فاطمة الزهراء و ترفی غمد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فاطمة الزهراء و ترفی غمد - نسخه متنی

سلیمان کتانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


اولى ان يطلب الى الرجل ابرازه بجهد مضاعف حتى تتم على المراه عمليه الانعكاس.

فاذا شكى فى المراه من نقص فهو نقص الرجل يظهر فى المراه مثلها يظره اللين فى العظام من نقص الاملاح فى الجسم، او كما يظهر الهزال فى العضلات من ضعف الغذاء فى البدان، او كما يظهر الشحوب فى الوجه من ضاله الحيويه فى الدم.

ان الرجل و المراه شطرا جسم واحد، فاذا كان الرجل بحاجه الى ام فالمراه رحمه، و اذا كان بحاجه الى رفيق فالمراه شوقه و حنينه، و اذا كان بحاجه الى ترفيه فهى كاسه و عبيره، و اذا كان بحاجه الى مجتمع فالمراه تربته و خصبه.

كل مجتمع لا يعتبر المراه بمثابه اليد اليسرى الى اليد اليمنى فى جسم الانسان، يكون مجتمعا مسوولا- الى حد بعيد- عن تخلفه عن السير فى مضمار التحقيق و التقدم و الفلاح.

تكثيف المشاهد


عناصر البحث:

دراسه

طريق المجد

بدايه الحوار

الوتر المجروح

اسامه

عتب

صدمه

بلاغه

دمعه

ثلاث نساء

خطاب فى باحه المسجد

البطوله

التسجيل

وتر فى غمد

فدك

ابنه النبى

زوجه على

ام الحسن والحسين

الامامه

الارث

البقيع

بسمتان

اسماء بنت عميس

دارسه


من المفهوم ان عصر الجاهليه لم يكن يتمتع بشكل من الحكم الراقى. ان المجتمعات البدويه- شان مجتمع الجزيره- ليس لها اكثر من شكل او ترقراطى تتحكم به روح قبليه. و لا يرافق هذا النوع من الحكم ذلك الولاء الصميم الذى يرافق الوحدات الاجتماعيه المترابطه بالمصالح و المصير. فالقبائل المشروره فى الجزيره، على طول رقعه شاسعه، تفصلها عن بعضها البعض صحار و كثبان، لم تكن لتجمعها تلك الوحده الحياتيه، و لم يكن ليرعاها ذلك الشعور.

ان ذلك لم يكن مطلقا فى الجزيره، فالحقوق الشخصيه كانت شبه معدومه، و الملك الفردى كان شبه معدوم، و لم يكن الفرد اكثر من وحده عدديه فى القبيله، يستعمل للغزو، فهو متنقل ابدا مع قبيلته وراء الكلاء و التفتيش عن الاود.

و لم يكن بالامكان جمع هذه القبائل بهاتف من الاقناع العقلى- العلمى الذى يعين وحده المصالح مع وحده التفكير و وحده العمل و وحده التوجيه... لا يجد كل ذلك تلبيه له الا فى المجتمعات التاريخيه المثقفه التى مارست كل فضائل الاجتماع و استوعبت عمق المدارك. و هذا ما كانت تفتقر اليه قبائل الجزيره بحكم طبيعه ارضها و مناخها. لقد توصل الى هذا الفهم اولئك الذين هاجروا منها، الى ارض الرافدين- مثلا- فاندمجوا فى الارض التى هبطوا فيها، ووجدوا منها ارضا صالحه لهضم مجاهيدهم العقليه و الجسديه، هناك تولد لهم ذلك الولاء للارض التى انصبوا فيها- مثلا- فاندمجوا فى الارض التى هبطوا فيها، و وجدوا منها ارضا صالحه لهضم مجاهيدهم العقليه و الجسديه، هنالك تولد لهم ذلك الولاء للارض التى انصبوا فيها- مع الاكاديين او السومريين او الكنعانيين الفينيقيين- مع كل هولاء الاقوام اندمجت هجرات اهل القبائل من الجزيره فى تطوافهم القديم، فاثبتوا- باندما جهم الذى تطور الى مدنيات-ان الانسان يكون انعكاس البيئه التى يتفاعل فيها و معها تفاعلا تاريخيا.

ان الرسول لم يجهل هذه الحقيقه- حقيقه واقع مجتمع الجزيره- لهذا فانه لم يتمكن من جمع وحداتهم الا بفكره هبطت من فوق، فجاء الدين بالتوحيد

يفعل ما لا تفعله ايه قوه اخرى، و لقد قال: (لو انفقت ما فى الارض جميعا، ما الفت بين قلوبهم).

لقد برزت عبقريه النبى بشكل حقق الاعجوبه، فالجزيره كانت باشد الحاجه الى قوه ترزم قبائلها المتفككه و نزعاتها المتغايره و ميولها المتشتته. لقد كانت بحاجه الى من يوجه قوافلها المهاجره نحو الافاده من خطوطها التجاريه اليابسه.

و لقد تم العمل بسرعه- لا معركه «احد» و لا معركه «بدر» تمكنتا من ان تتوقفا فى درب المهاجرين الذين رجعوا لتنفيذ التصاميم المدروسه، و كانت الغلبه للذين كان عندهم التصميم على كل من لم يكن لديه اى تصميم. اما الشعب فهو الذى ينقاد دائما وراء القائد البطل- لست اقول:- عن فهم، بل عن انجراف و انقياد. لم يكن الفرد فى الجزيره- فى ذلك الحين على الاخص- ليولف تلك الجماعه الواعيه. ثم ان الفرد- فى كل حين- حتى فى المجتمعات الراقيه- شانه ضئيل فى التصرف، الا ان يكون من النوع الذى تليق به القياده.ان المجتمعات التى يكثر فيها هذا العدد من الافراد المدركين، يرفعون نسبه الرقى فى مجتمعاتهم و يعينون، الى حد بعيد- بروز القاده اللامعين فيهم لتخف الاخطاء فى القياده و اليتميز النجاح فى تطبيق المناهج.

و لم يبرز فى مجتمع الجزيره اى فرد تمكن من حصرالقياده و نقشها عتلى صفحات التاريخ- الا فى ظهور محمد- فحطم ابلغ رقم قياسى فى تاريخ خلود القاده العباقره.

غير ان النجاح الذى حققته الرساله الاسلاميه فى الامبراطوريه الضخمه التى غطت الشرق و الغرب لعده قرون، و التى اكتسحت بتعاليمها مئات الملابين على وجه الارض، لم تحقق فعلها بقوه تلك القبائل التى زحفت هائمه من الجزيره، بل حققته بقوه قابليتها، و بصدق نظرتها الى الحياه و الكون. اما ابن الجزيره، فانه جنى من منافعها ما تمكنت قابليته هو من الاخذ منها، و لقد فعلت فيه على حياه الرسول بنسبه ما تمكن الرسول نفسه من عكس التعاليم الرساليه عليه اشعاعا من شخصه الكريم: و جودا و تجسيدا و قدوه و تمثيلا، و الما قبض الرسول- اى لما غاب

عن الجزيره هذا الحضور هذا التجسيد الماثل امام العين- خبت الجذوه التى كانت تستمد من هذا المصدر و هجها و حرارتها، و انقسم- بسرعه مذهله- الخط الجامع الموحد، و استيقظت القبليه التى هجعت لمده قليله من السنين.

ان الوقت الذى عاشه الرسول فى محيطه لم يكن كافيا لطبخ النفوس و جعلها تتمرس بالحق و الصواب، و لقد كان يدرك ان المجتمعات البشريه يلزمها تاريخ- لابل تلزمها صناعه التاريخ، و صناعه التاريخ لا تتم الا بالمدى الثقافى المتولد من الداب الحثيث فى مجالات الحياه الخمصبه و المولده، بالتمرس بكل ما هو انتاج صادق فى مجتمع صادق، كل ذلك تحتاجه المجتمعات الراقيه- و احرى بمجتمع الجزيره الذى لم تلمسه بعد كف الحياه بحقيقه و اعيه، لذلك فهو بحاجه قصوى الى مدى، الى سلسله طويله من القاده الموجهين حتى تتم على ايديهم سبل التوجيه القويم و سبل المران الطويل.

ان شعب الجزيره كان بحاجه ماسه الى توجيه صادق يسلخه عن قبليته العمياء ليضعه على الخط الحضارى المتلقط بانتاج ذاتى هو وحده الذى يبقى مع كل مجتمع،ليبنى وحده ذلك الجمتع.

و شعب الجزيره- الذى بقى حتى هذا التاريخ، بلا قائد- يصعب عليه ان يخلق لنفسه مثل هذا القائد الذى رمت به اليها يد العنايه.

من هنا كان حرص النبى على القاء تبعات هذه الرساله الجليله و الطويله المدى على عاتق ولى يتركها اليه ليتوارثها عنه من بعده كل من سيصبح فيها اشد مراسا. و مع كل خطوه الى الامام يكون شعب الجزيره قد اصبح اكثر مرانا و اشد تعمقا بما يلقى عليه فى سبيل تامين مصيره كمجتمع.

و لكن موت النبى لم يحقق اتمام الوصيه و اتمام المخطط لاتمام النهج.

ان الاجتماع الذى حصل فى السقيفه- و جثمان النبى لا يزال فاترا- كان اكبر دليل على اليقظه السريعه للميول المكبوته المجمده تحت ضغط الهاله القدسيه

التى كانت تشع من جبين المسجى الصامت الذى كان على قيد الحياه منذ ساعه، لقد وجدت تلك الميول- فى هذه اللحظه التاريخيه الواجمه- متنفسا لها فعبرت عن روح قبليه جاهليه لم تتمكن حتى الرساله من وادها.

ان الجزيره التى كان عليها ان تغرق فى صمت رهيب امام الجسد الواقف على عتبه تاريخها، راحت تداعب ترهاتها و تتلاعب بمقدساتها، ان النضيد الذى لف النبى به جيد الجزيره، حسبته الجزيره من زجاج عندما قطعت عقده و راحت تبعثره بين الغبار. و لقد كانت معذوره فانها لم تشهد قط- فى تاريخها- لالى ء ذات حجم.

طريق المجد


لقد سلك الاسلام طريق المجد، الاسلام الذى هو فكره مقتنعه بصدق نفسها، و الذى هو فكره تمكنت من توزيع ذاتها اشعه ايمان. و لقد كان الاسلام فكره توحيد، وحدت الخالق و وحدت العمل الجبار الذى انطلق تبشيرا و فتوحات.

تقبلته الشام فتحا «يسيرا» و تقبله العراق فتحا «يسيرا». و الشام- منذ الاف السنين- و هى تتقبل زحف القوافل، و هى اليوم تفتح صدرها لاعظم قافله تنجدل فيها حبال النور. منذ سته قرون، و هى تحاول- مع عيسى- تقليص شبح العلج الرومانى و لم تفلح. اما اليوم، فهى التى تمد يدها بسخاء للزحف المقدس الذى سيطرح بكرتستانس الثانى الى اليم. و ليس العراق باقل ارتباطا من الشام بحبل الاواصر، و لا اخف منها شوقا لتقويض اركان ايوان كسرى.

هكذا امسى التوحيد يخط طريق الفتوحات: الى العراق و الشام الى مصر و افريقيا، الى فارس و مهابط الهند، الى اوروبا و حوض المتوسط. ان الفكره التى بشرت بالتوحيد كانت لها جاذبيه التوحيد.

و لكن الكفاح الذى مشى به الاسلام كانت تتجاذبه- فى الفكره الاصيله فيه- روحيتان: روحيه حضريه و روحيه مدريه، و مشت الروحيتان متوحدتين الى هدف مشترك، و انخدع التوحيد باسم التوحيد.

فالروحيه الحضريه هى التى اخذت لنفسها من الفكره مبدءا و عقيده تقيدت بهما بكل انضباط، لقد كان التشديد على العفه فى المسلك من اشد ما تقيدت به من مواثيق. اما الفكره الثانيه فهى التى مشت بثوبها القديم، تقنعت بالفكره كما يتقنع المتسلل بالليل لاتمام عمليه غزو. هكذا هب مجمل القبائل فى الجزيره- باسم الجهاد- لتجعل من الكفاح محارز اغنام- لقد كانت فكره التوحيد فذه، ولكن الموحدين لم يكونوا كلهم افذذا، لهذا مشى الفتح الى تحقيق يرافقه دائما خوف و قلق، اديا به الى انحطاط و انهيار.

«منذ البدايه و الفتح يعانى هذا العوارض، وبقى يعانيها فى سيره الطويل: عاناها على حياه النبى بالمومن و المرتد، و بالخلص الفاهم و المناصر المخاتل، و فى ساعه موته عاناها: بالمومن بالجهاد دربا الى الحق، و بالمومن به دريا الى نفوذ...

بفتح الشام عاناها: فتحا صادقا موديا الى انفتاح، و فتحا مغرضا موديا الى انعلاق...»

هكذا نجح الفتح مع كل اصاله، و هكذا خاب مع كل زيع، و هكذا كانت دائما تنقل الهجرات تجاراتها من الجزيره، و يتقبلها الجوار، اكانت صدقا يغنى ام كانت هرفا يضنى...

بدايه الحوار


بعد موته النبى- بعد اجتماع السقيفه- بعد نقض الوصيتين: وصيه الخلافه لعلى، و وصيه الارث بفدك لفاطمه- شهد العالم الاسلامى بدايه حورا.

«و ليس احب الى الحوار من المنطق، و ليس اشفع للمنطق من العقل، و ليس اجلى للعقل من الهدى، و ليس اقرب الى الهدى من الصواب، و ليس اضمن للصواب من الحق، و ليس اجدر بالحق الا الذين انطوت فى نفوسهم تلك القيم، و اشرف ما فى القيم نقاوه الوجدان.»

و كل قضيه لا تستقيم بدون حوار. ان نهضات الامم ما تحقق الجليل منها الا بعد حوار طويل، و لا اقول ان الحوار لا يمتشق حساما فاصطراع العقائد يودى فى اغلب الاحايين الى انفتاق الثورات فى الشعوب لتحقيق من العقل، و ليس اجلى للعقل من الهدى، و ليس اقرب الى الهدى من الصواب، و ليس اضمن للصواب من الحق، و ليس اجدر بالحق الا الذين انطوت فى نفوسهم تلك القيم، و اشرف ما فى القيم نقاوه الوجدان.»

و كل قضيه لا تستقيم بدون حوار. ان نهضات الامم ما تحقق الجليل منها الا بعد حوار طويل، و لا اقول ان الحوار لا يمتشق حساما فاصطراع العقائد يودى فى اغلب الاحايين الى انفتاق الثورات فى الشعوب لتحقيق الافضل و الاسمى، انه الحوار الذى يتنكر للكلام و يمتشق الحسام.

غير ان مفهوم الحوار- بشكله الناضج- هو ذلك الذى يعتمد الاقناع وسيله الى هدفه. اما اذا تعذر الاقناع «فاليسف اصدق انباء من الكتب».

و يتميز الحوار- بين ان يكون رصينا او ان يكون مبتذلا- برصانه المتحاورين و صدقهم، او باسفافهم و تخلفهم، و هنيئا لمجتمع بعتمد الحوار الرصين: حوار العقل و الحجه و المنطق- انه يكون مجتمعا يفتش تفتيشا عن المثل.

كلما كان الحوار رصينا، كان الوصول الى الحقيقه اضمن و اوفى و الحوار فى المجتمع هو الطريق المودى الى تطوير هذا المجتمع تطويرا ناميا، و لا ينهض مجتمع بغير حوار.

ان الحوار الذى قام بعد موت النبى لم يكن من هذا الوزن، فالذين اجتمعوا فى السقيفه لم يستدرجوا المجتمع الى حوار، لقد تحاوروا فيها بينهم و لم يستدعوا الشق الاخر لا ستكمال عناصر التنقيب و التوجيه.

ثم ان المجتمعين اى شى دعاهم الا الاجتماع؟ هل هو استلام الحكم، ام هو

/ 14