فاطمة الزهراء و ترفی غمد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فاطمة الزهراء و ترفی غمد - نسخه متنی

سلیمان کتانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


تمديد القضيه، قضيتها و قضيه زوجها و ابيها.

و ما كان ابوبكر الصديق- و من خلفه عمر بن الخطاب- الا ليجابها امراه تحرمها الجاهليه حق البروز، و حق التمرس بكل انواع البطولات- لالو ان الاسلام امن لها هذه الجلوه، و لولا ان فى فاطمه الزهراء اعنفوان النفس التى تتخطى الحواجز-

لمجابهه هذا الخط، كشفت فاطمه عن معصمها النحيل لتخوض معركه جانبيه، عميقه الاسباب، بعيده الجذور، و لم تدع الالم من فقدان ابيها، يدخرها عن متابعه الصراع، فكان لصوتها فى الحلبه رنه ناقوس الدير يهيب بالرهبان الى الصلاه.

و هوت فاطمه فى الحلبه- بعد موت ابيها بقليل- و بقى بعدها الخط يسجل وقع خطاها، و بقيت رنه الناقوس- على نعومتها- تتهادى من ظل الى ظل، لتنفجر جهادا فى باحه قصر الخليفه الثالث- عثمان بن عفان- زوج اختيها رقيه، و ام كلثوم، فى وزاجهما المكرر- و لتنعقد و لاء لصاحب الحق الاصيل بالخلافه- الامام على.

و استمرت ساحه الاسلام لا يسلس لجوادها قياد، يرخيه يمين فيجذبه يسار ثم يرخيه يسار فيجذبه يمين، و راح الجواد من خبب الى خبل، و من خبل الى خبب، بين تيارين فى مقوده متنافرى الجذب متعاكسى الاتجاه: مفرق الى الكوفه، و مفرق الى الشام- معركه فى البصره و رواغ فى صفين، اذان فى يثرب، و منجنيق على الكعبه. مد فى الاندلس و جزر فى الحجاز، انطلاق فى مصر و انقباض فى بغداد...

و دماء اغزر من دجله... و حوار فى غبار... و دموع من سراب.

تلك نتيجه- لن يتبرا منها اجتماع السقيفه، و لن تحرم من نعمتها قضيه «فدك».

ليت الرسول يوحى:

فتهدم سقيفه بنى ساعده.

و يفنى كل يهودى فى «فدك».

فى الجهه المعارضه- السقيفه


اما الجهه المعارضه، فهى القديم الذى رضخ للواقع. و ما كان الرضوخ يوما غير الاستسلام، و لو ان الاستسلام يشبه الاقتناع لانتهت المشاكل.

و القضيه التى جدت فى اقدامها و اكتسحت بصدق عزمها، و جدت فى المساندين لها هذين النوعين من المناصرين: فئه المقتنعين، و فئه المستسلمين. و لا يزال الخط حتى اليوم مقسوما بين مقتنعين و مستسلمين: الفئه الاولى هى التى ترى الحق من اجل الحق، اما الفئه الثانيه فهى التى لا ترى اليه الا من خلال المصالح الذاتيه.

و لقد مشى بالاسلام هذان النوعان من التاييد جنبا الى جنب، و كانا قوه فعلت فعلها الجبار- كانا جنبا الى جنب تحت عين القائد الاول، صاحب الفكره و ربه القضيه. و لكنه- لما ذهب- رجع المستسلم يفتش عن مغانمه، و بقى المقتنع يتابع تثبيت مغانم الحق.

و فئه المستلمين هى الفئه الاشد تنبها لكل اقتناص، لانها تكون دائما فى مركز التربص. و هكذا حصل، فما كاد النبى يغمض عينيه حتى كان ابوسفيان و من لف لفه من الذين ناهضوا الدعوه فى مستهلها، ثم اليها استسلموا، قد انتهوا من تدبير الخطه التى ما احكمت الا لتجر اليهم وحدهم، كل المكاسب.

ذلك كان اجتماع السقيفه- سقيفه بنى ساعاه- خرج منها المجتمعون باسناد الخلافه الى ابى بكر الصديق.

انه صحابى له وزن بين اللفيف الذى عاون فى انطلاق الرساله و لقد ربطه النبى اليه برباط قربى- بزواج- ان عائشه، ام المومنين الثانيه، هى بنت الصديق، و هى التى ستقود المعارضه- فيما بعد- ضد ابن عم النبى، و ضد ابنته فاطمه، سيكون لها شان فى معركه الجمل.

فى الساعه التى مات فيها النبى، ظهرت على المسرح الالوان و انقسمت الساحه الى جبهتين: جبهه البيت و اهله و معه الانصار، وجبهه قسم من الصحابه ذوى

الزعامات القديمه التقليد فى تاريخ الجزيره.

و سيتوالى على الحكم ثلاثه من اولئك الصحابيين قبل ان ينقلب الحكم الى مصلحه الامام على، و ستكون قضيه «فدك» مفتاحا من مفاتيح ذلك الانقلاب.

هكذا تبادل الخطان المنقسمان دروبهما، فالذى كان فى البدء مستسلما اصبح فى مركز الاصاله، و الذى كان مقتنعا اضحى من المستسلمين الراضخين، و بالتالى من فئه المتربصين.

ان الثوره على عثمان بن عفان كانت نتيجه ذلك الاختلاس و الانحراف عن الواقع.

ولكن الخلاف اصبح من نوع التجاذب الذى لا ينتهى. لقد لبسته الاجيال سجالا.

اما الجزيره التى انطلقت الرساله منها و لها، فانها تمزقت بين خطين: واحد ربطها بالشام، و آخر ربطها بالكوفه، ثم تشعبت خطوط الضغط عليها، لتعود فتغرق من جديد تحت ضباب، و لا فرق ان كان من سراب ام كان من غبار...

فدك


فى مستهل هذه الضجه التى زعق غبارها، برزت قضيه «فدك» عاقده على خصرها زناد حداد، و لقد كان واضحا خط الضغط فيها.

انها نحله من الرسول لابنته فاطمه، و هى مقاطعه يهوديه، صالح النبى اهلوها بتقديمها اليه- هبه دون حرب- فحقت له صرفا. لم يشرع فى سبيلها حسام، و لم ترق عليها نقطه دم، لذلك ليس للجهاد حق عليها.

قد يخلق الاجتهاد ما يشاء- فلنقل مثلا: لو لم يكن الجهاد هو الذى اكسب النبى منعه الجانب، لما كانت فدك لتصل اليه.

ان فى ذلك وجه منطق، ولكن الرسول هو الذى يوصى، الرسول عينه، الذى اغنى الجزيره بالف فدك... لماذا لا يحق له ان يوصى؟ ان يورث؟، ثم ان الذى اوصى بفدك ليس النبى، انه الاب الذى انجب... و الوارث- من جهه تاليه- ليت نبيا،انها الابنه التى لها لحم و دم، انها التى لا تعيش الا بالخبز و الماء، و بكل حقها من الارث...

ثم هنالك الاحترام- احترام ذلك الذى كان الملم المعم- ذلك الذى قسم الشرع،و ظهر الحقوق و الموجبات، و وضع الحدود و المقاييس، لقد كانت كل كلمه من كلماته شرعا... لماذا لا يحق له ان يوصى؟

«كل ما يرضى فاطمه يرضينى».

«كل ما يغضب فاطمه يغضبنى».

لماذا الشهود على الوصيه فى «فدك»؟ اليست هذه- ايضا- وصيه تثبت كل وصيه؟ و هذه لم يلزمها اى شاهد...

فلنعد الى الخط التاريخى:

وصلت «فدك» الى يد النبى فاوصى بها الى فاطمه.

مات النبى، فتوصلت الخلافه الى ابى بكر الصديق فى اجتماع السقيفه، كان غائبا عن هذا الاجتماع على بن ابى طالب لانهماكه بتجهيز جنازه الرسول.

ما كاد اهل البيت يفيقون من لملمه المصاب حتى تكشفت امام عيونهم خيوط الموامره.

مهما يكن من امر- تم السكوت فى قضيه الخلافه، درء لاى تفسخ يضر بالوحده.

قطعت فاطمه عن ميراثها فاقدمت تطالب به- فى مجلس الخليفه بالذات- بخطاب مفند.

طلب اليها تقديم الشهود بالوصيه، قدمت شهودها، لم تنجح، دعمت حقها بالارث بكل آيه وردت فى الكتاب الشريف- فى ما يختص بيحيى بن زكريا، اذ يقول:

(رب هب لى من لدنك ذريه يرثنى و يرث من آل يعقوب).

او (وورث سليمان داوود).

او: «اولو الارحام بعضهم اولى ببعض فى كتاب اللَّه».

او: (يوصيكم اللَّه فى اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين).

كل ذلك لم يلق اذنا صاغيه.

و راحت «فاطمه» تتربص، تحرك المشاعر، و هى النحيله الناعمه...

لا اشك فى انها اصبحت:- و ترا فى غمد-

ختام البحث


تلك المامه لم يتوفر لها الا الخط العريض- اكان تاريخا و اجتماعا ام رايا و تعليلا-

فى مثل هذا الجو عاشت فاطمه الزهراء، متاثره بمحيطها، و بهاله و ضاءه غمر كيانها بها ابوها النبى و زوجها الامام.

بهذه الهاله اتشحت فانجبت الحسن و الحسين- و بهذه الهاله قادت معركه ابيها و زوجها فى الساحه التى برز لها فيها ابوبكر الصديق و من خلفه عمر بن الخطاب، و بفعل هذه الهاله انفرط الكرسى من تحت عثمان بن عفان.

و بقيت لها هذه الهاله فى اقصى المغرب و اقصى المشرق، ليكون لها دوله فى مصر- فيما بعد بثلاثه قرون- تتيمن باسمها و تتبرك.

و هى عينها اليوم- تلك الهاله- توحى لها الاجلال و المحبه و التقدير، فهى سيده كل عبق من كل طهر و كل عفاف.

خطوط


عناصر البحث:

على طريق القوافل

اكبر القوافل

قافله محمد

خديجه

بيت النبى

القافله الجديده

دثار

بعد الانذار

الرفيق

رهافه

المراه

على طريق القوافل


و العروبه... بم اخط خطوه فى صحاربها- ولكنى اجتزتها بخيالى فانفتحت امام خاطرى حراتها المحروقه بسيول اللهب، و نفوذها المطروحه الامداء كانها اشباح الليالى الطوال، او صرصرات العصور المجدبه.

و لقد انفتحت كل آفاقها عى ابعاد متراميه الاطراف، مغلفه الرمول بنشفه موحشه.

كان ذلك منذ البعيد البعيد، منذ انفك عن خصرها طوق الجليد فانفتلت تغمرها الشموس بدوافق السعير، لتنتشر فوق صحاريها امواج السراب كانما هى كل احلامها فى استدرار الديم.

هكذا ربى الانسان فيها عداء، وسع فيا فيها، من حره الى حره و من فدفد الى فدفد، قفزا على قفز، طول الليالى... لقد مل- السراب معينا من ملافح النار. و بئر زمزم لم تتسع ريا- فوهتها لاكثر من (هاجر) و ابنها اسماعيل- لذلك امتطى العتمات- فى كل عشيه- وراء كل قطره ندى او مخايله سحاب.

و كان العراق مهبطا من اغض المهابط... و اذا القيلوله تنبسط من شطئان دجله و الفرات لتتوسد كل خميله تزهو على ضفاف (بردى) او تحت بواسق (الغوطه).

و امتد حبل القوافل من مكه الى الكوفه- الى شنعار- الشام و التيماء و البتراء: تخرج بالعبير و تعود بالحرير...

و اعتاد ابن الجزيره شد الرواحل، و راح ينقل اسفاره صوب تلك المراوح. لم يكن ذلك ساما اكثر مما كان توقا الى غصن ظليل و نسمه عليله، اكثر مما كان حاجه لتطوير حياه جمدتها الاغبره فيب نطاق الرتابه، و هصرتها الشموس تحت الخيام و الاطناب، و لفحها الشح برجفان السراب و قحط السحب.

و الحق يقال: ان كل تطوير فى حياه الجزيره كان بفضل هذا الجوار الذى انفتح امام زحوفات القوافل فى مدود ارتحاليه و مدارات تجاريه طويله الامد، سبقت زحوفات الفرس و اليونان و الرومان، قبل ان يكون لهولاء كيانات اجتماعيه منظمه الروافد، قبل ان يهبط ابراهيم بهاجر و اسماعيل، و يتركهما فوق الارض التى انفجرت منها بئر زمزم. كان ذلك مع اولى لمحات التاريخ، مع اول انسان تمكن من خرق الخط الرملى الكثيف، مع تلك العهود الاكاديه- السومريه- الكنعانيه- العموريه.

هكذا كان ابن الجزيره يفيض فى هجراته- على ظهر القوافل- فى موجه اثر موجه،نزوحا و رجوعا: مع العرب البائده من ملوك حمير و بنى كوش و قوم عاد و قوم ثمود و العمالقه، و مع العرب العاربه من بنى قحطان و حضرموت، و مع العرب المستعربه بابراهيم و اسماعيل و عدنان.

و هكذا رسمت خطوط القوافل على طريق البحر الاحمر، و خليج العقبه الى ايلات، و من هناك الى صور و صيدا، و الى طول الشاطى ء الفينيقى القديم تحت عين (حيرام) ملك صور.

و هكذا كان ينتقل، من الحجاز و اليمن: البخور و الطيب و المر و العود و للولو- و موجات من الانسان... و يدخل اليها الذهب و القصدير و العاج و خشب الصندل و الابنوس و ريش النعام، و يدخل معها الفكر ملقحا بثقافات تعبت فى نحتها اجيال الانسان و مدنيات مجتمعانه.

ففى الجوار كانت مدنيات السرمويين الاكاديين يتوارثها الاشوريون و البابليون و الكنعانيون و الفينيقيون، ليعكسوها على قبائل الفرس شرقا، و على قبائل اليونان و الرومان فى غربى المتوسط.

و اشتركت القوافل فى نقل هذه التراثات من قواعدها برا على متون الرواحل، و بحرا على خشبات السفن.

و امتزجت القبائل المهاجره من الجزيره بالعائده اليها فى خط تم فيه

/ 14