فاطمة الزهراء و ترفی غمد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فاطمة الزهراء و ترفی غمد - نسخه متنی

سلیمان کتانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


منطلقات


ان التحسب سيعصر دمعه من عين الخليفه- امام فاطمه- و هو يواسيها، معتذرا اليها، و سيظنها البعض دمعه فيها رافه و فيها ندم، ولكنها- بالحقيقه- دمعه فيها خوف من شى ء مرتقب. ان الحس الضمنى فى ابى بكر الصديق كان يتاثر بذلك الذى كان يهدر فى البعد، ان الكفهرار الجو يشير الى اقتراب العاصفه، ان للراى العام اسلاكا خفيه تتناقلها الملامح بين الخطوط فى الوجوه و خلال رفات الاهداب...

و لن تكون تهجمات عمر بن الخطاب على بيت على دليل خشونه فى طباعه اكثر مما هى استكمال لمخطط اضعاف الخصم و طرحه فى سله العزله، تسكينا لراى عام- هو الاخر كان يشعر بدبيب هديره فى الساحات.

و لم يكن الفرق بعيدا بين ان ينفجر هذا الاعصار فى وجه ابن الخطاب او ان ينفجر- فيما بعد- فى وجه عثمان بن عفان- غير ان تحسس الخليفه به و شريكه عمر كان صادقا فى شعوره، فالثوره التى ستندلع، كان لهما- من نفسيهما بها حس الشعور- ذلك شان الضمير يشعر بوطاه التجريم قبل ان يسمع الحكم من فم القاضى.

كان ذلك يثبت ان القضايا- اخص منها الكبيره- يلزمها صدق الانطلاق حتى تستمر صافيه فى مجاريها. و قياده الشعوب و بنيان الامم هى قضيه الانسان فى تدرجه فوق ملاعب الحياه، انها قضيه وجوديه مصيريه كبيره القيمه جليله الجانب، لها حساب صارم و ميزان دقيق، لذلك يجب ان يتنزه القيم فيها عليها من كل هوى و الا فان الحساب يكون عسيرا.

و لا فرق بين ان يكون الحساب و جاهيا ام غيابيا، فهنالك من قاضاهم التاريخ فبراهم بعد ادانه و ادانهم بعد تبرئه.

غير ان الصدق فى مثل هذه هو الذى يثبت فيها على تعمير، و هو

الذى يجنبها اهوال الاعاصير، و هو الذى يرزمها فى خط صاعد فيه الكمال و فيه الجمال و فيه كل الطمانينه.

ان الامل بنظافه على بن ابى طالب كان عاملا من عوامل التهييج على الثوره التى انطلقت فاطمه الزهراء تداعب اوتارها و تحرك انغامها.

ان الامام عليا- بوجوده و بوجود فاطمه- كان طيفا يعمل من خلف الستار فى خاطر الراى العام الذى اخذ من هذه الكبت يجمع ماده الاعصار.

و سيد مر الاعصار فى انفجاره- سيقسم الخط الجامع بين الشام و الكوفه، سيقطع الجزيره الى خطين جريحين، سيقطع العالم العربى الى اخوين متنافرين متنابذين، متناحرين مستضعفين. و ستهتاج الاجيال من مراى الدم مهدورا على غير خصب، منزوفا على غير راى، و ستعيش «فدك» مقهقهه خلف «خيبر» لتتجاوب اصداء قهقهاتها فى اجواء فلسطين، و ستغتنم كل فرصه فى العالم للاجهاز على الجسم المطروح بين اشداق التفسخ و العنعنات، لتبقى الرساله وحدها بريئه من ضعف القيمين عليها: رعايه و فهما و حس تبصر.

شده الاوتار


لقد جاء فى البحث السابق ان الراى العام فى الجزيره لم يكن مسوولا عن توجيه نفسه فى المضمار الكبير- او بالاحرى- لم يكن مهيا لهذه القضيه الجليله، ولكن ذلك لا يعنى ان ليست له الاهميه فى رصف القوى التى يتوقف عليها التحقيق، فالشعب هو دائما ركيزه الانطلاق، ينقصه التوجيه و لا ينقصه القوه، انه يجد حقيقه قوته فى حقيقه التوجيه، ولكن قوته تنقلب و بالا عليه اذ يثار على فوضى.

و قوه الشعب لن تثار فى يوم واحد، انها تحرك فى راى عام يتكون من مجموع الثوانى و يتالب مع السنين و القرون: كل حركه تحدث، كل كلمه من فم، كل نقره على عود، كل نامه او كل ضجه او كل حدث-... كل شى ء من ذلك يجد له تسجيلا فى الراى العام يتراكم مع الوقت ليعبر عن نفسه فى اللحظه الحاسمه.

و الضجه التى قامت حول الخلافه الاولى، سيصغى اليها الراى العام بكل صمت، و سيجتر صداها كل يوم بعد يوم، و سيدرسها بكل سكون، و سيصدر لها او عليها الحكم- ان لم يكن الليله- فبعد عام او بعد عشره اعوام او بعد قرن او بعد عده قرون، ان تساجيل الراى العام لا يمحوها مرور الزمن، لا بل بالعكس، يزيد من حفرها فى الترسيخ.

و صوت فاطمه فى المسجد- لا فرق ان كان نغمه حزينه على وتر شجى- ام كان هدره جريئه لها دوى الطبول و الصنوج- فانها، بقدر ما ايقظت بصمته المالوف، لتفعل فيه فعلها الصادق، و فى لحظه من اللحظات.

ان فاطمه نفسها كانت تتكلم و تنتظر فعل كلمتها عليها مع الزمن- فهى- من الراى العام- فرد مثله، تنعكس نفسها على نفسها فى اللعبه الجماعيه الصامته .

هل كانت فاطمه الزهراء تقصد ان تحرك النفير؟ هل كانت تعلم انها نبره على وتر يبث نشيد الثوره؟-

ولكن الثوره التى تهيج، ليس بمقدور فاطمه الا ان تكون نامه من نبراتها، فهى فرد من بين الافراد الذين يكونون وقود الثورات.

و ثوره فاطمه كانت ذلك الصدب المرتد اليها من الراى العام، فهى تعبير عن ذلك، و الا، لما كان لها قيمه التاثير.

ان وصيه النبى لم تحصر فى اذن على وحده، و لم تتسمر فى خاطر فاطمه وحدها، انها انتقلت الى الراى العام، كما تنتقل قطرات المطر الى اغوار الارض ينابيع مخيفه المجارى، و خطاب فاطمه فى المسجد ان كان قد فعل، فلانه وجد فى كل قراره نفس تجاوبا فعالا وجد فى كل قراره نفس تجاوبا فعالا وتحضيرا كامنا فى الخواطر.

و ستموت فاطمه قبل ان تشاهد فعل كلماتها، ولكن الثوره التى اندفعت بها الى الامام ستظل امتدادا فاعلا مع الخبو و مع الالتهاب سواء بسواء.

حبل الحزام


هكذا كانت فاطمه حبل الحزام، فالعالم العربى- و هو بالطبع فى مجموع تكوينه و صيرورته هو العالم الاسلامى- حفظ لنبيه العظيم و لاء ما اختلف على تقدير قيمته اثنان، فهو الذى محضهم بالقرآن الكريم رساله شملت كل قضايا الانسان: ماديه روحيه، لهذا حفظوا لشخصه الكبير هذا الاحترام الذى لا يزال يرافق هذا الاجيال الطويله.

و لقد تجسد هذا الولاء بشخص فاطمه الزهراء فهى بضعته السخيه التى انجبت له حفاظ الارث و حبل الذكر، و لقد دار الزمان كل دوراته، و دارت المحاورات الكثيره حول تجريد هذا البيت مما يتمسكون به- بكل ما كانت تجود به الاساليب: من حصر ارث الخلافه فى خط العمومه- صدقا او ادعاء- او فى خط ابناء العمومه، تفتيشا عن انتساب او امتحالا لقرابه.

كل ذلك عزز سم فاطمه مما جعل الانتماء اليها بمثابه دحض لكل المزاعم، فهى ابنه النبى و اقرب من الاعمام و ابناء الاعمام، فضلا عن كونها زوجه ابن العم، و تحمل ايضا صك الوصايه و مهمه الانجاب.

كل شى فى وجود فاطمه كان يزيد من متانه التمسك بها، لقد بدا هذا العطف عليها من قبل ان تولد، ان اشواق الابوين- حتى- احاطت ولادتها بهاله قدسيه،لقد كانت تربيتها تنشئه فريده الاهتمام، لقد كان حب البيت لها تخصيصا موحود العنايه، و لقد اضفى على زواجها ما كان يضفى على زواج الالهه فى سرد الاساطير. و لقد اهتم ابوها بما انجبت، فسمى ولذيها بريحانتيه، و طهرهما من كل رجس، و وصفهما بانهما من خيره اسياد الجنه، و لقد وعد فاطمه بان يورث: «هيبته و سودده للحسن و جراته وجوده للحسين».

و بعد موت النبى- تحولت الانظار الى فاطمه من خلال اجتماع السقيفه، و تمسكت بها المعارضه من خلف كرسى ابى بكر، و تبنت حزنها الساحات العامه،

و التفت حولها نسوه الانصار، و كانت مطالبتها بفدك بمثابه جمع الوقود، و فى موتها و دفنها، تقمصها الزمن، و انطوت بها الخواطر كالامل بالانبعات.

و هكذا اصبحت- مع التاريخ- اطلاله شوق و قدسيه اطلاب، و كلما جار عليها الاضطهاد، زاد بروز اسمها لمعانا.

انها وحدها- وليس غيرها- قلبت الكرسى على راس عثمان بن عفان، هكذا كان يشتغل وحى الثوره: رده على ظلم، وجوابا على امتهان و هى التى- بعد ثلاثه قرون- تمكنت من مد سيطره الدوله الفاطميه على ادعاء الاعمام بالخلافه.

و لم تنس «فدك» ان ترجع اليها كل مره كان يلمع فيها الحق- لقد شعر ابن عبد العزيز بقيمه الانصاف، فارحع الى فاطمه «فدكا»- لقد شعر بذلك ايضا- فيما بعد- ابوالعباس السفاح، ثم من بعده المامون بن الرشيد.

هكذا اصبحت فاطمه صديقه الاجيال، لتبقى مع كل مطلب حبل الحزام.

المردن


هذه هو نسيج فاطمه، على هذا المردن تم عزله، فهى ابنه الامين محمد، و ابنه الوفيه، كبيره خديجه، ثم اصبحت ابنه النبى لتصبح- فيها بعد- امه، حب ولده القلب ثم طغى عليه العقل، فاذا هو كتله من حس و شعله من نور، وتزوجت عليا، رفيق صباها و درع ابيها، فاند غمت به كما تندغم بالسيف قبضته ، فانجبت الحسن و الحسن ذريه لامامه سوف تتحمل اعباء التاريخ.

ليست قليله تلك الشعله التى التهبت بها شخصيه هذا المراه، فان تكن سيده نساء العالمين فمن هذا المعين تستقى- فهى ابنه نبى ربط حاضر الاجيال بماضيها و وصلها بكل زمان ياتى، و اخذ الارض طينه نفخ فيها نسمه الامل و تعله الجنه، فاذا غبار الصحارى فى الجزيره ينعجن طينا مخصبا و اذا السراب فيها يترطب من كوثر الجنان، و اذا الالام فى الارض ترتفع الى فوق عقد آمال، و الماسى تتعلق بحبال من السلوى و التاسى.

بهذه الهاله القدسيه اتشحت شخصيه الزهراء آخذه عن ابيها عب مسووليه الاجيال:فهى التى انحصر فيها ارث النبوه بكل ما حققت النبوه- بكل ما ترتبط به صفات النبوه- بكل ما ترمى اليه اشواق النبوه.

و تزوجت رجلا كان زواجها منه تحقيقا للمخطط العظيم و تنزيلا لقدسيه الكلمه: «انت منى بمنزله هارون من موسى». و كان زواجها استكمالا لمتانه ما انيط بها،و ما كان الحسن و الحسين غير نتاج هذا الرباط الذى اكتملت به المشيئه.

هكذا ارتبط التاريخ برباطه، و هكذا اتشحت فاطمه بقدسيه هذا الرباط هاله اتشحت بها سيده نساءالعالمين ازارا من نبوه، و ازارا من امومه و ازارا من امامه.

الخاتمه


غفوه الصديقه


و اخيزا- هويت فاطمه- هوى معك الخصر النحيل، يا نحول السيف، يا نحول الرمح، يا نحول الشعاع فى الشمس، يا نحول الشذى، يا نحول الارهاف فى الحس، يا نحول العزه تتوارى خلف الخطوط فى الجبين، يا نحول المجد يتخبا فى غمد حسام مقصوف، يا نحول البطوله ترسف فى قيد من تراب، يا نحول البهاء تتلقط زجاجه دكناء، يا نحول الحقيقه فى عتمه البصائر...

لقد عشت الارهاف، يا ارهف امراه عرفها التاريخ: ارهاف هو من امتشاق الحسام لمعانه.

يا ابنه المصطفى، يا ابنه المع جبين رفع الارض على منكبيه و استنزل السماء على راحتيه، عشت الكبر فى انتساب الكبر الى سماواته، فهانت عليك الارض، يا عجينه الطهر و العبير، و لت تبتسمى لها الا بسمتين: بسمه فى وجه ابيك على فراش النزاع يعدك بقرب الملتقى، و بسمه طافت على ثغرك و انت تجودين بالنفس الاخير.

و عشت الحب يا انقى قلب لمسته عفه الحياه، فكان لك الزوج العظيم الانوف لف جيدك بالدرارى و فرشتحت قدميك ازغاب المكارم.

و عشت الطهر يا اطهر ام انجبت ريحانتين لفتهما برده جديهما بوقار تخطى العتبات و غطى المدارج.

ثم تركت الارض عن بسمه هزء بها، فاذا هى تشتد اوتارها اليك من جيل الى جيل، كان اطلابها اياك هو تعطش السراب الى الندى.

و انبزغت من تحت الكفن كما تنبزغ السنبله من حفنه التراب اضطراد نمو و اشواق خصب، يا هجعه الغيث فى قلب الغمام:

يا ابنه النبى-

يا زوجه على-

يا ام الحسن و الحسين-

و يا سيده نساء العالمين.

/ 14