کمال الدین و تمام النعمة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کمال الدین و تمام النعمة - جلد 1

الصدوق ابی جعفر محمدبن علی بن الحسین بن بابویه القمی ؛ مصحح: علی اکبر الغفاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عصر، فإن كان لكل عصر فالعصر الذي كان علي عليه السلام قائما فيه من كان مخلفا فينا؟ هل كان الحسن والحسين هما المرادين بهذا القول أو علي عليه السلام؟ فإن قال قائل: إنه الحسن والحسين عليهما السلام أوجب أنهما كانا في وقت مضي النبي صلى الله عليه وآله أعلم من أبيهما عليهم السلام وخرج من لسان الامة،

[ أي خرج القائل من لسان الامة واجماعهم.]

وإن قال: إن النبي صلى الله عليه وآله أراد بهذا وقتا دون وقت أجاز على نفسه أن يكون أراد بعض العترة دون البعض لانه ليس الوقت الذي يدعيه خصمنا أحق بما ندعيه فيه من قول غيره ولا بد من أن يكون النبي صلى الله عليه وآله عم بقوله التخليف لكل الاعصار والدهور أو خص، فإن كان عم فالعصر الذي قام فيه علي بن أبي طالب عليه السلام قد أوجب أن يكون من عترته، اللهم إلا أن يقال: إنه ظلم إذ كان بحضرته من ولده من هو أعلم منه، وهذا لا يقول به مسلم ولا يجيزه على رسول الله صلى الله عليه وآله مؤمن، وكان مرادنا بإيراد قول النبي صلى الله عليه وآله: 'إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض'س في هذا الباب إثبات اتصال أمر حجج الله عليهم السلام إلى يوم القيامة وأن القرآن لا يخلو من حجة مقترن إليه من الائمة الذين هم العترة عليهم السلام يعلم حكمه إلى يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وآله: 'لن يفترقا حتى يردا علي الحوض' وهكذا قوله صلى الله عليه وآله: 'إن مثلهم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة' تصديق لقولنا 'إن الارض لا تخلو من حجة الله على خلقه ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج الله عزوجل وبيناته، وقد بين النبي صلى الله عليه وآله من العترة المقرونة إلى كتاب الله عزوجل في الخبر الذي:

حدثنا به أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري، عن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين

ـ وضم بين سبابتيه ـ فقام إليه جابر بن عبد الله الانصاري وقال: يا رسول الله من عترتك؟ قال: علي والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة.

وحكى محمد بن بحر الشيباني، عن محمد بن عبد الجبار صاحب أبي العباس ثعلب في كتابه الذي سماه كتاب الياقوتة، قال: حدثني أبو العباس ثعلب

[ بالثاء المثلثة واليعن المهملة ـ أحمد بن يحيى المتوفى 291.]

قال: حدثني ابن الاعرابي قال: العترة: قطاع المسك الكبار في النافجة وتصغيرها عتيرة. و العترة الريقة العذبة وتصغيرها عتيرة. والعترة شجر تنبت على باب وجار الضب ـ وأحسبه أراد وجار الضبع لان الذي يكون هو للضب مكن

[ بفتح الميم وسكون الكاف، وفي بعض النسخ 'مسكن' ولعله تصحيف.]

وللضبع وجار ـ ثم قال: و إذا خرجت الضب من وجارها تمرغت على تلك الشجرة فهي لذلك لا تنمو ولا تكبر، والعرب تضرب مثلا للذليل والذلة فتقول: أذل من عترة الضب قال: وتصغيرها عتيرة والعترة ولد الرجل وذريته من صلبه ولذلك سميت ذرية محمد صلى الله عليه وآله من علي وفاطمة عليهما السلام عترة محمد صلى الله عليه وآله. قال ثعلب: فقلت لابن الاعرابي: فما معنى قول أبي بكر في السقيفة 'نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وآله' قال: أراد بلدته وبيضته. وعترة محمد صلى الله عليه وآله لا محالة ولد فاطمة عليها السلام والدليل على ذلك رد أبي بكر وإنفاد علي عليه السلام بسورة براءة، و قوله صلى الله عليه وآله 'أمرت أن لا يبلغها عني إلا أنا أو رجل مني' فأخذها منه ودفعها إلى من كان منه دونه. فلو كان أبو بكر من العترة نسبا ـ دون تفسير ابن الاعرابي أنه أراد البلدة ـ لكان محالا أخذ سورة براءة منه ودفعها إلى علي عليه السلام.

وقد قيل: إن العترة الصخرة العظيمة يتخذ الضب عندها جحرا يأوي إليه وهذا لقلة هدايته، وقد قيل: إن العترة أصل الشجرة المقطوعة التي تنبت من اصولها و عروقها، والعترة في "غير" هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وآله 'لا فرعة ولا عتيرة'

[ الفرع ـ بالتحريك اول ولد تنتجه الناقة. كانوا يذبحونه لالهتهم يتبركون بذلك والعتيرة أيضا هي الذبيحة التى كانت تذبح للاصنام في رجب فيصب دمها على رأسها.]

وقال

الاصمعي: كان الرجل في الجاهلية ينذر نذرا على شائه إذا بلغت غنمه مائة أن يذبح رجبيته وعتائره، فكان الرجل ربما بخل بشائه فيصيد الظباء ويذبحها عن غنمه عند آلهتهم ليوفي بها نذره، وأنشد الحارث بن حلزة اليشكري بيتا:

عنتا باطلا وظلما كما تعتر عن حجرة الربيض الظباء.

[ مصراع الثاني معناه أن الرجل كان يقول في الجاهلية: ان بلغت ابلى مائة عترت عنها عتيرة، فإذا بلغت مائة ضمن بالغنم فصاد ظبيا فذبحه. والحجرة ـ كغرفة ـ حظيرة الغنم والابل. و ـ كغفلة ـ ناحية الدار، ولعل الثاني هنا أصح والربيض ـ كأمير ـ: الغنم برعاتها المجتمعة في مربضها.]

يعني يأخذونها بذنب غيرها كما تذبح أولئك الظباء عن غنمهم، وقال الاصمعي: والعترة الريح، والعترة أيضا شجرة كثيرة اللبن صغيرة تكون نحو تهامة

[ في المعاني 'تكون نحو القامة'.]

ويقال: العتر الذكر، عتر يعتر عترا إذا نعظ، وقال الرياشي: سألت الاصمعي،

[ الرياشي ـ بكسر الراء، والشين المعجمة ـ هو أبو الفضل، العباس بن الفرج اللغوي المقتول بالبصرة أيام العلوي البصري صاحب الزنج سنة سبع وخمسين ومائتين، سمع الاصمعي البصري المتوفى 215 اسمه عبد الملك بن قريب يكنى أبا سعيد.]

عن العترة فقال: هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا.

قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب: والعترة علي بن أبي طالب وذريته من فاطمة وسلالة النبي صلى الله عليه وآله "وهم" الذين نص الله تبارك وتعالى عليهم بالامامة على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وهم اثنا عشر: أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي صلوات الله عليهم على جميع ما ذهبت إليه العرب في معنى العترة: وذلك أن الائمة عليهم السلام من بين جميع بني هاشم ومن بين جميع ولد أبي طالب كقطاع المسك الكبار في النافجة، وعلومهم العذبة عند أهل الحكمة والعقل. وهم الشجرة التي رسول الله صلى الله عليه وآله أصلها، وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها، والائمة من ولده أغصانها، وشيعتهم ورقها، وعلومهم ثمرها. وهم عليهم السلام اصول الاسلام على معنى البلدة والبيضة.

وهم عليهم السلام الهداة على معنى الصخرة العظيمة التي يتخذ الضب عندها جحرا فيأوي إليه لقلة هدايته، وهو أصل الشجرة المقطوعة لانهم وتروا وظلموا وجفوا وقطعوا ولم يواصلوا فنبتوا من أصولهم وعروقهم، لا يضرهم قطع من قطعهم، ولا إدبار من أدبر عنهم، إذ كانوا من قبل الله منصوصا عليهم على لسان نبي الله صلى الله عليه وآله.

ومن معنى العترة هم المظلومون المأخوذون بما لم يجترموه ولم يذنبوه و منافعهم كثيرة. وهم عليهم السلام ينابيع العلم على معنى الشجرة الكثيرة اللبن. وهم عليهم السلام ذكرانا غير إناث على معنى قول من قال: إن العترة هو الذكر. وهم عليهم السلام جند الله عز وجل وحزبه على معنى قول الاصمعي: 'إن العترة الريح' قال النبي صلى الله عليه وآله 'الريح جند الله الاكبر' في حديث مشهور عنه، والريح عذاب على قوم ورحمة لاخرين، وهم عليهم السلام كذلك كالقرآن المقرون إليهم بقول النبي صلى الله عليه واله: 'إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي' قال الله عزوجل 'وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا'

[ الاسراء: 82.]

وقال عزوجل: 'وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا، فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون'

[ التوبة: 125.]

وهم عليهم السلام أصحاب المشاهد المتفرقة والبيوت النازحة

[ نزحت الدار نزوحا: بعدت. وبلد نازح وقوم منازيح. وقد نزح بفلان إذا بعد عن دياره غيبة بعيدة.]

على معنى الذي ذهب إليه من قال: إن العترة هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا، وبركاتهم عليهم السلام منبثة في المشرق والمغرب.

وأما الذرية فقد قال أبو عبيدة: تأويل الذريات عندنا إذا كانت بالالف

[ أي بالالف والتاء 'الذريات'.]

الاعقاب والنسل، وأما الذي في القرآن 'والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين'

[ الفرقان: 74.]

قرأها علي عليه السلام وحده

[ أي بصيغة المفرد قبال الجمع.]

بهذا المعنى، والاية التي في يس 'وآية لهم أنا حملنا ذريتهم' وقوله عز وجل: 'كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين'

[ الانعام: 133.]

فيه لغتان ذرية وذرية، مثل علية وعلية وكانت قراءته بالضم وقرأها أبو عمرو، وهي قراءة أهل المدينة إلا ما ورد عن زيد بن ثابت أنه قرأ 'ذرية من حملنا مع نوح'

[ الاسراء: 3.]

بالكسر، وقال مجاهد في قوله: 'إلا ذرية من قومه' إنهم أولاد الذين ارسل إليهم موسى ومات آباؤهم، فقال الفراء: إنما سموا ذرية لان آباءهم من القبط وأمهاتهم من بني إسرائيل، قال: وذلك كما قيل لاولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن: الابناء، لان أمهاتهم من غير جنس آبائهم، قال أبو عبيدة: يريد الفراء أنهم يسمون ذرية، وهم رجال مذكورون لهذا المعنى، وذرية الرجل كأنهم النشء الذين خرجوا منه، وهو من 'ذروت' أو 'ذريت' وليس بمهموز، وقال أبو عبيدة: وأصله مهموز ولكن العرب تركت الهمزة فيه وهو في مذهبه من ذرأ الله الخلق كما قال الله جل ثناؤه: 'ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس'

[ الاعراف: 179.]

وذرأهم أي أنشأهم وخلقهم، وقوله عزوجل 'يذرؤكم'

[ الشورى: 10.]

أي يخلقكم. فكان ذرية الرجل هم خلق الله عزوجل منه ومن نسله ومن إنشاء الله عزوجل من صلبه.

ومعنى السلالة الصفوة من كل شيء، يقال: سلالة وسليل، وفي الحديث

قال النبي صلى الله عليه وآله: 'اللهم اسق عبد الرحمن من سليل الجنة'

[ في النهاية: قيل هو الشراب البارد، وقيل: الخالص الصافي من القذى والكدر.]

ويقال: السليل هو صافي شرابها، وإنما قيل له 'سليل' لانه سل حتى خلص، وهو فعيل بمعنى المفعول، قالوا في تفسير قول الله عزوجل: 'ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين'

[ المؤمنون: 12.]

يعني أنه من صفوة طين الارض، والسلالة النتاج، سل من أمه أي نتج، وقالت هند بنت أسماء

[ في التاج وبعض نسخ الصحاح والعقد الفريد 'هند بنت نعمان بن بشير'. ويمكن أن يكون 'أسماء' أمها.]

وكانت تحت الحجاج بن يوسف الثقفي:




  • وهل هند إلا مهرة عربية++
    سليلة أفراس تجللها بغل



  • سليلة أفراس تجللها بغل
    سليلة أفراس تجللها بغل



[ قوله 'تجللها' في بعض الكتب 'تحللها' بالحاء المهملة، وفي بعضها 'تخللها' بالخاء المعجمة. وفي اللسان والتاج 'وما هند' وقوله 'بغل' كذا في التاج والصحاح. وفي العقد الفريد 'بعل'. في اللسان قال ابن بري: وذكر بعضهم أنها تصحيف وأن صوابه 'نغل' ـ بفتح النون وسكون الغين المعجمة ـ وهو الخسيس من الناس والدواب لان البغل لا ينسل. انتهي. والمهر ـ بضم الميم وسكون الهاء ـ: ولد الفرس. والانثى: مهرة.]




  • فإن نتجت مهرا كريما فبا الحري++
    وإن يك أقرافا فما فعل الفحل



  • وإن يك أقرافا فما فعل الفحل
    وإن يك أقرافا فما فعل الفحل



[ كذا وفي العقد الفريد: 'فان أنجبت مهرا عريقا فبالحرى، وان يك اقراف فما أنجب الفحل'. وفى لسان العرب: 'وان يك اقراف فمن قبل الفحل'.]

وروي فما جنى الفحل. والسليل المنتوج، والسليلة المنتوجة كأنه يريد النتاج الخالص الصافي.

وقيل للحسن والحسين والائمة "من" بعدهما صلوات الله عليهم أجمعين: سلالة

رسول الله صلى الله عليه وآله لانهم الصفوة من ولده عليهم السلام. وهذا معنى العترة والذرية والسلالة في لغة العرب، ونسأل الله التوفيق للصواب في جميع الامور برحمته.

نص الله على القائم وأنه الثاني عشر من الائمة


1 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي قال: حدثنا محمد بن آدم الشيباني

[ كذا وآدم بن أبى أياس ثقة وهو العسقلاني لا الشيباني كما في التقريب. ومحمد ابن آدم ابنه عامي مهمل. ومبارك بن فضالة أيضا عامي مختلف فيه.]

عن أبيه أدم بن أبي إياس قال: حدثنا المبارك بن فضالة، عن وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى ربي جل جلاله أتاني النداء: يا محمد! قلت: لبيك رب العظمة لبيك، فأوحى الله تعالي إلي يا محمد فيم اختصم الملا الاعلي؟ قلت: إلهي لا علم لي، فقال: يا محمد هلا اتخذت من الادمين وزيرا وأخا ووصيا من بعدك؟ فقلت: إلهي ومن أتخذ؟ تخير لي أنت يا إلهي، فأوحى الله إلي: يا محمد قد اخترت لك من الادميين علي بن أبي طالب، فقلت: إلهي ابن عمي؟ فأوحى الله إلي يا محمد إن عليا وارثك ووارث العلم من بعدك وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة وصاحب حوضك، يسقي من ورد عليه من مؤمني أمتك، ثم أوحى الله عزوجل إلي: يا محمد إني قد أقسمت على نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولاهل بيتك وذريتك الطيبين الطاهرين، حقا أقول: يا محمد لادخلن جميع أمتك الجنة إلا من أبي من خلقي، فقلت: إلهي "هل" واحد يأبى من دخول الجنة؟ فأوحى الله عزوجل إلي: بلى، فقلت: وكيف يأبي؟ فأوحى

الله إلي: يا محمد اخترتك من خلقي، واخترت لك وصيا من بعدك، وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدك، وألقيت محبته في قلبك وجعلته أبا لولدك فحقه بعدك على امتك كحقك عليهم في حياتك، فمن جحد حقه فقد جحد حقك، ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يواليك، ومن أبى أن يواليك فقد أبى أن يدخل الجنة، فخررت لله عزوجل ساجدا شكرا لما أنعم علي، فإذا مناديا ينادى ارفع يا محمد رأسك، وسلني أعطك، فقلت: إلهي اجمع أمتي من بعدي على ولاية علي بن أبي طالب ليردوا جميعا علي حوضى يوم القيامة؟ فأوحى الله تعالى إلي يا محمد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم، وقضائي ماض فيهم، لاهلك به من أشاء وأهدي به من أشاء. وقد آتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وأمتك، عزيمة مني "لادخل الجنة من أحبه و" لا ادخل الجنة من أبغضه و عاداه وأنكر ولايته بعدك، فمن أبغضه أبغضك، ومن أبغضك أبغضني، ومن عاداه فقد عاداك، ومن عاداك فقد عاداني، ومن أحبه فقد أحبك، ومن أحبك فقد أحبني، وقد جعلت له هذه الفضيلة، وأعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول، وآخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى بن مريم، يملا الارض عدلا كما ملئت منهم ظلما وجورا، انجي به من الهلكة، وأهدي به من الضلالة، وابرئ به من العمى، وأشفي به المريض، فقلت: إلهي وسيدي متى يكون ذلك؟ فأوحى الله عزوجل: يكون ذلك إذا رفع العلم، وظهر الجهل، وكثر القراء، وقل العمل، وكثر القتل، وقل الفقهاء الهادون، وكثر فقهاء الضلالة والخونة، وكثر الشعراء، واتخذ أمتك قبورهم مساجد، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد وكثر الجور والفساد، وظهر المنكر وأمر أمتك به ونهوا عن المعروف، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وصارت الامراء كفرة، وأولياؤهم فجرة وأعوانهم ظلمة، وذوي الرأي منهم فسقة، وعند ذلك ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي وظهور الدجال

يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني، فقلت: إلهي ومتى يكون بعدي من الفتن؟ فأوحى الله إلي وأخبرني ببلاء بني امية وفتنة ولد عمي، وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة، فأوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت إلى الارض وأديت الرسالة، ولله الحمد على ذلك كما حمده النبيون وكما حمده كل شئ قبلي وما هو خالقه إلى يوم القيامة.

2 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ

[ في المحكى عن ايضاح الرجال ـ في هامش بعض المخطوطة 'ما بنذاذ بالميم قبل الالف والباء المضمومة المنقطة تحتها نقطة بعد الالف ثم النون. ثم الذال المعجمة المفتوحة بعد الالف وقبلها'. ولم أقف على حاله.]

قال حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير

[ احمد بن هلال العبرتائي متهم في دينه غال. ورواية ابن أبي عمير عن المفضل بدون الواسطة بعيد.]

عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي جل جلاله فقال: يا محمد إني أطلعت على الارض إطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا و شققت لك من اسمي إسما، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم أطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك، وشققت له اسما من أسمائي، فأنا العلي الاعلى وهو علي، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقربين، يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي، ثم أتاني جاحدا لولايتهم فما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي، يا محمد تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب فقال عزوجل: ارفع رأسك فرفعت رأسي وإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين، وعلي بن الحسين ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي وعلي بن محمد؟ والحسن بن علي، و 'م ح م د' بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري

قلت: يا رب ومن هؤلاء؟ قال: هؤلاء الائمة وهذا القائم الذي يحلل حلالي ويحرم حرامي وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لاوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما، فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل والسامري.

3 ـ حدثنا غير واحد من أصحابنا قالوا: حدثنا محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفرازي قال: حدثني الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحارث قال: حدثني المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الانصاري يقول: لما أنزل الله عزوجل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله 'يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم' قلت 'يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولو الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام: هم خلفائي يا جابر، وأئمة المسلمين "من" بعدي أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، و ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى ابن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه، وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الارض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان، قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال عليه السلام: إى والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سر الله، ومخزون علمه، فاكتمه إلا عن أهله.

قال جابر بن يزيد: فدخل جابر بن عبد الله الانصاري على علي بن الحسين عليهما السلام فبينما هو يحدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر عليهما السلام من عند نسائه وعلى رأسه ذؤابة وهو غلام فلما بصر به جابر ارتعدت فرائصه، وقامت كل شعرة على بدنه ونظر

/ 36