علی و مناوئوه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی و مناوئوه - نسخه متنی

نوری جعفر؛ مقدمه نویس: عبدالهادی مسعود؛ تعلیق و تصحیح: سید مرتضی رضوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فلا عجب ان وجدني القارىء انتقد الذين خرجوا على تلك المثل في الاقوال وفي الاعمال من الحكام والامراء والولاة. قال تعالى في سورة آل عمران: 'ان الذي يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط بين الناس فبشرهم بعذاب اليم. اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة وما لهم من ناصرين 3: 21و 22'.

وذكر مسلم بن الحجاج في صحيحه بأسانيد مختلفة عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: 'قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 'اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى ينزعها: اذا حدث كذب، واذا عاهد غدر؛ واذا وعد اخلف، واذا خاصم فجر'

[انظر صحيح مسلم ج 1 ص 42.]

والمنافقون؛ كما وصفهم الله في سورة المنافقين الاية: 3 'اتحذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا يعملون'.

وسوف نتخذ هاتين الآيتين والحديث الآنف الذكر مقياسا للحكم على علي ومناوئيه اثناء البحث في 'قميص عثمان'.

حق وباطل، ابديان سرمديان. لكل زمان حقه وباطله. ولكل زمان علي ومناوئوه.

بغداد في: 1/ 1 / 1956

نوري جعفر

قصة الخلافة "11 ـ 35 هـ"


1ـ الفصل الاول: مسألة الوصية

2ـ الفصل الثاني: حديث السقيفة

أ ـ ابوبكر الصديق "11 ـ 13 هـ"

ب ـ عمر بن الخطاب "13 ـ 23 هـ"

ج ـ عثمان بن عفان "23 ـ 35 هـ"

3 ـ الفصل الثالث: خلافة الامام "35 ـ 40 هـ"

مسالة الوصية


الخلافة ـ بنظر فريق من المسلمين ـ مركز ديني ودنيوي في آن واحد. فهي دينية من حيث كونها تستند الى تعاليم الاسلام في تصريف شئون الناس فيما يتعلق بصلاتهم في جميع مظاهرها من جهة ومن حيث كون صاحبها معصوما من الخطأ كعصمة الأنبياء عالما بجميع أمور الدين ومن جهة اخرى، وهي دنيوية فيما يتصل بكون الخليفة شخصا لا ينزل عليه الوحي؛ وانما هو مكلف، بنص من النبي ووحي من الله بالمحافظة على تعاليم الدين وتطبيقها على سنن الحياة والنهوض بالرسالة النبوية وبثها بين البشر كافة.

فالخلافة على هذا الاساس ظاهرة تأتي بعد مرتبة النبوة مباشرة في القدسية والاهمية؛ فلا غرابة والحالة هذه، على ما يقول حملة هذا الرأي، ان امر الله نبيه محمدا بالنص على ولاية خليفته من بعده: وهذا الخليفة هو الامام علي بن ابي طالب غير ان قسما من المسلمين ـ حسب وجهة النظر هذه ـ قد سلب الامام عليا حقه في الخلافة حينما نقلها منه الى غيره من الصحابة، ولكن الامام عليا ـ مع هذا بنظر هؤلاء ـ هو الخليفة الحقيقي للمسلمين بعد الرسول، وان لم يمارس منصبه هذا بحكم طبيعة الظروف التي عاش فيها.

والاساس الذي يستند اليه هذا الفريق من المسلمين في اعتباره الخلافة منصبا دينيا؛ هو ان الرسول، بعد ان فارق الحياة الدنيا تاركا تعاليمه الدينية. كان لابد له من تولية شخص يأتي من بعده في الكفاءة والخلق ليقوم بتصريف امور الناس ـ وذلك لان الغاية من نزول الدين ليست محصورة على تطبيقه في عهد الرسول وبين قريش او العرب وحدهم، ولابد لتطبيق تعاليمه بعد وفاته من شخص كما ذكرنا، اقرب الناس اليه من حيث فهمه لاصول الدين واتصافه بمتانة الاخلاق.

وليس من المعقول ان يترك امر المسلمين، بعد وفاة الرسول، الى الصدف والظروف في هذه المسألة الحيوية التي يتوقف عليها مصير الشريعة السمحاء من حيث التطبيق والانتشار. وان قصة اختيار المسلمين لخليفتهم بعد النبي، امر على جانب كبير من الخطر والمجازفة.

فمن هم الذين يوكل اليهم اختيار الخليفة الجديد؟ هل هم جميع المسلمين؟ ام فئة خاصة منهم؟ ما خصائص هذه الفئة؟ هل هي مقصورة على ابي بكر وعمر وابي عبيدة في بادىء الامر ونفر من الانصار اجتمعوا في السقيفة كما سنرى؟ اليس استبعاد علي وبني هاشم وسعد بن عبادة وابنه، وسلمان الفارسي، وابي ذر الغفاري، والمقداد بن الاسود، وعمار بن ياسر والزبير بن العوام وخالد بن سعيد، وحذيفة بن اليمان وبريدة وغيرهم 'وهم من خيرة اصحاب النبي' بجعل الخلافة، وفي حالة اقتصارها على رأي فئة خاصة من الصحابة، غير كاملة الشروط؟

هل يمكن ان يتوصل المسلمون الى اختيار افضلهم للخلافة مع ما بينهم من احقاد وعنعنات قبلية جاهلية لم يستأصلها الاسلام كما سنرى؟

هل كان الرسول راغبا في اثارة تلك العصبيات؟

كيف يجري اختيار الخليفة: بالتصويت الشفوي؟ ام بالكتابة؟

كم من المسلمين يستطيعون ان يقرأوا ويكتبوا آنذاك؟

اين يجري الانتخاب؟ افي الحواضر والبوادي؟ وكيف يمهد لذلك الانتخاب؟ وكم يستغرق من الوقت؟ وكيف تصرف شئون المسلمين اثناء فترة الانتخاب

تلك اسئلة محيرة...؟

لقد مر بنا ذكر رأي فريق من المسلمين في قضية خلافة الرسول. وقد لخص احد الباحثين موضوع الخلافة والوصية من وجهة النظر هذه بقوله

[عبدالحسين احمد الاميني النجفي 'الغدير في الكتاب والسنة والادب' الطبعة الاولى مطبعة الغري في النجف؛ 1945 م، ص 8 ـ 11.]

'اجمع رسول الله الخروج الى الحج في سنة عشر من مهاجره، وآذن في الناس بذلك. فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك التي يقال عليها: حجة الوداع... ولم يحج غيرها منذ هاجر الى ان توفاه الله...

ولما قضى مناسكه وانصرف راجعا الى المدينة.. ووصل غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، نزل عليه جبرائيل عن الله يقول: 'يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك

[المائدة: الاية 67.]'.. وامره ان يقيم عليا علما للناس..

ثم قام الرسول خطيبا.. واخذ بيد علي فرفعها.. فقال: ان الله مولاي وانا مولى المؤمنين.. والولاية لعلي، من كنت مولاه فعلي مولاه

[انظر 'عبقات الانوار' مجلد حديث الولاية.]. ثم نزلت الآية: 'اليوم اكملت لكم دينكم'

[المائدة: الاية 3.]

فقال رسول الله:| الحمد لله |

[ما بين المعقوفين سقط من الاصل. "الناشر".] على اكمال الدين واتمام النعمة... والولاية لعلي من بعدي'.

ومن الطريف ان نذكر هنا ان المقريزي

[الخطط 1/ 288 ـ 389.] قد اشار الى احتفال قسم من المسلمين القدامى بذكرى عيد الغدير حين قال:

'اعلم ان عيد الغدير لم يكن عيدا مشروعا، ولا عمله احد من سالف الامة المقتدى بهم، واول ماعرف في الاسلام بالعراق ايام معز الدولة علي بن بابويه، كان احدثه في سنه اثنتين وخمسين وثلثمائة، فاتخذه الشيعة من حينئذ عيدا، واصلهم فيه ماخرجه الامام احمد في مسنده الكبير من حديث البراء بن عازب قال:

كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفرتنا فنزلنا بغدير خم ونودي:

الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله تحت شجرتين فصلى الظهر، واخذ بيد علي بن ابي طالب فقال: الستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: بلى.. قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال:

فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك يا ابن ابي طالب اصبحت مولى

[وفي نسخة: مولاي ومولى.. الخ. "الناشر".] كل مؤمن ومؤمنة. "وغدير خم" على ثلاثة اميال من الجحفة يسرة الطريق وتصب فيه عين وحوله شجر كثير.

ومن سننهم في هذا العيد وهو ابدا اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ان يحيوا ليله بالصلاة ويصلوا في صبيحته ركعتين قبل الزوال، ويلبسوا فيه الجديد ويعتقوا الرقاب، ويكثروا من عمل البر ومن الذبائح.

ولما عمل الشيعة هذا العيد بالعراق ارادت عوام السنة مضاهدة فعلهم ونكايتهم فاتخذوا في سنة تسع وثمانين وثلثمائة بعد عيد الغدير بثمانية ايام عيدا اكثروا فيه من السرور واللهو وقالوا:

هذا يوم دخول رسول الله الغار هو وابوبكر.

وبالغوا في هذا اليوم في اظهار الزينة.. ولهم في ذلك اعمال مذكورة في اخبار بغداد!!'

[يراجع: سيرة ابن هشام، والسيرة الحلبية، والبخاري، وعيد الهجرة: في ربيع الاول.]

والخلافة. بنظر فريق آخر من المسلمين: مركز دنيوي صرف من حيث وجوده، وان كان مبنيا على الدين من حيث الاسس النظرية التي ينبغي ان يسير وفق مستلزماتها، وعلى هذا الاساس فليس هناك نص صريح من جانب الرسول على توليته خليفة للمسلمين، لانتفاء الضرورة الدينية الى ذلك.

ولهذا السبب نجد بعض المسلمين يجتمعون، بعد وفاة الرسول في سقيفة بني ساعدة

[السقيفة اسم لايوان كبير كانت تجتمع فيه العرب في الجاهلية للمشورة والمداولة بالامور الباطلة، ومجازا يطلق على الكلام التافه، انظر غياث اللغات طبعة الهند، مادة 'سقف' "الناشر".] كما سنرى، لاختيار الخليفة لتسلم هذا المنصب الرفيع. فاختير ابوبكر، ثم عمر، فعثمان، فعلي، فهؤلاء اذن هم الخلفاء الراشدون مرتبون حسب تسلسهم الزمني وحسب منزلتهم الدينية، على ما يقول حملة هذا الرأي، والحجة التي يستند اليها هذا الفريق من المسلمين هي: ان التعاليم الدينية قد اصبحت كاملة وواضحة بعد وفاة الرسول، ولم تكن هناك ضرورة سماوية لتعيين المشرف على تطبيقها على شئون الحياة. وقد وضع هذا الرأي ـ بشكله المعتدل ـ احد الكتاب المعاصرين

[عبدالفتاح عبدالمقصود ـ الامام علي بن ابي طالب ـ لجنة النشر للجامعين بالقاهرة 1953 م، ج 5 ص 104.] حين قال: 'الخلافة الاسلامية ـ كنظام من نظم الحكم ـ هي في حقيقتها وليدة رأي، وليست وليدة نص ديني ثابت لا يحتمل التأويل. ورسول الله ـ وهو يستقبل ربه ـ لم يوص لأحد بعده بالحكم وصية صريحة، وان بدرت منه في اوقات شتى اشارات وتلميحات تاه اصحابه في تفسيرها عقب وفاته ـ بين الاحتمال والترجيح.

وثمة احاديث فيها من الصراحة ما قد يرسم لنا صورة المستخلف كحديث الغدير

[راجع الغدير للشيخ الاميني صدر منه 11 جزءاً طبع في العراق وايران ولبنان.] وحديث خاصف النعل.

وهناك فريق ثالث من المسلمين وقف ـ في نظرية الخلافة ـ موقفا وسطا بين الفريقين المختلفين، فهو يتفق مع الفريق الثاني في اعتبار الخلافة منصبا دنيويا خالصا وينكر وجود النص الدال بصراحة على وصية النبي لعلي خليفة للمسلمين من بعده، على الشكل الذي ذكره الفريق الاول من المسلمين ولكن ـ مع هذا ـ يعتبر عليا اولى بالخلافة من ابي بكر لانه افضل المسلمين على الاطلاق.

وقد لخص هذا الرأي احد الباحثين حين قال:

[ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة ـ 1 / 3 الطبعة الاولى.] 'اتفق شيوخنا كافة.. على ان بيعة ابي بكر صحيحة شرعية، وانها لم تكن عن نص وانما كانت بالاختيار الذي ثبت بالاجماع وبغير الاجماع كونه طريقة الى الامامة، واختلفوا في التفضيل.

فقال قدماء البصريين: كأبي عثمان وعمرو بن عبيد: ان ابا بكر افضل من علي.. وهؤلاء يجعلون ترتيب الاربعة في الفضل كترتيبهم في الخلافة.

وقال البغداديون قاطبة ـ قدماؤهم ومـتأخروهم:

ان عليا.. افضل من ابي بكر: والى هذا المذهب ذهب ـ من البصريين ـ ابوعلي محمد بن عبدالوهاب الجبائي، والشيخ ابوعبدالله الحسين بن علي البصري.. وقاضي القضاة ابوالحسن عبدالجبار بن احمد.. وابومحمد الحسن بن متوية..

وذهب كثير من الشيوخ الى الوقف فيهما، وهو قول ابي حذيفة واصل ابن عطاء، وابي الهذيل محمد بن الهذيل العلاف. وهما وان ذهبا الى التوقف بينه وبين ابي بكر وعمر.. قاطعان على تفضيله على عثمان.

واما نحن فنذهب الى ما يذهب اليه شيوخنا البغداديون من تفضيله عليهم'

وقد ذهب الباحث الآنف الذكر، في موضع آخر

[شرح النهج 2 / 572 الطبعة الاولى طبعة مصر. "الناشر".]، الى القول في موضوع الخلافة: ان الذي استقر عليه رأي المعتزلة بعد اختلاف كثير بين قدمائهم في التفضيل وغيره:

ان عليا افضل الجماعة، وانهم تركوا الافضل لمصلحة رأوها، وان لم يكن هناك نص يقطع الغموض وانما كانت اشارة وايماء لا يتضمن شيء منهما صريح النص، وان عليا نازع ثم بايع. ولو اقام على الامتناع لم نقل بصحة البيعة ولا لزومها.

وبالجملة اصحابنا يقولون:

ان الامر كان له وكان هو المستحق والمتعين، فان شاء اخذه لنفسه، وان شاء ولاه غيره فلما رأينا قد وافق على ولاية غيره. اتبعناه ورضينا لما رضى'.

اي ان هذا الفريق من المسلمين يقول: بأفضلية علي على ابي بكر وبالتالي بأحقيته بالخلافة دون ان يعترف بالنص على وصية الرسول له، وذلك تصبح خلافة ابي بكر سابقة لخلافة علي من الناحية الزمنية الواقعية او 'دوفاكتو' كما يقول المشرعون المعاصرون' في حين ان خلافة الامام سابقة لها من الناحية الشرعية 'دوجوري'.

كان موضوع الخلافة وما زال محور الخلاف، واساس الفرقة بين طوائف المسلمين، وقد تفرعت عنه خلافات اخرى كثيرة، نظرية وعملية، وما زالت قائمة بين المسلمين منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الى اليوم.

وتعصب كل فريق لرأيه، واعتبر نظريته في الخلافة هي النظرية السلمية وما عداها فاختلاق وبهتان، وليس امام الباحث من سبيل لتقريب وجهات النظر المختلفة، ذلك، لان التسليم بأحدها يستلزم اهمال النظريتين الاخريين، واذا اغفل الباحث، امر التحدث عن وصية النبي لعلي في الخلافة من بعده على الشكل الذي يقول فيه فريق من المسلمين ونظرا الى مسألة الخلافة من الناحية الزمنية الصرفة فليس لديه على ما نرى من الادلة القاطعة ما يدعوه الى التسليم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد اهمل امر التفكير فيمن يخلفه من بعده في تصريف شؤون المسلمين، وهنا تتوارد الى الذهن جملة قضايا تاريخية مهمة، وفي مقدمتها قضية 'القرطاس والدواة' يقول ابن الاثير

[الكامل في التاريخ: 2 / 217.]:

'اشتد برسول الله مرضه ووجعه فقال: ائتوني بدواة وبيضاء

[قضية ايتوني بدواة وبيضاء: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم وهو في مرض موته ما حدث في المجتمع الاسلامي من تطورات ووقوع احداث يخشى على الاسلام منها فقد كثرت القالة حول الخلافة من بعده من تنفيذ امره 'بغدير خم' او يعود الامير للمجتمع في الاغلبية الساحقة التي تعارض تلك الفكرة وهل هناك مجموعة تسعى لكسب الاكثرية لاخذ الحكم وما هو موقف الانصار وكبار الصحابة من هذا الامر... الخ.] فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤلمه وقوع مثل هذه الاشياء التي تؤول بالامة الى الفرقة بعد الاجتماع، والعداوة بعد الاخاء فأراد صلى الله عليه وآله وسلم ان يقرر مصير الامة وان يجدد موقفها ليقطع بذلك كل طريق يوصل للخلاف المؤدي الى الضلال فقال: ايتوني بدواة... الحديث اراد ان يضع الامة نظاما يسيرون عليه دوما في قضية الخلافة وتحديد الشخصية التي تليق بأن تخلفه في منصبه.

ومن البديهي ومالا يقبل الشك ان عليا هو تلك الشخصية التي تتجسد فيها آمال الامة ولكن حدث ما حدث فما اعظم من ذلك الموقف على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال لهم متأثرا: ابعد الذي قلتم، ومات والالم يحز نفسه ولكن اراد ان يطوق الامة بواجب لامفر لهم من الالتزام به، الا وهو العناية بأهل بيته فقال صلى الله عليه وآله وسلم: 'اوصيكم بأهل بيتي خيرا، الله الله في أهل بيتي واخرجوا اليهود من جزيرة العرب، وهي آخر ما تكلم به صلى الله عليه وآله وسلم كما سيأتي. 'الناشر'.@ اكتب لكم

كتابا لاتضلون بعدي ابدا، فتنازعوا ـ ولاينبغي عند نبي تنازع ـ فقالوا: ان رسول الله يهجر، فجعلوا يعيدون عليه. فقال: دعوني فما انا فيه خير مما تدعونني اليه، فأوصى بثلاث: ان يخرج المشركون من جزيرة العرب وان يجازي الوفد بنحو مما كان يجيزهم، وسكت عن الثالثة عمدا وقال: نسيتها'، وذكر البخاري

[صحيح البخاري 5 / 137 و 138 طبع مصر.] فقال: 'حدثنا سفيان عن سليمان الاحول عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: اشتد برسول الله وجعه فقال: ائتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا، فتنازعوا ـ ولاينبغي عند نبي تنازع ـ فقالوا: ما شأنه اهجر؟ استفهموه، فذهبوا يرددون عليه؟ فقال: دعوني فالذي انا فيه خير مما تدعونني اليه، واوصاهم بثلاث قال: اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، واجيزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم، وسكت عن الثالثة، او قال: فنسيتها.

وحدثنا علي بن عبدالله، حدثنا عبدالرزاق، اخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله

/ 23