فاطمة الزهراء و ترفی غمد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فاطمة الزهراء و ترفی غمد - نسخه متنی

سلیمان کتانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فدك


ما اضيق (فدك) ارثا لفاطمه.

لن تكون قريه فى الحجاز- مهما تطيب ارضها، او تسبق نخيلاتها او يترطب جو و احتها- حدود ارث لتلك التى وعدها ابوها بكل ميراثه.

و ميراث محمد؟ فى ايه خريطه من الخرائط تنزلت له الحدود؟ ذلك الذى ربط الجزيره بالافاق و اذاب الافق فى الاجواء- لا اراض وسعت و لا الخيال يطال- ذلك الذى فتح الغار على الاغوار، لن تكون الارض وحدها حدود رواه، و لن يكون الفضاء ابعد من مداه انه رسول اللَّه ذلك الذى هو قبل الحدود و بعد الحدود، قبل الزمان و بعد الزمان.

ان اولئك الذين كانوا يطلبون خلافه، قد ضيعوها لما وضعوا لها حدودا، و جزاوها لما اقتطعوا منها ما سموه بفدك- و ماكانت خلافه محمد الا نظره متطاوله الى ابعاد:- مع التراب و عبر التراب- مع الاثير و عبر الاثير- مع الانسان و عبر وجود الانسان. و ما كان محمد ذره من تراب الا ليكون كل الهيولى، و ما كان بوبو عين الا ليكون فضاء، و ما كان غارا الا ليكون كوى المفاتح، و ما كان (فدكا) او واحه فى فدك الا ليكون جنه او كوثرا فى الجنان.

و لقد رمز الامام موسى بن جعفر الى هذا المعنى فى الشمول، اذ حدد فدكا بهذا الرمز: الحد الاول لفدك- عدن- و الحد الثانى سمرقند و الحد الثالث افريقيا، و الحد الرابع سيف البحر مما يلى الجزر و ارمينيا.

و هذه حدود، ان تشمل، فانها لا تشمل غير حدود امبرواطوريه الاسلام، انها ليست اكثر من حدود مغبره فيها ماء و فيها تراب- و حدود فدك- لعمرى- هى فدك و ما بعد فدك- و هى بعد كل غور، و بعد كل مرئى و بعد كل ملموس و محسوس، و بعد كل حاضر و بعد كل آت،- انها كل ذلك: موجودا و مضمونا، مقطوعا و موصولا، منثورا و منضودا

و لقد ذاب يهود فدك لما ذابت حدود فدك فى الهاله الكبرى- و لقد انتصرت الجزيره على فدك، فى الساعه التى انغمرت فيها بالنور- فى اللحظه التى انفتحت فيها آفاقها على الاجواء- فى اللحظه التى وجد فيها الانسان حدود الانسان.

فى تلك اللحظه فقط: تقلص اليهودى، و ذاب و هم ارض الميعاد- فى تلك اللحظه فقط، ماد جبل طور سيناء تحت خفقه و مضه الحق فى تلك اللحظه انخبطت اسباط بنى اسرائيل و فقئت عين الاسخر يوطى و تصدع حجاب الهيكل، و طغى الزبد على مرفا ايلات- فى تلك اللحظه كانت تربط الارض بالسماء، و تتوسع آفاق الارض امام الزحف المومن، لتتقوض اركان المرتع الرومانى و تهتز جذور اواولين الاكاسره- فى تلك اللحظه كانت تتثبت حدود اللامحدود، و تذوب النزعات اليهوديه الحقيره فى مصهر الحق و العداله فى تلك اللحظه كانت تتنظف الارض من الادان، و يتحول السراب الى انداء و ينقلب عجين الغبار الى مزاهر...

ثم عاد يعيش الوعل الرومانى عاد يتنفس الذئب فى اسرائيل- عادت منذ تلك اللحظه- بالذات- تفرط فيها فدك الى حدود، ينظر اليها عددا من نخيل و رطوبه فى واحه و سواد فى تراب. منذ تلك اللحظه المترديه اخذ يتقلص النور ليحصر فى زجاجه، و اخذت السحب تتجمع من مساحيها العميقه كانها معاقد الدخان فوق البراكين تتحول الى نشفه السراب...

على هذا المفرق الحزين- و بعد موت النبى- وقفت فاطمه تنشد ارثها فلا تجد حدودا له اوسع من قريه فى الحجاز فيها واحه و فيها نخيل، و فيها عنصر من الناس ما كادوا يذوبون حتى عادوا فانفجروا اسافين تقوض عز امبراطوريه كانت تفتش عن حدودها فوق الارض، و تحت الارض و فوق السماء و تحت السماء...

ابنه النبى


لقد كانت فاطمه الزهراء ابنه النبى اكثر مما كانت ابنه الامين محمد- لقد كانت ابنه الصفه فى زوجه خديجه.

و اى معنى للانسان يعيش بجسده و لا يعيش بالصفه فيه؟ ايه قيمه لحبه القمح ان لم تكن تاجا فوق ساق تمتن بقوه الخصب من قلب الحياه؟ و اى معنى لبتلات الزهره ان لم تكن فوحا بين و ريقات تخضلت بانفاس الربيع و انداء السحر؟

و فاطمه العفيفه كانت ابنه الصفه فى النبى- الصفه المخصبه بعبقريه الخلق و التوليد- لقد كان جسدها النحيل و عاء لروح شفت حتى اندغمت بالمصدر الذى بزغ منه ابوها.

و هى التى احبت اباها ياكل اللقمه على المائده الكبرى و يشرب الكوب من رشح المنابع- هكذا احبت اباها صفه فى الوجود لا طينه من تراب- احبته ذره رمل تحضن سوسنه و ليس ذره رمل تتطاير طحين غبار- احبته غماما يتكاثف ليهمى غيثا و ليس ضبابا يتناشف ليرتجف سرابا...

تلك هى الرهافه فى الصديقه الزهراء التى جعلتها ابنه نبى اكثر مما جعلتها ابنه عبقرى، تلك هى القبهل المفتوحه على بواكير الصفاء، تخص رفيقه للرجل العظيم الذى شرع حسامين دفاعا عن حق توطدت ركائزه على صلابه ساعده و متانه منكبيه كما تركزت على متانه عقله و صفاوه وجدانه- و تلك هى البتول المحصنه بحب ابيها، حب ذابت فى كما تذوب الشموع على مدارج الهياكل، لتكون اطهر ام عرفتها الاجيال.

زوجه على


تبارك بيت لحارثه بن النعمان- بيت موصول بيت، جدار واحد يفصل و يجمع- ذلك البيت كان البيت الجديد الذى نزلت فيه فاطمه و زوجها على، ليكون لها فى جوار البيت الكريم جدار تسند اليه راسها الناعم فتسمع من خلفه نبض قلب الاب الكبير يخفق حبا و كبرا و حنانا.

من هذا الجوار كان يمتد- عبر الجدار- سلك مسبوب اخذت فاطمه تتلمسه كل صباح و كل مساء- و تنقر عليه من قلبها كل لفحات حبها و عطفها و اعتزازها، و تستقبل عليه من الطرف الثانى كل اللواعج المكنونه فى قلب راى الدنيا كلها مسكوبه فى عين فلذه حلوه من فلذاته.

فى هذا البيت الذى فضلت ان تنتقل اليه مع زوجها، تيمنا بالجوار و التصاقا بالجدار- تمت حياكه عمرها.

لقد تزوجت عليا، لقد عرض عليها من قبل الزواج- من ابى بكر الصديق مثلا- من عمر بن الخطاب طالب آخر- ولكن النبى الكريم ما كانت له بعد الموافقه- انه كان ينتظر- بفاطمه- القضاء... حتى نزل القضاء.

و لقد تم الزواج ببساطه كانها لقناعه، كانها الرضى، كانها العفه، كانها الاستسلام لمشيئه منتظره، كانها السعاده المرجوه على ارتقاب.

و ارتبطت حياه فاطمه بحياه على بالرباط الذى يجب ان يتقاسم عليه كل زوجين احكام المصير: نعيما بنعيم و بوسا ببوس.

و تقدمت فاطمه الى ساحه الحياه، تحمل على منكبيها اعباء المشاركه، برضوح المومن فى استجابته للمشيئه الكبرى، و كانت التلبيه منها شهاده لها بالاصاله.

احبت عليا بطلا، فانذغمت به على بطوله، احبته صمصاما، و لم تقبل الا ان

يكون على يده تلميع حسامه، احبته خيالا و لم تسبح الا فى فضاء خياله، احبته غيثا و لم ترض الا بان تغتسل بالمزنه من غمامه.

كل هذا كان منها على تحقيق: رضى بفقر، و صبرا على قشف، و استسلاما بايمان، و رضوخا عن اقتناع، و سكوتا فى كبر، تاديه لواجب عينته نظره واضحه المراى جليله المرمى.

لم يكن الجدار الفاصل بين بيتها و بيت ابيها غير سلك تعبر عليه تلك الاشواق المحمومه: تنهمر عطفا وضياء من عين ابيها، تستنير بوهجها فى تنقيل خطواتها على الطريق الشائك، و تقوم بكل مسوولياتها تجاه فروض الحياه. كيف لا- و هى ليست الا ام ابيها- ان قلبها الصغير بمكنته ان يتسع ليس لامومه مفرده بل لامومتين. هكذا رضيت بتحمل الاعباء- مع جسمها النحيل- تحقيقا لاهداف قبلت بها نفسيتها الجباره.

و لن تخيب اشواق ابيها. ان خصرها النحيل سيتقبل خلجه الحياه الشريفه، و ستتوسع ضلوعها مع الجنين الاول لتضع فى حضن الحياه اقدس ما تتمكن به من مشاركه الحياه فى الخلق والابداع- و سياخذ النبى اول نتاج لفاطمه، و سيرفعه بين يديه الكريمتين، سينفخ فى وجهه نسمه الحب و الرضى، و سيطرح عليه البركه التى سترافقه مع الاجيال.

هنيئا للام النحليه باكوره اعراقها و الامها و دموع ماقيها تنطفى كلها مع وعوعه طفلها الاول مرتسمه على محياه الندى احلالما عذابا تتبلسم بها عين ام انجبت لابيها عماد الملكوت.

ثم انجبت الام فلذتها الثانيه- من عصاره نحولها- ليكون للنبى بالحسن و الحسن جناحين فى امتداد المجال.

و بقيت الام تنجب- من جسمها النحيل- لقد نزلت فى البيت الفقير اختان اخذتا اسمى خاليتهما زينب و ام كلثوم، و بقيت الام تشارك بالمجهود، تاره تسقط تحت العب فيمد الزوج الامين يد المساعده و طورا تنهض لمتابعه الجهاد ببطوله ما كانت تجد فى الجسم الهزيل تلبيه لها.

و ما ونت- ستتحمل موت ابيها، و لقد تحملت من قبل اغماضه عين امها- و ستشارك زوجها فى بطولات الدفاع.

ان باحه المسجد ستنتظرها و هى ماشيه اليه- و لن تنهار قبل ان تفى البطولات حقها، و قبل ان تسجل- مع العبير- اسمها الجميل.

ام الحسن و الحسين


و هذه رحم ما كانت بطانتها من لحم و دم- لقد شقت من قبل رحم مثلها عن ولاده جاءت رحما لسمو الانسان، تلك مريم واضعه فى حضنها ذلك الذى احتضن الارض و السماء، و هذه فاطمه الزهراء تتفتق خاصرتها عن سلاله هى ديمومه النبوه فى خطها الصاعد مع الاجيال- هى ارث الانسان فى احتكاكه بالجوهر الاسمى فيه، هى ذلك التحضير النفسى لتحسس الانسان بقيمته المربوطه بالمصدر الاعلى، هى تكثيف ذلك الادارك الانسانى عن طريق التحسس الضمنى بان اللَّه سمو، و اكثر ما يتحسس به هم الاولياء المرهفون.

و ما كان الحسن و الحسين الا بدايه السلسله الموتمه ان الرحم التى انشقت عنهما ما طالبت الا فى انها كانت مستقرا لذريه تحدرت من قطب الوعى العقلى و التفتح النفسى، تحدرت من مشئيه ذلك الذى استوحى المشيئات.

«هذان ولداى امامان قاما ام قعدا».

«النجوم امام لاهل السماء و اهل بيتى امان لاهل الارض».

«يا على، اساس الاسلام حبى وحب اهل بيتى».

«اثبتكم على الصراط اكثركم حبا لاهل بيتى».

انها مشيئه فى تعيين الارث وضبط المخططات، ان الجزيره المفككه بحاجه الى هذا الانضباط، ان انسان الجزيره المشتت بحاجه الى جامع- الى ضابط والى وازع-انها باشد الحاجه الى القياده.

و ارث محمد ما وسع اليضيق و ما انفرج ليقبض، و لقد اصبح ارث الرسول اشمل من ان يحد بتخوم و ابعد من ان يحصر بمجال- و لم يكن اعتماد النبى فى التحصين و التكميل الا على رجل واحد شاركه بالتنوير و الاضاءه، و لم يهب حبه الكامل الا لامراه واحده انشطرت من قبله و انتزعت من روحه، و لم يعقد له امل الا على اهل هذا البيت الذى اخذت يدرج فيه عمادا الاتى.

لهذا جمع اهل البيت تحت كسائه:

«انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا».

«الصلاه اهل البيت- الصلاه».

هكذا تم التحضير، فالرسول انما هو فوق الارض لتسرى عليه نواميس الارض- لن يكون بعيدا يوم يترك فيه جبله التراب، و لن يترك صفحه الارض قبل ان يترك لها خريطه الغد، ان الشريعه قد نزلت فى قرآن، و سيعين عليا اول قيم على هذه الشريعه، من هنا تكون بدايه الخط من جيل الى جيل.

و لم تكن- اذا- فاطمه الا لتتسع و هى تسمع اباها يمهد لها و لاهل بيتها بالارث و بالوصايه.

فى مبدا البعثه قال النبى فى على: «هذا اخى و وصيتى و خليفتى فيكم».

فى غروه الخندق قال: و قد برز على الى عمرو بن ود: «برز الايمان كله الى الشرك كله».

و قبل الهجره قال: «انت منى بمنزله هارون من موسى، غيرانه لا نبى من بعدى».

و لقد روى ابن عباس: ان النبى قال: «انه لا ينبغى ان اذهب الا و انت خليفتى»- «لا يحبك الا مومن و لا يبضغك الا منافق».

و لقد قال الرسول: «انا مدينه العلم و على بابها».

«اقضاكم على»

على مع الحق و الحق مع على لن يفترقا حتى يردا «على الحوض»

«لكل نبى وصى و وارث و ان وصيى و وارثى على»

و يوم الغدير قال: «اللهم وال من والاه و عاد من عاداه»

«من كنت مولاه فعلى مولاه»

بهذا التحضير الكامل هيا النبى عده المستقبل، موجها اهل الجزيره لاعتماد الخطه الجامعه التى تاخذ على عاتقها السير بالامه على منهج موحد، ليبعد عنها الضلال، و ليقيها شر الفرقه.

ان ام الحسن و الحسين كانت اشد الناس استيعابا لقيمه التحضير.

الامامه


و ما كان التحضير الا ليحصر القياده فى نطاق عصمتها، فالخلافه الاولى هى لزوم جمع الصفات الكبيره، فيها، فهى امامه، من حقها ان تكون راسا كبيرا و عينا وسيعه و قلبا رحيما، من حقها ان يكون لها ثقل السداد و بعد النظر وقطب العداله و روح السماح، من حقها ان تكون هذا الراى و هذا العطف و هذا التفانى، من حقها ان تكون هذا الكل و هذا التوجيه و هذه الرفعه، من حقها ان تكون ترجيح عصمه.

فى اللحظه التى تامنت فيها للجزيره هذه العصمه المتكامله تضافرت مجادله نحو تحقيق، ما شهد التاريخ له مثيلا.

لم يكن النبى العظيم ليغفل عن سر نجاح دعوته الكبيره، فاحب ان يترك للجزيره من بعده من يتمكن من متابعه جدل الحبال- لن يكون ذلك عن طريق الاختيار، فقبائل الجزيره لم تبلغ بعد الرسد حتى تتسلم بنفسها زمام نفسها، ان تربيه المجتمعات الانسانيه تلزمها الاجيال الطوال حتى تصبح الثقافه فيها اصيله المعدن، و معها تعمق تلك الثقافه فى المجتمعات، فان الافراد فيها تتفاوت مفاهيمهم و لا يجمعهم كلهم صواب الادراك، ليبقى هناك واحد تنفرد فيه صفات القياده.

و لقد احب النبى ان يعين القياده من بعد تحضير طويل، و لقد وجد فى على كل انصباب الصفات الموهله، و لقد جليت هذه الصفات و برزت جلوتها، و لا شك فى ان جلوتها كانت نتيجه هذا الاحتكاك المتين.

من هنا يبدا الخط فى توارث الصفات و نقلها فى جو من الاحتكال الدائم يكون فيه التمرس الطويل طريق للاقتباس و للابداع.

هكذا حصر الامامه فى على لتكون من بعده وحى ولاء عن ولاء و فهم عن فهم و مراس عن مراس و توليد عن توليد و كفاءه عن كفاءه. بهذا الخط الثابت تتوصل

الجزيره الى حقيقه ديمومتها فى الخط البناء المتصاعد، موفره عن نفسها التمرغ فى حزبياتها و الوان سياساتها مبعده عن نفسها اخطار الاختيار فى الرجوع الى قبلياتها المتناحره على كرسى السيادات.

بهذا الاستقرار تتوصل الى نحت نفسها فى تعميق ثقافاتها و تنميه معاولها و تمتين ركائزها، و بهذا الاستقرار تتوصل الى تنقيه اجوائها من زحم الغبار، و الى تجنيب و احاتها من رجفان السراب.

تلك كانت نظره اصيله الى مجتمع كمجتمع الجزيره، مر حقبا طويله بمحاولات قاسيه ما كان يجنى منها غير التفكك المخزى: فلقد عاش مشتتا فوق رقعه ملتهبه، الاستنباط، و تهرب منها روابط المجتمعات المتحضره من اقتصاد نام وثقافه مولده.

و لم تشعر يوما بقيمه وحدتها حتى جاء النبى يلملم خيوطها و يجمع شتيتها- و لقد سلمها للتاريخ عبره من اذكى العبر: فى كيف ان المجتمعات المترديه يفعل فيها التوجيه الموحد ما لا تفعله ايه قوه اخرى و فى اى مجتمع لا يعتمد فكره التوحيد.

تلك كانت يقظه الجزيره فى تحريك القوه الشعبيه فيها نحو اهداف و مثل هى وحدها تلك الاهداف و تلك المثل تعين المنهج و تلون الخط و تعصر المجهود من كل طاقه بشريه حتى تعمل ايجابا.

ان تسليم الجزيره لامامه مصقوله- خصوصا فى ذلك الوقت من تاريخها، و فى تلك الحال من اوضاعها، كان فيه كل الصواب و كل الرشد.

و ما كانت فاطمه الزهراء الا لتشعر بهذا الثقل يرزح على بيتها الكبير، فهى ام هذه الامامه و بدايه هذا التاريخ.

/ 14