولي، فشهروا سيوفهم وضربوا بها حتى لقوا اللَّه عزّ وجلّ صادقين، فواللَّه لو لم يصيبوا منهم إلاّ رجلاً واحداً متعمّدين لقتله لَحَلَّ لي به قتلُ ذلك الجيش بأسره، فدعْ ما أنهم قد قتلوا من المسلمين أكثرَ من العِدّة التي دخلوا بها عليهم، وقد أدال اللَّه منهم، فبعداً للقوم الظالمين!.


ثمّ إنّي نظرتُ في أمر أهل الشام، فإذا أعرابٌ أحزابٌ وأهل طمعٍ جفاةٌ طغاةٌ، يجتمعون من كلّ أوبٍ، من كان ينبغي أن يؤدّب وأن يولّى عليه، ويؤخذ على يده، ليسوا من الأنصار ولا المهاجرين ولا التابعين بإحسان. فسرتُ إليهم فدعوتهم إلى الطاعة والجماعة، فأبوا إلا شقاقاً وفراقاً، ونهضوا في وجوه المسلمين ينضحونهم بالنبل، ويشجرونهم بالرماح، فهناك نهدت إليهم بالمسلمين فقاتلتهم، فلمّا عضّهم السلاح. ووجدوا ألم الجراح، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى مافيها، فأنبأتُكم أنّهم ليسوا بأهل دينٍ ولاقرآنٍ، وأنّهم رفعوها مكيدةً وخديعةً ووهناً وضعفاً، فامضوا على حقّكم وقتالكم، فأبيتم عليّ وقلتم: 'اقبل منهم، فإن أجابوا إلى مافي الكتاب جامعونا على ما نحن عليه من الحقّ، وإن أَبَوْا كان أعظم لحجّتنا عليهم'.


فقبلتُ منهم، وكففتُ عنهم، إذ ونيتُم وأبيتُم، فكان الصلحُ بينكم وبينهم على رجلين، يُحييان ما أحيا القرآن، ويُميتان ما أمات القرآن، فاختلف رأيُهما، وتفرّق حكمُهما، ونبذا ما في القرآن، وخالفا ما في الكتاب، فجنَّبَهما اللَّه السداد، ودلاّهما في الضلالة، فانحرفت فرقةٌ منّا فتركناهم ما تركونا، حتى إذا عاثُوا في الأرض يقتلون ويُفسدون، أتيناهم فقلنا: ادفعوا إلينا قتلةَ إخواننا، ثم كتاب اللَّه بيننا وبينكم. قالوا: كلّنا قتلهم، وكلّنا استحلَّ دماءهم.


وشدّت علينا خيلُهم ورجالُهم، فصرعهم اللَّه مصارع الظالمين. فلمّا كان ذلك من شأنهم أمرتكم أن تمضوا من فوركم ذلك إلى عدوّكم، فقلتم: كلّتْ سيوفُنا ونفدتْ نبالنا، ونصلت أسنّة رماحنا، وعاد أكثرها قصداً؛ فارجع بنا إلى مصرنا لنستعدّ بأحسن عُدّتنا، فإذا رجعت زدت في مقاتلتنا عدة من هلك منّا وفارقنا، فإن ذلك أقوى لنا على عدوّنا.


فأقبلتُ بكم، حتى إذا أطللتُم على الكوفة أمرتُكم أن تنزلوا بالنُخيلة، وأن تلزموا معسكركم، وأن تضمّوا قواصيكم، وأن توطنوا على الجهاد أنفسكم، ولا تكثروا زيارة أبنائكم ونسائكم، فإنّ أهل الحرب المصابروها، وأهل التشمير فيها الذين لا ينقادون من سَهَر ليلهم ولا ظمأنهارهم، ولا خمص بطونهم.


ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "96/6".


/ 25