کمال الدین و تمام النعمة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کمال الدین و تمام النعمة - جلد 1

الصدوق ابی جعفر محمدبن علی بن الحسین بن بابویه القمی ؛ مصحح: علی اکبر الغفاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

رد اشكال

وكان من معارضة خصومنا أن قالوا: ولم أوجبتم في الائمة ما كان واجبا في الانبياء، فما أنكرتم أن ذلك كان جائزا في الانبياء وغير جائز في الائمة فإن الائمة ليسوا كالانبياء فغير جائز أن يشبه حال الائمة بحال الانبياء فأوجدونا دليلا مقنعا على أنه جائز في الائمة ما كان جائزا في الانبياء والرسل فيما شبهتم من حال الائمة الذين ليسوا بأشباه الانبياء والرسل، وإنما يقاس الشكل بالشكل والمثل بالمثل، فلن تثبت دعواكم في ذلك، ولن يستقيم لكم قياسكم في تشبيهكم حال الائمة بحال الانبياء عليهم السلام إلا بدليل مقنع.

فأقول ـ وبالله أهتدي ـ: إن خصومنا قد جهلوا فيما عارضونا به من ذلك ولو أنهم كانوا من أهل التمييز والنظر والتفكر والتدبر باطراح العناد وإزالة العصبية لرؤسائهم ومن تقدم من إسلافهم لعلموا أن كل ما كان جائزا في الانبياء فهو واجب لازم في الائمة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وذلك أن الانبياء هم أصول الائمة ومغيضهم

[ المغيض: مجتمع الماء ومدخله في الارض والمراد بالفارسية "انبياء نسخه أصل وسر چشمهء امامانند". وفى بعض النسخ 'ومفيضهم' من الافاضة.]

والائمة هم خلفاء الانبياء وأوصياؤهم والقائمون بحجة الله تعالى على من يكون بعدهم كيلا تبطل حجج الله وحدود "ه و" شرايعه مادام التكليف على العباد قائما والامر لهم لازما، ولو وجبت المعارضة لجاز لقائل أن يقول: إن الانبياء هم حجج الله فغير جائز أن يكون الائمة حجج الله إذ ليسوا بالانبياء ولا كالانبياء، وله أن يقول أيضا: فغير جائز أن يسموا أئمة لان الانبياء كانوا أئمة وهؤلاء ليسوا بأنبياء فيكونوا أئمة كالانبياء، وغير جائز أيضا أن يقوموا بما كان يقوم به الرسل من الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير ذلك من أبواب الشريعة إذ ليسوا كالرسول ولا هم برسل. ثم يأتي بمثل هذا من المحال مما يكثر تعداده ويطول الكتاب بذكره، فلما فسد هذا كله كانت هذه المعارضة من خصومنا فاسدة كفساده.

ثم نحن نبين الان ونوضح بعد هذا كله أن التشاكل بين الانبياء والائمة بين واضح فيلزمهم أنهم حجج الله على الخلق كما كانت الانبياء حججه على العباد، وفرض طاعتهم لازم كلزوم فرض طاعة الانبياء، وذلك قول الله عزوجل: 'أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الامر منكم'

[ النساء: 59.]

وقوله تعالى: 'ولو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم'

[ النساء: 83.]

فولاة الامرهم الاوصياء والائمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وقد قرن الله طاعتهم بطاعة الرسول وأوجب على العباد من فرضهم ما أوجبه من فرض الرسول كما أوجب على العباد من طاعة الرسول ما أوجبه عليهم من طاعته عزوجل في قوله: 'أطيعوا الله وأطيعوا الرسول' ثم قال: 'من يطع الرسول فقد أطاع الله'

[ النساء: 80.]

وإذا كانت الائمة عليهم السلام حجج الله على من لم يلحق بالرسول ولم يشاهده وعلى من خلفه من بعده كما كان الرسول حجة على من لم يشاهده في عصره لزم من طاعة الائمة ما لزم من طاعة الرسول محمد صلى الله عليه وآله فقد تشاكلوا واستقام القياس فيهم وإن كان الرسول أفضل من الائمة فقد تشاكلوا في الحجة والاسم والفعل

[ في بعض النسخ 'والعقل'.]

والفرض، إذ كان الله جل ثناؤه قد سمى الرسل أئمة بقوله لابراهيم: 'إني جاعلك للناس إماما'

[ البقرة: 119.]

وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى أنه قد فضل الانبياء والرسل بعضهم على بعض فقال تبارك وتعالى: 'تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ـ الاية'

[ البقره: 254.]

وقال: 'ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ـ الاية'

[ الاسراء: 56.]

فتشاكل الانبياء في النبوة وإن كان بعضهم أفضل من بعض، وكذلك تشاكل الانبياء والاوصياء، فمن قاس حال الائمة بحال الانبياء واستشهد بفعل الانبياء على فعل الائمة فقد أصاب في قياسه واستقام له استشهاده بالذي وصفناه من تشاكل الانبياء والاوصياء عليهم السلام.

وجه آخر لاثبات المشاكلة


ووجه آخر من الدليل على حقيقة ما شرحنا من تشاكل الائمة والانبياء عليهم السلام أن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: 'لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة'

[ الاحزاب: 21.]

وقال تعالى: 'ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا'

[ الحشر: 7.]

فأمرنا الله عزوجل أن نهتدي بهدى رسول الله صلى الله عليه وآله ونجري الامور "الجارية" على حد ما أجراها رسول الله صلى الله عليه وآله من قول أو فعل، فكان من قول رسول الله صلى الله عليه وآله المحقق لما ذكرنا من تشاكل الانبياء والائمة أن قال: 'منزلة علي عليه السلام مني كمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي' فأعلمنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن عليا ليس بنبي وقد شبهه بهارون وكان هارون نبيا ورسولا "و" كذلك شبهه بجماعة من الانبياء عليهم السلام.

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رحمه الله - قال: حدثنا على بن الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد قال: حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني، عن أبيه، عن جده

[ هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني عامى ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن سعد: ثقة، وقال أبو زرعة: لا بأس به، مستقيم الحديث. وابنه عبد الملك عنونه النجاشي وقال: كوفي ثقة عين روى عن أصحابنا ورووا عنه، ولم يكن متحققا بأمرنا، له كتاب يرويه محمد بن خالد. وأما أبوه عنترة بن عبد الرحمن فعنونه العسقلاني في النقريب والتهذيب وقال: ذكره ابن حبان في الثقات وذكر ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: أنه كوفي ثقة.]

عن عبد الله ابن عباس قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في سلمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في فطانته وإلى داود في زهده، فلينظر إلى هذا. قال: فنظرنا فإذا على بن أبي طالب قد أقبل كأنما ينحدر

من صبب،

[ أي يرفع رجليه رفعا بينا بقوة دون احتشام وتبختر. والصبب: ما انحدر من الارض أو الطريق.]

فإذا استقام أن يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله أحدا من الائمة علهيم السلام بالانبياء والرسل استقام لنا أن نشبه جميع الائمة بجميع الانبياء والرسل، وهذا دليل مقنع وقد ثبت شكل صاحب زماننا عليه السلام في غيبته بغيبة موسى عليه السلام وغيره ممن وقعت بهم الغيبة، وذلك أن غيبة صاحب زماننا وقعت من جهة الطواغيت لعلة التدبير من الذي قدمنا ذكره في الفصل الاول.

ومما يفسد معارضة خصومنا في نفي تشاكل الائمة والانبياء أن الرسل الذين تقدموا قبل عصر نبينا صلى الله عليه وآله كان أوصياؤهم أنبياء، فكل وصي قام بوصية حجة تقدمه من وقت وفاة آدم عليه السلام إلى عصر نبينا صلى الله عليه وآله كان نبيا، وذلك مثل وصي آدم كان شببث ابنه، وهو هبة الله في علم آل محمد صلى الله عليه وآله وكان نبيا، ومثل وصي نوح عليه السلام كان سام ابنه وكان نبيا، ومثل إبراهيم عليه السلام كان وصيه إسماعيل

[ في بعض النسخ 'اسحاق'.]

ابنه و كان نبيا، ومثل موسى عليه السلام كان وصيه يوشع بن نون وكان نبيا، ومثل عيسى عليه السلام كان وصيه شمعون الصفا وكان نبيا، ومثل داود عليه السلام كان وصيه سليمان عليه السلام ابنه وكان نبيا. وأوصياء نبينا عليهم السلام لم يكونوا أنبياء، لان الله عزوجل جعل محمدا خاتما لهذه الامم

[ في بعض النسخ 'لهذا الاسم' أي النبوة.]

كرامة له وتفضيلا، فقد تشاكلت الائمة والانبياء بالوصية كما تشاكلوا فيما قدمنا ذكره من تشاكلهم فالنبي وصي والامام وصي، والوصي إمام والنبي إمام، والنبي حجة والامام حجة،

[ في بعض النسخ 'والوصي حجة'.]

فليس في الاشكال أشبه من تشاكل الائمة والانبياء.

وكذلك أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بتشاكل أفعال الاوصياء فيمن تقدم وتأخر من قصة يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام مع صفراء بنت شعيب زوجة موسى وقصة

أمير المؤمنين عليه السلام وصى رسول الله صلى الله عليه وآله مع عائشة بنت أبى بكر، وإيجاب غسل الانبياء أوصيائهم بعد وفاتهم.

حدثنا علي بن أحمد الدقاق ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا حمزة بن القاسم قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الجنيد الرازي قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا الحسن ابن علي،

[ هو الحسن بن علي الخلال أبو علي ـ وقيل أبو محمد ـ الحلواني نزيل مكة ثقة ثبت يروى عن عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم أبي بكر الصنعانى، قال أحمد ابن صالح المصرى: قلت لاحمد بن حنبل: رأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرزاق؟ قال: لا. ويرموه القوم بالتشيع. يروى عن أبيه همام وهو ثقة يروى عن مينا بن أبى مينا الزهري الخزاز مولى عبد الرحمن بن عوف وهو شيعي جرحه العامة لتشيعه. وما في النسخ من الحسين بن علي بن عبد الرزاق، فهو تصحيف.]

عن عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن مسعود قال: قلت للنبى عليه السلام: يا رسول الله من يغسلك إذا مت؟ قال: يغسل كل نبي وصيه، قلت: فمن وصيك يارسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب قلت: كم يعيش بعدك يا رسول الله؟ قال: ثلاثين سنة، فان يوشع بن نون وصي موسى عاش بعد موسى ثلاثين سنة، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام فقالت: أنا أحق منك بالامر فقاتلها فقتل مقاتليها وأسرها فأحسن أسرها، وأن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من امتي فتقاتلها فيقتل مقاتليها ويأسرها فيحسن أسرها، وفيها أنزل الله عزوجل: 'وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى'

[ الاحزاب: 32.]

يعنى صفراء بنت شعيب، فهذا الشكل قد ثبت بين الائمة والانبياء بالاسم والصفة والنعت والفعل، وكل ما كان جائزا في الانبياء فهو جائز يجري في الائمة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، ولو جاز أن تجحد إمامة صاحب زماننا هذا لغيبته بعد وجود من تقدمه من الائمة عليهم السلام لوجب أن تدفع نبوة موسى بن عمران عليه السلام لغيبته إذ لم يكن كل الانبياء كذلك، فلما لم تسقط نبوة موسى لغيبتة وصحت

نبوته مع الغيبة كما صحت نبوة الانبياء الذين لم تقع بهم الغيبة فكذلك صحت إمامة صاحب زماننا هذا مع غيبته كما صحت إمامة من تقدمه من الائمة الذين لم تقع بهم الغيبة.

وكما جاز أن يكون موسى عليه السلام في حجر فرعون يربيه وهو لا يعرفه ويقتل أولاد بني إسرائيل في طلبه فكذلك جائز أن يكون صاحب زماننا موجودا بشخصه بين الناس، يدخل مجالسهم ويطأ بسطهم ويمشي في أسواقهم، وهم لا يعرفونه إلى أن يبلغ الكتاب أجله.

فقد روي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: في القائم سنة من موسى، و سنة من يوسف، وسنة من عيسى، وسنة من محمد صلى الله عليه وآله: فأما سنة موسى فخائف يترقب، وأما سنة يوسف فان إخوته كانوا يبايعونه ويخاطبونه ولا يعرفونه، وأما سنة عيسى فالسياحة، وأما سنة محمد صلى الله عليه وآله فالسيف.

رد اشكال:

فكان من الزيادة لخصومنا أن قالوا: ما أنكرتم إذ قد ثبت لكم ما ادعيتم من الغيبة كغيبة موسى عليه السلام ومن حل محله من الائمة

[ في بعض النسخ 'من الانبياء'.]

الذين وقعت بهم الغيبة أن تكون حجة موسى لم تلزم أحدا إلا من بعد أن أظهر دعوته ودل على نفسه وكذلك لا تلزم حجة إمامكم هذا لخفاء مكانه وشخصه حتى يظهر دعوته ويدل على نفسه |كذلك| فحينئذ تلزم حجته وتجب طاعته، وما بقي في الغيبة فلا تلزم حجته، ولا تجب طاعته.

فأقول ـ وبالله أستعين ـ: إن خصومنا غفلوا عما يلزم من حجة حجج الله في ظهورهم واستتارهم وقد ألزمهم الله تعالى الحجة البالغة في كتابه ولم يتركهم سدى في جهلهم وتخبطهم ولكنهم كما قال الله عزوجل: 'أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها'

[ سوره محمد صلى الله عليه وآله: 24.]

إن الله عزوجل قد أخبرنا في قصة موسى عليه السلام أنه كان له شيعة

وهم بأمره عارفون وبولايته متمسكون ولدعوته منتظرون قبل إظهار دعوته، ومن قبل دلالته على نفسه حيث يقول: 'ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه'

[ القصص: 15.]

وقال عزوجل حكاية عن شيعة: 'قالوا اوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ـ الاية'

[ الاعراف: 129.]

فأعلمنا الله عزوجل في كتابه أنه قد كان لموسى عليه السلام شيعة من قبل أن يظهر من نفسه نبوة، وقبل أن يظهر له دعوة يعرفونه ويعرفهم بموالاة موسى صاحب الدعوة ولم يكونوا يعرفون أن ذلك الشخص هو موسى بعينه، وذلك أن نبوة موسى إنما ظهرت من بعد رجوعه من عند شعيب حين سار بأهله من بعد السنين التي رعى فيها لشعيب حتى استوجب بها أهله فكان دخوله المدينة حين وجد فيها الرجلين قبل مسيره إلى شعيب، وكذلك وجدنا مثل نبينا محمد صلى الله عليه وآله قد عرف أقوام أمره قبل ولادته وبعد ولادته، وعرفوا مكان خروجه ودار هجرته من قبل أن يظهر من نفسه نبوة، ومن قبل ظهور دعوته وذلك مثل سلمان الفارسي ـ رحمه الله ـ، ومثل قس بن ساعدة الايادي، ومثل تبع الملك، ومثل عبد المطلب، وأبي طالب، ومثل سيف بن ذي ـ يزن، ومثل بحيرى الراهب، ومثل كبير الرهبان في طريق الشام، ومثل أبي مويهب الراهب، ومثل سطيح الكاهن، ومثل يوسف اليهودي، ومثل ابن حواش الحبر المقبل من الشام، ومثل زيد بن عمرو بن نفيل، ومثل هؤلاء كثير ممن قد عرف النبي صلى الله عليه وآله بصفته ونعته واسمه ونسبه قبل مولده وبعد مولده، والاخبار في ذلك موجودة عند الخاص والعام، وقد أخرجتها مسندة في هذا الكتاب في مواضعها، فليس من حجة الله عزوجل نبي ولا وصي إلا وقد حفظ المؤمنون وقت كونه وولادته وعرفوا أبويه ونسبه في كل عصر وزمان حتى لم يشتبه عليهم شيء من أمر حجج الله عزوجل في ظهورهم وحين استتارهم، وأغفل ذلك أهل الجحود والضلال والكنود فلم يكن عندهم |علم| شيء من أمرهم، وكذلك سبيل صاحب زماننا عليه السلام حفظ أولياؤه المؤمنون من أهل

المعرفة والعلم وقته وزمانه وعرفوا علاماته وشواهد أيامه

[ في بعض النسخ 'وشواهد آياته'.]

وكونه ووقت ولادته ونسبه، فهم على يقين من أمره في حين غيبته ومشهده، وأغفل ذلك أهل الجحود و الانكار والعنود، وفي صاحب زماننا عليه السلام قال الله عزوجل: 'يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل'

[ الانعام: 158.]

وسئل الصادق عليه السلام عن هذه الاية فقال: الايات هم الائمة، والاية المنتظرة هو القائم المهدي عليه السلام فإذا قام لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدم من آبائه عليهم السلام'. حدثنا بذلك أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير؛ والحسن بن محبوب، عن علي ابن رئاب وغيره، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام.

وتصديق ذلك "أن الايات هم الحجج" من كتاب الله عزوجل قول الله تعالى: 'وجعلنا ابن مريم وأمه آية'

[ المؤمنون: 50.]

يعني حجة، وقوله عزوجل لعزير

[ في بعض النسخ 'لارميا'.]

حين أحياه الله من بعد أن أماته مائة سنة 'فانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس'

[ البقرة: 259.]

يعني حجة فجعله عزوجل حجة على الخلق وسماه آية. وإن الناس لما صح لهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر الغيبة الواقعة بحجة الله تعالى ذكره على خلقه وضع كثير منهم الغيبة غير موضعها أولهم عمر بن الخطاب فانه قال لما قبض النبي صلى الله عليه وآله: والله ما مات محمد وإنما غاب كغيبة موسى عليه السلام عن قومه وإنه سيظهر لكم بعد غيبته.

حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ العدل قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس ابن بسام قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن يزداد قال: حدثنا نصر بن سيار بن داود

الاشعري قال: حدثنا محمد بن عبد ربه،

[ محمد بن يزداد الرازي قال أبو النضر العياشي: لا بأس به. ونصر بن سيار لم أجد من ذكره وليس هو بنصر بن سيار والى خراسان من قبل هشام بن عبد الملك، و محمد بن عبد ربه الانصاري اجاز التلعكبرى جميع حديثه وكان يروى عن سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميرى ونظرائهما كما في منهج المقال. وأما عبد الله بن خالد فلم أعرفه.]

وعبد الله بن خالد السلولي أنهما قالا: حدثنا أبو معشر نجيح المدني قال: حدثنا محمد بن قيس، ومحمد بن كعب القرظي، و عمارة بن غزية، وسعيد بن أبي سعيد المقبري،

[ أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي ـ بكسر المهملة وسكون النون ـ المدني مولى بني هاشم مشهور بكنيته وليس بقوى في الحديث، ومحمد بن قيس شيخه ضعيف كما في التقريب. وأما محمد بن كعب القرظي فثقة عالم ولد سنة أربعين على الصحيح ومات سنة 120 وقيل قبل ذلك. وأما عمارة بن غزية المدني فوثقه أحمد وأبو زرعة وقال يحيى بن معين: صالح وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وكان صدوقا. وأما سعيد بن أبي سعيد فاسمه كيسان المقبري أبو سعد المدنى، والمقبري نسبة إلى مقبرة بالمدينة كان مجاورا لها فهو ثقة صدوق كما في التهذيب. واما عبد الله بن أبي مليكة فهو عبد الله بن عبيد الله وأبو ملكية بالتصغير ثقة فقيه.]

وعبد الله بن أبي مليكة وغيرهم من مشيخة أهل المدينة قالوا: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أقبل عمر بن الخطاب يقول: والله ما مات محمد وإنما غاب كغيبة موسى عن قومه وإنه سيظهر بعد غيبته فما زال يردد هذا القول ويكرره حتى ظن الناس أن عقله قد ذهب، فأتاه أبو بكر وقد اجتمع الناس عليه يتعجبون من قوله فقال: اربع على نفسك يا عمر

[ أي ارفق بنفسك وكف عن هذا القول واليمين.]

من يمينك التى تحلف بها، فقد أخبرنا الله عزوجل في كتابه فقال: يا محمد 'إنك ميت وإنهم ميتون'

[ الزمر: 30.]

فقال عمر: وإن هذه الاية لفي كتاب الله يا أبا بكر؟ فقال: نعم أشهد بالله لقد ذاق محمد

الموت، ولم يكن عمر جمع القرآن.

[ أي لم يقرء أو يحفظ جميع القرآن.]

الكيسانية


ثم غلطت الكيسانية بعد ذلك حتى ادعت هذه الغيبة لمحمد بن الحنفية ـ قدس الله روحه ـ حتى أن السيد بن محمد الحميري رضي الله عنه

[ هو اسماعيل بن محمد الحميري، سيد الشعراء. كان يقول أولا بامامة محمد بن الحنفية ثم رجع إلى الحق، وأمره في الجلالة والمجد ظاهر لمن تتبع كتب التراجم. قيل: توفى ببغداد سنة 179 فبعثت الاكابر والشرفاء من الشيعة سبعين كفنا له، فكنفه الرشيد من ماله ورد الاكفان إلى أهلها.]

اعتقد ذلك وقال فيه:




  • ألا إن الائـمة من قــريـش++
    علـي والثـلاثة مـن بنـيــه++
    هم أسباطنا والاوصياء



  • ولاة الامــر أربعة سـواء
    هم أسباطنا والاوصياء
    هم أسباطنا والاوصياء



[ في 'الفرق بين الفرق' لعبد القاهر بن طاهر البغدادي الاسفراييني 'هم الاسباط ليس بهم خفاء' وكذا في الملل والنحل للشهرستاني.]




  • فـسبــط سبـط إيمـان وبـر++
    وسبط قد حوته كربلاء



  • وسبط قد حوته كربلاء
    وسبط قد حوته كربلاء



[ في الفرق 'وسبط غيبته كربلاء'. وكذا في اعلام الورى المنقول من كمال الدين.]




  • وسبط لا يذوق المــوت حتـى++
    يقود الجيش يقدمه اللواء



  • يقود الجيش يقدمه اللواء
    يقود الجيش يقدمه اللواء



[ في الفرق والملل 'يقود الخيل يقدمها اللواء'.]

يغيب فلا يـرى عنا زمانا

[ في الفرق 'تغيب لا يرى فيهم زمانا'.]

++

وقال فيه السيد ـ رحمة الله عليه ـ أيضا:




  • أيا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى++
    فلو غاب عنا عمر نوح لا يقنــت++
    منا النفوس بـأنه سيـؤوب



  • فحتـى متـى يخفـى وأنت قريب
    منا النفوس بـأنه سيـؤوب
    منا النفوس بـأنه سيـؤوب



[ هذا المصراع في بعض النسخ هكذا 'نفوس البرايا أنه سيؤوب'.]

/ 36