علی و مناوئوه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی و مناوئوه - نسخه متنی

نوری جعفر؛ مقدمه نویس: عبدالهادی مسعود؛ تعلیق و تصحیح: سید مرتضی رضوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وهو يعلم ان ضلعها معها'

[ابن ابي الحديد 'شرح نهج البلاغة' ص 261 و 262.

ولكن بمن كنت اعمل ذلك والى من اخلد في فعله.. واما الحاضرون لنصرتي فأنتم وحالكم معلومة في الخلاف والشقاق والعصيان.

واما الغائبون من شيعتي ـ كأهل البلاد النائية ـ فالى ان يصلوا قد بلغ العدو غرضه مني ولم يبق من اخلد اليه في اصلاح الامر وابرام هذا الرأي... الا اذا استعين ببعضكم على بعض فأكون كناقش الشوكة بالشوكة.

يقول: لا تستخرج الشوكة الناشبة في رجلك بشوكة مثلها فان احداهما في القوة والضعف كالاخرى. فكما ان الاولى انكسرت لما وطئتها فدخلت في لحمك فالثانية ـ اذا حاولت استخراج الاولى بها ـ تنكسر في لحمك.] وأشار الامام ـ في مناسبة اخرى ـ الى العامل الرئيسي في تقاعسهم عن نصرة الحق فقال: 'أتأمرونني ان أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه؟؟

والله لا اطور به ما سمر سمير... ولو كان المال لي لسويت بينكم فكيف وانما المال مال الله؟؟ وان اعطاء المال في غير حقه تبذير واسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة، ويكرمه في الناس ويهينه عند الله'

[ابن ابي الحديد 'شرج نهج البلاغة' 2 / 305.]

وخاطب اتباعه ـ في موقع آخر ـ فقال:

'أيتها النفوس المختلفة، الشاهدة ابدانهم والغائبة عنهم عقولهم، اظأركم على الحق وانتم تنفرون منه، هيهات ان اطلع بكم سرار العدل، او اقيم اعوجاج الحق؟؟

اللهم انت تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح في بلادك'، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من سننك'

[المصدر نفسه 378 و 379 أظأركم: اعطفكم.. والسرار آخر ليلة في الشهر وتكون مظلمة، ويمكن عندي: ان يفسر على وجه آخر وهو: ان يكون السرار ههنا بمعنى السرر، وهي: خطوط مضيئة في الجبهة.. فيكون معنى الكلام هيهات ان تلمع بكم لوامع العدل، وتتجلى اوضاعه، ويبرق وجهه وهو يمكن ان يكون فيه ايضا وجه آخر وهو ان ينصب سرار ههنا على الظرفية ويكون التقدير: هيهات ان اطلع بكم الحق زمان استسرار العدل واستخقائه فيكون قد حذف المفعول به.]

وخاطبهم في موقف آخر فقال: 'لم تكن بيعتكم اياي فلتة

[الفلتة: الامر يقع في غير تدبر ولا روية. وفي الكلام تعريض ببيعة ابي بكر لان المشهور عن عمر انه قال: 'ان بيعة ابي بكر فلتة وقانا الله شرها'.]؛ وليس امري وامركم واحداً، اني اريدكم لله وانتم تريدونني لانفسكم.

ايها الناس اعينوني على انفسكم، وايم الله لانصفن المظلوم من ظالمه، ولاقودن الظالم بخزامته حتى اورده منهل الحق وان كان كارها'

[ابن ابي الحديد 'شرح نهج البلاغة' 2 / 403.]

التحكيم، المارقون، و مصرع الامام


لقد حاول علي ـ جهد استطاعته ـ ان يتجنب الحرب التي سعى معاوية ما امكنه ـ الى اشعال نارها. كما حاول عبثا ـ اقناع معاوية وصحبه بالكف عن ايذائه وايذاء رعاياه. فأوكل ـ مضطراً ـ أمره الى السيف. فبدأت الحرب بين الجانبين.

'ولما رأى عمرو بن العاص أن أمر العراق قد اشتد وخاف الهلاك قال لمعاوية: هل لك في أمر اعرضه عليك لايزيدنا الا اجتماعا ولايزيدهم الا فرقة؟

قال: نعم.

قال: نرفع المصاحف ثم نقول لما فيها بيننا وبينكم.

فرفعوا المصاحف بالرماح وقالوا: هذا حكم كتاب الله بيننا وبينكم. فلما رآها الناس قالوا: نجيب كتاب الله. فقال لهم علي: عباد الله امضوا على حقكم وصدقكم وقتال عدوكم. فان معاوية وعمرو وابن ابي معيط، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن.

أنا اعرف منكم بهم قد صحبتهم اطفالا ثم رجالا. ويحكم ما رفعوها الا خديعة.

فقال اصحابه: لا يسعنا ان ندعي الى كتاب الله فنأبى ان نقبله. فقال لهم علي: انما اقاتلهم ليدينوا لحكم كتاب الله. فانهم قد عصوا الله فيما امرهم. فأصر اصحابه الا وقف القتال وقبول التحكيم.

واقترح اصحاب معاوية ان يبعث كل فريق من يمثله على ان يعمل الحكمان بما في كتاب الله لا يعدوانه ثم يتبع الفريقان ما اتفق عليه الحكمان، فاختار اهل الشام عمرو، وبعض اهل العراق ابا موسى الاشعري.

فقال علي لقومه: قد عصيتموني في أول الامر ـ فأوقفتم القتال ـ فلا تعصوني الآن.

اني لا ارى ان اولي ابا موسى. فانه ليس بثقة. قد فارقني وخذل الناس عني ثم هرب مني. فأبوا الا ابا موسى.

فقال: فاصنعوا ما اردتم.. فكتب كتاب التحكيم:

هذا ما تقاضى عليه علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان.

اننا ننزل عند حكم الله وكتابه.. فما وجد الحكمان في كتاب الله عملا به، وما لم يجداه.. فالسنة العادلة الجامعة غير المفرقة.

وأخذ الحكمان؛ من علي، ومعاوية، ومن الجندين، من العهد والمواثيق انهما آمنان واهليهما والامة'

[ابن الاثير: 'الكامل في التاريخ' 3 / 160 ـ 168.]

وشهد على مافي الكتاب من اصحاب علي:

'الحسن والحسين ابنا علي بن ابي طالب، وعبدالله بن عباس، وعبدالله ابن جعفر بن ابي طالب، والاشعث بن قيس، والاشتر بن الحارث، وسعيد ابن قيس، والحسين والطفيل ابنا الحارث بن عبدالمطلب وابو سعيد بن ربيعة الانصاري وعبدالله بن خباب ابن ارت وسهل بن حنيف، وابو بشر بن عمر الانصاري وعون بن الحارث بن عبدالمطلب، ويزيد بن عبدالله الاسلمي، وعقبة ابن عامر الجهني، ورافع بن خديج الانصاري، وعمرو بن الحمق الخزاعي، والنعمان بن العجلان الانصاري، وحجر بن عدي الكندي، ويزيد بن حجية النكري، ومالك بن كعب الهمداني، وربيعة بن شرحبيل، والحارث بن مالك، وحجر بن يزيد، وعلبة بن حجية.

ومن اهل الشام: حبيب بن مسلمة، وابو الاعور السلمي، وبسر بن ارطأة القرشي، ومعاوية بن خديج الكندي، والمخارق بن الحارث، ومسلم بن السكسكي، وعبدالرحمن بن خالد بن الوليد، وحمزة بن مالك، وسبيع بن يزيد الحضرمي، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وعلقمة بن يزيد الكلبي، وخالد بن الحصين

السكسكي، وعلقمة بن يزيد الحضرمي، ويزيد بن ايجر العيسى، ومسروق بن جبلة العكي، وبسر بن ابي يزيد الحميري، وعبدالله بن عامر القرشي، وعتبة بن ابي سفيان، ومحمد بن ابي سفيان، ومحمد بن عمرو بن العاص، وعمار بن الاحرص الكلبي، ومسعدة بن عمرو العتبي، والصباح بن جهلمة الحميري، وعبدالرحمن بن ذى الكلام، وتمامة بن حوشب، وعلقمة بن حكم'

[الدينوري، 'الاخبار الطوال' ص 198 و 199.]

ثم اتفق علي ومعاوية على ما يذكر الدينوري

[الاخبار الطوال: ص 200 ـ 203.] 'على ان يكون مجتمع الحكمين بدومة الجندل ـ وهو المنصف بين العراق والشام. ووجه علي مع ابي موسى شريح بن هانىء في اربعة الاف من خاصته وصير عبدالله بن عباس على صلاتهم وبعث معاوية عمرو بن العاص وابا الاعور السلمي في مثل ذلك من اهل الشام.

فساروا من صفين حتى وافوا دومة الجندل. وانصرف على بأصحابه حتى وافى الكوفة

[فامتنع الذين اصروا على وقف القتال، وقبلوا التحكيم من اصحاب الامام من دخول الكوفة مع الامام، فيكون منهم المارقون الذي ارغموا الامام ـ بعد ذلك ـ على حربهم بالنهروان.]، وانصرف معاوية بأصحابه حتى وافى دمشق، ينتظران ما يكون من امر الحكمين.

وكان علي اذا كتب الى ابن عباس في امر اجتمع اليه اصحابه فقالوا: ماكتب اليك امير المؤمنين؟.. وتأتي كتب معاوية الى عمرو بن العاص فلا يأتيه أحد من اصحابه يسأله عن شيء من امره.. وعندما اجتمع الحكمان وتداولا في الامر

[واوحى عمرو الى رفيقه: ان موضوع خلع على من الخلافة قد بات مفروغاً منه، وان المشكلة هي اتفاقهما على من سيخلفه.] قال عمرو لابي موسى. وأين انت من معاوية؟ قال ابو موسى:

ما معاوية موضعا لها.. قال عمرو: الست تعلم ان عثمان قتل مظلوماً؟ قال بلى.

قال: فان معاوية وليّ عثمان.. قال ابو موسى: ان ولى عثمان ابنه عمرو. ولكن ان طاوعتني احيينا سنة عمر بن الخطاب وذكره بتوليتنا ابنه عبدالله..

هلم نجعلها للطيب ابن الطيب. قال عمرو:

يا ابا موسى لايصلح لهذا الامر الا رجل له ضرسان يأكل بأحدهما ويطعم بالآخر.

قال ابو موسى: ارى ان نخلع هذين الرجلين ـ علياً ومعاوية ـ ثم نجعلها شورى بين المسلمين يختارون لانفسهم من احبوا.

قال عمرو: فقد رضيت بذلك، وهذا الرأي الذي فيه صلاح الناس'.

كان ابو موسى قد عوده عمرو ان يتقدم في الكلام عليه.

وكثيراً ما كان عمرو يقول له: 'أنت صاحب رسول الله واسن مني فتكلم واتكلم، وتعود ذلك ابو موسى، واراد عمرو بذلك ان يقدمه في خلع علي.

فلما اتفقا على خلع علي ومعاوية.. اقبلا الى الناس وهم مجتمعون. فقال عمرو:

يا ابا موسى اعلمهم ان رأينا اتفق، فتكلم ابو موسى فقال:

ان رأينا اتفق على امر نرجو ان يصلح الله به امر هذه الامة.

فقال عمرو: صدق وبر. تقدم ياابا موسى فتكلم فتقدم ابو موسى ليتكلم فقال ابن عباس: ويحك اني والله لاظنه قد خدعك، ان كنتما قد اتفقتما على رأي فقدمه ليتكلم به قبلك، ثم تكلم بعده، فانه رجل غادر ولا آمن ان يكون قد اعطاك الرضا بينكما. فاذا قدمت في الناس خالفك.

وكان ابو موسى مغفلا فقال: انا قد اتفقا وقال: ايها الناس انا قد نظرنا في امر هذه الامة فلم نر اصلح لامرها ولا الم لشعثها.. الا ان نخلع عليا ومعاوية، ويولي الناس امرهم من احبوا.. واني قد خلعت عليا ومعاوية..

ثم تنحى واقبل عمرو فقام وقال: ان هذا قد قال ماسمعتموه وخلع صاحبه. وانا اخلع صاحبه كما خلعه؛ واثبت صاحبي معاوية فانه وليّ ابن عثمان والطالب بدمه واحق الناس بمقامه.

قال ابو موسى الاشعري لعمرو: لاوفقك الله غدوت وفجرت.

انما مثلك كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث، قال عمرو:

ان مثلك كمثل الحمار يحمل اسفاراً.. والتمس اهل الشام ابا موسى فهرب الى مكة.

ثم انصرف عمرو واهل الشام الى معاوية فسلموا عليه بالخلافة'

[ابن الاثير 'الكامل في التاريخ' 3 / 160 ـ 168.]

يتضح مما ذكرنا: ان رفع المصاحف حيلة دبرها عمرو بن العاص للحيلولة بين القاسطين وبين الفرار امام جيوش الامام.

وقد فطن الامام الى ذلك ووصف عمرو معاوية وابن ابي معيط بأنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن.

وقد مر بنا ذكر شيء من سيرة معاوية وابن ابي معيط، ونود في هذه المناسبة ـ ان ننقل الى القارىء قبل الاسترسال في موضوع التحكيم ـ طرفاً من سيرة عمرو بن العاص ليتبين الاسس التي استند اليها علي في وصمه عمرواً وصاحبيه بالبعد عن الدين والقرآن، وعمرو هو: ابن العاص السهمي الذي 'كان من المستهزئين بالنبي.

وقد انزل الله فيه قول: ان شانئك هو الابتر'

[ابن الاثير 'الكامل في التاريخ' 2 / 49 و 50.]

أما المستهزؤون الآخرون فقد ذكرهم ابن خلدون

[ابن خلدون 'كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر' 2 / 177.] بقوله:

'ولما رأت قريش النبي قد امتنع بعمه وعشيرته، وانهم لايسلمونه، طفقوا يرمونه ـ عند الناس ممن يفد على مكة ـ بالسحر والكهانة والجنون والشعر، يرومون بذلك صدهم عن الدخول في دينه ثم انتدب جماعة منهم لمجاهرته بالعداوة والايذاء، منهم:

عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وعقبة بن ابي معيط ـ احد المستهزئين.

وابو سفيان من المسهتزئين، والحكم بن امية من المستهزئين ايضاً.

والعاص بن وائل السهمي وابنا عمه: نبيه ومنبه.

وقاموا يستهزئون بالنبي ويتعرضون له بالاستهزاء والاذاية حتى لقد كان بعضهم ينال منه بيده'. اما ام عمرو بن العاص 'فثمة صحيفة من صحائف فجور الجاهلية تنتشر عن الباغية ام عمرو كامرأة تلقفتها آونة مضاجع الرجال.

فلما خرج ابنها الى النور تهامست الالسن عن ابيه وتاهت حقيقة نسبة بين بضعة نفر.. منهم العاص ومنهم ابو سفيان. ولكن الام حزمت امرها على ان تلصق وليدها بأول الرفيقين اذ كان اوفر النفر ثروة واسخاهم عليها في الانفاق فكأنها بهذا الاختيار قد ضربت لابنها اول مثل في تغليب المادة على اوثق العلاقات وانه لمبدأ رضعه من ثدييها وظل يدين بناموسه مدى عمره المديد'

[عبدالفتاح عبدالمقصود 'الامام علي بن ابي طالب' 2 / 275.]

هذا هو البيت الذي نشأ فيه عمرو بن العاص.

أما مواقف عمرو نفسه من الاسلام ـ في اوائل عهده ـ فمعروفة لدى الكثيرين.

فقد كان اشد الكفار خصومة للنبي يوم احد.

ويحضرنا ـ في هذه المناسبة ـ بعض شعره:




  • لما رأيت الحرب ينزو شرها بالرضف نزوا
    ايـقنت أن الــموت حق والحياة تكون لغوا



  • ايـقنت أن الــموت حق والحياة تكون لغوا
    ايـقنت أن الــموت حق والحياة تكون لغوا



حملت أثوابي على عُتَد يبذ الخيل رهوا

[ابن هشام 'سيرة النبي محمد' 3 / 116. ينزو: يرتفع ويثب. وارضف الحجارة المحماة بالثار، العتد: الفرس الشديد، يبذ: يسبق، والرهو: الساكن، اللين.]

ولما يئس عمرو من الانتصار على النبي في الحرب لجأ الى الغدر والدس والتواري عن الانظار. قال عمرو، على ما يذكر ابن هشام

[سيرة النبي محمد: 2 / 177.]:

'لما انصرفنا من الاحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأيي ويسمعون مني. فقلت لهم: اني ارى أمر محمد يعلو الامور علواً

منكراً.. فأرى ان نلحق بالنجاشي فنكون عنده. فان ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي، فانا ان نكون تحت يديه احب الينا ان نكون تحت يدي محمد.

وان ظهر قومنا: فنحن من عرفوا.'

وقد كان عمرو ـ كما رأينا ـ من أكبر المؤلبين على عثمان.

وهو الذي صرفه عن تطبيق حد الله في عبيد الله بن عمر بن الخطاب لقتله الهرمزان.

'فقد اقبل ابن العاص على عثمان ـ حين رأى عثمان أن ينظر في الاقتصاص من عبيد الله...

فقال له: يا أمير المؤمنين ان الله قد اعفاك ان يكون هذا الحدث كان ولك على المسلمين سلطان. انما كان الحدث ولاسلطان لك'

[عبدالفتاح عبدالمقصود الامام علي بن ابي طالب 4 / 83، واذا كان الامر كذلك فقد قتل عثمان وليس لعلي سلطان على الناس فلماذا اقام عمرو الدنيا عليه واقعدها.]

ولما بلغ عمرو ـ وهو بفلسطين كما ذكرنا ـ بأن الناس قد بايعوا عليا بأن معاوية يأبى البيعة اتصل عمرو بمعاوية وحبذ له فكرة المطالبة بدم عثمان.

ومن الطريف ان نذكر ـ في هذه المناسبة ـ: ان المؤرخين يكادون يجمعون على ذكر قصة استشارة عمرو لولديه عبدالرحمن ومحمد، وهو بفلسطين ـ في شأن موقفه من النزاع بين علي ومعاوية 'فقال له عبدالله: ان كنت لابد فاعلا فالى علي. قال عمرو: اني ان اتيت علياً يقول لي: انما انت رجل من المسلمين. وان اتيت معاوية يخلطني بنفسه ويشركني في الامر. وكان محمد ابنه الآخر على هذا الرأي.

فقال لهما عمرو: اما انت ياعبدالله فقد اخترت لآخرتي.

واما انت يامحمد فقد اخترت لدنياي.. وقدم عمرو على معاوية.. وسأله اترى اننا خالفنا عليا لفضل منا عليه؟.. لا والله ان هي الا الدنيا نتكالب عليها'

[عباس محمود العقاد 'معاوية بن ابي سفيان' ص 53 ـ 55.]

ولاندري ما صلة ذلك بالمطالبة بدم عثمان!!

هذا هو ممثل معاوية في التحكيم.

أما ممثل على فهو ابو موسى الاشعري الذي كان يخذل الناس عن نصرة الخليفة حين كان واليا له على الكوفة الامر الذي اضطر الخليفة الى عزله.

ولنعد الآن الى موضوع التحكيم.

فاذا نظرنا اليه من الناحية المبدئية العامة ـ اي تحكيم كتاب الله وسيرة نبيه فيما يحصل من اختلاف بين وجهات نظر المسلمين في امورهم الدينية، والدنيوية ـ فان الامام علي لا يرضى بغير ذلك بديلاً.

وقد بنى سياسته العامة ـ في السلم والحرب ومع انصاره واعدائه على السواء ـ وفق مستلزمات القرآن والسنة. وتألب عليه خصومه ـ وهرب منه بعض انصاره ـ لتمسكه بذلك في جميع تصرفاته. وقد مر بنا رفضه ـ قبول الخلافة اثناء الشورى ـ لوضع شرط ثالث بجانب الكتاب والسنة. كما مر بنا جانب من موقفه مع الناكثين ودعوته اياهم الى تحكيم الكتاب والسنة فيما خرجوا عليه، فلم يعترض الامام 'اذن' على التحكيم الذي دعا اليه معاوية واصحابه ـ من حيث المبدأ.

وانما اعترض على الشكل الذي جاء فيه والظروف التي احاطت به.

فقد رفع خصومه المصاحف على الرماح في الوقت الذي كانت فيه جيوشه سائرة الى نصرها المبين.

ودعوا "كاذبين" الى تحكيم القرآن الذي حاربوا، وحاربوا من انزل عليه في الجاهلية والاسلام.

واخترقوا نصوصه "وسنة الرسول" في تصرفاتهم العامة من الناحيتين الدينية والدنيوية.

فقد امر معاوية ـ باقتراح من ابن العاص كما ذكرنا ـ اصحابه ان يربطوا المصاحف على اطراف القنا، فربطت المصاحف.

واول ما ربط مصحف دمشق الاعظم، ربط على خمسة ارماح يحملها خمسة رجال.

/ 23