علی و مناوئوه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی و مناوئوه - نسخه متنی

نوری جعفر؛ مقدمه نویس: عبدالهادی مسعود؛ تعلیق و تصحیح: سید مرتضی رضوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولكن مؤامرات مروان لم تقف عند حد فاختلق على لسان الخليفة كتابه المعروف للايقاع بأهل مصر.

واطلع هؤلاء على المؤامرة قبل أن تطأ اقدامهم أرض الكنانة فانقلبوا راجعين.. فثار الناس على عثمان فقتلوه..

[يجد القارىء نص الكتاب وملابسات القضية موجودة في أمهات كتب التاريخ، وقد وجدنا تلخيصاً جميلاً لذلك كله في 'الاصابة في تمييز الصحابة' 2 / 455 و 456، لابن حجر العسقلاني، وفي كتاب 'الوزراء والكتاب' للجهشياري ص 22 ـ 30 مطبعة مصطفى محمد، الطبعة الاولى بمصر عام 1938 م، قال الجهشياري: 'لما صار المصريون بأيلة راجعين عن عثمان مر بهم راكب انكروا شأنه فأخذوه، فاذا هو غلام لعثمان على جمل له معروف، وكان عثمان يحج عليه، ففتشوه فوجدوا معه قصبة من رصاص فيها صحيفة عليها خاتم عثمان، ففتحوا الصحيفة فاذا فيها كتاب من عثمان الى عبدالله بن سعد عامله على مصر فيه: اذا قدم عليك فلان وفلان، وفلان وفلان فاضرب اعناقهم، وفلان وفلان فاقطع أيديهم وأرجلهم... فكروا راجعين... فأقرءوا الكتاب اصحاب النبي، فعاتب قوم عثمان على ذلك، فقال: أما الخط فخط كاتبي مروان، وأما الخاتم فخاتمي، والله ما أمرت بذلك... فقال القوم: ان كنت كاذباً فلا امامة لك، وان كنت صادقاً فليس يجوز أن يكون اماما من كان بهذه المنزلة من الغفلة'.]

لقد مر بنا التحدث عن مقتل عثمان ويجمل بنا ـ قبل أن نتطرق الى ذكر انتقال الخلافة الى علي بن ابي طالب ـ أن ننبه القارىء الى أن مروان بن الحكم، ومعاوية بن أبي سفيان قد بدءا ـ منذ ان سمعا بمقتل عثمان، وبيعة المسلمين لعلي ـ بالتهيؤ للخروج على امام زمانهما متذرعين بالمطالبة بدم الخليفة القتيل.

وكانت باكورة اعمالهما ارسال جملة كتب الى من آنسا فيهم القدرة على مشاركتهما اساليبهما واهدافهما تمهيداً للقيام بعصيان مسلح ضد الخليفة الجديد.

والى القارىء نبذاً من تلك الرسائل:

كتب مروان الى معاوية.. 'اني كتبت اليك هذا الكتاب بعد مقتل عثمان.

بعد أن وثبوا عليه وسفكوا دمه وانقشعوا عنه انقشاع سحابة قد افرغت ماءها منكفئين قبل ابن ابي طالب انكفاء الجراد ابصر المرعى.

فأخلق ببني أمية أن يكونوا من هذا الامر بمجرى العيوق فان لم يثأره ثائر فان شئت أبا عبدالرحمن أن تكونه فكنه'.

فلما ورد الكتاب على معاوية امر بجمع الناس ثم خطبهم خطبة ابكى منها العيون وقلقل القلوب حتى علت الرنة وارتفع الضجيج وهم النساء ان يتسلحن.

ثم كتب الى طلحة بن عبيد الله، والزبير بن والعوام، وسعيد بن العاص، وعبدالله ابن عامر، والوليد بن عقبة، ويعلى بن امية. فكان كتاب طلحة:

'أما بعد فانك اقل قريش في قريش وتراً مع صباح وجهك، وسماحة كفك، وفصاحة لسانك، فأنت بازاء من تقدمك في السابقة، وخامس المبشرين بالجنة، ولك يوم أحد وشرفه، وفضله، فسارع الى ما تقلدك الرعية من أمرها مما لا يسعفك التخلف عنه ولا يرضى الله منك الا بالقيام به. فقد احكمت لك الامر من قبلي، والزبير غير متقدم عليك بفضل. وايكما قدم صاحبه فالمقدم الامام وامر من بعده للمقدم له'.

وكتب الى الزبير: أما بعد فانك الزبير ابن عمة رسول الله وحواريه وسلفه وصهر ابي بكر وفارس المسلمين.

اعلم ان الرعية اصبحت كالغنم المتفرقة لغيبة الراعي. فسارع الى حقن الدماء.

فقد احكمت لك الامر من قبلي ولصاحبك، على ان الامر المتقدم ثم لصاحبه من بعده..

ثم كتب معاوية الى مروان بن الحكم: أما بعد.. فقد وصل الى كتابك بشرح خبر أمير المؤمنين.. فاذا قرأت كتابي هذا فكن كالفهد لايصطاد الا غيلة ولا يتشازر الا عن حيلة، وكالثعلب لا يفلت الا روغاناً.

واخف نفسك منهم اخفاء القنفذ رأسه عند لمس الاكف. وامتهن نفسك امتهان من ييأس القوم من نصره وانتصاره... وانفل الحجاز فاني منفل الشام..

وكتب الى سعيد بن العاص.. يابني امية عما قليل تسألون ادنى العيش من ابعد المسافة فينكركم من كان بكم عارفا ويصد عنكم من كان لكم واصلا، متفرقين في الشعاب تتمنون لمظة المعاش. ان امير المؤمنين عتب عليه فيكم وقتل في سبيلكم. ففيم القعود عن نصرته والطلب بدمه؟!

وانتم بنو ابيه ذوو رحمة واقربوه وطلاب ثأره اصبحتم مستمسكين بشظف معاش زهيد عما قليل ينزع منكم عند التخاذل.. وكتب الى عبدالله بن عامر..

كأني بكم يابني امية شعار يرك كالاوراك تقودها الحدأة.. فثب الآن قبل أن يستشرى الفساد..

واجعل اكبر عدتك الحذر، وأحد سلاحك التحريض، واغضض عن العوراء وسامح اللجوج، واستعطعف الشارد، ولاين الاشوس، وقو عزم المريد..

وكتب الى الوليد به عقبة.. فلو قد استتب هذا الأمر لمريده ألفيت كشريد النعام يفزع من ظل الطائر. وعن قليل تشرب الرنق وتستشعر الخوف.

وكتب الى يعلى بن امية.. فكان اعظم ما نقموا على عثمان وعابوه عليه ولايتك على اليمن وطول مدتك عليها.. حتى ذبحوه ذبح النطيحة.. وهو صائم معانق المصحف.. على غير جرم.. وأنت تعلم ان بيعته في اعناقنا وطلب ثأره لازم لنا.. فشمر لدخول العراق.

فأما الشام فقد كفيتك أهلها، واحكمت امرها.

وقد كتبت الى طلحة بن عبيد الله ان يلقاك بمكة حتى يجتمع رأيكما على اظهار الدعوة والطلب بدم عثمان المظلوم.

وكتبت الى عبدالله بن عامر يمهد لكم العراق..

واعلم يا ابن امية ان القوم قاصدوك بادىء بدء لاستنزاف ما حوته يداك من المال.

وكتب اليه مروان جوابا على كتابه.. زعيم العشيرة وحامي الذمار.. أنا على صحة نيتي، وقوة عزيمتي، وتحريك الرحم لي، وغليان الدم مني غير سابقك يقول ولا متقدمك بفعل.

وأنت ابن حرب طلاب التراث وابى الضين. وكتابي اليك.

وانا كحرباء السبسب الهجير يرقب عين الغزالة، وكالسبع المفلت من الشرك يفرق من صوت نفسه.

منتظرا لما تصح به عزيمتك، ويرد به أمرك فيكون العمل به والمحتذى عليه..

وكتب اليه عبدالله بن عامر.. فان امير المؤمنين كان الجناح الحاضنة تأوى اليها فراخها. فلما اقصده للسهم صرنا كالنعام الشارد.. والذي اخبرك به ان الناس في هذا الامر تسعة لك وواحد عليك.

ووالله للموت في طلب العز احسن من الحياة في الذلة. وانت ابن حرب فتى الحروب، ونصار بني عبد شمس، والهمم بك منوطة وانت منهضها.. ولنعم مؤدب العشيرة انت، وانا لنرجوك بعد عثمان.

وها انا اتوقع ما يكون منك لامتثله واعمل عليه.

وكتب الوليد بن عقبة.. فانك اسد قريش عقلا، واحسنهم فهما واصوبهم رأيا. معك حسن السيرة وانت موضع الرئاسة، تورد بمعرفة وتصدر عن منهل.

واما اللين فهيهات.. والعار منقصة، والضعف ذل.. قد عقلت نفسي على الموت عقل البعير، واحتسبت اني ثاني عثمان او أقتل قاتله.

فعملي علي ما يكون من رأيك فانا منوطون بك متبعون عقبك...

وكتب اليه يعلى بن امية: انا وانتم يابني امية كالحجر؛ لا يبني بغير مدر، وكالسيف لايقطع؛ الا بضاربه... ثكلتني من انا ابنها ان تمت عن طلب وتر عثمان..

ارى العيش بعد قتل عثمان مراً..

اما سعيد بن العاص فانه كتب بخلاف ماكتب هؤلاء'

[ابن ابي الحديد 'شرح نهج البلاغة' 580 / 583.]

خلافة الامام

'لقد كان علي موفقا كل التوفيق، ناصحا للاسلام كل النصح..

صبر نفسه على ما كانت تكره.

وطابت نفسه للمسلمين بما كان يراه حقا..

بايع على ثاني الخلفاء كما بايع اولهم كراهية للفتنة.. ونصحا للمسلمين.

ولم يظهر مطالبته بما كان يراه حقا له. ونصح لعمر كما نصح لابي بكر..

وقد بايع عثمان كما بايع الشيخين. وهو يرى انه مغلوب على حقه. ولكنه على ذلك لم يتردد في البيعة، ولم يقصر في النصح للخليفة الثالث، كما لم يقصر في النصح للشيخين من قبله.. فكان طبيعيا اذن حين قتل عثمان ان يفكر علي في نفسه، وفيم غلب عليه من حقه.

ولكنه مع ذلك لم يطلب الخلافة، ولم ينصب نفسه للبيعة حين استكره على ذلك استكراها.

وحين هدده بعض الذين ثاروا بعثمان بأن يبدوا به فيلحقوه بصاحبه المقتول'

[الدكتور طه حسين 'الفتنة الكبرى، علي وبنوه' ص 20 ـ 22.]

أما كيفية مبايعة المسلمين لعلي بالخلافة فيصفها الطبري

[تاريخ الامم والملوك 5 / 152 و 153.] بقوله:

'حين قتل عثمان واجتمع المهاجرون والانصار ومنهم طلحة والزبير، فأتوا علياً وقالوا: يا أبا الحسن هل نبايعك؟ فقال: لاحاجة لي في امركم، فمن اخترتم فقد رضيت به..

فقالوا: مانختار غيرك.. فاختلفوا اليه بعد ما قتل عثمان مراراً..

وخرج علي الى السوق في يوم السبت لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فاتبعه الناس وبشوا في وجهه. فدخل حائط بني عمرو بن مبذول وقال لابي عمرة ابن عمر بن محصن: اغلق الباب. فجاء الناس فقرعوا فدخلوا وفيهم طلحة والزبير فقالا: ياعلي ابسط يدك فبايعه طلحة والزبير.

فنظر حبيب بن ذئب الى طلحة حين بايعه فقال: اول من بدأ بالبيعة يد شلاء'

وقد اوجز الامام سياسته العامة في اول خطبة خطبها حين استخلف فقال:

'ان الله انزل كتابا هاديا يبين فيه الخير والشر. فخذوا الخير ودعوا الشر.

والفرائض ادوها.. اتقوا الله عباد الله في عباده وبلاده..

وانكم مسئولون حتى عن البقاع والبهائم'

[ابن ابي الحديد 'شرح نهج البلاغة' 3 / 157 طبعة مصر الاولى.]

كلمات قصار ولكنها تتضمن اجراء تغيير واسع المدى، وعميق الغور في علاقات المسلمين ببعضهم وبالخليفة.

ومما تجدر الاشارة اليه في هذا الصدد ان الامام ـ كما يحدثنا مؤرخوه ـ قد اعتذر مرارا عن قبول الخلافة على الرغم من الحاح المسلمين عليه.

وقد مر بنا طرف من ذلك.

ولقد اشار الامام نفسه الى ذلك في مواطن شتى من 'نهج البلاغة' قال يصف تزاحم المسلمين عليه والحاحهم الشديد على مبايعته:

'دعوني والتمسوا غيري. فانا مستقبلون امرا له وجوه والوان، لاتقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول، وان الآفات قد اغامت، والمحجة قد تنكرت.

واعلموا اني ان اجبتكم ركبت بكم ما اعلم، ولم اصغ الى قول القائل، وعتب العاتب'

[المصدر نفسه 2 / 170.] فلما اصر القوم على مبايعته، ورأى ان واجبه الديني يدعوه الى

تلبية الدعوة كشف لهم عن حقيقة نفسه ـ فراعهم والب الكثيرين منهم عليه ـ حين قال: 'ذمتي بما اقول رهينة وانا به زعيم. ان من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات احجزته التقوى عن تقحم الشبهات.

الا وان بليتكم قد عادت لهيئتها يوم بعث الله نبيكم..

والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة. ولتسلطن سوط القدر حتى يعود اسفلكم اعلاكم، واعلاكم اسفلكم. وليسبقن سباقون كانوا قصروا، وليقصرن قاصرون كانوا سبقوا

[ابن ابي الحديد: 'شرح نهج البلاغة' 1 / 90 الطبعة الاولى بمصر.]'

فالامام اذن يرى انهم سوف يضيقون به ذرعا لعدالته وشدته في التزام الحق فيعصون امره، ولا يستطيعون ان يثنوه عن خطته.

ثم يصف الامام: 'في خطبة اخرى' اقبال المسلمين على مبايعته فيقول:

'وبسطتم يدي فكففتها. ومددتموها فقبضتها. ثم تداككتم عليّ تداك الابل الهيم على حياضها يوم وردها، حتى انقطع النعل وسقط الرداء ووطىء الضعيف'

[المصدر نفسه 3 / 181 التداك: الازدحام. الهيم: العطاش.]

واشار الامام 'في خطبة اخرى' الى المعنى نفسه حين قال: 'فما راعني الا والناس كعرف الضبع ينثالون الى من كل جانب.

ـ ولقد وطىء الحسنان وشق عطفاي ـ مجتمعين حولي كربيضة الغنم.

فلما نهضت بالامر نكثت طائفة، ومرقت اخرى، وقسط آخرون'

[المصدر نفسه 1 / 50 ـ 67 لقد مر بنا شرح كلامه في فصل سابق.]

قميص عثمان


1 ـ الفصل الرابع: الناكثون ـ أصحاب الجمل ـ 36 هـ

2 ـ الفصل الخامس: القاسطون ـ أصحاب صفين ـ 37 هـ

3 ـ الفصل السادس: التحكيم، المارقون، ومصرع الإمام: 38 ـ 40 هـ

الناكثون


اشترك طلحة، والزبير، وعائشة في تأليب المسلمين على عثمان، كما ساهم كل منهم بقلبه ولسانه في قتل الخليفة على الشكل الذي وصفناه.

وكان اشد الثلاثه وطأة على عثمان الزبير بن العوام، واخفهم طلحة بن عبيد الله. هذا مع العلم بأن عثمان كان يقول عن طلحة ـ وهو اخفهم وطأة عليه كما ذكرنا:

'ويلي من طلحة! اعطيته كذا ذهبا وهو يروم دمي... اللهم لا تمتعه به ولقه عواقب بغيه'

[الدكتور طه حسين 'الفتنة الكبرى: علي وبنوه' ص 8.]

ويلوح للباحث ان طلحة قد تظاهر بالمطالبة بدم عثمان ـ في اوائل خلافة الامام ـ وهو ادرى من غيره بقتلة الرجل وبالدور الذي لعبه هو ـ والزبير وعائشة ـ في هذا الشأن ليغالط الناس ويوهمهم 'انه برىء من دمه. فلقد قال علي لطلحة وعثمان محصور:

انشدك الله الا رددت الناس عن عثمان؟ قال طلحة:

لا والله حتى تعطي بنو امية الحق من انفسها.

ويروي الطبري: ان عثمان كان له على طلحة خمسون الفاً. فخرج عثمان يوماً الى المسجد فقال له طلحة: قد تهيأ مالك فأقبضه' فقال: هو لك يا ابا محمد معونة لك على مروءتك.

قال: فكان عثمان يقول وهو محصور: جزاء سنمار.

وروى المدائني في كتاب 'مقتل عثمان': أن طلحة منع من دفنه ثلاثة ايام. وان حكيم بن حزام... وجبير بن مطعم. استنجدوا بعلي على دفنه، فأقعد طلحة

/ 23