فمما روى في وفاة محمد بن الحنفية <p/>[ هذا العنوان للمؤلف وموجود في جميع النسخ. - کمال الدین و تمام النعمة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کمال الدین و تمام النعمة - جلد 1

الصدوق ابی جعفر محمدبن علی بن الحسین بن بابویه القمی ؛ مصحح: علی اکبر الغفاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقال فيه السيد أيضا:




  • ألاحي المقيم بشعـب رضـوى++
    وقل: يا ابن الوصي فدتك نفسي++
    فمـر بمعشـر والـوك منــا++
    فمـا ذاق ابن خـولة طعم موت++
    ولاوارت لـه أرض عظاما



  • واهد له بمنزلـه السـلاما
    أطلت بذلك الجبـل المقاما
    وسمـوك الخليـفة والاماما
    ولاوارت لـه أرض عظاما
    ولاوارت لـه أرض عظاما



فلم يزل السيد ضالا في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن الحنفية حتى لقى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ورأى منه علامات الامامة وشاهد فيه دلالات الوصية، فسأله عن الغيبة، فذكر له أنها حق ولكنها تقع في الثاني عشر من الائمة عليهم السلام وأخبره بموت محمد بن الحنفية وأن أباه شاهد دفنه، فرجع السيد عن مقالته واستغفر من اعتقاده ورجع إلى الحق عند اتضاحه له، ودان بالامامة.

حدثنا عبد الواحد بن محمد العطار النيسابوري ـ رضى الله عنه ـ قال: حدثنا علي بن محمد قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حيان السراج قال: سمعت السيد بن محمد الحميري يقول: كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي ـ ابن الحنفية ـ قد ضللت في ذلك زمانا، فمن الله علي بالصادق جعفر بن ـ محمد عليهما السلام وأنقذني به من النار، وهداني إلى سواء الصراط، فسألته بعد ما صح عندي بالد لائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي وعلى جميع أهل زمانه وأنه الامام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به، فقلت له،: يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض و صاحب الزمان، والله لو بقى في غيبته ما بقى نوح في قومه

[ في بعض النسخ 'في الارض'.]

لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. قال السيد: فلما

سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه، وقلت قصيدتي التي أولها:




  • فلما رأيت الناس في الدين قد غووا++
    تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا



  • تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا
    تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا



[ في بعض النسخ 'باسم الله والله اكبر'.]




  • ونـاديـت بــاسم الله والله اكبـر++
    وأيقنــت أن يـعـفو ويغــفــر



  • وأيقنــت أن يـعـفو ويغــفــر
    وأيقنــت أن يـعـفو ويغــفــر



[ في بعض النسخ 'ودنت بدين غير ما كنت دينا'.]

++




  • بـه ونهانــي سيــد الناس جعفـر
    وإلا فدينـــي ديـن مـن يتنصـر
    إني قد أسـلمــــت والله أكبــر
    إلـى ما عليــه كنـت اخفي واظهر
    وإن عـاب جهال مقـالي وأكثــروا
    على أفضــل الحـالات يقفي ويخبر
    مع الطيبين الطاهريــن الاولى لهم++



  • فقلت: فهبني قـد تهودت برهــة++
    وإني إلى الرحمـن من ذاك تـائب++
    فلست بغال ما حييــت وراجــع++
    ولا قائــل حـي برضـوى محمد++
    ولكنـه ممن مضــى لسبيلـــه++
    مع الطيبين الطاهريــن الاولى لهم++
    مع الطيبين الطاهريــن الاولى لهم++



إلى آخر القصيدة، "وهي طويلة" وقلت بعد ذلك قصيدة اخرى:




  • أيا راكبا نحو المدينـة جسـرة++
    عذافرة يطوى بها كل سبسب



  • عذافرة يطوى بها كل سبسب
    عذافرة يطوى بها كل سبسب



[ الجسرة: البعير الذى أعيا وغلظ من السير. والعذافرة: العظمة الشديدة من الابل، والناقة الصلبة القوية. والسبب: المفازة، أو الارض المستوية البعيدة.]




  • إذا ما هداك الله عاينـت جعفرا++
    ألا يا أميـن الله وابن أمينــه++
    أتوب إلى الرحمـن ثم تــأوبي



  • فقـل لـولي الله وابـن المهـذب
    أتوب إلى الرحمـن ثم تــأوبي
    أتوب إلى الرحمـن ثم تــأوبي



[ في بعض النسخ 'كنت مبطنا'.]

++




  • أحارب فيه جاهدا كل معرب
    معاندة مني لنســل المطيـب
    وما كان فيمـا قال بالمتكــذب
    بأن ولي الامر يفقد لا يــرى++



  • وما كان قولي في ابن خولة مطنبا++
    ولكن روينـا عن وصي محمــد++
    بأن ولي الامر يفقد لا يــرى++
    بأن ولي الامر يفقد لا يــرى++



ستيرا

[ في بعض النسخ 'سنين'. وفى بعضها 'كمثل الخائف'.]

كفعل الخائف المترقب




  • فتقسم أموال الفقيــد كأنما++
    تغيبه بين الصفيح المنصب



  • تغيبه بين الصفيح المنصب
    تغيبه بين الصفيح المنصب



[ الصفيح: من أسماء السماء، ووجه كل شيء عريض. والمنصب المرتفع. ولعل المراد بالصفيح هنا موضع بين حنين وأنصاب الحرم. كما يظهر من بعض اللغات.]




  • فيمكث حينا ثم ينبع نبعــة++
    كنبعة جدي من الافق كوكب



  • كنبعة جدي من الافق كوكب
    كنبعة جدي من الافق كوكب



[ كذا وفى بعض نسخ الحديث:




  • 'فيمكث حينا ثم يشرق شخصه++
    مضيئا بنور العدل اشراق كوكب'



  • مضيئا بنور العدل اشراق كوكب'
    مضيئا بنور العدل اشراق كوكب'



وهكذا في اعلام الورى المنقول من كمال الدين. وليس هذا البيت في ارشاد المفيد ولا كشف الغمة للاربلي.]




  • يسير بنصر الله من بيت ربه++
    على سودد منه وأمر مسبب



  • على سودد منه وأمر مسبب
    على سودد منه وأمر مسبب



[ في بعض النسخ 'وأمر مسيب'.]




  • يسيـر إلى أعدائه بلوائــه++
    فيقتلهم قتلا كحران مغضب



  • فيقتلهم قتلا كحران مغضب
    فيقتلهم قتلا كحران مغضب



[ فرس حرون: الذى لا ينقاد والاسم الحران.]




  • فلما روى أن ابن خولة غائب++
    وقلنا هو المهدي والقائم الـذي++
    يعيش به من عدلــه كل مجدب



  • صرفنـا إليــه قولنا لم نكـذب
    يعيش به من عدلــه كل مجدب
    يعيش به من عدلــه كل مجدب



أمرت

[ في الارشاد وكشف الغمة 'تقول فحتم'.]

فحتم غير ما متعصب




  • واشهد ربي أن قولك حجــة++
    بأن ولي الامر والقائم الــذي++
    له غيبة لابد مـن أن يغيبهــا++
    فصلى علهـى الله من متغيــب



  • على الناس طرا من مطيع ومذنب
    تطلـع نفسي نحــوه بتطـرب
    فصلى علهـى الله من متغيــب
    فصلى علهـى الله من متغيــب



[ في الارشاد 'يظهر أمره' ولعله هو الصواب.]

++

فيملك من في شرقها والمغرب

[ في اعلام الورى 'فيملاء عدلا كل شرق ومغرب'.]




  • بذاك أدين الله سرا وجهــرة++
    ولست وإن عوتبت فيه بمعتب



  • ولست وإن عوتبت فيه بمعتب
    ولست وإن عوتبت فيه بمعتب



[ 'بمعتب' خبر ليست. يعنى عتابهم اياى ليس بموقع.]

وكان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية، ومتى صح موت

محمد بن علي ابن الحنفية بطل أن تكون الغيبة التي رويت في الاخبار واقعة به.

فمما روى في وفاة محمد بن الحنفية

[ هذا العنوان للمؤلف وموجود في جميع النسخ.


]

ما حدثنا به محمد بن عصام ـ رضى الله عنه ـ قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال: حدثني إسماعيل بن علي القزويني قال: حدثني علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار

[ هو الحسين بن المختار القلانسى الكوفى ثقة واقفى من أصحاب الكاظم عليه السلام. وما في بعض النسخ من 'جعفر بن مختار' فهو تصحيف، وعلي بن اسماعيل الظاهر هو على بن السندي الثقة. وأما حيان السراج فهو كيساني متعصب.]

قال: دخل حيان السراج على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقال له: يا حيان ما يقول أصحابك في محمد بن الحنفية؟ قال: يقولون: إنه حي يرزق، فقال الصادق عليه السلام: حدثني أبي عليه السلام أنه كان فيمن عاده في مرضه وفيمن غمضه وأدخله حفرته وزوج نسائه وقسم ميراثه، فقال: يا أبا عبد الله إنما مثل محمد بن الحنفية في هذه الامة كمثل عيسى بن مريم شبه أمره للناس، فقال الصادق عليه السلام: شبه أمره على أوليائه أو على أعدائه؟ قال: بل على أعدائه فقال: أتزعم أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عدو عمه محمد بن الحنفية؟ فقال: لا، فقال الصادق عليه السلام: يا حيان إنكم صدفتم عن أيات الله، وقد قال الله تبار ك وتعالى: 'سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون'.

[ الانعام: 157. والصدف الرجوع عن الشيء.]

وقال الصادق عليه السلام: ما مات محمد بن الحنفية حتى أقر لعلي بن الحسين عليهما السلام. وكانت وفاة محمد بن الحنفية سنة أربع وثمانين من الهجرة.

حدثنا أبي ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن ـ يحيى: عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الصمد بن محمد، عن حنان بن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخلت على محمد بن الحنفية وقد اعتقل لسانه فأمرته بالوصية، فلم

يجب، قال: فأمرت بطست فجعل فيه الرمل، فوضع فقلت له: خط بيدك، قال: فخط وصيته بيده في الرمل، ونسخت أنا في صحيفة.

ابطال قول الناووسية والواقفة في الغيبة


ثم غلطت الناووسية بعد ذلك في أمر الغيبة بعد ما صح وقوعها عندهم بحجة الله على عباده فاعتقدوها جهلا منهم بموضعها في الصادق بن محمد عليهما السلام حتى أبطل الله قولهم بوفاته عليه السلام وبقيام كاظم الغيظ الاواه الحليم، الامام أبي إبراهيم موسى ابن جعفر عليهما السلام بالامر مقام الصادق عليه السلام.

وكذلك ادعت الوافقية ذلك في موسى بن جعفر عليهما السلام فأبطل الله قولهم باظهار موته وموضع قبره، ثم بقيام الرضا علي بن موسى عليهما السلام بالامر بعده، وظهور علامات الامامة فيه مع ورود النصوص عليه من آبائه عليهم السلام.

فمما روى في وفاة موسى بن جعفر

[ العنوان من المؤلف.


]

ما حدثني به محمد بن إبراهيم بن إسحاق ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا أحمد بن ـ محمد بن عمار، قال: حدثني الحسن بن محمد القطعي، عن الحسن بن علي النخاس العدل عن الحسن بن عبد الواحد الخزاز، عن علي بن جعفر، عن عمر بن واقد قال: أرسل إلي السندي بن شاهك في بعض الليل وأنا ببغداد فاستحضرني فخشيت أن يكون ذلك لسوء يريده بي، فأوصيت عيالي بما احتجت إليه وقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم ركبت إليه، فما رآني مقبلا قال: يا أبا حفص لعلنا أرعبناك وأفزعناك، قلت: نعم قال: فليس ههنا إلا خير، قلت: فرسول تبعثه إلى منزلي يخبرهم خبري؟ فقال: نعم ثم قال: يا أبا حفص أتدري لم أرسلت إليك؟ فقلت: لا فقال: أتعرف موسى بن جعفر؟ فقلت: اي والله إني لاعرفه وبيني وبينه صداقة منذ دهر، فقال: من ههنا ببغداد يعرفه ممن يقبل قوله؟ فسميت له أقواما ووقع في نفسي أنه عليه السلام قد مات، قال: فبعث إليهم وجاء بهم كما جاء بي، فقال: هل تعرفون قوما يعرفون موسى بن ـ

جعفر؟ فسموا له قوما، فجاء بهم، فأصبحنا ونحن في الدار نيف وخمسون رجلا ممن يعرف موسى وقد صحبه، قال: ثم قام ودخل وصلينا، فخرج كاتبه ومعه طومار فكتب أسماءنا ومنازلنا وأعمالنا وخلانا، ثم دخل إلى السندي، قال: فخرج السندي فضرب يده إلي فقال: قم يا أبا حفص، فنهضت ونهض أصحابنا ودخلنا وقال لي: يا أبا حفص اكشف الثوب عن وجه موسى بن جعفر، فكشفته فرأيته ميتا فبكيت و استرجعت، ثم قال للقوم: انظروا إليه، فدنا واحد بعد واحد فنظروا إليه ثم قال: تشهدون كلكم أن هذا موسى بن جعفر بن محمد؟ قالوا: نعم نشهد أنه موسى بن ـ جعفر بن محمد، ثم قال: يا غلام اطرح على عورته منديلا واكشفه، قال: ففعل، فقال: أترون به أثرا تنكرونه؟ فقلنا: لا ما نرى به شيئا ولا نراه إلا ميتا، قال: لا تبرحوا حتى تغسلوه واكفنه وأدفنه، قال: فلم نبرح حتى غسل وكفن وحمل فصلى عليه السندي بن شاهك، ودفناه ورجعنا، فكان عمر بن ـ واقد يقول: ما أحد هو أعلم بموسى بن جعفر عليهما السلام مني، كيف تقولون: إنه حي وأنا دفنته.

حدثنا عبد الواحد بن محمد العطار ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا علي بن محمد بن ـ قتيبة، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن الحسن بن عبد الله الصيرفي، عن أبيه قال: توفي موسى بن جعفر عليهما السلام في يد السندي بن شاهك فحملم على نعش ونودي عليه هذا إمام الرافضة فاعرفوه، فلما اتي به مجلس الشرطة أقام أربعة نفر فنادوا الأمن أراد أن ينظر إلى الخبيث بن الخبيث موسى بن جعفر فليخرج، فخرج سليمان بن ـ أبي جعفر

[ هو عم الرشيد أحد أركان الدولة العباسية.]

من قصره إلى الشط فسمع الصياح والضوضاء

[ الضوضاء: وزنا ـ ومعنى ـ وأصوات الناس في الحرب.]

فقال لولده وغلمانه: ما هذا؟ قالوا: السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر على نعش، فقال لولده وغلمانه: يوشك أن يفعل به هذا في الجانب الغربي، فإذا عبر به فأنزلوا مع غلمانكم

فخذوه من أيديهم فان مانعوكم فاضربوهم واخرقوا ما عليهم من السواد، قال: فلما عبروابه نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم سوادهم ووضعوه في مفرق أربع طرق

[ يعنى الموضع الذى يتشعب منه الطرق ويقال له بالفارسية "چهار راه".]

وأقام المنادين ينادون: الأمن أراد أن ينظر إلى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليخرج، وحضر الخلق وغسله وحنطه بحنوط وكفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفي وخمسمائة دينار، مكتوبا عليها القرآن كله، واحتفى

[ أي مشى حافيا بلا نعل. وقوله: 'متسلبا' أي بلا رداء ولازينة.]

ومشى في جنازته، متسلبا مشقوق الجيب إلى مقابر قريش فدفنه عليه السلام هناك، وكتب بخبره إلى الرشيد، فكتب إلى سليمان بن أبي جعفر: وصلت رحمك يا عم وأحسن الله جزاك، والله، ما فعل السندي بن شاهك ـ لعنه الله ـ ما فعله عن أمرنا.

حدثنا أحمد بن زياد الهمداني ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن صدقة العنبري قال: لما توفي أبو إبراهيم موسى ابن جعفر عليهما السلام جمع هارون الرشيد شيوخ الطالبية وبني العباس وسائر أهل المملكة والحكام وأحضر أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام فقال: هذا موسى بن جعفر قد مات حتف أنفه

[ أي مات من غير قتل ولا ضرب، بل مات بأجله.]

وما كان بيني وبينه ما استغفر الله منه في أمره يعني في قتله فانظروا إليه فدخل عليه سبعون رجلا من شيعته فنظروا إلى موسى بن جعفر عليهما السلام وليس به أثر جراحة ولاسم ولاخنق، وكان في رجله أثر الحناء فأخذه سليمان بن أبي جعفر وتولى غسله وتكفينه واحتفى وتحسر في جنازته.

[ تحسر إي تلهف أو مشى بلا رداء وعمامة.]

حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ـ رحمه الله ـ قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصري قال: حدثني علي بن رباط قال: قلت لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام: إن عندنا رجلا يذكر أن أباك عليه السلام حي وأنك تعلم من ذلك ما تعلم؟ فقال عليه السلام: سبحان الله مات رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يمت موسى بن جعفر؟! بلى والله

لقد مات وقسمت أمواله ونكحت جواريه.

ادعاء الواقفة الغيبة على العسكري


ثم ادعت الواقفة على الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام أن الغيبة وقعت به لصحة أمر الغيبة عندهم وجهلهم بموضعها وأنه القائم المهدي، فلما صحت وفاته عليه السلام بطل قولهم فيه وثبت بالاخبار الصحيحة التي قد ذكرناها في هذا الكتاب أن الغيبة واقعة بابنه عليه السلام دونه.

فمما روى في صحة وفاة الحسن بن على بن محمد العسكري

[ العنوان من المؤلف.


]

ما حدثنا به أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي الله عنهما ـ قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمد العسكري عليهم السلام ودفنه ممن لا يوقف على إحصاء عددهم ولا يجوز على مثلهم التواطؤ بالكذب. وبعد فقد حضرنا في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وذلك بعد مضي أبي محمد الحسن ابن علي العسكري عليهما السلام بثمانية عشرة سنة أو أكثر مجلس أحمد بن عبيد الله بن يحيى ابن خاقان

[ في أعلام الورى 'أحمد بن عبد الله بن يحيى بن خاقان'.]

وهو عامل السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة قم، وكان من أنصب خلق الله وأشدهم عداوة لهم، فجرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسر ـ من رأى ومذاهبهم وصلاحهم وأقدارهم عند السلطان، فقال أحمد بن عبيد الله: ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام، ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم، وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر، وكذلك القواد والوزراء والكتاب وعوام الناس فاني كنت قائما ذات يوم على رأس ابي وهو يوم مجلسه للناس إذ دخل عليه حجابه فقالوا له: إن ابن الرضا على الباب، فقال بصوت عال: ائذنوا له

[ زاد في الكافي ج 1 ص 503 'فتعجبت مما سمعت منهم أنهم جسروا يكنون رجلا على أبي بحضرته ولم يكن عنده الا خليفة أو ولى عهد أو من أمر السلطان أن يكنى'.]

فدخل رجل أسمر أعين حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن

حدث السن، له جلالة وهيبة، فلما نظر إليه أبي قام فمشى إليه خطى ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هشام ولا بالقواد ولا بأولياء العهد، فلما دنامنه عانقه وقبل وجهه ومنكبيه وأخذ بيده فأجلسه على مصلاه الذي كان عليه، وجلس إلى جنبه، مقبلا عليه بوجهه، وجعل يكلمه ويكنيه، ويفديه بنفسه وبأبويه، وأنا متعجب مما أرى منه إذ دخل عليه الحجاب فقالوا: الموفق قد جاء،

[ الموفق هو أخو الخليفة المعتمد على الله أحمد بن المتوكل وكان صاحب جيشه.]

وكان الموفق إذا جاء ودخل على أبي تقدم حجابه وخاصة قواده، فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين

[ السماط: الصف من الناس، يعنى رديفين منظمين، وفى الكافي 'فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن.' ]

إلى أن يدخل ويخرج، فلم يزل أبي مقبلا عليه

[ أي مقبلا على أبى محمد عليه السلام.]

يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة فقال حينئذ: إذا شئت فقم جعلني الله فداك يا أبا محمد، ثم قال لغلمانه: خذوا به خلف السماطين كيلا يراه الامير ـ يعني الموفق ـ فقام وقام أبي فعانقه وقبل وجهه ومضى، فقلت لحجاب أبي وغلمانه: ويلكم من هذا الذي فعل به أبي هذا الذي فعل؟ فقالوا: هذا رجل من العلوية يقال له: الحسن بن على يعرف با ابن الرضا، فازددت تعجبا، فلم أزل يومى ذلك قلقا متفكرا في أمره وأمر أبي وما رأيت منه حتى كان الليل وكانت عادته أن يصلي العتمة، ثم يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات وما يرفعه إلى السلطان فلما صلى وجلس

[ في بعض النسخ 'فلما نظر وجلس'.]

جئت فجلست بين يديه فقال،: يا أحمد ألك حاجة؟ فقلت: نعم يا أبة إن أذنت سألتك عنها؟ فقال: قد أذنت لك يا بني فقل ما أحببت فقلت له: يا أبة من كان الرجل الذي أتاك بالغداة وفعلت به ما فعلت من الاجلال و الاكرام والتبجيل، وفديته بنفسك وبأبويك؟ فقال: يا بني ذاك إمام الرافضة، ذاك ابن الرضا، فسكت ساعة فقال: يا بني لوزالت الخلافة عن خلفاء بني العباس ما استحقها

أحد من بني هاشم غير هذا، فان هذا يستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه، ولو رأيت أباه لرأيت رجلا جليلا نبيلا خيرا فاضلا، فازددت قلقا وتفكرا وغيظا على أبي مما سمعت منه فيه ولم يكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره، والبحث عن أمره، فما سألت عنه أحدا من بني هاشم ومن القواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلا وجدته عندهم في غاية الاجلال والاعظام والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه وغيرهم وكل يقول: هو إمام الرافضة، فعظم قدره عندي إذ لم أرله وليا ولاعدوا إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه.

فقال له بعض أهل المجلس من الاشعريين: يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر؟ فقال: ومن جعفر فيسأل عن خبره

[ المراد به جعفر الكذاب.]

أو يقرن به، إن جعفرا معلن بالفسق، ماجن،

[ الماجن: من لم يبال بما قال وما صنع، والشريب ـ كسكين ـ المولع بالشراب.]

شريب للخمور، وأقل من رأيته من الرجال وأهتكهم لستره، فدم خمار

[ الفدم: العيى عن الكلام في رخاوة وقلة فهم، والاحمق والمراد الثاني.]

قليل في نفسه، خفيف، والله لقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي عليهما السلام ما تعجبت منه وما ظننت أنه يكون وذلك أنه لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل، فركب من ساعته مبادرا إلى دار الخلافة، ثم رجع مستعجلا ومعه خمسة نفر من خدام أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته فمنهم نحرير

[ كان من خواص خدم الخليفة، وكان شقيا من الاشقياء. والنحرير: الحادق الفطن.]

وأمرهم بلزوم دار الحسن بن علي عليهما السلام وتعرف خبره وحاله، وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه

[ يعنى بالاختلاف: النردد للاطلاع على أحواله عليه السلام.]

وتعاهده صباحا ومساء، فلما كان بعد ذلك بيومين جاءه من أخبره أنه قد ضعف فركب حتى بكر إليه ثم أمر المتطببين بلزومه وبعث إلى قاضي

/ 36