فصول المهمة فی معرفة الائمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصول المهمة فی معرفة الائمة - جلد 2

علی بن محمد ابن صباغ

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

علمه


حكي عنه عليه السلام أنه كان يجلس في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ويجتمع الناس حوله فيتكلّم بما يشفي غليل السائلين، ويقطع حجج المجادلين، من ذلك ما رواه الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي في تفسير الوسيط: أنّ رجلاً دخل

[في "ب، د": قال دخلت.] إلى مسجد المدينة فوجد

[في "ب، د": فإذا أنا برجل.] شخصاً يحدّث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله والناس من حوله

[في "ج" زاد لفظة: فقلت له.] مجتمعون، فجاء إليه الرجل قال: أخبرني عن "شَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ"

[البروج: 3.] فقال: نعم، أمّا الشاهد فيوم الجمعة، وأمّا المشهود

[في "أ": والمشهود.] فيوم عرفة، فتجاوزه

[في "ب": فجزته.] إلى آخر غيره يحدِّث في المسجد فسأله

[في "ب": فقلت له أخبرني.] عن "شَاهِدٍ وَمَشْهُود" قال: أمّا الشاهد فيوم الجمعة، وأمّا المشهود فيوم النحر. قال: فتجاوزهما

[في "ب": فجزتهما.] إلى ثالث، غلام كأنّ وجهه الدينار، وهو يحدّث "عن

رسول اللَّه"في المسجد، فسأله

[في "ب": فقلت أخبرني.] عن "شَاهِدٍ وَمَشْهُود" فقال: نعم، أمّا الشاهد فرسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وأمّا المشهود فيوم القيامة، أما سمعته "عزّ وجلّ" يقول: "يَأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَكَ شَهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا"

[الأحزاب: 45.] و "قال تعالى: "ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ"

[هود: 103.] فسأل

[في "ب": فسألت، وهكذا في كلّ لفظة ''سأل''.] عن الأوّل فقالوا: ابن عباس، وسأل عن الثاني فقالوا: ابن عمر، وسأل عن الثالث فقالوا: الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام "وكان قول الحسن أحسن "

[انظر تفسير الوسيط "مخطوط" ورق: 276، وانظر كشف الغمّة: 1 / 543، و البحار: 43 / 345 / 19.]

ونقل

[في "أ": وحكي.] عنه أنّه اغتسل وخرج من داره في بعض الأيّام وعليه حلّة فاخرة وبزّة وبردة

[في "أ": ووقرة.] طاهرة، ومحاسن سافرة "وقسمات ظاهرة" بنفحات "ناشرة"طيّبات عاطرة، ووجهه يشرق حسناً، وشكله قد كمل صورةً ومعنى، "والإقبال"والسعد يلوح من

[في "أ": على.] أعطافه، ونضرة النعيم تعرف في

[في "أ": من.] أطرافه، و "قاضي القدر"قد "حكم أنّ السعادة من أوصافه"ركب بغلةً فارهة غير قطوف

[في "أ": عسوف.]، وسار مكتنفاً

[في "أ": وقد اكتنفه.] من حاشيته وغاشيته

[ليست: ''وغاشيته'' في "أ".] بصفوف "فلو شاهده عبد مناف لأرغم بمفاخرته به معاطس اُنوف، وعدّه وآباءه وجدّه في إحراز خصل الفخار يوم التفاخر باُلوف". فعرض له في

طريقه شخص من محاويج اليهود "هِمٌّ في هدم"وعليه مسحٌ من جلود، وقد أنهكته العلّة و "اُرتكبته"الذلّة "وأهلكته القلّة، وجلده يستر عظامه وضعفه يقيّد أقدامه، وضرّه قد ملك زمامه، وسوء حاله قد حبّب إليه حمامه"وشمس الظهيرة قد تشوى

["أ": شوت.] شواه "وقد أحرقت بحرها أخمصية ويصافح ثرى ممشاه، وعذاب حرّ عريه قد عراه، وطول طواه قد أضعف بطنه وطواه" وهو حامل جرّة ماء على قفاه، فاستوقف الحسن فقال: يا ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله سؤال

[في "ب، د": أنصفني.] فقال: له ما هو؟ قال: جدّك يقول: ''الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر'' وأنت المؤمن وأنا الكافر، فما أرى الدنيا إلّا جنة لك تتنعمّ بها

[في "أ": تنعّم فيها.] وأنت مؤمن وتستلذّ بها، وما أراها إلّا سجناً "لي" قد أهلكني ضرها

[في "أ": حرّها.] وأتلفني

[في "أ": وأجهدني.] فقرها.

فلمّا سمع الحسن عليه السلام كلامه أشرق عليه نور التأييد واستخرج الجواب "بفهمه"من خزانة علمه وأوضح لليهودي خطأ ظنّه وخطل زعمه وقال: يا شيخ لو نظرت إلى ما أعدّ اللَّه تعالى لي وللمؤمنين في دار الآخرة ممّا لا عين رأت، ولا اُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، لعلمت "أني" قبل انتقالي إليه في هذه الدنيا

[في "أ": الحالة.] في سجنٍ ضنِك

[ليست ''ضنك'' في "أ".]، ولو نظرت إلى ما أعدّ اللَّه لك ولكلّ كافر في الدار الآخرة من سعير نار جهنّم، ونكال العذاب الأليم المقيم لرأيت "أنّك"قبل مصيرك إليه "الآن"في جنّة واسعة ونعمة جامعة

[انظر بالإضافة إلى المصادر السابقة البحار: 43 / 346 عن كشف الغمّة.] فانظر إلى هذا الجواب الصادع بالصواب.

عبادته و زهادته


عبادته عليه السلام الّتي اشتهرت، وزهادته الّتي ظهرت، قيامه بها مشهور، وأسمه في أربابها مذكور، فمن ذلك مانقله الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده أنه قال عليه السلام: إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم امشِ إلى بيته.

[انظر حلية الأولياء 2 / 37 روى بسنده عن محمّد بن عليّ، أخبار اصبهان: 1 / 44، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 180، البحار: 43 / 339، الصواعق المحرقة: 139 ب 10 فصل 3، ينابيع المودّة: 2 / 424 ط اُسوة، ذخائر العقبى: 137.] فمشى عشرين مرّة من المدينة إلى مكّة على قدميه

[انظر حلية الأولياء: 2 / 37 ولكن بلفظ ''فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه'' المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 180 و 184، البحار: 43 / 339 / 13 و: 331 / 1 و 3 ولكن بلفظ ''ولقد حجّ الحسن بن عليّ خمساً وعشرين حجّة ماشياً'' وفي لفظ آخر ''فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه'' وقريب من هذا في أمالي الشيخ الصدوق: 150 / 8 و: 184 / 9، قرب الاسناد: 79، علل الشرائع: 447 / 6، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 10، البحار: 43 / 357 ولكن بلفظ ''حجَّ خمس عشرة حجة ماشياً'' ينابيع المودّة: 2 / 424 و 210 و 211 ط اُسوة.

وانظر مستدرك الصحيحين: 3 / 169، سنن البيهقي: 4 / 331،ذخائر العقبى: 137، أخبار اصبهان: 1 / 44، تهذيب التهذيب: 2 / 298، تاريخ الخلفاء: 73، الصواعق المحرقة: 139 باب 10 فصل 3، ذخائر العقبى: 137. حقّاً أنه لايصل إلى عبادته أحد غير أهل بيت العصمة عليهم السلام وذلك لأنّ العبد لايصل إلى حقيقة العبادة إلّا أن يتحقّق فيه حقّ العبودية، وذلك إذا كان عبداً للمولى في جميع الأحوال، وأن يكون كلّ من أعماله وحركاته وأطواره بقصد العبودية وفي اللَّه وللَّه وعلى سبيل اللَّه ويصدق عليه قوله تعالى "رِجَالٌ لَّاتُلْهِيهِمْ تَجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ".]

وروى صاحب كتاب الصفوة بسنده عن عليّ بن زيد بن جذعان

[في "ب": جدعان، وفي "ج": شجعان.] أنه قال: حجّ الحسن بن عليّ عليه السلام خمس عشرة حجّة

[في "ب، د": مرّة.] ماشياً على قدميه وأنّ والنجائب لتقاد بين يديه

[انظر ذخائر العقبى: 137 قال: خرّجه أبوعمر، وخرّجه صاحب الصفوة والبغوي في معجمه عن عبيداللَّه بن عبيد بن عمير. وفي المستدرك: 3 / 169 ولكن بلفظ ''خمساً وعشرين حجّة وإن النجائب لتقاد معه''. لعلّ الصحح هو الجنائب جمع جنيبة أي الدابة الطائعة الّتي تقاد إلى جنب الإنسان كما في تهذيب التهذيب: 2 / 298 وانظر تاريخ الخلفاء: 73. سنن البيهقي: 4 / 331، حلية الأولياء: 2 / 37، قرب الإسناد 79، علل الشرائع: 447 / 6، البحار: 43 / 332 / 3، نورالأبصار: 240، أنساب الأشراف: 3 / 9.]

وأمّا الصدقات: فقد روى عن الحافظ أبي نعيم في حليته أنه عليه السلام خرج من ماله مرتين، وقاسم اللَّه تعالى ثلاث مرّات ماله وتصدّق به.

[انظر حلية الأولياء: 2 / 37 روى بسنده عن محمّد بن عليّ وعن ابن أبي نجيح ولكن بلفظ ''وقسم ماله نصفين'' وعن شهاب بن عامر بلفظ ''حتّى تصدق بفرد نعله'' وعن عليّ بن زيد بن جدعان وزاد فيه: حتّى أن كان ليعطي نعلاً ويمسك نعلاً ويعطي خفّاً ويمسك خفّاً... وانظر سنن البيهقي: 4 / 331 بلفظ: حتّى أنه يعطي الخفّ ويمسك النعل... المناقب لابن شهرآشوب: / 3 180، بحار الأنوار: 43 / 339 / 13 و: 332 / 2 و: 357، أمالي الشيخ الصدوق: 184 / 9، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 10، تاريخ الخلفاء: 73.] وكان عليه السلام من أزهد الناس في الدنيا ولذّاتها، عارفاً بغرورها وآفاتها، وكثيراً مّا كان عليه السلام يتمثّل بهذا البيت

[انظر المناقب: 3 / 180، البحار: 43 / 341 ح 14.]:

يا أهلَ لذّاتِ دنياً لا بقاءَ لهَا

إنّ المقام

[في "أ": اغتراراً.] بظلٍّ زائلٍ حُمق

وأمّا ما يدلّ

[ليست ''ما يدلّ'' في "أ".] على قوّة عبادته وعلوّ مكانته

[في "أ": مكانه.] قوله عليه السلام في بعض مواعظه: يا ابن آدم عف عن محارم اللَّه تكن عابداً، وأرض بما قسم اللَّه لك تكن غنياً، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك بمثله تكن عدلاً، إنّه كان بين أيديكم قوم يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، أصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً. يا ابن آدم إنّك لم تزل في

هدم عمرك منذ سقطت من بطن اُمّك فخذ

[في "أ": فجد بما في يدك.] بما في يديك، فإنّ

[في "أ": وإنّ.] المؤمن يتزوّد، والكافر يتمتّع. وكان عليه السلام يتلو بعد هذه الموعظة "وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى"

[البقرة: 197. انظر كشف الغمّة: 166.] فتدبّر هذا الكلام بحسّك واعطه نصيباً وافراً من نفسك.

/ 19