علی و مناوئوه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی و مناوئوه - نسخه متنی

نوری جعفر؛ مقدمه نویس: عبدالهادی مسعود؛ تعلیق و تصحیح: سید مرتضی رضوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ابن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فقال النبي.. هلموا اكتب لكم كتابا لاتضلوا بعده، فقال بعضهم: ان رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، وحسبنا كتاب الله؟ فاختلف اهل البيت واختصموا. فلما اكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله: 'قوموا'.

وذكر ابن سعد

[الطبقات الكبرى 4 / 60 ـ 61.]: 'ان الرسول عندما حضرته الوفاة وكان معه في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال: هلموا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده، فقال عمر 'ان رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله؟ فاختلف اهل البيت واختصموا، فلما كثر اللغط والاختلاف... قال النبي: قوموا عني'. فما الذي حمل عمر يا ترى على ذلك؟ وهل تجيز آداب المجاملة او العرف او الدين ان يقول عمر: ان الوجع قد غلب النبي وعندنا كتاب الله فهو حسبنا؟ وما قصده بذلك القول؟ وهل يتفق موقف عمر مع قوله تعالى في وصف النبي بأنه: 'لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى'

[النجم: 3 و4.]؟

وممن يلفت النظر حقا في هذا الموضوع الخطير: ان اصحاب النبي ـ على مايذكر المؤرخون ـ قد سألوه قبيل وفاته عن كثير من الامور التي تبدو بنظرنا اقل وجاهة من موضوع الخلافة؟ فقد سألوه على ما يحدثنا ابن خلدون

[كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر 2 / 297.]: 'عن مغسله؟ فقال: الادنون من اهلي، وسألوه عن الكفن؟ فقال: في ثيابي، او ثياب مصر، او حلة يمانية... وسألوه عمن يدخل القبر معه؟ فقال: اهلي'. فهل من المعقول ان يغيب عن اذهانهم موضوع الاستفسار عن الخلافة؟ او ان يغفله النبي نفسه؟ ويستطرد ابن خلدون بعد الذي ذكرنا فيقول: المصدر نفسه والصفحة نفسها ـ 'ثم قال النبي: ائتوني بدواة وقرطاس، اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده؟ فتنازعوا وقال بعضهم: اهجر؟ ثم ذهبوا يعيدون عليه فقال: دعوني فما انا فيه خير مما تدعونني اليه'.

ترى ماذا اراد الرسول ان يكتب؟ ولماذا امتنع القوم عن تلبية الطلب؟ هل اراد ان يثبت النص الشفوي على الخلافة 'حسب وجهة نظر بعض المسلمين بالكتابة زيادة في التأكيد، ودفعا للالتباس؟ ثم ايجوز ان يقال: بأن الرسول يهجر في واحدة من ثلاث قالها بالتتابع في آن واحد؟ اي ان الرسول كان يهجر

[قال ابن الاثير في النهاية 5 / 246 في مادة هجر؟ الهجر بالضم هو الخنا والقبيح من القول ومنه حديث مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما شأنه: اهجر؟.. والقائل كان عمر. 'الناشر'.] بنظرهم في مسألة الدواة والقرطاس فقط على حين انه لم يكن كذلك بنظرهم في اخراج المشركين من جزيرة العرب ومجازاة الوفد بمثل ماكان يجيزهم فيه؟ لقد نفذ أبو بكر الجزء الخاص من وصية الرسول هذه فيما يتصل بجيش اسامة. ومحاربة المشركين في جزيرة العرب، في حين ان الرسول قال ذلك في الوقت الذي طلب فيه الدواة والقرطاس.

ومن الطريف ان نذكر هنا ان ابن عباس قد روى محاورة طريفة جرت بينه وبين عمر بن الخطاب في اوائل عهده بالخلافة ملخصها: ان عمر قال له: 'يا عبدالله عليك دماء البدن ان كتمتها.. هل بقى في نفس علي شيء من امر الخلافة؟ قلت: نعم، قال: ايزعم ان رسول الله نص عليه؟ قلت: نعم. فقال عمر: لقد كان في رسول الله من امره ذروه من قول، لا يثبت حجة ولا يقطع عذرا، ولقد كان يربع في امره وقتا ما، ولقد اراد في مرضه ان يصرح باسمه فمنعت من ذلك اشفاقا وحيطة على الاسلام.. فعلم رسول الله اني علمت ما في نفسه فأمسك

[ابن ابي الحديد 'شرح نهج البلاغة' 3 / 97 وذكر هذا الخبر احمد ابن ابي طاهر صاحب كتاب 'تاريخ بغداد' في كتابه مسندا.]'. واذا صحت هذه الرواية فان عمر يبدو كأنه احرص على الاسلام من نبيه وهو امر كان المفروض في عمر ان لا يهبط اليه.

واذا اغفلنا؛ لغرض سهولة البحث بقدر ما يتعلق الامر بموضوع الخلافة من الناحية الدنيوية، امر الاستشهاد بالنصوص التاريخية التي ينفرد بذكرها الفريق

الاول من المسلمين وركزنا اهتمامنا في النصوص التي يذكرها الفريق الثاني من المسلمين اصبح بمقدورنا ان نجعل دراستنا لهذا الموضوع تسير في هذا المرحلة من مراحلها بالاتجاه التالي:

ترى ما الذي حال بين علي والخلافة بمعناها الزمني بعد وفاة الرسول؟ وقبل ان نتصدى للاجابة على هذا السؤال يجمل بنا ان ننبه القارىء الى ان ليس لدينا من الادلة المقنعة ما يحول بيننا وبين الاعتقاد باندثار كثير من النصوص التاريخية المهمة المتعلقة بالنقطة موضوع البحث بطريقة عرضية، او مقصودة، او بتحريف بعض آخر، او وضع نصوص تاريخية معاكسة وبخاصة في صدر الدولة الاموية.

ولكننا مع هذا تمشيا مع وحدة البحث وعدم تشتيت موضوعه قد اعتمدنا قدر المستطاع على النصوص التاريخية التي تذكرها امهات كتب التاريخ والسير.

اما حوادث الاعتداء على الطالبيين باللسان والسيف والقلم منذ وفاة الرسول فتكاد لاتقع تحت حصر فقد اتخذ الوصوليون من رجال الدين والقضاة، والامراء من انتقاص الطالبيين واتباعهم وسيلة يتقربون بها من الفئة الحاكمة في العهدين الاموي، والعباسي!! وقد شجعتهم الفئة الحاكمة بدورها على ذلك وفي معرض التحدث عن هذا الجانب من جوانب الموضوع يقول احد المؤرخين

[ابن ابي الحديد شرح النهج 3 / 16 الطبعة المصرية الاولى.]:

'روى ابوالحسن علي بن محمد بن ابي سيف المدائني في كتاب الاحداث قال:

كتب معاوية الى عماله بعد عام الجماعة ان برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل ابي تراب واهل بيته، فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرءون منه ويقعون فيه وفي اهل بيته.

وكتب معاوية الى عماله في جميع الآفاق: الا يجيزوا لاحد من شيعة علي واهل بيته شهادة. وكتب اليهم: ان انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه، واهل ولايته والذين يرون مناقبه وفضائله فادنوا مجالسهم وقربوهم واكرموهم واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل واسمه، واسم ابيه وعشيرته؟ ففعلوا ذلك حتى اكثروا

فضائل عثمان ومناقبه، لما كان يبعثه اليهم من الصلات.. ثم كتب الى عماله: ان الحديث عن عثمان قد كثر.. فاذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس الى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الاولين، ولا تتركوا خبرا يرويه احد من المسلمين في ابي تراب الا واتوا بمناقض له في الصحابة.. فقرأت كتبه على الناس فرويت اخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها.. ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة'.

لقد مر بنا الاستفسار عن العوامل التي حالت بين علي وبين ارتقائه منبر النبي بعد وفاته مباشرة، وللاجابة على ذلك ينبغي لنا ان نستعرض صفات الامام منذ نشأته الى وفاة الرسول ومواقفه من الرسول، ومن الاسلام، وموقف الرسول منه في حالتي السلم والحرب، عسانا نعثر على مفتاح قفل الخلافة.

اننا نحاول بعبارة اخرى ان نجيب عن السؤالين التاليين:

هل كان الامام كفؤا للخلافة بعد الرسول؟ واذا كان كذلك فما الذي حال بينه وبينها؟.

والبحث في الشق الاول من هذا الموضوع ـ اهلية الامام للخلافة بعد وفاة الرسول مباشرة ـ يستلزم التطرق الى ظروف ملازمته للدعوة الاسلامية منذ نشوئها. ولابد في هذه المناسبة من الالمام الى موقف ابويه من النبي ومن رسالته قبل ذكر مواقفه هو من الرسول ومن الاسلام في حالتي السلم والحرب. وبما ان مواقف ابي طالب وزوجه فاطمة بنت اسد من النبي معروفة لدى من لهم ادنى المام بتاريخ الرسول فاننا سنكتفي بذكر نماذج من ذلك على سبيل التمثيل لا الحصر: ذكر ابن هشام

[سيرة النبي محمد 1 / 276 ـ 279.] بصدد التحدث عن صد ابي طالب كفار قريش في صدر الدعوة الاسلامية عن البطش بالرسول 'لما رأت قريش ان رسول الله لا يعتبهم من شيء انكروا عليه من فراقهم وعيب آلهتهم ورأوا ان عمه ابا طالب قد حدب عليه وقام دونه فلم يسلمه لهم مشى رجال من اشراف قريش الى ابي طالب: عتبة، وشيبة ابنا ربيعة ابن عبدشمس، وابوسفيان بن حرب بن امية. فقالوا: ياابي طالب، ان ابن اخيك قد

سب آلهتنا وعاب ديننا. فاما ان تكفه عنا واما ان تخلي بيننا وبينه. فنكفيكه؟ فقال لهم ابوطالب قولا رقيقا، وردهم ردا جميلا. ثم انهم مشوا له ثانية فردهم. ثم ان قريشا حين عرفوا ان ابا طالب قد ابى خذلان رسول الله. مشوا اليه بعمارة بن الوليد بن مغيرة فقالوا: يا ابا طالب هذا عمارة بن الوليد: انهد فتى في قريش واجمله.... فخذه واسلم الينا ابن اخيك فقال لبئس ماتسومونني اتعطونني ابنكم اغذوه واعطيكم ابني تقتلونه!' وقال ابن سعد

[الطبقات الكبرى 1 / 101.]: 'لما توفي عبدالمطلب قبض ابوطالب رسول الله. وكان يحبه حبا شديدا لايحب ولده. وكان لاينام الا الى جنبه ويخرج فيخرج معه. وصب به ابوطالب صبابة لم يصب مثلها بشيء قط' ويذكر ابن الاثير

[الكامل في التاريخ 2 / 59 ـ 62.] في حديث عن موقف ابي طالب في حماية الرسول ضد قريش: ان قريشا عندما رأت الاسلام يفشو ويزيد... وعاد اليهم عمرو ابن العاص... من النجاشي بما يكرهون من منع المسلمين عنهم وامنهم عنده، ائتمروا في ان يكتبوا بينهم كتابا يتعاقدون على ان لا ينكحوا بني هاشم وبني المطلب ولا يتباعوا منهم شيئا. فكتبوا بذلك صحيفة ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا لذلك الامر على انفسهم... فأقاموا على ذلك سنتين او ثلاثا. فاعتزل الناس بني هاشم وبني المطلب. واقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وابوطالب ومن معهما بالشعب ثلاث سنين' فأكلت الارضة الصحيفة واخبر النبي عمه بذلك، 'وكان ابوطالب لا يشك في قوله فخرج من الشعب الى الحرم فاجتمع الملأ من قريش' فأخبرهم ابوطالب ان الارضة اكلت صحيفتهم... وانشد:




  • وقد كان في امر الصحيفة عبرة
    محا الله منـهم كفرهم وعقوقهم
    فأصبح ما قالوا من الامر باطلا
    ومن يختلق مـا ليس بالحق يكذب



  • متى ما يخبر غـائب القوم يعجب
    وما نقموا مـن ناطق الحق معرب
    ومن يختلق مـا ليس بالحق يكذب
    ومن يختلق مـا ليس بالحق يكذب



فلا عجب ان اشتد كفار قريش عليه بعد وفاة عمه ابي طالب حتى قال رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم: 'ما نالت قريش شيئا مني اكرهه حتى مات ابوطالب'

[ابن الاثير 'الكامل في التاريخ' 2 / 59 ـ 63.]

والخلاصة كما يقول ابن خلدون

[كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر 2 /171.]: 'ان عبدالمطلب جد النبي توفي بعد ولادته بثمان سنين وعهد به الى ابنه ابي طالب فأحسن ولايته وكفالته. وكان شأنه في رضاعه وشبابه ومرباه عجبا. وتولى حفظه وكلاءته من مفارقة احوال الجاهلية وعصمته

[يذهب الشيعة الامامية الى من عصمة النبي "ص" ذاتية 'الناشر'.] من التلبس بشيء منها'. ثم توفى 'ابوطالب وخديجة، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين فعظمت المصيبة واقدم عليه سفهاء قريش بالاذاية والاستهزاء، والقاء القاذورة في مصلاه'

[المصدر نفسه 2 / 179 و 180.]

ذلك ما يتعلق بأبي طالب وموقفه من الرسول ومن دعوته.

اما موقف السيدة فاطمة ام علي فيتضح بما صنعه الرسول عند وفاتها حزنا عليها لما ابدته من عطف عليه وعلى رسالته. فقد تقدم رسول الله عند موت فاطمة بنت اسد زوج ابي طالب وام علي واسبق نساء العالمين الى الاسلام بعد خديجة فألبسها فوق كفنها قميصه، ثم نزل الى القبر فسواه بيده الكريمة فاضطجع الى جوارها فيه'

[عبدالفتاح عبدالمقصود: الامام علي بن ابي طالب 1 / 70.]

ذلك ما يتعلق بالبيت المشبع بالعطف على النبي والايمان برسالته حيث نشأ ابن ابي طالب وترعرع متنقلا بينه وبين بيت الرسول نفسه وفي كنف السيدة خديجة ام المؤمنين.

اما اذا نظر الباحث الى مواقف الامام نفسه في حماية الدعوة الاسلامية وصاحبها من مؤامرات كفار قريش، تلك المواقف التي دلت على كفاءته لتسلم خلافة الرسول بعد وفاته من جهة، والتي اهلته بدورها لتسنم ذلك المنصب الرفيع

من جهة اخرى. فانه يجد تلك المواقف المشرفة كثيرة العدد 'تتزاحم بالمناكب وتتدافع بالراح' بحيث يصبح امر الموازنة بينها 'لاختيار بعضها للاستشهاد به' من اصعب الامور. وقبل ان نتطرق الى ذكر اهمها يجمل بنا ان نشير الى الظروف الخاصة التي ربطت بين علي والاسلام من جهة، وبينه وبين النبي من جهة اخرى، وبقدر ما يتعلق الامر بصلة الاسلام بعلي، او صلة علي بالاسلام يمكننا ان نقول مع العقاد: 'لقد ملأ الدين الجديد قلبا لم ينازعه فيه منازع من عقيدة سابقة، ولم يخالطه شوب بكدر صفاءه ويرجع به الى عقابيله، فبحق ما يقال: ان عليا كان المسلم الخالص على سجيته المثلى، وان الدين الجديد لم يعرف قط اصدق اسلاما منه ولا اعمق نفاذا فيه'

[عبقرية الامام: للعقاد ص 13.]

فقد بعث النبي على مايقول الدكتور طه حسين: وعلي عنده صبي فأسلم.. وظل بعد اسلامه في حجر النبي يعيش بينه وبين خديجة ام المؤمنين وهو لم يعبد الاوثان قط.. فامتاز بين السابقين الأولين بأنه نشأ نشأة إسلامية خالصة. وامتاز كذلك بأنه نشأ في منزله الوحي بأدق معاني هذه الكلمة'

[الفتنة الكبرى: عثمان بن عفان ص 151.]

اما الآثار العميقة التي تركتها هذه البيئة الاسلامية الصافية في الامام ـ في عقله، وقلبه، ولسانه، ويده ـ فتعتبر من اوليات الامور المسلم بها عند الباحثين الحديثين في علم النفس، وعلم الاجتماع. واما اروع مواقفه في نصرة الاسلام ونبيه وصدى ذلك عند الرسول وموقف الرسول منه فيتجلى فيما يلي: ـ

1 ـ في مبيته في فراش النبي يوم ازمع كفار قريش على قتله، الامر الذي اضطره الى الهجرة من مكة الى المدينة. وفي معرض التحدث عن ذلك يقول ابن هشام: ان رسول الله امر عليا قبل هجرته ان ينام على فراشه ويتسجى ببردة الحضرمي الاخضر بعد ان اخبره بخروجه من مكة تفاديا لبطش كفار قريش، اي ان قريشا بعبارة اخرى لما علمت 'ان رسول الله قد صار له شيعة وانصار من غيرهم.. وانه مجمع على اللحاق بهم.. تشاوروا ما يصنعوه في امره،

واجتمعت لذلك مشيختهم في دار الندوة عتبة، وشيبة وابوسفيان من بني امية.. فتشاوروا في حبسه او اخراجه عنهم، ثم اتفقوا على ان يتخيروا من كل قبيلة منهم فتى شابا جلدا فيقتلونه جميعا فيتفرق دمه في القبائل ولا يقدر بنو عبدمناف على حرب جميعهم. واستعدوا لذلك من ليلتهم... فلما رأى ارصادهم على باب منزله امر علي بن ابي طالب ان ينام على فراشه ويتوشح ببرده'

[سيرة النبي محمد: لابن هشام 2 / 95.]

وقد امر النبي عليا 'ان يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس... فأقام علي بمكة ثلاث ليال وايامها حتى ادى عن رسول الله الودائع... حتى اذا فرغ منها لحق برسول الله'

[ابن خلدون: كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر 2 / 187.] فقطع الامام المسافة بين مكة والمدينة وحده ماشيا حتى ورمت قدماه

[ابن الاثير: الكامل في التاريخ 2 / 75.]

2 ـ مؤاخاة الرسول له حين آخى بين اصحابه من المهاجرين والانصار حيث اخذ بيد علي بن ابي طالب وقال: هذا اخي'

[ابن هشام: سيرة النبي محمد 2 / 95 و 98 و 111.]

3 ـ في دفاعه عن الاسلام ونبيه ـ اثناء حروبه ضد الكفار ـ وبخاصة في موقعة احد حيث تعرض الرسول ورسالته لاعظم محنة عسكرية... وقد ناول علي سيفه لفاطمة عند رجوعه من احد قائلا:

'فوالله لقد صدقني اليوم.. كما صدق سهل بن حنيف سيفه كذلك على ما ذكر الرسول، ثم انشد يقول:




  • افاطم هاك السيف غــير ذميم
    لعمري لقد قاتلت في حب احمد
    وسيفي بكفي كالشهاب اهزه
    اجد به من عائق وحميم



  • فلست برعديد ولا بـمليم
    وطاعة رب بالعباد رحيم
    اجد به من عائق وحميم
    اجد به من عائق وحميم



[الطبري: 'تاريخ الامم والملوك' 3 / 154 والمسعودي 'مروج الذهب' 2 / 284.]

4 ـ في ارساله من قبل النبي الى مكة عندما نزلت سورة براءة.. 'حدثني محمد ابن الحسين قال:

حدثنا احمد بن المفضل قال: حدثنا اسباط عن السدي قال:

'لما نزلت هذه الايات الى رأس الاربعين يعني: من سورة براءة فبعث بهن رسول الله مع ابي بكر وامره على الحج، فلما صار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة اتبعه بعلي فأخذها منه. فرجع ابوبكر الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله بأبي انت وامي انزل في شأني شيء؟؟ قال: لا، ولكن لا يبلغ عني غيري او رجل مني...'

[الطبري: 'تاريخ الامم والملوك' 3 / 154.]

5 ـ في خروجه الى اليمن مبعوثا من قبل النبي 'وكان ارسل قبله خالد ابن الوليد اليهم يدعوهم الى الاسلام فلم يجيبوه. فأرسل النبي عليا وامره ان يعقل خالدا ومن سار من اصحابه ففعل. وقرأ علي كتابا من رسول الله على اهل اليمن، فأسلمت همدان كلها في يوم واحد...'

[ابن الاثير: الكامل في التاريخ 2 / 25.]

6 ـ في موقف النبي منه في غزوة تبوك حيث خلفه على اهله في المدينة عندما تخلف فيها عبدالله بن ابي المنافق فيمن تبعه من اهل النفاق'

[ابن الاثير: الكامل في التاريخ 2 / 70.] وقد قال الامام ابوالحسن مسلم بن الحجاج في صحيحه

[صحيح مسلم 2 / 323.]:

'حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وابوجعفر محمد بن الصباح وعبدالله القواريري وسريح بن يونس.. عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن ابي وقاص عن ابيه قال:

قال رسول الله لعلي: انت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي.

وحدثنا ابوبكر بن شيبة عن سعد بن ابي وقاص قال:

خلف رسول الله عليا في غزوة تبوك. فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ قال: اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير انه لا نبي بعدي؟'.

7 ـ في موقف النبي منه في غزوة خيبر. قال الامام مسلم في صحيحه:

'حدثنا قتيبة بن سعيد... عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لاعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله... قال عمر بن الخطاب:

ما احببت الامارة الا يومئذ. قال: فتساورت لها رجاء ان ادعى لها. قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب فأعطاه اياها'

['صحيح مسلم' 2 / 324.]

وهناك امور اخرى تتصل بأهلية الامام لتولي منصب الخلافة بعد وفاة الرسول مباشرة لا بد من ذكرها في هذه المناسبة:

أ ـ تفهمه جوهر الدين الاسلامي والمامه به من جميع اطرافه وايمانه به ايمانا صافيا،بيده، وقلبه، ولسانه، فقد كان علي محظوظا من دون الصحابة بخلوات كان يخلوها مع رسول الله 'ص' لا يطلع احد من الناس على ما يدور بينهما، وكان كثير السؤال للنبي عن معاني القرآن... واذا لم يسأل ابتدأه النبي بالتعليم والتثقيف، ولم يكن احد من اصحاب النبي كذلك، بل كانوا اقساما، فمنهم من يهابه ان يسأله، وهم الذين يحبون ان يجيء الاعرابي او الطارىء فيسأله وهم يستمعون.

/ 23