أنا ترجمة ذاتیّة للإمام أمیر المؤمنین علیه‏السلام طبقا للنصوص الموثوقة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أنا ترجمة ذاتیّة للإمام أمیر المؤمنین علیه‏السلام طبقا للنصوص الموثوقة - نسخه متنی

السید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


خصومه


"284" أَنَا صَاحِبُهُمُ اليَوْمَ.

من خطبة له عليه السلام: إنَّ اللَّه سُبحانَه بَعَثَ مُحَمَّداً، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً، وَلاَ يَدَّعِي نُبُوَّةً، فَسَاقَ الناسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ، وَبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ، فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ، وَاطْمَأَنَّتْ صِفَاتُهُمْ. أَمَا - واللَّه - إنْ كُنْتُ لَفِي سَاقَتِهَا حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا، مَا عَجَزْتُ، وَلاَ جَبُنْتُ، وَإِنَّ مَسِيرِي هذَا لِمثْلِهَا، فَلاََنْقُبَنَّ الْبَاطِلَ حَتَّى يَخْرُجَ الْحَقُّ مِنْ جَنْبِهِ. مَالي وَلِقُرَيْش! - واللَّه - لَقَدْ قَاتَلْتُهُمْ كَافِرِينَ، وَلاَُقَاتِلَنَّهُمْ مَفْتُونِينَ، وَإِنِّي لَصَاحِبُهُمْ بِالاَْمْسِ، كَمَا أَنَا صَاحِبُهُمُ اليَوْمَ!.

نهج البلاغة "ص77" الخطبة34 وشرح نهج البلاغة "185/2".

"285" أَنَا مَاتِحُهُ.

ومن خطبة له عليه السلام: أَلاَ وإنَّ الشيْطَانَ قَدْ جَمَعَ حِزْبَهُ وَاسْتَجْلَبَ خَيْلَهُ وَرَجِلَهُ، وإِنَّ مَعِي لَبَصِيرَتي. مَا لَبَّسْتُ عَلَى نَفْسِي، وَلاَ لُبِّسَ عَلَيَّ.

وَايْمُ اللَّه لاَُفْرِطَنَّ لَهُمْ حَوْضاً أَنَا مَاتِحُهُ! لاَ يَصْدِرُونَ عَنْهُ، وَلاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ.

نهج البلاغة "ص54" الخطبة 10.

"286" أَنَا قاتِلُ الناكِثِيْنَ والقاسِطِيْنَ والمارِقِيْنَ. الفضائل للقُمّي "84".

"287" أنَا ذَا قَدْ قَرَّبْتُ جِيَادِي، وَرَحَلْتُ رِكَابِي.

من كتاب له عليه السلام فيه: من عبداللَّه عَلِيّ أمير المؤمنين إلى من قُرِئَ عليه كتابي هذا من ساكني البصرة من المؤمنين والمسلمين، سلامٌ عليكم، أمّا بعد، فإنّ اللَّه حليم ذو أناةٍ، لا يعجل بالعقوبة قبل البيّنة، ولا يأخذ المذنب عند أَوَّل وهلةٍ، ولكنّه يقبل التوبة، ويستديم الأَناة، ويرضى بالإِنابة، ليكون أعظم للحجّة، وأبلغ في المعذرة، وقد كان من شقاق جُلّكم - أيّها الناس - ما استحققتم أن تُعاقَبوا عليه، فعفوتُ عن مجرمكم، ورفعتُ السيف عن مدبركم، وقبلتُ من مقبلكم، وأخذتُ بيعتكم، فإن تفوا ببيعتي وتقبلوا نصيحتي، وتستقيموا على طاعتي؛ أعمل فيكم بالكتاب والسُنّة وقصد الحقّ، وأقِمْ فيكم سبيلَ الهُدى، فواللَّه ما أعلم أنّ والياً بعد محمّدٍ صلى الله عليه وآله أعلم بذلك منّي، ولا أعمل بقولي. أقول قولي هذا صادقاً، غير ذامٍّ لمن مضى، ولا منتقصاً لأعمالهم، وإن خبطت بكم الأهواءُ المُرديةُ، وسفهُ الرأي الجائر إلى منابذتي، تريدون خلافي! فها أنَا ذَا قَدْ قَرَّبْتُ جِيَادِي، وَرَحَلْتُ رِكَابِي، وايم اللَّه، لئن ألجأتموني إلى المسير إليكم لأوقعنَّ بكم وقعةً، لا يكون يوم الجَمَل عندها إلا كلعقة لاعقٍ، وإني لظانٌّ ألا تجعلوا - إن شاء اللَّه - على أنفسكم سبيلاً.

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "49/4".

وروى الرضيّ الفقرة الأخيرة هكذا: وَقَدْ كَانَ مِنِ انْتِشَارِ حَبْلِكُمْ وَشِقَاقِكُمْ مَا لَوْ تَغْبَوْا عَنْهُ، فَعَفَوْتُ عَنْ مُجْرِمِكُمْ، وَرَفَعْتُ السيْفَ عَنْ مُدْبِرِكُمْ، وَقَبِلْتُ مِنْ مُقْبِلِكُمْ. فَإِنْ خَطَتْ بِكُمُ الاُْمُورُ الْمُرْدِيَةُ، وَسَفَهُ الاْرَاءِ الْجَائِرَةِ إِلَى مُنَابَذَتِي وَخِلاَفي، فَهَا أَنَا ذَا قَدْ قَرَّبْتُ جِيَادِي، وَرَحَلْتُ رِكَابِي. وَلَئِنْ أَلْجَأْتُمُونِي إِلَى الْمَسِيرِ إِلَيْكُمْ، لاَُوقِعَنَّ بِكُمْ وَقْعَةً لاَ يَكُونُ يَوْمُ الْجَمَلِ إِلَيْهَا إِلاَّ كَلَعْقَةِ لاَعِق، مَعَ أنّي عَارِفٌ لِذِي الطاعَةِ مِنْكُمْ فَضْلَهُ، وَلِذِي النصِيحَةِ حَقَّهُ، غَيْرُ مُتَجَاوِز مُتَّهَماً إِلَى بَرِي ءٍ، وَلاَ ناكِثاً إِلَى وَفيٍّ. نهج البلاغة "ص 678 -626 الكتاب 29.

الناکثون اصحاب الجمل


"288" أَنَا راضٍ بحجّة اللَّه عليهم وعمله فيهم.

قال عليه السلام: فما بالُ طلحة والزبير، وليسا من هذا الأمر بسبيل! لم يصبرا عليَّ حولاً ولا شهراً حتى وثبا ومرقا، ونازعاني أمراً لم يجعل اللَّه لهما إليه سبيلاً، بعد أن بايعا طائعَيْنِ غير مكرَهَينِ، يرتضعانِ أُمّاً قد فُطِمَتْ، ويُحييان بدعةً قد أمِيْتَتْ. أَ دَمَ عثمان زَعَما؟ واللَّهِ، ما التَبِعَةُ إلاّ عندَهم وفيهم، وإنّ أعظم حجّتهم لعلى أنفسهم، وأَنَا راضٍ بِحُجّة اللَّه عليهم وعمله فيهم، فإنْ فاءا وأنابا فحظّهما أَحْرَزَا، وأنفسهما غنما، وأَعْظِمْ بها غنيمةً! وإن أبيا أعطيتهما حدّ السيف، وكفى به ناصراً لحقٍّ، وشافياً لباطلٍ!. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "308/1"

ومن خطبة له عليه السلام: ألا وإنّ الشيطان قد ذَمَرَ حزبه، واستجلب جلبه، ليعود الجورُ إلى أوطانه ويرجع الباطلُ إلى نصابه - واللَّه - ما أنكروا عليَّ مُنْكراً، ولا جعلوا بيني وبينهم نَصَفاً، واِنَّهم ليطلبونَ حَقّاً هُمْ تَرَكُوهُ ودَمَاً هُم سَفَكُوهُ، فلئنْ كُنْتُ شَرِيكَهُم فيه فإنّ لهم لنصيبهم منه، ولئنْ كانوا وَلَوهُ دُوني، فما التَبِعَةُ إلاّ عندَهم. وإنّ أعظمَ حُجّتهم لعلى أنفسهم، يرتضعون أُمّاً قد فُطِمَتْ، ويُحيُون بِدْعةً قد أُمِيْتَتْ. يا خيبةَ الداعي! مَنْ دَعا؟! وإِلامَ أُجِيبَ؟! وإنّي لَرَاضٍ بحجّة اللَّه عليهم، وعمله فيهم، فإن أَبُوا أعطيتُهم حدَّ السيف، وكفى به شافياً من الباطل، وناصراً لِلحقّ.

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "303/1".

وذكر أَبُو مخنف في كتاب الجمل: أن علياًعليه السلام خطب لما سار الزبير وطلحة من مكّة، ومعهما عائشة، يريدون البصرة، فقال: أيّها الناس، إن عائشة سارت إلى البصرة، ومعها طلحة والزبير، وكلّ منهما يرى الأمر له دون صاحبه، أمّا طلحة فابن عمّها، وأمّا الزبير فختنها، واللَّه، لو ظفروا بما أرادوا - ولن ينالوا ذلك أبداً- ليضربنّ أحدُهما عنقَ صاحبه بعد تنازع منهما شديدٍ. واللَّه، إنّ راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبةً ولا تحلّ عقدةً إلاّ في معصية اللَّه وسخطه، حتى تورد نفسها ومَن معها موارد الهلكة، أي - واللَّه - ليقتلنّ ثلثهم، وليهربنّ ثلثهم وليتوبنّ ثلثهم، وإنّها التي تنبحها كلابُ الحوأب، وإنّهما ليعلمان أنّهما مخطئان. وربّ عالمٍ قتله جهلُه، ومعه علمُه لا ينفعُه، وحسبُنا اللَّه ونعم الوكيلُ، فقد قامت الفتنةُ فيها الفئةُ الباغيةُ، أينَ المحتسبون؟ أينَ المؤمنون؟ ما لي ولقريشٍ! أما - واللَّه - لقد قتلتُهم كافرين، ولاقتلنّهم مفتونين! وما لنا إلى عائشة من ذنبٍ إلاّ أَنّا أدخلناها في حيّزنا، واللَّه، لأبْقِرَنَّ الباطل، حتى يظهر الحقّ من خاصرته، فَقُلْ لِقُرَيْشٍ فَلْتَضِجَّ ضَجِيْجَها!.

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "233/1".

"289" أَنَا وَ أَنْتُما.

بعث عليه السلام بعمّار بن ياسر، وعبد الرحمن بن حنبل القرشي، إلى طلحة والزبير، وهما في ناحية المسجد فأتياهما فدعواهما، فقاما حتى جلسا إليه عليه السلام فقال لهما: نشدتُكما اللَّه، هل جئتماني طائعَينِ للبيعة، ودعوتماني إليها، وأَنَا كاِرهٌ لَها!؟

قالا: نعم، فقال: غيرَ مُجْبرَينِ ولا مَقْسُورَينِ، فأسلمتما لي بيعتكما وأعطيتماني عهدكما! قالا: نعم، قال: فما دَعاكما بعدُ إلى ما أرى؟ قالا: أعطيناك بيعتنا على ألاّ تقضي الأمور ولاتقطعها دوننا، وأن تستشيرنا في كلّ أمرٍ ولا تستبدّ بذلك علينا، ولنا من الفضل على غيرنا ما قد علمتَ، فأنتَ تقسم القسم وتقطع الأمر، وتمضي الحكم بغير مشاورتنا ولا علمنا.

لَقَدْ نَقَمْتُما يَسِيراً، وَأَرْجَأْتُمَا كَثِيراً، أَلاَ تُخْبِرَانِي، أَيُّ شَيْ ء لَكُمَا فِيهِ حَقٌّ دَفَعْتُكُمَا عَنْهُ؟ وأَيُّ قَسْم اسْتَأْثَرْتُ عَلَيْكُمَا بِهِ؟ أَمْ أَيُّ حَقّ رَفَعَهُ إِلَيَّ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ضَعُفْتُ عَنْهُ، أَمْ جَهِلْتُهُ، أَمْ أَخْطَأْتُ بَابَهُ؟! - واللَّه - مَا كَانَتْ لِي في الْخِلاَفَةِ رَغْبَةٌ، وَلاَ في الْوِلاَيَةِ إِرْبَةٌ، وَلكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي إِلَيْهَا، وَحَمَلْتُمُونِي عَلَيْهَا، فَلَمَّا أَفْضَتْ إِلَيَّ نَظَرْتُ إِلَى كِتَابِ اللَّه وَمَا وَضَعَ لَنَا، وَأَمَرَنَا بِالْحُكْمِ بِهِ فَاتَّبَعْتُهُ، وَمَا اسْتَسَنَّ النَبِيّ فَاقْتَدَيْتُهُ، فَلَمْ أَحْتَجْ في ذلك إِلَى رَأْيِكُمَا، وَلاَ رَأْيِ غَيْرِكُمَا، وَلاَ وَقَعَ حُكْمٌ جَهِلْتُهُ، فَأَسْتَشِيرَكُمَا وَإِخْوَانِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ؛ وَلَوْ كَانَ ذلك لَمْ أَرْغَبْ عَنْكُمَا، وَلاَ عَنْ غَيْرِكُمَا. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُمَا مِنْ أَمْرِ الاُْسْوَةِ، فَإِنَّ ذلك أَمْرٌ لَمْ أَحْكُمْ أَنَا فِيهِ بِرَأْيِي.

وَلاَ وَلِيتُهُ هَوىً مِنِّي، بَلْ وَجَدْتُ أَنَا وَ أَنْتُما مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَلَمْ أَحْتَجْ إِلَيْكُمَا فِيَما قَدْ فَرَغَ اللَّه مِنْ قَسْمِهِ، وَأَمْضَى فِيهِ حُكْمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمَا، - واللَّه -، عِنْدِي وَلاَ لِغَيْرِكُمَا في هذَا عُتْبَى. أَخَذَ اللَّه بِقُلُوبِنَا وَقُلُوبِكُمْ إِلَى الْحَقِّ، وَأَلْهَمَنَا وَإِيَّاكُمْ الصبْرَ. ثم قال عليه السلام: رَحِمَ اللَّه رَجُلاً رَأَى حَقّاً فَأَعَانَ عَلَيْهِ، أَوْ رَأَى جَوْراً فَرَدَّهُ، وَكَانَ عَوْناً بِالْحَقِّ عَلَى صَاحِبِهِ.

نهج البلاغة "ص205 "322-321 و شرح نهج البلاغة "39/7".

"290" أَنَا ولا ولداي هذان.

إن طلحة والزبير قالا له عليه السلام وقت البيعة: نبايعك على أَنَا شركاؤك في هذا الأمر، فقال عليه السلام لهما: لا، ولكنكما شريكاي في الفي، لا أستأثر عليكما ولا على عبدٍ حبشيٍّ مجدعٍ، بدرهمٍ فما دونه، لا أَنَا ولا ولداي هذان، فإن أبيتما إلاّ لفظ الشركة، فأنتما عونان لي عند العجز والفاقة، لا عند القوّة والاستقامة.

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "ج42/7".

"291" أَنَا أَعْرِفُ الغَدْرَ في أَوْجِهِهِما والنَكْثَ في أَعْيُنِهِما.

وقال عليه السلام: بايعني طلحة والزبير، وأَنَا أَعْرِفُ الغَدْرَ في أَوْجِهِهِما، والنكث في أعينهما، ثم استأذناني في العُمْرَةِ، فأعْلمتُهما أنْ ليس العُمرة يُريدانِ، فسارا إلى مكّة واستخفّا عائشةَ وخدعاها، وشخص معهما أبناء الطلقاء فقدموا البصرة، فقتلوا بها المسلمين، وفعلوا المنكر. ويا عجباً لاستقامتهما لأبي بكرٍ وعمر! وبغيهما عليَّ! هما يعلمان أني لستُ دون أحدهما، ولو شئتُ أن أقولَ لَقُلْتُ.

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "310/1".وانظر دعائم الإسلام "384/1" وبحار الأنوار "116/41".

"292" أَنَا مَاتِحُهُ.

ومن كلام له عليه السلام في طلحة والزبير: واللَّه، مَا أَنْكَرُوا عَلَيَّ مُنْكَراً، وَلاَ جَعَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نَصَفاً، وَإِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقّاً هُمْ تَرَكُوهُ، وَدَماً هُمْ سَفَكُوهُ، فَإِنْ كُنْتُ شَرِيكَهُمْ فِيهِ فَإِنَّ لَهُمْ نَصِيبَهُمْ مِنْهُ، وَإِنْ كَانُوا وَلُوهُ دُونِي فَمَا الطلِبَةُ إِلاَّ قِبَلَهُمْ، وَإِنَّ أَوَّلُ عَدْلِهِمْ لَلْحُكْمُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَإِنَّ مَعِي لَبَصِيرَتِي، مَا لَبَّسْتُ وَلاَ لُبِّسَ عَلَيَّ، وَإِنَّهَا لَلْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فِيهَا الحَمأُ وَالْحُمَةُ وَالشُبْهَةُ المُغْدِفَةُ، وَإِنَّ الاَْمْرَ لَوَاضِحٌ، وَقَدْ زَاحَ البَاطِلُ عَنْ نِصَابِهِ، وَانْقَطَعَ لِسَانُهُ عَنْ شَغَبِهِ. وَايْمُ اللَّه لاَُفْرِطَنَّ لَهُمْ حَوْضاً أَنَا مَاتِحُهُ، لاَ يَصْدُرُونَ عَنْهُ بِرِىٍّ، وَلاَ يَعُبُّونَ بَعْدَهُ في حَسْي!. فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ العُوذِ المَطَافِيلِ عَلَى أَوْلاَدِهَا، تَقُولُونَ: الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ!

قَبَضْتُ كَفِّي فَبَسَطْتُمُوهَا، وَنَازَعَتْكُمْ يَدِي فَجَاذَبْتُمُوهَا.

اللَّهُمَّ إنَّهُمَا قَطَعَاني وَظَلَمَاني، وَنَكَثَا بَيْعَتِي، وَأَلَّبَا الناسَ عَلَيَّ؛ فَاحْلُلْ مَا عَقَدَا، وَلاَ تُحْكِمْ لَهُمَا مَا أَبْرَمَا، وَأَرِهِمَا المَسَاءَةَ فِيَما أَمَّلاَ وَعَمِلاَ، وَلَقَدِ اسْتَتَبْتُهُمَا قَبْلَ القِتَالِ، وَاسْتَأْنَيْتُ بِهمَا أَمَامَ الْوِقَاعِ، فَغَمَطَا النِّعْمَةَ، وَرَدَّا العَافِيَةَ.

نهج البلاغة "ص 195-194" الخطبة 137.

"293" أَنَا "إنْ" خَرَجْتُ من عندِكُم بِأِكْثَرَ مِمّا تَرَوْنَ فَأَنَا عند اللَّه من الخائِنِينَ.

لمّا أراد أمير المؤمنين عليه السلام التوجّه إلى الكوفة قام في أهل البصرة فقال: ما تنقمون عليَّ؟ يا أهل البصرة؟ وأشار إلى قميصه وردائه، فقال: واللَّه، إنهما لمن غزل أهلي. ما تنقمون منّي يا أهل البصرة؟ وأشار إلى صرّة في يده فيها نفقته، فقال: واللَّه، ما هي إلاّ من غلّتي بالمدينة. فإنْ أَنَا خرجتُ من عندكم بأكثر ممّا ترون فأَنَا عند اللَّه من الخائنين.

ثمّ خرج وشيعه الناس إلى خارج البصرة وتبعه الأحنف بن قيس إلى الكوفة. المفيد- الجمل ص:224: وروى أبومخنف لوط بن يحيى عن رجاله.

"294" أَنَا قاتِلُ أَهْلِ الجَمَل وصِفِّين بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.

الفضائل لابن شاذان القُمّي "84".

"295" أَنَا صَاحِبُ الجَمَلِ وَصِفِّين. عُيُون المواعِظِ والحِكَم.

"296" أَنَا عليهم عاتِبٌ زارٍ.

قدم الإمام عليه السلام الكوفة بعد وقعة الجَمَل، لاثنتي عشرة ليلة خلتْ من شهر رجب سنة ستّ وثلاثين. فدخل الكوفة ومعه أشرافُ الناس من أهل البصرة وغيرهم، فاستقبله أهلُ الكوفة، وفيهم قرّاؤُهم وأشرافُهم، فدعَوا له بالبركة، وقالوا: يا أميرالمؤمنين، أين تنزلُ؟ أتنزلُ القصر؟ قال: لا، ولكني أنزلُ الرحبة، فنزلها، وأقبل حتى دخل المسجد الأعظم، فصلّى فيه ركعتين، ثم صعد المنبر، فحمد اللَّه، وأثنى عليه وصَلّى على رسوله، ثم قال: أمّا بعد، يا أهلَ الكوفة، فإنّ لكم في الإسلام فضلاً ما لم تُبدّلوا وتُغيّروا، دعوتُكم إلى الحقّ فأجبتُم، وبدأتُم بالمنكر فغيّرتم، ألا إنّ فضلكم في ما بينكم وبين اللَّه، فأمّا في الأحكام والقسم فأنتم أسوةُ غيركم ممن أجابكم، ودخلَ في مادخلتم فيه. ألا إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم اتّباعُ الهوى، وطولُ الأمل، أمّا اتّباعُ الهوى فيصدُّ عن الحقّ، وأمّا طولُ الأمل فينسي الآخرة، ألا إنّ الدنيا قد ترحّلتْ مدبرةً، وإن الآخرة قد ترحّلتْ مقبلةً، ولكلّ واحدةٍ منهما بنُون، فكونوا من أبناء الآخرة.

اليوم عملٌ ولا حسابَ، وغداً حسابٌ ولا عملَ، الحمد للَّه الذي نَصَرَ وليّه، وخَذَلَ عدوَّه، وأعزَّ الصادق المحقَّ، وأذلَّ الناكثَ المبطلَ، عليكم بتقوى اللَّه وطاعة من أطاع اللَّه من أهل بيت نبيّكم، الذين هم أولى بطاعتكم في ما أطاعوا اللَّه فيه من المستحلّين المدّعين المقابلين إلينا، يتفضّلون بفضلنا، ويجاحدوننا أمرنا، وينازعوننا حقّنا، ويباعدوننا عنه، فقد ذاقوا وبالَ ما اجترحوا فسوف يلقَون غيّاً. ألا إنه قد قَعَدَ عن نصرتي رجالٌ منكم، و أَنَا عليهم عاتبٌ زارٍ، فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون، حتى يعتبوا ليعرف بذلك حزب اللَّه عند الفرقة.

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "3/ 102-103".

/ 25