کمال الدین و تمام النعمة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کمال الدین و تمام النعمة - جلد 1

الصدوق ابی جعفر محمدبن علی بن الحسین بن بابویه القمی ؛ مصحح: علی اکبر الغفاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال: فجعلت أحمل طول ليلتي فلما أجهدني التعب رفعت يدي إلى السماء وقلت: يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه، فبعث الله عزوجل ريحا فقلعت ذلك الرمل من مكانه إلى المكان الذي قال اليهودي، فلما أصبح نظر إلى الرمل قد نقل كله، فقال: يا روزبه أنت ساحر وأنا لا أعلم فلاجرجنك من هذه القرية لئلا تهلكها، قال: فأخرجني وباعني من امرأة سلمية فأحبتني حبا شديدا وكان لها حائط، فقالت: هذا الحائط لك كل منه وما شئت وهب وتصدق.

قال: فبقيت في ذلك الحائط ما شاء الله فبينا أنا ذات يوم في الحائط إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة، فقلت في نفسي: والله ما هؤلاء كلهم أنبياء ولكن فيهم نبيا قال: فأقبلوا حتى دخلوا الحائط والغمامة تسير معهم، فلما دخلوا إذا فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وأبو ذر والمقداد وعقيل بن أبي طالب

[ فيه وهم كما لا يخفى لان اسلام عقيل على ما ذكروه قبل الحديبية وهو لم يشهد المواقف التي قبلها وقد أخرج مع المشركين كرها إلى بدر واسر وفداه عمه العباس بن عبد المطلب وكان حمزة ـ رضي الله عنه ـ استشهد يوم أحد، واسلام سلمان كان بقباء حين قدوم النبي صلى الله عليه وآله المدينة مهاجرا، وعده ابن عبد البر فيمن شهد بدرا، فان لم نقبل ذلك فلا أقل من حضوره في غزوة الاحزاب فان المسلمين حفروا الخندق بمشورته، فكيف يجمع بين حمزة وعقيل مع النبي صلى الله عليه وآله في حائط من حيطان المدينة قبل اسلام سلمان رضى الله عنه. ولا يقال: لعل عقيل تصحيف جعفر، لان جعفر حينذاك في الحبشة وقدم المدينة بعد فتح خيبر، ثم اعلم أن الامر في الخبر سهل لانه مرسل وهو كما ترى يشبه القصص والاساطير، والله العالم.]

وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة، فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف النخل ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول لهم: كلوا الحشف ولا تفسدوا على القوم شيئا، فدخلت على مولاتي فقلت لها: يا مولاتي هبي لي طبقا من رطب، فقالت: لك ستة أطباق، قال: فجئت فحملت طبقا من رطب، فقلت في نفسي: إن كان فيهم نبي فإنه لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية،

فوضعته بين يديه، فقلت: هذه صدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كلوا وأمسك رسول الله وأمير المؤمنين وعقيل بن أبى طالب وحمزة بن عبد المطلب، وقال لزيد: مد يدك وكل فقلت في نفسي هذه علامة، فدخلت إلى مولاتي فقلت لها: هبي لي طبقا آخر، فقالت: لك ستة أطباق قال: فجئت فحملت طبقا من رطب فوضعة بين يديه فقلت: هذه هدية، فمد يده وقال: بسم الله كلوا ومد القوم جميعا أيديهم فأكلوا، فقلت في نفسي هذه أيضا علامة، قال: فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت من النبي صلى الله عليه وآله التفاته، فقال: يا روزبه تطلب خاتم النبوة، فقلت: نعم، فكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوة معجوم بين كتفيه عليه شعرات قال: فسقطت على قدم رسول الله صلى الله عليه وآله اقبلها، فقال لي: ياروزبه ادخل إلى هذه المرأة وقل لها يقول لك محمد بن عبد الله تبيعينا هذا الغلام؟ فدخلت فقلت لها: يا مولاتي إن محمد بن عبد الله يقول لك: تبيعينا هذا الغلام؟ فقالت قل له: لا أبيعك إلا بأربعمائة نخلة مائتي نخلة منها صفراء ومائتي نخلة منها حمراء، قال: فجئت إلى النبي صلى الله عليه وآله: فأخبرته، فقال: وما أهون ما سألت، ثم قال: قم يا علي فاجمع هذا النوي كله فجمعه وأخذه فغرسه، ثم قال: إسقه فسقاه أمير المؤمنين فما بلغ آخره حتى خرج النخل ولحق بعضه بعضا فقال: لي ادخل إليها وقل لها يقول لك محمد بن عبد الله: خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا قال: فدخلت عليها وقلت ذلك لها، فخرجت ونظرت إلى النخل فقالت: والله لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة كلها صفراء، قال: فهبط جبرئيل عليه السلام فمسح جناحيه على النخل فصار كله أصفر، قال: ثم قال لي: قل لها: إن محمدا يقول لك: خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا قال: فقلت لها ذلك فقالت: والله لنخلة من هذه أحب إلي من محمد ومنك، فقلت لها: والله ليوم واحد مع محمد أحب إلي منك ومن كل شيء أنت فيه، فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسماني سلمان.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: كان اسم سلمان روزبه بن خشبوذان و ما سجد قط لمطلع الشمس وإنما كان يسجد لله عزوجل وكانت القبلة التي أمر بالصلاة إليها شرقية وكان أبواه يظنان أنه إنما يسجد لمطلع الشمس كهيئتهم، وكان سلمان

وصي وصي عيسى عليه السلام في أداء ما حمل إلى من انتهت إليه الوصية من المعصومين، وهو آبي عليه السلام

[ آبى بمد الهمزة وامالة الياء من ألقاب علماء النصارى. وسيأتى في باب نوادر الكتاب اواخر الجزء الثاني أن آخر اوصياء عيسى عليه السلام رجل يقال له: بالط. وكأن اسم ذلك الرجل 'آبي بالط'.]

وقد ذكر قوم أن 'أبي'

[ كذا ولعل النكتة في عدم النصب حفظ صورة الكلمة لئلا يشتبه بأبي.]

هو أبو طالب. وإنما اشتبه الامر به، لان أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن آخر أوصياء عيسى عليه السلام فقال: 'آبي' فصحفه الناس وقالوا: 'أبي' ويقال له: 'بردة' أيضا.

في خبر قس بن ساعدة الايادي


ومثل قس بن ساعدة الايادي في علمه وحكمته. كان يعرف النبي صلى الله عليه وآله وينتظر ظهوره ويقول: إن لله دينا خير من الدين الذي أنتم عليه. وكان النبي صلى الله عليه وآله يترحم عليه ويقول: يحشر يوم القيامة امة وحده.

[ المراد أنه على دين الحق والتوحيد وليس في زمانه من يدين بدين الحق غيره.]

22ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم بفناء الكعبة يوم افتتح مكة إذ أقبل إليه وفد فسلموا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من القوم؟ قالوا: وفد بكر بن وائل، قال: فهل عندكم علم من خبر قس بن ساعدة الايادي؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فما فعل؟ قالوا: مات، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحمد لله رب الموت ورب الحياة، كل نفس ذائقة الموت، كأني أنظر إلى قس بن ساعدة الايادي وهو بسوق عكاظ على جمل له أحمر وهو يخطب الناس ويقول: اجتمعوا أيها الناس، فإذا اجتمعتم فأنصتوا

فإذا أنصتم فاسمعوا، فإذا سمعتم فعوا، فإذا وعيتم فاحفظوا، فإذا حفظتم فاصدقوا، ألا إنه من عاش مات، ومن مات فات، ومن فات فليس بآت، إن في السماء خبرا وفي الارض عبرا، سقف مرفوع، ومهاد موضوع، ونجوم تمور

[ مار الشيء يمور مورا أي تحرك وجاء وذهب.]

وليل يدور، وبحار ماء "لا" تغور، يحلف قس ما هذا بلعب وإن من وراء هذا لعجبا، مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا؟ أم تركوا فناموا؟ يحلف قس يمينا غير كاذبة إن لله دينا هو خير من الدين الذي أنتم عليه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم الله قسا يحشر يوم القيامة امة وحده، قال: هل فيكم أحد يحسن من شعره شيئا؟ فقال بعضهم: سمعته يقول:




  • في الاولين الــذاهبيـن++
    لمــا رأيـت مـواردا++
    ورأيت قــومي نحوها++
    لا يرجع الماضي إلــي++
    ولا من الباقين غابر



  • من القرون لنـا بصـائر
    للـوت ليس لهـا مصادر
    تمضى الاكابر والاصاغر
    ولا من الباقين غابر
    ولا من الباقين غابر



[ كذا وفى بعض نسخ الحديث هكذا: لا يرجع الماضي ولا، يبقى من الباقين غابر.]




  • أيقنت أني لا محالــة++
    حيث صار القوم صـائر



  • حيث صار القوم صـائر
    حيث صار القوم صـائر



وبلغ من حكمة قس بن ساعدة ومعرفته أن النبي صلى الله عليه وآله كان يسأل من يقدم عليه من أياد من حكمه ويصغي إليه سمعه.

23 ـ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن إسماعيل قال: أخبرنا محمد بن زكريا قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك، عن هشام، عن أبيه

[ المراد بهشام هشام بن محمد بن السائب الكلبي. كما يظهر من كتاب مقتضب الاثر ص 37.]

أن وفدا من أياد قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله فسألهم عن حكم قس ابن ساعدة فقالوا: قال قس:




  • يا ناعي الموت والاموات في جدث++
    دعهم فــإن لهم يوما يصـاح بهم++
    كمــا ينبه مـن نوماتــه



  • عليهم من بقايـــا بزهم خـرق
    كمــا ينبه مـن نوماتــه
    كمــا ينبه مـن نوماتــه



[ في بعض نسخ الحديث 'من رقداته'.]




  • الصعق منهم عراة ومنهم في ثيابهم++
    منها الجديد ومنها الاورق الخلق



  • منها الجديد ومنها الاورق الخلق
    منها الجديد ومنها الاورق الخلق



[ في بعض النسخ 'ومنها الرث والخلق' والرث: البالي كالخلق.]




  • حتى يعودوا بحـال غير حــالتهم++
    خلق جديـد وخلق بعدهم خلقــوا



  • خلق جديـد وخلق بعدهم خلقــوا
    خلق جديـد وخلق بعدهم خلقــوا



مطر ونبات، وآباء وامهات، وذاهب وآت، وآيات في أثر آيات، وأموات بعد أموات، ضوء وظلام، وليال وأيام، وفقير وغني، وسعيد وشقي، ومحسن ومسئ، نبأ لارباب الغفلة،

[ في بعض النسخ 'أين الارباب الغفلة' وفي بعضها 'الفعلة'.]

ليصلحن كل عامل عمله، كلا بل هو الله واحد، ليس بمولود ولا والد، أعاد وأبدا، وإليه المآب غدا.

وأما بعد يا معشر أياد أين ثمود وعاد؟ وأين الاباء والاجداد؟ أين الحسن الذي لم يشكر والقبيح الذي لم ينقم، كلا ورب الكعبة ليعودن ما بدا، ولئن ذهب يوم ليعودن يوم.

وهو قس بن ساعدة بن حذاقة بن زهر بن أياد بن نزار، أول من آمن بالبعث من أهل الجاهلية، وأول من توكأ على عصا

[ أي أول من توكأ على عصا من أهل الجاهلية، أو لضعف كثرة السن أو نحوها ذلك لئلا ينتقض بما حكاه الله سبحانه عن موسى عليه السلام 'قال هي عصاي أتوكأ عليها ـ الاية'.]

ويقال: إنه عاش ستمائة سنة وكان يعرف النبي صلى الله عليه وآله باسمه ونسبه ويبشر الناس بخروجه، وكان يستعمل التقية و يأمر بها في خلال ما يعظ به الناس.

24 ـ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين ابن إسماعيل قال: أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار قال: حدثني مهدي بن سابق، عن عبد الله بن عباس، عن أبيه قال: جمع قس بن ساعدة ولده فقال: إن المعاتكفيه البقلة

وترويه المذقة

[ المذقة ـ بفتح الميم والقاف وسكون الدال ـ: الشربة من اللبن الممذوق. والمذق. المزج والخلط، يقال: مذقت اللبن فهو مذيق إذا خلطته بالماء.]

ومن عيرك شيئا ففيه مثله، ومن ظلمك وجد من يظلمه، متى عدلت على نفسك عدل عليك من فوقك، فإذا نهيت عن شيء فأبدء بنفسك، ولا تجمع ما لا تأكل ولا تأكل ما لا تحتاج إليه، وإذا ادخرت فلا يكونن كنزك إلا فعلك، وكن عف العيلة مشترك الغنى تسد قومك، ولا تشاورن مشغولا وإن كان حازما، ولا جائعا وإن كان فهما، ولا مذعورا وإن كان ناصحا، ولا تضعن في عنقك طوقا لا يمكنك نزعه إلا بشق نفسك، وإذا خاصمت فاعدل، وإذا قلت فاقتصد، ولا تستودعن أحدا دينك وإن قربت قرابته، فإنك إذا فعلت ذلك لم تزل وجلا وكان المستودع بالخيار في الوفاء بالعهد، وكنت له عبدا ما بقيت، فإن جنى عليك كنت أولى بذلك، وإن وفي كان الممدوح دونك، عليك بالصدقة فإنها تكفر الخطيئة. فكان قس لا يستودع دينه أحدا وكان يتكلم بما يخفى معناه على العوام ولا يستدركه إلا الخواص.

في خبر تبع


وكان تبع الملك أيضا ممن عرف النبي صلى الله عليه وآله وانتظر خروجه لانه قد وقع إليه خبره، فعرفه أنه سيخرج من مكة نبي يكون مهاجرته إلى يثرب.

25ـ محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن عمر بن أبان، عن أبان رفعه أن تبع قال في مسيره:




  • حتى أتاني من قريظة عالم++
    قال ازدجر عن قريـة محجوبــة++
    لنبــي مكة من قريش مهتـد



  • حبر لعمرك في اليهود مسود
    لنبــي مكة من قريش مهتـد
    لنبــي مكة من قريش مهتـد



[ ثربه وثرب عليه: لامه، قبح عليه فعله وعيره بذنبه.]

++

وتركتهم لعقاب

[ أي لخوف العقاب.]

يوم سرمد




  • وتـركتهــا لله أرجـو عفــوه++
    ولقد تركت لــه بها من قومنــا++
    نفرا يكون النصــر في أعقابهـم++
    ما كنـت أحسب أن بيتـا ظاهرا++
    لله في بطحـاء مكـة يعبــد



  • يوم الحسـاب من الجحيم الموقد
    نفرا أولي حسب وممــن يحمد
    أرجــو بذاك ثواب رب محمد
    لله في بطحـاء مكـة يعبــد
    لله في بطحـاء مكـة يعبــد



[ الدثر ـ بالفتح ـ: المال الكثير.]

++




  • فـأردت أمـرا حال ربي دونــه++
    فتــركت ما أملتــه فيه لهــم++
    وتركتهم مثلا لاهل المشهد



  • والله يدفع عن خـراب المسجد
    وتركتهم مثلا لاهل المشهد
    وتركتهم مثلا لاهل المشهد



[ أي من كان ذا قلب حاضر.]

قال أبو عبد الله عليه السلام: قد أخبر أنه

[ في بعض النسخ 'كان الخبر أنه'.]

سيخرج من هذه ـ يعني مكة ـ نبي يكون مهاجرته إلى يثرب، فأخد قوما من اليمن فأنزلهم مع اليهود لينصروه إذا خرج وفي ذلك يقول:




  • شهـــدت علـى أحمد أنه++
    فلو مد عمري إلى عمــره++
    وكنت عذابا على المشركين++
    أسقيهم كأس حتف وغم



  • رسـول من الله بارئ النسم
    لكنت وزيرا له وابــن عم
    أسقيهم كأس حتف وغم
    أسقيهم كأس حتف وغم



[ الحتف: الموت.]

26 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن تبعا قال للاوس والخزرج: كونوا ههنا حتى يخرج هذا النبي، أما أنا فلو أدركته لخدمته ولخرجت معه.

27 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال: حدثنا محمد بن يعقوب الاصم قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا يونس بن بكير الشيباني

[ هو يونس بن بكير الشيباني المعنون في التهذيب تحت رقم 844 قال ابن معين صدوق.]

عن زكريا بن يحيى المدني قال: حدثني عكرمة قال: سمعت ابن عباس يقول: لا يشتبهن عليكم أمر تبع فإنه كان مسلما.

في خبر عبد المطلب وأبي طالب


وكان عبد المطلب وأبو طالب من أعرف العلماء وأعلمهم بشأن النبي صلى الله عليه وآله وكانا يكتمان ذلك عن الجهال وأهل الكفر والضلال.

28ـ حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى ابن زكريا القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثني الهيثم بن عمرو المزني، عن إبراهيم بن عقيل الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه أحد إلا هو إجلالا له وكان بنوه يجلسون حوله حتى يخرج عبد المطلب، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج وهو غلام فيمشي حتى يجلس على الفراش فيعظم ذلك على أعمامه

[ في بعض النسخ 'فيعظمان ذلك أعمامه'.]

ويأخذونه ليؤخروه فيقول لهم عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم: دعوا ابني فو الله إن له لشأنا عظيما إني أرى أنه سيأتي عليكم يوم وهو سيدكم، إني أرى غرته غرة تسود الناس ثم يحمله فيجلسه معه ويمسح ظهره ويقبله ويقول: ما رأيت قبلة أطيب منه ولا أطهر قط، ولا جسدا ألين منه ولا أطيب منه، ثم يلتفت إلى أبي طالب وذلك أن عبد الله وأبا طالب لام واحد،

فيقول: يا أبا طالب إن لهذا الغلام لشأنا عظيما فاحفظه واستمسك به فإنه فرد وحيد وكن له كالام، لا يصل إليه بشئ يكرهه، ثم يحمله على عنقه فيطوف به اسبوعا، فكان عبد المطلب قد علم أنه يكره اللات والعزى فلا يدخله عليهما، فلما تمت له ست سنين ماتت امه آمنة بالابواء بين مكة والمدينة وكانت قدمت به على أخواله من بني عدي فبقي رسول الله صلى الله عليه وآله يتيما لا أب له ولا ام فأزداد عبد المطلب له رقة وحفظا، وكانت هذه حاله حتى أدركت عبد المطلب الوفاة فبعث إلى أبي طالب ومحمد على صدره وهو في غمرات الموت وهو يبكي ويلتفت إلى أبي طالب ويقول: يا أبا طالب انظر أن تكون حافظا لهذا الوحيد الذي لم يشم رائحة أبيه ولا ذاق شفقة امه، انظر يا أبا طالب أن يكون من جسدك بمنزلة كبدك فإني قد تركت بني كلهم واوصيتك به لانك من ام أبيه، يا أبا طالب إن أدركت أيامه فاعلم أني كنت من أبصر الناس و أعلم الناس به، فإن استطعت أن تتبعه فافعل وانصره بلسانك ويدك ومالك فإنه و الله سيسودكم ويملك ما لم يملك أحد من بني آبائي، يا أبا طالب ما أعلم أحدا من ابائك مات عنه أبوه على حال أبيه ولا امه على حال امه فاحفظه لوحدته، هل قبلت وصيتي فيه؟ فقال: نعم قد قبلت، والله علي بذلك شهيد، فقال عبد المطلب: فمد يدك إلي، فمد يده إليه، فضرب يده على يده ثم قال عبد المطلب: الان خفف علي الموت، ثم لم يزل يقبله، ويقول: أشهد أني لم أقبل أحدا من ولدي أطيب ريحا منك ولا أحس وجها منك، ويتمنى أن يكون قد بقي حتى يدرك زمانه، فمات عبد المطلب وهو ابن ثمان سنين، فضمه أبو طالب إلى نفسه لا يفارقه ساعة من ليل ولا نهار وكان ينام معه حتى لا يأتمن عليه أحدا.

29 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال: حدثنا محمد بن يعقوب الاصم قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد ابن إسحاق بن يسار المدني

[ هو محمد بن اسحاق بن يسار أبو بكر المطلبي مولاهم المدني نزيل العراق، امام المغازي "التقريب".]

قال: حدثنا العباس بن عبد الله بن سعيد، عن بعض

أهله قال: كان يوضع لعبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وآله فراش في ظل الكعبة فكان لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتي حتى يجلس عليه فيذهب أعمامه ليؤخروه، فيقول جده عبد المطلب: دعوا ابني، فيمسح على ظهره ويقول: إن لابني هذا لشأنا.

فتوفي عبد المطلب والنبي صلى الله عليه واله ابن ثمان سنين بعد عام الفيل بثمان سنين.

30 ـ حدثنا علي بن أحمد رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا محمد ابن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبي، عن خالد بن الياس، عن أبي بكر ابن عبد الله بن أبي جهم قال: حدثني أبي، عن جدي قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب قال: بينا أنا نائم في الحجر

[ يعني حجر اسماعيل عليه السلام.]

إذ رأيت رؤيا هالتني فأتيت كاهنة قريش وعلي مطرف خز، وجمتي

[ المطرف ـ بضم الميم وكسرها وفتحها الثوب الذي في طرفيه علمان. والجمة ـ بالضم والشد ـ: مجتمع شعر الرأس وما سقط على المنكبين منها وهي أكثر من الوفرة، ويقال للرجل الطويل الجمة: الجماني بالنون على غير قياس "الصحاح".]

تضرب منكبي فلما نظرت إلي عرفت في وجهي التغير فاستوت وأنا يومئذ سيد قومي، فقالت: ما شأن سيد العرب متغير اللون هل رابه من حدثان الدهر ريب

[ رابه أمر يريبه: رأى منه ما يكرهه ويزعجه، والريب نازلة الدهر.]

فقلت لها: بلي إني رأيت الليلة وأنا قائم في الحجر كأن شجرة قد نبتت على ظهري قد نال رأسها السماء وضربت أغصانها الشرق والغرب ورأيت نورا يظهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ورأيت العرب والعجم ساجدة لها وهي كل يوم تزداد عظما ونورا، ورأيت رهطا من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخذهم شاب من أحسن الناس وجها وأنظفهم ثيابا فيأخذهم ويكسر ظهورهم، ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لا تناول غصنا من أغصانها، فصاح بي الشاب وقال: مهلا ليس لك منها نصيب، فقلت: لمن النصيب والشجرة مني؟ فقال النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها وستعود

[ في بعض النسخ 'سيعود'.]

/ 36