علی و مناوئوه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی و مناوئوه - نسخه متنی

نوری جعفر؛ مقدمه نویس: عبدالهادی مسعود؛ تعلیق و تصحیح: سید مرتضی رضوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ويجمل بنا قبل ان نتصدى لبحث فدك من ناحية النحلة ان ننبه القارىء الى اننا عثرنا على نقاش رائع من حيث الفكرة والاسلوب حصل بين قاضي القضاة والشريف المرتضى ذكره ابن ابي الحديد

[شرح نهج البلاغة 4 / 78 ـ 103.] الاول: ينفي ان يورث الانبياء، والثاني: يثبته.

يدلل الاول ـ على رأيه بأن ما ورد في القرآن لا يتضمن الا وراثة العلم والفضل.

ويبرهن الثاني ـ على ان الارث يتضمن المال والعقار او لا، ومن ثم العلم والفضل من باب التجوز؛ وان كلمة ميراث في اللغة، وما يتصل بها من المشتقات تعني بميراث الامور المعنوية من باب التجوز والاتساع، وان الدلالة اذا دلت في بعض الالفاظ على معنى المجاز فلا يجب ان يقتصر عليه، بل يجب ان نحمل معناها على الحقيقة التي هي الاصل اذا لم يمنع من ذلك مانع. واذا فرضنا جدلا ان الميراث يقتصر على العلم والفضل، الا يكون آل النبي، بحكم ذلك الميراث، اولى من غيرهم بالخلافة!

ذلك ما يتصل بموضوع فدك من ناحية الميراث.

اما ما يتصل به من ناحية النحلة فقد ذكرت السيدة فاطمة لابي بكر.

ان رسول الله قد وهبها فدك. فطلب الخليفة منها البينة على ذلك، فقدمت له عليا، وام ايمن ـ مربية الرسول ـ فلم يلتفت الى ذلك وبدا كالمتشكك في شهادة سيدة، قمين بأبي بكر ان يسمو بها عن التشكك

[عبدالفتاح عبدالمقصود 'الامام علي بن ابي طالب' 1 / 216.]

فليس من المتوقع ان تكذب السيدة فاطمة على ابيها بعد موته بعشرة ايام فقط، وفي مسألة تافهة كفدك، او ان تكذب ام ايمن العجوز الجليلة التي رافقت الرسول من المهد الى اللحد ـ ام ايمن التي خرجت مهاجرة الى رسول الله من مكة الى المدينة، وهي ماشية وليس معها زاد ـ ام ايمن زوج زيد بن حارثة مولى النبي وام اسامة بن زيد!! او ان يكذب ابن ابي طالب!!

ولاندري كيف فات ابا بكر ان يتذكر ان الله قد انزل قرآنا في علي وفاطمة واذهب عنهما الرجس

[انظر: الاحزاب 33.]

وقد كان المتوقع ان يكتفي الخليفة برواية فاطمة وحدها كما اكتفى ابوها قبل ذلك حين نازعه اعرابي في ناقة ادعى كل منهما انها ناقته.

فشهد خزيمة بن ثابت للرسول فأجاز شهادته وجعلها شهادتين فسمى ذا الشهادتين، ولكن موضوع السيدة فاطمة ـ مع هذا لا يحتاج الى شهود ـ ذلك لانها روت رواية عن ابيها، كما روى ابوبكر رواية اخرى.

وان السيدة فاطمة لم تطلب منه البينة على ما ادعاه على الرغم من شكها في صحته ـ اما الشهود فموقعهم في الدعوى.

استمع الى قوله تعالى في سورة البقرة:'يا ايها الذين آمنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه... واستشهدوا شهيدين من رجالكم، فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان'

[البقرة 282.]

والجحة التي نستند اليها في اهمية شهادة فاطمة ان موقفها عند الرسول ـ من حيث صدقها ـ لا يقل، على اسوأ الفروض، عن موقع خزيمة بن ثابت.

ويصدق الشيء نفسه على ام ايمن، وابن ابي طالب الذي لم يعرف عنه قط الا اتباع الحق وقول الصدق.

فموقف ابي بكر غريب في بابه: واغرب منه انه ترك سيف رسول الله، ونعله، وعمامته، في يد علي على سبيل النحلة بغير بينة ظهرت ولا شهادة قامت.

كما انه لم ينتزع من علي الخاتم والسيف اللذين وهبهما له النبي اثناء مرضه.

ولم يطالب كذلك بثياب الرسول التي مات فيها فأخذتها فاطمة بعد موته. ولا بحجر رسول الله التي بقيت بيد نسائه.

ولم يطلب ابوبكر من جابر على رواية البخاري

[صحيح البخاري 3 / 180.] البينة على دعواه حين زعم ان رسول الله وعده باعطائه مقدارا معينا من المال، بل سلمه اياه عندما ورده مال من قبل العلاء بن الحضرمي.

كما ان ابا بكر ايضا ام يطلب البينة ـ عندما قدم عليه مال من البحرين ـ من ابي بشير المازني حين ادعى ان النبي قال له اذا جاءنا شيء فائتنا، وانما دفع له حفنتين او ثلاثا من ذلك المال.

واذا كان النبي لايورث، وما تركه صدقة، فكيف يجوز ان يواري جثمانه في الحجرة التي كانت تسكنها زوجته عائشة بنت الخليفة؟

لان تلك الحجرة قد اصبحت صدقة بعد وفاة الرسول مباشرة بحكم ذلك الحديث'.

ثم كيف نوفق بين ذلك الحديث وبين الحديث الآخر الذي انفرد بذكره ابوبكر القائل بأن الانبياء يدفنون حيث يقبضون؟ افي الحديث ناسخ ومنسوخ؟

ثم كيف نفذ الخليفة محتويات 'الحديثين' على تناقضهما؟

وبقدر ما يتعلق الامر بالحديث الثاني يمكننا ان نقول: ان النبي يموت في احد موضعين: ما كان يملكه قبل وفاته! وما كان يملكه غيره من الناس.

ولايجوز ان يدفن جثمانه في المحل الاول لانه اصبح صدقة على رواية ابي بكر عن النبي، كما لا يجوز دفنه في المحل الثاني لان ملكيته عائدة لغيره.

كيف السبيل الى الخروج من هذا المأزق الحرج؟

ثم كيف جاز لابي بكر نفسه ان يطلب بدفن جثمانه قرب النبي؟ في ارض لاحق له بها من الناحية الشرعية؟.

واذا كان دفن جثمان النبي على الشكل الذي ذكرناه مستندا الى الحديث الذي ذكره ابوبكر، فالى اي حديث يستند ابوبكر في طلب دفنه بجوار النبي؟

هل قال النبي: يدفن الخليفة الاول قريبا مني؟

كل ذلك غريب في بابه، واغرب منه ان كثيرا من المفسرين قد تكلفوا فيما بعد تفسير آيات الميراث، فزعموا للرد على من طعن بصحة الحديث بأن الوراثة المذكور في القرآن مقصورة على العلم والفضل، دون سائر الامور.

ولسنا نعلم كيف يورث العلم والفضل، وهو امر يخالف ما الفه الناس من قديم الزمان، ويتعارض مه ابسط مبادىء علم النفس وعلم الاجتماع؟

واغرب من ذلك كله ان الخليفة يحرم السيدة فاطمة ميراث فدك ليطبق الحديث الذي انفرد بذكره في الوقت الذي يخالف فيه حديثا آخر اجمع الرواة على صحته باعتراف ابي بكر نفسه:

'فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله'

[اخرجه البخاري في صحيحه. 'الناشر'.]

ولاندري، بالاضافة الى كل ماذكرنا. كيف فات ابا بكر ان يتذكر موقف الرسول من ابي العاص بن الربيع زوج زينب بنت خديجة زوج النبي حين اسر في بدر مع المشركين.

والى القارىء تلك القصة على مارواها ابن الاثير

[الكامل في التاريخ 2 / 93 ـ 95.]

'وكان في الاسارى ابوالعاص بن الربيع بن عبدالعزى بن عبدشمس زوج زينب بنت خديجة

[وامه هالة بنت خويلد اخت خديجة زوج رسول الله، فسألته ان يزوجه زينب ففعل قبل ان يوحى اليه، فلما اوحى اليه آمنت به زينب وبقى ابوالعاص مشركا، ولم يستطع الرسول في بادىء الامر ان يفعل شيئا تجاه زينب المسلمة او زوجها المشرك، فلما هاجر الى المدينة ووقعت بدر واسر ابوالعاص واطلق سراحه كما ذكرنا اخبر النبي بأنه سوف يرسل اليه زينب الى المدينة، فأرسل الرسول زيد بن حارثة مولاه ورجلا آخر من الانصار ليصحبا زينب من مكة. فلما قدم ابوالعاص امرها باللحاق بالنبي ففعلت ذلك. ـ المؤلف ـ.]

فما بعثت قريش في فداء الاسارى بعثت زينب بفداء ابي العاص زوجها بقلادة لها كانت خديجة ادخلتها معها، فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة، وقال:

ان رأيتم ان تطلقوا اسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا، فأطلقوا لها اسيرها وردوا القلادة...

فلما كان قبل الفتح خرج ابوالعاص تاجرا الى الشام بأمواله واموال رجال قريش.

فلما عاد لقيته سرية لرسول الله فأخذوا ما معه وهرب منهم، فما كان الليل اتى الى المدينة فدخل على زينب.

فلما كان الصبح خرج رسول الله الى الصلاة فنادت زينب من صفة النساء:

'ايها الناس اني قد اجرت ابا العاص.. فقال رسول الله: ان رأيتم ان تردوا عليه الذي له فانا نحب ذلك، واذا ابيتم فهو في الله الذي افاء عليكم وانتم احق به.

قالوا: يا رسول الله نرده عليه، فردوا ماله كله حتى الشظاظ'

[شظاظ، على وزن كتاب، وهو خشبة عقفاء تجعل في عروتي الجولقين.]

نقول: الم يكن باستطاعة ابي بكر ـ في حالة التسليم معه بأن السيدة فاطمة لا ترث ابيها، وان النبي لم يهب فدكا لها ـ ان يتخذ موقفا كهذا الذي اشرنا اليه؟ مع وجود الفارق الكبير بين الحالتين، فقد وهب المسلمون حقهم لابي العاص المشرك، وكانوا ـ دون شك ـ على استعداد تام لوهب حقوقهم ـ في حالة التسليم بصحة الاجراءات التي اتخذها الخليفة ـ الى ابنة الرسول. الم يكن تصرف الرسول مع ابي العاص ـ في الحالتين سنة! فهل يعتبر ترك ابي بكر لها ـ في هذه الحالة ـ منسجما مع السنة!!

عمر بن الخطاب


اما والله لقد تقمصها ابن

[تقمصها، جعلها كالقميص مشتملة عليه، والضمير للخلافة، ولم يذكرها للعلم بها... فسدلت: ارخيت... ومضى لسبيله: مات... وقوله فأدلى بها من قوله تعالى 'ولاتأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام البقرة 188' اي تدفعوها اليهم رشوة. واصلها من ادلت الدلو في البئر ارسلتها... كان علي يرى العدول عنه الى غيره اخراج لها الى غير جهة الاستحقاق... من باب الاستعارة. ابن ابي الحديد 'شرح نهج البلاغة' 1 / 50 ـ 67، الطبعة الاولى.] ابي قحافة، وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى.. فسدلت دونها ثوباً.. حتى اذا مضى الاول لسبيله فأدلى بها الى ابن الخطاب بعده.. فصبرت على طول المدة وشدة المحنة.. فواعجبا بينما هو يستقيلها في حياته اذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشد ما تشطرا ضرعيها'.

وهكذا كان: انتقلت الخلافة التي تسلمها ابوبكر، بجهود عمر كما ذكرنا في حديث السقيفة، الى عمر نفسه بعد وفاة صاحبه، وقبل ان يوصى ابوبكر بالخلافة من بعده لعمر، استدعى قبل وفاته عبدالرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، لاستشارتهما في موضوع تخليفه عمر بن الخطاب، فسألهما رأيهما في عمر، فكان جواب الاول:

ان عمر 'افضل من رأيك فيه'

[عبدالفتاح عبدالمقصود 'الامام علي بن ابي طالب' 1 / 239.]ـ مع العلم ان عمر كان يحتل المركز الاول

عند ابي بكر، فكيف به اذا كان احسن من رأى ابي بكر فيه!!؟

وكان جواب الثاني 'ان سريرته خير من علانيته، وان ليس فينا مثله'

[عبدالفتاح عبدالمقصود: الامام علي بن ابي طالب 1 / 240.]

ولاندري فيما اذا كان الرجلان يؤمنان حقا بما قالاه، ام انهما عرفا اتجاه الخليفة فجاملاه!!؟

وعلى اي حال فقد امر ابوبكر عثمان ان يكتب عهده لعمر كما هو معروف.

ويذكر المؤرخون: ان ابا بكر عندما كان يملي عهده لابن الخطاب على عثمان اغمى عليه قبل ان يذكر اسم ابن الخطاب.

وان عثمان وضعه من نفسه مستدلا على ذلك من الاتجاه العام لمجرى الامور.

فلما افاق ابوبكر: قرأ العهد عثمان عليه، فأقره واستحسنه ـ ولسنا نعلم كيف اجاز عثمان لنفسه ذلك؟ اينسجم ذلك العمل مع اوليات مبدأ الامانة؟

ولو فرضنا ان ابا بكر قد توفى اثناء تلك الاغماءة، فهل يجوز اعتبار العهد سليما من الناحية الشرعية؟

ولا ندري لماذا استشار ابوبكر عبدالرحمن بن عوف وعثمان بن عفان دون سائر الصحابة، ولماذا فكر ابوبكر في امر الخلافة بعده، من الناحية المبدئية العامة ـ بغض النظر عن تولية عمر بالذات ـ في حين ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من وجهة نظر ابي بكر، لم يفكر في هذا الامر؟

واذا كانت مصلحة المسلمين تستلزم ذلك، فهل يكون ابوبكر احرص من النبي صلى الله عليه وسلم عليها، واذا كان ترك الرسول امر الخلافة من بعده للمسلمين انفسهم ـ حسب وجهة نظر بعض المسلمين ـ سنة، فهل ايصاء ابي بكر لعمر يتفق مع السنة؟

ثم لماذا سأل ابوبكر: عبدالرحمن وعثمان عن رأيهما في عمر بالذات دون سواه من المسلمين! والشيء الذي لا يرقى اليه الشك هو:

'ان ابا بكر رأى لعمر عليه حقا حين استخلفه.. ولكن الاسلوب الذي انتهجه عند الاختيار كان اسلوبا يستطاع وسمه بالهنات والاخطاء!

فان الشيخ لم يتناول الامر بالصراحة الواجبة، بل بدأ كأنه اضمر التثبيت، وشاء تدبيره على غير علم من آل بيت الرسول، ووقع بهذا في الخطأ الذي وقع فيه عمر من قبل عند وفاة الرسول..

اسقط ابوبكر من حسابه: عليا، الذي كان اولى بالرعاية وبالحساب من سواه'

[عبدالفتاح عبدالمقصود 1 / 238.]

ومما يلفت النظر في الامر حقاً، كما سلف ان ذكرنا، ان ابا بكر الذي كان يذهب مذهب القائلين بأن النبي ترك امر الخلافة من بعده للمسلمين قد اوصى بالخلافة من بعده لعمر!؟.

'حتى اذا مضى الثاني لسبيله جعلها في جماعة زعم اني احدهم.. فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فيّ مع الاول منهم حتى صرت اقرن الى هذه النظائر!!'

[ابن ابي الحديد 'شرح نهج البلاغة' 1 / 50 ـ 67 الطبعة الاولى.]

قال عمر بن ميمون الاسدي، على ما يذكر ابن الاثير

[الكامل في التاريخ 3 / 34.]:

'لما طعن عمر بن الخطاب

[والى القارىء ما ذكره ابن خلدون في مسألة مصرع الخليفة الثاني 'كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوى السلطان الاكبر 2 / 362' 'كان للمغيرة بن شعبة مولى من نصارى العجم اسمه ابولؤلؤه، وكان يشدد عليه في الخراج، فلقى يوما عمر في السوق فشكا اليه وقال: اعدني على المغيرة، فانه يثقل عليّ في الخراج درهمين في كل يوم، قال: وما صناعتك؟ قال: نجار، حداد، نقاش، فقال: ليس ذلك بالكثير على هذه الصنائع.. وقد بلغني انك تقول: اصنع رحى تطحن بالريح، فاصنع لي رحى، قال: اصنع لك رحى يتحدث الناس بها!؟ وانصرف، فقال عمر: توعدني العلج!! فلما اصبح الصباح خرج عمر الى الصلاة... ودخل ابولؤلؤة وبيده الخنجر، فضرب عمر'.] قيل له: يا امير المؤمنين لو استخلفت؟ فقال:

من استخلف؟ لو كان ابوعبيدة حيا لاستخلفته وقلت لربي ـ ان سألني ـ سمعت نبيك يقول: انه امين هذه الامة.

ولو كان سالم مولى حذيفة حيا لاستخلفته وقلت لربي ـ ان سألني ـ سمعت نبيك يقول: 'ان سالما شديد الحب لله'.

وعندي لو ان ابا عبيدة كان حيا لاستخلفه عمر، لا لكونه امين هذه الامة ـ على حد تعبير ابن الخطاب ـ ولكن لانه كان ثالث: اصحاب السقيفة، ولتأخر بذلك استخلاف عثمان بن عفان، ولاصبح الخلفاء الراشدون خمسة في حالة وصول الخلافة لعلي، وجريان الاحداث في عهد عثمان ـ الخليفة الرابع ـ على الشكل الذي جرت عليه في عهده ـ وهو: الخليفة الثالث.

ولاندري ما الذي حال بين عمر وبين دفع الخلافة الى ابي عبيدة بعد وفاة الرسول مادام قد سمع قول النبي الآنف الذكر!! وان يقترح على الانصار في السقيفة ان يحولوا الخلافة الى ابن الجراح، او الى سالم!! او ان يقول لابي بكر آنذاك حين طلب من الانصار ان يبايعوا عمراً وابا عبيدة ـ اننا نبايع ابا عبيدة او سالما، لان الرسول قال فيهما: كذا وكذا!!

ولماذا بايع ابن الخطاب ابا بكر بالخلافة دون ان يقول فيه الرسول ماقاله في ابي عبيدة او في سالم؟؟. ولماذا لم يقترح عمر على ابي بكر ان يسلم الخلافة من بعده الى ابي عبيدة بدلا من عمر نفسه؟

[لان سالما قتل في اوئل خلافة ابي بكر اثناء حرب الذين اتهموا بالامتناع عن اداء الزكاة.]

واذا كانت شروط الخلافة لاتخرج عن توافر حب الشخص لله او كونه امين هذه الامة بشهادة الرسول فعلي بن ابي طالب اولى من غيره؛ فكيف غاب عن ذهن عمر قول رسول الله يوم خيبر على ما ذكره الامام مسلم في صحيحه

[صحيح مسلم 2 / 224.]

'لاعطين هذه الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله' الى آخر الحديث وتسليمه الراية لعلي؟

ومهما يكن من شيء فقد استدعى عمر بن الخطاب قبيل وفاته علي بن ابي طالب وعثمان بن عفان وسعد بن ابي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف، والزبير بن العوام وقال لهم: 'اذا مت تشاوروا ثلاثة ايام، وليصل بالناس صهيب، ولا يأتين اليوم الرابع الا وعليكم امير منكم، وليحضر عبدالله بن عمر مشيرا.. وطلحة بن عبيد الله

[وكان غائبا عن المدينة آنذاك.] شريككم في الامر. فان قدم الثلاثة فاحضروه امركم.

وقال لابي طلحة الانصاري: اختر خمسين رجلا من الانصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم.

وقال للمقداد بن الاسود: اذا وضعتموني في حفرتي

[تذكر ان جثمان الرسول لم يوضع في حفرته وعقد اجتماع السقيفة المشهور.] فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم.. فان اجتمع خمسة وابى واحد فاشرخ رأسه بالسيف.

وان اتفق اربعة وابى اثنان فاضرب رؤوسهما.

وان رضى ثلاثة رجلا وثلاثة رجلا، فحكموا عبدالله بن عمر، فان لم يرضوا فكونوا مع الذين فيهم عبدالرحمن بن عوف

[تذكر شهادة عبدالرحمن بن عوف وعثمان بن عفان عند ابي بكر بشأن استخلافه عمر، وما صنعه عثمان عند كتابته عهد ابي بكر لعمر.]

واقتلوا الباقين ان رغبوا عما اجتمع عليه الناس

فلما مات عمر واخرجت جنازته صلى عليه صهيب، فلما دفن جمع المقداد اصحاب

/ 23