علی و مناوئوه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی و مناوئوه - نسخه متنی

نوری جعفر؛ مقدمه نویس: عبدالهادی مسعود؛ تعلیق و تصحیح: سید مرتضی رضوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فقال الزبير لعائشة: مهلا فانا قد جزنا ماء الحوأب.. فلفق لها الزبير وطلحة خمسين اعرابيا شهدوا بذلك. فكانت هذه اول شهادة زور في الاسلام.. وكتب على عثمان بن حنيف واليه في البصرة: اما بعد فان البغاة عاهدوا الله ثم نكثوا

[يشير الى بيعة الزبير وطلحة له، ثم نكوصهما عن ذلك، والى عهدهما له حين خرجا للعمرة من المدينة لمكة ـ بالرجوع الى المدينة وخرقهما لذلك العهد.]

فاذا قدموا عليك فادعهم الى الطاعة... فان اجابوا فأحسن جوارهم.

فلما وصل الكتاب ارسل عثمان بن حنيف ابا الاسود الدؤلي وعمران بن الحصين الخزاعي، فانطلقا. فدخلا على عائشة ووعظاها.. فقالت: القيا طلحة والزبير... فقاما من عندها ولقيا: الزبير فكلماه، فقال لهما: اننا جئنا للطلب بدم عثمان... فقالا له: ان عثمان لم يقتل بالبصرة ليطلب بدمه فيها، وانت تعلم من هم قتلته واين هم، وانك وصاحبك وعائشة كنتم اشد الناس عليه واعظمهم اغراء بدمه... وقد بايعتم عليا طائعين.. فقال لهما.. اذهبا فالقيا طلحة.

فقاما الى طلحة فوجداه خشن الملمس.. في اثارة الفتنة واضرام نار الحرب.

وأتى طلحة والزبير عبدالله بن حكيم التميمي فأتى بكتب كان كتباها اليه، فقال لطلحة: أما هذه كتبك الينا؟ قال: بلى.

قال: فكتبت امس تدعونا الى خلع عثمان وقتله، حتى اذا قتلته اتيتنا ثائراً بدمه.

وخرج عثمان بن حنيف الى طلحة والزبير في اصحابه فناشدهما الله والاسلام وذكرهما بيعتها لعلي... فقالا نطلب بدم عثمان، فقال لهما: ما انتما وذاك؟ أين بنوه... الذين احق منكم؟ فشتماه شتما قبيحا..

ثم كتب الطرفان كتاباً للصلح... الى ان يقدم الخليفة... فمكثوا كذلك اياما.

ثم ان طلحة والزبير... اجتمعا على مراسلة القبائل واستمالة العرب... فبايعهم على ذلك الازد، وضبة، وقيس بن غيلان... وبنو عمرو بن تميم، وبنو حنظلة... وبنو دارم كلهم الا نفرا من بني مجاشع ذووى دين وفضل.

فلما استوثق لطلحة والزبير امرهما، خرجا في ليلة مظلمة ذات ريح ومطر ومعهما اصحابهما قد البسوهم الدروع وظاهروا فوقها بالثياب. فانتهوا الى المسجد وقت صلاة الفجر وقد سبقهم عثمان بن حنيف اليه واقيمت الصلاة فتقدم عثمان ليصلي بهم فأخره اصحاب طلحة والزبير، وقدموا الزبير، فجاءت السيابجة

[وهم: الشرطة حرس بيت المال، وهم قوم من السند كانوا بالبصرة جلاوزة وحرس سجون.] فأخروا الزبير وقدموا عثمان بن محنيف، فغلبهم أصحاب الزبير فقدموا الزبير وأخروا عثمان، فلم يزالوا كذلك حتى كادت الشمس تطلع، وصاح بهم: المسجد.. فغلب الزبير فصلى بالناس.

فلما انصرف من صلاته صاح بأصحابه المسلمين: ان خذوا عثمان بن حنيف، فأخذوا وضربوه ضرب الموت، ونتف حاجباه واشفار عينيه وشعر رأسه ووجهه واخذوا السيابجة... فانطلقوا بهم وبعثمان بن حنيف الى عائشة.. فأمرت بذبح السيابجة، فكان غدر طلحة والزبير بعثمان بن حنيف اول غدر كان في الاسلام'

[ابن ابي الحديد 'شرح نهج البلاغة' 2 / 497 ـ 501.]

ويجمل بنا ـ اكمالا للبحث في هذه النقطة ـ أن ننقل للقارىء قصة الناكثين كما رواها ابن الاثير

[الكامل في التاريخ: 5 / 105 ـ 133.]:

'خرجت عائشة الى مكة وعثمان محصور، ثم خرجت من مكة تريد المدينة، فلما كانت بسرف

[موقع بين مكة والمدينة.] لقيها رجل من اخوالها من بني ليث يقال له: عبيد الله بن ابي سلمة ـ وهو ابن أم كلاب ـ فقالت له: مهيم؟ قال: قتل عثمان وبقوا ثمانيا.. قالت: ثم صنعوا ماذا؟ قال: اجتمعوا على بيعة علي فقالت:

ليت هذه انطبقت على هذه.. ردوني.. فانصرفت الى مكة تقول: قتل عثمان.

مظلوما

[لابد ان القارىء قد لاحظ ان السيدة عائشة لم تعلق بشيء حين سمعت بمقتل عثمان، ولكنها ثارت لمجرد سماعها باجماع المسلمين على بيعة علي فطلبت ان يردوها الى مكة واصبح عثمان مظلوما بنظرها.]، فقال لها عبيد الله بن ابي سلمة:

ان اول من امال حرفه لأنت، ولقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلا فقد كفر.




  • فمنك البداء ومـنـك الغيـر
    وأنت أمـرت بقتـل الامام
    فهبنا اطعنـاك في قتـلـه
    وقـاتله عندنا من أمــر



  • ومنك الريـاح ومنـك المطر
    وقلت لـنا: انـه قد كـفر
    وقـاتله عندنا من أمــر
    وقـاتله عندنا من أمــر



فانصرفت الى مكة فقصدت الحجر فتسترت فيه، فاجتمع الناس حولها، فقالت: ايها الناس ان الغوغاء من اهل الامصار.. سفكوا الدم الحرام.. والله لاصبع عثمان خير من طباق الارض.

وقدم عليهم عبدالله بن عامر من البصرة بمال كثير، ويعلى بن امية ـ بن منية ـ من اليمن فلقيا عائشة، فاستقام الرأي على البصرة، وكان ازواج النبي مع عائشة على قصد المدينة، فلما تغير رأيها الى البصرة تركن ذلك.

وخرجت عائشة ومن معها من مكة، فلما خرجوا منها اذن مروان بن الحكم

ثم جاء طلحة والزبير وقال: على ايكما اسلم بالامرة، فقال عبدالله بن الزبير على ابي، وقال محمد بن طلحة على ابي، فأرسلت عائشة الى مروان وقالت له:

أتريد أن تفرق أمرنا؟ ليصل بالناس ابن أختي عبدالله بن الزبير.

وكان معاذ بن عبدالله يقول: والله لو ظفرنا لاقتتلنا، ماكان الزبير يترك طلحة والامر، ولا كان طلحة يترك الزبير والامر.. فلما بلغوا ذات عرق لقى سعيد بن العاص مروان بن الحكم واصحابه بها فقال: أين تذهبون وتتركون ثأركم على اعجاز الابل وراءكم؟ يعني عائشة، وطلحة والزبير، اقتلوهم ثم ارجعوا الى منازلكم.

ثم خلا بطلحة والزبير فقال: ان ظفرتما لمن تجعلان الامر؟ ومضى القوم، ومروا بماء الحوأب فنبحتهم كلابه، فأتوا الحفير.

ولما بلغ ذلك اهل البصرة دعا عثمان بن حنيف عمران بن الحصين، وابا الاسود الدؤلي وقال لهما: انطلقا الى هذه المرأة فاعلما علمها وعلم من معها.

فخرجا: فأتيا اليها بالحفير، فأذنت لهما فدخلا وسلما، وسألاها عن سبب خروجها.

فقالت: المطالبة بدم عثمان... فأتيا طلحة... فقال: المطالبة بدم عثمان، فأتيا الزبير وقال لهما: مثل قول طلحة، فرجعا الى عثمان بن حنيف وأخبراه...

واقبلت عائشة فيمن معها حتى انتهوا الى المربد... فتكلم طلحة بالناس وذكر عثمان وفضله... ودعا الى الطلب بدمه وحثهم على الاخذ به.

وكذا فعل الزبير، وعائشة... واقبل جارية بن قدامة السعدي وقال: يا أم المؤمنين:

والله لقتل عثمان اهون من خروجك من بيتك... وقد كان لك من الله ستر وحرمة فهتكت سترك وابحت حرمتك...

وخرج غلام شاب من بني سعد الى طلحة والزبير وقال: هل جئتما بنسائكما؟




  • صنـتم حلائلكم وقدتم امـكم
    أمرت بـجر ذيولها في بيتها
    غرضا يقـاتل دونها ابناؤها
    تكت بطلحة والزبير ستورها
    ذا الـمخبر عنهم والكـاف



  • ذا لـعمرك قلة الانصـاف
    فهوت تشق البيد بالايجـاف
    بالنيـل والخطى والاسيـاف
    ذا الـمخبر عنهم والكـاف
    ذا الـمخبر عنهم والكـاف



ـ وجرت بين الطرفين مناوشات باللسان وبالسيف ـ

ثم كتبا كتابا للصلح وتهادنا.. وجاء في كتاب الصلح:

هذا ما اصطلح عليه طلحة والزبير ومن معهما... وعثمان بن حنيف ومن معه.

ان عثمان يقيم حيث ادركه الصلح على مافي يده، وان طلحة والزبير يقيمان

حيث ادركهما الصلح على مافي ايديهما.. ولايضار واحد من الفريقين في مسجد ولا سوق ولا طريق.. ولكن طلحة والزبير جمعا رجالهما في ليلة مظلمة ذات رياح ومطر.

ثم قصد المسجد فوافقا صلاة العشاء.

فقاتلوا أصحاب عثمان بن حنيف في المسجد.. وأخذوا عثمان أسيرا.

وضربوه اربعين سوطا ونتفوا لحيته، وحاجبيه واشفار عينيه وحبسوه.

وكتبت عائشة الى زيد بن صوحان:

من عائشة أم المؤمنين حبيبة رسول الله الى ابنها الخالص زيد بن صوحان اما بعد: فان اتاك كتابي هذا فأقدم فانصرنا فان لم تفعل فخذل الناس عن علي، فكتب اليها:

اما بعد: فأنا ابنك الخالص ان اعتزلت ورجعت الى بيتك. والا فأنا اول من نابذك. وقال زيد:

رحم الله أم المؤمنين امرت ان تلزم بيتها وامرنا ان نقاتل، فتركت ما امرت به وامرتنا به وصنعت ما امرنا به ونهيتنا عنه.

وقام طلحة والزبير خطيبين يطالبان بدم عثمان.. فقال الناس لطلحة: يا ابا محمد قد كانت كتبك تأتينا بغير هذا.. ثم قام رجل من عبد قيس فقال:

يا معشر المهاجرين.. لما توفي الرسول بايعتم رجلا منكم فرضينا وسلمنا.. ثم مات واستخلف عليكم رجلا فلم تشاورونا في ذلك فرضينا وسلمنا.

فلما توفي جعل امركم الى ستة نفر فاخترتم عثمان وبايعتموه عن غير مشورتنا

ثم انكرتم منه شيئا فقتلتموه عن غير مشورة منا.

ثم بايعتم عليا عن غير مشورة منا. فما الذي نقمتم عليه فنقاتله؟ هل استأثر بفيء؟ ام عمل بغير الحق؟ أو أتى شيئا تنكرونه؟ فنكون معكم عليه. والا فما هذا؟ فهموا بقتل ذلك الرجل فمنعته عشيرته.

فلما كان الغد وثبوا عليه وعلى من معه فقتلوا منه سبعين.

وبقى طلحة والزبير | بعد اخذ عثمان بن حنيف | بالبصرة ومعهم بيت المال والحرس.

وتجهز علي الى الشام. فبينما هو كذلك اتاه الخبر عن طلحة والزبير وعائشة. فتوجه الى البصرة ووقعت الحرب وانتصر علي، فدخل البصرة... وراح الى عائشة وهي في دار عبدالله بن خلف.. وكانت صفية زوجة عبدالله مختمرة... فلما رأته كلمته بكلام غليظ. فلم يرد عليها شيئا، ودخل على عائشة وسلم عليها وقعد عندها. ثم قال: جبهتنا صفية... فلما خرج اعادت صفية عليه قولها. فكف بغلته وقال:

هممت أن افتح هذا الباب ـ واشار الى باب في الدار ـ واقتل من فيه. وكان فيه ناس من الجرحى فأخبر علي بمكانهم فتغافل عنهم.

وكان مذهبه الا يقتل مدبرا ولا يدنف على جريح

[يدنف: اي مجهز عليه بالقال. 'الناشر'.] ولا يكشف سترا ولا يأخذ مالا.

ولما خرج علي... قال له رجل من أسد: والله لاتغلبنا هذه المرأة. فقال له:

لا تهتكن سترا، ولا تدخلن داراً، ولا تهيجن امرأة بأذى، وان شتمن أعراضكم وسفهن امراءكم وصلحاءكم.. ومضى فلحقه رجل فقال يا امير المؤمنين:

قام رجلان على الباب فتناولا من هو امض شتما لك من صفية. قال:

ويلك لعلها عائشة! قال نعم، فبعث القعقاع بن عمرو الى الباب فأقبل بمن كان عليه فأحالوا على رجلين من ازد الكوفة وهما: عجلان، وسعد، ابنا عبدالله، فضربهما مئة سوط واخرجهما من ثيابهما.

ثم جهز عائشة بكل ما ينبغي لها من مركب وزاد ومتاع وغير ذلك، وبعث معها كل من نجا ممن خرج معها الا من احب المقام، واختار لها اربعين امرأة من نساء البصرة والمعروفات.

وسير معها اخاها محمد بن ابي بكر.

فلما كان اليوم الذي ارتحلت فيه اتاها علي فوقف لها.

وحضر الناس، فخرجت وودعتهم، وقالت:

يا بني لا يعتب بعضنا على بعض، انه والله ما كان بيني وبين علي في القديم الا ما يكون بين المرأة وأحمائها... وشيعها على اميالا وسرح بنيه معها يوما.

وقال عمار حين ودعها: ما ابعد هذا المسير من العهد الذي عهد اليك؟ قالت: والله انك ـ ما علمت ـ تقول الحق. قال: الحمد لله الذي قضى على لسانك لي'.

تلك هي قصة الناكثين. ولا نشك في ان القارىء قد لاحظ معنا الجرائم الكثيرة التي قاموا بها؛ ومدى صلتها بالمطالبة بدم الخليفة الذبيح. فقد لفق الزبير وطلحة خمسين شاهد زور لعائشة في ماء الحوأب.

وكانت اول شهادة زور في الاسلام، على مايروي المؤرخون. وفي معرض التحدث عن شهادة الزور بنظر النبي يقول البخاري في صحيحه "ج 8 ص 48" بأسانيده المختلفة عن ابي بكرة قال: 'قال النبي اكبر الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور ثلاثاً اقولها، او اقول شهادة الزور.

فما زال يكررها، قلنا: ليته سكت!!'.

على أن أم المؤمنين ـ لو كانت جادة في امر عودتها الى المدينة قبل ان تبلغ البصرة ـ لما ثناها عن ذلك ـ برأينا ـ شهود الزور. ذلك لانهم لم ينفوا مرورهم بالحوأب وانما قالوا: انهم مروا به قبل فترة.

وقد نكث الزبير وطلحة بيعتهم لعلي، ونقضا عهدهما لعثمان بن حنيف مخالفين بذلك نص الاية الكريمة:

'وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا'

كما اعتديا على حرمة المسجد وعلى الصلاة وقتلا السيابجة غدراً وصنعا ماصنعا بعثمان

ابن حنيف والي البصرة، ولعل موقف الناكثين في باطلهم من عثمان بن حنيف ـ في حقه ـ يعيد الى الذاكرة ـ على قاعدة وبضدها تتميز الاشياء ـ موقف النبي على حقه من سهيل بن عمرو ـ وهو على باطل ـ حين قال عمر بن الخطاب للنبي على مايحدثنا الطبري

[تاريخ الامم والملوك 2 / 289.]:

'انتزع ثنيتي سهيل بن عمرو السفليين، يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيباً في موطن ابداً. فقال رسول الله: لا امثل به فيمثل الله بي وان كنت نبياً'.

فقد امتنع الرسول الكريم عن التمثيل بأحد شيوخ المشركين، في حين ان عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير قد مثلوا بأمير البصرة وهو شيخ من افاضل المسلمين دون ان يقترف ذنبا يستحق عليه العقاب اللهم الا الوقوف بوجه العصاة على الخليفة ومن ورائه كتاب الله وسنة الرسول.

ولسنا نعلم صلة ذلك بالمطالبة بدم عثمان.

وهل: الاعتداء على عثمان ـ بغض النظر عن مسبباته ـ اكثر فظاعة من الاعتداء على عثمان بن حنيف واصحابه؟

ولماذا اعتدى طلحة والزبير على مسلمي البصرة؟

هل يجيز الدين الحنيف ذلك الاعتداء من حيث المبدأ العام؟ ومن حيث الشكل الذي وقع فيه؟

ذكر الامام مسلم

[صحيح مسلم 1 / 42.] بأسانيده المختلفة عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: 'قال رسول الله: اربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها: اذا حدث كذب، واذا عاهد غدر، واذا وعد اخلف، واذا خاصم فجر'.

والمنافقون، كما وصفهم الله في سورة المنافقين:

'واتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله ألا ساء ما كانوا يعملون'

[المنافقين: 2.]

ونحن نترك للقارىء تقدير الخلال الاخرى 'تزيد عن الخلال الاربع' التي اتصف بها الناكثون.

ويتجسم ذلك الموقف اذا ما وازنه القارىء بموقف الامام الكريم، في حربه وسلمه، مع خصومه وانصاره على السواء.

القاسطون


لقد مر بنا الحديث ـ في فصل سابق ـ عن حركة الناكثين، تلك الحركة التي زرعت بذور التمرد ـ على النظام ـ في جسم المجتمع الاسلامي في عهد الامام

وحركة الناكثين ماهي ـ في الواقع ـ الا جانب واحد من جوانب الصراع المسلح بين علي ومناوئيه، وهي صورة من اروع صور الصراع بين الحق والباطل.

وقد شجعت فتنة الجمل ـ القاسطين ـ الحائرين ـ معاوية واصحابه على القيام بعصيان مسلح على نظام الحكم في البلاد، كما أتاحت لهم فرصة التجمع وحشد قوى الشر والارهاب لمقاومة مبادىء الدين الحنيف الممثلة في خلق الامام وفي سياسته العامة.

وقد انضوى تحت لواء معاوية كل من كان حاقداً على الامام لعدالته وسلامة معتقداته في السياسة والدين والاخلاق. من ذلك مثلا:

أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب كان قد التحق بمعاوية 'خوفا من علي ان يقيده بالهرمزان. وذلك ان ابا لؤلؤة ـ غلام المغيرة بن شعبة ـ قاتل عمر كان في ارض العجم غلاما للهرمزان فلما قتل عمر شد عبيد الله على الهرمزان فقتله...

وكان الهرمزان عليلا في الوقت الذي قتل فيه عمر.. فعفا عثمان عن عبيد الله فلما صارت الخلافة لعلي اراد قتل عبيد الله بن عمر بالهرمزان لقتله اياه ظلما من غير سبب استحقه. فلجأ الى معاوية'

[المسعودي 'مروج الذهب ومعادن الجوهر' 2 / 261.]

/ 23