فاطمة الزهراء و ترفی غمد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فاطمة الزهراء و ترفی غمد - نسخه متنی

سلیمان کتانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الحرص منهم على الرساله- عن طريق استلام الحكم؟

ان يكن الاول، فلقد توصلوا الى الغايه، و لا لزوم الى حوار... و ان يكن الثانى- كما هو الادعاء- فلماذا الخوف من استدعاء رجل سلمه زمام الرساله من حمل الرساله؟.

ولكن القضيه لم تكن بحاجه الى حوار، لقد احتاجت الى تصرف. ان اهل السقيفه تصرفوا. اما الحوار، فانه قام فيما بعد. لقد دفعه حوارا ذلك الذى كان من الواجب ان يحسب قطب الحوار.

الوتر المجروح


ما انبلج صبح اشد كلوحا من ليل، كهذا الصباح الحزين يعصر ضلوع فاطمه الزهراء على حواشى فراش لصيق بالارض سجى عليه جسد بلا حراك- جسد كانت عيناه- لبضع ساعات خلت- كانهمار النور من الكوى، و كان فمه، كانفتاح الكوى على المناور...

و كانت تميد الارض بفاطمه و هى تداعب يدين مرخيتين، كانهما استسلام الحب فى غمرته- لا هى ترخيهما من بين كفيها، و لا هما- بين كفيها- تتاودان...

و كان فمها يتنقل بشفتيه لثما و تقبيلا على طول هاتين الذارعين المتلاشيتين،كانها تنقل اليهما من لواعجها دف ء الحياه و حره الدم.

و كانت نفسها تفيض شعاعا و هى تطوف حول الفراش البارد بعينين مغمضتين على لهب المجامر، لا الدمع يطفيها، و لا بروده الموت ترويها.

و كانت مناجاتها تطوف صعدا وهبوطا من قلبها الى لسانها و من جنانها الى عمق كيانها، كانها الوعى المسعور او الشوق المحرور.

ابتاه- اطعمتنى من قلبك و سقيتنى من عينك، لهذا انا اليوم اتضور جوعا اليك و اتقلى ظلما الى عطفك.

ابتاه- يا ايها الهابط الجاثم- ما هكذا تجثم الجبال على الشواطى.

ايها الصامت الساكن... ما هكذا تسكن الرياح مع السحب... ابتاه يا اعطف و اكرم اب ما هكذا تنقطع الصلات، و لا هكذا تنبتر المكارم.

و ما كانت فاطمه لترتوى، لا باللمس و لا بالهمس- فالاب الذى كان يملا عينيها ضياء، اغمض عينيه على هباء- واليد التى كانت تلف خصرها بالحنان- يبست على ملامسها الخماله...

لهفى على فاطمه، لهفى على الرهيف من حسها، لهفى على القد النحيل يهصره

الالم- لهفى على الصديقه التى رافقت اباها كما يرافق الظل اغصان الشجر والشذى الناعم النديان غب السوسنه...

فليكن لك البيت يا فاطمه- فى البقيع- وليكن لك كل يوم، بابيك لقاء- ليس كل اب كابيك، و لا كل دمعه كدموعك لها من سكبها طهر النزيف...

اسامه


و انت- ايها الفتى البطل- كانت تشوح بك البطوله الى اقتناص الامجاد. لقد كان حظك بالقياده مربوطا بمصير، والجزيره- يا اسامه

[اسامه- هو ابن زيد بن حارثه، و زيد هذا هو الذى تبناه النبى ثم سلمه قياده جيش لغزوه «موته» ثلاثه: هو و جعفر بن ابى طالب، و عبداللَّه بن رواحه. ولكنه فشل فى ذلك الحين و قتل و قتل رفيقاه فى القياده ايضا. ثم تولى القياده- فيما بعد- خالد بن الوليد، فغزا موته و افتتح الشام. و اسامه سلم قياده جيش كان من ضمنه: ابوبكر الصديق و عمر بن الخطاب و عبدالرحمن بن عوف و ابوعبيده بن الجراح و سعد بن ابى وقاص و غيرهم. و امر للتوجه الى البلقاء لمحاربه اهل «ابنى» الذين قتلوا زيد بن حارثه فى محاولته غزو الشام. و لقد تململ شيوخ الصحابه و طعنوا باسناد القياده اليط فتى يافع. و لقد فى ذلك النبى: «ان تطعنوا فى امارته فقد كنتم تطعنون فى اماره ابيه من قبل، و ايم اللَّه انه كان لخليقا بالاماره، و ان ابنه لخليق للاماره» ولكن جيش اسامه لم ينطلق، لقد اخره مرض النبى. ان الصحابيين الذين كانوا فيه عرقلوا هذا الزحف بانتظار ما سيحدث للنبى، و اغلب الظن انهم كانوا يتوقعون موته- ]- لم يكن حظها و فيرا فى سلوك المصاعد.

يا ابن زيد، يا ابن بطل خر صريعا فى ساحه النضال- لقد شهدت «موته» بدايه الصراع على يدى ابيك فى جلوه الحق و تكنيس الحرم من ادران الوالغين، خر صريعا و كان شهيد المحاوله.

و انت يا اسامه، يا شهاده الحق بان البطوله ليست وقفا على عدد السنين، كان حظك- و انت ابن العشرين- يضعك على الخط الذى يمشى عليه الابطال التاعسون.

لقد مات النبى- و هو يقلدك الوسام- فارتبط حظك البائس بحظ الجزيره الذى وقف على المفرق الخطر.

و مثلما تنكبت عن على- اثقال الخلافه- تنكنت عنك- يا ابن زيد- امجاد القياده.

عتب


من كان يحسب ان فاطمه المفجوعه بابيها لا تجد- بعد موت النبى- لفيفا يتقاسم حزنها و يخفف لوعتها؟.

عتبا على التاريخ، يتقبل فى فاطمه: كل كلمه مجنحه، كل وصف تتشوق الى مثله مخامل الورد و معاطف النرجس، كل صفه كانها تيمن الارض بانقى الشمائل... ثم يتقبل جحودا بها، كانها لغفله المنسيه او النواه المرميه...

يا اهل الجزيره- هذه الديمه هى ارخيه ذلك السحاب، يا تحرق الغبار الى السراب...

صدمه


كان بالامكان ان تخف لوعه فاطمه على ابيها، اجل على ابيها الذى اعتادت كل عمرها غرف الحنان من حضنه، و لم يكن وجود على ليخفف من تلك اللوعه، النديتين الصافيتين، ولكن الجفاء الذى قابلها به من حل- فى الحكم و الاداره- محل ابيها، هو الذى وسع على قلبها غمره الحزن، فالمركز الذى كان يحتله النبى هو نتاج عقله و خياله و نحاته عزمه و جهاده و حرم تفلته و اندغامه و محراب سجوده و قيامه. و ما كانت فاطمه- فى محرابه- الا صلاه فى ابتهاله فهى شعاع نفسه و بعض فواده.

ان الذى حل محل ابيها فى الحكم و التوجيه، لم يحل محل ابيها بالعطف، حل بالعنف و لم يحل بالتوده، حل كما اراد هو لا كما اراد ابوها، ذلك كان- بحس فاطمه- كل الاغتصاب.

لقد كان ابوها ابا لها قبل ان يكون ابا لاى سواها- فما بال القوم يغتصبون منها حتى اباها.

و ابوها هو الذى صنع الجزيره، و لقد احبته الحب الدافق لانه- بالحصر- صنع الجزيره. فباى عرف جاحد تزحف الجزيره- اليوم- لتحطيم حشاشتها و تهشيم ضلوعها...

و ابوها هو الذى كان رب المنطق و البيان، و باعث الحق و باعث الايمان، و هو الذى قاد، و هو الذى وجه، و هو الذى اخصب، و هو الذى وزع- فباى بيان تسد عليه سبل المنطق:؟ و باى حق يحجب من بعده الراى السديد؟.

و لم يكن النبى ليخلف- الا كله، ليخلف: فى ما قال و فى ما عمل فى ما اخذ و فى ما بذل، و فى ما وهب و فى ما اوصى و فى ما احتسب، و فى كرهه و فى حبه و فى نهيه و فى رغبه.

فاى شى ء هذه الخلافه منقوصه مبتوره، مفتوله مشطوره؟ ما طعم الغيره عليها و فيها الاثره؟ ما قيمه الشان لها ظاهره الصدق و باطنه الحيله؟ لقد ضاق النبى فيها و فيها قصر، و هو الطويل النجاد و الواسع العباب... اهى خلافه لنبى، ام هى تظهير للون؟ وسع الحرص فيها حتى ضاق، و ضاق العدل فيها حتى انفرط، و كان الحرص فى النبى فيضا و توزيعا، و كان العدل عند النبى رحمه و توسيعا.

كل هذه الافكار كانت تدور فى راس فاطمه الحزينه، و قد اقحمت الخلافه على ابى الصديق، بكل ما فى الامر من نقض وصيه ابيها الموصى. و فدك- نحله ابيها اليها- قد قطعت عنها كما تقطع يد السارق.

بلاغه


اى شى ء نفر بفاطمه الى ساحه المسجد؟

من قال:- ان البطولات وقف على الرجال؟

من قال:- ان النفوس الكبيره تعيش بغير شموخ؟

من قال:- ان الشعور بالحق يرضى بالمهانه؟

كل ذلك وجد تطبيقه فى الزهراء و هى تمشى- متلفعه بوشاحها الاسود- نحو باحه المسجد، بقد نحيل جارت عليه مبراه الالم...

اى الم؟... و هل للمفجوع غير التاسى؟...

ولكن فاطمه الزهراء ما جاءت تقول للناس: عزونى... بل جاءت الى الخليفه لتريه لون الشعاع فى الشمس، و لتسمعه نبره الناى فى خفق العواصف...

لقد قالت له المعنى الكثير، ولكن البليغ الذى سمعه هو الذى كان مسحوقا بصمت،و الذى جاء ملفوفا بوشاح...

دمعه


لا على، و لا فاطمه، كانا مقتنعين بنجاحهما باسترجاع فدك، و لم يكن تصرف فاطمه بالاقدام و المطالبه- اكان ذلك فى باحه المسجد على ملا من المسلمين، ام كان فى مراجعات اخرى فى بيت الخليفه، ام فى بيوت الانصار، ام فى ايه من المناسبات العارضه- عن اقتناع بان حقوقها بالارث ستعود اليها.

و لم يكن ذلك ايضا، دليلا على تفتيش البيت عن مورد يومن له الثروه و الترفيه، فالبيت هذا الف القناعه فى العيش: ان جهاز فاطمه لم تكن قيمته اكثر من قيمه درع، و لم يكن زواج فاطمه بعلى الا ليكون- فى معناه ومجتناه-متانه درع.

لقد قنعت ابنه الرسول، فى يوم عرسها، بثوبين من الصوف بقطيفه و خمار، فقنعت بفراش من خيش محشو بليف، وقنعت بقدر واحد و جره خضراء، و رحى لجرش حباب الشعير تديرها بكفها الهزيله، و لم تطمع باكثر من قعب للبن، وشن للماء، و قطعه حصير... هذه هى الدرع- درع على التى حملها على الى السوق بنفسه و باعها باربعمايه درهم ليصرفها جهازا لعروسه.

«هذه هى حقيقه البيت الذى يطالب بفدك، يطالب بها، لا ليزيد لنفسه ثروه، بل ليزيد من متانه الاسلام، ليزيد من اعمال البر و تفريق الحسنات على كل هولاء الذين يعيشون فى الجزيره على مجاعات و اشدها مجاعه الفكر و مجاعه الروح.»

لذلك هبت فاطمه تطالب بالارث، لا لتحصل على الارث، بل لترهف حسا جماعيا لايزال يهجع فى الذل و يرضى بالاستكانه، لتظهر للحاكم: انه لن يتمكن من القياده و فى عينيه دكنه من ظلم و مشحه من اغتصاب، لتظهر له ان فدكا وكل شبيه بفدك، شوكه فى عين الخلافه- و كل خلافه- الى ان تنزع.

ان الم فاطمه، لم يكن مصدره موت ابيها- اكثر مما كان مصدره ان رساله

ابيها، ما ان عاشت حتى دخلت فى حشرجه. لم تكن فاطمه تحب فى ابيها زنده المفتول و صدره البض، لقد كان حبها له فى صفوه العقل و انبعاث الروح، لقد احبته فى افق... و لما مات، كانت تدرك ان لكل انسان نهايه، و ان فى رساله ابيها تكون البدايه.

و ها هى الرساله، اخذوها للاستعمال و لم ياخذوها للاكتمال، اخذوها اداه و لم ياخذوها صفوه اناه.

ان الذين يغتصبون خلافه، ليس كثيرا عليهم ان يختلسوا قطعه ارض، و ان الذين يعيشون فى رهافه الحس- كفاطمه و على- ليس كثيرا عليهم ان يضنيهم التبرم و الالم، و هم يشاهدون باعينهم مشاهد الماساه.

و لقد بزرت فاطمه الى الساحه تمثل دورها الناعم، فكانت كشعاع الشمس- دافى ء،ولكنه حارق، و كانت كحد السيف- رهيف ولكنه قاطع.

و لقد ادرك ابوبكر الصديق عمق القضيه فبكى، و لم يكن بكاوه عاطفه هيجتها فيه فاطمه بثكلها او يتمها، او اثرت عليها انوثه فيها مكسره الهدب او ذابله الوجنتين لقد بكى من هزه فى نفسه، و من شعور فى ضمنه، ازاء و جفه من ضمير، و ومضه من وجدان.

لقد كان يعرف ان الخلافه ما وصلت اليه مفتوحه على كف من السماح فلقد كان ينقصها كثير من الصراحه مع كثير من انبساط الخواطر لقد كان ينقصها الاجماع.

لقد نقصها الحس الصادق و الشعور البرى ء و العين الرضيه، و ليس قليلا هذا الذى نقصها، فالحاكم هو الصدر مشتبكه كل ضلوعه ان ضلعا منه مبسورا، يشغل القلب و يضنى التنفس، و الحاكم هو للكل قبل ان يكون لنفسه، و هو عقل و قلب و قلب و عقل، و هو كل النظافه- ان النظافه يجب ان تكون كل اطاره- لهذا يجمل بالحاكم الاول ان يستقطب اليه الحس الجماعى، حتى ياتى دوره فى الحكم تلبيه لاحترام كامل يضمن له صدق العمل و صحه المسير.

و مركز ابى بكر الصديق فى الخلافه كان فى هذا الانتخاب محصورا فى سقيفه،

/ 14