فصول المهمة فی معرفة الائمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصول المهمة فی معرفة الائمة - جلد 2

علی بن محمد ابن صباغ

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ذكر أبي محمّد الحسن الخالص بن عليّ العسكري


وهو الإمام الحادي عشر

[تقدّمت تخريجات النصوص على أسماءهم وعددهم من قِبل النبيّ صلى الله عليه وآله. أمّا النصوص الوارده عليه بالذات كثيرة منها:

روى الشيخ الطوسي في الغيبة: 120، والكافي: 1 / 325 والإربلي في كشف الغمّة: 3 / 194 عن سعد بن عبد اللَّه عن جعفر بن محمّد بن مالك عن سيّار بن محمّد البصري عن عليّ بن عمر النوفلي قال: كنت مع أبي الحسن العسكري في داره، فمرّ علينا أبوجعفر فقلت له: هذا صاحبنا؟ فقال: لا، صاحبكم الحسن عليه السلام.

وروي أيضاً أنه عليه السلام قال: ليس هذا صاحبكم، عليكم بصاحبكم، وأشار إلى أبي محمّد. كماجاء في الغيبة للطوسي: 120، وإثبات الهداة: 3 / 394 ح 21، والبحار: 50 / 242 ح 10.

وروى الكليني في الكافي: 1 / 326 ح 7 عن أبي محمّد الأسبارقيني عن عليّ بن عمرو العطار قال: دخلت على أبي الحسن العسكري عليه السلام وأبو جعفر ابنه في الأحياء، وأنا أظنّ أنّه هو، فقلت له: جعلت فداك، من أخصّ من ولدك؟ فقال: لاتخصّوا أحداً حتّى يخرج إليكم أمري. قال: فكتبت له بعد: فيمن يكون هذا الأمر؟ قال: فكتب إليَّ: في الكبير من ولدي. قال: وكان أبو محمّد أكبر من أبي جعفر.

وعن عليّ بن مهزيار قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إن كان كون وأعوذ باللَّه فإلى مَن؟ قال: عهدي إلى الأكبر من ولدي ويعني الحسن عليه السلام. انظر الكافي: 1 / 326 ح 6.

وقال عليه السلام: الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف... أيضاً الكافي: 1 / 328 ح 13.

وبالإضافة إلى ذلك انظر المصادر التالية على سبيل المثال لا الحصر: كمال الدين: 1 / 252 و 258 و373 ح 2 و 3 و 6، البحار: 36 / 245، مائة منقبة: 23، الطرائف لابن طاووس: 1 / 173، الصراط المستقيم للشيخ عليّ بن يونس العاملي: 2 / 150 و 156، عيون أخبار الرضا: 1 / 58 ح 27، و: 2 / 263 ح 35، غاية المرام: 35 / 22، المناقب لابن شهرآشوب: 1 / 292 و 282 و 296 و 284، فرائد السمطين للجويني: 2 / 321، العدد القوية: 88، حلية الأبرار: 2 / 721 و 433 و 84.

وانظر أيضاً الكافي: 1 / 328 و 326 و 327 ح 12 و 8 و 10 و 9 و 4 و3 و11 و 7، إثبات الهداة: 1 / 584 ح 519، و599 و 651 ح 573، و464 ح 97، و646 ح 787، و721 ح 210، و601 و 602 و582 و549، و: 3 / 394 و 396 و 392 ح 19 و 21 و27 و 9، و391 ح 1 و 4 و 13. وانظر إعلام الورى: 375 و 317 و 350 و 351، كفاية الأثر للخزّاز: 279 و 271 و 262 و 248 و 232 و 187 و 195 و 196 و 185 و 105 و 297 و16 و 53 و 293، وإثبات الوصية للمسعودي: 236، كشف الغمّة: 3 / 194 و 118، البحار: 50 / 242- 244 ح 12 و 19 و 8 و 17.] وتاريخ ولادته ووقت وفاته

وذكر ولده ونسبه وكنيته ولقبه

وغير ذلك ممّا يتّصل به

قال صاحب الإرشاد: "وكان" الإمام القائم بعد أبي الحسن عليّ بن محمّد ابنه

أبو محمّد الحسن لاجتماع خلال الفضل فيه وتقدّمه على كافّة أهل عصره فيما يوجب له الإمامة ويقضي له الرئاسة

[في "أ": ويقضي له بالمرتبة.] من العلم والورع والزهد وكمال العقل "والعصمة والشجاعة والكرم" وكثرة الأعمال المقرّبة إلى اللَّه تعالى، ثمّ لنصّ أبيه عليه وإشارته بالخلافة إليه

[انظر الإرشاد: 2 / 313 و في "أ": الخلافة.]

قال صاحب الإرشاد رحمه اللَّه تعالى أيضاً: الإمام المنتصب بعد أبي الحسن ابنه

أبو محمّد الحسن لثبوت النصّ عليه من أبيه. وعن يحيى بن يسار العنبري

[كذا في نسخة "ج، د" وعدّة من النسخ المعتبرة من الكافي وكذا في نسخ الإرشاد. أمّا في نسخة "أ" والمطبوع من الكافي وإعلام الورى ففيها: القنبري. وفي الغيبة للطوسى ففيه 'بشار' بدل 'يسار'.] قال: أوصى أبو الحسن عليّ بن محمّد إلى ابنه أبي محمّد الحسن قبل مضيّه

[في "أ": موته.] بأربعة أشهر وأشار إليه بالأمر من بعده وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي

[انظر الإرشاد للمفيد: 2 / 314، الكافي: 1 / 261 ح 1، و: 326 ح 1 ط آخر، البحار: 50 / 246 ح 21، إعلام الورى لأمين الإسلام: الطبرسي 351، الغيبة للطوسي: 200 ح 166، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 3 / 391 ح 1.]

ولد أبو محمّد الحسن بالمدينة لثمان خلون من ربيع الآخر سنة اثنين وثلاثين ومائتين للهجرة

[انظر إعلام الورى: 349، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 422، الأنوار البهية: 151، كفاية الطالب: 458 ولكن بدون ذكر الشهر واليوم، وفي الإرشاد: 2 / 313 بلفظ 'في شهر ربيع الآخر بدون ذكر اليوم'. وفي وفيات الأعيان: 2 / 94، والأئمّة الاثنا عشر عليهم السلام لابن طولون: 113 بلفظ 'السادس من ربيع الأوّل'. وفي البحار: 50 / 238 بلفظ 'يوم الاثنين الرابع من ربيع الآخر'. وفي المصباح للكفعمي: 733 'العاشر من ربيع الآخر'. وفي الكافي: 1 / 503 بلفظ 'ولد في شهر رمضان...' وفي دلائل الإمامة: 223، والدروس: 154 وكشف الغمّة: 3 / 164 'في شهر ربيع الآخر' وفي دلائل الإمامة: 223 'وقيل سنة ثلاث وثلاثين...' وفي تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 87 'احدى وثلاثين' ومثله في ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 171، والبحار في روايةٍ: 50 / 238. وأكثر المصادر تؤكد ولادته في المدينة ماعدا القليل ومنهم صاحب البحار: 50 / 238 في رواية أنه ولد عام "231 ه" في سامراء.]

أمّا نسبه أباً واُمّاً فهو الحسن الخالص ابن عليّ الهادي ابن محمّد الجواد ابن عليّ الرضا ابن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ زين العابدين ابن الحسين بن

عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليهم أجمعين

[تقدّمت تخريجاته.]

وأمّا اُمّه فاُمّ ولد يقال لها حُديْث

[في "أ": حدات.] وقيل سوسن

[انظر الإرشاد للمفيد: 2 / 313، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 421، وفي تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 124 بلفظ 'سمانة، مولَّدة، ويقال: اسماء، شكّ من ابن أبي الثلج'. وفي تاريخ ابن الخشّاب: 198 بلفظ 'اُمُه: سوسن' وقيل اسمها 'سليل' وقيل 'حربية' وقيل 'ريحانة' انظر كشف الغمّة: 2 / 402 و 403، اُصول الكافي باب الحجة، الأنوار البهية: 250، منتهى الآمال: 2 / 949.]

وأمّا كنيته: فأبو محمّد

[انظر ينابيع المودّة: 3 / 130، الصواعق المحرقة: 208، كفاية الطالب: 458، الإرشاد للمفيد: 2 / 313، مجمع رجال القهپائي: 7 / 192 ح 4، إعلام الورى: 367، كشف الغمّة: 2 / 402.] وأمّا لقبه: فالخالص، والسراج، والعسكري، وكان هو وأبوه وجدّه كلّ واحد منهم يعرف في زمانه بابن الرضا

[للإمام العسكري عليه السلام ألقاب كثيرة جاءت بها النصوص المأثورة عن أهل العصمة عليهم السلام ووردت في كتب الرجال منها 'العسكري، الفقيه، الهادي، المهتدي، المضي ء، الشافي، المرضي، الخالص، الخاصّ، التقي، الشفيع، الموفي، السخي، المستودع، واشتهر هو وأبوه وجدّه عليهم السلام بابن الرضا'. انظر تاج المواليد: 133، دلائل الإمامة: 223، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 421، مطالب السؤول: 2 / 78، الهداية الكبرى للخصيبي: 327.

وقد يطلق عليه بالفقيه كما صرّح الأردبيلي في خاتمة جامع الرواة: 2 / 461- 462، الفقيه: 3 / 163 ب 76 ح 14 وناسخ التواريخ: 1 / 34 وأضاف الاردبيلي 'وكلما ورد عن الرجل فالظاهر أنه العسكري عليه السلام'.

وانظر الكافي: 5 / 139 ح 9، وفي: 4 / 124 ح 5 بلفظ 'الأخير، والعالم' كما في ناسخ التواريخ: 1 / 36. وفي مهج الدعوات: 334- 335 '... وبالحسن بن عليّ الطاهر الزكي خزانة الوصيين' ورد ذلك في الدعاء عن أبي جعفرعليه السلام. وفي الاستبصار: 23، وإثبات الهداة: 1 / 700 عن عليّ عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في حديث '... والحسن بن عليّ سراج أهل الجنّة يستضيئون به' وفي إثبات الهداة: 1 / 554 'وليّ اللَّه'. وفي الإنصاف: 276 و 87 و 239 و 131 و 141 و 261 'العلّام، الصامت، الأمين على سرّ اللَّه'. وكذلك يطلق عليه 'الصادق، المؤمن باللَّه، المرشد إلى اللَّه، الأمين، الميمون، النقي، الطاهر، الناطق عن اللَّه، الفاضل، الزكي، الرفيق' انظر إثبات الهداة: 1 / 651 و 576 و 469 و 550 و 578، كمال الدين: 1 / 307 و 258، العيون: 1 / 40، الغيبة للطوسي: 96، كفاية الأثر: 57 و 81 و 187 و 40، دلائل الإمامة: 227.]

وصفته: بين السمرة والبياض

[في كمال الدين: 1 / 40 بلفظ '... رجل أسمر أعين حسن القامة جميل الوجه، جيد البدن، حدث السن'. وانظر أيضاً وإعلام الورى: 367، كشف الغمّة: 2 / 407، وسبائك الذهب: 77.] شاعره: ابن الرومي .

[هو عليّ بن العبّاس بن جرجيس الرومي من ألمع شعراء عصره، وقد بكى الشهيد الخالد يحيى العلوي الّذي استشهد من أجل المظلومين، ولد ابن الرومي في "221 ه" ببغداد وتوفي فيها عام "283 ه" وقد سمّه وزير المعتصد انظر ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلّكان: 1 / 351، ديوانه: 2 / 46- 54 المطبوع، والمخطوط: 414.] بابه

[في "أ": بوّابه.] عثمان بن سعيد.

[تقدّمت ترجمته، وانظر مراقد المعارف: 2 / 63، البحار: 13 / 96، تنقيح المقال: 2 / 245، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 149.] نقش خاتمه 'سبحان مَن له مقاليد السماوات والأرض'.

[بحار الأنوار: 50 238 ح 9، منتهى الآمال: 2 / 645، نور الأبصار: 338.] معاصرة: المعتزّ والمهتدي

[في "أ": والمهدي.] والمعتمد

[تقدّمت ترجمة هؤلاء. وانظر البداية والنهاية لابن كثير: 11 / 23، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 7 / 233، الكافي: 1 / 510 ح 6.]

وأمّا مناقبه: فقال الشيخ كمال الدين بن طلحة: كفى أبا محمّد الحسن شرفاً أن جعل اللَّه تعالى محمّد المهدي من كسبه وأخرجه من صلبه وجعله معدوداً من حزبه، ولم يكن لأبي محمّد ذَكرٌ سواه وحسب، ذلك منقبته وكفاه، ولم تطل مدّته أيّام مُقامه ومثواه ولا امتدّت أيّام حياته فيها لتظهر الناظرين مأثره ومزاياه

[انظر مطالب السؤول: 78 مع اختلاف يسير في اللفظ.]

وعن أبي الهيثم بن عديّ قال: لمّا أمر المعتزّ بحمل أبي محمّد الحسن إلى الكوفة كتبت إليه: ما هذا الخبر الّذي بلغنا فأقلقنا وغمّنا؟ فكتب: بعد ثلاث يأتيكم الفرَج إن شاء اللَّه تعالى. فقُتل المعتزّ في اليوم الثالث

[انظر كشف الغمّة: 2 / 206، مناقب آل أبي طالب: 4 / 431، و: 3 / 207 ط آخر، البحار: 50 / 312، مهج الدعوات: 273.

وهذه القصة تنطبق على المعتزّ وليس على المستعين كما ذكر ابن طاووس في مهج الدعوات لأنّ خلافته كانت قبل المعتزّ والمستعين خلع نفسه سنة "252 ه" وقُتل بعد شهور بأمر المعتزّ، ولقد كانت إمامة العسكري عليه السلام سنة "254 ه" أي بعد استشهاد أبيه عليه السلام فهو لم يدرك إمامة المعتزّ إلّا قليلاً من خلافته فكيف يدرك أيّام المستعين، وحتّى لو قلنا إنه دعي عليه في زمن أبيه عليه السلام فهذا لايتفق لأنّ الرواية تقول بعد مضي أبي الحسن بأقل من خمس سنين، وهاهو الحرّ العاملي في إثبات الهداة: 3 / 419 ينقل الرواية عن الراوندي ولم يذكر جملة "يعني المستعين" بل إنه صرّح في ص 413 منه باسم المعتزّ نقلاً عن كتاب الغيبة للطوسي: 134. وانظر كشف الغمّة: 3 / 220، ومرآة العقول: 6 / 151.]

وعن أبي هاشم

[هو السيّد الجليل داود بن القاسم بن إسحاق بن عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب يكنى أبا هاشم الجعفري رحمه الله من أهل بغداد ثقة، جليل القدر، عظيم المنزلة عند الأئمّة، شاهد أبا جعفر وأبا الحسن وأبا محمّدعليه السلام وكان شريفاً عندهم، له موقع جليل عندهم. انظر رجال العلّامة الحلي: 68، إعلام الورى: 360 و 361 و 366، رجال النجاشي: 113، رجال البرقي: 60، رجال ابن داود: 146، مجمع الرجال: 2 / 288 و 289، جامع الرواة: 1 / 307، الفهرست: 67، معالم العلماء: 47، رجال الشيخ الطوسي: 431.] قال: سمعت أبا محمّد الحسن يقول: إنّ في الجنّة باباً يقال له باب المعروف لايدخله إلّا أهل المعروف، فحمدت اللَّه في نفسي وفرحت بما أتكلّف به من حوائج الناس، فنظر إليَّ وقال: يا أبا هاشم "نعم"فدُم

[في "أ": دُم.] على ما أنت عليه، فإنّ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة "وجعلك اللَّه منهم يا أبا هاشم ورحمك "

[انظر البحار: 50 / 258، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 432، و: 3 / 210 ط آخر، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: 2 / 690 و 688.]

وعنه أيضاً قال: سمعت أبا محمّد الحسن "رض" يقول: بسم اللَّه الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم اللَّه الأعظم من سواد العين إلى بياضها

[تحف العقول: 517.]

وعن أبي هاشم قال: سمعت أبي محمّد يقول: من الذنوب الّتي يخشى على الرجل أن لا تغفر له قوله ليتني لم اُوآخذ إلّا بهذا الذنب، قلت في نفسي: إنّ هذا لهو النظر دقيق قد ينبغي للرجل أن يتفقّد من نفسه كلّ شي ء. قال: فأقبل عليَّ وقال: صدقت يا أبا هاشم

[انظر الخرائج والجرائح: 2 / 688 ح 1 وزاد '... الزم ماحدّثتك به نفسك، فإنّ الشرك في الناس أخفى من دبيب النمل على الصفا. أو قال: الذرّ على الصفا في الليلة الظلماء'.]

وعن محمّد بن حمزة الدوري

[في بعض النسخ: السروي، وفي إثبات الهداة وغيره: السروري.] قال: كتبت على يدي أبي هاشم داود بن القاسم وكان لي مؤاخياً إلى أبي محمّد الحسن أسأله أن يدعو اللَّه لي بالغنى وكنت قد أملقت

[في "أ": بلغت.] وقلّت ذات يدي وخفت الفضيحة، فخرج الجواب على يده: أبشر فقد أتاك الغنى غنى اللَّه تعالى، مات ابن عمّك يحيى بن حمزة وخلّف مائة ألف درهم ولم يترك وارثاً سواك وهي واردة عليك "فاشكراللَّه" وعليك بالاقتصاد وإيّاك والإسراف فإنّه من فعل الشيطان. فورد عليَّ المال والخبر بموت ابن عمّي كما قال عن أيّام قلائل، وزال عنّي الفقر، فأدّيت حقّ اللَّه تعالى وبررت إخواني وتماسكت بعد ذلك وكنت مبذراً

[انظر كشف الغمّة: 3 / 314، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 3 / 427 ح 101، البحار: 50 / 292، نور الأبصار: 341.]

وعن إسماعيل بن محمّد بن عليّ بن إسماعيل بن عليّ بن عبداللَّه بن العباس قال: قَعَدْتُ لأبي محمّد الحسن على ظهر الطريق

[في "أ": باب داره حتّى خرج.] فلمّا مرَّ قمت في وجهه شكوت

إليه الحاجة والضرورة وحلفت له ليس عندي درهم

[في "أ": وأقسمت أني لا أملك الدرهم.] فما فوقه، فقال: تحلف باللَّه كاذباً

[في "أ": تقسم وقد....] وقد دفنت مائتي دينار وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطية، اعطه يا غلام ما معك، فأعطاني غلامه

[في "أ": الغلام.] مائة دينار فشكرت له وولّيت، فقال: ما أخوفني أن تفقد المائتي دينار أحوج ما تكون إليها، فذهبت إليها فافتقدتها فإذا هي في مكانها فنقلتها إلى موضعٍ آخر ودفنتها من حيث لايطّلع عليها أحد، ثمّ قعدت مدّة طويلة فاضطررت إليها فجئت أطلبها من

[في "أ": في.] مكانها فلم أجدها فجننت وشقّ ذلك عليَّ، فوجدت ابناً لي قد عرف موضعها

[في "أ": مكانها.] وأخذها وأبعدها ولم يحصل لي شي ء، فكان كما قال

[انظر المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 432 مع اختلاف في اللفظ، ومثله في الكافي: 1 / 426 ح 14، والبحار: 50 / 280 ح 56، الخرائج والجرائح: 1 / 427 ح 6، إعلام الورى: 352، الثاقب في المناقب: 578 ح 527، إثبات الوصية للمسعودي: 214. وورد في الإرشاد: 2 / 332 '... فقال لي: إنّك تُحرَم الدنانير الّتي دفنتها أحوج ما تكون إليها وصدَق عليه السلام وذلك أنني أنفقت ما وصلنى به واضطررت ضرورةً شديدة إلى شي ء اُنفقه، وانغلقت عليَّ أبواب الرزق، فنبشتُ عن الدنانير الّتي كنت دفنتها فلم أجدها، فنظرت فإذا ابنٌ لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب، فما قدرتُ منها على شي ء'.]

وحدّث أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري قال: كنت في الحبس "المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر"الّذي بالجوشق أنا والحسن بن محمّد العقيقي

[في "د": العتقي.]

[هو الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبداللَّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، اُمه اُم عبداللَّه بنت عبداللَّه بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام وقد حبس مع الإمام عند صالح بن وصيف.] ومحمّد بن إبراهيم العمري وفلان وفلان خمسة ستة من الشيعة إذ ورد

[في "أ": دخل.] علينا

أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهما السلام وأخوه جعفر فحففنا بأبي محمّد

[أي إلى خدمته.] وكان المتولّى لحبسه صالح بن الوصيف الحاجب وكان معنا في الحبس رجل جمحي "يقال: إنّه علوي" قال: فالتفت إلينا أبو محمّد وقال لنا سراً: لولا أنّ فيكم مَن ليس منكم لأعلمتكم متى يفرّج عنكم

[في "أ": لولا أنّ هذا الرجل فيكم لأخبرتكم متى يفرج عنكم.]، وترى هذا الرجل فيكم قد كتب فيكم قصّته إلى الخليفة يخبره فيها بما تقولون فيه وهي مدسوسة معه في ثيابه يريد أن يوسع الحيلة في إيصالها إلى الخليفة من حيث لا تعلمون فاحذروا شرّه.

قال أبو هاشم: فما تمالكنا أن تحاملنا جميعاً على الرجل ففتّشناه فوجدنا القصّة مدسوسة معه بين ثيابه وهو يذكرنا فيها بكلّ سوء، فأخذناها منه وحذّرناه

[انظر إعلام الورى: 354 وفيه 'بالجوسق' ولعلّه الصحيح ومعناه: القصر، إثبات الهداة: 3 / 416، نور الأبصار: 338، البحار: 50 / 254 مع اختلاف في الألفاظ، مقاتل الطالبيين: 456.]

وكان الحسن يصوم في السجن فإذا افطر أكلنا معه من طعامه وكان يحمله إليه غلامه في جونة مختومة. قال أبو هاشم: فكنت أصوم معه، فلمّا كان ذات يوم ضعفتُ من الصوم فأمرت غلامي فجاءني بكعك فذهبت إلى مكان خالي في الحبس فأكلت وشربت ثمّ عدت إلى مجلسي مع الجماعة ولم يشعر بي أحد، فلمّا رآني تبسّم وقال: أفطرت؟ فخجلت، فقال: لا عليك يا أبا هاشم إذا رأيت انّك قد ضعفت وأردت القوّة فكل اللحم فإنّ الكعك لاقوّة فيه، وقال: عزمت عليك أن تفطر ثلاثاً فإنّ البنية إذا أنهكها الصوم لاتتقوّى إلّا بعد ثلاث

[إثبات الهداة: 3 / 416، وراجع المصادر السابقة.]

قال أبو هاشم: ثمّ لم تطل مدّة أبي محمّد الحسن في الحبس إلّا أن قحط الناس بسرّ من رأى قحطاً شديداً، فأمر الخليفة المعتمد على اللَّه ابن المتوكّل بخروج الناس إلى الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام يستسقون ويدعون فلم يُسقوا، فخرج

الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء وخرج معه النصارى والرهبان وكان فيهم راهب كلّما مدّ يده إلى السماء ورفعها هطلت بالمطر. ثمّ خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم أوّل يوم فهطلت السماء بالمطر وسُقوا سقياً شديداً حتّى استعفوا، فعجب الناس من ذلك وداخلهم الشكّ وصفا بعضهم إلى دين النصرانية، فشقّ ذلك على الخليفة فأنفذ إلى صالح بن وصيف أن أخرج أبا محمّد الحسن بن عليّ من السجن وائتني به.

فلمّا حضر أبو محمّد الحسن عليه السلام عند الخليفة قال له: أدرك اُمّة جدّك محمّدصلى الله عليه وآله فيما لحق بعضهم في هذه النازلة، فقال أبو محمّد: دعهم يخرجون غداً اليوم الثالث، قال: قد استعفى الناس من المطر واستكفوا فما فائدة خروجهم؟ قال: لاُزيل الشكّ عن الناس وما وقعوا فيه من هذه الورطة الّتى أفسدوا فيها عقولاً ضعيفة.

فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان أن يخرجوا أيضاً في اليوم الثالث على جاري عادتهم وأن يخرجوا الناس، فخرج النصارى وخرج لهم أبو محمّد الحسن ومعه خلق كثير فوقف النصارى على جاري عادتهم يستسقون إلّا أنّ ذلك الراهب مدّ يديه رافعاً لهما إلى السماء ورفعت النصارى والرهبان أيديهم على جاري عادتهم فغيّمت السماء في الوقت ونزل المطر. فأمر أبو محمّد الحسن القبض على يد الراهب وأخذ ما فيها فإذا بين أصابعه

[في "أ": أصابعها.] عظم آدمي، فأخذه أبو محمّد الحسن ولفّه في خرقة وقال: استسق، فانكشف السحاب وانقشع الغيم وطلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك وقال الخليفة: ما هذا يا أبا محمّد؟ فقال: عظم نبيّ من أنبياء اللَّه عزّوجلّ ظفر به هؤلاء من بعض قبور

[في "أ": فنون، وهو اشتباه.] الأنبياء، وما كشف نبيّ عن عظم تحت السماء إلّا هطلت بالمطر. واستحسنوا

[في "أ": استحموا.] ذلك فامتحنوه فوجدوه كما قال.

فرجع أبو محمّد الحسن إلى داره بسرّ من رأى وقد أزال عن الناس هذه الشبهة، وقد سرّ الخليفة والمسلمون ذلك، وكلّم أبو محمّد الحسن الخليفة في إخراج أصحابه الذين كانوا معه في السجن فأخرجهم وأطلقهم له، وأقام أبو محمّد الحسن بسرّ من رأى بمنزله بها معظّماً مكرّماً مبجّلاً، وصارت صِلات الخليفة وأنعامه تصل إليه في منزله إلى أن قضي تغمّده اللَّه برحمته

[انظر الصواعق المحرقة: 207، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 425 مختصراً، وفيه المتوكل وهو تصحيف عن المعتمد، ينابيع المودّة: 3 / 130 و131 مختصراً ط اُسوة.]

وعن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عيسى بن الفتح قال: لمّا دخل علينا أبو محمّد الحسن السجن قال لي: يا عيسى لك من العمر خمس وستون سنة وشهر ويومان. قال: وكان معي كتاب "دعاء" فيه تاريخ ولادتي فنظرت فيه فكان كما قال. ثمّ قال لي: هل اُرزقت ولداً؟ فقلت: لا، قال: اللّهمّ ارزقه ولداً يكون له عضداً فنِعمَ العضد الولد ثمّ أنشد:

من كان ذا عضد يدرك ظلامته++

إنّ الذليل الّذي ليست له عضد

فقلت له: يا سيّدي وأنت لك ولد؟ فقال: واللَّه سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وأمّا الآن فلا، ثمّ أنشد متمثّلاً:

لعلّك يوماً أن تراني كأنّما++

بني حوالي الاُسود اللوابد

فإنّ تميماً قبل أن يلد العصا++

أقام زماناً وهو في الناس واحد

وعن الحسن بن محمّد الأشعري عن أحمد بن عبيداللَّه

[في "أ": عبد اللَّه. وكذلك في إعلام الورى: 376.] بن خاقان قال: لقد ورد على الخليفة المعتمد على اللَّه أحمد بن المتوكّل في وقت وفاة أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري ما تعجّبنا منه ولاظنّنا أنّ مثله يكون من مثله، وذلك أنه لمّا اعتلّ أبو محمّد ركب خمسة من دار الخليفة من خدّام أمير المؤمنين وثقاته

وخاصّته، كلّ منهم نحرير فقه، وأمرهم بلزوم دار أبي الحسن وتعرّف خبره وحاله ومشاركتهم له بحاله وجميع ما يحدث له في مرضه، وبعث إليه من خدّام المتطبّبين وأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده

[في "أ": وتعهده.] صباحاً ومساءً.

فلمّا كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثاً أخبروا الخليفة بأنّ قوّته قد سقطت وحركته قد ضعفت، وبعيد أن يجي ء منه شي ء فأمر المتطبّبين بملازمته وبعث الخليفة إلى القاضي ابن بختيار ان يختار عشرة ممّن يثق بهم وبدينهم وأمانتهم يأمرهم إلى دار أبي محمّد الحسن وبملازمته ليلاً ونهاراً، فلم يزالوا هناك إلى أن توفّي بعد أيام قلائل

[انظر كمال الدين: 1 / 40- 42، الغيبة للطوسي: 165 باختلاف يسير في اللفظ وفيه 'أحمد بن عبيد بن خاقان... بعث جعفر بن عليّ...' والمستفاد من هذا أن النظام العباسي كان يحسب لمرض الإمام حساباً خاصّاً ولذلك انّه لمّا أخبر جعفر بن عليّ عبيداللَّه بمرض الإمام قام إلى الخليفة من فوره ثمّ رجع مستعجلاً ومعه خمسة من خاصّة الخليفة... ثمّ يرسل المتطبّبين إلى بيته تحت عنوان المعالجة ويرسل قاضي القضاة مع عشرة من المعروفين... والحقيقه أنّ الخليفة أرسل ثلاث بعثات: بعثة العيون والجواسيس، والبعثة الطبية بعنوان المعالجة، وبعثة القضاة لتبرئة النظام من خلال شهادتهم بأنّ الإمام عليه السلام مات حتف أنفه غير مسموم ولا مقتول.]

ولمّا رُفع خبر وفاته ارتجّت سرّ من رأى وقامت ضجّة واحدة "مات ابن الرضا"وعُطّلت الأسواق وغُلقت أبواب الدكاكين، وركب بنو هاشم والكتّاب والقوّاد والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى أن حضروا إلى جنازته، فكانت سرّ من رأى في ذلك شبيهاً بالقيامة

[انظر كمال الدين: 1 / 43.]

فلمّا فرغوا من تجهيزه وتهيئته بعث السلطان

[في "أ": الخليفة.] إلى "أبي" عيسى ابن المتوكّل أخيه "فأمره" بالصلاة عليه، فلمّا وُضعت الجنازة للصلاة دنا "أبو" عيسى منها

[في "أ": منه.]

وكشف عن وجهه وعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية وعلى القضاة والكتّاب والمعدلين فقال: هذا أبو محمّد العسكري مات حتف أنفه على فراشه، وحضره من خدّام أمير المؤمنين فلان وفلان. ثمّ غطّى وجهه وصلّى عليه وكبّر عليه خمساً وأمر بحمله ودفنه

[البحار: 50 / 328 بلفظ 'وأضاف أحمد بن عبيداللَّه قائلاً: فلمّا...' وفي كمال الدين: 2 / 475، وينابيع المودّة: 461 في حديث طويل عن أبي الأديان خادم الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام وحامل كتبه إلى الأمصار... ثمّ خرج عقيد فقال: يا سيّدي قد كُفِّن أخوك، فقم وصلِّ عليه. فدخل جعفر بن عليّ والشيعة من حوله يقدمهم السمّان والحسن بن عليّ قتيل المعتصم المعروف بسلمة.

فلمّا صرنا في الدار، إذا نحن بالحسن بن عليّ عليه السلام على نعشه مكفّناً، فتقدّم جعفر ليصلّي على أخيه، فلمّا همَّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجذب رداء جعفر وقال: يا عمّ، أنا أحقّ بالصلاة على أبي عليه السلام فتأخر جعفر، وقد اربدّ وجهه واصفرّ، فتقدّم الصبي فصلّى عليه عليه السلام.

وروى المجلسي في البحار: 52 / 5 عن أحمد بن عبداللَّه الهاشمي من ولد العبّاس قال: حضرت دار أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام بسرّ من رأى يوم توفي واُخرجت جنازته ووضعت، ونحن تسعة وثلاثون رجلاً قعود ننتظر، حتّى خرج علينا غلام عشاري، حافٍ عليه رداء قد تقنّع به، فلمّا أن خرج قمنا هيبةً له من غير أن نعرفه، فتقدّم وقام الناس فاصطفّوا خلفه، فصلّى عليه ومشى، فدخل بيتاً غير الّذي خرج منه.

وقال الشيخ الصدوق في كمال الدين: 1 / 43: ولم تمض لحظات من ارتحال الإمام العسكري عليه السلام إلّا وحاصروا الدار من قِبل المعتمد وأحاطوها، وأخذوا يفتّشون حجر البيت وزواياه.... وفي ج 2 ص 476 منه ذكر أنّ الّذي أخبر المعتمد بخبر الصبيّ حتّى يقيم عليه الحجة هو جعفر ولذلك وجّه المعتمد خدمه فقبضوا على صقيل الجارية فطالبوها بالصبي فأنكرته وادّعت حبلاً بها، لتغطّي حال الصبي، فسلّمت إلى أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيداللَّه بن يحيى بن خاقان فجأةً، وخرج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت عن أيديهم.]

وكانت وفاة أبي محمّد الحسن بن عليّ بسرّ من رأى في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل سنة ستين ومائتين للهجرة

[اتفق أكثر أهل التاريخ والسير على أن سنة انتقال الإمام العسكري إلى جوار ربّه هي سنة "260 ه" ولكنهم اختلفوا في شهر الوفاة ويومها. فالّذي عليه المصنّف رحمهم الله والبغدادي في تاريخه: 7 / 366، والإرشاد: 2 / 336، وابن طولون في الأئمة الاثنا عشر: 113، والكفعمي في المصباح: 510، والطبرسي في إعلام الورى: 349، والشهيد الأوّل في الدروس: 154 هو يوم الجمعة لثمان ليالٍ خلون من شهر ربيع الأوّل.

وقيل في اليوم الأوّل من شهر ربيع الأوّل كما في البحار: 50 / 335، وكذلك في المصباح للكفعمي: 510 في رواية اُخرى .

وقيل في اليوم الثامن من شهر جمادى الاولى كما في وفيات الأعيان: 2 / 94، والأئمة الاثنى عشر: 113 في رواية اُخرى .

وقيل في شهر ربيع الثاني كما في إثبات الوصية للمسعودي: 248 والمنتظم: 5 / 22.

وقيل في اليوم السادس من شهر ربيع الأوّل كما في مرآة الجنان: 2 / 172.

والمشهور هو الرأي الأوّل كما صرّح به الشيخ المفيد في الإرشاد حيث قال: مرض أبو محمّد الحسن عليه السلام في أوّل شهر ربيع الأوّل سنة ستين ومائتين، ومات يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر.

أمّا الّذي ذكر بأنّ سنة وفاته عليه السلام هي "260 ه" كما ذكرنا سابقاً فمصادر كثيره منها على سبيل المثال لا الحصر: مرآة الجنان: 2 / 172، اللباب: 2 / 340، كفاية الطالب: 458، إثبات الوصية للمسعودي: 248، تذكرة الخواصّ: 324، شذرات الذهب لابن العمار: 2 / 141، العبر في اخبار من غبر: 1 / 273، الأنوار النعمانية: 1 / 384، المنتظم: 5 / 22، حبيب السير لخواند أمير: 2 / 98 هذا بالإضافة إلى المصادر السابقة.]، ودُفن في البيت الّذي دُفن

فيه أبوه بدارهما من سرّ من رأى وله يومئذ من العمر ثمان وعشرون سنة

[انظر الإرشاد للمفيد: 2 / 313، و: 336 ط آخر، الكافي: 1 / 503 ولكن في مروج الذهب: 4 / 199، والبحار: 50 / 336 قبض... وهو ابن تسع وعشرين وهو أبو المهدي المنتظر... وانظر تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 87 و199 بلفظ 'وكان عمره تسعاً وعشرين سنة منها بعد أبيه خمس سنين وثمانيه أشهر وثلاثه عشر يوماً' عن ابن الخشّاب.] وكانت مدّة إمامته ست سنين

[في "ب": سنتين.

تنبيه: لا يخفى أنّ مدّة إمامة الإمام العسكري عليه السلام ستّ سنوات كما ذكرت المصادر التاريخية والّتي أشرنا إليها سابقاً عند استشهاد الإمام الهادي عليه السلام والّتي كانت سنة "254 ه" وقبل قليل ذكرنا أنّ استشهاد الإمام العسكري عليه السلام سنة "260 ه" باتفاق المؤرّخين وأشرنا إلى المصادر التاريخية فكيف يعقل أن تكون مدّة إمامته سنتين كما ورد في نسخة "ب"؟

اللّهمّ إلّا إذا كان المقصود بأنّ مدّة إمامته في زمن المعتزّ وهي بقية ملكه وهذا هو الصحيح منه خلال عبارته لا كما تصوّرها البعض. والدليل على ذلك أيضاً أنّ الإمام العسكري عليه السلام عاصر ثلاثة من خلفاء بني العباس، وهم المعتزّ والمهتدي والمعتمد، فالمعتزّ كما ذكرنا سابقاً بويع له بسرّ من رأى يوم الخميس لسبع خلون من المحرّم سنة "252 ه" كما في البداية والنهاية: 11 / 10 و11 واليعقوبي في تاريخه: 2 / 500. وأضاف ابن كثير في ص 16 'ولثلاث بقين من رجب من هذه السنة- 255 ه- خُلع الخليفة المعتزّ باللَّه...' وخلال هذه الفترة الزمنية واصل المعتزّ باللَّه السير على خط أسلافه في تعاملهم مع الإمام الهادي والإمام العسكري عليهما السلام تحت الرقابة الشديدة، ولذا نرى قصة سجن الإمام عليه السلام أوردها الكليني في الكافي: 1 / 512 وكذلك في الإرشاد للمفيد: 2 / 334، و: 342 ط آخر، وكشف الغمّة: 2 / 206 وغيرهم من المصادر الّتي أشرنا إليها سابقاً.

أمّا المهتدي باللَّه فقد كانت بيعته يوم الأربعاء لليلة بقيت من رجب في سنة "255 ه" كما يذكر ابن كثير في البداية والنهاية: 11 / 23 وابن الأثير في الكامل في التاريخ: 7 / 333. وهذا الخليفة الّذي مجّدت الأقلام المأجورة بحقّه وجعلته من أحسن الخلفاء مذهباً وورعاً وزهادة كما يقول ابن كثير وغيره هو على خلاف الحقيقة، فقد كان المهتدي باللَّه متزهّداً لازاهداً... وكان أكثر حسداً وحقداً من غيره على أهل البيت عليهم السلام وهو الّذي بدأ بقتل الموالي وقال مقولته المشهورة: واللَّه لاُجلينّهم عن جديد الأرض. انظر الكافي: 1 / 510 ح 16.

وقُتل المهتدي يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة "256 ه". وفي نفس اليوم الّذي قُتل فيه المهتدي بويع المعتمد العبّاسي بالخلافة وكان عمره خمساً وعشرين. ذكر ذلك المسعودي في مروج الذهب: 4 / 198، واليعقوبي في تاريخه: 2 / 507، وابن الأثير الكامل في التاريخ: 7 / 233.] كانت في بقية ملك المعتزّ ابن المتوكّل، ثمّ ملك المهتدي ابن

الواثق أحد عشراً شهراً، ثمّ ملك المعتمد على اللَّه أحمد ابن المتوكّل ثلاث وعشرين سنة مات في أوائل دولته

[انظر المصادر السابقة.]

خلّف أبو محمّد الحسن من الولد ابنه الحجّة القائم المنتظر لدولة الحقّ، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وشدّة طلب

[في "أ": وخوف.] السلطان وتطلّبه للشيعة

وحبسهم والقبض عليهم

[المعروف بين الشيعة الإمامية بل المشهور أنّه عليه السلام ليس له ولد إلّا المهدي المنتظر "عج" كما صرّح به الشيخ المفيد: 2/339، و: 346 ط آخر بلفظ 'ولم يخلّف أبوه ولداً ظاهراً ولا باطناً غيره وخلّفه غائباً مستتراً' هذا هو المتفق عليه. أمّا تخرّصات جعفر بن عليّ الكذّاب انّه ليس له عقب ولم يخلّف ولداً كما ورد في كشف الاستار: 57 وكما تقول بعض فرق الزيدية كما جاء في مقدمة كمال الدين: 79 فهو قول باطل بما استدللنا عليه سابقاً من أنّ الأئمّة عليهم السلام منصوص عليهم فلاحظ المصادر السابقة والنصوص.

أمّا قول نصر بن عليّ الجهضمي- على ما رواه عنه ابن أبي الثلج البغدادي في تاريخ الأئمّة عليهم السلام: 21، والنجم الثاقب للمحدّث النوري: 136 بأنّ للإمام الحسن العسكري ولد 'م ح م د' وموسى وفاطمة وعائشة- فهو أيضاً باطل لم يقل به أحد من المؤرّخين سواه بل تفرد هو به.

أمّا ما ادّعاه الشلمغاني في كتاب الأوصياء عن إبراهيم بن إدريس كما ذكر الشيخ الطوسي في الغيبة: 148 بلفظ 'قال: وجّه إليَّ مولاي أبو محمّدعليه السلام بكبش وقال: عقه عن ابني فلان وكل وأطعم أهلك، ففعلت، ثمّ لقيته بعد ذلك فقال لي: المولود الّذي ولد لي مات، ثمّ وجّه إليَّ بكبشين وكتب 'بسم اللَّه الرحمن الرحيم، عقّ هذين الكبشين عن مولاك وكل هنّأك اللَّه وأطعم إخوانك، ففعلت، ولقيته بعد ذلك فما ذكر لي شيئاً'.

فالجواب على صحة الرواية وغضّ الطرف عن الشلمغاني فإنّ هذا لاينافي القول من أنه عليه السلام لم يخلف سوى الحجّة وإن كان مخالفاً للمشهور والمعروف لأنّ الأوّل مات في حياة أبيه عليه السلام.

أمّا القول الّذي ذكره المامقاني في تنقيح المقال: 1 / 190 بأنّ له عليه السلام ذكراً واُنثى لاغير فهذا هو رحمه الله يضعّفه بقوله 'وجدت هذا الجدول في بعض الكتب الرجالية المعتمدة، فأحببت إثباته تسهيلاً للأمر، ولاألتزم بصحّة جميع ما فيه، فإنّ في جملةٍ منه خلافاً' علماً بأنّ العلّامة المامقاني رحمه الله لم يذكر لنا الكتب الرجالية الّتي اعتمد عليها.

أمّا القصة الأولى الّتي ذكرها الصدوق رحمه الله في كمال الدين: 2 / 445 ب 43 ح 19 عن إبراهيم بن مهزيار وكذلك القصة الثانية الّتي ذكرها في نفس الكتاب: 465 ففيها مورد تحقيق ولعلماء الرجال لهم فيها أقوال، فلاحظ معجم رجال الحديث للسيد الخوئي قدس سره: 1 / 306، والغيبة للطوسي: 159 تجدهما بسندٍ آخر عن عليّ بن إبراهيم بن مهزيار، غير انه لم يرد فيها ذكر الصريحين محمّد وموسى.]، وتولّى جعفر بن عليّ أخوه

[تقدّمت ترجمته.] وأخذ تركته واستولى عليها وسعى في حبس جواري أبي محمّد

[في "أ": حبس مواليه.] وشنع على أصحابه عند السلطان، وذلك لكونه أراد القيام عليهم مقام أخيه فلم يقبلوه لعدم أهليّته لذلك ولا

ارتضوه، وبذل جعفر على ذلك مالاً جليلاً لوليّ الأمر فلم يتّفق له ولم يجتمع عليه اثنان

[انظر الإرشاد للمفيد: 2 / 336- 337 و: 325 ط آخر مع إختلاف يسير في بعض الألفاظ. وانظر أيضاً بحار الأنوار: 50/334، المناقب لابن شهرآشوب: 4/422، كمال الدين للشيخ الصدوق: 2/408، مروج الذهب للمسعودي: 4 / 199، الإحتجاج للطبرسي: 2 / 279، دلائل الإمامة للطبري: 223.]

ذهب كثير من الشيعة إلى أنّ أبا محمّد الحسن مات مسموماً

[تقدّمت استخراجاته.] وكذلك أبوه وجدّه وجميع الأئمّة الذين من قبلهم، خرجوا كلّهم تغمّدهم اللَّه برحمته من الدنيا على الشهادة، واستدلّوا على ذلك ممّا روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: مامنّا إلّا مقتولٌ أو شهيد

[انظر إعلام الورى: 349، اعتقادات الشيخ الصدوق: 99، البحار: 50 / 335 و 338، و: 49 / 285، المصباح للكفعمي: 510، جيب السير: 2 / 98، عيون أخبار الرضا: 2 / 200- 202، الغيبة للطوسي: 238، إثبات الهداة: 3 / 757. وخالف الشيخ المفيد رحمه الله سائر علماء الشيعة في هذه المسألة وتردّد بالقول بقتل أكثر الأئمّة بالسمّ على يد طواغيت زمانهم... انظر أوائل المقالات: 238.]

مناقب سيّدنا أبي محمّد الحسن العسكري دالّة على أنّه السري

[السري: صاحب المروءة والشرف.] ابن السري، فلايشكّ في إمامته أحد ولايمتري، واعلم إن بيعت

[في "أ": أنه يبعث.] مكرمة فسواه بايعها وهو المشتري، واحد زمانه من غير مدافع، ويسبح

[في "ب": نسيج.] وحده من غير منازع، وسيّد أهل عصره، وإمام أهل دهره، أقواله سديدة، وأفعاله حميدة، وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة، وإن انتظموا عقداً كان مكانه الواسطة الفريدة، فارس العلوم الّذي لاتجاري، ومبين غوامضها فلا يحاول ولايماري، كاشف الحقائق بنظره الصائب، مظهر الدقائق بفكره الثاقب، المحدّث في سرّه

بالاُمور الخفيّات، الكريم الأصل والنفس والذات، تغمّده اللَّه برحمته وأسكنه فسيح جنانه بمحمّدصلى الله عليه وآله آمين

[هذا ما قاله ابن الصبّاغ المالكي في حقّه عليه السلام. وانظر ماقاله العلّامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ: 324، والعلّامة محمّد أبو الهدى أفندي في كتابه ضوء الشمس: 1 / 119، والشهيد القاضى الشوشتري في إحقاق الحقّ: 19 / 621، والشبراوي الشافعي في الاتحاف بحبّ الأشراف: 178، والعلامة عبّاس المكّي في نزهة الجليس: 2 / 120، ابن شدقم في زهرة المقول في نسب ثاني فرعي الرسول: 63، والهاشمي الحنفي في أئمّة الهدى: 138، ويوسف النبهاني في حياة الإمام العسكري عليه السلام: 67 نقلاً عن جامع كرامات الأولياء: 1 / 389، والبستاني في دائرة المعارف: 7 / 45، والعبّاس بن نور الدين عن نزهة الجليس: 2 / 184، والسيّد محمود أبو الفيض المنوفي في منهل الصفا: 111، والشيخ المفيد في الإرشاد: 2 / 313، و: 334 ط آخر، وانظر أيضاً مناقب آل أبي طالب للمازندراني: 4 / 421، والإربلي في كشف الغمّة: 3 / 223 والقطب الراوندي في الخرائج والجرائح: 2 / 901.]

ذكر أبي القاسم محمّد


الحجّة الخلف الصالح ابن أبي محمّد الحسن الخالص عليه السلام

وهو الإمام الثاني عشر

[تقدّمت تخريجات النصوص الدالّة على أسماءهم وعددهم من قِبل النبيّ صلى الله عليه وآله. أمّا النصوص الواردة عليه بالذات فكثيرة وسنذكرها في طيّات البحث الخاصّ به عجّل اللَّه فرجه. والآن نذكر طرفاً منها على سبيل المثال لاالحصر:

روى الكليني في الكافي: 1 / 447 ح 10، وشيخ الصدوق في كمال الدين: 326 ح 4، وكذلك في الخصال: 478 ح 43، وأيضاً في عيون أخبار الرضا: 1 / 55 ح 21، والغيبة للطوسي: 141 ح 105، وإعلام الورى لأمين الإسلام الطبرسي: 366 عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه السلام قال: إنّ اللَّه عزّ اسمه أرسل محمّداًصلى الله عليه وآله إلى الجنّ والإنس، وجعل من بعده اثني عشر وصيّاً، منهم مَن سبق ومنهم مَن بقي، وكلّ وصيّ جرت به سُنّة. فالأوصياء الذين من بعد محمّدصلى الله عليه وآله على سنّة أوصياء عيسى عليه السلام وكانوا اثني عشر، وكان أمير المؤمنين عليه السلام على سُنّة المسيح عليه السلام.

وفي الكافي: 1 / 264 ح 1، وإعلام الورى: 413 عن محمّد بن عليّ بن بلال قال: خرج إليَّ أمرُ أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليه السلام قبل مضيّه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده، ثمّ خرج إليَّ من قبل مضيّه بثلاثة أيّام يخبرني بالخلف من بعده.

وفي الكافي أيضاً: 1 / 264 ح 3، والغيبة للطوسي: 234 ح 203، وإعلام الورى: 414، والبحار: 52 / 60 ح 48. عن عمرو الأهوازي قال: أراني أبو محمّد ابنه عليهما السلام وقال: هذا صاحبكم بعدي.

وفي الكافي: 1 / 264 ح 12، وكمال الدين: 381 ح 5، و 648 ح 4، وعلل الشرايع: 245 ح 5، وإثبات الوصية للمسعودي: 224، وكفاية الأثر لخزّاز: 288، والغيبة للطوسي: 202 ح 169، وإعلام الورى: 351 عن داود بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن محمّدعليه السلام يقول: الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ قلت: ولِمَ جعلني اللَّه فداك؟ فقال: لأنّكم لاترون شخصه ولايحلّ لكم ذكره باسمه، فقلت: فكيف نذكره؟ قال: قولوا الحجّة من آل محمّدعليهم السلام.

انظر عقد الدرر: ب 2 / 41 و 42، وينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 448، صحيح الترمذي: 2 / 46، مسند أحمد: 1 / 376، صحيح أبي داود: 2 / 207، مستدرك الحاكم: 4 / 465، نور الأبصار للشبلنجي: 345، منتخب الأثر: 168، منتخب كنز العمّال: 6 / 34، كمال الدين: 319، غاية المرام: 696، سنن ابن ماجة: 2 / 1366، الجامع الكبير: 2 / 377، الصواعق المحرقة: 99، جواهر العقدين: 2 / 268 و 282، فرائد السمطين للجويني: 2 / 13 ح 431، الغيبة للنعماني: 66، العمدة لابن البطريق: 416، صحيح البخاري: 8 / 104، مودة القربى: 29 المودّة العاشرة، كشف الغمّة: 3 / 283.

إنّه لايعيش في المجتمعات البشرية ولايقصده الناس ويلتقي بهم ويرونه ويسألونه كما هو شأن الفرد والإنسان العادي من أبناء الجنس البشري، وهذا المعنى لايوجد في ذهن أيّ فرد شيعي وإلّا تخرق قاعدة اللطف الالهي، وقد شاء اللَّه تعالى بلطفه بعباده وحكمته في خلقه ورحمته بهم أن يرعى البشرية ويوفر للناس ما يصلحهم ومايقرّبهم إليه ويبعدهم عن الشقاء والمعصية. وبهذا يشكّل وجود الأنبياء مظهراً من مظاهر هذا اللطف الالهي كما قال تعالى "وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِير" فاطر: 24.] وتاريخ ولادته ودلائل إمامته

وذكر طرفٍ من أخباره وغَيبته ومدّة قيام دولته وذكر كنيته ونسبه

وغير ذلك ممّا يتّصل به رضى الله عنه وأرضاه

قال صاحب الإرشاد الشيخ المفيد أبو عبداللَّه محمّد بن محمّد بن النعمان

رحمه اللَّه تعالى: و كان الإمام بعد أبي محمّد الحسن ابنه محمّداً "المسمّى باسم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله المكنّى بكنيته" ولم يخلّف أبوه ولداً غيره ظاهراً ولاباطناً، وخلّفه أبوه غائباً مستتراً

[انظر الإرشاد للمفيد: 2 / 339.] بالمدينة وكان سنّه

[في "أ": عمره.] عند وفاة أبيه خمسَ سنين،

آتاه اللَّه تعالى فيها الحكمة "وفصل الخطاب، وجعله آيةً للعالمين" كما آتاها يحيى صبيّاً وجعله إماماً في حال الطفولية "الظاهرة"كما جعل عيسى بن مريم في المهد نبيّاً. وقد سبق النصّ عليه في ملّة الإسلام من نبيّ الهدى

[في "أ": النبي محمّد.] عليه الصلاة والسلام، ثمّ

[في "أ": وكذلك.] من جدّه "أمير المؤمنين" عليّ بن أبي طالب "ونصّ عليه الأئمّة عليهم السلام واحداً بعد واحد إلى أبيه عليه السلام، ونصّ أبوه عليه عند ثقاته وخاصّة شيعته، وكان الخبر بغَيبته ثابتاً قبل وجوده، وبدولته مستفيضاً قبل غَيبته" ومن بقية آبائه أهل الشرف والمراتب، و هو صاحب السيف و القائم بالحقّ المنتظَر "لدولة الإيمان"كما ورد ذلك في صحيح الخبر، وله قبل قيامه غَيبتان

[لكلمة الغَيبة هنا معنيان:

انه عليه السلام يختفي بجسمه عن العيون، مع كونه موجوداً، فهو يرى الناس ولايرونه، كما أنّ العيون لاترى الأرواح ولا الملائكة ولا الجنّ مع تواجدها في المجتمعات البشرية، وقد تظهر الملائكة حتّى لغير الأنبياء كما ظهرت لسارة زوجة إبراهيم عليهما السلام ولمريم بنت عمران عليهما السلام أمّا للأنبياء فقد ظهر جبرائيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وكذلك ظهرت يوم بدر للمسلمين... الخ.

وهنالك أدلّة تثبت ذلك للإمام المهدي عجّل اللَّه فرجه، فقد ورد في كمال الدين: 381 ح 5، و648 ح 4، و 319 بإسناده عن الريّان بن الصلت قال: سمعته يقول: سئل أبو الحسن الرضاعليه السلام عن القائم عليه السلام فقال: لايرى جسمه ولايسمى باسمه... وأخرج عن الصادق عليه السلام قال: الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولايحلّ لكم تسميته. وعن زرارة قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولايرونه.

وهذا هو السبب الّذي جعل الإمام عليه السلام يختفي عن طريق الإعجاز الإلهي عن عيون الظالمين من بني العبّاس وبقية الظالمين، وفي اختفائه هذا مأمن قطعي من أيّ مطاردة أو تنكيل، وله اُسوة بجده صلى الله عليه وآله عند ما غيّب عن أبصار قريش حينما اجتمعوا على قتله فقد خرج من بينهم وهم لايشعرون. ولذا فهوعليه السلام محتجباً عن أعين الناس إلّا أنّه كان يلتقي بخواصّه من المؤمنين الصالحين بحدود المصلحة، فإن اقتضت الضرورة أن يظهر ظهوراً تامّاً تحقّق ذلك ثمّ يحتجب فجأةً فلايراه أحد بالرغم من وجوده في نفس المكان، وإذا اقتضت الضرورة أن يكون ظهوره لشخص دون آخر تعيّن ذلك. ومن أراد المزيد فليراجع تاريخ الغيبة الصغرى للسيّد محمّد الصدر: 314 فانه ظهرعليه السلام لعمّه جعفر الكذّاب مرّتين ثمّ اختفى من دون أن يعلم أين ذهب، وانظر النجم الثاقب للمحدّث النوري: 351.

ويتفرّع على هذا أنّ الناس يرونه عليه السلام بشخصه دون أن يعرفوه أو ملتفتين إلى حقيقته، ولذا أصبح لايكاد يتصل بالنّاس إلّا عن طريق سفرائه الأربعة، ثمّ تقدّمت السنيين وتقدّمت الأجيال فقلّ الذين عاصروا الإمام العسكري وشاهدوا ابنه عليهما السلام حتّى انقرضوا. وأمّا الجيل الّذي يشكّل التيّار العامّ فلايعرف أيّ سحنة وشكل إمامه عجّل اللَّه فرجه بحيث لو واجهوه لما عرفوه البتة إلّا بإقامة الدليل القطعي، وبهذا يمكن للإمام المهدي عجّل اللَّه فرجه أن يعيش في أيّ مكان يختاره وتكون حياته عادية كحياة أيّ شخص يكتسب عيشه ويعمل.

والأخبار بهذا واردة منها ما أخرجه الشيخ الطوسي في الغيبة: 221 عن السفير الثاني محمّد بن عثمان العمري أنه قال: واللَّه إنّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كلّ سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولايعرفونه. ولهذا فإنّ الاختفاء بالجسم هو المأمن الوحيد عن الخطر. ولذا يقول عليه السلام لسفيره محمّد بن عثمان: فإنهم إن وقفوا على الاسم أذاعوه، وإن وقفوا على المكان دلّوا عليه. انظر الغيبة للطوسي: 222. ونحن لسنا بصدد بيان الاطروحات وأيهنّ أصحّ ولكن نرجّح الثانية من خلال ترجيح أكابر العلماء لها.

أمّا ما ورد من شبهات وردود من قِبل بعض المشكّكين والحاقدين من أنّ الشيعة يعتقدون بأنّ الإمام غاب في السرداب، مع العلم أنه لايوجد ولم يوجد أحد من الشيعة يعتقد بذلك. انظر تاريخ الغيبة الصغرى للسيّد محمّد الصدر: 563 وقصة السرداب هي من المخاريق والأباطيل الّتي اتّهمت الإمامية بها دون إنصاف لتشويه عقيدتهم المشرّفة.

والسِرداب- بكسر السين- بناء تحت الأرض يُلْجأ إليه من حَرِّ الصيف وكانت أكثر البيوت والمساكن ولازالت لحدّ الآن في المناطق الحارّة وغيرها مزوّدة بالسِراديب، والسرداب لايزال موجوداً في جوار مرقد الإمامين الهادي والعسكري عليه السلام وبناؤه تجدّد مرّات عديدة والمكان نفسه لايتغيّر والزوّار يحترمون هذا السرداب لشرافته وقدسيته لانه كان مسكناً لثلاثة من الأئمّة عليهم السلام وهنا يتمثّل قول الشاعر

وما حُبُّ الديار شَغَفْن قلبي++

ولكنْ حُبُّ مَنْ سكن الديارا

ولكن انظر إلى قول المنحرفين والحاقدين وأصحاب الأقلام المأجوره تكتب شعراً

ما آنَ للسِرداب أنْ يَلِدَ الّذي++

سَمَّيتُمُوه بزعمكم إنسانا

وبقيت هذه الاُكذوبة تتداول وتنتقّل من جاهل إلى حاقد ومن كذّاب إلى دجّال، حتّى وصل الجهل بهم أن قال ابن خلدون في المقدمة: 359 إنّ السرداب في مدينة الحلّة بالعراق- الّتي تبعد عن سامراء مايقارب 300 كيلومتر- وأضاف: أنّ الشيعة يأتون في كلّ ليلة بعد صلاة المغرب بباب هذا السرداب... ويصرخون وينادون يا مولانا اخرُج إلينا! ويضيف ابن خلدون بأنّ الإمام المنتظر قد اعتقل مع اُمه في الحلّة وغاب فيها... ونحن لانريد أن نعلّق على هذه الأكاذيب إلّا أن نقول: ألا لعنة اللَّه على الكاذبين... ألا لعنة اللَّه على كلِّ مفترٍ أفّاك. ثمّ نقول: هل ذكر لنا ابن خلدون أحداً من مؤرخي الشيعة أو السنّة أنّ الإمام عليه السلام قد اعتُقل أو السلطة ألقت القبض عليه ولو مرّة واحدة بل ولو ساعة سواء في الحلّة أم سامراء أم بغداد؟!

وهناك قول آخر يذهب إليه السويدي في سبائك الذهب: 78 فيقول: وتزعم الشيعة أنه غاب في السرداب بسرّ من رأى والحرس عليه سنة "262 ه".

وهناك قول ثالث يقول في بغداد... وهاهو ابن تيمية يذهب إلى القول كما جاء في منهاج السنّة فيقول: إنّ الشيعة تعتقد أنّ الإمام باقٍ في السرداب الواقع في سامراء وينتظرون خروجه... ومثل ذلك قول ابن حجر في الصواعق المحرقة: 100. وسار القصيمي على منوالهم في كتابه الصراع بين الإسلام والوثنية: 1 / 374.

وانظر تعليق الشيخ الأميني رحمه الله في الغدير: 3 / 308 على هذا الافتراء الكاذب المصحوب بأقبح الألفاظ والّذي لايصدر من أدنى مسلم نطق بالشهادتين.

وعلى عكس هؤلاء المنكرين يوجد فريق آخر من المؤرّخين يؤمنون به وقالوا الكثير في حقّه من المدح والثناء، ولسنا بصدد بيان كلّ من قال بحقّه عجّل اللَّه فرجه بل نذكر طرفاً منهم على سبيل المثال لاالحصر مع ذكر مصادرهم علاوة على المصنّف ابن الصبّاغ المالكلي رحمه الله.

محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 2 / 79، و: 78 ط الحجر، القطب الراوندي في الخرائج والجرائح: 2 / 901، ابن العربي في الفتوحات المكّية: 3 / 429- 430، العلّامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ: 324، ابن الأثير في تاريخه: 5 / 373، الشبراوي الشافعي في الاتحاف بحبّ الأشراف: 178، القرماني في أخبار الدول: 117، إسماعيل أبو الفداء في تاريخه: 2 / 52، الهاشمي الحنفي في أئمة الهدى: 138، ابن خلّكان في وفيات الأعيان: 2 / 451، الذهبي في تاريخ دول الإسلام: 5 / 115، يوسف النبهاني في جامع كرامات الأولياء: 1 / 389، البستاني في دائرة المعارف: 7 / 45.

وكذلك والشبلنجي في نور الأبصار: 342- 349، العبّاس بن نور الدين في نزهة الجليس: 2 / 184، الشيخ المفيد في الإرشاد: 2 / 339، الإربلي في كشف الغمّة: 3 / 223، الزركلي في الأعلام: 6 / 309 و310، الكاشفي في روضة الشهداء: 326، أحمد دحلان في الفتوحات الإسلامية: 2 / 322، ابن شهرآشوب المازندراني في مناقب آل أبي طالب: 4 / 421، محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 473 وكذلك في البيان في أخبار صاحب الزمان: 81- 160، القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة: 3 / 171 ومابعدها ط اُسوة، و: 471 ط آخر.]

إحداهما

[في "أ": أحدهما.] أطول من الاُخرى، فأمّا الاُولى فهي القُصرى

[كانت للإمام المهدي "عج" غيبتان:

أ- صغرى : امتدت من ولادته سنة "255 ه" في حياة أبيه عليه السلام الّذي عايشه مدّة خمس سنوات، أو من وفاة أبيه عليه السلام سنة "260 ه" وحتّى سنة "328 أو 329 ه" وكان خلالها يتصل بأتباعه من خلال سفرائه الأربعة بعد وفاة أبيه عليه السلام.

ب- غيبة كبرى : والّتي بدأت بموت السفير الرابع عليّ بن محمّد سنة "328 أو 329 ه" والّتي انقطع اتصاله فيها بأتباعه وقواعده ووكلائه وحتّى يجي ء وقت القيام بالسيف.] منهما فمنذ وقت مولده

[في "أ": ولادته.] إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته، وأمّا الثانية فهي الّتي بعد الاُولى و في آخرها يقوم بالسيف، قال اللَّه تعالى: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن م بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ "

[الأنبياء: 105.]

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لن تنقضي

[في "أ": لم تنقض.] الأيّام والليالي حتّى يبعث اللَّه رجلاً من أهل بيتي يُواطئ اسمه اسمي يملؤها

[في "أ": يملأ الأرض.] عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً

[الإرشاد: 2 / 340. ووردت قطعة منه في مسند أحمد: 1 / 376، وتاريخ بغداد: 4 / 388، وعقد الدرر: الباب 2 ح 42، وكنز العمّال: 7 / 188، و: 14 / 268 ح 38675، وذخائر العقبى: 136، وغاية المرام: 743 ح 57، و699 ح 78، و700 ح 99، ومشكاة المصابيح: 3 / 1501 ح 5452، وسنن الترمذي: 3 / 343 ح 2331 و 2332، وسنن أبي داود: 3 / 309 ح 4282، و مودة القربى: 30، وفرائد السمطين للجويني: 2 / 324 ح 574، الجامع الصغير للسيوطي: 2 / 438 ح 7489، جواهر العقدين: 2 / 226، وينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 245 و 256 و 298، 385، 390، 391، صحيح الترمذي: 2 / 36، حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 5 / 75، مسند أحمد: 1 / 376 و 377 و 430 و 448، ذخائر العقبى للطبري: 136.]

وعن زرارة قال: سمعت أبا جعفر يقول: الأئمة الاثنا عشر كلّهم من آل محمّدصلى الله عليه وآله كلّهم محدّث، عليّ بن أبي طالب وأحد عشر من ولده، ورسول اللَّه وعليّ هما الوالدان صلّى اللَّه عليهما

[انظر الكافي: 1 / 448 ح 14، عيون أخبار الرضا: 1 / 56 ح 24، الخصال: 480 ح 49، الغيبة للطوسي: 151 ح 112، مناقب آل أبي طالب: 1 / 298، إعلام الورى: 369، الإرشاد: 2 / 347 بإختلاف يسير. وقريب من هذا اللفظ أيضاً عن زرارة كما جاء في الكافي: 1 / 448 ح 16، والخصال: 478 ح 44، و480 ح 51، وعيون أخبار الرضا: 1 / 56 ح 22 وزاد "... منهم الحسن والحسين ثمّ الأئمّة من ولد الحسين عليه السلام".]

وروي الحافظ أبو نعيم بسنده مرفوعاً إلى عبداللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لاتذهب الدنيا حتّى يملك

[في "أ": يبعث.] اللَّه رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي "واسم أبيه اسم أبي "

[هذا الحديث مع هذه الزيادة الموجوده فيه وكما ورد في نسخة "ب، د" أيضاً يختلف عن بقية الأحاديث الواردة حول الإمام المهدي عليه السلام من حيث السند والمتن، فمن حيث السند فالراوي "زائدة" وقد تُرجم له بأنه كان يُزيد في الأحاديث. أمّا من حيث المتن فقد روي هذا الحديث عن زرّ بطرق عديده وليس فيها "واسم أبيه اسم أبي" ممّا يدلّ على أن هذه الزيادة جاءت من تصرّفات الراوي... فلاحظ المصادر الّتي في الهامش الآتي.]، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً

[انظر حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 5 / 75، وغاية المرام: 698 ح 61، وقريب منه في مشكاة المصابيح: 3 / 151 ح 5452، سنن الترمذي: 3 / 343 ح 2331 و 2332 ولكن بلفظ '... حتّى يملك العرب رجل...' سنن أبي داود: 3 / 309 ح 4282، جواهر العقدين: 2 / 227 و 226، مودة القربى: 29، ينابيع المودّة: 3 / 389 و 256 و 262 و 268 ط اُسوة. مسند أحمد: 1 / 376 و 377 و 430 و 448، تاريخ الخطيب البغدادي: 4 / 388، كنز العمّال: 7 / 188، كفاية الطالب للكنجى الشافعي: 483.]

وروى ابن الخشّاب في كتابه مواليد أهل البيت يرفعه بسنده إلى عليّ بن موسى الرضاعليه السلام أنه قال: الخلف الصالح من ولد أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري، وهو صاحب الزمان القائم وهو المهدي

[انظر تاريخ ابن الخشّاب: 197، غاية المرام: 701 ح 112 و في ح 113 قطعة منه عن الإمام الصادق عليه السلام، ينابيع المودّة: 3 / 392 ط اُسوة. وهنالك حديث ورد عن الإمام الرضاعليه السلام في مخاطبته لدعبل الخزاعي يقول: يا دعبل الإمام بعدي محمّد ابني و بعد محمّد ابنه عليّ وبعد عليّ ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره... روى هذا الحديث الشيخ الصدوق في كمال الدين: 2 / 373 ح 6، وعيون أخبار الرضا: 2 / 263 ح 35، والإربلي في كشف الغمّة: 3 / 118، والخزّاز في كفاية الأثر: 271، والجويني في فرائد السمطين: 2 / 337 ح 591، وصاحب منتخب الأنوار المضيئة: 38، والمحدّث البحراني في حلية الأبرار: 2 / 433، وأمين الإسلام الطبرسي في إعلام الورى: 317.]

وأمّا النصّ على إمامته من جهة أبيه فروى محمّد بن عليّ بن بلال قال: قد خرج إليَّ أمر أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري قَبل مضيّه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده، ثمّ خرج إليَّ قبل مضيّه بثلاثة أيّام يخبرني بالخلف بأنه ابنه من بعده

[انظر الكافي: 1 / 264 ح 1، إعلام الورى: 413، الإرشاد: 2 / 348 ولكن بدون لفظ 'بانه ابنه' وسبق لنا وأن خرّجنا هذا الحديث.]

وعن أبي هاشم الجعفري قال: قلت لأبي محمّد الحسن بن عليّ: جلالتك تمنعني من مساءلتك فتأذن "لي" أن أسألك؟ فقال: سل، قلت

[في "أ": فقلت.]: يا سيّدي هل لك ولد؟ قال: نعم، قلت، فإن حدث حادث فأين أسأل عنه؟ قال بالمدينة

[انظر الكافي: 1 / 264 ح 2، الغيبة للطوسي: 232 ح 199، إعلام الورى للطبرسي: 413، الإرشاد للمفيد: 2 / 348.]

ولد أبو القاسم محمّد ابن الحجّة ابن الحسن الخالص بسرّ من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة

[انظر كمال الدين: 2 / 430 ح 3 و4، و432 ح 9، الإرشاد: 2 / 339، بحار الأنوار: 51 / 23، ينابيع المودّة: 3 / 171، إسعاف الراغبين: 138- 140، روضة الشهداء: 326. لكن في وفيات الأعيان: 2 / 451 بلفظ 'قيل ولد سنة 232 ه' وفي تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 88 'ووُلِدَ الخَلَفُ سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين' لكن في الهامش قال: وفي بعض الروايات أنه عليه السلام ولد سنة "256 ه" وفي بعضها أنه ولد سنة "257 ه" وعليها رواية الهداية المطبوعة: 327، وفي بعضها أنه ولد سنة "259 ه" وعليها رواية الهداية المخطوطة: 65 ب.]

وأمّا نسبه أباً واُمّاً فهو أبو القاسم محمّد الحجّة ابن الحسن الخالص ابن عليّ الهادي ابن محمّد الجواد ابن عليّ الرضا ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر ابن عليّ زين العابدين ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليهم أجمعين

[تقدّمت استخراجاته.]

وأمّا اُمّه فاُمّ ولد يقال لها نرجس

[انظر الإرشاد: 2 / 239، كمال الدين: 2 / 426 ح 2، البحار: 51 / 11 و 28، الغيبة للطوسي: 147 و238 ح 206، و 239 ح 207، و 234 ح 204، عيون المعجزات: 138، الدروس للشهيد الأوّل: 155 ولكن بلفظ 'قيل' ينابيع المودّة: 3 / 171 و 215، فصل الخطاب لوصل الأحباب "مخطوط" وفيات الأعيان: 2 / 451، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 125، الدرّ المنظم، غاية المرام: 759 و 760 و ص 701 ح 113، إعلام الورى: 418-420.] خير أمة

[تقدّمت استخراجاته وخاصّة ينابيع المودّة.]، وقيل: اسمها غير ذلك

[انظر الهداية الكبرى : 328، والبحار: 51 / 17 بلفظ 'مليكة بنت يشوعا بن قيصر الملك' ولها قصة طويلة أعرضنا عن ذكرها، فمن أرادها فليراجع كمال الدين: 2 / 417، والطبري في دلائل الإمامة: 263، والغيبة للطوسي: 124.

وهناك قول آخر يقول إنّها جارية وولدت في بيت حكيمة بنت الإمام محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام كما في عيون المعجزات: 138. أمّا القول الرابع فيقول إنّ اسمها مريم بنت زيد العلوية اُخت حسن ومحمّد ابنى زيد الحسيني الداعي بطبرستان كما يقول الخصيبي في الهداية الكبرى : 328، وفي الدروس: 155 على رواية اُخرى، والبحار: 51 / 28 وقيل إنّ اسمها صيقل كما في مرآة الجنان لليافعي: وقيل خمط كما في البحار: 13 / 6، وقيل ريحانة كما في البحار أيضاً: 13 / 6، وقيل سوسن كما في مطالب السؤول: 78. وانظر كشف الغمّة للإربلي: 2 / 475، وتاريخ ابن الخشّاب: 199- 201، وقيل إنّ اسمها حكيمة كما جاء في كشف الغمّة.]

وأمّا كنيته فأبو القاسم

[انظر روضة الشهداء: 326، الإرشاد: 2 / 339 ولكن بلفظ 'المسمى باسم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله المكنى بكنيته' وهذه الكنية مشهورة لرسول اللَّه عليه السلام، مجمع الرجال للقهپائي: 192 ح 4، ألقاب الرسول وعترته: 84 وزاد 'وأبا جعفر ويقال له كُنى الأحد عشر إماماً'. وفي دلائل الإمامة للطبري: 271 بلفظ 'وكناه أبو القاسم وأبو جعفر وله كنى أحد عشر إماماً'. وفي الغيبة للنعماني: 86 عن الباقرعليه السلام بلفظ 'بأبي واُمي المسمّى باسمي والمكنّى بكنيتي'.

وانظر إثبات الهداة للحرّ العاملي: 3 / 466 و484 ح 123 و199، المجالس السنيّه للسيّد محسن الأميني: 5 / 19- 420، وفي عقد الدرر في أخبار المنتظر: 194 بلفظ 'كنّى صلى الله عليه وآله آخر خلفائه الإمام المنتظرعليه السلام بأبي عبداللَّه'. تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 139، كتاب البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي الحنفي: ب 3 ح 8 و9 ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 171 اُسوة.] وأمّا لقبه فالحجّة، والمهدي، والخلف الصالح، والقائم المنتظَر، وصاحب الزمان، وأشهرها المهدي

[لقّب الإمام عجّل اللَّه فرجه الشريف بألقاب متعدّدة وردت لمناسبات عديدة، وهذا شأن الأئمة عليهم السلام اُسوة بجدّهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقد تعدّدت الأسماء له صلى الله عليه وآله في القرآن والإنجيل 'محمّدصلى الله عليه وآله وأحمد، طه، يس، البشير، النذير' وفي الإنجيل 'فارقليطا باللغة السريانية، وبركلوطوس باللغة اليونانية' انظر معجم اللغات العالمية لمجموعة من المؤلّفين مادة 'م ح م د'.

فكذلك تعدّدت ألقاب المهدي عجّل اللَّه فرجه الشريف كما ذكرنا، فالحجّة وردت في البحار: 13 / 10، و: 51 / 30 لقّب بذلك لأنه حجّة اللَّه تعالى على خلقه وعباده.

والمهدي أيضاً وردت في البحار: 13 / 10 وهو من أكثر ألقابه شيوعاً، وانظر تاج العروس: 1 / 409، لسان العرب: 3 / 787. فقد ورد ذلك على لسان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كما ورد عن أبي سعيد الخدري قال: قال صلى الله عليه وآله: اسم المهدي اسمي. وقال أمير المؤمنين عليه السلام 'إسم المهدي: محمّد' كما جاء في كتاب البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي ب 3 ح 8 و 9، وعقد الدرر في أخبار المنتظر: ب 3 ص 40.

وانظر حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 3 / 177 و 184 تحت عنوان نعت المهدي أو مناقب المهدي وقد جمع فيه أربعين حديثاً، مجمع الزوائد: 9 / 166 و 316، ذخائر العقبى : 44 بلفظ 'المهدي عن عترتي من ولد فاطمة' وسنن ابن ماجة: 2 / 269، مسند أحمد: 1 / 84، مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابورى: 4 / 557، 3 / 211، الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني: 7 / 30، كنز العمّال: 7 / 186 و 263 بلفظ 'المهدي منّا أهل البيت'، الصواعق المحرقة: 96 و 140، الرياض النضرة: 2 / 209، تاريخ بغداد: 9 / 434 بلفظ 'نحن ولد عبدالمطلب سادات أهل الجنّة أنا وحمزة وعليّ وجعفر والحسن والحسين والمهدي' ومسند أحمد: 5 / 277 بلفظ '... فإنه خليفة اللَّه المهدي'.

أمّا الخلف الصالح فقد لقّب به لأنه أعظم خلف لأسمى اُسرة في الدنيا. وسبق وأن تقدّمت استخراجاته.

أمّا القائم فقد سمّي بذلك لأنه يقوم بالحقّ واُضيف إليه 'قائم آل محمّدعليه السلام' كما جاء في البحار: 13 / 10، و: 51 / 28- 30، أو لأنّه يقوم بعد موت ذِكْره وارتداد أكثر القائلين بإمامته كما ورد عن الإمام محمّد الجوادعليه السلام عند ما سئل وَلِم سُمّي بالقائم؟ كما جاء في البحار أيضاً، وعلل الشرايع وكمال الدين للشيخ الصدوق: 2 / 424، وتاريخ أهل البيت عليهم السلام: 133، ينابيع المودّة: 3 / 171، غاية المرام: 726 ح 3 و 5 و 6 و 10 و 11 و 12، الإرشاد: 2 / 382.

وأمّا المنتظر فقد سمّي بذلك لأنّ المؤمنين ينتظرونه بفارغ الصبر كما جاء في البحار أيضاً وينابيع المودّة: 3 / 171.

أمّا صاحب الزمان أو الاُمر فلأنه الإمام الحقّ الّذي فرض اللَّه طاعته على العباد. انظر كفاية الطالب: 478 و 479. وانظر ينابيع المودّة: 3 / 171 و 172، أربعين البهائي: 220، مشكاة المصابيح: 3 / 4199 ح 5441، صحيح مسلم: 2 / 672، جواهر العقدين: 2 / 225، سنن ابن ماجة: 1368 باب 34 ح 4086، سنن أبي داود: 3 / 310، كنوز الحقائق: 164، الفردوس بمأثور الخطاب لشيرويه الديلمي: 4 / 497 ح 6941، المناقب لابن المغازلي: 101 ح 144، فرائد السمطين للجويني: 1 / 92 ح 61، نهج البلاغة: 208 خطبة 150. كلّ هذه المصادر تذكر ألقابه المتعدّدة فلاحظ.]

صفته عليه السلام: شابٌّ مرفوع القامة حسن الوجه والشعر، يسيل شعره على منكبيه، أقنى الأنف أجلى الجبهة

[انظر البرهان في علامات آخر الزمان للمتقي الهندي: 99، البيان للحافظ الكنجي الشافعي: 117 و 137 و513 مع كفاية الطالب، فرائد السمطين: 2 / 314، عقدد الدرر: 34 و 101 بلفظ 'أجلى الجبهة...'. وفي اكمال الدين: 648 ح 3 بلفظ 'أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مندح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين...'. وفي ينابيع المودّة: 423، 3 / 263 ط اُسوة بلفظ "إنّه أجلى الجبين، أقنى الأنف، صخم البطن، أذيل الفخذين، أبلج الثنايا'. وفي الإرشاد للمفيد: 2 / 382 بلفظ '... هو شابّ مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه، ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الإماء' وأورد ذلك الشيخ الطوسي في الغيبة: 487 ح 470، والطبرسي في إعلام الورى: 434.

وفي سنن أبي داود: 2 / 208 والمستدرك: 4 / 557، ومجمع الزوائد: 7 / 314، مسند أحمد: 3 / 17 بلفظ 'أجلى الجبهة، أقنى الأنف' لكن في المستدرك بلفظ 'أشمّ الأنف أقنى أجلى'.

أمّا ماورد في بعض الروايات في كفاية الطالب: 501 بأنّ جسمه جسم إسرائيلي وكذلك في الصواعق المحرقة: 98، وينابيع المودّة: 520، 3 / 263 ط اُسوة، وكنوز الحقائق: 152، وجواهر العقدين: 2 / 227 فهذه من دسائس الحاقدين والناقمين لأنه عليه السلام جزء من جسم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ومن جسم عليّ عليه السلام فكيف يكون جسمه يشبه أخبث جسوم البشر بما تحمله من أفكار خبيثة وقذرة معادية للإنسانية.]

بابه

[في "أ": بوّابه.]: محمّد بن عثمان

[إنّ أوّل وكلاء الإمام المنتظر عجّل اللَّه فرجه وبابه هو عثمان بن سعيد العمري، السَمّان، الزيّات، الأسدي العسكري، وهو الثقة الزكي الأمين. وقد تقدّمت ترجمته. وانظر تنقيح المقال للمامقاني: 2 / 245، مراقد المعارف: 2 / 63، الكافي: 1 / 330، كتاب الغيبة للطوسي: 219، رجال الكشّي: 6 / 580 ط مشهد، بحار الأنوار: 51 / 345 ط طهران، رجال ابن داود: 233.

أمّا النائب الثاني وبابه فهو محمّد بن عثمان ابن السفير الأوّل، وقد اختاره الإمام عجّل اللَّه فرجه الشريف ليقوم مقام أبيه عثمان ويمارس أعماله. وقد خرج التوقيع من الإمام عليه السلام بسموّ منزلته قائلاً: وأمّا محمّد بن عثمان العمري رضى الله عنه وعن أبيه من قبل فإنّه ثقتي وكتابه كتابي. انظر تنقيح المقال: 3 / 149، والبحار: 13 / 97. وقد تولّى السفارة بعد وفاة أبيه إلى أن وافاه الأجل سنة "305 أو 304 ه" فكانت مدة سفارته خمسين سنة وانظر كتاب الغيبة للطوسي: 220، كمال الدين للصدوق: 2 / 510، والهداية الكبرى للخصيبي: 132، وتاريخ أهل البيت عليهم السلام: 150.] معاصره: المعتمد

[تقدّمت ترجمته.] قيل: إنّه غاب في السرداب

[تقدّمت قصة السرداب ومناقشتها.] والحرس عليه وكان ذلك سنة ستّ وسبعين ومائتين للهجرة

[لم أعثر على هذا النصّ التاريخي الّذي يقول: كانت غيبته عجّل اللَّه فرجه سنة "276 ه" بل أعتقد أنه حدث تصحيف لأنه عاش في زمن أبيه 6 سنوات على أكثر التقادير وأبوه استشهد سنة "260 ه" باتفاق المؤرّخين وإن اختلفوا في اليوم والشهر كما أوضحنا ذلك سابقاً، فتكون غيبته سنة "266 ه" وليس كما يدّعي الماتن "276 ه".]

وهذا طرفٌ يسير ممّا جاء في النصوص الدالّة على الإمام الثاني عشر من

[في "ج": عن.] الأئمّة الثقات، والروايات في ذلك كثيرة أضربنا عن ذكرها وقد دوّنها أصحاب الحديث في كتبهم واعتنوا بجمعها ولم يتركوا شيئاً.

وممّن اعتنى بذلك وجمعه إلى الشرح والتفصيل الشيخ الإمام جمال الدين أبو عبداللَّه محمّد بن إبراهيم الشهير بالنعماني

[هو الشيخ أبو عبداللَّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر الملقّب بالنعماني من أعلام القرن الرابع الهجري انظر المقدمة من كتابه الغيبة تجد حياته بشكل مفصّل، والكتاب على شكل موسوعة جمع كلّ ما يتعلّق بغيبة الحجّة عجّل اللَّه فرجه الشريف ط تبريز عام "1383 ه".] في كتابه الّذي صنّفه أثناء

[في "أ": ملأ.] الغَيبة في طول الغَيبة

[انظر الإرشاد للمفيد: 2 / 350 مع اختلاف يسير. وممّا يجدر ذكره أنّ الشيخ المفيد رحمه الله في الغيبة مصنّفات منها كتاب الغيبة، ومنها المختصر في الغيبة. انظر الذريعة: 16 / 80 تجد مصنّفاته بشكل مفصّل.] وجمع الحافظ أبو نعيم أربعين حديثاً في أمر المهدي خاصّة

[هو الحافظ أحمد بن عبداللَّه بن أحمد الإصبهاني الملقّب بأبي نعيم صاحب كتاب حلية الأولياء وهذا الكتاب من تأليفه ويسمّى نعت المهدي عليه السلام أو مناقب المهدي، جمع فيه أربعون حديثاً.] وصنّف الشيخ أبو عبداللَّه محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في ذلك كتاباً سمّاه البيان في أخبار صاحب الزمان

[هو الإمام الحافظ أبو عبداللَّه محمّد بن يوسف بن محمّد القرشي الكنجي الشافعي المقتول سنة "658 ه" هذا الكتاب طبع ضمن كتابه كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام تحقيق وتصحيح وتعليق محمّد هادي الأميني الطبعة الثالثة سنة "1404 ه" مطبعة الفارابي، ويبدأ من ص 473 إلى ص 535.] وروى الشيخ أبو عبداللَّه الكنجي المذكور في كتابه هذا بإسناده عن زرّ بن عبداللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لاتذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي. أخرجه أبو داود

[تقدّمت تخريجاته وانظر كفاية الطالب: 481، سنن أبي داود: 2 / 207، وكذلك صحيح الترمذي: 2 / 36.]

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنه قال: لو لم يبق من الدهر إلّا يوم

لبعث اللَّه رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً. هكذا أخرجه أبو داود في مسنده

[تقدّمت تخريجاته. وانظر كفاية الطالب: 482، سنن أبي داود: 2 / 207، ينابيع المودّة: 519، مسند أحمد: 1 / 377 و 430 و 448.]

وروى أبو داود والترمذي في سننهما كلّ واحد منهما يرفعه إلى أبي سعيد الخدري "رض" قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يقول: المهدي منّي أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. وزاد أبو داود: يملك سبع سنين. و قال: حديث ثابت صحيح.

ورواه الطبراني في مجمعه وكذلك غيره من أئمّة الحديث

[انظر سنن أبي داود: 2 / 208، و: 3 / 310 ح 4285، الجامع الصغير للسيوطي: 2 / 672 ح 9244، وكنز العمّال: 14 / 264 ح 38665، و: 7 / 189، مستدرك الحاكم: 4 / 554 و557 و 465، وفيه: أشم الأنف، ثمّ قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، مجمع الزوائد: 7 / 314. مسند أحمد: 3 / 17 و 21 و 70، ينابيع المودّة: 3 / 103، و517 و 520 ط آخر، مشكاة المصابيح: 3 / 1501 ح 5454، فرائد السمطين: 2 / 330 ح 581 كنوز الحقائق: 164 وانظر كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 501، صحيح الترمذي: 2 / 36، مجمع الزوائد: 7 / 315 و 317 الصواعق: 98.]

وذكر ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس في باب الألف واللام بإسناده عن ابن عبّاس "رض" قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: المهدي طاووس أهل الجنّة

[الفردوس بمأثور الخطاب لشيرويه الديلمي: 4 / 497 ح 6941، و: 4 / 222 ح 6668ط آخر، وانظر كنوز الحقائق: 164، و 152 ط آخر، وغاية المرام: 698 ح 57، وينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 266.]

وبإسناده أيضاً عن حذيفة بن اليمان "رض" عن النبيّ صلى الله عليه وآله قال: المهدي "من"ولدي وجهه كالقمر الدرّيّ، اللون

[في "ب": واللون.] منه لون عربي والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يرضى بخلافته أهل السماء

[في "أ": السماوات.] وأهل الأرض والطير

في الجوّ يملك عشرين سنة

[في "أ": عشر سنين.]

[انظر الفردوس بمأثور الخطاب لشيرويه الديلمي: 95، جواهر العقدين: 2 / 227- 228 وزاد 'أخرجه الروياني والطبراني وأبو نعيم الديلمي في مسنده'. وانظر الصواعق المحرقة: 98، الجامع الصغير: 2 / 672 ح 9245، كنز العمّال: 14 / 264 ح 3866، ينابيع المودّة: 2 / 104، و: 3 / 263 ط اُسوة، و: 520 ط آخر، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 501، وسبق وأن خرّجنا الحديث آنفاً وعلّقنا على لفظة 'والجسم جسم إسرائيلي' فراجع.]

وممّا رواه أبو داود أيضاً يرفعه إلى اُمّ سلمه "رض" قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: المهدي من عترتي من أولاد

[في "أ": ولد.] فاطمةعليها السلام

[انظر سنن أبي داود: 3 / 310 ح 4284، و: 2 / 207 ط آخر، مشكاة المصابيح: 3 / 1- 15 ح 5453، الجامع الصغير: 2 / 672 ح 9241، كنز العمّال: 14 / 264 ح 38662، و:7 / 186، جواهر العقدين: 2 / 225، سنن ابن ماجة: 1368 ب 34 ح 4086، و: 2 / 369 ط آخر، كنوز الحقائق: 164، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 256، المستدرك للحاكم النيسابوري: 4 / 557، حلية الأولياء: 3 / 177، مسند أحمد: 1 / 84، و: 3 / 36، اُسد الغابة: 1 / 259، الاستيعاب للقرطبي: 1 / 85، الصواعق المحرقة: 98، كفاية الطالب: 487.]

ومن ذلك ما رواه القاضي أبو محمّد الحسين بن مسعود البغوي في كتابه المسمّى بشرح السنّة، وخرّجه مسلم والبخاري في صحيحهما يرفعه كلّ واحد منهما بسنده إلى أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم

[انظر صحيح البخاري: 4 / 143، صحيح مسلم: 1 / 154 و 86 ح 244، مسند أحمد: 2 / 336، ينابيع المودّة: 518، و: 3/357 ط اُسوة، مشكاة المصابيح: 3/1523 ح 5505، كفاية الطالب: 496.]؟!.

ومن ذلك ما أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما يرفعه كلّ واحد منهما إلى عبداللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لولم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللَّه ذلك اليوم حتّى يلي

[في "أ": يبعث.] فيه رجلاً من اُمّتي ومن أهل بيتي، يواطئ اسمه إسمي، يملأ

الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً

[انظر سنن أبي داود: 2 / 207، و: 3 / 309 ح 4282، ينابيع المودّة: 519، و: 3 / 256، مسند أحمد: 1 / 377 و 430 و 448، كنز العمّال: 7 / 188، البخاري في صحيحه: 2 / 36، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 482- 483، صحيح مسلم: 1 / 86 ح 244، جواهر العقدين: 2 / 266، مشكاة المصابيح: 3 / 1501 ح 5452، سنن الترمذي: 3 / 343 ح 2331 و 2332. وسبق وأن خرّجنا هذا الحديث وعلّقنا على الزيادة الموجودة في بعض المصادر 'إسم أبيه إسم أبي' فراجع.]

ومن ذلك ما رواه أبو إسحاق أحمد بن محمّد ابن الثعلبي يرفعه بسنده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: نحن ولد عبد المطّلب سادات

[في "أ": سادة.] الجنّة، أنا وحمزة وجعفر وعليّ والحسن والحسين والمهدي. وأخرجه ابن ماجة في صحيحه

[انظر سنن ابن ماجة القزويني: 2 / 269 و 1368 ح 4087، مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري: 3 / 211 وقال: هذا حديث على شرط مسلم، الرياض النضرة: 2 / 209، الصواعق المحرقة: 96 و140، تاريخ بغداد: 9 / 434 وفيه 'نحن سبعة بنو عبدالمطلّب سادات أهل الجنة' جواهر العقدين: 2 / 228، فرائد السمطين للجويني: 2 / 32 ح 370، الفردوس بمأثور الخطاب: 4 / 284 ح 6840، المناقب لابن المغازلي: 48 ح 71، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 488، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 266.]

وعن علقمة بن عبداللَّه قال: بينما نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إذ أقبل فتية

[في "أ": فئة.] من بني هاشم، فلمّا رآهم النبيّ صلى الله عليه وآله اغرورقت عيناه بالدموع وتغيّر لونه. قال قلت: مالك

[في "ج": فقلت مانزال.] يا رسول اللَّه نرى في وجهك شيئاً نكرهه

[في "د": تكرهه، وفي "ج": يكرهه.]؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: إنّا أهل بيت

[في "أ": البيت.] اختار اللَّه لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي تشريداً وتطريداً، حتّى يأتي قوم من قِبل المشرق ومعهم رايات سود فيسألون الخير فلا يُعطونه فيقاتلون فيُنصرون

فيُعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتّى يدفعوها

[في "أ": ولايقبلون حتّى يدفعونها.] إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملؤوها

[في "ج": ملئت.] جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتينّهم ولو حبواً على الثلج. أخرجه الحافظ أبو نعيم

[انظر جواهر العقدين: 2 / 227، سنن ابن ماجة: 2 / 1366 ب 34 ح 408، مستدرك الحاكم: 4 / 464 بسنده عن علقمة عن عبداللَّه بتفاوت وزيادة، مسند أحمد بن حنبل: 5 / 577، طبقات ابن سعد: 4 / 4، الفردوس: 1 / 54 ح 145، كفاية الطالب: 491، ينابيع المودّة: 3 / 263 و 2 / 252، ذخائر العقبى للطبري:17 مع اختلاف يسير، حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 3 / 177، غاية المرام: 700 ح 104.]

وروى الحافظ أبو نعيم أيضاً بسنده عن ثوبان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إذا رأيتم الرايات السود "قد جاءت"من خراسان فائتوها ولو حبواً على الثلج، فإنّ فيها خليفة اللَّه المهدي

[انظر حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 3 / 178. وكتابه نعت المهدي أو مناقب المهدي، مشكاة المصابيح: 3 / 1503 ح 5461، ينابيع المودّة: 3 / 259، الجامع الصغير للسيوطي: 1 / 100 ح 648، كنز العمّال: 14 / 261، و: 7 / 182 خروج المهدي ح 38651. وانظر الملاحم والفتن لابن طاووس: 1 / 100، العرف الوردي: 2 / 68.]

وروى الحافظ أبو نعيم أيضاً بسنده عن عبداللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة

[في "أ": كريمة، وفي "د": قرعة.]

[انظر حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 3 / 179 وكتابه نعت المهدي أو مناقب المهدي، وينابيع المودّة: 522 و 537 و 539، و: 3 / 299 ط اُسوة نقلاً عن جواهر العقدين: 2 / 228 بلفظ 'يخرج المهدي من قرية باليمن يقال له كرعة'. وعلّق شهاب الدين فضل اللَّه في كتابه المعتمد قائلاً: لم تكن في اليمن قرية بهذا الاسم. انظر ينابيع المودّة: 3 / 267، وانظر كتاب الغيبة للنعماني:182 ب 10 ح 30، عقد الدرر في أخبار المنتظر: 133.

وهناك روايات عديدة تذكر بأنّ الإمام المهدي عجّل اللَّه فرجه يظهر من ظهر الكوفة كما جاء في رواية المفضّل بن عمر عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: يخرج القائم عليه السلام من ظهر الكوفة... انظر تفسير العيّاشي: 2 / 32 ح 90 باختلاف يسير في ذيل الرواية، والبحار: 52 / 346 ح 9، ومكان البيعة كما ورد في بعض الروايات هو في أقدس مكان مابين الركن ومقام إبراهيم في بيت اللَّه الحرام، فانظر عقد الدرر ومسند أحمد والصواعق وغيرها. ويسير من مكّة إلى الكوفة فينزل على نجفها... كما جاء في منتخب الأثر: 465، وكشف الأستار: 181.]

وروى الحافظ أبو عبداللَّه بن ماجة القزويني في حديثٍ طويل نزول عيسى بن مريم على نبيّنا وآله وعليه السلام عن أبي اُمامة الباهلي قال: خطبنا

[في "أ": خاطبنا.] رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وذكر الدجّال وقال فيه: إنّ المدينة لتنقي خبثها كما ينقي الكير خبث الحديد، ويُدعى ذلك اليوم يوم الخلاص.

فقالت

[في "أ": قالت.] اُمّ شريك بنت العسكر: يا رسول فأين العرب يومئذٍ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: هم يومئذٍ قليل وجلّهم في بيت

[في "ج، د": ببيت.] المقدس وإمامهم المهدي "وهو رجل صالح"قد تقدّم إذ صلّى بهم، إذ نزل عيسى بن مريم فيرجع ذلك الإمام ينكص عن عيسى القهقرى ليتقدّم عيسى يصلّي بالناس الظهر فيضع عيسى يده بين كتفيه ويقول

[في "أ": ثمّ يقول.]: تقدّم "فصلّ فإنّها لك اُقيمت، فيصلّي بهم إمامهم". هذا حديث صحيح ثابت وهذا مختصره

[ذكره الحافظ أبو نعيم في الأربعين حديثاً في المهدي عجّل اللَّه فرجه. وانظر غاية المرام: 700 ح 86، ينابيع المودّة: 3 / 391 ولكن بدون زيادة، بل إلى 'وهو رجل صالح'. وفي كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 519 أورده بشكل كامل. وانظر الصواعق المحرقة: 98، كنز العمّال: 8 / 187، و: 7 / 187 ط آخر، فيض القدير: 6 / 17، مسند أحمد: 3 / 345 و 367 و 384، و: 2 / 336 بلفظ قريب من هذا. وحلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 3 / 177.]

وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟ وهذا حديث حسن متّفق على صحّته من حديث محمّد بن شهاب

الزهري، ورواه البخاري ومسلم في صحيحيهما

[انظر صحيح البخاري: 4 / 143، صحيح مسلم: 1 / 154، و: 1 / 86 ح 244، مسند أحمد: 2 / 336، مشكاة المصابيح: 3 / 1523 ح 5505، كفاية الطالب: 496، ينابيع المودّة: 3 / 357 ط اُسوة ولكن صدر الحديث يختلف، و انظر 518 منه.]

وعن جابر بن عبداللَّه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: لاتزال طائفة من اُمّتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى بن مريم على نبيّنا وآله وعليه السلام فيقول "له"أميرهم: تعال صلّ بنا

[في "د": لنا فيقول لا.] فيقول ألا إنّ بعضكم على بعض اُمراء تكرمة "من" اللَّه لهذه الاُمّة. هذا حديث حسن صحيح أخرجه مسلم في صحيحه

[انظر صحيح مسلم: 1 / 86 و 55 ح 247، مشكاة المصابيح: 3 / 1523 ح 5507، ينابيع المودّة: 3 / 299، كفاية الطالب: 496 ولكن في نسخة بلفظ '... على بعض أمير ليكرم اللَّه هذه الاُمة' انظر مسند أحمد: 3 / 345، ورواه بطريق آخر في: 3 / 384.

وعلّق صاحب كفاية الطالب في: 496 قائلاً 'فعلى هذا بطل تأويل من قال: معنى قوله 'وإمامكم منكم'- في حديث أبي هريره الوارد في البخاري: 4 / 143، ومسلم: 1 / 154 كتاب الإيمان، ومسند أحمد: 2 / 336، وينابيع المودّة: 3 / 357 ط اُسوة بلفظ 'كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم'- أي يؤمّكم بكتابكم' فإن كان هذا الحديث يقبل التأويل فالحديث الأوّل لايمكن تأويله لأنّ عيسى عليه السلام يقدّم أمير المسلمين وهو يومئذٍ المهدي عجّل اللَّه فرجه الشريف.]

وعن ابن هارون العبدي قال لقيت

[في "أ": أتيت.] أبا سعيد الخدري "رض" فقلت له: هل شهدت بدراً؟ قال: نعم، فقلت: أفلا تحدّثني بما سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في عليّ عليه السلام وفضله؟ قال: بلى اُخبرك أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله مرض مرضةً نقه منها، فدخلت عليه فاطمةعليها السلام وأنا جالس عن يمين النبي صلى الله عليه وآله فلمّا رأت فاطمة ما برسول اللَّه صلى الله عليه وآله من الضعف خنقتها العبرة حتّى بدت دموعها على خدّها، فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: مايبكيك يا فاطمة؟ قالت: أخشى الضيعة يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا

فاطمة إنّ اللَّه تعالى أطلع إلى

[في "أ": على.] الأرض إطلاعةً على خلقه فاختار منهم أباك فبعثه نبيّاً

[في "د": رسولاً.]، ثمّ أطلع ثانيةً فاختار منهم بعلك فأوحى إلىَّ أن انكحه فاطمة فأنكحته إيّاكِ

[في "ج": فأمرني أن اُزوّجك منه وفي "د": فزوّجتك منه.] واتّخذته وصيّاً. أما علمت أنكِ بكرامة اللَّه تعالى إيّاك زوّجك أغزرهم علماً وأكثرهم حلماً وأقدمهم سلماً

[في "أ": وأقدمهم إسلاماً.]؟ فاستبشرت، فأراد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أن يزيدها من مزيد الخير الّذي قسمه اللَّه تعالى لمحمّدصلى الله عليه وآله. قال: فقال لها: يا فاطمة ولعلي ثمانية أضراس يعنى مناقب: إيمان باللَّه ورسوله وحكمته وزوجته وسبطاه الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.

يا فاطمة إنّا أهل بيت اُعطينا ستّ

[في "ب، ج": سبع.] خصال لم يعطها أحدٌ من الأوّلين ولايدركها أحدٌ من الآخرين غيرنا، فنبيّنا خير الأنبياء "وهو أبوك"، ووصيّنا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك "حمزة"، ومنّا مَن له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو جعفر، ومنّاسبطا هذه الاُمّة وهما ابناك، ومنّا مهديّ "هذه"الاُمّة الّذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم. ثمّ ضرب على منكب الحسين عليه السلام وقال: من هذا مهديّ هذه الاُمّة. هكذا أخرجه الدار قطني صاحب الجرح والتعديل

[انظر غاية المرام: 699 ح 71، ذخائر العقبى : 135- 136، و: 44 فضائل الحسن والحسين قريب من هذا اللفظ عن عليّ بن هلال عن أبيه. وأورده الحافظ أبو نعيم الإصبهاني في كتابه نعت المهدي أو مناقب المهدي الّذي جمع فيه أربعين حديثاً ولكن بشكل مفصّل، وحلية الأولياء: 3 / 177. وانظر مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 165 و166 وقال: رواه الطبراني في الصغير، كفاية الطالب: 479- 480 و503 أيضاً بشكل مفصّل.

وانظر البحار: 51 / 91 ب 9، سنن أبي داود: 3 / 309، المناقب لابن المغازلي: 101 ح 144، فرائد السمطين: 1 / 92 ح 61، مرقاة المفاتيح: 5 / 602، ابن ماجة في أبواب الفتن من صحيحه. مسند أحمد: 1 / 84 و99، و: 3 / 36، مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري: 4 / 557 و558، اُسد الغابة: 1 / 259، الاستيعاب: 1 / 85، الإصابة لابن حجر العسقلاني: 7 / 30، كنز العمال: 7 / 186 و6 / 44، ميزان الاعتدال للذهبي: 2 / 24، كنوز الحقائق: 136.]

وعن أبي نضرة قال: كنّا عند جابر بن عبداللَّه الأنصارى "رض" فقال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يوشك أهل العراق أن لا يجبى

[في "ج": يجي ء.] إليهم قفيز ولادرهم، قلنا: من أين "ذاك"؟ قال: من قِبل العجم يمنعون ذلك. ثمّ قال: يوشك أهل الشام أن لايجبى إليهم دينار ولا مدّ، قلنا: من أين "ذاك"؟ قال: من قِبل الروم. ثمّ سكت هنيئةً ثمّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يكون في آخر اُمّتي خليفة يحثو المال حثواً لايعدّه عدّاً، قلنا: نراه عمر بن عبدالعزيز؟ قال: لا. وهذا حديث حسن صحيح أخرجه مسلم في صحيحه

[انظر صحيح مسلم للنووي: 18 / 38، مجمع الزوائد للهيثمي: 7 / 316، مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابورى: 4 / 454، مسند أحمد: 3 / 5 و48 و60 و69 و98 و333 و317 مع اختلاف يسير في التقديم والتأخير في ذيل الحديث، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 503 و504، ورواه الترمذي في صحيحه: 2 / 36 بلفظ غير هذا ومن طريق آخر ولكن في ذيل الحديث قال 'فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله'.

وفي مشكاة المصابيح: 3 / 4199 ح 5441، وصحيح مسلم: 2 / 672 ح 2913 بلفظ 'يكون في آخر الزمان خليفه يقسّم المال ولا يعدّه'. وفي رواية: 'يكون في آخر اُمّتي خليفة يحثى المال حثّاً ولا يعدّه عدّاً'. انظر كنوز الحقائق: 208، كنز العمال: 14 / 264 ح 38660، ينابيع المودّة: 3 / 255، تاريخ ابن عساكر: 1 / 186.]

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يكون في آخر الزمان خليفة يقسّم المال ولا يعدّه. هذا لفظ مسلم في صحيحه

[انظر صحيح مسلم: 2 / 672 ح 2913 بالإضافة إلى المصادر السابقة.]

وعن أبي سعيد وجابر بن عبداللَّه قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: اُبشّركم بالمهدي "يبعث في اُمّتي على اختلافٍ من الناس وزلزال" يملأ

[في "أ": فيملأ.] الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسّم المال صحاحاً، فقال له رجل: ما معنى صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس. وقال: يملأ اللَّه قلوب اُمّة محمّدصلى الله عليه وآله غنى ويسعهم عدله حتّى يأمر منادياً فينادي فيقول: مَن له في المال حاجة فليقم، فما يقوم من الناس إلّا رجل واحد فيقول: أنا، فيقول له: ائت السدان- يعني الخازن- فقل "له": إنّ المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له، احث، فيحثو له في ثوبه حثواً، حتّى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم

[في "أ": إذا صار في ثوبه يندم.] ويقول: كنت أجشع اُمّة محمّد نفساً أو أعجز عنّي ما عما وسعهم، فيردّه إلى الخازن فلا يقبل منه فيقول: إنّا لا نأخذ شيئاً ممّا أعطيناه، فيكون المهدي كذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع، ثمّ لاخير في العيش بعده، أو قال: لا خير في الحياة بعده. وهذا حديث حسن ثابت أخرجه شيخ أهل الحديث أحمد بن حنبل في مسنده

[انظر مسند أحمد: 3 / 37 و52 و: 5 / 5 و60 و48 و69 و98 و333 و317 و 577، مجمع الزوائد: 7 / 313، مستدرك الصحيحين: 4 / 454 و463 و465 و502 و503 و557، ينابيع المودّة: 563 و517، و: 3 / 283 ط اُسوة، كفاية الطالب: 505 و494. وقريب من هذا اللفظ في صحيح البخاري: 2 / 36، غاية المرام: 692 ح 5، فرائد السمطين: 2 / 310 ح 561 بشكل مختصر، طبقات ابن سعد: 4 / 4، كنز العمال: 7 / 260 و187 و261، قصص الأنبياء: 554، الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي: 98، كنوز الحقائق: 152.]

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له المهدي عطاؤه هنيئاً، أخرجه الحافظ أبو نعيم في الردّ على من زعم أنّ المهدي هو المسيح

[انظر الإصبهاني في نعت المهدي أو مناقب المهدي، وكفاية الطالب: 506، مجمع الزوائد للهيثمي: 7 / 316، مسند أحمد: 1 / 84، و: 3 / 345 و384، و: 2 / 336، كنز العمال: 7 / 263 و187، حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 3 / 177، فيض القدير: 6 / 17، الصواعق المحرقة: 102.]

وعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قلت: يا رسول اللَّه أمنّا آل محمّد المهدي أم من غيرنا؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لا، بل منّا يختم اللَّه به الدين كما فتح بنا، وبه

[في "أ": وبنا.] ينقذون من الفتن

[في "أ": الفتنة.] كما اُنقذوا من الشرك، وبنا يؤلّف اللَّه بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخواناً كما ألّف اللَّه قلوبهم بعد عداوة الشرك، وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً في دينهم. وهذا حديثٌ حسَنٌ عالٍ رواه الحفّاظ في كتبهم، وأمّا الطبراني فقد ذكره في المعجم الأوسط، وأمّا أبو نعيم فرواه في حلية الأولياء، وأمّا عبدالرحمن بن حمّاد فقد ساقه في عواليه

[هذا الحديث أخرجه أبو نعيم في الأربعين حديثاً في المهدي عليه السلام، وفي حلية الأولياء: 3 / 177. وانظر غاية المرام: 700 ح 105، مجمع الزوائد: 7 / 316، مسند أحمد: 1 / 84 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، كنز العمال: 7 / 263، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 506 و507، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 392 ط اُسوة.]

وعن عبداللَّه بن عمر أنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيها ملَك ينادي: هذا خليفة اللَّه المهدي فاتّبعوه. روته الحفّاظ كأبي نعيم والطبراني وغيرهما

[أيضاً أخرجه أبو نعيم في الأربعين حديثاً في المهدي عجّل اللَّه فرجه وحلية الأولياء: 3 / 177، وانظر فرائد السمطين: 2 / 316 ح 569، غاية المرام: 693 ح 12، ينابيع المودّة: 3 / 296 و385، مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري: 4 / 463 و502، كفاية الطالب: 511. ورواه المتقي الهندي في البرهان في علامات آخر الزمان، والخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه. ومن الجدير ذكره أنّ بعض المصادر لا تذكر 'وعلى رأسه غمامة'.]

وعن أبي اُمامة الباهلي قال: قال رسول صلى الله عليه وآله: بينكم وبين الروم أربع سنين

[في "أ": هدن.] تؤمّ

الرابعة على يد رجل من آل

[في "أ": أهل.] هرقل تدوم سبع سنين، فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستور

[في "د": المستورد.] بن غيلان: يا رسول اللَّه مَن إمام الناس يومئذٍ؟ قال صلى الله عليه وآله: المهدي من ولدي ابن أربعين سنة كأنّ وجهه كوكب درّيّ، في خدّه الأيمن خال أسود وعليه عبايتان قطوانيّتان

[في قطويتان، وفي "ج": قطويان.

والقطوانية- نسبة إلى قطوان- موضع في الكوفة، كان يُصنَع فيه العباءة. وقيل: القطوانية: عباءه بيضاء قصيرة الخمل.] كأنّه من رجال بني إسرائيل "يملك عشرين سنة"يستخرج الكنوز ويفتح مدين الشرك

[انظر فرائد السمطين: 2 / 314 ح 565، غاية المرام: 693 ح 9، ينابيع المودّة: 3 / 384، و: 520 و537 ط آخر، الصواعق المحرقة: 98، كنز العمال: 7 / 186، و: 14 / 264 ح 38666، ورواه أبو نعيم في مناقب المهدي عجّل اللَّه فرجه. كفاية الطالب: 515.

وسبق وأنّ علقنا على لفظ 'كأنّه من رجال بني إسرائيل'. وقسم من الحديث جاء في إسعاف الراغبين للصبّان: 134، وقطعه منه في جواهر العقدين: 2 / 227- 228 وقطعه منه في الجامع الصغير: 2 / 672 ح 9245، وعقد الدرر في أخبار المنتظر: 36.]

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي يفتح القسطنطينيةوجبل الديلم، ولو لم يبق إلّا يوم لطوّل اللَّه ذلك اليوم حتّى يفتحها. هذا سياق الحافظ أبي

[كذا، والصحيح ما أثبتناه.] نعيم وقال: هذا هو المهدي بلا شكّ وفقاً بين الروايات

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام للكنجي الشافعي: 139. وقد أخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب الإمام المهدي عجّل اللَّه فرجه، وأخرجه ابن ماجة في أبواب الجهاد، وانظر فضائل الخمسة: 3 / 327، وتقدّمت قطع منه في المصادر السابقة.]

وعن جابر بن عبداللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء اُمراء ومن بعد الاُمراء ملوك جبابرة، ثمّ يخرج رجل

[في "أ": المهدي.] من أهل بيتي يملأ

الأرض عدلاً كما ملئت جوراً. هكذا ذكره الحافظ أبو نعيم في فوائده والطبراني في معجمه الكبير

[انظر اُسد الغابة: 1 / 259، الإستيعاب: 1 / 85، الاصابة: 7 / 30، كنز العمال: 7 / 186 وقال: أخرجه الطبراني. وانظر كفاية الطالب: 518 وزاد 'ثمّ يؤمر القحطاني، فوالّذي بعثني بالحقّ ما هو دونه'.]

وعن أبي سعيد الخدري عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله تتنعّم اُمّتي في زمن المهدي عليه السلام نعيماً لم ينعموا مثله

[في "أ": نعمةً لم يتنعّم مثلها، وفي "ج، د": نعيماً لم يسمعوا.] قطّ يرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدع

[في "ج": تدخّر.] الأرض شيئاً من نباتها إلّا أخرجته. رواه الطبراني في معجمه الكبير

[هذا جزء من الحديث المروي في سنن ابن ماجة: 2 / 1397 ح 4083، و: 269 ط آخر وهو بلفظ 'يكون في اُمّتى المهدي، إن قصر فسبع وإلّا فتسع، فتتنعّم فيه اُمّتي...'. ومثله في غاية المرام: 693 ح 10، وفرائد السمطين للجويني: 2 / 315 ح 566، ومستدرك الحاكم: 4 / 558، وانظر مسند أحمد: 3 / 26 باختصار، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 385، و: 521 ط آخر، كفاية الطالب: 493 قريب من هذا اللفظ وزاد '... حتّى يتمنّى الأحياء الأموات...' وفي: 494 زاد '... والمال يومئذٍ كدوس'. وانظر كنز العمال: 7 / 189 وفيه: أخرجه الدارقطني في الأفراد، والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة وعن أبي سعيد.]

قال الشيخ أبو عبداللَّه محمّد بن يوسف ابن الكنجي الشافعي في كتابه البيان في أخبار صاحب الزمان عجل اللَّه فرجه الشريف: في

[في "أ": من.] الدلالة على كون المهدي عليه السلام حيّاً باقياً منذ غَيبته وإلى الآن، وانّه لاامتناع في بقائه بدليل

[في "أ": كبقاء.] عيسى بن مريم والخضر وإلياس من أولياء اللَّه تعالى، وبقاء الأعور الدجّال وإبليس الملعونين

[في "أ": اللعين.] من أعداء اللَّه، وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسنّة، وقد اتّفقوا عليه ثمّ أنكروا جواز بقاء المهدي، وها أنا اُبيّن بقاء كلّ واحد منهم، فلا يسمع بعد هذا لعاقل إنكار

جواز بقاء المهدي عليه السلام. وإنما أنكروا بقاءه من وجهين: أحدهما طول الزمان، والثاني أنّه في سرداب من غير أن يقوم أحد بطعامه وشرابه، وهذا يمتنع عادةً. قال مؤلّف الكتاب محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي: بعون اللَّه نبتدي وإيّاه نستكفي وما توفيقي إلّا باللَّه جلّ جلاله.

أمّا عيسى عليه السلام فالدليل على بقائه قوله تعالى "وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ ى قَبْلَ مَوْتِهِ ى "

[النساء: 159.] ولم يؤمن به مُذ

[في "أ": منذ.] نزول هذه الآيه وإلى يومنا هذا أحد، فلابدّ أن يكون ذلك

[في "أ": هذا.] في آخر الزمان.

وأمّا السنّة فما رواه مسلم في صحيحه عن زهير بن حرب بإسناده عن النواس بن سمعان في حديث طويل في قصّة الدجّال قال: فينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء "شرقي دمشق"بين مهرودتين

[المهرودتين: هما ثوبان مصبوغان بورس ثمّ بزعفران.]، واضعاً كفّيه على أجنحة ملَكين

[كفاية الطالب: 521، وكنز العمال: 8 / 187، فيض القدير: 6 / 17، شرح صحيح مسلم للنووي: 18 / 67.] وأيضاً ما تقدّم من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم

[تقدّمت استخراجاته آنفاً، وانظر مسند أحمد: 2 / 336، و: 3 / 367، صحيح البخاري: 4 / 143 باب نزول عيسى من كتاب أحاديث الأنبياء، صحيح مسلم: 1 / 154، مشكاة المصابيح للتبريزي: 127، وشرح صحيح الترمذي لابن عربي: 9 / 78، ينابيع المودّة: 518، تذكرة الخواصّ: 364 وسبق وأن علُقنا على 'وإمامكم منكم' فلاحظ.]

وأمّا الخضر وإلياس فقد قال ابن جرير الطبري: الخضر وإلياس باقيان يسيران في الأرض

[تاريخ الطبري: 6 / 157.]

وأيضاً مارواه في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حديثاً طويلاً عن الدجّال

[هذا الاسم مشتقّ من الدجل- بفتح الدال والجيم- معناه التمويه والتغطية والخداع والكذب، والدجّال صفة لرجل يخرج قبل ظهور الإمام عليه السلام ويخرج في زمن قحط وجدب، وصفته أعور ويعرف شيئاً من الشعوذة والسحر ويقوم بأعمال سحرية يخيّل للناس انّها حقائق. والأحاديث الواردة بحقّه مشوّشة لاتطمئن النفوس إليها ولعلّها رموز وإشارات لانعرف معناها، ولكن خروجه من الاُمور الحتمية والقطعية الّتي صرّحت الروايات به كما جاء في عقد الدرر في أخبار المنتظَر: 324- 334 بلفظ: روى هشام بن عامر قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجّال.

وعن أنس بن مالك عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله انّه قال: ما من نبيّ إلّا أنذر الدجّال الأعور الكذّاب إلّا انّه أعور، وانّ ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر. وانظر شرح صحيح مسلم: 8 / 195 و18 / 40، و: 4 / 2250، وأحمد في مسنده: 3 / 224، و: 1 / 374، و: 5 / 124، والبغوي في مصابيح السنّة، والفتن لابن كثير: 172، والمسيح الدجّال: 38- 238، والبخاري: 4 / 537، و: 9 / 75، والهيثمي في مجمع الزوائد: 7 / 337 و346، مستدرك الحاكم: 4 / 535 و537، والاُنس الجليل بتاريخ القدس والخليل: 1 / 233.

وانظر أيضاً كتاب السنة لابن عاصم: 1 / 173، الفتاوى الكبرى لابن تيمية: 20 / 456، منتخب الأثر للشيخ لطف اللَّه الصافي: 480، سنن ابن ماجة: 2 / 1360، كنز العمال: 14 / 321 ح 38808، الفتن لابن حمّاد: 2 / 520 ح 1460، و519 ح 1454، سنن أبي داود: 4 / 241 و116 ح 4320، مجمع الزوائد للهيثمي: 7 / 652، مجمع البيان للطبرسي: 8 / 450، تفسير القرطبي: 15 / 324، البداية والنهاية لابن كثير: 4 / 49 و: 5 / 102.] فكان

[في "أ": وكان.] فيما حدثنا أنّه قال: يأتي وهو مُحرّم عليه أن يدخل نقاب

[في "أ": بقاب.] المدينة فينتهي إلى بعض السباخ الّتي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذٍ رجل هو خير الناس- أو من خير الناس- "فيقول له: أشهد أنك الدجّال الّذي حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حديثه"فيقول الدجّال "أرأيتم" إن قتلتُ هذا ثمّ أحييته أتشكّون في الأمر؟ فيقولون: لا. قال: فيقتله ثمّ يحييه فيقول حين يحييه: واللَّه ما كنت فيك قطّ أشدّ بصيرة من

[في "أ": منّي.] الآن. قال: فيريد الدجّال أن يقتله "ثانياً"فلا

[في "أ": فلن.] يسلّط عليه.

قال

[في "أ": وقال.] إبراهيم بن سعد: يقال إنّ هذا الرجل هو الخضر، هذا لفظ مسلم في صحيحه

[انظر شرح صحيح مسلم: 18 / 71 بالاضافة إلى المصادر السابقة، كفاية الطالب: 521 و 522 و 523 ثمّ يأتي بأدلّة اُخرى على وجود الدجّال فلاحظها من: 523- 527.] كما سقناه سواء

[البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: 148- 150.]

وأمّا الدليل على بقاء ابليس اللعين فآي الكتاب العزيز وهو قوله تعالى "قَالَ رَبِ ّ فَأَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ"

[ص: 79- 81.

وفي سورة الأعراف: 14- 15 "قَالَ أَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ " فانظر تفسيرهما في البرهان: 2 / 342- 344.]

وأمّا بقاءالمهدي فقد جاء في الكتاب والسنّة. أمّا الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى "لِيُظْهِرَهُ و عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ى وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ "

[التوبة: 33، الصف: 9، وفي سورة الفتح: 28 "... لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا" وانظر غاية المرام: 732 ح 22، الدرّ المنثور: 3 / 231.] قال: هو المهدي من ولد فاطمةعليها السلام. وأمّا من قال فإنه عيسى فلا تنافي بين القولين إذ هو مساعد للمهدي على ما تقدّم، وقد قال مقاتل بن سليمان ومن شايعه

[في "أ": تابعه.] من المفسّرين في تفسير قوله تعالى "وَإِنَّهُ و لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ"

[الزخرف: "61".] قال: هو المهدي عليه السلام يكون في آخر الزمان وبعد خروجه يكون قيام الساعة وأماراتها

[في "أ": يكون أمارات ودلالات الساعة وقيامها.] انتهى

[انظر البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام للكنجي الشافعي: 155 و156، كفاية الطالب: 528- 535. وانظر تفسير الآيات في كتب التفسير، وكذلك راجع غاية المرام: 730 ح 21، و750 ح 87، ينابيع المودّة: 3 / 239، الدرّ المنثور: 3 / 231، الميزان في تفسير القرآن: 5 / 394- 400.] واللَّه تعالى أعلم بذلك.

/ 19