فصول المهمة فی معرفة الائمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصول المهمة فی معرفة الائمة - جلد 2

علی بن محمد ابن صباغ

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في ذكر أبي عبد اللَّه جعفر الصادق

[سبق وأن أشرنا إلى النصوص الّتي وردت من قِبل الرسول صلى الله عليه وآله بخصوص أسماء الأئمة عليهم السلام وكذلك النصوص الّتي وردت من قِبل الإمام عليّ عليه السلام على أسمائهم من بعده.


أمّا النصوص الّتي وردت بخصوص الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام من قِبل أبيه فهي كثيرة، فمن أراد المزيد فليراجع المصادر التالية:

الإرشاد للشيخ المفيد: 305 و374، و: 2 / 181 ط آخر، البحار: 47 / 13 / 6 و 4 و 5، و ص 15 ح 12 و 13، إثبات الهداة: 5 / 324 و 323 و 327 و 330 و 329، الصراط المستقيم: 2 / 162، الإمامة والتبصرة: 65 ح 55، كشف الغمّة: 2 / 167، إثبات الوصية للمسعودي: 78 و 175 و 179، إعلام الورى: 304 و 273، الكافي: 1 / 306 ح 4- 6، و307 ح 7 و 8، الإيقاظ من الهجعة: 319، حلية الأبرار: 2 / 217 و 218، البرهان: 3 / 217 ح 1، و218 ح 5، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 343 و 398، المستجاد: 176 و 177، كفاية الأثر لابن الخزّاز: 253 و 254، جامع الرواة: 1 / 343، سير أعلام النبلاء: 5 / 389، الخرائج والجرائح: 2 / 893، كمال الدين: 1 / 305 ح 1، الاحتجاج للطبرسي: 2 / 136.

كلّ هذه النصوص تدلّ على إمامته من قِبل أبيه عليه السلام منذ صغره حتّى استشهاد أبيه عليه السلام لأنّنا نعتقد بأنّ كلّ إمام ينصّ على الإمام الّذي يأتي بعده، وكذلك حسب حديث اللوح الّذي سبق وأن أشرنا إليه، ومثال ذلك من الوصايا فقد أورد الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد: 304 و 1 / 181 ط آخر بلفظ: روى هشام بن سالم عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سُئِلَ أبو جعفرعليه السلام عن القائم بعده، فضرب بيده على أبي عبد اللَّه عليه السلام وقال: هذا واللَّه قائم آل محمّد.]

وهو الإمام السادس وتاريخ ولادته ومدّة إمامته ومبلغ عمره

ووقت وفاته وعدد أولاده

وذكر كنيته ونسبه

وغير ذلك ممّا يتّصل به

كان جعفر الصادق ابن محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام من بين إخوانه خليفة

أبيه محمّد بن عليّ عليهما السلام ووصيّه والقائم بالإمامة من بعده، و برز على جماعتهم

[في "أ": جماعة.] بالفضل وكان أنبههم ذِكراً وأعظمهم

[في "أ": وأجلّهم.] قدراً، ونقل الناسُ عنه من العلوم ما سارت به الركبانُ وانتشر صيته وذِكرُه في سائر البلدان، ولم ينقُل العلماء عن أحدٍ من أهل بيته ما نُقل عنه من الحديث

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 179، و: 270 ط آخر مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 347، إعلام الورى: 325 و 284، المعتبر: 5، الصواعق المحرقة: 201 و 202، ينابيع المودّة: 3 / 111 و 112، حلية الأبرار: 2 / 145، الروضة الندية: 12 و 117، ملحقات إحقاق الحقّ: 12 / 218.]

وروى عنه جماعة من أعيان الاُمّة وأعلامهم مثل: يحيى بن سعيد

[هو يحيى بن سعيد بن قيس بن فهد، ويقال ابن عمر بن سهلٍ المديني البخاري الأنصاري، حدّث عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيّب والقاسم بن محمّد، ثقة وفقيه، وهو من الطبقة الخامسة مات سنة "243 ه". انظر التقريب: 2 / 348، تذكرة الحفّاظ للذهبي: 1 / 137، الجرح والتعديل: 9 / 147، لسان الميزان: 4 / 380، شذرات الذهب: 1 / 212، الثقات: 5 / 521.] وابن جريج

[هو عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج الاُموي مولاه المكي، ويكنى أباخالد، وكان عبداً لاُمّ حبيب بنت جبير زوج عبدالعزيز بن عبدالملك بن خالد بن أسد فنسب إلى ولائه، ولد سنة "80 ه".]

ومالك بن أنس

[تقدّمت ترجمتهما.] والثوري

[تقدّمت ترجمتهما.] وابن عيينة

[هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران مولى لقوم من ولد عبد اللَّه بن هلال بن عامر بن صعصعة رهط ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله ويكنى أبا محمّد. ولد سنة "107 ه" وتوفي سنة "198 ه". انظر المعارف: 506، رجال الكشّي: 392.] وأبو حنيفة

[تقدمت ترجمتهما.] وشعبة

[تقدمت ترجمتهما.] وأبو أيّوب السجستاني

[كذا، والصحيح من دون 'أبو'. وفي نسخة 'السختياني' وهو أيوب السختياني أبوبكر كيسان بن أبي تميمة. ويقال: ولاؤه لطهيّة، وقيل لجهينة، عداده في صغار التابعين ويقال مولى عمّار بن ياسر، مات بالطاعون سنة "131 ه" في البصرة من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. انظر معجم رجال الحديث: 3 / 252 و 253، سير أعلام النبلاء: 6 / 15.] وغيرهم

[انظر مطالب السؤول: 81، والمناقب لابن شهرآشوب: 4 / 247 وزاد:... وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وعبدالعزيز بن المختار، ووهب بن خالد، وإبراهيم بن طحّان، والحسن بن صالح، وعمرو بن دينار، وأحمد بن حنبل،... وانظر أيضاً حلية الأولياء: 3 / 199 إحقاق الحقّ: 12 / 217، كشف الغمّة: 2 / 186.]

ووصّى

[في "أ": وصّى.] إليه أبو جعفرعليه السلام بالإمامة وغيرها وصيةً ظاهرةً، ونصّ عليها نصّاً جليّاً عن أبي عبد اللَّه جعفر الصادق عليه السلام قال: إنّ أبي استودَعَني ماهناكَ، وذلك انّه لمّا حضرته الوفاة قال: ادْعُ لي شهوداً، فدعوتُ له أربعةً "من قريش"منهم نافع مولى عبد اللَّه بن عمر، فقال: اكتب: هذا ما أوصى به يعقوب نبيه "يَابَنِىَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "

[البقرة: 132.] وأوصى محمّد بن عليّ إلى ابنه جعفر وأمره أن يكفّنه في بُرده الّذي كان يصلّي فيه الجُمعة

[في "أ": في بُردته الّتي كان فيها يصلّي الجمُعة.] وقميصه، وأن يعمّمه بعمامته، وأن يرفع قبره مقدار أربع أصابع، وأن يَحُلَّ أطماره

[في "أ": ظماره.] عند

دفنه. ثمّ قال للشهود: انصرفوا رحمكم اللَّه، فقلت: يا أبت ما كان في هذا بأنْ

[في "أ": حتّى.] يُشهَد عليه؟ قال: يا بُني كرهتُ أن تُغلَب وأن يقال: لم يوص "إليه"فأردت بأن تكون لك

[في "أ": يكون ذلك.] الحجة

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 180- 181، و: 305 ط آخر، البحار: 47 / 13 ح 9 و 10، و: 36 / 193 ح 2، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 278، الكافي: 1 / 244 ح 8، حلية الأبرار للمحدّث البحراني: 2 / 218، كشف الغمّة: 2 / 167، الصراط المستقيم: 2 / 162، إثبات الهداة: 5 / 330 و 327 ح 12، إعلام الورى: 274. وفي عيون أخبار الرضا: 1 / 40 قريب من هذا، وكمال الدين: 1 / 305 ح 1، الإحتجاج: 2 / 136، الخرائج والجرائح: 2 / 893. كلّ هذه الروايات تدلّ على أنّ أبيه عليه السلام نصّ عليه عليه السلام عند الوفاة.]

ولد جعفر الصادق ابن محمّد بن عليّ زين العابدين ابن

الحسين بن عليّ بن أبي طالب بالمدينة الشريفة سنة ثمانين

[انظر كشف الغمّة: 2 / 155 و 161 و 187، عمدة الطالب: 195، البحار: 47 / 1 ح 3، و5 ح 6، مطالب السؤول: 81، التحفة اللطيفة: 1/410، نزهة الجليس: 2/35، إحقاق الحقّ: 12 /212 و 214، مقصد الراغب: 156 "مخطوط"، الأنوار القدسية: 36، وفيات الأعيان: 1 / 291، صفة الصفوة: 2 /61.] من الهجرة وقيل سنة ثلاث وثمانين

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 304، و: 2 / 179 ط آخر، الكافي: 1 / 472، البحار: 47 / 1 ح 1، و4 ح 12، و6 ح 17، دلائل الإمامة: 111، إثبات الوصية: 184، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 81، عيون المعجزات: 85 وزاد '... في حياة جدّه عليّ بن الحسين عليه السلام' ملحقات إحقاق الحقّ: 12 / 209 و 213 و 215، إكمال الرجال: 623، تذكرة الحفّاظ: 1 / 166، وسيلة النجاة: 362، كفاية الطالب: 455، روضة الواعظين: 253، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 399، العدد القوية: 147 "مخطوط"، تاج المواليد للطبرسي: 13، إعلام الورى: 271، المصباح للكفعمي: 23.

وورد في بعض المصادر أنه ولد عند طلوع الفجر من يوم الجمعة أو يوم الاثنين أو الثلاثاء من 17 ربيع الأوّل أو غرّة رجب أو ثامن من شهر رمضان المبارك، فلاحظ وتأمّل.] والأوّل أصحّ.

وأمّا نسبه أباً واُمّاً فهو جعفر الصادق ابن محمّد الباقر ابن عليّ زين العابدين ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام

[تقدّمت استخراجاته.] واُمّه رضي اللَّه عنها اُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 180، و: 303 ط آخر، إعلام الورى: 271، الكافي: 1 / 472، بحار الأنوار: 47 / 1 ح 1 و2، و5 ح 6 و 15، دلائل الإمامة للطبري: 111- 112 ولكن بلفظ:... واُمّه فاطمة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر، واُمّها أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر... التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة: 1 / 410 بلفظ 'اُمّه اُمّ فروة... ولهذا كان جعفر يقول: ولدني الصدّيق مرّتين' ملحقات إحقاق الحقّ: 12 / 212، و: 19 / 505 و 507، المبتكر الجامع لكتابي المختصر والمعتصر في علوم الأثر: 132، كشف الغمّة: 2 / 155 و 187، الأنوار القدسية للسنهوتي: 36، الصراط المستقيم للشيخ عليّ بن يونس العاملي: 2 / 138، عمدة الطالب: 195، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 122.

وانظر المعارف لابن قتيبة: 215، الهداية الكبرى للخصيبي: 247 بلفظ 'اُمّه اُمّ فروة وكانت تكنى اُمّ القاسم- أي مثل فاطمة الزهراءعليها السلام أيضاً كانت تكنى باُمّ أبيها وبنت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله- وبنت القاسم' عيون المعجزات: 85 و 178.

وورد بحقّها عن أبي عبد اللَّه عليه السلام بلفظ 'وكانت اُمّي ممّن آمنت واتقت وأحسنت، واللَّه يحبّ المحسنين' جاء ذلك في الكافي: 1 / 473 ح 1 وقريب منه في عيون المعجزات، والوافي: 3 / 789 ح 1، ينابيع المودّة للقندورزي الحنفي: 3 / 112 بلفظ 'واُمّه اُمّ فروة بنت القاسم' والصواعق المحرقة: 201- 202، مقاتل الطالبيين: 151.]

وأمّا كنيته فأبو عبد اللَّه

[انظر مقصد الراغب: 156 "مخطوط"، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 138، ألقاب الرسول وعترته: 59، الهداية الكبرى: 247، دلائل الإمامة: 112، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 400، البحار: 47 / 9 ح 5، و10 / 6، كشف الغمّة: 2 / 155، المعارف: 215، دائرة المعارف لوجدي: 3 / 109 الطبعة الثالثة، كفاية الطالب: 455.]، وقيل أبو إسماعيل

[انظر تاريخ الخشّاب: 188، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 400، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 138، كشف الغمّة: 2 / 155، الهداية الكبرى للخصيبي: 474، مقصد الراغب: 156 "مخطوط".

وكانت له عليه السلام كنية خاصّة وهي "أبو موسى" انظر المصادر السابقة.] وله ثلاثة ألقاب: الصادق، والفاضل، والطاهر، وأشهرها الصادق

[انظر العدد القوية للعلّامة الحلّي: 148 ح 65، البحار: 47 / 11 ح 12 و 9 ح 5 و 10 ح 6، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 400، كشف الغمّة: 2 / 155. وأورد الخصيبي في الهداية الكبرى: 247 ألقاباً كثيرة وذكر منها: الصادق والفاضل دون الطاهر، وأورد: القاهر، التامّ، الكامل، المنجي.]

صفته: معتدل أدميّ اللون

[أي أسمر اللون، ولم أعثر على هذا اللفظ بعينه بل بألفاظ اُخرى تؤدّي نفس المعنى ، كما ورد في المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 400 بلفظ: كان الصادق ربع القامة، أزهر الوجه حالك الشعر جعداً، أشمّ الأنف... ومثله في البحار: 47 / 9 ح 5.]، شاعره السيّد الحميري

[تقدّمت ترجمته، وانظر المصادر الّتي تثبت بأنّ السيّد الحميري هو شاعر الإمام الصادق عليه السلام وهي كما يلي: أمالي الصدوق: 1 / 201، البحار: 47 / 314 ح 6، و316 ح 7، الغدير: 2 / 267 و245، كمال الدين: 1 / 234، إثبات الهداة: 2 / 361 ح 184، و: 6 / 386 ح 96، روضة الواعظين: 254، كشف الغمّة: 2 / 178 و1 / 414، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 370 و371، الثاقب في المناقب: 395 ح 322، مدينة المعاجز: 384 ح 87، الخرائج والجرائح: 2 / 941، رجال الكشّي: 287 ح 507، أمالي الشيخ الطوسي: 1 / 48، و: 2 / 240، الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 206 و207.] "رض" بابه:

[في "أ": بوّابه الفضل.] المفضّل بن عمر

[انظر تاريخ الأئمة: 33، وفي المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 280 ذكره ضمن خواصّ أصحابه، وتاريخ أهل البيت عليهم السلام: 148.] نقش خاتمه 'ما شاء اللَّه لا قوّة إلّا باللَّه استغفر اللَّه'

[انظر البحار: 47 / 10 ح 6. وورد في الكفعمي: 523 بلفظ 'اللَّه خالق كلّ شي ء'. وفي العدد القوية للعلّامة الحلّي: 148 ح 65 بلفظ 'اللَّه عوني وعصمتي من الناس' وقيل 'أنت ثقتي فاعصمني من خلقك' وقيل 'ربّي عصمني من خلقه' ومثله في البحار: 47 / 11 ح 12، ودلائل الإمامة: 112. وفي عيون أخبار الرضا: 2 / 56 ح 207 وأمالي الصدوق: 371 ح 5 بلفظ 'اللَّه وليّي وعصمتي من خلقه'. وفي البحار: 47 / 8 ح 1، الوسائل: 3 / 412 ح 9، والمكارم: 88 و90 بلفظ 'يا ثقتى قني شرّ جميع خلقك' ومثله في تاريخ جرجان: 329، وإحقاق الحقّ للشهيد القاضي الشوشتري: 12 / 217. وانظر الكافي: 6 / 473 ح 3 و2.]، معاصره أبو جعفر المنصور

[انظر إعلام الورى: 271، البحار: 47 / 6 ح 17 بالإضافة إلى المصادر السابقة. مع العلم أنّ ترجمة أبي جعفر المنصور تقدّمت. وانظر عوالي اللآلي: 1 / 362 ح 45، مهج الدعوات: 201، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 446 ح 215، عيون المعجزات: 89، الثاقب في المناقب: 208 ح 13.]

وأمّا مناقبه فتكاد تفوت من عدّ الحاسب ويحير في أنواعها فهم اليقظ الكاتب، وقد نقل بعض أهل العلم أنّ كتاب الجفر

[ورد في المناقب: 396، والبحار: 26 / 18 ح 1، و: 47 / 26 ح 26، والإرشاد: 2 / 186، و: 307 ط آخر، وإعلام الورى: 284، إحقاق الحقّ: 12 / 226، والاحتجاج: 2 / 134، وروضة الواعظين للفتّال النيسابوري: 253، كشف الغمّة: 2 / 169 بلفظ:... قال عليه السلام: عِلمنا غابر ومزبور، ونكت في القلوب، وانّ عندنا الجفر الأحمر، والجفر الأبيض، ومصحف فاطمةعليها السلام... وسئل عن تفسير هذا الكلام فقال... وأمّا الجفر الأحمر فوعاء فيه سلاح رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ولن يخرج حتّى يقوم قائمنا أهل البيت، وأمّا الجفر الأبيض فوعاء فيه توارة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وكتب اللَّه الاُلى....

وانظر وسيلة النجاة: 349، وفي بصائر الدرجات: 151 ح 2، و: 338 ح 1 ط آخر، والبحار: 26 / 38 ح 29، و: 47 / 270 ح 2 بلفظ 'وعندي الجفر على رغم أنف من زعم' وانظر أيضاً ينابيع المودّة: 404، والكافي: 1 / 207 ح 3.] بالمغرب الّذي يتوارثونه بنو عبدالمؤمن

[انظر مطالب السؤول: 81، وملحقات إحقاق الحقّ: 12 / 208.] بن عليّ هو من كلامه، وله في المنقبة السنية والدرجة الّتي هي في مقام الفضل عليه. عن مالك بن أنس قال: قال جعفر الصادق عليه السلام يوماً لسفيان الثوري: إذا انعم اللَّه عليك بنعمة فأحببت بقائها فأكثر من الحمد والشكر عليها فإن اللَّه عزّوجلّ قال في كتابه العزيز "لَئن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ "

[إبراهيم: 7.] وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الإستغفار فان اللَّه عزّوجلّ يقول "اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ و كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ- يعنى في الدنيا- وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ...- في الآخرة-"

[نوح: 10- 12.] يا سفيان إذا احزنك أمر من سلطان أو غيره فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا باللَّه فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة

[انظر الأنوار القدسية ص 38، إحقاق الحقّ: 19 / 533، وانظر المصادر السابقة.]

وقال ابن أبي حازم: كنت عند جعفر الصادق إذ جاء آذنه

[في "أ": الآذن.] وقال: إنّ سفيان

الثوري في الباب، فقال: ائذن له، فدخل فقال له جعفر: يا سفيان إنك رجل يطلبك السلطان في بعض الأوقات وتحضر عنده وأنا

[في "ب": وانّي.] أتقي السلطان فاخرج عنّي غير مطرود

[في "ب، ج": ايثار لذلك.]، فقال سفيان: حدّثني بحديث أسمعه منك وأقوم، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن أبيه أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: من أنعم اللَّه عليه نعمةً فليحمد اللَّه، ومن استبطأ الرزق فليستغفر اللَّه، ومن أحزنه أمرٌ فليقل: لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه. فلمّا قام سفيان قال أبو جعفر: خذها يا سفيان ثلاثاً وأيّ ثلاث

[الأنوار القدسية: 38، ملحقات إحقاق الحقّ: 19 / 533، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 248 عن الترغيب والترهيب.]!!

وكان عليه السلام يقول: لايتمّ المعروف إلّا بثلاث: تعجيله وتصغيره وستره

[انظر نور الأبصار: 298، وذكر في الجوهر النفيس: 103 وكذلك في إحقاق الحقّ: 19 / 526 بلفظ: قال عليه السلام لسفيان الثوري: احفظ عنّي ثلاثاً: إذا صنعت معروفاً فعجّله... وإن رأيت أنّه كبيرة فصغّره... وإذا فعلته فاستره....]

وقال بعض شيعته "أصحاب جعفر بن محمّد الصادق": دخلت على جعفر وموسى ولده بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية فحفظتها، فكان ممّا حفظت "أوصاه به منها" أن قال له: يا بني، اقبل وصيّتي واحفظ مقالتي، فإنّك إن حفظتها تعش

[في "ب": تعيش.] سيّداً وتمُت

[في "ب": تموت.] حميداً. يا بني، إنّه مَن قنع

[في "ج": رضي.] بما قسم اللَّه له استغنى، ومَن مدّ عينه إلى ما في يد غيره مات فقيراً، ومَن لم يرض بما قسم اللَّه له اتّهم ربّه

[في "ب": اللَّه.] في قضائه، ومَن استصغر زلّة نفسه "استعظم زلّة غيره، ومَن استعظم زلّة نفسه"استصغر زلّة غيره. يا

بني، مَن كشف حجاب غيره انكشفت عورته

[في "د": عورات بيته.]، ومَن سلّ سيف البغي قُتل به، ومَن احتفر

[في "أ": حفر.] لأخيه بئراً سقط فيها، ومَن داخل السفهاء حُقّر، ومَن خالط العلماء وقّر، ومَن دخل

[في "أ": داخل.] مداخل السوء اتّهم. يا بني، قل الحقّ لك أو عليك

[في "أ": وعليك.]، وإيّاك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال. يا بني، إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه فإنّ للجود

[في "أ": للمروءة.] معادن وللمعادن اُصولاً وللاُصول فروعاً وللفروع ثمراً، ولايطيب ثمر إلّا بفرع ولافرع إلّا بأصل ولا أصل ثابت إلّا بمعدن طيّب. يا بني، إذا

[في "ب": إن، وفي "د": فإن.] زرت فزر الأخيار ولا تزر الأشرار

[في "ب": الفجّار.] فانّهم صخرة لاينفجر ماؤها وشجرة لايخضرّ ورقها وأرض لايظهر عشبها

[انظر حلية الاولياء: 3 / 195 وقد ذكر هذه الوصية بشكل مفصّل، ولكن المصنّف رحمه الله هنا أقطع قطعة منها، وانظر إحقاق الحقّ: 12 / 284 و19 / 534، وكشف الغمّة لإربلي: 2 / 184، وإثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 488 ح 49.]

وقال أحمد بن عمرو بن المقدام الرازي

[في "أ": أحمد بن عمر بن المقداد الرازي.]: وقع الذباب على وجه المنصور فذبّه فعاد فذبّه فعاد حتّى أضجره، وكان عنده جعفر بن محمّدعليه السلام في ذلك الوقت، فقال المنصور: يا أبا عبد اللَّه لأيّ شي ء خلق اللَّه عزّوجلّ الذباب؟ قال: ليذلّ به الجبابرة

[في "ج": الجبّارين.]، فسكت المنصور

[انظر المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 375، و: 4 / 251 ط آخر، علل الشرايع: 2 / 496 ح 1، البحار: 47 / 166 ح 6 و7، كشف الغمّة: 2 / 158، حلية الاولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 3 / 198، ملحقات إحقاق الحقّ: 12 / 275 و19 / 533، مطالب السؤول: 82، نور الأبصار: 299، أخبار الدول وآثار الأوّل للقرماني: 112، المختار في مناقب الأخبار: 17، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: 353، الأنوار القدسية لسنهوتي: 38.]

وقيل: كان رجل من أهل السواد يلازم مجلس جعفر الصادق عليه السلام ويقعد طويلاً مقعده، ففقده في بعض الأيام فسأل عنه فقال له رجل يريد أن ينقصه "يستنقص به"عنده: إنّه رجل نبطي

[في "أ": قبطي.]، فقال جعفر: أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، وكرمه تقواه، والناس في آدم مستوون، فاستحيى

[في "أ": فخجل.] الرجل

[بالإضافة إلى المصادر السابقة انظر كشف الغمّة: 2 / 158، والبحار: 78 / 202 ح 34.]

قال سفيان الثوري سمعت جعفر الصادق عليه السلام يقول: عزّت

[في "د": عنت.] السلامة حتّى لقد خفي مطلبها، فإن تك في شي ء فيوشك أن تكون في الخمول، وإن طلبت

[في "أ": طلبته.] في الخمول ولم تجده فيوشك "أن تكون في الصمت، فإن طلبت في الصمت ولم توجد فيوشك أن تكون في العزلة والخلوة"

[ما بين المعقوفتين غير موجودة في "أ".] أن تكون في كلام السلف الصالح، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها عن الناس

[انظر الأنوار القدسية للسنهوتي: 37، وملحقات إحقاق الحقّ: 19 / 531 مع تقديم وتأخير في بعض الألفاظ.]

وحدّث عبد اللَّه بن الفضل بن الربيع

[في "أ": الربيعي، وفي "ج": الربعي.] عن أبيه قال: لمّا حجّ المنصور في سنة سبع وأربعين ومائة قدم

[في "ب": فقدم، وفي "ج": وقدم.] المدينة قال للربيع: ابعث إلى جعفر بن محمّد من يأتينا به

متعباً سريعاً قتلني اللَّه إن لم أقتله، فتغافل الربيع عنه وناساه

[في "ب": لينساه.] فأعاد عليه في اليوم الثاني واغلظ له في القول، فأرسل إليه الربيع فلمّا حضر قال له الربيع: يا أبا عبد اللَّه اذكر اللَّه تعالى فإنّه قد أرسل إليك "ب" ما لا دافع له غير اللَّه وإنّي أتخوّف عليك، فقال جعفر: لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم.

ثمّ إنّ الربيع دخل

[في "ج": أعلم.] به على المنصور فلمّا رآه المنصور أغلظ له بالقول فقال: يا عدوّ اللَّه اتخذك أهل العراق إماماً يجبون

[في "أ": يجيئون.] إليك بزكاة أموالهم فتُلحد في سلطاني

[في "أ": وتُلحد في سلطنتي.] وتبتغي إلىَّ الغوائل قتلني اللَّه إن لم أقتلك، فقال جعفر: يا أمير المؤمنين إنّ سليمان اُعطي فشكر وإنّ أيوب ابتلي فصبر وإنّ يوسف ظُلم فغفر، فهولاء أنبياء اللَّه وإليهم يرجع نسبك ولك فيهم

[في "د": بهم.] اُسوة حسنة فقال المنصور: أجل لقد صدقت يا أبا عبد اللَّه ارتفع إلى هاهنا عندي، ثمّ قال: يا أبا عبد اللَّه إنّ فلان الفلاني أخبرني عنك بما قلت لك، فقال: أحضره يا أمير المؤمنين ليواقفني

[في "ج": لو وافقني.] على ذلك.

فاُحضر الرجل الّذي سعى به إلى المنصور فقال له المنصور: أحقّاً ما حكيت لي عن جعفر؟ فقال: نعم يا أمير المؤمنين، قال جعفر: فأستحلِفه

[في "ج": حلفه.] على ذلك، فبدر الرجل وقال: واللَّه العظيم الّذي لا إله إلّا هو عالمُ الغيب والشهادة الواحد الأحد الفرد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد... وأخذ يعدّ في صفات اللَّه، فقال جعفر: يا أمير المؤمنين يحلف بما أستحلفه به ويترك يمينه هذا، فقال المنصور: حلّفه بما تختار، فقال جعفرعليه السلام: قل: برئتُ من حول اللَّه وقوّته والتجأت إلى

حولي وقوّتى لقد فعل "جعفر" كذا وكذا، فامتنع الرجل فنظر إليه المنصور منكراً فحلف بها، فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض وخرَّ

[في "أ": وقضى .] ميّتاً مكانه في المجلس، فقال المنصور: جرّوا برجله وأخرجوه لعنه اللَّه.

ثمّ قال: لا عليك يا أبا عبد اللَّه أنت البري ء الساحة السليم الناحية المأمون

[في "ب": القليل.] الغائله، عليَّ بالطيب والغالية، فأتوا بالغالية فجعل يغلف به لحيته إلى أن تركها تقطر وقال: في حفظ اللَّه وكلاءته، وألحقه الربيع بجوائز حسنة وكسوة سنية.

قال الربيع: فلحقته بذلك ثمّ قلت له: يا أبا عبد اللَّه إنّي رأيت قبلك ما لم تره أنت ورأيت بعد ذلك ما رأيت ورأيتك تحرّك شفتيك وكلّما حرّكتهما سكن الغضب، بأيّ شي ء كنت تحرّكهما جعلت فداك؟ قال: بدعاء جدّي الحسين عليه السلام، قلت، وما هو يا سيّدي؟ قال: قلت: اللّهمّ يا عدّتي عند شدّتي يا غوثي عند كربتي احرسني بعينك الّتي لا تنام واكنفني

[في "أ": واكفني.] بركنك الّذي لا يرام وارحمنى بقدرتك عليَّ فلا أهلك وأنت رجائي، اللّهمّ إنّك أكبر وأجلّ وأقدر ممّا أخاف وأحذر، اللّهمّ بك أدرأ

[في "ب": أدفع.] في نحره وأستعيذ بك من شرّه إنّك على كلّ شي ء قدير.

قال الربيع: فما نزلت بي شدّة قطّ ودعوت به إلّا فرّج اللَّه عنّي. قال الربيع: وقلت لأبي عبد اللَّه: منعت الساعي بك إلى المنصور من أن يحلف يمينه وأحلفته أنت تلك اليمين، فما كان إلّا أخذ لوقته فتعجّبت من ذلك ما منعناك فيه؟ قال: لأنّ في يمينه الّذي أراد أن يحلف بها توحيد اللَّه وتمجيده وتنزيهه، فقلت: يحلم عليه ويؤخّر عنه العقوبة، وأحببتُ تعجيلها فاستحلفته بما سمعت فأخذه اللَّه لوقته

[رويت هذه القصة في مصادر عديدة وبألفاظ متناسبة ومتقاربة، مع العلم أنّ المصنّف رحمه الله لم ينقلها بشكل كامل بل قطع قطعة منها، ومن شاء فليراجع المصادر التالية ليقف عليها بعينها، وهي كما يلي:

كشف الغمّة: 2 / 158، البحار: 47 / 182 و178 ح 28 و26، و: 95 / 223 ح 22، إحقاق الحقّ: 19 / 514 و513، و:12 / 250 و246، العقد الفريد: 2 / 28، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 358، ومدينة المعاجز: 361 ح 19، الأخبار الموفّقيات: 149، الصحيفة السجّادية الجامعة: 368 ح 158، وسيلة النجاة: 359، سير أعلام النبلاء: 6 / 266، الفرج بعد الشدّة: 70، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: 353، و: 344 ط آخر، المختار للجزري: 18، كفاية الطالب: 307، حلية الأولياء: 3 / 192، مطالب السؤول: 82، نور الأبصار: 295، و455 ط آخر، الآيات البيّنات: 162، صفة الصفوة: 2 / 176، روض الرياحين: 58، عين الأدب والسياسة: 182.

ولا يخفى أنّ المنصور الدوانيقي استدعى الإمام الصادق عليه السلام مرات عديدة فالمرّة الاُولى ذكرها صاحب مهج الدعوات: 175، والمرة الثانية: 184، والثالثة: 186، والرابعة: 188، والخامسة: 192، والسادسة: 198، والسابعة: 201 واُخرى في الحيرة ذكرها في: 212، وتاسعة: 213.

وانظر دلائل الإمامة للطبري: 119، الخرائج والجرائح: 357، فصل الخطاب: 381 و335، إثبات الهداة: 5 / 446 ح 215، الثاقب في المناقب: 208 ح 13، مقتل الحسين للخوارزمي: 2 / 113 وقد ذكر الدعاء فقط، مستدرك الوسائل: 13 / 173 ح 1، و: 15 / 241 ح 28، البرهان: 2 / 299 ح 7، عوالي اللآلي: 1 / 437 ح 10، الكافي: 6 / 445 ح 3، تاريخ دمشق ترجمة الإمام الصادق عليه السلام مخطوط إثبات الوصية للمسعودي: 183، الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 182- 184، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 112 و113 ط اُسوة، الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي: 201- 202.]

وروي أنّ داود بن عليّ بن العباس

[هو عمّ السفّاح عبد اللَّه بن محمّد بن عليّ بن عبد اللَّه بن العباس بن عبدالمطّلب، استعمله على الكوفة وكان خطيباً ويكنى أبا سليمان وولى مكّه والمدينة أيضاً، مات سنة "183 ه". انظر المعارف لابن قتيبة: 374.] قتل المعلّى بن خُنيس

[المعلّى بن خنيس من المحمودين وهو من قوّام أبي عبد اللَّه عليه السلام، وانّما قتله داود بن عليّ بسببه وكان محموداً عنده، ومضى على منهاجه، وأمره مشهور وكان وكيلاً لأبي عبد اللَّه عليه السلام وخيّراً فاضلاً. انظر الغيبة للطوسي: 210، بحار الأنوار: 47 / 342 ح 32، رجال النجاشي: 417 تحت رقم 1114 طبع مؤسّسة النشر الإسلامي- قم.] مولىً كان لجعفر الصادق عليه السلام فأخذ ماله، فبلغ ذلك جعفر فدخل إلى داره ولم يزل ليله كلّه قائماً وقاعداً إلى الصباح، ولمّا كان وقت السحر سمع منه وهو يقول في مناجاته يا ذا

القوّة القوية، ويا ذا المحال الشديد، ويا ذا العزّة الّتي كلّ خلقك لها ذليل، اكفنا هذا الطاغية وانتقم لنا منه. فما كان إلّا أن ارتفعت الأصوات بالصراخ والعويل وقيل مات داود بن عليّ فجأةً

[انظر نور الأبصار للشبلنجي: 296، إحقاق الحقّ: 12 / 258. وقد رويت هذه القصة مفصّلاً في كتب كثيرة وبعضها اختصر القصة، ونحن نشير هنا إلى المصادر الّتي ذكرتها مفصّلاً ومختصراً وهي كما يلي:

بصائر الدرجات: 217 ح 2، البحار: 47 / 66 ح 9، و: 94 / 294، و109 ح 144- 146 و200، الوسائل: 4 / 1103 ح 8، إثبات الهداة: 5 / 376 ح 73، و416 ح 152، مدينة المعاجز: 357 ح 14 و15، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: 2 / 611 ح 7 و647 ح 57، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 352 و357، النجوم للسيّد ابن طاووس: 229، رجال الكشّي: 380 ح 713، و251 ح 13، الهداية الكبرى للخصيبي: 253، دلائل الإمامة للطبري: 118، مهج الدعوات: 198، الأنوار القدسية للسنهوتي: 36، الكافي: 2 / 513 ح 5، الإرشاد للمفيد: 307، و: 2 / 184- 185 ط آخر، إعلام الورى: 276، روضة الواعظين: 1 / 251، كشف الغمّة: 2 / 167، ومستدرك الوسائل للمحدّث النوري: 5 / 258 ح 2، ألقاب الرسول صلى الله عليه وآله وعترته: 61، علل الشرايع: 2 / 258.]

ولمّا بلغ جعفر الصادق عليه السلام قول الحكم بن العباس الكلبي

[شاعر اُموي من أولياء بني اُمية، ترجم له في تنقيح المقال رقم 3262، فراجع.]:




  • صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة
    ولم أرَ مهديّاً على الجذع يُصلب



  • ولم أرَ مهديّاً على الجذع يُصلب
    ولم أرَ مهديّاً على الجذع يُصلب



فرفع جعفر يديه إلى السماء وهما يرعشان

[في "أ": يرتعشان.] فقال: اللّهمّ سلّط على الحكم بن العبّاس الكلبي كلباً من كلابك. فبعثه بنو اُمية إلى الكوفة فافترسه الأسد في الطريق، واتصل ذلك بالصادق فخرّ ساجداً وقال: الحمدللَّه الّذي أنجزنا ما وعدَنا

[في "أ": يرتعشان.]

وقال محمّد بن إسماعيل

[في "أ": سعيد.]: لمّا خرج محمّد بن عبد اللَّه بن الحسن فرّ

[في "ب": هرب.] جعفر بن محمّد إلى ماله بالفُرع

[الفُرع: قرية من نواحي الربذة، عن يسار السقيا، بينها وبين المدينة ثمانية برد، على طريق وقيل: أربع ليالي... انظر مراصد الاطلاع: 3 / 1028.]، فلم يزل هناك مقيماً حتّى قُتل محمّد واطمأنّ الناس فرجع إلى المدينة وأقام بها

[انظر كشف الغمّة للإربلي: 2 / 162، وبحار الأنوار: 47 / 5 ح 16 ولكن بلفظ: فلمّا قتل محمّد واطمأن الناس وآمنوا رجع إلى المدينة، فلم يزل بها حتّى مات لسنة ثمان وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر....]

وروي عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام قال: لمّا رفعت

[في "ج": دفعت.] إلى أبي جعفر المنصور بعد قتل محمّد بن عبد اللَّه بن الحسن انتهرني

[في "أ": نهرني.] وكلّمني بكلامٍ غليظ ثمّ قال لي: يا جعفر قد علمت بفعل محمّد بن عبد اللَّه الّذي يسمّونه النفس الزكية وما نزل به وانّما أنتظر الآن أن يتحرّك منكم أحد فاُلحق الصغير بالكبير. قال: فقلت: يا أمير المؤمنين حدّثني أبي محمّد بن عليّ عن أبيه الحسين عن الحسن

[في "د": الحسين، وهو خطأ من الناسخ.] بن عليّ بن أبي طالب أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: إنّ الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيمدّها

[في "أ": فيصلها.] اللَّه تعالى إلى ثلاث وثلاثين سنة، وإنّ الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون سنة فيبترها

[في "أ": فيصيّرها.] اللَّه تعالى إلى ثلاث سنين. قال: فقال لي: واللَّه عليك سمعت هذا من أبيك؟ فقلت: واللَّه سمعتها فردّها "ثمّ ردّها"عليَّ ثلاثاً ثمّ

قال: انصرف

[انظر كشف الغمّة للإربلي: 2 / 165، بحار الأنوار: 47 / 206 ح 47. وروى أبو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين: 233 وكذلك العلّامة المجلسي في البحار: 47 / 211 و163 ح 3 رواية اُخرى تختلف عن هذه، ولكن ذيل الرواية يذكر فيها الحديث بلفظ '... إنّ ملكاً من ملوك الأرض بقى من عمره ثلاث سنين فوصل رحمه، فجعلها اللَّه ثلاثين سنة' وانظر عوالي اللآلي لابن أبي جمهور الأحسائي: 1 / 362 ح 45 وأمالي ابن الشيخ: 2 / 94، البرهان: 2 / 299 ح 7، ومستدرك الوسائل للمحدّث النوري: 15 / 241 ح 28.]

وممّا حفظ من كلام جعفر الصادق في الحكمة والموعظة وغير ذلك قوله: ما كلّ من نوى

[في "أ": رأى ، وفي "ب": أراد.] شيئاً قدر عليه، ولاكلّ من قدر على شي ء وفّق له، ولاكلّ من وفّق أصاب له موضعاً، فإذا اجتمعت النيّة والقدرة والتوفيق والإصابة فهناك "تجب"السعادة

[انظر نزهة الناظر: 119 ح 64، مشكاة الأنوار: 332، الإرشاد للشيخ المفيد: 317، و: 2 / 204 ط آخر.]

وقال عليه السلام: تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حَيرة، والإعتداء على اللَّه هلكة، والإصرار على الذنب أمنٌ مِن مكر اللَّه

[في "أ": والإصرار على الذنب من مكر اللَّه 'ولا يأمن...'.] "فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ "

[الأعراف: 99.

انظر نزهة الناظر: 117 ح 59، التذكرة الحمدونية: 110، إحقاق الحقّ: 19 / 528، تحف العقول: 456 ح 9، البحار: 78 / 209 ح 86، و: 6 / 30 ح 36، الإرشاد للشيخ المفيد: 318، و: 2 ص 205 ط آخر وفيه 'الاعتلال' بدل 'الاعتداء'، مشكاة الأنوار: 111، كنز الفوائد الكراجكي: 2 / 33، كشف الغمّة: 2 / 178، الدرّة الباهرة: 19.]

وقال عليه السلام: أربعة أشياء القليل منها كثير: النار والعداوة والفقر والمرض

[نور الأبصار: 298، إحقاق الحقّ: 12 / 281.]

وسئل: لم سمّي البيت العتيق قال: لأنّ اللَّه تعالى عتقه من الطوفان

[نور الأبصار: 289، إحقاق الحقّ: 12 / 29، كشف الغمّة: 2 / 203.]

وقال عليه السلام: صحبة عشرين يوماً قرابة

[نور الأبصار: 298، إحقاق الحقّ: 12 / 280، وفي تحف العقول: 358 وفيه 'سنة' بدل 'عشرين يوماً' سنة.]

وقال: كفّارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان

[نور الأبصار: 298 وفيه 'الشيطان' بدل 'السلطان' وحسب ما أعتقد أنه تصحيف، إحقاق الحقّ: 12 / 281.]

وقال عليه السلام: إذا دخلت منزل أخيك فاقبل الكرامة ما عدا الجلوس في الصدر

[نور الأبصار: 289، إحقاق الحقّ: 12 / 280.]

وقال: البنات حسنات والبنون نِعَم، فالحسنات يُثاب عليهنّ والنعمة يسأل عنها

[في "أ":... والحسنات يُثاب عليها و النِعَم مسؤول عنها.

انظر الفقيه: 3 / 481 ح 4692، الوسائل: 15 / 104 ح 4 و2، تحف العقول: 382 ح 186، الكافي: 6 / 7 ح 12، ثواب الأعمال للشيخ الصدوق: 239 ح 1، البحار: 104 ص 90 ح 3، وص 99، مكارم الأخلاق للطبرسي: 226.]

وقال عليه السلام من لم يستح من العيب ويرعوي عند المشيب ويخشى اللَّه بظهر الغيب فلا خير فيه

[نور الأبصار: 299، إحقاق الحقّ: 12 / 278.]

وقال عليه السلام: إيّاكم وملاحاة الشعراء فإنّهم يطنبون بالمدح ويجودون بالهجاء

[انظر نور الأبصار: 299، إحقاق الحقّ: 12 / 279.]

وكان يقول: اللّهمّ إنّك بما أنت له أهله من العفو أولى منّي بما أنا أهله من العقوبة

[انظر المصادر السابقة.]

وقال عليه السلام: مَن أكرمك فأكرمه، ومَن استخفّ بك فأكرم نفسك عنه

[نزهة الناظر: 111 ح 36، أعلام الدين للديلمي: 303، الدرّة الباهرة: 34، بحار الأنوار: 47 / 167 ح 34، و: 78/228 ح 105، كتاب الأربعين في قضاء حقوق المؤمنين: 278 ح 113، نور الأبصار: 299.]

وقال: منع الجود سوء الظنّ بالمعبود

[انظر نور الأبصار: 299، إحقاق الحقّ: 12 / 283.]

وقال: دعا اللَّه الناس في الدنيا بآبائهم ليتعارفوا ودعاهم في الآخرة بأعمالهم ليتجاوزوا فقال: "يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا" "يَأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُواْ"

[انظر نور الأبصار: 299، وإحقاق الحقّ: 12 / 284، كشف الغمّة: 207، البحار: 78 / 208 ح 72. والآية الاُولى الصف: 10، والثانية: التحريم:7.]

وقال عليه السلام: إنّ عيال المرء اُسراؤه فمن أنعم اللَّهُ عليه بنعمته فليوسّع على اُسرائه، فإن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة عنه

[نور الأبصار: 299، إحقاق الحقّ: 12 / 282.]

وقال: ثلاثة لايزيد اللَّه بها الرجل المسلم إلّا عزّاً: الصفح عمّن ظلمه، والإعطاء لمن حرمه، والصلة لمن قطعه

[راجع المصادر السابقة.]

وقال: حفظ الرجل أخاه بعد وفاته في تركته كرم

[راجع المصادر السابقة.]

وقال: المؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه من

[في "أ": عن.] حقّ وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل

[انظر نزهة الناظر: 109 ح 19 وزاد فيه '... والّذي إذا قدر لم يأخذ أكثر ممّا له' وانظر أعلام الدين: 303، البحار: 78 / 277 ح 113، نور الأبصار: 299، إحقاق الحقّ: 12 / 281.]

وروى محمّد بن حبيب عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليه السلام ورفعه قال: ما من مؤمن أدخل على قوم سروراً إلّا خلق اللَّه من ذلك السرور ملَكاً يعبد اللَّه تعالى ويحمده ويمجّده، فإذا صار المؤمن في لحده أتاه ذلك السرور الّذي أدخله على اُولئك القوم فيقول: أنا اليوم اُونس وحشتك واُلقنك حجّتك واُثبتك بالقول الثابت واُشهد بك مشاهد القيامة واُشفع بك إلى ربّك واُريك منزلتك من الجنّة

[نور الأبصار: 300، وانظر المصادر السابقة أيضاً.]

وقال إبراهيم بن مسعود: كان رجل من التجّار يختلف إلى جعفر بن محمّدعليه السلام وبينه

[كذا، والظاهر أنّ الصحيح: بينه.] وبينه مودّة وهو معروف بحسن حال

[في "أ": وهو يخالطه ويعرفه بحسن حاله.] فجاء بعد حين إلى جعفر بن محمّد وقد ذهب ماله وتغيّر حاله فجعل يشكو إلى جعفر فأنشده جعفرعليه السلام

[انظر كشف الغمّة: 2 / 162، البحار: 78 / 203 ح 36.]:

فلا تجزع وإن اُعسرت يوماً

فقد أيسرت في زمنٍ طويل

[في "أ": بالزمن الطويل، وفي "ج": بزمن طويل.]

ولا تيأس

[في "ب، ج": تبأس وهو خطأ من الناسخ.] فإنّ اليأس كفر

لعلّ اللَّه يغنى عن قليل

ولا تظننّ بربّك ظنّ سوءٍ

فإنّ اللَّه أولى بالجميل

وعن أبي حمزة الثمالي: قال: كنت مع أبي عبد اللَّه جعفر بن محمّد الصادق بين مكّة والمدينة فالتفت فإذا عن يساره

[في "ج، د": إذ التفت عن يساره فرأى.] كلب أسود فقال له: مالك قبّحك اللَّه ما أشدّ مسارعتك! فإذا هو في الهواء شبيه

[في "أ": يشبه.] الطائر، فتعجّبت من ذلك، فقال لي: هذا غثيم

[في "أ": أعثم.] بريد الجنّ مات هشام

[أي هشام بن عبد الملك.] الساعة وهو يطير

[في "أ": طائر.] ينعاه في كلّ بلد

[انظر كشف الغمّة: 2 / 192 ولكن بلفظ 'أعثم' بالعين كما في نسخة "أ" وأعتقد أنّه تصحيف، الخرائج والجرائح: 2 / 855 ح 71، إعلام الورى: 276، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 353 البحار: 47 / 151 ح 201 و202 و207 و208، و: 26 / 151 ح 38، إثبات الهداة: 5 / 398 ح 124، الكافي: 6 / 553 ح 8، بصائر الدرجات لابن فرّوخ الصفّار: 96 ح 4، دلائل الإمامة للطبري: 132، ملحقات إحقاق الحقّ: 12 / 256.]

وعن إبراهيم بن عبدالحميد قال: اشتريت من مكّة بُردة وآليت

[في "ب": فآليت.] على نفسي أن لا تخرج من ملكي حتّى تكون كفني، فخرجت بها إلى عرفة فوقفت فيها الموقف ثمّ انصرفت إلى المزدلفة

[في "د": جمع.] فبعد أن صلّيت فيها المغرب والعشاء رفعتها وطويتها ووضعتها تحت رأسي ونمت، فلمّا انتبهت فلم أجدها فاغتممت لذلك غمّاً شديداً، فلمّا أصبحت صلّيت وأفضيت مع الناس إلى منى فإنّي واللَّه في مسجد الخيف إذ أتاني رسول من أبي عبد اللَّه جعفر الصادق عليه السلام يقول لي: يقول

[في "أ": قال.] لك أبو عبد اللَّه: أقبِل

[في "أ": تأتنا.] في هذه الساعة، فقمت مسرعاً حتّى دخلت على أبي عبد اللَّه جعفر الصادق عليه السلام وهو في فسطاطه فسلّمت عليه وجلست فالتفت إليَّ وقال

[في "ج، د": فقال.]: يا إبراهيم نحن نحبّ أن نعطيك بردة تكون لك كفناً قلت: والّذي يحلف به

[في "أ": خلق.] إبراهيم لقد كانت معي بردة معدّها لذلك ولقد ضاعت منّي في المزدلفة، فأمر غلامه فأتاني ببردة فتناولتها فإذا هي واللَّه بردتي بعينها، فقلت: بردتي يا سيّدي، فقال: خذها واحمد اللَّه تعالى يا إبراهيم فقد جمع اللَّه عليك يا إبراهيم

[رويت هذه القصة بألفاظ متقاربة مع زيادة في بعضها وبعض المصادر اختصرتها فانظر مثلاً: الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: 2 / 644 ح 52، و: 215 ح 20 ط آخر، البحار: 47 / 109 ح 142، و147 ح 203، كشف الغمّة للإربلي: 2 / 189 و192، إحقاق الحقّ: 12 / 256، نور الأبصار للشبلنجي: 297.]

وروي عن جعفر الصادق عليه السلام انّه قال لغلامه

[في "ج": لمولاه.] يافد: يايافد إذا كتبت رقعة أو كتاباً

في حاجة وأردت أن تنجح حاجتك الّتي تريد فاكتب في رأس الرقعة

[في "أ": الورقة.] بقلم غير مديد: بسم اللَّه الرحمن الرحيم وعَد اللَّه الصابرين المخرج ممّا يكرهون والرزق من حيث لايحتسبون. جعلنا اللَّه وإيّاكم من الذين لاخوفٌ عليهم ولاهم يحزنون. قال يافد: فكنت أفعل ذلك فتنجح حوائجي

[انظر المصادر السابقة، ففي بعضها 'نافذ' بدل 'يافد' وفي بعضها 'ناقد' كما في نور الأبصار: 297.]

مناقب أبي جعفر الصادق عليه السلام فاضلة، وصفاته في الشرف كاملة، وشرفه على جبهات الأيام سائلة، وأندية المجد والعزّ بمفاخره ومآثره آهلة

[انظر الاتحاف بحبّ الأشراف: 54 بلفظ: قال الشبراوي الشافعي... ينابيع المودّة: 380، إحقاق الحقّ: 12 / 227 و218 قريب من هذا.]

مات الصادق جعفر بن محمّدعليها السلام سنة ثمان وأربعين ومائة في شوّال

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 304، و: 2 / 180 ط آخر، كشف الغمّة: 2 / 155 و161 و162 و 166 و187، البحار: 47 / 3 ح 10 و6 / 18، و1 ح 1، و5 / 16، الكافي: 1 / 475 و472 ح 7، الوافي: 2 / 796 ح 10، و: 2 / 180 ط آخر، إعلام الورى: 271، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 399، روضة الواعظين للفتّال النيسابورى: 253، دلائل الإمامة: 111، المصباح للكفعمى: 523، مطالب السؤول: 81، ملحقات إحقاق الحقّ: 12 / 212 و209، الهداية الكبرى للخصيبي: 247، عيون المعجزات: 94، ألقاب الرسول وعترته: 42.

وانظر تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 181، إكمال الرجال: 623، وسيلة النجاة: 362، إسعاف الراغبين للصبّان: 253، الصواعق المحرقة: 203، التذكرة للواقدي: 355 و356، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة: 1 / 410، عيون التواريخ: 6 / 29، تاريخ ابن الوردي: 1 / 266، نزهة المجالس: 1 / 50، و: 2 / 35، العرائس الواضحة: 205، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 117 ط اُسوة، كفاية الطالب: 456.] وله من العمر ثمان وستون سنة

[انظر كشف الغمّة: 2 / 155 و161 و162 و187، البحار: 47 / 5 ح 16، ودلائل الإمامة: 111، إكمال الرجال: 623، ملحقات إحقال الحقّ: 12 / 209، وسيلة النجاة: 362، ينابيع المودّة: 3 / 117 ط اُسوة، الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي: 121، التحفةاللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة: 1/410.

وقيل استشهد وعمره خمس وستون سنة كما ورد في الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 180، و: 304 ط آخر، والتذكرة للواقدي: 355، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 181، ألقاب الرسول وعترته: 42، وعيون المعجزات: 94، دلائل الإمامة: 111، الهداية الكبرى للخصيبي: 247، وكشف الغمّة: 2 / 155، الكافي: 1 / 475 ح 7، والبحار: 47 / 6 ح 18، الوافي: 3 / 796 ح 10، ومن أراد المزيد فعليه مراجعة المصادر السابقة، وكفاية الطالب: 456.] أقام فيها مع جدّه عليّ بن الحسين اثني عشر سنة

وأياماً

[انظر كشف الغمة: 2 / 155. وفي رواية ثانية أقام مع جدّه خمس عشرة سنة، وإعلام الورى: 271، المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 399، البحار: 47 / 4 ح 12- 14، روضة الواعظين: 253، دلائل الإمامة: 111، الهداية الكبرى : 247. وعيون المعجزات: 94، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 181.] ومع أبيه محمّد بن عليّ بعد وفاة جدّه ثلاثة عشر سنة

[انظر نور الأبصار: 2، إحقاق الحقّ: 12 / 215.] وبقى بعد موت أبيه أربعاً وثلاثين

[انظر الكافي: 1 / 475 ح 7، البحار: 47 / 6 ح 18 و5 ح 16، الوافي: 3 / 796 ح 10، كشف الغمّة للإربلي: 2 / 155 و161 و162 و187، إعلام الورى لأمين الإسلام الطبرسي: 271، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 399، دلائل الإمامة للطبري: 111، الهداية الكبرى للخصيبي: 247، الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 180.

ولا يخفى أنه بناءً على ما ذكره المصنّف رحمه الله فإنّ عمره الشريف يكون 59 سنة، وهذا خلاف ما ذكره بأنه مات وله من العمر 68 سنة. ولعلّ الصحيح أنه أقام على جدّه عليه السلام 12 سنة ومع أبيه 19 سنة وبقي بعد موت أبيه 34 سنة فيكون حينئذٍ عمره الشريف 65 سنة كما ذهب إليه الشيخ المفيد في الإرشاد والفضل بن الحسن الطبرسي في إعلام الورى حيث ذكرا رحمهمااللَّه أن ولادته عليه السلام كانت في سنة "83 ه" كما ذكر ذلك أيضاً المصنّف على قول، فتأمّل وراجع تصل إلى الحقيقة.] سنة وهي مدّة إمامته عليه السلام، يقال إنّه مات بالسمّ في أيام المنصور

[انظر المصباح للكفعمي: 523، البحار: 47 / 2 و5 ح 4 و15، مطالب السؤول: 81، إحقاق الحقّ: 12 / 212 و216، ينابيع المودّة: 3 / 117 ح 3 ط اُسوة، الصواعق المحرقة: 203، و: 121 ط آخر، دلائل الإمامة: 111 بلفظ 'سمّه المنصور فقتله' إسعاف الراغبين: 253، مشارق الأنوار للبرسي: 93، إثبات الهداة: 5 / 423 ح 164، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 399، إقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس: 97.] وقبره بالبقيع، دفن في القبر الّذي فيه أبوه وجدّه وعمّ جدّه، فللّه درّه من

قبر ما أكرمه وأشرفه

[انظر نزهة المجالس: 2 / 25، و: 1 / 50، إحقاق الحقّ: 12 / 214، و: 19 / 507، عيون التواريخ: 6 / 29، تاريخ ابن الوردي: 1 / 266، نور الأبصار: 298. وفي وسيلة النجاة: 362 بلفظ 'وما أكرم ذلك القبر بأنّ جمع من الأشراف الكرام' وفي ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 3 / 117 ط اُسوة بلفظ 'ودفن بالقبة... فيالها من قبّة ما أكرمها وأبركها وأشرفها' ومثله في الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي: 203 وانظر المصادر السابقة كلها تؤكد على انّه دفن في البقيع في القبر الّذي دفن فيه أبوه وجدّه وعمّ جدّه، فلاحظ.]

وأمّا أولاده فكانوا سبعة، ستة ذكور وبنت واحدة، وقيل كانوا أكثر من ذلك

[انظر نور الأبصار: 298، كشف الغمّة: 2 / 161 و187، البحار: 47 / 241 ح 1، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 105، الهداية الكبرى للخصيبي: 247، تاريخ الأئمة لابن أبي ثلج البغدادي: 19، تاج المواليد: 45.

أمّا الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد: 2 / 209 فقد ذكر أنّ الإمام عليه السلام له عشرة أولاد، وكذلك في المستجاد من الإرشاد: 179، و: 319 ط آخر، وكشف الغمّة في رواية اخرى : 2 / 180، والبحار: 47 / 241 و225 ح 2 و6، وتاج المواليد: 121، وإعلام الورى: 291 وكذلك في المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 400.] أسماء الذكور: موسى الكاظم

[سيأتي في الفصل القادم تفصيلاً كاملاً عن حياته عليه السلام.] إسماعيل

[كان الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام يحبّ ابنه إسماعيل حبّاً جمّاً كما ذكر المروزي في الزهد: 34 حيث ذكر عن كتاب الحسين بن سعيد بلفظ:... أخبرني أبو عبد اللَّه عليه السلام ببرّ ابنه إسماعيل، قال: كنت اُحبّه وقد أزداد إليَّ حبّاً... وكان إسماعيل أكبر اخوته كما يقول الشيخ المفيد في الإرشاد: 2 / 209، وقد مات إسماعيل في حياة أبيه بالعريض- وادي بالمدينة فيه بساتين نخل- وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتّى دفن بالبقيع. ولسنا بصدد بيان حاله وولادته، ومن أراد ذلك فليراجع المصادر التالية:

إعلام الورى: 284 و292، البحار: 47 / 242، كمال الدين: 1 / 70، و: 2 / 637 ح 40، كتاب زيد النرسي: 49، إثبات الهداة: 5 / 493 ح 60، كتاب التمحيص لابن همام الإسكافي: 37 ح 22، الكافي: 5 / 299، الوسائل: 13 / 230 ح 1، البرهان: 1 / 342 ح 5، و: 2 / 138 ح 1، الوافي: 18/956 ح 11، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: 2 / 637 ح 39، الغيبة للنعماني: 324 ح 1، تنبيه الخواطر: 2 / 253، التهذيب: 1 / 429، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري: 513، أمالي الشيخ الصدوق: 197 ح 4، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 400، المجدي في أنساب الطالبيين: 100، كشف الغمّة: 2 / 180.]

ومحمّد

[كان محمّد بن جعفر سخياً شجاعاً وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ويرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف... انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 211- 213، كشف الغمّة للإربلي: 2 / 181، البحار: 47 / 243 ح 2، إعلام الورى للطبرسي: 293، المقالات والفِرق: 86: فرق الشيعة: 87، الملل والنحل: 167، المجدي في أنساب الطالبيين: 96، عيون أخبار الرضا: 2 / 207، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: 2 / 736 ح 49، فكلّ هذه المصادر تتكلّم عن حياته فلاحظها.] وعليّ

[كان عليّ بن جعفر راوياً للحديث، سديد الطريق، شديد الورع، كثير الفضل، ولزم أخاه موسى عليه السلام وروى عنه شيئاً كثيراً كما ذكر ذلك الشيخ المفيد في الإرشاد: 2 / 214، و: 322 ط آخر. وانظر ترجمته في رجال الكشّي: 429 ح 803 و804، والبحار: 47 / 263 ح 31 و32، و: 50 / 104 ح 19، إعلام الورى: 293 وزاد 'وقال بإمامة أخيه، وإمامة عليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وروى عن أبيه النصّ على موسى أخيه'.] وعبد اللَّه

[كان عبداللَّه أكبر اخوته بعد إسماعيل ولم تكن منزلته عند أبيه كمنزلة غيره من ولده في الإكرام كما يقول الشيخ المفيد في الإرشاد: 2 / 210 و211، و: 320 ط آخر، كشف الغمة: 2 / 180، البحار: 47 / 242 ح 2. وانظر أيضاً المصادر السابقة.] وإسحاق

[انظر الإرشاد: 2 / 209 و211 حيث قال: وكان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد، وكان يقول بإمامة أخيه موسى عليه السلام وروى النصّ في إمامة أخيه موسى عن أبيه.

انظر المصادر السابقة أيضاً. وزاد الشيخ المفيد على أولاد الصادق عليه السلام العبّاس، ووصفه بأنه كان فاضلاً نبيلاً وكذلك البحار وإعلام الورى.] والبنت اسمها اُمّ فروة

[اُمّ فروة وهي الّتي زوّجها من ابن عمّه الخارج مع زيد- وهو الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين عليه السلام-. انظر الهداية الكبرى للخصيبي: 247، وتاريخ ابن الخشّاب: 187. وانظر أيضاً الإرشاد: 2 / 209، عمدة الطالب: 233، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 105، وكشف الغمّة للإربلي: 2 / 161، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 400.] رضوان اللَّه عليهم

ذكر أبي الحسن موسى الكاظم


وهو الإمام السابع

[سبق وأن ذكرنا النصوص الّتي تدلّ على عدد الأئمّة وأسمائهم حسب ما ورد في اللوح من قِبل اللَّه تعالى على لسان نبيّه صلى الله عليه وآله وكذلك على لسان الإمام عليّ عليه السلام وهنا نورد المصادر الّتي تشير إلى إمامته عليه السلام بالخصوص:

فمثلاً عن يعقوب السرّاج قال: دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السلام وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى، وهو في المهد فجعل يسارّه طويلاً، فجلست حتّى فرغ، فقمت إليه فقال: اُدْن إلى مولاك فَسلّم عليه، فدنوت فسلّمت عليه، فردَّ عليَّ بلسان فصيح، ثمّ قال لي: اذهب فغيّر اسم ابنتك الّتي سمّيتها أمس، فإنّه اسمٌ يبغضه اللَّه. وكانت ولدت لي بنت، وسمّيتها بالحميراء. فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: انته إلى أمره ترشد. فغيّرت اسمها.

انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 219، و: 325 ط آخر، إعلام الورى: 299 و430، البحار: 48 / 19 ح 24، الكافي: 1 / 247 ح 11، دلائل الإمامة للطبري: 161، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 407 و411، إثبات الوصية للمسعودي: 186، الثاقب في المناقب: 373، كشف الغمّة للإربلي: 2 / 221، الصراط المستقيم للشيخ عليّ بن يونس العاملي: 2 / 163 و193، حلية الأبرار: 2 / 290، الوسائل: 15 / 123 ح 3، مستدرك الوسائل: 2 / 618 ح 6، مدينة المعاجز: 431 ح 19، الغيبة للطوسي: 30، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 479 ح 30، و403 ح 252، و3 / 38 ح 674.

وانظر أيضاً كمال الدين: 334 ح 5، و647 ح 8، الغيبة للنعماني: 90 ح 21، منتخب الأنوار المضيئة: 196، الجواهر السنية للحرّ العاملي: 216، إحقاق الحقّ: 12 / 299، الخرائج والجرائح: 200، قرب الإسناد: 143، رجال الكشّي: 354 ح 663، الإمامة والتبصرة: 66 ح 56 و63، التهذيب: 7 / 199 ح 27، أمالي الصدوق: 470 ح 11، عيون أخبار الرضا: 1 / 24 ح 20، بصائر الدرجات للصفّار: 339 ح 7، الاختصاص للشيخ المفيد: 284، كتاب زيد النرسي: 49، مرآة العقول للعلّامة المجلسي: 3 / 336، الهداية الكبرى للخصيبي: 375.

كلّ هذه المصادر أكدت على إمامته منذ صغره إلى ما بعد بلوغه، وكذلك على نفي إمامة إسماعيل قبل وفاته وبعدها، وكذلك نفي إمامة عبد اللَّه بن جعفر.] وتاريخ ولادته ومدّة إمامته ومبلغ عمره

ووقت وفاته وعدد أولاده وذكر نسبه وكنيته ولقبه

وغير ذلك ممّا يتصل به

قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، والأوحد الحجّة الحبر،

الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً، وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى اللَّه، وذلك لنجح قضاء حوائج المسلمين ونيل مطالبهم وبلوغ مآربهم وحصول مقاصدهم

[في نسخة "ب": قضاء حوائج المتوسّلين به إلى اللَّه، من دون بقية العبارة.]

[انظر نور الأبصار: 301، أسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار: 246، الأنوار القدسية للسنهوتي: 38، الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي: 121، الروضة الندية: 11، ينابيع المودّة: 3 / 117 ط اُسوة.]

قال الشيخ المفيد: كان أبو الحسن موسى الكاظم هو الإمام بعد أبيه والمقدّم على جميع بنيه لاجتماع خلال

[في "أ": خصال.] الفضل فيه والكمال، وورود صحيح النصوص وجليّ الأقوال عليه من أبيه بأنّه وليّ عهده والإمام القائم من بعده

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 215 مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ. وانظر المصادر السابقة الّتي دلّت على إمامته من قِبل أبيه عليه السلام.]

روى أبو عليّ الأرجاني عن عبدالرحمن بن الحجّاج قال: دخلت على أبي عبد اللَّه جعفر بن محمّدعليه السلام في منزله فإذا هو في بيت كذا ومسجد له من داره

[في "أ": فإذا هو في مسجد له من داره.] وهو يدعو وعلى يمينه ولده موسى بن جعفر الكاظم يؤمّن على دعائه، فقلت له: جعلني اللَّه فداك

[في "أ": جعلت فداك.] قد عَرفت انقطاعي إليك وخدمتي لك فمن وَليُّ الأمر بعدك؟ فقال: يا عبدالرحمن إنّ موسى قد لبس الدرع واستوت

[في "ج": فاستوت.] عليه، فقلت له: لا أحتاج بعد هذا إلى شي ء'

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 217، الكافي: 1 / 245 ح 3، البحار: 48 / 17 ح 17، الكافي: 1 / 308 ح 3، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 468 ح 4، و: 324 ط آخر، حلية الأبرار للمحدّث البحراني: 2 / 288، كشف الغمّة للإربلي: 2 / 220، الصراط المستقيم: 2 / 162، إحقاق الحقّ: 12 / 299 ومرآة العقول للمجلسي: 3 / 330.]

وروى عبدُ الأعلى

[هو عبدُ الأعلى مولى آل سام من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، وأنّه اذن له في الكلام لأنه يقع ويطير، وقد تضمّن عدّة أخبار أنّه عليه السلام دعاه إلى الأكل معه من طعامه المعتاد ومن طعام اُهدي له. ويمكن أن يكون الراوي هو عبدالأعلى بن أعين العجلي مولاهم الكوفي من أصحاب الصادق، وقيل باتّحادهم.] عن الفيض بن المختار

[هو الفيض بن المختار الجعفي الكوفي، روى عن الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام وهو أوّل من سمع عن الصادق عليه السلام نصّه على ابنه الكاظم عليه السلام انظر معجم رجال الحديث: 13 / 436، رجال النجاشى: 311 تحت رقم 851، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 321.] قال: قلت لأبي عبد اللَّه جعفر الصادق عليه السلام: خُذْ بيدي من النار مَنْ لنا بعدك؟ قال: فدخل أبو إبراهيم موسى الكاظم وهو يومئذٍ غلام فقال: هذا صاحبكم فتمسّك به

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 217، الكافي: 1 / 245 ح 1، و: 307 ح 1 ط آخر، البحار: 48 / 18 ح 18 و19، إعلام الورى: 297، حلية الأبرار للمحدّث البحراني: 2 / 288، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 468 ح 2، الصراط المستقيم للشيخ عليّ بن يونس العاملي: 2 / 163، كشف الغمّة: 2 / 220، وقريب من هذا في رجال الكشّي: 354 ح 663، التهذيب: 7 / 199 ح 27، بصائر الدرجات لابن فرّوخ الصفّار: 336 ح 11.]

وعن ابن أبي نجران عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد اللَّه جعفر الصادق عليه السلام: بأبي أنت واُمي إنّ الأنفس يُغدى عليها ويُراح

[أي هي في معرض الموت صباحاً ومساءً، كنّى بهما عن كلّ الأوقات.] فإذا

[في "أ": فإن.] كان ذلك فمن؟ فقال جعفر: إذا كان ذلك فهو

[في "أ": فهذا.] صاحبكم، وضرب بيده على منكب "أبي الحسن الأيمن وهو فيما أعلم يومئذٍ خماسي وعبد اللَّه بن جعفر جالس معنا"

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 218، و: 324 ط آخر، الكافي: 1 / 246 ح 6، و: 309 ط آخر، البحار: 48 / 18 ح 20 و21، إعلام الورى لأمين الإسلام الطبرسي: 297، حلية الأبرار للمحدث البحراني: 2 / 289، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 469 ح 8، كشف الغمّة للإربلي: 2 / 220 إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري: 12 / 299.] موسى الكاظم.

ولد موسى الكاظم بالأبواء

[الأبواء: قرية من أعمال المدينة بينها وبين الجحفة ممّا يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً. وقيل: جبل على يمين المصعد إلى مكّة من المدينة. انظر معجم البلدان: 1 / 79. والأبواء هي المدينة الّتي توفيت فيه آمنة بنت وهب اُمّ الرسول الكريم صلى الله عليه وآله ودفنت فيها كما ذكر ابن قتيبة في المعارف: 150. وانظر المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 437.] سنة ثمان وعشرين ومائة للهجرة

[انظر الإرشاد: 2 / 215، و: 323 ط آخر، كفاية الطالب: 457، الكافي: 1 / 476، البحار: 48 / 19 ح 13 و14، و1 ح 1، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 437، كشف الغمّة: 2 / 212 و216 و237 و218 و245، تاريخ بغداد: 13 / 27، إعلام الورى: 294، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري: 264 ج 1، الدروس الشرعية للشهيد الأوّل: 153، عمدة الطالب: 196، سير أعلام النبلاء: 6 / 270، الإتحاف بحبّ الأشراف: 150، مطالب السؤول: 83، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: 348، صفة الصفوة لابن الجوزي: 2 / 187، غاية الاختصار: 91، نور الأبصار: 301، عيون المعجزات: 96، الأنوار القدسية: 38، المختار في مناقب الأخيار لابن الأثير: 33، البداية والنهاية: 33.

وقيل إنّه ولد سنّة "127 ه" كما جاء في دلائل الإمامة للطبري: 146. وفي منهاج السنّة لابن تيمية: 124 بلفظ 'ولدعليه السلام بالمدينة في سنة بضع وعشرين ومائة' إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري: 12 / 296- 298 و: 19 / 537 و538. وفي مطالب السؤول: 83 رواية بلفظ 'وقيل: تسع وعشرين ومائة' ومثله في تذكرة الخواصّ وصفة الصفوة وكشف الغمّة وكذلك في وفيات الأعيان لابن خلكان: 5 / 310، ومثله في العرائس الواضحة للشيخ عبدالهادي الابياري. وفي الدروس الشرعية للشهيد الأوّل بلفظ 'وقيل: سنة تسع وعشرين ومائة' ومثله في كشف الغمّة. وفي الكافي: 1 / 476 بلفظ 'وقال بعضهم: تسع وعشرين ومائة'.]

وأمّا نسبه أباً واُمّاً فهو موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر ابن عليّ زين العابدين ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب "رض".

[تقدّمت إستخراجاته.] وأمّا اُمّه فتسمّى حميدة البربرية

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 215، و: 323 ط آخر، مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الاصبهاني: 413 دون لفظ 'البربرية' بل بلفظ 'اُمّه اُمّ ولد' وانظر عيون الأخبار: 1 / 85 ح 7، والبحار: 48 / 228 ح 30، الكافي: 1 / 476، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 437. وانظر كشف الغمّة للإربلي: 2 / 237، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 123، مقصد الراغب: 160 مخطوط بلفظ 'اُمّه حميدة المصفاة' ابنة صاعد البربري ويقال انّها أندلسيّة اُمّ ولد تكنّى 'لؤلؤة'.

وانظر أيضاً إعلام الورى: 294 و309، الهداية الكبرى للخصيبي: 263، دلائل الإمامة: 148، تذكرة الخواصّ: 348، فصل الخطاب على ما في ينابيع المودّة: 382. وانظر حالها في الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: 146 "مخطوط" مدينة المعاجز: 338 ح 51، أمالي الشيخ الصدوق: 2 / 331، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 371، الاختصاص للشيخ المفيد: 192، إثبات الوصية للحرّ العاملي: 195، حلية الأبرار: 2 / 296، بالإضافة إلى المصادر السابقة.]

وأمّا كنيته: فأبو الحسن

[انظر الإرشاد: 2 / 215، و: 323 ط آخر وزاد 'أبو إبراهيم وأبو عليّ' مقاتل الطالبيين: 413 وزاد 'وأبو إبراهيم' البحار: 48 / 11 ح 6، وفي مطالب السؤول: 83 زاد 'وأبو إسماعيل' وفي المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 437 بلفظ 'أبو الحسن الأوّل وأبو الحسن الماضي وأبو إبراهيم وأبو عليّ'. وانظر دلائل الإمامة: 148، نور الأبصار: 301، الهداية الكبرى للخصيبي: 263، وسيلة النجاة: 364، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: 348، البداية والنهاية لابن كثير بلفظ 'أبو الحسن الهاشمي' وفي مرآة الجنان لليافعي: 1 / 394 بلفظ 'السيّد أبو الحسن موسى الكاظم' فصل الخطاب للخواجة پارسا البخاري على ما في ينابيع المودّة: 382، إحقاق الحقّ: 12 / 297- 307 و: 19 / 538.]، وألقابه كثيرة أشهرها: الكاظم ثمّ الصابر والصالح

والأمين

[انظر مطالب السؤول: 83، البحار: 48 / 11 ح 8 و6، الإرشاد للمفيد: 2 / 215، و: 323 ط آخر ولكن بلفظ 'وينعت أيضاً بالكاظم'. وفي المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 437 بلفظ 'ويعرف بالعبد الصالح، والنفس الزكية، وزين المجتهدين، والوفي، والصابر، والأمين، والزاهر...'.

وسمّي بالكاظم لما كظمه من الغيظ وصبر عليه من فعل الظالمين حتّى مضى سلام اللَّه عليه قتيلاً في حبسهم ووثاقهم.

وانظر أيضاً دلائل الإمامة: 148 وزاد 'العبد الصالح والوفي' وطبقات الشعراني:33. وتاريخ بغداد: 13 / 27 والشذورات الذهبية لابن طولون: 89، نزهة الجليس: 2 / 46، نور الأبصار للشبلنجي: 301، وفي الهداية الكبرى للخصيبي: 263 زاد 'والمصلح، والمبرهن، والبيان، وذوالمعجزات'. وراجع وسيلة النجاة للعلامة السهالوي: 364. وفي تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزى: 348 زاد 'والمأمون، والطيّب، والسيّد' وصفة الصفوة لابن الجوزي: 2 / 184 بلفظ 'يدعى العبد الصالح...' وفي البداية والنهاية لابن كثير: 10 / 183 بلفظ 'ويقال له: الكاظم' وقد ذكرنا قبل قليل سبب تسميته بها، وقيل لأنّه كان يُحسن إلى من يسي ء إليه وكان هذا عادته أبداً كما قاله ابن الأثير في الكامل في التاريخ: 6 / 164، أو كما قال ابن حجر الهيتمي في صواعقه: 121 'لكثرة تجاوزه وحلمه...' وانظر العرائس الواضحة للأبياري: 205، فمن أراد المزيد فليراجع المصادر السابقة.] صفته: أسمر غميق

[انظر نور الأبصار: 301، إحقاق الحقّ: 12 / 298. ولكن في المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 437 والبحار: 48 / 11 ح 7 بلفظ 'وكان عليه السلام أزهر إلّا في القيظ لحرارة مزاجه، ربع، تمام خضر، مالك، كثّ اللحية' وفي عمدة الطالب: 196 بلفظ 'أسود اللون، عظيم الفضل، رابط الجأش، واسع العطاء، وكان يضرب المثل بصرار موسى...'.]، شاعره السيّد الحميري

[تقدّمت ترجمته. وانظر نور الأبصار: 301، إحقاق الحقّ: 12 / 298 البحار: 48 / 173 ح 15، وهذه المصادر كلّها تؤكد على انّه شاعر الإمام موسى الكاظم عليه السلام.]، بابه

[في "أ": بوّابه.]: محمّد بن الفضل

[لم أعثر على محمّد بن الفضل بل وجدت محمّد بن المفضّل بن عمر وهو الصحيح وقد عدّه الخصيبي في الهداية الكبرى: 128 من الأبواب وكذلك الكفعمي في المصباح: 523. وانظر الإرشاد: 2 / 250 فقد ورد بلفظ محمّد بن الفضيل وهو الّذي يروي عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام، وكذلك في الكافي: 1 / 249 ح 6، وعيون أخبار الرضا: 1 / 31 ح 25، والغيبة للطوسي: 37 ح 14، والبحار: 49 / 19 ح 23، ولايبعد أن يكون هو المقصود وحدث تصحيف، فانظر معجم رجال الحديث: 17 / 145 فقد ذكره من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام. أمّا في المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 325 ففيه: المفضّل بن عمر الجعفي، واللَّه عالمٌ بحقائق الاُمور.]،

نقش خاتمه 'الملك للَّه وحده'

[انظر نور الأبصار: 301، البحار: 48 / 11 ح 9، إحقاق الحقّ: 12 / 298. وجاء في عيون أخبار الرضا: 2 / 59 ح 206، وأمالي الصدوق: 371 ح 5 بلفظ 'حسبي اللَّه' ومثله في الكافي: 6 / 473 ح 4 و5 ودلائل الإمامة: 149، والبحار: 48 / 10 ح 4 و5.]، معاصره الهادى موسى

[هو موسى بن محمّد المهدي بن أبي جعفر المنصور، تولّى الخلافة بعد أبيه وتولّى له البيعة هارون أخوه ببغداد وموسى بجرجان، وكانت ولاية موسى سنةً وشهراً، ويكنى أبا محمّد واُمّه الخيزران، وتوفي ببغداد سنة "170 ه" وقد بلغ من السنّ خمساً وعشرين سنة. انظر المعارف لابن قتيبة: 381- 381، تاريخ الطبري: 6 / 272، صاحب الفخري: 155. وقد وصفه المسعودي في مروج الذهب: 3 / 335 والفخري: 171 بلفظ 'كان موسى قاسي القلب شرس الأخلاق، صعب المرام...' وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي: 279 بلفظ '... وكان يتناول السكر ويلعب ويركب حماراً فارهاً... وكان جبّاراً'.] وهرون الرشيد

[تقدّمت حياته.]

وأمّا مناقبه وكراماته الظاهرة وفضائله وصفاته الباهرة تشهد له بأنه افترع منه

[في "أ": قبّة.] الشرف وعلاها وسما إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها، وذللت له كواهل السيادة فركبها وامتطاها، وحكم في غنائم المجد فأختار صفاياها فاصطفاها

[انظر المصادر الموجودة في الهامش 1 من هذه الصفحة.]

فمن ذلك ماأخبر به الفضل بن الربيع عن أبيه عن جدّه أنّ المهدي لمّا حبس موسى بن جعفر الكاظم "ففي بعض الليالي"رأى "المهدي"في النوم

[في "ج": منامه.] عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو يقول له: يا محمّد "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُواْ

أَرْحَامَكُمْ "

[محمّد: 22.] قال الربيع: فأرسل إليَّ المهدي ليلاً فراعني وخفت من ذلك، فلمّا دخلتُ عليه

[في "د": جئت إليه.] فإذا هو يقرأ هذه الآية وكان من أحسن الناس صوتاً، فقال: عليَّ الآن بموسى بن جعفر فجئته

[في "أ": فجي ء.] به فعانقه وأجلسه إلى جانبه

[في "ج": جنبه.] وقال: يا أبا الحسن إنّي رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في هذه الساعة في النوم فقرأ عليَّ كذا وكذا فتؤمنّي أن لاتخرج عليَّ ولا على أحدٍ من ولدي؟ فقال: واللَّه لافعلت ذلك ولا هو من شأني، قال: صدقت، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار وردّه

[في "ج، د": زوده.] إلى أهله إلى المدينة. قال الربيع فأحكمت أمره في ثاني ليلة

[في "ب": ليلاً.] وقضيت جميع حوائجه وما

[في "أ": فما، وفي "د": ما.] أصبح إلّا وقد قطع أرضاً خوفاً عليه من العوائق

[في "ب": هو في الطريق خوف العوائق.

انظر كشف الغمّة: 2 / 213، والبحار: 48 / 148 ح 22. وزاد الجنابذي في معالم العترة النبوية: 83 '... أنه وصله بعشرة آلاف دينار' وروى مثله صاحب عيون التواريخ: 165، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 6 / 272، إحقاق الحقّ: 19 / 547 و 548، مقصد الراغب "مخطوط": 160. وروى صاحب المناقب ابن شهرآشوب: 3 / 417 باختلاف يسير عن طريق آخر وبلفظ 'دعا حميد بن قحطبة نصف الليل وقال: إنّ إخلاص أبيك وأخيك فينا أظهر من الشمس، وحالك عندي موقوف. فقال: أفديك بالمال والنفس، فقال: هذا لسائر الناس، قال: أفديك بالروح والمال والأهل والولد، فلم يجبه المهدي، فقال: أفديك بالمال والنفس والأهل والدين، فقال: للَّه درّك....

وبهذا اللفظ وغيره انظر مدينة المعاجز: 465 ح 110، وتاريخ بغداد: 13 / 30، تذكرة الخواصّ: 349، وفيات الأعيان: 5 / 308، مرآة الجنان لليافعي: 1 / 394، الصواعق المحرقة: 122، فصل الخطاب على مافي ينابيع المودّة: 382، و: 3 / 119 ط آخر، المختار في مناقب الأخيار لإبن الأثير: 33، الشذرات الذهبية: 89، مفتاح النجا: 172، أخبار الدول وآثار الاُوَل للقرماني: 123، نزهة الجليس: 2 / 46، جالية الكدر: 205، وسيلة النجاة: 365، البداية والنهاية: 10 / 183، الأنوار القدسية للسنهوتي: 38، عمدة الطالب: 196، مقاتل الطالبيين:500.]

قال حسام

[في "ب": هشام، وفي بعض المصادر: خشنام كما في كشف الغمّة وإثبات الهداة وغيرهما.] بن حاتم الأصمّ: قال لي "أبي" حاتم: "قال لي" شقيق البلخي

[هو شقيق بن إبراهيم البلخي الأزدي، زاهد صوفي من مشاهير المشايخ في خراسان، حدّث عن أبي حنيفة وقُتل في غزاة كولان- بليدة في حدود بلاد الترك- في سنة "153 ه" وقيل "194 ه" ترجم له في سير أعلام النبلاء للذهبي: 9 / 313، طبقات الأولياء لابن المُلقّن: 12، حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني: 8 / 58.]: خرجت حاجّاً في سنة تسع وأربعين ومائة فنزلت القادسيّة فبينا

[في "أ": فبينما.] أنا انظر "إلى"الناس في مخرجهم إلى الحاجّ وزينتهم وكثرتهم إذ

[في "ج": فإذ.] نظرت إلى فتىً

[في "أ": شابّ.] حسن الوجه شديد السمرة ضعيف

[في "أ": نحيف.] فوق ثيابه ثوب صوف مشتمل بشملة في رجليه نعلان وقد جلس منفرداً، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلّاً على الناس

[في "أ": عليهم.] في طريقهم واللَّه لأمضينّ إليه ولاُوبخنّه، فدنوت منه فلمّا رآني مقبلاً نحوه قال: ياشقيق "اجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِ ّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِ ّ إِثْمٌ "

[الحجرات: 12.] ثمّ تركني

[في "أ": فتركني.] ومضى

[في "أ": وولّى .]، فقلت في نفسي: إنّ هذا الأمر عظيم قد تكلّم بما

[في "أ": على ما.] في نفسي

[في "أ": خاطري.]

ونطق باسمي وما هذا إلّا عبد صالح لألحقنّه ولأسأله الدعاء و أن يحلّلني ممّا ظننته

[في "ب": ظلمته.] به، فغاب عنّى ولم أره.

فلمّا نزلنا واقصة

[منزل بطريق مكة. انظر معجم البلدان: 5 / 354.] فإذا هو واقف يصلّي "وأعضاؤه تضطرب ودموعه تجري"فقلت: هذا صاحبي أمضي إليه وأستحلّه

[في "أ": واستحلله.]، فصبرت حتّى جلس

[في "أ": فرغ.] من صلاته فالتفت إليَّ وقال: يا شقيق اتلُ "وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى "

[طه: 82.] ثمّ قام ومضى وتركني فقلت: ان هذا الفتى من الأبدال

[الأبدال: قوم من الصالحين لاتخلو الدنيا منهم، سُمُّوا بذلك لأنهم كلّما مات واحد منهم أبدل اللَّه مكانه آخر. انظر النهاية: 1 / 107، مجمع البحرين: 5 / 319.] لقد

[في "أ": قد.] تكلّم على سرّي مرّتين.

فلمّا نزلنا زبالة

[في "أ": زبالاً.] وإذا أنا بالفتى قائم على البئر وأنا أنظر إليه وبيده ركوة يريد أن يستقي فيها الماء، فسقطت الركوة من يده في البئر فرمق إلى السماء بطرفه وسمعته يقول: أنت ربّي إذا ظمئت إلى الماء، وأنت

[في "أ": وهو.] قوّتي إذا طلبت طعاماً

[ورد هذا الدعاء في نسخة "ج" هكذا:...إلى الماء وقوّتي إذا أردتُ طعاماً.]، ثمّ قال: اللّهمّ إلهي وسيّدي مالى غيرها

[في "أ": سواك.] فلا تعدمنيها. قال شقيق: فواللَّه لقد رأيت الماء ارتفع إلى رأس البئر والركوة طافية عليه فمدّ يده وأخذها وملأها ماءً، فتوضّأ منها وصلّى أربع ركعات، ثمّ مال إلى كثيب رَملٍ فجعل يقبض بيده يطرحه في الركوة

ويحركها ويشرب، فأقبلت إليه

[في "أ": نحوه.] وسلّمت عليه فردّ عليَّ السلام فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم اللَّه عليك، فقال: يا شقيق لم تزل نِعَم اللَّه علينا

[في "أ": عليك.] ظاهرة وباطنة فأحسن ظنّك بربّك، ثمّ ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكّر، فواللَّه ما شربت قطّ ألذّ منه ولاأطيب ريحاً فشبعت ورويت وأقمت أياماً لاأشتهى طعاماً ولاشراباً.

ثمّ لم أرَه حتّى حططنا

[في "ب": دخلنا.] بمكة فرأيته ليلة إلى جنب قبّة الشراب في نصف الليل وهو قائم يصلّي بخشوع وأنين وبكاء، فلم يزل كذلك حتّى ذهب الليل، فلمّا رأى الفجر

[في "أ": إلى طلوع الفجر.] جلس في مُصلّاه يُسبّح اللَّه تعالى، ثمّ قال إلى حاشيته الطواف فركع الفجر

[كذا، والصحيح 'ثمّ قام إلى حاشية المطاف فركع ركعتي الفجر' كما في بعض المصادر كنور الأبصار.] هناك ثمّ صلّى فيه الصبح مع الناس، ثمّ دخل الطواف فطاف إلى بعد شروق الشمس، ثمّ صلّى خلف المقام، ثمّ خرج يريد الذهاب فخرجت خلفه اُريد السلام عليه وإذا بجماعة قد طافوا به يميناً وشمالاً ومن خلفه ومن قدّامه، وإذا له حاشية وغاشية

[غاشيه فلان: خدمه وزوّاره وأصدقاؤه ينتابونه.] وموالٍ وخدم وحشم وأتباع قدخرجوا معه، فقلت لهم: من هذا الفتى؟ فقالوا: هو موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقلت: لايكون هذا إلّا لمثل هذا، ثمّ إنّي انصرفت.

وهذه الحكاية رواها جماعة من أهل التأليف والمحدّثين، رواها ابن الجوزي في كتابه مسير العزم

[الصحيح هو مثير الغرام كما ورد في كشف الظنون: 2 / 1589 وفي كشف الغمّة للإربلي: 2 / 213. 'اثارة العزم'.] الساكن إلى أشرف الأماكن، ورواها الحافظ عبدالعزيز

الأخضر الجنابذي

[هو المحدّث الحافظ أبو محمّد عبدالعزيز بن أبي نصر محمود بن المبارك الجُنابذي المعروف ب 'ابن الاخضر' ولد سنة "524 ه" وتوفي في "611 ه" قال عنه ابن نقطة: كان ثقة ثبتاً مأموناً، كثير السماع صحيح الاُصول، منه تعلّمنا واستفدنا، ومارأينا مثله.انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء: 22 / 31، معجم البلدان: 2 / 121، الكامل لابن الأثير: 12 / 126.] في كتابه معالم العترة النبوية، ورواها الرامهرمزي

[وهو ابن خلّاد، وفي "أ،ب" الرامهريزي.] قاضي القضاة في كتابه كرامات الأولياء، وغيرهم

[روى هذه القصة باكثير الحضرمي في وسيلة المآل: 211 "مخطوط" عن ابن الجوزي في مثير الغرام والحافظ عبدالعزيز الأخضر في معالم العترة، وأخرجه في إحقاق الحقّ: 12 / 314، و: 19 / 545 ولم نعثر على كتاب ابن الجوزي بل وجدنا هذه القصة في تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: 348، وصفة الصفوة: 2 / 185، ومفتاح النجا للبدخشي: 172، دلائل الإمامة: 155، حلية الأبرار للمحدّث البحراني: 2 / 244، روض الرياحين لليافعي: 58، المختار في مناقب الأخيار لابن الأثير: 34 "مخطوط" نور الأبصار: 302، الصراط المستقيم بشكل مختصر: 2 / 194 ح 29 و 30.

وانظر أيضاً إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: 247، الصواعق المحرقة: 121، وسيلة النجاة: 367، الحدائق الوردية: 40، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي: 149، كشف الغمّة: 2 / 213 وفيه خشنام بن حاتم الأصمّ، إثبات الهداة للحرّ العاملى: 5 / 551 ح 95 وفيه: خشنام بن حاتم الأصمّ... الرامهزي "بدل" الرامهرمزي، البحار: 48 / 80 ح 102، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 419، ينابيع المودّة: 3 / 118- 119 ط اُسوة بشكل مختصر جدّاً، مدينة المعاجز: 466 ح 113، مطالب السؤول: 83 مخطوط، كرامات الأولياء: 2 / 229، المحجّة البيضاء: 4 / 268.]

ومن كتاب الدلائل للحميري روى أحمد بن محمّد عن أبي قتادة القمّي عن أبي خالد الزُبالي

[من أهل زبالة من أصحاب الكاظم عليه السلام. انظر معجم رجال الحديث: 21/139. وفى نسخة "ج": الزابلي.] قال: قدم علينا أبو الحسن موسى الكاظم عليه السلام زُبالة ومعه جماعة من أصحاب المهدي، بعثهم "المهدي" في إشخاصه إليه إلى العراق من المدينة ذلك في مسكنه الاُولى، فأتيته وسلّمت عليه فسرّ برؤيتي وأوصاني وأمرني بشراء حوائج له وتبييتها

[في "أ": تعبيتها، في "ب، د": تعيينها.] عندي، ونظر إليَّ فرآني غير منبسط وأنا مغموم

[في "أ": مفكّر.] منقبض، فقال: مالي

أراك مغموماً

[في "أ": منقبضاً.]؟ فقلت: وكيف لا، ورأيتك سائراً وأنت تصير إلى هذا

[في "د": هذه.] الطاغية ولا آمنه

[في "أ": آمن.] عليك منه؟! فقال: يا أبا خالد ليس عليَّ منه بأس، فإذا كانت سنة كذا في شهر كذا في يوم الفلاني فانتظرني آخر النهار مع دخول أوّل الليل فإنّي اُوافيك إن شاء اللَّه تعالى.

قال أبو خالد: فما كان لي هَمٌّ إلّا إحصاء تلك الشهور والأيّام إلى ذلك اليوم الّذي وعدني المأتيّ فيه، فخرجت وانتظرته إلى أن غربت الشمس فلم أرَ أحداً فداخلني

[في "ج": فشككت.] الشكّ في أمره، فلمّا كان دخول الليل فبينما أنا كذلك فإذا بسوادٍ قد أقبل من ناحية العراق "فقصدته" فإذا هو على بغلةٍ أمامٍ القطار فسلّمت عليه وسررت بمقدمه وتخلّصه، فقال لي: داخلك الشكّ يا أبا خالد؟ فقلت: الحمدللَّه الّذي خلّصك من هذا

[في "أ": هذه.] الطاغية، فقال: يا أبا خالد إنّ لي

[في "أ": إنّ لهم إليَّ دعوة لا أتخلّص منها.] إليهم عودة لا أتخلّص منها

[انظر هذه القصة في قرب الإسناد: 140، البحار: 48 / 228 ح 32 و 33 و ص 72 ح 97، وكشف الغمّة للإربلي: 238، نور الأبصار: 303، إحقاق الحقّ للشهيد القاضي الشوشتري: 12 / 329 و 330، الكافي: 1 / 477 ح 3، إعلام الورى لأمين الإسلام الطبرسي: 305، إثبات الهداة: 5 / 503 ح 13، الخرائج والجرائح: 162، دلائل الإمامة للطبري: 168، مدينة المعاجز: 435 ح 31، و 462 ح 104، إثبات الوصية للمسعودي: 190، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 406، إعلام الورى: 305.]

وروي عن عيس المدائني قال: خرجت سنة إلى مكة فأقمت "بها" مجاوراً ثمّ قلت: أذهب إلى المدينة فاُقيم بها

[في "ب": أذهب اُقيم بالمدينة.] سنة مثل ما أقمت بمكة فهو أعظم لثوابي

[في "أ": وقدمت.]،

فقدمت المدينة فنزلت طرف المصلّى إلى جنب دار أبي ذرّ "رض" وجعلت أختلف إلى سيّدى موسى الكاظم عليه السلام، فبينما أنا عنده في ليلة مطيرة

[في "د": فأصابنا مطر شديد بالمدينة.] إذ قال: يا عيسى ارجع

[في "أ": قم.] فقد انهدم بيتك

[في "أ": البيت.] على متاعك، فقمت فإذا البيت قد انهدم

[في "ج": انهار.] على المتاع، فاكتريت قوماً كشفوا عن متاعي واستخرجت جميعه ولم يذهب لي شي ء غير سطل الوضوء، فلمّا أتيته من الغد قال: هل فقدت شيئاً من متاعك فندعو اللَّه لك بالخلف؟ فقلت: ما فقدت غير سطل

[في "ب": ما فقدت شيئاً ما خلا سطلاً.] كنت أتوضأ به، فأطرق رأسه "ملياً"ثلاثاً

[كذا، ولعلّها زائدة وهي غير موجودة في المصادر.] ثمّ رفعه فقال:قد ظننت أنّك أنسيت السطل

[في "أ": أنسيته.] قِبل جارية ربّ الدار فاسألها عنه وقل لها أنسيت السطل في بيت الخلاء فردّيه فإنّها

[في "أ": وإنّها.] ستردّه عليك. قال: فسألتلها عنه فردّته

[انظر الخرائج والجرائح: 163 باختلاف يسير في بعض الألفاظ، البحار: 48 / 60 ح 74، نور الأبصار للشبلنجي: 303، إحقاق الحقّ: 12 / 321، كشف الغمّة: 2 / 241، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 555 ح 98 باختصار، المحجّة البيضاء: 4 / 276.]

وعن عثمان بن عيسى قال: قال موسى الكاظم "أبو الحسن"لإبراهيم بن عبدالحميد وقد لقيه سحراً وإبراهيم ذاهب إلى قبا

[قُبا- بالضم-: قريه قرب المدينة، وقبا اسم بئر بها، وهي مساكن بنى عمرو بن عوف من الأنصار على بعد ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة، وفيها مسجد التقوى عامر وقدّامه رصيف حسن وآبار ومياه عذبة. انظر مراصد الاطّلاع: 3 / 1061.] وموسى "أبو الحسن"داخل إلى المدينة "فقال": يا إبراهيم "فقلت: لبّيك" قال: إلى أين؟ قال: "قلت" إلى قبا،

فقال: في أيّ شي ء؟ فقلت: انّا في كلّ سنة نشتري من هذا التمر فأردت أن آتي رجلاً في هذه السنة من الأنصار فأشتري منه نخلاً "من الثمار"فقال له موسى: وقد آمنتم الجراد؟ ثمّ دخل

[في "أ": فارقه.] ومضيت أنا فأخبرت أبا العزّ فقال: لا واللَّه لا أشتري العام نخلة، فوقع كلامه في صدره

[في "ج": قلبه.] فلم يشتر شيئاً، فما مرّت "بنا"خامسة حتّى بعث اللَّه جراداً فأكل عامّة "مافي"النخل

[انظر قرب الإسناد للحميري: 145، بحار الأنوار: 48 / 46 ح 30 و 31، مدينة المعاجز: 441 ح 53، إحقاق الحقّ: 12 / 330 باختلاف يسير في بعض الألفاظ ومثله في كشف الغمّة للإربلي: 2 / 245، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 353، إعلام الورى: 275، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 398 ح 123 وهذه القصة رويت عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام فانظر المصادر السابقة للاطّلاع.]

ونقل صاحب كتاب نثر الدرّ

[كذا، والصحيح هو 'نثر الدرر' لمنصور بن الحسين الآبي "ت 421 ه" الهيئة المصرية للكتّاب في القاهرة. وسبق وأن ترجمنا له.] "قال: وكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن"

[في "ج": قال اُنهي الخبر إلى أبي الحسن.] أنّ موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ذكر له أنّ الهادي قدهمّ بك "وعنده جماعة" قال لأهل بيته ومن يليه "بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره": ما تشيرون به عليَّ من الرأي؟ فقالوا: نرى أن تتباعد عنه وأن تغيّب شخصك عنه

[في "د": منه.] فإنه لا يؤمَن عليك من شرّه، فتبسّم أبو الحسن ثمّ قال:

زعمت سخينة

[السخينة طعام يتخذ من الدقيق، دون العصيدة في الرقة، وفوق الحساء، وكانوا يأكلونها في شدة الدهر وغلاء السعر وعجف المال، وكانت قريش تعيّر بها لأنها كانت تكثر من أكلها حتّى سمُّوا سخينة.] أن ستغلب ربّها

فليغلبنّ مغالب الغلّاب

[نسب هذا البيت إلى كعب بن مالك أخي بني سلمة كما ذكر السيّد ابن طاووس في مهج الدعوات: 217- 227 وكذلك في البحار: 48 / 150، والمناقب لابن شهرآشوب: 3 / 423 و: 4 / 307، ولسان العرب لابن منظور: 13 / 206. وينسب هذا البيت أيضاً إلى حسّان بن ثابت الأنصاري كما ذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد: 2 / 263، و: 6 / 111 و 127، و: 8 / 4، وأضاف قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لحسّان بن ثابت: لقد شكر اللَّه لك قولك حيث تقول... وفي نسخة "أ": ليغلبنّ، وفي "د": وليغلبنّ.]

ثمّ إنّه رفع يده إلى السماء فقال: إلهي

[في "د": اللّهمّ.] كم من عدوٍّ شحذ لي ظبّة مديته

[الظبّة: حدّ السيف أو السنان ونحوهما. والمدية: الشفرة الكبيرة، وزاد في "ب، د": وأرهف لي شباحدّه كما في المناقب لابن شهرآشوب.] وداف لي قواتل سمومه ولم تنم عنّي عين حراستك، فلمّا رأيتَ ضعفي عن احتمال الفوادح وعجزي عن ملمّات الحوائج

[في "أ": كلمات الجوانح.] صرفتَ عنّي ذلك بحولك وقوّتك لابحولي وقوّتي وألقيته

[في "ب": فألقيته.] في الحفيرة الّتي

[في "ب": الّذي.] احتفره لي

[في "أ": إليَّ.] خائباً ممّا أمّله في دنياه

[في "أ": دنيا، وفي "ج": دنا.] متباعداً عمّا يرجوه في اُخراه

[في "ج": آخرته.] فلك الحمد على ذلك قدر ما عممتني فيه من نعمك وماتولّيتني من جودك وكرمك. اللّهمّ فخذه بقوّتك

[في "ب": بعزتك.] وافلل حدّه عنّي بقدرتك واجعل له شغلاً فيما يليه وعجزاً به عمّا ينويه.

[في "ج": عمّن يناويه.] اللّهمّ وأعدني عليه عدوةً حاضرةً تكون من غيظي شفاءً ومن حقّي

[في "أ": حنقي.] عليه وفاءً، وصل اللّهمّ دعائي بالإجابة وانظم شكايتي بالتعبير وعرّفه عمّا قليل ماوعدت "الظالمين" به من الأجابة لعبيدك

المضطرّين إنّك ذو الفضل العظيم والمنّ الجسيم.

ثمّ إنّ أهل بيته انصرفوا عنه، فلمّا كان بعد مدّة يسيرة حتّى اجتمعوا لقراءة الكتاب الوارد على موسى الكاظم بموت موسى الهادى، وفي ذلك يقول بعضهم:

وسارية لم تسر في الأرض تبتغي

محلّاً ولم يقطع بها الأرض

[في "د": البُعد.] قاطع

من أبيات ممّا قيل في الدعاء المستجاب

[انظر عيون الأخبار: 1 / 79 ح 7، البحار: 48 / 217 و 218 ح 17- 19، و: 95 / 209 ح 1، و: 94 / 337 ح 6، حلية الأبرار للمحدّث البحراني: 2 / 264، مستدرك الوسائل: 5 / 260 ح 5، أمالي الشيخ الطوسي: 2 / 35، أمالي الشيخ الصدوق: 307 ح 2، مدينة المعاجز: 448 ح 70، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 510 ح 28، كشف الغمّة للإربلي: 2 / 250، مهج الدعوات: 28، إحقاق الحقّ: 12 / 325.]

وعن عبد اللَّه بن إدريس عن ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيّام إلى عليّ بن يقطين

[هو عليّ بن يقطين بن موسى مولى بنى أسد، كوفي الأصل، سكن بغداد، من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ثقة جليل القدر له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى بن جعفرعليه السلام عظيم المكان في الطائفة، وكان يقطين من وجوه الدعاة، فطلبه مروان فهرب وابنه عليّ هذا، ولد بالكوفة سنة "124 ه" وهربت به اُمه وبأخيه عبيد إلى المدينة فلمّا ظهرت الدولة الهاشمية ظهر وعادت اُمه به، فلم يزل يقطين في خدمة السفّاح وأبي جعفر المنصور ومع ذلك كان يتشيّع ويقول بالإمامة، وكذلك ولده، وكان يحمل الأموال إلى أبي عبد اللَّه جعفر الصادق عليه السلام ونمّ خبره إلى المنصور والمهدي فصرف اللَّه عنه كيدهما، وتوفي عليّ في مدينة السلام ببغداد سنة "182 ه" وعمره يومئذ 58 سنة، ولعلي بن يقطين كتب منها ما سأل عن الصادق عليه السلام من الملاحم وكتاب مناظرة الشاكّ بحضرته.

انظر الفهرست للشيخ رحمه الله: 90، ورجال الكشّي: 430، رجال البرقي: 48، رجال النجاشي: 273، رجال الشيخ: 354، معالم العلماء: 64، خلاصة الأقوال: 91، معجم رجال الحديث: 12 / 247، قاموس الرجال: 7 / 83، بهجة الآمال: 5 / 555، أعيان الشيعة: 8 / 317، تنقيح المقال: 2 / 315، نقد الرجال: 246، جامع الرواة: 1 / 609، روضة المتقين: 14 / 202، رجال ابن داود: 142، مجمع الرجال: 4 / 234.] ثياباً فاخرة أكرمه بها وكان في

[في "أ": من.] جملتها دُرّاعة "خزّ"منسوجة

بالذهب سوداء من لباس الملوك

[في "أ": الخلفاء.]، فأنفذ بها عليّ بن يقطين إلى موسى الكاظم عليه السلام فردّها الإمام إليه وكتب إليه أن احتفظ بها ولاتخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه، فارتاب عليّ بن يقطين بردّها عليه ولم يدر ما سبب كلامه ذلك. ثمّ احتفظ

[في "د": فاحتفظ.] بالدُرّاعة وجعلها في سفط وختم عليها، فلمّا كان بعد ذلك بمدّة يسيرة تغيّر عليّ بن يقطين على غلامه

[في "أ": بعض غلمانه، في "ج": غلمانه.] ممّن كان يختصّ باُموره ويطّلع عليها، فصرفه عن خدمته وطرده لأمر أوجب ذلك منه.

فسعى الغلام بعليّ بن يقطين

[أي نمَّ عليه ووشى به.] إلى الرشيد وقال له: إنّ عليّ بن يقطين يقول بإمامة موسى الكاظم عليه السلام وإنه يحمل إليه في كلّ سنة زكاة ماله والهدايا والتحف، وقد حمل إليه في هذه السنة ذلك وصحبته الدُرّاعة السوداء الّتي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا. فاستشاط الرشيد لذلك وغضب غضباً شديداً وقال: لأكشفنّ عن هذه الحال

[في "أ": عن ذلك.] فإن كان الأمر على ما ذكرت أزهقت نفسه

[في "أ": روحه.] وذلك من بعض جزائه.

فأنفذ في الوقت والحين أن يحضر عليّ بن يقطين، فلمّا مثُل بين يديه قال: ما فعلت بالدُرّاعة السوداء الّتي كسوتك بها

[في "أ": كسوتكها.] واختصصتك بها من مدّة من بين سائر خواصّي؟ قال: هي عندي يا أمير المؤمنين في سفط فيه طيب مختوم عليها، فقال: احضرها الساعة، فقال: نعم يا أمير المؤمنين السمع والطاعة، فاستدعى بعض خدمه فقال: امض وخذ مفتاح البيت الفلاني من داري وافتح الصندوق الفلاني

وجئني

[في "أ": وائتني.] بالسفط الّذي فيه على حالته بختمه. فلم يلبث الخادم إلّا قليلاً حتّى عاد وفي صحبته السفط مختوماً على حالته بختمه، فوضع بين يدي الرشيد، فأمر بكسر

[في "أ": بفكّ.] ختمه ففكّ وفتح السفط فإذا بالدُرّاعة فيه مطوية ومدفونة بالطيب على حالها لم تُلبس ولم تُدنس ولم يُصبها شي ء من الأشياء. فقال لعليّ بن يقطين: ارددها

[في "أ": ردّها.] إلى مكانها وخذها وانصرف راشداً فلن اُصدّق

[في "أ": نصدّق.] بعدها عليك ساعياً، وأمر أن يُتبع بجائزة سنية وأمر أن يُضرب الساعي ألف سوط فضُرب، فلمّا بلغوا إلى خمسمائة سوط مات تحت الضرب قبل الألف

[رويت هذه القصة في مصادر عديدة وأوردها ابن شهرآشوب في مناقبه: 4 / 289، و: 3 / 408 ط آخر بشكل مختصر، وأوردها الراوندي في الخرائج والجرائح: 1 / 334 ح 25، وفي ص 343 بلفظ آخر يختلف عن هذه الألفاظ ولكنها تؤدّي نفس المعنى فلاحظ والطبرسي في إعلام الورى: 293 و 203 مع تغيّر في بعض الألفاظ وكذلك في التقديم والتأخير، وانظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 225- 227، و: 329 ط آخر، والبحار: 48 / 137 ح 12، و59 ح 60 و72 و73، نور الأبصار: 304، وسيلة النجاة: 368، إحقاق الحقّ: 12 / 319 و 320، دلائل الإمامة: 158، مدينة المعاجز: 428 ح 12، الصراط المستقيم: 2 / 192 ح 20، عيون المعجزات: 99.]

وكان "أبو الحسن" موسى الكاظم عليه السلام أعبد أهل زمانه وأعلمهم

[إعلام الورى: 296.] وأسخاهم كفّاً وأكرمهم نفساً

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 296، و: 2 / 231 ط آخر وزاد '... فيحمل إليهم الزنبيل فيه العين "الذهب والدنانير" والورق "الفضّه والدراهم" والأدقة- جمع دقيق وهو الطحين- والتمور فيوصل إليهم ذلك ولايعلمون من أيّ جهة هو'. وانظر حلية الأبرار: 2 / 253، والوسائل: 4 / 1074 ح 8 و 9، والبحار: 86 / 230 ح 54، و: 48 / 101 ح 5.]، وكان يتفقُد فقراء المدينة في الليل ويحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم والنفقات ولايعلمون من أيّ جهة وصلهم ذلك، ولم يعلموا بذلك إلّا بعد

موته عليه السلام وكان كثيراً مّا يدعو. 'اللّهمّ إنّي أسالك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب'

[انظر إعلام الورى: 296، مناقب آل أبي طالب: 4 / 318، البحار: 48 / 101 ح 5، الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 231، حلية الأبرار: 2 / 253، الوسائل: 4 / 1074 ح 8 و 9، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: 463.]

وحكي أنّ الرشيد سأله يوماً: كيف قلتم نحن

[في "ج": إنّا.] ذرّية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأنتم أبناء

[في "أ": بنو.] عليّ وإنّما يُنسب الرجل إلى جدّه لأبيه دون جدّه لاُمّه؟! فقال الكاظم عليه السلام: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم بسم اللَّه الرحمن الرحيم: "وَمِن ذُرِّيَّتِهِ ى دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ "

[الأنعام: 84 و85.] وليس لعيسى أب وإنما اُلحق بذرّية الأنبياء من قِبل اُمّه، وكذلك اُلحقنا بذرّية النبي من قِبل اُمّنا فاطمة الزهراءعليها السلام.وزيادة اُخرى يا أمير المؤمنين قال اللَّه عزّوجلّ: "فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن م بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ..."

[آل عمران: 61.] ولم يدع صلى الله عليه وآله عند مباهلة النصارى غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين وهما الأبناء

[رويت هذه القصة بزيادة ونقصان في كثير من كتب الحديث والتاريخ والسير تحت عنوان احتجاجه عليه السلام بأنهم ذرّية النبيّ صلى الله عليه وآله فانظر الاختصاص للشيخ المفيد: 48 لتجدها بشكل مفصّل، وكشف الغمّة للإربلي: 2 / 215، والبحار: 2 / 240، و: 48 / 121 ح 1، و 158 ح 33، و: 104 / 337 ح 19، وإثبات الهداة للحرّ العاملي: 2 / 153 ح 593، وتحف العقول: 404، الوسائل: 18 / 74 ح 84، و: 14 / 275 ح 3، المستدرك: 3 / 183 ح 31، عيون أخبار الرضا: 1 / 81 ح 9، الاحتجاج: 2 / 161 وانظر عيون التواريخ: 6 / 165 "مخطوط"، الاتحاف بحبّ الأشراف: 148، مفتاح النجا: 174 "مخطوط"، الكواكب الدرّية للمناوي: 1 / 172، أخبار الدول: 123، الأنوار القدسية: 38.

وقد سبق لنا وأن ناقشنا هذه الآية الّتي تفسر "أبناءنا" الحسن والحسين "ونساءنا" فاطمة و "أنفسنا" عليّ بن أبي طالب، فانظر لمزيد الفائدة الطبري في تاريخه: 2 / 197، فرائد السمطين للجويني: 1 / 257 ح 198، السيرة النبوية: 2 / 106، المناقب لابن المغازلي: 97 ح 234، المناقب للخوارزمي: 107، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: 26، نظم درر السمطين: 120، مفتاح النجا للبدخشي: 25، ينابيع المودّة: 157، و: 251 ط آخر، و: 3 / 117 ط اُسوة، تجهيز الجيش للدهلوي: 391، نور الأبصار للشبلنجي: 301، البداية والنهاية لابن كثير: 7 / 263، أرجح المطالب: 472، الأغاني: 14 / 35، لسان الميزان لابن حجر العسقلاني: 4 / 406، ميزان الاعتدال للذهبي: 2 / 324، وسيلة المآل: 148، إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري: 5 / 85، و: 6 / 15- 23 و:16 / 418- 424.]

وروي أنّ موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام أحضر وُلده يوماً فقال لهم: يا بَنيَّ إنّي موصيكم بوصية مَن حفظها انتفع بها، إذا أتاكم آتٍ فأسمع أحدكم في الاُذن اليمنى مكروهاً ثمّ تحوّل إلى الاُذن اليسرى فاعتذر وقال لم أقل شيئاً فاقبلوا عذره

[انظر المصادر السابقة.]

وروي عن موسى بن جعفرعليه السلام عن آبائه مرفوعاً قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: نظر الولد إلى والديه حبّاً لهما عبادة

[انظر المصادر السابقة.]

وعن إسحاق بن جعفر قال: سألت أخي موسى بن جعفر قلت: أصلحك اللَّه أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم، قلت: أيكون جباناً؟ قال: نعم، قلت: أيكون خائناً؟ قال: لا ولايكون كذّاباً.

[انظر المصادر السابقة.] ثمّ قال: حدّثني أبي جعفر الصادق عليه السلام عن آبائه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: كلّ خلّة يطوى المؤمن عليها ليس الكذب والخيانة

[انظر المصادر السابقة.]

وروي أحمد بن عبد اللَّه بن عماد

[كذا، والظاهر أنّ الصحيح 'عمّار' كما في بعض المصادر.] عن محمّد بن عليّ النوفلي

[كذا، والظاهر أنّ الصحيح 'عليّ بن محمّد النوفلي'.] قال: كان السبب في أخذ الرشيد موسى بن جعفر وحبسه أنه سعى به إليه جماعة وقالوا: إنّ الأموال تُحمل إليه من جميع الجهات والزكوات والأخماس، وإنّه اشترى ضيعة

سمّاها اليسيرية

[في "أ،ج": التيسيرية، و في بعض النسخ: اليسيرة، وهو موافق لمّا ورد في الغيبة للطوسي: 21، ومقاتل الطالبيين لأبي فرج الاصبهاني: 419، والإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 238، وعيون الأخبار لابن قتيبة: 1 / 69.] بثلاثين ألف دينار، فخرج الرشيد في تلك السنة يريد الحجّ وبدأ بدخوله إلى المدينة، فلمّا أتاها

[في "ب": ورد المدينة.] استقبله موسى بن جعفر في جماعة من الأشراف، فلمّا دخلها واستقرّ ومضى كلٌّ إلى سبيله ذهب موسى على جاري عادته إلى المسجد وأقام الرشيد إلى الليل وصار

[في "أ": وسار.] إلى قبر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول اللَّه إنّي أعتذر إليك من أمر

[في "ب": شي ء.] اُريد أن أفعله وهو أن احبس

[في "أ": أمسك.] موسى بن جعفرعليه السلام فإنه يريد التشتيت

[في "أ": التشعيب.] بين اُمّتك وسفك دمائهم

[في "د": دمائها.]

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 239، ومثله في مقاتل الطالبيين: 415. وفي عيون أخبار الرضا: 1 / 73 ح 3، والبحار: 48 / 213 ح 13 بلفظ 'بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه... من أمر قد عزمت عليه... لأني قد خشيت أن يُلقي بين اُمتك حرباً يسفك فيها دماءهم' وفي رواية 'قَبص الرشيد على الإمام وهو عند رأس النبي صلى الله عليه وآله قائماً يصلّي، فقطع عليه صلاته...' ومثله في الغيبة للطوسي: 21، وإثبات الهداة: 5 / 520 ح 37.]، وإنّي اُريد حقنها.

ثمّ خرج فأمر به فاُخذ من المسجد ودخل

[في "ج": فدخل.] به إليه فقيّده في تلك الساعة واستدعى بقبّتين

[انظر عيون أخبار الرضا: 1 / 85 ح 10، والبحار: 48 / 221 ح 25 وزادا 'فلمّا جنّ الليل أمر بقبّتين فهيئتا له فحمل موسى بن جعفر إلى أحدهما في خفاء ودفعه إلى حسّان السروي- إلى أن قال:- ووجّه قبّة اُخرى علانية نهاراً إلى الكوفة... فقدم حسّان البصرة قبل التروية بيوم...' ومثله في المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 440.] فجعل كلّ واحدة منهما على بغل فجعله في إحدى القبّتين

وسترها بالسقلاط

[نوع من الثياب الرومية.] وجعل مع كلّ واحدة منهما خيلاً وأرسل بواحدة منهما من على طريق البصرة وبواحدة "من" على طريق الكوفة، وإنّما فعل الرشيد ذلك ليُعمّي أمره على الناس.

وكان موسى الكاظم في القبّة الّتي أرسل بها على طريق البصرة، وأوصى القوم الذين كانوا معه أن يسلّموه إلى عيسى بن جعفر بن منصور

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 239، مقاتل الطالبيين: 415 وليس كما ورد في عيون أخبار الرضا: 1 / 85 ح 10 'عيسى بن جعفر بن أبي جعفر' والصحيح هو 'عيسى بن جعفر بن المنصور الّذي كان والياً على البصرة' كما ورد في أكثر المصادر السابقة.] وكان على البصرة يومئذٍ والياً، فسلّموه إليه، فتسلّمه منهم وحبسه عنده سنة

[انظر الغيبة للطوسي: 21، البحار: 48 / 231 ح 38، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 520 ح 37، مقاتل الطالبيين: 415، والإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 239.]

فبعد السنة كتب إليه الرشيد في سفك دمه وإراحته منه، فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خواصّه وثقاته اللائذين

[في "د": اللذين.] به والناصحين له فاستشارهم بعد أن أراهم ما كتب به إليه الرشيد، فقالوا: نشير عليك بالاستعفاء من ذلك وأن لاتقع فيه، فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول: يا أمير المؤمنين كتبت إلىَّ في هذا الرجل وقد اختبرته طول مقامه في حبسي بمن حبسته معه عيناً عليه لتنظروا

[كذا، والصحيح: لينظروا.] حيلته وامره وطويته بمن له المعرفة والدراية ويجري من الإنسان مجرى الدم، فلم يكن منه سوء قطّ، ولم يذكر أمير المؤمنين إلّا بخير، ولم يكن عنده تطلّع إلى ولاية ولاخروج ولاشي ء من أمر الدنيا، ولاقطّ دعا على أمير المؤمنين ولا على أحد من

الناس، ولايدعو إلّا بالمغفرة والرحمة له ولجميع المسلمين، مع ملازمته للصيام والصلاة والعبادة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره وينفذ مَن يتسلّمه منّي و إلّا خلّيت

[في "أ": أو لأسرحت، وفي "د": لسرّحت.] سبيله فإني منه في غاية الحرج

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 240 ففيه يورد نصّ كتاب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له 'قد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدّة، فما وجدته يفتر عن العبادة ووضعت مَن يسمع منه مايقول في دعائه فما دعا عليك ولا عليَّ ولا ذكرنا في دعائه بسوء، وما يدعو لنفسه إلّا بالمغفرة والرحمة، فإن أنت أنفذت إليَّ مَن يتسلّمه منّي وإلّا خلّيتُ سبيله فإنني متحرّج من حبسه'.

وقريب من هذا في مقاتل الطالبيين: 415 و 416 ولكن بشكل مختصر، ومثله في الغيبة للطوسي: 21، والبحار: 48 / 231 ح 38، وإثبات الهداة: 5 / 520 ح 37. وقال الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا: 1 / 85 ح 10 والعلّامة المجلسي في البحار: 48 / 221 ح 25، وابن شهرآشوب في المناقب: 3 / 440 'فحبسه عيسى في بيت من بيوت المحبس الّذي كان يحبس فيه واقفل عليه وشغله عنه العيد، فكان لايفتح عنه الباب إلّا في حالتين: حال يخرج فيها إلى الطهور، وحال يُدخل إليه فيها الطعام.]

وروي أنّ شخصاً من بعض العيون الّتي كانت عليه في السجن رفع إلى عيسى بن جعفر أنه سمعه يقول في دعائه: اللّهمّ إنّك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك اللّهمّ وقد فعلتَ فلك الحمد

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 240، و: 332 ط آخر، البحار: 48 / 107 و 101 ح 5، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 433، إحقاق الحقّ: 12 / 304 و 305، إعلام الورى: 306، حلية الأبرار: 2 / 253، الوسائل: 4 / 1074 ح 8 و 9، الخرائج والجرائح: 463 وهنالك أدعية اُخرى للإمام عليه السلام يقولها في سجوده منها: 'قَبُحَ الذنبُ من عبدك فليحسُن العفو والتجاوز من عندك' رواه الزمخشري في ربيع الأبرار: 225 "مخطوط".]

فلمّا بلغ الرشيد كتاب عيسى بن جعفر كتب

[أعتقد أنّ الماتن اختصر المطلب والدليل على ذلك أنّ الرشيد صيّر الإمام عليه السلام إلى بغداد وسلّمه إلى الفضل بن الربيع فبقي عنده مدّة طويلة فأراده الرشيد على شي ء من أمره فأبى ، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلّمه منه وجعله في بعض حجر داره ووضع عليه الرصد، وكان عليه السلام مشغولاً بالعبادة... فوسّع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه فاتصل ذلك بالرشيد وهو بالرقة- مدينة مشهورة على الفرات وهي الآن إحدى مدن سوريا، كما جاء في معجم البلدان: 3 / 59- فكتب إليه يُنكر عليه توسعته على موسى ويأمره بقتله، فتوقف عن ذلك ولم يقدم عليه، فاغتاظ الرشيد لذلك ودعا مسروراً الخادم وقال له: اخرج على البريد وادخل من فورك على موسى بن جعفر فإن وجدته في دعة ورفاهية فأوصل هذا الكتاب إلى العباس بن محمّد ومُرْهُ بامتثال مافيه. وسَلَّم إليه كتاباً آخر إلى السندي بن شاهك يأمره بطاعة العباس بن محمّد....

وفعلاً تمّ ذلك وخرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى فركب معه وخرج مشدوهاً دهشاً حتّى دخل على العباس فدعا العباس بسياط وعُقابين وأمر بالفضل فجُرِّد وضربَه السندي بين يديه مائة سوط وخرج متغيّر اللون.... وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد فأمَر بتسليم موسى عليه السلام إلى السندي بن شاهك....

انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 240- 241 مقاتل الطالبيين لأبى فرج الاصبهاني: 416، الغيبة للطوسي: 21، البحار: 48 / 231 ح 38، إثبات الهداة: 5 / 520 ح 37، حلية الأبرار للمحدّث البحراني: 2 / 256، مدينة المعاجز: 452 ح 38، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 324، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري: 260، كشف الغمّة: 2 / 230، نور الأبصار للشبلنجي: 306، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي: 150، الصواعق المحرقة: 122.] إلى السندي بن شاهَك أن يتسلّم

موسى بن جعفر الكاظم من عيسى وأمره فيه بأمر، فكان الّذي تولّى به قتله السندي أن يجعل له سمّاً في طعام وقدّمه إليه، وقيل في رطب، فأكل منه موسى بن جعفرعليه السلام. ثمّ إنه أقام موعوكاً

[في "د": موكوعاً.] ثلاثة أيام ومات

[انظر الإرشاد: 2 / 242، الصواعق المحرقة: 204، مختصر البصائر: 7، بصائر الدرجات: 483 ح 12، ينابيع المودّة: 3 / 120 ط اُسوة، عيون أخبار الرضا: 1 / 99 ح 4، و 100 ح 6، الكافي: 1 / 476، البحار: 48 / 206 ح 2، و222 ح 26، و: 60 / 157 ح 25، و: 101 / 118 ح 1، رجال الكشّي:604 ح 1123، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 437 و 438 و 441، إعلام الورى: 294، الدروس: 155، مروج الذهب: 3 / 355، إثبات الهداة: 5 / 514 ح 32، و577 ح 148، الوسائل: 2 / 858 ح 1، و: 10 / 414 ح 2، الهداية الكبرى: 264- 267، دلائل الإمامة: 152- 154، عيون المعجزات: 101 و 105، مدينة المعاجز: 454 ح 85، إثبات الوصية: 194، عمدة الطالب: 196.

وقيل: إنّ السندي لعنه اللَّه لفّه على بساط وقعد الفرّاشون النصارى على وجهه... كما ينقل صاحب مقاتل الطالبيين: 417، ومثله في عمدة الطالب: 196 ولكن بلفظ 'وقيل: بل لفّ في بساط وغمز حتّى مات' ومثله في البحار: 48 / 248 ح 57، ومثله في غاية الاختصار: 91 بلفظ 'فألفي في بساط وغمَّ حتّى مات'، والفخري: 128.]

ولمّا مات موسى بن جعفرعليه السلام أدْخَلَ السندي بن شاهَك لعنه اللَّه الفقهاء ووجوه الناس من أهل بغداد وفيهم أبو الهيثم بن عديّ وغيره فنظروا

[في "أ": ينظرون.] إليه أنه ليس به أثر من جراح ولا

[في "أ": أو.] مغلّ أو خنق "وأشهدهم" على أنه مات حتف أنفه، فشهدوا على ذلك

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 242، وقريب منه في مقاتل الطالبيين لأبي فرج الاصبهاني: 417، وتاريخ اليعقوبي: 2 / 499، الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 13 / 30، كشف الغمّة: 3 / 24 ط، و: 2 / 230 ط آخر بيروت، الغيبة للطوسي: 21 و 24، البحار: 48 / 231 ح 38، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 520 ح 37 و148، حلية الأبرار للمحدّث البحراني: 2 / 256، مدينة المعاجز: 452 ح 83، و 457 ح 86.

وانظر أيضاً المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 324، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري: 260، نور الأبصار: 306، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي: 150، الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي: 122، أئمة الهدى : 122، إحقاق الحقّ: 12 / 335، غاية الاختصار: 91، عيون أخبار الرضا: 1 / 96 ح 2، و97 ح 3، أمالي الصدوق: 128 ح 20، قرب الإسناد: 142، كمال الدين: 37، إثبات الوصية للعلّامة الحلّي: 194.]

وقد كان قوم زعموا في أيّام موسى الكاظم عليه السلام أنه هو القائم المنتظر، وجعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة للقائم، فأمر يحيى بن خالد أن يوضع على الجسر ببغداد وأن ينادي: هذا موسى بن جعفر الّذي تزعم الرافضة أنه لايموت، فانظروا إليه ميّتاً، فنظر الناس إليه ثمّ إنّه حُمل ودُفن في مقابر قريش في باب

[في "أ": بباب.] التبن

[وهي منطقة من مناطق بغداد في تلك الايام. انظر المصادر السابقة. وقال النوبختي في فِرق الشيعة: 80- 81 'قبر موسى الكاظم مزار مشهور عند الشيعة وتطلق الشيعة على القبر اسم باب الحوائج' وانظر أيضاً كفاية الطالب: 457 أمّا في الأنوار القدسية للشيخ ياسين السنهوتي: 38 ففيه 'دفن عليه السلام في مقابر الشونيزية خارج القبّة وقبره مشهور يزار وعليه مشهد عظيم فيه قناديل الذهب والفضة وأنواع الآلات والفرش مالايحدّ وهو في الجانب الغربي'. وزاد السيّد محمّد عبدالغفار الأفغاني الهاشمي في كتابه أئمة الهدى : 122 "ودفن بمقابر قريش في بغداد، المسماة اليوم بالكاظمية'. وانظر مروج الذهب: 3 / 355، والبداية والنهاية: 10 / 183.

ولانريد التعليق على هذا الكلام الّذي ينسب إلى أنّ هذا إمام الرافضة يزعمون أنه لايموت فانظروا إليه ميتاً... بل نقول: إنّ هذه الفرقة الّتي ادّعت أنّ الإمام موسى بن جعفر لم يمت وأنه حيّ وزعموا أنه خرج من الحبس ولم يره أحد نهاراً ولم يعلموا به وأنّ السلطان وأصحابه ادّعوا موته وموّهوا على الناس وكذبوا... الخ هؤلاء هم الواقفة وسمّوا بذلك لوقوفهم على إمامة موسى بن جعفر ولم يأتمّوا بعده بإمام ولم يتجاوزوه إلى غيره... وكان بدء الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الأشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها فحملوها إلى وكيلين لموسى الكاظم عليه السلام بالكوفة: أحدهما حيّان السرّاج والآخر كان معه، وكان موسى عليه السلام في الحبس فاتخذوا بذلك دوراً وعقدوا العقود، واشتروا الغلّات، فلمّا مات موسى عليه السلام وانتهى الخبر إليهما أنكروا موته... حرصاً على المال. كما ذكر ذلك الكشّي في رجاله: 459 ح 871، و البحار: 48 / 266 ح 27.

وأوّل من أظهر هذا الاعتقاد عليّ بن أبي حمزة الباطئني وزياد بن مروان القندي وعثمان بن عيسى الرواسي، طمعوا في الدنيا ومالوا إلى حطامها واستمالوا قوماً فبذلوا لهم شيئاً ممّا اختانوه من الأموال نحو حمزة بن بزيع وابن المكاري وكرام الخثعمي وأمثالهم. وذكر الطوسي في الغيبة: 42 كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار وعند عليّ بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار. ومن أراد المزيد فيراجع المصادر التالية، علل الشرايع: 1 / 235 ح 1، عيون أخبار الرضا: 1 / 112 ح 2، الإمامة والتبصرة: 75 ح 66، معجم رجال الحديث للسيّد الخوئي رحمه الله: 6 / 177 و 179 و 181 و: 13 / 235.]

وروي أنه لمّا حضرته الوفاة سأل من السندي أن يحضر مولىً له

[في "أ": مولاه.] مدنياً ينزل عند دار العباس بن محمّد في مشرعة القصب

[وهي منطقة من مناطق بغداد في تلك الأيام.] ليتولّى غُسله ودفنه وتكفينه، فقال له السندي: أنا أقوم لك بذلك على أحسن شي ء وأتمّه، فقال: إنّا أهل بيتٍ مهور

نسائنا وحجّ صرورتنا وأكفان موتانا

[في "أ": وكفن ميّتنا.] وجهازهم من طاهر

[في "أ": خالص.] أموالنا، وعندي كفن واُريد أن يتولّى غسلي وجهازي مولاي فلان هذا، فأجابه إلى ذلك وأحضره إيّاه فوصّاه بجميع ما يفعل، ولمّا أن مات تولّى ذلك جميعه مولاه المذكور

[انظر الإرشاد: 2 / 243، ومقاتل الطالبيين: 417 وقد سقطت منه بعض الفقرات، وانظر الغيبة للطوسي: 26 / 6 وذكر أمين الإسلام الطبرسي في إعلام الورى مختصراً في: 299، والعلّامة المجلسي في البحار: 48 / 234 ح 39.

ولكن ورد في عيون أخبار الرضا: 1 / 100 ح 6، 97 ح 3، والبحار: 48 / 222 ح 26، و: 60 / 157 ح 25، و: 101 / 118 ح 1، وإثبات الهداة: 5 / 514 ح 32، و547 ح 91، والوسائل: 2 / 858 ح 1، و: 10 / 414 ح 2، ودلائل الإمامة: 152- 154، وعيون المعجزات: 101، والمناقب لابن شهرآشوب: 3 / 441، ومدينة المعاجز: 454 ح 85 والغيبة للطوسي: 19، ومشارق أنوار اليقين: 94، وكمال الدين: 37 ففي كلّ هذه المصادر تأكيد على أنّ الّذي توّلى غسله وجهازه ودفنه هو ابنه الإمام عليّ بن موسى الرضاعليه السلام وهذا من معتقدات الشيعة الإمامية لأن الإمام لايغسّله إلّا الإمام كما جاء في الكافي: 1 / 385 ح 3، والبحار: 27 / 289 ح 2، و: 45 / 169 ح 16، و: 48 / 247 ح 54، و270 ح 29، ورجال الكشّي: 464 ح 883، وإثبات الوصية: 201.]

ومن كتاب الصفوة لابن الجوزي قال: بعث موسى بن جعفرعليه السلام إلى الرشيد من الحبس برسالة كتب إليه فيها انّه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتّى نمضي

[في "أ": تمضي، وفي "ب": نقضي.] جميعاً إلى يوم ليس "له"انقضاء، هناك يخسر فيه المبطلون

[انظر صفة الصفوة: 2 / 95 و 187 و مابعدها، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: 360 وتاريخ بغداد: 13 / 32، كشف الغمّة: 2 / 218 و 250، البحار: 48 / 148، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي: 154، البداية والنهاية لابن كثير: 10 / 183، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 6 / 164، سير أعلام النبلاء للذهبي: 6 / 273.]

وروى إسحاق بن عمّار

[في "أ": عمارة.] قال: لمّا حَبَسَ هارون "أبا الحسن"موسى الكاظم عليه السلام

دخل عليه السجن ليلاً أبو يوسف ومحمّد بن الحسن صاحبا أبي حنيفة "فقال أحدهما للآخر: نحن على أحد الأمرين، إمّا أن نساويه أو نشكله"فسلمّا عليه وجلسا عنده وأرادا أن يختبراه بالسؤال لينظرا مكانه من العلم، فجاء رجل كان موكّلاً من قبل السندي بن شاهَك

[في "أ، د": فجاء بعض الموكّلين.] بالكاظم عليه السلام فقال له: إنّ نوبتي قد انقضت

[في "أ": فرغت.] واُريد الانصراف إلى غد إن شاء اللَّه فإن كان لك حاجة تأمرني

[في "ج": أمرتني.] حتّى أن آتيك بها معي إذا جئتك غداً، فقال: مالي حاجة انصرف.

فلمّا أن خرج

[في "أ": انصرف ثمّ قال....] قال لأبي يوسف ومحمّد بن الحسن: إنّي لأعجب

[في "ج": ما أعجب.] من هذا الرجل يسألني أن اُكلّفه حاجةً يأتيني بها غداً إذا جاء وهو ميّت في هذه الليلة. فأمسكا عن سؤاله وقاما ولم يسألا عن شي ء وقالا: أردنا أن نسأله عن الفرض

[في "أ": الفروض.] والسنّة أخذ يتكلّم معنا علم الغيب، واللَّه لنرسل خلف الرجل من يبيت عند باب داره وننظر ما يكون من أمره.

فأرسلا شخصاً من جهتهما جلس على باب ذلك الرجل فلمّا كان أثناء الليل وإذا بالصراخ والواعية، فقيل لهم: ما الخبر؟ فقالوا: مات صاحب البيت فجأةً، فعاد إليهما الرسول وأخبرهما بذلك فتعجّبا من ذلك غاية العجب

[انظر الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي: 167 و زاد '... فاتيا أبا الحسن عليه السلام فقالا: قد علمنا أنك أدركت العلم في الحلال والحرام، فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكل بك أنّه يموت في هذه الليله؟ قال: من الباب الّذي أخبر بعلمه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وعليّ بن أبي طالب عليه السلام. فلما ردَّ عليهما هذا بقيا لايحيران جواباً'. وانظر كشف الغمّة: 2 / 248، البحار: 48 / 64 ح 83، مدينة المعاجز: 460 ح 98، الصراط المستقيم للشيخ عليّ بن يونس العاملي: 2 / 191 ح 12، إثبات الهداة للحرّ العاملي: 5 / 574 ح 141، نور الأبصار للشبلنجي: 305، إحقاق الحقّ: 12 / 331، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي: 154.]

كانت وفاة أبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام لخمس بقين من شهر رجب الفرد سنة ثلاث وثمانين ومائة

[انظر كفاية الطالب: 457، الصواعق المحرقة: 123، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 283- 329، و: 3 / 437 ط آخر، ابن خلّكان في وفيات الأعيان: 2 / 173، تاريخ بغداد: 13 / 32، تاريخ أهل البيت عليهم السلام: 82 بدون ذكر شهر رجب. عيون أخبار الرضا: 1 / 99 ح 4 ولكن بلفظ 'لخمس خلون' بدل 'لخمس بقين'. وفي رواية اُخرى : 104 ح 7 'لخمس ليالٍ بقين' ومثله في إثبات الهداة: 6 / 22 ح 48. وفي الكافي: 1 / 486 و 476 ح 9 ذكر السنة ولم يذكر الشهر، وفي رواية اُخرى بلفظ 'قبض عليه السلام لست خلون من رجب...'. وفي رواية اُخرى 'حمله الرشيد من المدينه لعشر بقين من شوال سنة تسع وسبعين ومائة'.

وانظر أيضاً الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 215، و: 323 ط آخر بلفظ 'لست خلون من رجب...' وفي مصباح المتهجّد: 566 بلفظ 'في الخامس والعشرين من رجب'. وفي روضة الواعظين: 264 بلفظ 'لست بقين من رجب وقيل لخمس خلون من رجب'. وفي كشف الغمّة: 2 / 216 و 218 و237 و245، إعلام الورى: 294، الدروس للشهيد الأوّل: 155، صفة الصفوة: 2 / 187، تذكرة الخواصّ: 359، الأنوار القدسية للسنهوتي: 38، ومروج الذهب: 3 / 355 بلفظ 'ست وثمانين ومائة' وانظر البداية والنهاية: 10 / 183، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 6 / 164، تاريخ ابن الوردي: 1 / 281، عيون التواريخ: 6 / 165، مطالب السؤول: 83، العرائس الواضحة للشيخ عبدالهادي الأبياري: 205.] وله من العمر خمس وخمسون

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 251، كشف الغمّة للإربلي: 2 / 216، إعلام الورى: 294، سير أعلام النبلاء للذهبي: 6 / 274، أئمة الهدى: 122. وورد في تذكرة الخواصّ: 359 'واختلفوا في سنّه على أقوال: أحدهما خمس وخمسون سنة، والثاني: أربع وخمسون، والثالث: سبع وخمسون، والرابع: ثمان وخمسون، والخامس: ستون' فمن أراد المزيد فيلاحظ المصادر السابقة في الهامش السابق.] سنة كان مُقامه منها مع أبيه عشرين سنة، وبقي بعد وفاة أبيه خمساً وثلاثين سنة وهي مدّة إمامته عليه السلام

[انظر الإرشاد: 2 / 215، و: 323 ط آخر، عيون أخبار الرضا: 1 / 104 ح 7، إثبات الهداة: 6 / 22 ح 48، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 437، كشف الغمّة: 2 / 216، إعلام الورى: 294، الهداية الكبرى للخصيبي: 263 و 264، وانظر المصادر السابقة في الهامش الأسبق.]

وأمّا أولاده فقال الشيخ المفيد رحمه الله: "و" كان لأبي الحسن موسى بن جعفر سبعة وثلاثون ولداً ما بين ذكر واُنثى منهم

[في "أ": و هم.]: عليّ بن موسى الرضا الإمام وإبراهيم والعباس والقاسم لاُمّهات أولادٍ، وإسماعيل وجعفر وهارون والحسن

[وأضاف في "ج": والحسين، وفي الإر و'الحسين' بدل 'الحسن'.] أشقّاء لاُمّ ولد، وعبد اللَّه وإسحاق وعبيداللَّه وزيد والحسن والفضل وسليمان لاُمّهات شتّى، وأحمد ومحمّد وحمزة أشقاء لاُمّ ولد، وفاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى ورقية وحكيمة واُمّ أبيها

[في "أ": اُمّ أسماء.] ورقية الصغرى وكُلثُم

[في "أ": كلثوم.] واُمّ جعفر واُمّ لبانة

[وفي الإرشاد: ولبابة.] وزينب وخديجة وعائشة وآمنة وحسنة وبُريهة

[في "أ": بُريرة.] وعُليّة واُمّ سلمة وميمونة واُمّ كلثوم لاُمهات أولاد.

وكان أفضل ولد

[في "أ": أولاد.] أبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام وأنبههم ذكراً وأجلّهم قدراً عليّ بن موسى الرضاعليه السلام.

وكان أحمد بن موسى كريماً جليلاً كبيراً ورِعاً

[في "أ": موقّراً.] وكان أبوه موسى الكاظم يُحبّه ووهب له ضيعة اليسيرية. ويقال: إنّ أحمد بن موسى اُعتق له ألف مملوك.

وكان محمّد بن موسى صاحب وضوء وصلاة ليله كلّه يتوضّأ ويصلّي ويرقد، ثمّ يقوم فيتوضّأ ويصلّي ويرقد، هكذا إلى الصباح. قال بعض شيعة أبيه: ما رأيته قطّ إلّا ذكرت قوله تعالى: "كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ "

[الذاريات: 17.]

وكان إبراهيم بن موسى شجاعاً كريماً وتقلّد الإمرة

[في "أ": الأمر.] على اليمن في أيام المأمون من قِبل محمّد بن زيد

[نسبه إلى الجدّ رأساً وإلاّ هو محمّد بن محمّد بن زيد كما صرّح بذلك الطبري في تاريخه: 8 / 529، والنجاشي في ترجمة عليّ بن عبيداللَّه بن حسين العلوي: 256 تحت رقم 671.] بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

ولكلّ واحد من وُلد

[في "أ": أولاد.] أبي الحسن موسى المذكور الكاظم عليه السلام فضل مشهور

[انظر الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 244- 246، و: 240 ط آخر وزيادة في البعض. ولكن في تاريخ ابن الخشّاب: 190- 191 غير هذا بل أضاف: عقيل والحسين ويحيى وعبدالرحمن، ومن البنات: اُم فروة واُم عبد اللَّه واُم القاسم وحليمة "بدل" حكيمة ومحمودة واُمامة. وانظر الهداية الكبرى: 264 و363، وكشف الغمّة للإربلي: 2 / 236، والبحار: 48 / 283 ح 1.

أمّا في المناقب: 3 / 438 فيه 'أولاده عليه السلام ثلاثون فقط، ويقال له سبعة وثلاثون، فأبناؤه ثمانية عشر: عليّ الإمام...' ولكن لايخفى أنه عدّ عشرون وهو لايتطابق مع العدد الّذي ذكره في صدر الكلام، بل أضاف على ما ذكره الشيخ المفيد: عقيل وعبدالرحمن، والظاهر أنه منشأ أغلاط النسخ واختلافها وتصرّف النسّاخ، ومن أراد فليراجع كتاب المناقب لابن شهرآشوب النسخة الخطية الموجودة في مكتبة آية اللَّه العظمى السيّد المرعشي النجفي قدس سره تحت الرقم 3823 المستنسخة في 24 ذي القعدة من سنة "777 ه".

وانظر أيضاً تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: 351، وعمدة الطالب: 196، تاريخ اليعقوبي: 2 / 415، سير أعلام النبلاء للذهبي: 6 / 274، البداية والنهاية لابن كثير: 10 / 183 بلفظ 'ولد له من الذكور والإناث أربعون نسمة' ومن أراد أن يراجع أحوال أبنائه عليه السلام فليلاحظ المصادر التالية على سبيل المثال لاالحصر:

الإرشاد للشيخ المفيد: 341ط آخر، و: 2 / 244 و ما بعدها، كشف الغمّة: 2 / 237، إعلام الورى: 312، البحار: 48 / 287، الكافي: 3 / 126 ح 5، التهذيب: 1 / 427 ح 3، الوسائل: 2 / 670 ح 1، الدعوات للقطب الراوندي:251 ح 708، مرآة العقول للعلّامة المجلسي: 13 / 282، ملاذ الأخيار: 3 / 218، الاستبصار: 1 / 217 ح 2 الشهيد الأوّل ذكرى الشيعة: 67.

أمّا أحوال السيّدة العلوية الجليلة الطاهرة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفرعليه السلام فلم أعثر على نصّ صريح لتاريخ ولادتها وتاريخ وفاتهاعليها السلام لكن مؤلّف 'كتاب گنجينه آثار قم': 1 / 386 ذكر عن بعضهم... أنه ذكر في كتابه نقلاً من كتاب نزهة الأبرار في نسب أولاد الأئمة الأطهار، وكتاب لواقح الأنوار في طبقات الأخبار ما نصّه 'ولادة فاطمة بنت موسى بن جعفرعليه السلام في المدينة المنوّرة غرّة ذي القعدة الحرام سنة ثلاث وثمانين ومائة بعد الهجرة النبوية... وتوفيت في العاشر من ربيع الثاني في سنة إحدي ومائتين في بلدة قم'.

وانظر تاريخ ترجمة قم: 213- 215، والبحار: 48 / 290 ح 9، و: 60 / 219، و: 102 / 267 ح 5، مستدرك الوسائل: 2 / 227 ح 1، ثواب الأعمال للشيخ الصدوق: 124 ح 1، عيون أخبار الرضا: 2 / 267 ح 1، كامل الزيارات لابن قولويه: 324 ح 1 و 2، تاريخ الإسلام والرجال: 370 "مخطوط"، ينابيع المودّة: 383، إحقاق الحقّ: 12 / 338، دار السلام: 2 / 169، كشكول الشيخ البهائي: 1 / 207 ط مؤسّسة الأعلمي- بيروت، علل الشرايع: 572 ح 1، الاختصاص: 98.

وانظر أيضاً رجال الكشّي: 333 ح 608 و 609، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 526، الكافي: 1 / 521 ح 15، الصراط المستقيم للشيخ علي بن يونس العاملي: 2 / 247، صحيفة الرضا: 172- 225 ح 109، مائة منقبة: 91 ح 57 و 37، أسنى المطالب: 49، أرجح المطالب للامر تسري: 448 و 471، الضوء اللامع للسخاوي: 9 / 256، البدر الطالع للشوكاني: 2 / 297، اللؤلؤة المثنية في الآثار المعنعنة المروية للشيخ محمّد بن محمّد بن أحمد الجشتي الداغستاني: 217 ط مصر. فكلّ هذه المصادر تبيّن حالها وفضل زيارتها وكراماتها ومسند الفواطم. فلاحظ مكانة هذه العلوية الطاهره والّتي نحن دائماً نلوذ بها وبأبيها وعمّها وأخيها وأجدادها وجدّاتها صلوات اللَّه عليهم أجمعين.]

/ 19