کمال الدین و تمام النعمة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کمال الدین و تمام النعمة - جلد 1

الصدوق ابی جعفر محمدبن علی بن الحسین بن بابویه القمی ؛ مصحح: علی اکبر الغفاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقت دون وقت على حسب ما يعلم الله عزوجل من الصلاح. وقد حكى الله عزوجل عن المشركين أنهم سألوا نبيه صلى الله عليه وآله أن يرقى في السماء وأن يسقط السماء عليهم كسفا أو ينزل عليهم كتابا يقرؤونه وغير ذلك مما في الاية، فما فعل ذلك بهم، وسألوه أن يحيى لهم قصي بن كلاب وأن ينقل عنهم جبال تهامة فما أجابهم إليه وإن كان عليه السلام قد أقام لهم غير ذلك من المعجزات، وكذا حكم ما سألت المعتزلة عنه، ويقال لهم كما قالوا لنا لم نترك أوضح الحجج وأبين الادلة من تكرر المعجزات والاستظهار بكثرة الدلالات.

وأما قول المعتزلة: إنه احتج بما يحتمل التأويل، فيقال: فما احتج عندنا على أهل الشورى إلا بما عرفوا من نص النبي صلى الله عليه وآله لان أولئك الروساء لم يكونوا جهالا بالامر وليس حكمهم حكم غيرهم من الاتباع، ونقلب هذا الكلام على المعتزلة فيقال لهم لم لم يبعث الله عزوجل بأضعاف من بعث من الانبياء؟ ولم لم يبعث في كل قرية نبيا وفي كل عصر ودهر نبيا أو أنبياء إلى أن تقوم الساعة؟ ولم لم يبين معاني القرآن حتى لا يشك فيه شاك ولم تركه محتملا للتأويل؟ وهذه المسائل تضطرهم إلى جوابنا. إلى ههنا كلام أبي جعفر بن قبة ـ رحمه الله ـ.

كلام لاحد المشايخ في الرد على الزيدية


وقال غيره من متكلمي مشايخ الامامية: إن عامة مخالفينا قد سألونا في هذا الباب عن مسائل ويجب عليهم أن يعلموا أن القول بغيبة صاحب الزمان عليه السلام مبني على القول بإمامة آبائه عليهم السلام، والقول بأمامة آبائه عليهم السلام مبني على القول بتصديق محمد صلى الله عليه وآله وإمامته، وذلك أن هذا باب شرعي وليس بعقلي محض والكلام في الشرعيات مبني على الكتاب والسنة كما قال الله عزوجل: 'فإن تنازعتم في شيء "يعني في الشرعيات" فردوه إلى الله وإلى الرسول'

[ النساء: 59.]

فمتى شهد لنا الكتاب والسنة وحجة العقل فقولنا هو المجتبى، ونقول: إن جميع طبقات الزيدية و

الامامية قد اتفقوا على أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: 'إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما الخليفتان من بعدي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض' وتلقوا هذا الحديث بالقبول فوجب أن الكتاب لا يزال معه من العترة من يعرف التنزيل والتأويل علما يقينا يخبر عن مراد الله عزوجل كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخبر عن المراد ولا يكون معرفته بتأويل الكتاب استنباطا ولا استخراجا كما لم تكن معرفة الرسول صلى الله عليه وآله بذلك استخراجا ولا استنباطا ولا استدلالا ولا على ما تجوز عليه اللغة وتجري عليه المخاطبة، بل يخبر عن مراد الله ويبين عن الله بيانا تقوم بقوله الحجة على الناس، كذلك يجب أن يكون معرفة عترة الرسول صلى الله عليه وآله بالكتاب على يقين ومعرفة وبصيرة، قال الله عزوجل في صفة رسول الله صلى الله عليه وآله: 'قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني'

[ يوسف: 108.]

فأتباعه من أهله وذريته وعترته هم الذين يخبرون عن الله عزوجل مراده من كتابه على يقين ومعرفة وبصيرة، ومتى لم يكن المخبر عن الله عزوجل مراده ظاهرا مكشوفا فانه يجب علينا أن نعتقد أن الكتاب لا يخلو من مقرون به من عترة الرسول صلى الله عليه وآله يعرف التأويل والتنزيل إذ الحديث يوجب ذلك.

وقال علماء الامامية: قال الله عزوجل: 'إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض'

[ آل عمران: 33.]

فوجب بعموم هذه الاية أن لا يزال في آل إبراهيم مصطفى وذلك أن الله عزوجل جنس الناس في هذا الكتاب جنسين فاصطفى جنسا منهم وهم الانبياء والرسل والخلفاء عليهم السلام وجنسا امروا باتباعهم، فما دام في الارض من به حاجة إلى مدبر وسائس ومعلم ومقوم يجب أن يكون بازائهم مصطفى من آل إبراهيم ويجب أن يكون المصطفى من آل إبراهيم ذرية بعضها من بعض لقوله عزوجل 'ذرية بعضها من بعض' وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم المصطفون من آل إبراهيم فوجب

أن يكون المصطفى بعد الحسين عليه السلام منه لقوله عز وجل 'ذرية بعضها من بعض' ومتى لم تكن الذرية منه لا تكون الذرية بعضها من بعض إلا أن تكون في بطن دون جميعهم وكانت الامامة قد انتقلت عن الحسن إلى أخيه الحسين عليهما السلام وجب أن يكون منه ومن صلبه من يقوم مقامه وذلك معنى قوله تعالى 'ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم'، فدلت الاية على ما دلت السنة عليه.

استدلال على وجود امام غائب من العترة يظهر ويملا الارض عدلا


وقال بعض علماء الامامية: كان الواجب علينا وعلى كل عاقل يؤمن بالله و برسوله وبالقرآن وبجميع الانبياء الذين تقدم كونهم كون نبينا محمد صلى الله عليه وآله أن يتأمل حال الامم الماضية والقرون الخالية فإذا تأملنا وجدنا حال الرسل والامم المتقدمة شبيهة بحال أمتنا وذلك أن قوة كل دين كانت في زمن أنبيائهم عليهم السلام إنما كانت متى قبلت الامم الرسل فكثر أتباع الرسول في عصره ودهره فلم تكن أمة كانت أطوع لرسولها بعد أن قوي أمر الرسول من هذه الامة لان الرسل الذين عليهم دارت الرحى قبل نبينا محمد صلى الله عليه وآله نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام هم الرسل الذين في يد الامم آثارهم وأخبارهم، ووجدنا حال تلك الامم اعترض في دينهم الوهن في المتمسكين به لتركهم كثيرا مما كان يجب عليهم محافظته في أيام رسلهم وبعد مضي رسلهم وكذلك ما قال الله عزو جل: 'قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير'.

[ المائدة: 18.]

وبذلك وصف الله عزوجل أمر تلك القرون فقال عزوجل: 'فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا'

[ مريم: 59.]

وقال الله عزو جل لهذه الامة: 'ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم'.

[ الحديد: 16.]

وفي الاثر 'أنه يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه' وقال النبي صلى الله عليه وآله: 'إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء' فكان الله عزوجل يبعث في كل وقت رسولا يجدد لتلك الامم ما انمحى من رسوم الدين واجتمعت الامة إلا من لا يلتفت إلى اختلافه، ودلت الدلائل العقلية أن الله عزوجل قد ختم الانبياء بمحمد صلى الله عليه وآله فلا نبي بعده، ووجدنا أمر هذه الامة في استعلاء الباطل على الحق والضلال على الهدى بحال زعم كثير منهم أن الدار اليوم دار كفر وليست بدار الاسلام، ثم لم يجر على شيء من اصول شرايع الاسلام ما جرى في باب الامامة، لان هذه الامة يقولون: لم يقم "لهم" بالامامة منذ قتل الحسين عليه السلام إمام عادل لا من نبي امية ولا من ولد عباس الذين جارت أحكامهم على أكثر الخلق، ونحن والزيدية وعامة المعتزلة وكثير من المسلمين يقولون: إن الامام لا يكون إلا من ظاهره ظاهر العدالة، فالامة في يد الجائرين يلعبون بهم و يحكمون في أموالهم وأبدانهم بغير حكم الله، وظهر أهل الفساد على أهل الحق و عدم اجتماع الكلمة، ثم وجدنا طبقات الامة كلهم يكفر بعضهم بعضا، ويبرأ بعضهم من بعض.

ثم تأملنا أخبار الرسول صلى الله عليه وآله فوجدناها قد وردت بأن الارض تملا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما برجل من عترته، فدلنا هذا الحديث على أن القيامة لا تقوم على هذه الامة إلا بعد ما ملئت الارض عدلا، فان هذا الدين الذي لا يجوز عليه النسخ ولا التبديل سيكون له ناصر يؤيده الله عزوجل كما أيد الانبياء و الرسل لما بعثهم لتجديد الشرايع وإزالة ما فعله الظالمون فوجب لذلك أن تكون الدلائل على من يقوم بما وصفناه موجودة غير معدومة، وقد علمنا عامة اختلاف الامة وسبرنا أحوال الفرق، فدلنا أن الحق مع القائلين بالائمة الاثنى عشر عليهم السلام دون من سواهم من فرق الامة، ودلنا ذلك على أن الامام اليوم هو الثاني عشر منهم وأنه الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله به ونص عليه. وسنورد في هذا الكتاب ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله في عدد الائمة عليهم السلام وأنهم اثنا عشر والنص على القائم الثاني عشر،

والاخبار بغيبته قبل ظهوره وقيامه بالسيف إن شاء الله تعالى.

اعتراضات للزيدية


قال بعض الزيدية: إن الرواية التي دلت على أن الائمة اثنا عشر قول أحدثه الامامية قريبا وولدوا فيه أحاديث كاذبة.

فنقول ـ وبالله التوفيق ـ: إن الاخبار في هذا الباب كثيرة والمفزع والملجأ إلى نقلة الحديث وقد نقل مخالفونا من أصحاب الحديث نقلا مستفيضا من حديث عبد الله ابن مسعود ما حدثنا به أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي بن عبد ربه الرازي وهو شيخ كبير لاصحاب الحديث قال: حدثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خلف بن يزيد المروزي بالري في شهر ربيع الاول سنة اثنين وثلاثمائة، عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين المعروف باسحاق بن راهويه، عن يحيى بن يحيى،

[ هو يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التميمي الحنظلي أبو زكريا النيسابوري ثقة. وأما اسحاق بن راهويه فهو أبو يعقوب الحنظلي المروزي المحدث الفقيه، قال ابن حنبل: اسحاق عندنا امام من أئمة المسلمين وما عبر جسر أفضل منه "راجع تهذيب التهذيب ج 11 ص 296 وج 1 ص 216".]

عن هشام، عن مجالد

[ في بعض النسخ 'هشام بن خالد' وفى أكثرها 'هشام بن مجالد' وفى مسند أحمد ج 1 ص 398 هذا الحديث بعينه 'عن حماد بن زيد، عن المجالد، عن الشبعى' وعليه فالمراد هشام بن سنبر الدستوائي الذي يأتي، يروى عن مجالد بن سعيد بن عمير أبي عمرو هو كما قال ابن حجر ليس بالقوي. وفي كفاية الاثر أيضا 'عن هشام الدستوائي، عن مجالد بن سعيد' وهذا هو الصواب لما في طريق الشيخ في كتاب الغيبة 'عن عميس بن يونس عن مجالد بن سعيد' وقلنا المراد بهشام أبو بكر البصري واسم ابيه 'سنبر' وهو ثقة ثبت. وفي الخصال 'هيثم بن خالد' وهو تصحيف. وأما الشعبي فهو عامر بن شراحيل أبو عمرو، ثقة مشهور فقيه فاضل كما في التقريب. وأما مسروق فهو مسروق بن الاجدع بن مالك الهمداني الوادعي ثقة فقيه عابد.]

عن الشعبي، عن مسروق قال: بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى شاب: هل عهد إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنك لحدث السن وإن هذا شيء ما سألني عنه أحد "من" قبلك، نعم

عهد إلينا نبينا صلى الله عليه واله أنه يكون من بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني اسرائيل.

وقد أخرجت بعض طرق هذا الحديث في هذا الكتاب وبعضها في كتاب النص على الائمة الاثنى عشر عليهم السلام. بالامامة. ونقل مخالفونا من أصحاب الحديث نقلا ظاهرا مستفيضا من حديث جابر بن سمرة ما حدثنا به أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري، و كان من أصحاب الحديث قال: حدثني أبو بكر بن أبي داود،

[ في الخصال 'أبو بكر بن أبي زواد' ولم أظفر به.]

عن إسحاق بن إبراهيم ابن شاذان، عن الوليد بن هشام، عن محمد بن ذكوان

[ في بعض النسخ من الخصال 'مخول بن ذكوان' ولم أجده.]

قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن سيرين، عن جابر بن سمرة السوائي قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فقال: يلي هذه الامة اثنا عشر، قال: فصرخ الناس فلم أسمع ما قال: فقلت لابي ـ وكان أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مني: ما قال: رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: قال: كلهم من قريش وكلهم لا يرى مثله.

وقد أخرجت طرق هذا الحديث أيضا، وبعضهم روى 'اثنا عشر أميرا'، وبعضهم روى 'اثنا عشر خليفة' فدل ذلك على أن الاخبار التي في يد الامامية، عن النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام بذكر الائمة الاثنى عشر أخبار صحيحة.

[ روى أحمد في مسنده هذا الحديث ونحوه من أربع وثلاثين طريقا عن جابر بن سمرة راجع المسند ج 5 ص 87 إلى ص 108. ورواه الخطيب أيضا في التاريخ ج 14 ص 353 من حديث جابر بن سمرة ونحوه في ج 6 ص 263 من حديث عبد الله بن عمرو وأخرجه مسلم في صحيحة كتاب الامارة بطرق عديدة من حديث جابر.]

قالت الزيدية: فان كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد عرف امته أسماء الائمة الاثنى عشر فلم ذهبوا عنه يمينا وشمالا وخبطوا هذا الخبط العظيم؟

فقلنا لهم: إنكم تقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وآله استخلف عليا عليه السلام وجعله الامام بعده ونص عليه وأشار إليه وبين أمره وشهره، فما بال أكثر الامة ذهبت عنه و

تباعدت منه حتى خرج من المدينة إلى ينبع

[ في بعض النسخ 'البقيع'.]

وجرى عليه ما جرى، فان قلتم: إن عليا عليه السلام لم يستخلفه رسول الله صلى الله عليه وآله فلم أودعتم كتبكم ذلك وتكلمتم عليه، فان الناس قد يذهبون عن الحق وإن كان واضحا، وعن البيان وإن كان مشروحا كما ذهبوا عن التوحيد إلى التلحيد، ومن قوله عزوجل: 'ليس كمثله شيء' إلى التشبيه.

اعتراض آخر للزيدية


قالت الزيدية: ومما تكذب به دعوى الامامية أنهم زعموا أن جعفر بن محمد عليهما السلام نص لهم على إسماعيل وأشار إليه في حياته، ثم إن إسماعيل مات في حياته فقال: 'ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني' فان كان الخبر الاثنا عشر صحيحا فكان لا أقل من أن يعرفه جعفر بن محمد عليهما السلام ويعرف خواص شيعته لئلا يغلط هو وهم هذا الغلط العظيم.

فقلنا لهم: بم قلتم: إن جعفر بن محمد عليهما السلام نص على إسماعيل بالامة؟ وما ذلك الخبر؟ ومن رواه؟ ومن تلقاه بالقبول؟ فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا، وإنما هذه حكاية ولدها قوم قالوا بامامة إسماعيل، ليس لها أصل لان الخبر بذكر الائمة الاثنا عشر عليهم السلام قد رواه الخاص والعام، عن النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام، وقد أخرجت ما روي عنهم في ذلك في هذا الكتاب. فأما قوله: 'ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني' فانه يقول: ما ظهر لله أمر كما ظهر له في أسماعيل ابني إذا اخترمه في حياتي

[ اخترمة: أهلكه واستأصله.]

ليعلم بذلك أنه ليس بامام بعدى. وعندنا من زعم أن الله عزوجل يبدو له اليوم في شيء لم يعلمه أمس فهو كافر والبراءة منه واجبة، كما روي عن الصادق عليه السلام.

حدثنا أبي ـ رضي الله عنه ـ عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن ـ يحيى بن عمران الاشعري قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن الحسين

اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن عمار، عن أبي بصير، وسماعة، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: من زعم أن الله يبدو له في شيء اليوم لم يعلمه أمس فابرؤوا منه.

وإنما البداء الذي ينسب إلى الامامية القول به هو ظهور أمره. يقول العرب بدا لي شخص أي ظهر لي، لا بدا ندامة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

وكيف ينص الصادق عليه السلام على إسماعيل بالامامة مع قوله فيه: إنه عاص لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي.

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن الحسن بن راشد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن إسماعيل فقال: عاص، لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي.

حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا أبي، عن محمد ابن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، والبرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد، عن عبيد بن زرارة قال: ذكرت إسماعيل عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: والله لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي.

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي نجران، عن الحسين بن المختار، عن الوليد بن ـ صبيح قال: جاءني رجل فقال لي: تعال حتى اريك ابن الرجل قال: فذهبت معه، قال: فجاء بي إلى قوم يشربون فيهم إسماعيل بن جعفر، قال: فخرجت مغموما فجئت إلى الحجر فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت يبكي قد بل أستار الكعبة بدموعه، قال: فخرجت أشتد فإذا إسماعيل جالس مع القوم، فرجعت فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه، قال: فذكرت ذلك لابي عبد الله عليه السلام فقال: لقد ابتلى ابني بشيطان يتمثل في صورته.

وقد روي أن الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي نبي، فكيف يجوز أن ينص عليه بالامامة مع صحة هذا القول منه فيه.

اعتراض آخر


قالت الزيدية: بأي شيء تدفعون إمامة إسماعيل وما حجتكم على الاسماعيلية القائلين بامامته؟

قلنا لهم: ندفع إمامته بما ذكرنا من الاخبار وبالاخبار الواردة بالنص على الائمة الاثنى عشر عليهم السلام وبموته في حياة أبيه.

فأما الاخبار الواردة بالنص على الائمة الاثنى عشر فقد ذكرناها في هذا الكتاب.

وأما الاخبار الواردة بموته في حياة الصادق عليه السلام ما حدثنا به أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، والحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن ـ عبد الله الاعرج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما مات إسماعيل أمرت به وهو مسجى أن يكشف عن وجهه فقبلت جبهته وذقنه ونحره، ثم أمرت به فغطي، ثم قلت: اكشفوا عنه فقبلت أيضا جبهته وذقنه ونحره، ثم أمرتهم فغطوه، ثم أمرت به فغسل ثم دخلت عليه وقد كفن فقلت: اكشفوا عن وجهه، فقبلت جبهته وذقنه ونحره و عوذته، ثم قلت: درجوه. فقلت: بأي شيء عوذته؟ قال: بالقرآن.

قال مصنف هذا الكتاب: في هذا الحديث فوائد أحدها الرخصة بتقبيل جبهة الميت وذقنه ونحره قبل الغسل وبعده إلا أنه من مس ميتا قبل الغسل بحرارته فلا غسل عليه، فان مسه بعدما يبرد فعليه الغسل، وإن مسه بعد الغسل فلا غسل عليه، فلو ورد في الخبر أن الصادق عليه السلام اغتسل بعد ذلك أو لم يغتسل لعلمنا بذلك أنه مسه قبل الغسل بحرارته أو بعدما برد.

وللخبر فائدة أخرى وهي أنه قال: أمرت به فغسل ولم يقل غسلته وفي هذا الحديث أيضا ما يبطل إمامة إسماعيل لان الامام لا يغسله إلا إمام إذا حضره.

[ فيه نظر لانه يمكن أن يقال الاخبار التى وردت بان الامام لا يغسله الا الامام مع ضعف سندها لا تدل على وجوب المباشرة انما دلالته على أن ولى الامام في التجهيز هو الامام الذي بعده سواء باشر ذلك بنفسه أو أمر من يفعل باذنه أو برضاه ان غاب، وفى التهذيب ج 1 ص 86 و الاستبصار ج 1 ص 207. باب كيفية غسل الميت بطريق صحيح أعلائي عن معاوية بن عمار قال: 'أمرني أبو عبد الله عليه السلام أن أغمز بطنه، ثم أوضيه بالاشنان، ثم اغسل رأسه بالسدر و لحييه، ثم أفيض على جسده منه، ثم أدلك به جسده، ثم أفيض عليه ثلاثا، ثم أغسله بالماء القراح، ثم أفيض عليه الماء بالكافور وبالماء القراح وأطرح فيه سبع ورقات سدر'.]

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، ويعقوب يزيد، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن شعيب، عن أبي كهمس قال: حضرت موت إسماعيل وأبو عبد الله عليه السلام جالس عنده فلما حضره الموت شد لحييه وغطاء بالملحفة ثم أمر بتهيئته، فلما فرغ من أمره دعا بكفنه وكتب في حاشية الكفن 'إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله'.

حدثنا أبي ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم ابن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن محمد بن أبي حمزة، عن مرة مولى محمد بن ـ خالد قال: لما مات إسماعيل فانتهى أبو عبد الله عليه السلام إلى القبر أرسل نفسه فقعد على جانب القبر لم ينزل في القبر، ثم قال: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وآله بابراهيم ولده.

حدثنا محمد بن الحسن ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن الحسين بن عمر، عن رجل من بني هاشم قال: لما مات إسماعيل خرج إلينا أبو عبد الله عليه السلام فتقدم السرير بلا حذاء ولارداء.

حدثنا أبي ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن جرير، عن إسماعيل بن جابر و الارقط ابن عم أبي عبد الله ـ قال: كان أبو عبد الله عليه السلام عند إسماعيل حين قبض فلما رأي الارقط جزعه قال: يا أبا عبد الله قد مات رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فارتدع ثم قال: صدقت أنا لك اليوم أشكر.

حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمرو بن عثمان الثقفي،

/ 36