کمال الدین و تمام النعمة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کمال الدین و تمام النعمة - جلد 1

الصدوق ابی جعفر محمدبن علی بن الحسین بن بابویه القمی ؛ مصحح: علی اکبر الغفاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ساعتهم حتى ظنوا أنه الغرق، فما رجعوا إلى منازلهم حتى أهمتهم أنفسهم من الماء.

في ذكر ظهور نوح بالنبوة بعد ذلك


2ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي

[ في بعض النسخ 'محمد بن هشام قال: حدثنا أحمد بن زياد الكوفي'.]

قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد ابن الحسن الميثمي، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام لما أظهر الله تبارك وتعالى نبوة نوح عليه السلام وأيقن الشيعة بالفرج اشتدت البلوى وعظمت الفرية إلى أن ال الامر إلى شدة شديدة نالت الشيعة والوثوب على نوح بالضرب المبرح

[ في النهاية: برح به: إذا شق عليه، ومنه الحديث 'ضربا غير مبرح' أي غير شاق.]

حتى مكث عليه السلام في بعض الاوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام، يجري الدم من اذنه ثم أفاق، وذلك بعد ثلاثمائة سنة من مبعثه، وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون، ويدعوهم سرا فلا يجيبون، ويدعوهم علانية فيولون، فهم بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم، وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء، فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه، ثم قالوا له: يا نبي الله لنا حاجة، قال: وما هي؟ قالوا: تؤخر الدعاء على قومك فانها أول سطوة لله عزوجل في الارض قال: قد أخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة اخرى، وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع، ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى إذا انقضت ثلاثمائة سنة اخرى ويئس من إيمانهم، جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السادسة "وهم ثلاثة أملاك" فسلموا عليه، وقالوا: نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة، ثم سألوه مثل ما سأله وفد السماء السابعة، فأجابهم إلى مثل ما أجاب اولئك إليه، وعاد عليه السلام إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم دعاؤه إلا فرارا، حتى انقضت ثلاثمائة سنة تتمة تسعمائة سنة فصارت إليه الشيعة وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت وسألوه الدعاء بالفرج،

فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا فهبط جبرئيل عليه السلام فقال له: إن الله تبارك وتعالى أجاب دعوتك فقل للشيعة: يأكلوا التمر ويغرسوا النوى ويراعوه حتى يثمر، فإذا أثمر فرجت عنهم، فحمد الله وأثنى عليه وعرفهم ذلك فاستبشروا به، فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر،

[ في بعض النسخ 'فرجت عنهم، فأخبرهم بما أوحى الله إليه ففعلوا ذلك وراعوه حتى أثمر'.]

ثم صاروا إلى نوح عليه السلام بالتمر وسألوه أن ينجز لهم الوعد، فسأل الله عزوجل في ذلك فأوحى الله إليه قل لهم: كلوا هذا التمر وأغرسوا النوى فإذا أثمر فرجت عنكم، فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم، ارتد منهم الثلث وثبت الثلثان، فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحا عليه السلام فأخبروه وسألوه أن ينجز لهم الوعد، فسأل الله عزوجل في ذلك، فأوحى الله إليه قل لهم: كلوا هذا التمر، واغرسوا النوى، فارتد الثلث الاخر وبقي الثلث فأكلوا التمر وغرسوا النوى، فملا أثمر أتوا به نوحا عليه السلام ثم قالوا له: لم يبق منا إلا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخير الفرج أن نهلك، فصلى نوح عليه السلام ثم قال: يا رب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة وإني أخاف عليهم الهلاك إن تأخر عنهم الفرج، فأوحى الله عزوجل إليه قد أجبت دعاءك فاصنع الفلك وكان بين إجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة.

3ـ حدثنا محمد بن علي ما جيلويه، ومحمد بن موسى بن المتوكل، وأحمد بن محمد ابن يحيى العطار رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن ـ الحسن بن أبان، عن محمد بن اورمة، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، و عبد الكريم بن عمرو، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: عاش نوح بعد النزول من السفينة خمسين سنة

[ أورده المجلسي "ره" في البحار باب جمل أحوال نوح عليه السلام وقال: ذكره في 'ص' ـ يعنى قصص الانبياء ـ بهذا الاسناد إلى قوله 'كما أمرهم آدم عليه السلام' الا أن فيه 'خمسمائة سنة' بدل 'خمسين سنة' وهو الصواب كما يدل عليه بعض الاخبار. ورواه الكليني "ره" في الكافي أيضا وفيه 'خمسمائة سنة'.]

ثم أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له:

يا نوح قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فانظر الاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك فادفعها إلى ابنك سام فاني لا أترك الارض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي ويكون نجاة فيما بين قبض النبي ومبعث النبي الاخر، ولم أكن أترك الناس بغير حجة وداع إلى، وهاد إلى سبيلي، وعارف بأمري، فاني قد قضيت أن أجعل لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ويكون حجة على الاشقياء، قال: فدفع نوح عليه السلام الاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة إلى ابنه سام، فأما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به، قال: وبشرهم نوح بهود وأمرهم باتباعه، وأن يفتحوا الوصية كل عام فينظروا فيها ويكون عيدا لهم كما أمرهم آدم عليه السلام قال: فظهرت الجبرية في ولد حام ويافث فاستخفى ولد سام بما عندهم من العلم، وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث وهو قول الله عزوجل: 'وتركنا عليه في الاخرين'

[ الصافات: 78.]

يقول: تركت على نوح دولة الجبارين ويعز الله محمدا صلى الله عليه وآله بذلك، قال: وولد لحام السند والهند والحبش، وولد لسام العرب والعجم، وجرت عليهم الدولة وكانوا يتوارثون الوصية عالم بعد عالم حتى بعث الله عزوجل هودا عليه السلام.

4ـ وحدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين ابن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: لما حضرت نوحا عليه السلام الوفاة دعا الشيعة فقال لهم: اعلموا أنه ستكون من بعدي غيبة تظهر فيها الطواغيت، وأن الله عزوجل يفرج عنكم بالقائم من ولدي، اسمه هود، له سمت وسكينة ووقار، يشبهني في خلقي وخلقي، وسيهلك الله أعداءكم عند ظهوره بالريح، فلم يزالوا يترقبون هودا عليه السلام وينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الامد وقست قلوب أكثرهم، فأظهر الله تعالى ذكره نبيه هودا عليه السلام عند اليأس منهم وتناهى البلاء بهم واهلك الاعداء بالريح العقيم التي وصفها الله تعالى ذكره،

فقال: 'ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم'

[ الذاريات: 42.]

ثم وقعت الغيبة "به" بعد ذلك إلى أن ظهر صالح عليه السلام.

5ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن ـ رضي الله عنهما ـ قالا: حدثنا سعد بن ـ عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، و كرام بن عمرو،

[ كذا. وهو لقب عبد الكريم بن عمرو.]

عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما بعث الله عزوجل هودا عليه السلام أسلم له العقب من ولد سام، وأما الاخرون فقالوا: من أشد منا قوة فاهلكوا بالريح العقيم، وأوصاهم هود وبشرهم بصالح عليه السلام.

ذكر غيبة صالح النبي


6ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري قالوا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن صالحا عليه السلام غاب عن قومه زمانا،

[ غيبته عليه السلام كانت بعد هلاك قومه، ورجوعه كان إلى من آمن به ونجا من العذاب.]

وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن حسن الجسم، وافر اللحية، خميص البطن

[ 'مبدح البطن' لعل المراد به واسع البطن عظيمه، وأما خميص البطن أي ضامره والمراد به ما تحت البطن حيث يشد المنطقة فلا منافاة.]

خفيف العارضين مجتمعا، ربعة من الرجال

[ الربعة: المتوسط بين الطول والقصر.]

فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه بصورته، فرجع إليهم وهم على ثلاث طبقات: طبقة جاحدة لا ترجع أبدا، واخرى شاكة فيه، و أخرى على يقين فبدأ عليه السلام حيث رجع بالطبقة الشاكة

[ في بعض النسخ 'بطبقة الشكاك'.]

فقال لهم: أنا صالح فكذبوه

وشتموه وزجروه، وقالوا: برئ الله منك إن صالحا كان في غير صورتك، قال: فأتي الجحاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشد النفور، ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة، وهم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: أخبرنا خبرا لا نشك فيك معه أنك صالح، فإنا لا نمتري أن الله تبارك وتعالى الخالق ينقل ويحول في أي صورة شاء، وقد اخبرنا وتدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم إذا جاء، وإنما يصح عندنا إذا أتى الخبر من السماء، فقال لهم صالح: أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة، فقالوا: صدقت و هي التي نتدارس فما علامتها؟ فقال: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم، قالوا آمنا بالله وبما جئتنا به، فعند ذلك قال الله تبارك وتعالى: 'ان صالحا مرسل من ربه "فقال: أهل اليقين:" إنا بما أرسل به مؤمنون، قال الذين استكبروا "وهم الشكاك و الجحاد:" إنا بالذي آمنتم به كافرون'

[ الاعراف 76 و 77. وفيها 'اتعلمون أن صالحا ـ الاية'.]

قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم به؟ قال: الله أعدل من أن يترك الارض بلا عالم

[ في بعض النسخ 'بغير عالم'.]

يدل على الله عزوجل، ولقد مكث القوم بعد خروج صالح سبعة أيام على فترة لا يعرفون إماما، غير أنهم على ما في أيديهم من دين الله عزوجل، كلمتهم واحدة، فلما ظهر صالح عليه السلام اجتمعوا عليه. وإنما مثل القائم عليه السلام مثل صالح.

في غيبة ابراهيم


وأما غيبة إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه فانها تشبه غيبة قائمنا صلوات الله عليه بل هي أعجب منها لان الله عزوجل غيب أثر إبراهيم عليه السلام وهو في بطن أمه حتى حوله عزوجل بقدرته من بطنها إلى ظهرها، ثم أخفى أمر ولادته إلى وقت بلوغ الكتاب أجله.

7ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن ـ رضي الله عنهما ـ قالا: حدثنا سعد بن ـ عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم،

[ كأن فيه سقطا لما رواه الكليني في روضة الكافي باسناده عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي أيوب الخزاز عن أبى بصير.]

عن أبي ـ بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبو إبراهيم عليه السلام منجما لنمرود بن كنعان، و كان نمرود لا يصدر إلا عن رأيه، فنظر في النجوم ليلة من الليالى فأصبح فقال: لقد رأيت في ليلتي هذه عجبا فقال له نمرود: وما هو؟ فقال: رأيت مولودا يولد في أرضنا هذه فيكون هلاكنا على يديه، ولا يلبث إلا قليلا حتى يحمل به، فعجب من ذلك نمرود وقال له: هل حملت به النساء؟ فقال: لا، وكان فيما أوتي به من العلم أنه سيحرق بالنار ولم يكن أوتى أن الله تعالى سينجيه، قال: فحجب النساء عن الرجال، فلم يترك امرأة إلا جعلت بالمدينة حتى لا يخلص إليهن الرجال

[ أي لا يصل اليهن، وفى الصحاح: خلص إليه الشيء: وصل.]

قال: ووقع

[ في بعض النسخ 'وباشر' بدون 'على'.]

أبو إبراهيم على امرأته فحملت به وظن أنه صاحبه، فأرسل إلى نساء من القوابل لا يكون في البطن شيء إلا علمن به، فنظرن إلى أم إبراهيم، فألزم الله تعالى ذكره ما في الرحم الظهر، فقلن: ما نرى شيئا في بطنها، فلما وضعت أم إبراهيم "به" أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود، فقالت له امرأته: لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله، دعني أذهب به إلى بعض الغيران

[ جمع الغار وهو الكهف في الجبل.]

أجعله فيه حتى يأتي عليه أجله ولا يكون أنت تقتل ابنك، فقال لها: فاذهبي به، فذهبت به إلي غار، ثم أرضعته، ثم جعلت على باب الغار صخرة، ثم انصرفت عنه، فجعل الله عزوجل رزقه في إبهامه فجعل يمصها فيشرب لبنا

[ في روضة الكافي 'فيشخب لبنها'.]

وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة، فمكث ما شاء الله أن يمكث،

ثم إن أمه قالت لابيه: لو أذنت لي حتى أذهب إلى ذلك الصبي فأراه فعلت، قال: فافعلي، فأتت الغار فإذا هي بإبراهيم عليه السلام وإذا عيناه تزهران كأنهما سراجان، فأخذته وضمته إلى صدرها وأرضعته ثم انصرفت عنه، فسألها أبوه عن الصبي، فقالت له: قد واريته في التراب، فمكثت تعتل وتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم عليه السلام فتضمه إليها وترضعه ثم تنصرف، فلما تحرك أتته أمه كما كانت تأتيه وصنعت كما كانت تصنع، فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها فقالت له: مالك؟ فقال لها: اذهبي بي معك، فقالت له: حتى أستأمر أباك.

[ تتمة الحديث في الكافي ج 8 تحت رقم 558 فليراجع.]

فلم

[ من هنا كلام المؤلف لابقية الحديث.]

يزل إبراهيم عليه السلام في الغيبة مخفيا لشخصه، كاتما لامره، حتى ظهر فصدع بأمر الله تعالى ذكره وأظهر الله قدرته فيه. ثم غاب عليه السلام الغيبة الثانية، وذلك حين نفاه الطاغوت عن مصر فقال: 'وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا' قال الله عزوجل: 'فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا، ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا'

[ مريم: 49 ـ 51.]

يعني به علي بن أبي طالب عليه السلام لان إبراهيم قد كان دعا الله عزوجل أن يجعل له لسان صدق في الاخرين فجعل الله تبارك وتعالى له ولاسحاق ويعقوب لسان صدق عليا فأخبر على عليه السلام بأن القائم هو الحادي عشر

[ كذا ولعله وهم من الراوي والصوبا العاشر.]

من ولده وأنه المهدي الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما مئلت جورا وظلما، وأنه تكون له غيبة وحيرة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، وأن هذا كائن كما أنه مخلوق. وأخبر عليه السلام في حديث كميل ابن زياد النخعي 'أن الارض لا تخلو ا من قائم بحجة إما ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته' وقد أخرجت هذين الخبرين في هذا الكتاب بإسنادهما في باب ما أخبر به أمير المؤمنين عليه السلام من وقوع الغيبة وكررت ذكرهما للاحتياج إليه على أثر ما ذكرت من قصة إبراهيم عليه السلام.

ولا براهيم عليه السلام غيبة اخرى سار فيها في البلاد وحده للاعتبار.

8 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن ـ رضى الله عنهما ـ قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: خرج إبراهيم عليه السلام ذات يوم يسير في البلاد ليعتبر، فمر بفلاة من الارض فإذا هو برجل قائم يصلى قد قطع إلى السماء صوته

[ كذا وفي الكافي 'طوله'. والقطع كما في الوافي: العمود، ولعله تصحيف 'رفع'.]

ولباسه شعر، فوقف عليه إبراهيم عليه السلام فعجب منه وجلس ينتظر فراغه فلما طال ذلك عليه حركه بيده وقال له: إن لي حاجة فخفف قال: فخفف الرجل وجلس إبراهيم، فقال له إبراهيم عليه السلام لمن تصلي؟ فقال: لاله إبراهيم فقال: من إله إبراهيم؟ قال: الذي خلقك وخلقني، فقال له إبراهيم: لقد أعجبني نحوك

[ أي طريقتك في العبادة، والنحو: الطريق.]

وأنا احب أن أو أخيك في الله عزوجل، فأين منزلك إذا أردت زيارتك ولقاءك؟ فقال له الرجل: منزلي خلف هذه النطقة

[ النطفة: الماء الصافي قل أو كثر.]

ـ وأشار بيده إلى البحر ـ وأما مصلاي فهذا الموضع تصيبني فيه إذا أردتني إن شاء الله، ثم قال الرجل لابراهيم: لك حاجة؟ فقال إبراهيم: نعم، فقال الرجل: وماهي؟ قال له: تدعو الله وأؤمن أنا على دعاءك أو أدعو أنا وتؤمن أنت على دعائي؟ فقال له الرجل: وفيم ندعوالله؟ فقال له إبراهيم: للمذنبين المؤمنين، فقال الرجل: لا، فقال إبراهيم: ولم؟ فقال: لانى دعوت الله منذ ثلاث سنين بدعوة لم أر إجابتها إلى الساعة وأنا أستحيى من الله عزوجل أن أدعوه بدعوة حتى أعلم أنه قد أجابني، فقال إبراهيم: وفيما دعوته؟ فقال له الرجل: إنى لفي مصلاي هذا ذات يوم إذ مربي غلام أروع

[ الاروع ـ كجعفر ـ من الرجال: الذي يعجبك حسنه.]

النور يطلع من جبهته، له ذؤابة من خلفه، ومعه بقر يسوقها كأنما دهنت دهنا، وغنم يسوقها كأنما دخست دخسا

[ الدخس ـ بالمعجمعة بين المهملتين ـ: الورم والسمن.]

قال: فأعجبني ما رأيت منه فقلت: يا غلام لمن هذه البقر، والغنم؟ فقال: لي

[ في الكافي ج 8 ص 392 تحت رقم 591 'فقال لابراهيم'.]

فقلت:

ومن أنت! فقال: أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عزوجل، فدعوت الله عزوجل عند ذلك وسألته أن يريني خليله، فقال له إبراهيم عليه السلام: فأنا إبراهيم خليل الرحمن وذلك الغلام ابني، فقال له الرجل عند ذلك: الحمدالله رب العالمين الذي أجاب دعوتي قال: ثم قبل الرجل صفحتي وجه إبراهيم وعانقة، ثم قال: الان فنعم وداع

[ في الكافي 'فقم وادع'.]

حتى اؤمن على دعائك، فدعا إبراهيم عليه السلام للمؤمنين والمؤمنات المذنبين من يومه ذلك إلى يوم القيامة بالمغفرة والرضا عنهم، قال: وأمن الرجل على دعائه، "قال" فقال أبو جعفر عليه السلام: فدعوة إبراهيم بالغة للمؤمنين المذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة.

في غيبة يوسف


وأما غيبة يوسف عليه السلام فإنها كانت عشرين سنة لم يدهن فيها ولم يكتحل ولم يتطيب لم يمس النساء حتى جمع الله ليعقوب شمله وجمع بين يوسف وإخوته وأبيه وخالته، كان منها ثلاثة أيام في الجب، وفي السجن بضع سنين، وفي الملك باقي سنية. وكان هو بمصر ويعقوب بفلسطين، وكان بينهما مسيرة تسعة أيام فاختلفت عليه الاحوال في غيبته من إجماع إخوته على قتله ثم إلقائهم إياه في غيابت الجب، ثم بيعهم إياه بثمن بخس دراهم معدودة، ثم بلواه بفتنة امرأة العزيز، ثم بالسجن بضع سنين، ثم صار إليه بعد ذلك ملك مصر،

[ الذي يظهر من القرآن وبعض الاخبار أنه صار عزيز مصر لا ملكه، والعزيز رئيس الدولة، والملك هو فرعون مصر.]

وجمع الله ـ تعالى ذكره ـ شمله وأراده تأويل رؤياه.

9ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن اورمة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن الحسن الواسطي، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قدم أعرابي على يوسف ليشتري منه طعاما فباعه، فلما فرغ قال له يوسف: أين منزلك؟

قال له: بموضع كذا وكذا: فقال له: فإذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد: يا يعقوب! يا يعقوب! فإنه سيخرج إليك رجل عظيم جميل جسيم وسيم، فقل له: لقيت رجلا بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك: إن وديعتك عند الله عزوجل لن تضيع، قال: فمضى الاعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغمانة: احفظوا على الابل ثم نادي: يا يعقوب! يا يعقوب! فخرج إليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقي الحائط بيده حتى أقبل فقال له لارجل: أنت يعقوب؟ قال: نعم فأبلغه ما قال له يوسف قال: فسقط مغشيا عليه، ثم أفاق فقال: يا أعرابي ألك حاجة إلى الله عزوجل؟ فقال له: نعم إني رجل كثير المال ولي ابنة عم ليس يولد لى منها واحب أن تدعو الله أن ير زقني ولدا، قال: فتوضأ يعقوب وصلى ركعتين ثم دعا الله عزوجل، فرزق أربعة أبطن أوقال ستة أبطن في كل بطن اثنان.

فكان يعقوب عليه السلام يعلم أن يوسف عليه السلام حي لم يمت وأن الله ـ تعالى ذكره ـ سيظهره له بعد غيبته وكان يقول لبنيه: 'إني أعلم من الله ما لا تعلمون'

[ يوسف: 98.]

وكان أهله وأقرباؤه يفندونه على ذكره ليوسف حتى أنه لما وجد ريح يوسف قال: 'إنى لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون، قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم، فلما أن جاء البشير "وهو يهودا ابنه وألقى قميص يوسف" على وجهه فارتد بصيرا، قال ألم أقل لكم إنى أعلم من الله مالا تعلمون'.

[ يوسف: 95 ـ 98.]

10 ـ حدثنا محمد بن على ماجيلويه ـ رضى الله عنه ـ قال: حدثنا محمد بن ـ يحيى العطار قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن اورمة، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر، عن المفضل ـ الجعفي أظنه ـ

[ في الكافي ج 1 ص 232 'عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام'.]

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أرتدي ماكان قميص يوسف عليه السلام؟ قلت: لاقال: إن إبراهيم عليه السلام لما اوقدت له النار أتاه جبرئيل عليه السلام بثوب من ثياب الجنة وألبسه إياه فلم يضره معه حر ولابرد، فلما حضر إبراهيم

/ 36