فصول المهمة فی معرفة الائمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصول المهمة فی معرفة الائمة - جلد 2

علی بن محمد ابن صباغ

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ذكر أولاده

[هناك شبهة لابدّ من الوقوف عليها ودحض أراجيف المرجفون وأصحاب الحقد وسوء الظنّ وهي: أنّ الإمام قد اشتهر بكثرة الزواج ولذا حامت هذه الشبهة حولها الشكوك والظنون وحفّت به التهم والطعون على الرغم من أنّ الشريعة الإسلامية لاتمانع من كثرة الزواج بل ندب إليه الإسلام كثيراً بقوله صلى الله عليه وآله: تناكحوا تناسلوا حتّى اُباهي بكم الاُمم يوم القيامة ولو بالسقط. وقال سفيان الثوري: ليس في النساء سرف.


وقال الخليفة عمر بن الخطّاب: إني أتزوج المرأة ومالي فيها من أرب، وأطأُها ومالي فيها شهوة، فقيل له: فلماذا تتزوّجها؟ فقال: حتّى يخرج منّي مَن يكاثر به النّبيّ صلى الله عليه وآله وقد تزوّج المغيرة بن شعبة بألف إمرأة... انظر الاستيعاب: 4 / 370، وانظر شرح الشفا لعلي القاري: 1 / 208.

وبحسب التتبع لأحوال الإمام وانشغاله بأُمور المسلمين والحروب مع أبيه في الجمل وغيرها وكذلك مع معاوية وما عاناه من جيشه فإنّ الكثره الّتي اتهم بها فهي بعيدة عن الواقع كلّ البُعد، ولذا اختلف الرواة في ذلك اختلافاً كثيراً فقد روي أنه عليه السلام تزوج سبعين، وقيل تسعون وقيل مائتين وخمسين، وقيل ثلاثمائه، ولسنا بصدد إحصاء كلّ الروايات بل نشير إليها إشارةً عابرة مع المصدر.

فقد ذكر في شرح النهج لابن ابن أبي الحديد: 4 / 8، و: 16 / 21 والعدد القوية "مخطوط": 73، وتهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر: 4 / 216 انّه عليه السلام تزوج سبعين امرأة، وهذه الرواية اُخذت عن عليّ بن عبد اللَّه البصري الشهير بالمدائني "ت 225 ه" وقد عدّه صاحب ميزان الاعتدال في: 3 / 138 ط دار إحياء الكتب العربية. من الضعفاء الذين لايعوّل على أحاديثهم، وامتنع مسلم من الرواية عنه، ووصفه صاحب لسان الميزان: 4 / 252، وصاحب معجم الاُدباء: 12 / 126 بمثل ذلك.

أمّا رواية التسعين فقد ذكرها صاحب نور الأبصار: 111 وهي مرسلة حسب ما صرّح به هو والمرسلة لا يعوّل عليها.

أمّا الروايتان الأخيرتان فقد ذكرهما صاحب ''قوت القلوب'' في: 2 / 246 أبوطالب المكي محمّد بن علي بن عطية "ت 386 ه" وأخذها عنه المجلسي في بحاره: 10 / 137 وكذلك ابن شهرآشوب في مناقبه: 3 / 192 و199 وهذا الرجل-أبو طالب المكي لايعوّل عليه ولا على مؤلّفاته لأنه مصاب ب ''الهستيريا'' بقوله: ليس على المخلوقين أضرّ من الخالق. انظر البداية والنهاية: 11 / 319 ولسان الميزان: 5 / 300، الكنى والألقاب: 1 / 106، والمنتظم لابن الجوزي: 7 / 190.

والخلاصة: انّ هذه الأباطيل قد افتعلها المنصور الدوانيقى وأخذها عنه المؤرّخون كما ذكر صاحب المروج: 3 / 226، وصبح الأعشى: 1 / 233، وجمهرة رسائل العرب: 3 / 92. ثمّ جاءت لجان التبشير كلامنس وغيره في دائرة معارفه:7/400 من ترويج الأكاذيب عليه عليه السلام والمسلّم والمقطوع به هو تزوجه عليه السلام بباكرةً واحدة وتسع زوجات ثيّبات. فجعدة بنت الأشعث تزوجها الإمام عليه السلام في عهد أبيه عليه السلام والظاهر انّها أوّل زوجة تزوجها، وكانت عنده إلى أن سمّته ولم يذكر لها ولد وهي الباكرة الوحيده من زوجاته، وخولة بنت منظور الفزارية، وبنت عقبة بن مسعود الثقفي، وامرأة من كلب، واُم إسحاق بنت طلحة بن عبيداللَّه، وهند ابنة سهيل بن عمرو، وحفصة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر، وامرأة من بنات علقمة بن زرارة، واُخرى من بني شيبان من آل همام بن مرّة، واُخرى من بنات عمرو بن الأهيم المنقريّ.]

قال ابن الخشّاب: وُلد له أحد عشر ولداً وبنتاً واحدةً

[انظر الكافي: 1 / 584، بحار الأنوار: 44 / 162 ح 31 و32، كشف الغمّة: 2 / 152.

وقد اختلف في عدد أولاده عليه السلام فقيل أولاده عليه السلام خمسة عشر ولداً، ذكراً واُنثى ، كما جاء في العدد القويّة "مخطوط": 73، وبحار الأنوار: 44 / 173 ح 10. وقيل له من الأولاد ستة عشر وزاد فيهم أبا بكر وقال: قتل عبد اللَّه بن الحسن مع الحسين عليه السلام كما جاء في إعلام الورى : 213، والبحار: 44 / 163 ح 1، وقيل له من الأولاد ثلاثة عشر ذكراً وابنة واحدة، كما جاء في المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 192، وبحار الأنوار: 44 / 168 ح 4.

وقيل له اثنا عشر، ثمانية ذكوراً وأربع اناث. وقيل له خمسة عشر، الذكور إحدى عشر، والإناث أربع كما جاء في النفحة العنبرية. وقيل له ستة عشر، الذكور إحدى عشر، والاناث خمس كما جاء في زينب والزينبات للعبيدلي واتحاظ الحنفا الحنفا في أخبار الخلفا للمقريزي، والمجدي في النسب. وقيل له تسعة عشر، الذكور ثلاثة عشر والبنات ست كما جاء في سرّ السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري.

وقيل له عشرون، ستة عشر ذكراً، وأربع بنات كما جاء في تذكرة الخواصّ. وقيل له اثنان وعشرون، الذكور أربعة عشر، والإناث ثمان كما جاء في الحدائق الوردية: 107.]، أسماء بنيه: عبد اللَّه

[استشهد مع عمّه سيدالشهداء في كارثة كربلاء، وله من العمر إحدى عشر سنة كما جاء في تاريخ الطبري: 6 / 259، اللهوف في قتلى الطفوف: 68، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 192 البحار: 44 / 168 ح 4.]، والقاسم

[هو في طليعة أولاد الحسن عليه السلام وقد حضر مع عمّه الحسين عليه السلام في كربلاء وجُرح ولم يُستشهد بل استشفع به أسماء بن خارجة الفزاري فشفّعوه به. قال عمر بن سعد: دعوا لأبي حسّان ابن اُخته. وكان في ريعان الشباب وغضارة العمر، وكالقمر في جماله وبهائه ونضارته كما جاء في الإرشاد: 2 / 25 ومقاتل الطالبييّن: 180، والأغاني: 21 / 115، وبحار الأنوار: 44 / 167 ح 3 و4، والحدائق الوردية: 107، وتنقيح المقال: 1 / 272، وعمدة الطالب: 78 وزاد فيه: توفّي وعمره خمس وثلاثون سنة مسموماً قد سقاه السمّ الوليد بن عبدالملك. وانظر أيضاً وتاريخ دمشق: 6 / 330، والمناقب لابن شهرآشوب: 3 / 192.]

والحسن

[ستأتي ترجمته من لسان المؤلّف نفسه بعد صفحات قليلة، وللمزيد انظر ترجمة في تاريخ دمشق: 4 / 218 و سيرة أعلام النبلاء: 4 / 485، و الإرشاد وللشيخ المفيد: 2 / 23 و غيرهما.]، وزيد

[اُمّه الخزرجية، كان جليل القدر، كريم الطبع، كثير البرّ والإحسان، كان يلي صدقات رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فلمّا ولّي سليمان بن عبدالملك عزله عنها ولمّا هلك واستخلف عمر بن عبدالعزيز أرجعها إليه، توفي وله من العمر تسعون سنة وقيل مائة، وخرج زيد من الدنيا ولم يدّع الإمامة ولا ادّعاها له مدّعٍ من الشيعة ولا غيرهم. انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 20- 23، البحار: 10 / 234، و: 44 / 168 ح 4 طبقات ابن سعد: 5 / 34، أنساب الأشراف: 3 / 72، سير أعلام النبلاء: 4 / 487، المناقب لابن شر آشوب: 3 / 192، المعارف: 212.]، وعمر

[انظر الإرشاد: 2 / 26 ولكن بلفظ: عمرو والقاسم وعبد اللَّه بنو الحسن بن عليّ رحمه الله، استشهدوا بين يدي عمّهم الحسين عليه السلام بالطف، وانظر المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 192، البحار: 44 / 168 ح 4، المعارف: 212 بلفظ عمر.]، وعبد اللَّه

[انظر المصادر السابقة.]، وعبدالرحمن

[انظر الإرشاد: 2 / 20 وفي ص 26 قال: وعبدالرحمن رضى الله عنه بن الحسن خرج مع عمّه الحسين عليه السلام إلى الحجّ فتوفي بالأبواء وهو مُحرِم. والكافي: 4 / 368 ح 3، والبحار: 44 / 172 ح 8 و: 168 ح 4، والمناقب لابن شهرآشوب: 3 / 192.]، وأحمد

[انظر المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 192، البحار: 44 / 168 ح 4.]، وإسماعيل

[انظر عمدة الطالب: 47، المناقب: 3 / 192، البحار: 44 / 168 ح 4.]، والحسين

[هو الملقّب بالأثرم اُمّه اُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيداللَّه التيمي، كان له فضل ولم يكن له ذكر في ذلك كما جاء في الإرشاد: 2 / 20 و26، وعمدة الطالب: 47، بحار الأنوار: 44 / 163 ح 1، والمناقب لابن شهرآشوب: 3 / 192، والمعارف: 212.]، وعقيل

[انظر المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 192، والبحار: 44 / 168 ح 4.]، والبنت اسمها اُمّ الحسن فاطمة وهي اُمّ محمّد بن عليّ الباقرعليه السلام

[انظر تاريخ اليعقوبي: 2 / 320، مروج الذهب: 3 / 77، تاريخ الطبري: 5 / 461، ابن الأثير: 2 / 578، المعارف لابن قتيبة: 212 ونصّت أكثر المصادر على أنها اُمّ عبد اللَّه وليس اُمّ الحسن. انظر الإرشاد: 2 / 155، وعمدة الطالب: 47.]

قال الشيخ المفيد في رسالته: أولاد الحسن خمسة عشر "ولداً" ذكراً واُنثى

وهم: زيدُ بن الحسن واُختاه اُمّ الحسن واُمّ الحسين اُمُّهم اُمُّ بشيرٍ بنت أبي مسعودٍ عُقْبة بن عمرو بن ثعلبةَ الخزرجيّةٌ، والحسنُ بن الحسنِ اُمّه خَولةُ بنت منظورٍ الفزاريّة، وعمرو "بن الحسن" وأخواه القاسمُ وعبد اللَّه "ابنا الحسنَ"اُمّهم اُمّ ولدٍ استُشهدوا ثلاثتهم بين يدي عمّهم الحسين عليه السلام بطفّ كربلاء رضي اللَّه عنهم وأرضاهم وأحسن عن الدين والإسلام وأهله جزاءهم "بطف كربلاء"، وعبدالرحمن اُمُّه اُمّ ولدٍ، والحسن "والحسين" بن الحسن الملقّبُ بالأثرم وأخوه طلحةُ وأختهما فاطمةُ "بنت الحسن" اُمّهم اُمُّ إسحق بنت طلحة بن عبيداللَّه

[في "أ": عبد اللَّه وفي الارشاد: التيمي "بدل" التميمي.] التميمي، واُمّ عبد اللَّه وفاطمةُ واُمُّ سلمةَ ورقيةُ بناتُ الحسن لاُمهاتِ أولادٍ شتّى

[الإرشاد: 2 / 20 و26.]

قال الشيخ كمال الدين بن طلحة: لم يكن لأحد من أولاد الحسن عقب غير اثنين

[في "أ": ابنين.] منهم وهما الحسن وزيد "رض".

تنبيه على ذكر شي ءٍ من خبرهما


فأمّا زيدُ بنُ الحسن فإنّه كان يلي

[في "ب، د": على.] صدقات رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، كان جليلَ القدرِ كريمَ الطبع طيّبَ "ظريف"النفس كثيرَ البرِّ، وكان مُسنّاً، مدحه الشعراءُ وقصدَه الناسُ منَ الآفاقِ لطلب فضلة.

[في "أ": برّه.] ذكر أصحابُ السِير انّه لمّا وُلِّيَ سليمانُ بن عبدالملك كتب

إلى عامله بالمدينة: أمّا بعدُ، فإذا

[في "أ": إذا.] جاءَكَ كتابي هذا فاعزلْ زيداً عن صدقات رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وادفَعها إلى فلان-إلى رجل من قومه وسمّاه "وأعنه على ما استعانك عليه، والسلام". فلمّا استخلف

[في "أ": تولّى.] الخلافة عمر بن عبدالعزيز كتب إلى عامله بالمدينة: أمّا بعد، فإنّ زيد بن الحسن شريفُ بني هاشم وذو سنِّهم فإذا جاءَك كتابي هذا فاردُدْ إليه صدقاتِ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأعنْه على ما استعانك عليه "والسلام "

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد 2 / 21 مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ: وسير أعلام النبلاء: 4 / 487 رقم 186، بحار الأنوار: 44 / 163 ح 2، التذكرة: 122، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 44 و45.]

وفي زيد بن الحسن يقول محمّد بن بشر "بشيرَ"الخارجيُّ يمدحه حيث يقول شعراً

[انظر الإرشاد: 2 / 21. وذكر الشعر البلاذري في أنساب الأشراف: 3 / 72- 84 والشبلنجي في نور الأبصار: 250 عدا البيت الأوّل.]:




  • إذا نَزَلَ ابْنُ المُصطَفَى بَطْنَ تَلعةٍ
    وَزَيْدٌ رَبيْعُ الناس في كُلّ شَتْوةٍ
    حَمُوْلٌ لأشناق الديات
    سِراجُ الدُّجى إذ قارنَته
    [في "أ": قد قارنتها.] سُعُوْدُهَا



  • نَفَى جَدْبهَا وَاخْضرَّ بالنّبَتِ عُوْدُهَا
    إذا أخلفَتْ أنواؤها وَرُعُوْدُها
    [في "أ": لأبيات الديار.] كأنّهُ
    [في "أ": قد قارنتها.] سُعُوْدُهَا
    [في "أ": قد قارنتها.] سُعُوْدُهَا



ومات زيد بن الحسن وله تسعون سنة

[انظر الإرشاد: 2 / 22، بحار الأنوار: 44 / 163 ح 2، طبقات ابن سعد: 5 / 34.] فرثَاه جماعةٌ من الشّعراء وذكروا مآثره وفضله وكرمه، فممّن رثاه قُدامةُ بن الموسى الجُمحِيّ يقول

[الإرشاد: 2 / 22. وذكر البلاذري: 3 / 72 و73، البيت الأوّل فقط: وذكر محقّق أنساب الأشراف الشيخ العلّامة المحمودي عن تاريخ ابن عساكر: 6 / 302 القصيدة كاملة، بحار الأنوار: 44 / 163 ح 2، أمّا الشبلنجي في نور الأبصار: 251 فقد ذكرها كاملة طبق ما ورد في نسخة "أ".]:

فإنْ

[في "أ": و إنّ.] يَكُ زيدٌ غالت الأرض شخصَهُ

فقد بان

[في "أ": كان.] معروفٌ هُناك وَجُود




  • وإنْ يَكُ أمسى رَهْنَ رمْسٍ فَقَد ثَوى
    به وهَو محمودُ الفعال فقيد



  • به وهَو محمودُ الفعال فقيد
    به وهَو محمودُ الفعال فقيد



[في "أ": حميد.]

سميعٌ

[في "أ": سريعٌ.] إلى المعترّ




  • [في "أ": المضطرّ.] يعلم أنّهُ
    وليس بقوَّالٍ وقد حطّ رحلَهُ
    لملتمسِ المعروف



  • سيطلُبُهُ المعروفُ ثُمّ يَعُود
    لملتمسِ المعروف
    لملتمسِ المعروف



[في "أ": يرجوه.]: أيْنَ تُريد

إذا قَصَّر الوعدُ الدنيّ




  • [في "أ": الدمى.] نما به
    إذا ماتَ مِنْهُمْ سيِّدٌ قَامَ سَيِّدٌ
    كريمٌ يبني بعدَهُ



  • إلى المجد آباءٌ لهُ وَجُدود
    كريمٌ يبني بعدَهُ
    كريمٌ يبني بعدَهُ



[في "أ": مجدهم.] ويَشيْد

وخرج

[في "أ": مات.] زيد بن الحسن من الدنيا ولم يدّع الإمامة ولا ادّعاها له مُدّعٍ من الشيعة ولا غيرهم، وذلك لأنّ الشيعة رجلان: إماميٌّ وزيديٌّ، فالإمامي يعتمدُ في الإمامة النصوصَ وهي معدومةٌ في ولد الحسنِ عليه السلام باتفاق، ولم يدّع ذلك أحدٌ منهم لنفسه فيقع فيه الارتياب، والزيدي يُراعي في الإمامة بعد عليّ والحسن والحسين الدعوة والجهاد، وزيد بن الحسن كان مُسالماً لبني اُمية ومُتقلِّداً من قبلهم الأعمال، وكان رأيُه التقية لأعدائه والتألُّف لهم والمداراة، وهذا يُضادّ

[في "أ": أيضاً.] عند الزيدية خارج عن علامات الإمامة، فزيدٌ على هذه الأقوال خارج عنها بكلِّ حال

[انظر الإرشاد: 2 / 22 و 23 مع اختلافٍ يسير، وبحار الأنوار: 44 / 165 ح 3.]

وأمّا

[في "ب": فأمّا.] الحسن بن الحسن فكان جليلاً مهيباً رئيساً فاضلاً ورعاً زاهداً، وكان يَلِي صدقات أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب "في وقته" بالمدينة.

حُكي عنه أنه كان يساير الحجّاج يوماً بالمدينة والحجّاج إذ ذاك أمير المدينة، فقال له الحجّاج: ياحسن أدخل معك عمّك عمراً على صدقات أبيه فإنّه عمُّكَ وبقيةُ

أهلِكَ، فقال الحسن: لا اُغيِّر شرطاً اشترطه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ولا اُدخل في صدقاته من لم يُدخل

[في "أ": لا يدخل.]، فقال له الحجّاج: أنا "إذاً"اُدخله معك قهراً، فأمسك الحسن بن الحسن عنه.

ثمّ ما كان إلّا أن فارقه وتوجّه من المدينة إلى الشام قاصداً عبدالملك بن مروان بالشام، فوقف ببابه يطلُبُ الإذن عليه، فوافاه يحيى بن اُمِّ الحكم وهو بالباب فسلّم عليه وسأله عن مقدمه وما جاء به فأخبره بخبره مع الحجّاج فقال: اسبقك بالدخول على أمير المؤمنين ثمّ ادخل أنت فتكلّم واذكر قصّتك فسترى ما أفعل معك وأنفعك لاُساعدك عنده إن شاء اللَّه تعالى. فدخل يحيى بن اُمّ الحكم ثمّ دخل بعده الحسن بن الحسن، فلمّا جلس رحّب به عبدالملك وأحسن مساءلته وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب، فقال له عبدالملك: لقد أسرع إليك الشيب

[في "أ": المشيب.] يا أبا محمّد، فبدر إليه ابن اُمّ الحكم فقال: ومايمنعه شيبه يا أمير المؤمنين؟ شيّبه

[في "أ": نفسه.] أمانيُّ أهل العراق يفِدُ عليه

[في "أ": إليه.] الركب بعد الركب في كلّ سنة يمنونه الخلافة، فقال له الحسن: بئس واللَّه الرفد رفدت، وليس الأمر كما قلت، ولكنّنا أهل بيت يُسرع إلينا الشيب

[في "أ": المشيب.]، وعبدالملك يسمع كلامهما، فأقبل عبدالملك على الحسن وقال: هلمّ حاجتك يا أبا عبد اللَّه لا عليك، فأخبره بقول الحجّاج له، فقال عبدالملك: ليس ذلك له، وكتب له كتاباً يتهدّده ويمنعه من ذلك

[انظر الإرشاد: 2 / 23 و 24 مع اختلاف في التقديم والتأخير ببعض الألفاظ وزيادة تارة اُخرى، وانظر مختصر تاريخ دمشق: 6 / 330، أنساب الأشراف: 3 / 73 ح 85 الخبر مختصراً، وكذا الذهبي في سير أعلام النبلاء: 4 / 485 وفي هامش السير نقله عن مصعب الزبيري في نسب قريش: 46 و47، تاريخ دمشق: 4 / 218، ونقله العلّامة المجلسي في البحار: 44 / 166، تنقيح المقال: 1 / 272، وعمدة الطالب: 78، نورالأبصار: 251.]

ووصل الحسن بن الحسن بأحسن صلة وأجازه بأحسن جائزة وقابله بأحسن مقابلة، وجهّزه راجعاً إلى المدينة الشريفة على أحسن حال إلى الحجّاج، فبعد أن خرج الحسن من عنده قصده يحيى ابن اُمّ الحكم واجتمع به فعاتبه الحسن على ما فعل وقال له: هذا وعدك الّذي وعدتني به؟ فقال له يحيى: إيها لك فواللَّه

[في "أ": واللَّه.] مالويت عنك نفعاً ولا ادّخرت عنك جهداً، ولولا كلمتي هذه ما هابك

[في "ب، أ": ما عليك.] ولا قضى لك حاجتك فاعرف ذلك لي

[انظر المصادر السابقة.]

وروي: أنّ الحسن بن الحسن خطب إلى عمّه الحسين إحدى ابنتيه فقال له: يابني اختر أيّهما أحبّ إليك، فاستحيى الحسن رضى الله عنه ولم يحر جواباً، فقال له الحسين عليه السلام: "فإنّي"قد اخترتُ لك ابنتي فاطمة، فهي أكثر شبهاً باُمّي فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فزوّجها منه

[انظر الإرشاد: 2 / 25، مقاتل الطالبيّين: 180، الأغاني: 21 / 115، و14 / 158، بحار الأنوار: 44 / 167 ح 3، تنقيح المقال: 1 / 272، عمدة الطالب: 78.]

وحضر الحسن بن الحسن مع عمّه "الحسين" بطفّ كربلاء فلمّا قُتل الحسين واُسِرَ الباقون من أهله واُسِرَ من

[في "أ": في.] جملتهم الحسن بن الحسن فجاء أسماءُ بن خارجة فانتزع

[في "أ": وانتزع.] الحسن من بين الأسرى وقال: واللَّه لا يُوصل إلى ابن خولة ابداً

[انظر المصادر السابقة.]

فقبض

[في "أ": مات.] الحسن بن الحسن وله خمس وثمانون

[في بعض النسخ ''خمس وثلاثون''، وأعتقد، أنّ هذا خطأ من النّساخ أو أنه تصحيف، والصحيح هو خمس و ثمانون كما أثبتناه واللَّه العالم بحقائق الاُمور.] سنة من العمر وأخوه زيد حيّ ووصّى

[في "أ": وأوصنى، وفي "ب، ج": وصّى .] إلى أخيه من اُمّه إبراهيم بن محمّد بن طلحة

[انظر الإرشاد: 2 / 25 بالإضافه إلى المصادر السابقة.] ولمّا مات الحسن بن الحسن ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين عليه السلام على قبره فسطاطاً وكانت تقوم الليل وتصوم النهار، وكانت "رض" تُشبَّهُ بالحور العين لجمالها، فلمّا كان

[في "أ": كانت.] رأس السنة قالت لمواليها: إذا أظلم الليلُ فقوِّضوا "هذا"الفسطاط، فلمّا أظلم الليل وقوضوه سمعت قائلاً يقول: ''هل وجدوا ما فقدوا؟'' فأجابه آخر: ''بَلْ يئسوا فانقلبوا''

[انظر المصادر السابقة.]

ومضى الحسن بن الحسن ولم يدَّع الإمامة ولا ادّعاها له مدّعٍ على ما سبق من حال أخيه زيد

[انظر الإرشاد: 2 / 26 بالإضافة إلى المصادر السابقة.]

/ 19