فصول المهمة فی معرفة الائمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصول المهمة فی معرفة الائمة - جلد 2

علی بن محمد ابن صباغ

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

جوده و كرمه


الكرم والجود

[الجود كثيراً مّايوجد بين الناس، كما أنّ العبادة والطاعة كثيراً مّاتشاهد بينهم، أمّا الجود الخالص الحقّ فقليل ماهو، كما أنّ العبادة الخالصة لاتوجد إلّا في المخلصين من عباداللَّه الصالحين. نعم الجود الخالص مالايشوبه ريب ولايعتريه غرض نفساني ولايتبعه مَنّ ولاأذى من قول أو فعل كما قال تعالى "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَايُتْبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنًّا وَلَآ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ " البقرة: 262، وقال تعالى "يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَاتُبْطِلُواْ صَدَقَتِكُم بِالْمَنِ ّ وَالْأَذَى كَالَّذِى يُنفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النَّاسِ " البقرة: 264، وقال تعالى "قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذىً وَاللَّهُ غَنِىٌّ حَلِيمٌ " البقرة: 263.] غريزةٌ مغروسة فيه، وإيصال صلاته للمسلمين

[في "أ": للمتقين.] نهجٌ ما زال يسلكه ويقتفيه، فمن ذلك مانقل عنه عليه السلام 'أنه سمع رجلاً يسأل ربّه عزّ وجلّ أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف الحسن عليه السلام إلى منزله فبعث بها إليه

[انظر كشف الغمّة: 1 / 558، ذخائر العقبى: 137 ولكن بدون لفظة 'درهم' وقال: خرّجه في الصفوة، وقريب من هذا في المحاسن للبيهقي: 56. وانظر تاريخ بغداد: 6 / 34، الصواعق المحرقة: 83، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 182، البحار: 43 / 341 / 15 و: 347 / 20. ينابيع المودّة: 2 / 211 ط اُسوة.]

ومن ذلك أنّ رجلاً جاء إليه عليه السلام وسأله وشكا إليه حاله وفقره وقلّة ذات يده بعد أن كان ذلك الرجل من المثرين

[في "أ": الموثرين.]، فقال له: يا هذا حقُّ سؤالك يعظم لديَّ، ومعرفتي

بما يجب لك يكبُر لديَ

[في "أ": يكثر عليَّ.]، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات اللَّه "عزّ وجلّ" قليل، ومافي ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور ورفعت

[في "أ": رفعت.] عنّي مؤونة الاحتيال

[في "أ": الاحتفال، وفي "ج": الأصفاد.] والاهتمام بما

[في "أ": لما.] أتكلّفه من واجبك فعلت. فقال الرجل: يابن رسول اللَّه أقبل القليل وأشكر العطية وأعذر على المنع.

فدعا الحسن عليه السلام وكيله

[في "د": بوكيله.] وجعل يحاسبه على نفقاته ومقبوضاته حتّى استقصاها، فقال: هات الفاضل "من الثلاثمائة ألف درهم" فأحضر خمسين ألف درهم، قال: فما فعلت في الخمسمائة درهم

[في "أ": دينار.] الّتي معك؟ فقال: هي عندي: فقال عليه السلام: فأحضرها، فلمّا أحضرها دفع

[في "ج": فدفع.] الدراهم والدنانير إليه

[في "ب": إلى الرجل.] واعتذر منه

[انظر كشف الغمّة: 1 / 558، المناقب لابن شهرآشوب:3 / 182، البحار: 43 / 347 / 20 ولكن بزيادة:... وقال: هات من يحملها لك، فأتاه بحمّالين فدفع الحسن عليه السلام إليه رداءه لكري الحمّالين، فقال مواليه: واللَّه ما بقي عندنا درهم فقال: لكنّي أرجو أن يكون لي عند اللَّه أجراً عظيماً... وقال: وخرّجه صاحب كتاب الصفوة: وانظر مطالب السؤول: ب 2 في كرمه مع اختلاف يسير في اللفظ، الصواعق المحرقة: 83، المحاسن للبيهقي: 56.]

ومن ذلك مارواه أبو الحسن المدايني قال: "لمّا" خرج الحسن والحسين وعبد اللَّه بن جعفر عليهم السلام حجّاجاً فلمّا كانوا في بعض الطريق جاعوا وعطشوا وقد فاتتهم أثقالهم فنظروا إلى خباء فقصدوه فإذا فيه عجوز فقالوا: هل من شراب؟ فقالت: نعم، فأناخُوا بها وليس عندها إلّا شويهة في كسر الخباء

[في "ج": الخيمة.] فقالت: احتلبوها

فاتّذقوا لبنها، ففعلوا ذلك وقالوا لها: هل من طعام؟ فقالت: لا، إلّا هذه الشاة

[في "أ": فقالت هذه الشويهة.] ماعندي غيرها اُقسم عليكم باللَّه إلّا ماذبحها أحدكم حتّى اُهيّئ

[في "أ": بينما.] لكم حطباً واشووها وكلوها، ففعلوا وأقاموا حتّى بردوا، فلمّا ارتحلوا قالوا لها: نحن نفرٌ من قريش نريد هذا الوجه، فإذا رجعنا سالمين فألمّي بنا فإنّا صانعون إليك خيراً، ثمّ ارتحلوا. فأقبل زوجها فأخبرته "عن"خبر القوم والشاة فغضب "الرجل"وقال: ويحك أتذبحين شاتي

[في "أ": تذبحين شاة.] لأقوام لاتعرفيهم ثمّ تقولين نفر من قريش؟

ثمّ بعد وقت

[في "ج": مدة.] طويل ألجأتهم الحاجة واضطرّتهم السنة إلى دخول المدينة فدخلاها "وجعلا"ينقلان

[في "أ": يلتقطان.] البعر "إليها ويبيعانه ويعيشان منه" فمرّت العجوز في بعض السكك

[في "ج": المدينة.] تلتقط البعر، والحسن عليه السلام جالس على باب داره فبصر بها فعرفها فناداها وقال لها: يا أمة اللَّه تعرفيني؟ فقالت: لا فقال عليه السلام: أنا أحد ضيوفك في المنزل الفلاني ضيفك يوم كذا، سنة كذا، فقالت: بأبي أنت واُمّي لست أعرفك، قال عليه السلام: فإن لم تعرفيني فأنا اُعرّفك، فأمر غلامه فاشترى لها من غنم الصدقة ألف شاة وأعطاها ألف دينار وبعث بها مع غلامه إلى أخيه الحسين، فعرفها وقال "لها": بكم وصلك أخي الحسن؟ فأخبرته، فأمر لها مثل ذلك، ثمّ بعث معها غلامه إلى عبد اللَّه بن جعفر رضى الله عنه فقال: بكم وصلك الحسن واُخوه؟ فقالت: وصلني كلّ واحد منهما بألف شاة وألف دينار، فأمر لها بألفي شاة وألفي دينار، وقال: واللَّه لو بدأتِ بي لأتعبتهما. ثمّ رجعت إلى زوجها وهي من أغنى الناس'

[انظر المدائنى "حياة الإمام الحسن عليه السلام"، كشف الغمّة: 1 / 558، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 182، البحار: 43 / 347 ح 20 و: 341 / 15 مع اختلاف يسير في اللفظ، عوالم العلوم: 9 / 114.]

وعن الحسن بن سعد عن أبيه قال: متّع الحسن بن عليّ عليه السلام امرأتين من نسائه بعد طلاقهما بعشرين ألفاً وزقّ

[في "أ": وزقاق.] من عسل، فقالت إحداهما وأراها الحنفية: متاع قليل من حبيبٍ

[في "ب": محب.] مفارق

[انظر حلية الأولياء: 2 / 36، كشف الغمّة: 560 و 567 و 575، المناقب لابن شهرآشوب: 1863، البحار: 43 / 349 و 342 / 21 ولكن بلفظ 'كانت تحت الحسن بن عليّ عليه السلام امرأتان تميمية وجعفية فطلّقهما جميعاً وبعثني إليهما، وقال: أخبرهما فليعتدّا وأخبرني بما تقولان ومتّعهما العشرة الآلاف وكلّ واحدة منهما بكذا وكذا من العسل والسمن، فأتيت الجعفية فقلت: اعتدِّي، فتنفّست الصُّعداء ثمّ قالت: متاع قليل من حبيب مفارق، وأمّا التميمية فلم تدر ما 'اعتدِّي'حتّى قال لها النساء فسكتت، فأخبرته عليه السلام بقول الجعفية فنكت في الأرض ثمّ قال: لو كنت مراجعاً لامرأة لراجعتها... وروى الصدوق شطراً منها في معاني الأخبار: 113، تاريخ ابن كثير: 8 / 39، دائرة المعارف للبستاني: 7 / 39، تحف العقول: 225.]

شي ء من كلامه


نقل الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام سأل ابنه الحسن فقال له: يابُني ما السداد؟ فقال: يا أبتِ السدادُ دفع المنكر بالمعروف. وقال عليه السلام: ما الشرفُ؟ قال: اصطناعُ العشيرة وحمل

[في "أ": وحملة.] الجريرة. وقال عليه السلام: فما السماح؟

[في "ب، ج": السماحة.] قال: البذلُ في العُسر واليُسر. قال عليه السلام: فما اللؤم؟ قال: إحتراز

[في "أ": احراز.] المرء ما نفسه

[في "أ": ماله.] وبذله عرسه.

[في "أ": عرضه.] قال: فما الجُبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن

[في "أ": على .] العدوّ. قال: فما الغِنى؟ قال: رضا النفسِ بما قَسمَ اللَّه تعالى لها وإن قلَّ. قال: فما

الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس. قال: فما المَنعة؟ قال: شدّة البأس ومنازعة أعزّ

[في "أ": أشدّ.] الناس. قال: فما الذلّ؟ قال: الفزعُ عند المصدوقة.

[في "أ": الصدمة، في "ب": المصدومة، وفي "د": الصدقة.] قال: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك. قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغُرم

[في "ج": العزم.] وتعفو عن

[في "أ": في.] الجرم. قال: فما السناء

[في "أ": السؤدد.] قال: إتيانُ الجميل وتركُ القبيح. قال: فما السفه؟ قال: اتباع الدُناة ومصاحبة

[في "أ": و صحبة.] الغُواة. قال: فما الغفلة؟ قال: ترك

[في "ج": تركك... طاعتك.] المسجد وطاعة المفسده

[انظر تحف العقول: 225. البحار: 1 / 118، تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر: 4 / 219، البداية: 8 / 39، المحاضرات: 1 / 366، حلية الأولياء 2 / 36، نورالأبصار: 245.]

فهذه الأجوبة الحاضرة، شاهدة ببصيرة ناصرة، ومادّة فضل وافرة، وفكرة على استخراج الغوامض القادرة.

ومن كلامه عليه السلام أنه قال: لا أدب لمن لا عقل له، ولا مودّة لمن لا همّة له، ولا حياء لمن لا دِين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تُدرك الدارين جميعاً، ومن حرم العقل حرمهما

[في "ج": خسرهما.] جميعاً

[انظر حلية الأولياء: 2 / 36 ومابعدها، تحف العقول: 225 ومابعدها، وروى الصدوق شطراً منها في معاني الأخبار: 113: تاريخ دمشق: 12 / 522، أعيان الشيعة: 4 / ق 1: 46 و 88، البداية والنهاية لابن كثير: 8 / 39، مجموعة ورّام: 37، تاريخ ابن كثير: 8 / 39، دائرة المعارف للبستاني: 7 / 39، بحار الأنوار: 17 / 206 ط قديم، كشف الغمّة: 170 ومابعدها، تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر: 4 / 219، نور الأبصار: 245.]

وسئل عليه السلام عن الصمت فقال: هو ستر العي

[في "أ": للغي، وفي "ج": العمى.]، وزين العرض، وفاعلهُ في راحة، وجليسه في أمن

[انظر المصادر السابقة.]

وقال عليه السلام: هلاك المرء في ثلاث: الكِبر، والحرص، والحسد. فالكِبر: هلاك الدين وبه لُعن إبليس، والحرص: عدوّ النفس وبه اُخرج آدم من الجنّة، والحسد: رائد السوء

[في "ج": الشرّ.] ومنه قتل قابيل هابيل

[انظر المصادر السابقة.]

وقال عليه السلام: لا تأتي رجلاً إلّا أن ترجُوَ نَواله، أو تخاف بأسه

[في "أ": يده.] "أو تستفيد من علمه"أو ترجُوَ بَركتَه "ودعاءه"أو تصل رحماً بينَك وبينَه

[انظر المصادر السابقة.]

وقال عليه السلام: دخلتُ على عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو يجود بنفسه لمّا ضربه ابن ملجم، فجزعتُ لذلك فقال لي: أتجزع

[في "أ": لا تجزع؟.]؟ قلت: وكيف لا أجزع وأنا أراك في هذه الحالة؟! فقال: يابني احفظ عنّي خصالاً أربعاً إذا أنت حفظتهنّ نلت بهنّ النجاة: يا بني، لا غِنى أكثر من العقل، ولا فقر مثل الجهل، ولا وحشة أشدّ من العُجب، ولا عيش ألدّ من

[في "أ": عن.] حُسن الخُلق. واعلم أنّ مروّة القناعة، والرضا أكبر من مروّة الإعطاء، وتمام الصنيعة خير من ابتدائها

[وردت هذه الوصية بألفاظ مختلفة، فقد أوردها ابن حجر في صواعقه: 123 ب 8 فصل 2 و 8، وأوردها ابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 147، والقندوزي في الينابيع: 2 / 417 ط اُسوة، والشبلنجي في نور الأبصار: 245 وغيرهم كثير. وقد سبق وأن تمّ استخراج وصيته عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام فراجع المصادر السابقة. وقد ذكرها صاحب الصواعق المحرقة كما يلي:

يابني إحفظ عني أربعاً وأربعاً؛ لايضرّك ماعملت معهنّ.

قال: وماهنّ يا أبتِ؟

قال: إنّ أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الكرم "الحسب"حسن الخلق.

قال: والأربع الآخر؟

قال: إيّاك ومصاحبة الأحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك، وإيّاك ومصادقة الكذّاب فإنّه يقرب عليك البعيد، ويبعد عليك القريب، وإيّاك ومصادقة البخيل فإنّه يخذلك في أحوج ماتكون إليه، وإيّاك ومصادقة الفاجر فإنّه يبيعك بالتافة.

وانظر المناقب للخوارزمي: 278، المعمّرون والوصايا: 149، الأمالي للزجاجي: 112، الكافي: 7 / 51، مروج الذهب: 2 / 425، ذخائر العقبى: 116، روضة الواعظين: 136.]

وقال عليه السلام: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه

[انظر ناسخ التواريخ، حلية الأولياء: 2 / 36، تحف العقول: 225، معاني الأخبار: 113، مجموعة ورّام: 37، نور الأبصار: 246.]

وقال عليه السلام: حُسن السؤال نصف العلم

[نور الأبصار: 246، البداية والنهاية: 8 / 39، كشف الغمّة: 170، تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر: 4 / 219.]

فكلامه عليه السلام نوعٌ من

[في "أ": ينزع إلى.] كلام أبيه وجدّه، ومحلّه من البلاغة محلّ لا ينبغي لأحدٍ من بعده.

/ 19