کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 2

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حاجته، فأعطاه الدينار، وانطلق إلى المسجد فوضع رأسه فنام.

فانتظره رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فلم يأت، ثمّ انتظره فلم يأت، فخرج يدور في المسجد فإذا هو بعليّ عليه السلام نائم في المسجد، فحرّكه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقعد فقال: يا عليّ! ما صنعت؟ فقال:

يا رسول اللَّه! خرجت من عندك فلقيت المقداد بن الأسود، فذكر لي ما شاء اللَّه أن يذكر، فأعطيته الدينار.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أمّا إنّ جبرئيل قد أنبأني بذلك، وقد أنزل اللَّه فيك كتاباً: (وَ يُؤْثِرونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) الآية.

[البحار: 60:36 ح 2، عن تأويل الآيات.]

4:1289- المفيد، عن محمّد بن الحسن المقرّي، عن محمّد بن سهل العطّار، عن أحمد بن عمر الدهقان، عن محمّد بن كثير، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و آله، فشكا إليه الجوع، فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى بيوت أزواجه، فقلن: ما عندنا إلّا الماء.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من لهذا الرجل الليلة؟

فقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: أنا له يا رسول اللَّه!

وأتى فاطمة عليهاالسلام فقال لها: ما عندك يا بنت رسول اللَّه؟

فقالت: ما عندنا إلّا قوت الصبيّة، نؤثر ضيفنا.

فقال عليّ عليه السلام: يا ابنة محمّد صلى الله عليه و آله! نوّمي الصبيّة، و اطفئي المصباح.

فلمّا أصبح عليّ عليه السلام غدا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فأخبره الخبر، فلم يبرح حتّى أنزل اللَّه عزّ وجلّ: (وَ يُؤْثِرونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يوقَ شُحَّ

نَفْسِهِ فَأولئِكَ هُمُ المُفْلِحونَ)

[الحشر: 9.]

[البحار: 34:41 ح 6، عن أمالي الطوسي.]

5:1290- الشيخ أبوالفتوح الرازي في تفسيره، عن سليق بن سلمة، عن عبداللَّه بن مسعود قال: قام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ليلة لصلاة العشاء.

فقام رجل من بين الصف، فقال: يا معشر المهاجرين و الأنصار! أنا رجل غريب فقير، و أسألكم في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فأطعموني.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أيّها الحبيب! لا تذكر الغربة، فقد قطعت نياط قلبي، أمّا الغرباء فأربعة.

قالوا: يا رسول اللَّه! من هم؟

قال: مسجد بين ظهراني قوم لا يصلّون فيه،

و قرآن في أيدي قوم لا يقرؤون فيه،

و عالم بين قوم لا يعرفون حاله، ولا يتفقّدونه،

و أسير في بلاد الرّوم بين كفّار لا يعرفون اللَّه.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله: من الّذي يكفي مؤنة هذا الرّجل، فيبّوئه اللَّه في الفردوس الأعلى؟

فقام أميرالمؤمنين عليه السلام، وأخذ بيد السائل، وأتى به إلى حجرة فاطمة عليهاالسلام فقال: يا بنت رسول اللَّه! اُنظري في أمر هذا الضيف.

فقالت فاطمة عليهاالسلام: يابن العمّ! لم يكن في البيت إلّا قليل من البرّ صنعت منه طعاماً، والأطفال محتاجون إليه، و أنت صائم، و الطعام قليل لا يغني غير واحد.

فقال: احضريه.

فذهبت وأتت بالطعام، و وضعته، فنظر إليه أميرالمؤمنين عليه السلام فرآه قليلاً،

فقال في نفسه: لا ينبغي أن آكل من هذا الطعام، فإن أكلته لا يكفي الضيف، فمدّ يده إلى السراج يريد أن يصلحه، فأطفأه.

و قال لسيّدة النّساء عليهاالسلام: تعللي في إيقاده حتّى يحسن الضيف أكله، ثمّ آتيني به، و كان أميرالمؤمنين عليه السلام يحرّك فكّه المبارك يرى الضيف إنّه يأكل، ولا يأكل إلى أن فرغ الضيف من أكله، وشبع.

فأتت خير النساء عليهاالسلام بالسراج، و وضعته، فكان الطعام بحاله.

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام لضيفه: أكلت الطعام؟

فقال: يا أباالحسن! أكلت الطعام وشبعت.

ولكن اللَّه تعالى بارك فيه، ثمّ أكل من الطعام أميرالمؤمنين عليه السلام، و سيّدة النساء، و الحسنان عليهم السلام، و أعطوا منه جيرانهم، و ذلك ممّا بارك اللَّه تعالى فيه.

فلمّا أصبح أميرالمؤمنين عليه السلام أتى إلى مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال صلى الله عليه و آله: يا عليّ! كيف كنت مع الضيف؟

فقال: بحمد اللَّه يا رسول اللَّه بخير.

فقال: إنّ اللَّه تعالى تعجّب ممّا فعلت البارحة من إطفاء السراج، والامتناع من الأكل للضيف.

فقال: من أخبرك بهذا؟

فقال: جبرئيل، و أتى بهذه الآية في شأنك: (وَيُؤْثِرونَ عَلى اَنْفُسِهِمْ...) الآية.

[مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام: 49 و 50، عن مستدرك الوسائل.]

إنّ أجر الرسالة مودّة فاطمة


1:1291- الحسين بن سعيد، عن محمّد بن علي بن خلف العطّار، عن الحسين الأشقر، عن قيس بن الرّبيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال: لمّا نزلت آلاية (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى)

[الشورى: 23، ولا نكرّر موضعها بتكرارها في هذا العنوان.]، قلت: يا رسول اللَّه! من قرابتك الّذين افترض اللَّه علينا مودّتهم؟

قال: عليّ و فاطمة و ولدها عليهم السلام، ثلاث مرّات يقولها.

[البحار: 241:23 ح 12، عن تفسير فرات.]

2:1292- روى ابن بطريق رحمه الله في «العمدة» بإسناده، عن مسند أحمد بن حنبل: إنّه قال في ما كتب إلينا محمّد بن عبداللَّه بن سليمان الحضرميّ: إنّه حدّثه حارث بن الحسن الطحّان، عن حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس قال:

لمّا نزلت (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى) قالوا: يا رسول اللَّه! من قرابتك الّذين وجبت علينا مودّتهم؟

قال: عليّ و فاطمة و ابناهما عليهم السلام.

ورواه من تفسير الثعلبي أيضا بهذا الإسناد.

[البحار: 251:23 و 252 ح 29.]

3:1293- ابن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير قال: سألت أباجعفر عليه السلام، عن قول اللَّه: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى).

فقال: هي، واللَّه: فريضة من اللَّه على العباد لمحمّد صلى الله عليه و آله في أهل بيته.

[البحار: 239:23 ح 7، عن المحاسن.]

4:1294- الهيثم بن النهدي، عن العبّاس بن عامر القصيري، عن حجّاج الخشّاب قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول لأبي جعفر الأحول: ما يقول من عندكم في قول اللَّه تبارك و تعالى: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى)؟

فقال: كان الحسن البصريّ يقول: في أقربائي من العرب.

فقال أبو عبداللَّه عليه السلام: لكنّي أقول لقريش الّذين عندنا: هاهنا خاصّة

[في المصدر: لكنّي أقول: لقريش الّذين عندنا: هي لنا خاصّة، و هو الصحيح (هامش البحار).]

فيقولون: هي لنا ولكم عامّة.

فأقول: خبّروني، عن النبي صلى الله عليه و آله إذا نزلت به شديدة من خصّ بها؟ أليس إيّانا خصّ بها حين أراد أن يلاعن أهل نجران؟ أخذ بيد عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ويوم بدر قال لعليّ عليه السلام و حمزة، و عبيد بن الحارث.

قال: فأبوا يقرّون لي أفلكم الحلو ولنا المرّ؟

[البحار: 240:23 ح 8.]

5:1295- قال (الطبرسي رحمه الله) في قوله تعالى: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى): اختلف في معناه على أقوال... إلى أن قال: و ثالثها: أنّ معناه: إلّا أن تودّوا قرابتي، و عترتي، و تحفظوني فيهم. عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام، و سعيد بن جبير، و عمرو بن شعيب، و جماعة، و هو المرويّ، عن أبي جعفر، و أبي عبداللَّه عليهماالصلاة والسلام.

وأخبرنا السيّد أبوالحمد مهديّ بن نزار الحسينيّ، عن الحاكم أبي القاسم الحسكانيّ، عن القاضي أبي بكر الحيري، عن أبي العبّاس الضبعيّ، عن الحسن بن زياد السري، عن يحيى بن عبدالحميد الحمّاني، عن حسين الأشتر، عن قيس، عن الأعمش، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس، قال: لمّا نزلت (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ

عَلَيْهِ أَجْراً) الآية، قالوا: يا رسول اللَّه! من هولاء الّذين أمرنا بمودّتهم؟

قال: عليّ، و فاطمة، و ولدهما عليهم السلام.

[البحار: 229:23 و 230، غاية المرام: 310.]

6:1296- وأخبرنا السيّد أبوالحمد، عن أبي القاسم بالإسناد المذكور في كتاب «شواهد التنزيل» مرفوعاً إلى أبي أمامة الباهليّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

إنّ اللَّه تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتّى، و خلقت أنا و عليّ من شجرة واحدة، فأنا أصلها، و عليّ فرعها، والحسن والحسين ثمارها، (و فاطمة لقاحها)

[أثبتناه من المصدر.]، و أشياعنا أوراقنا، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، و من زاغ هوى.

ولو أنّ عبداً عبداللَّه بين الصّفا و المروة ألف عام، ثمّ ألف عام، ثمّ ألف عام حتّى يصير كالشنّ البالي، ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه اللَّه على منخريه في النّار.

ثمّ تلا (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى).

[البحار: 230:23.]

7:1297- وصحّ عن الحسن بن عليّ عليه السلام أنّه خطب الناس فقال في خطبة: أنا من أهل البيت الّذين افترض اللَّه مودّتهم على كلّ مسلم، فقال: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً).

و اقتراف الحسنة: مودّتنا أهل البيت.

[البحار: 232:23.]

8:1298- و روى إسماعيل بن عبد الخالق، عن أبي عبداللَّه عليه السلام إنّه قال: إنّها نزلت فينا أهل البيت أصحاب الكساء.

[البحار: 232:23.]

9:1299- قال العلّامة روّح اللَّه روحه في كتاب «كشف الحقّ»: روى الجمهور في الصحيحين، و أحمد بن حنبل في مسنده، والثعلبيّ في تفسيره عن ابن عبّاس قال: لمّا نزل (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى) قالوا: يا رسول اللَّه!

من قرابتك الّذين وجبت علينا مودّتهم؟

قال: عليّ، و فاطمة، و ابناهما عليهم السلام، و وجوب المودّة يستلزم وجوب الطاعة.

[البحار: 232:23.]

10:1300- و قال البيضاويّ:- في حديث... إلى أن قال-: روي: أنّها لمّا نزلت، قيل: يا رسول اللَّه! من قرابتك هؤلاء؟

قال: عليّ و فاطمة و ابناهما عليهم السلام.

ثمّ قال: (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً): و من يكتسب طاعة سيّما حبّ آل الرسول صلى الله عليه و آله.

[البحار: 232:23.]

11:1301- قال الرازيّ في تفسيره الكبير: روى الكلبي عن ابن عبّاس قال: إنّ النبيّ لمّا قدم المدينة كانت تنوبه نوائب و حقوق، و ليس في يده سعة.

فقال الأنصار: إنّ هذا الرّجل قد هداكم اللَّه على يده، و هو ابن اُختكم و جاركم في بلدكم فأجمعوا له طائفة من أموالكم، ففعلوا، ثمّ أتوه به.

فردّه عليهم و نزل قوله تعالى: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) أي على الإيمان إلّا أن تودّوا أقاربي، فحثّهم على مودّة أقاربه.

ثمّ قال: نقل صاحب «الكشّاف» عن النبي صلى الله عليه و آله إنّه قال:

من مات على حبّ آل محمّد عليهم السلام مات شهيداً.

ألا و من مات على حبّ آل محمّد عليهم السلام مات مغفوراً له.

ألا و من مات على آل محمّد عليهم السلام مات تائباً.

ألا و من مات على حبّ آل محمّد عليهم السلام مات مؤمناً مستكمل الإيمان.

ألا و من مات على حبّ آل محمّد عليهم السلام بشّره ملك الموت بالجنّة، ثمّ منكر ونكير.

ألا و من مات على حبّ آل محمّد عليهم السلام يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها.

ألا و من مات على حبّ آل محمّد عليهم السلام فتح له في قبره بابان إلى الجنّة.

ألا و من مات على حبّ آل محمّد عليهم السلام جعل اللَّه قبره مزار ملائكة الرّحمة.

ألا و من مات على حبّ آل محمّد عليهم السلام مات على السنّة و الجماعة.

ألا و من مات على بغض آل محمّد عليهم السلام جاء يوم القيامة مكتوب ين عينيه:

آيس من رحمة اللَّه.

ألا و من مات على بغض آل محمّد عليهم السلام مات كافراً.

ألا و من مات على بغض آل محمّد عليهم السلام لم يشمّ رائحة الجنّة.

هذا هو الّذي رواه صاحب الكشّاف، و أنا أقول: آل محمّد عليهم السلام هم الّذين يؤول أمرهم إليه، و كلّ من كان أوّل أمرهم إليه كانت أشدّ وأكمل كانوا هم الآل.

ولا شكّ أنّ فاطمة و عليّاً والحسن والحسين عليهم السلام كان التعلّق بينهم و بين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أشدّ التعلّقات، و هذا كالمعلوم المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل... إلى أن قال: فثبت على جميع التقديرات أنّهم آل محمّد عليهم السلام.

[البحار: 232:23 و233.]

12:1302- وروى صاحب «الكشّاف»: أنّه لمّا نزلت هذه الآية، قيل: يا رسول اللَّه! من قرابتك، هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟

فقال: عليّ، و فاطمة، و ابناهما عليهم السلام.

[البحار: 233:23.]

ثمّ قال الرازي: فثبت أنّ هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله، و إذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم، و يدلّ عليه وجوه:

الأوّل: قوله تعالى: (إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى) و وجه الاستدلال به ما سبق.

الثاني: لما ثبت أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله يحبّ فاطمة عليهاالسلام قال صلى الله عليه و آله: «فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها»، و ثبت بالنقل المتواتر عن محمّد صلى الله عليه و آله إنّه كان يحبّ عليّاً والحسن والحسين عليهم السلام،

وإذا ثبت ذلك وجب على كلّ الاُمّة مثله، لقوله تعالى: (فَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحونَ)

[لم نجدها في المصحف الشريف بهذا اللفظ، و الموجود في سورة الأعراف (158): (وَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدونَ) (هامش البحار).]، و لقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَنْ أَمْرِهِ)

[النور: 63.]، ولقوله: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)

[آل عمران: 31.]، و لقوله سبحانه: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللَّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجوا اللَّهَ).

[الأحزاب: 21.]

الثالث: أنّ الدعاء للآل منصب عظيم، و لذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة، و هو قوله: اللهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد، و ارحم محمّداً و آل محمّد.

و هذا التعظيم لم يوجد في حقّ غير الآل، فكلّ ذلك يدلّ على أنّ حبّ آل محمّد عليهم السلام واجب.

و قال الشافعي:




  • يا راكباً قف بالمحصّب من منى
    سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى
    إن كان رفضاً حبّ آل محمّد
    فليشهد الثّقلان أنّي رافضي



  • واهتف بساكن خيفها والناهض
    فيضاً كملتطم الفرات الفائض
    فليشهد الثّقلان أنّي رافضي
    فليشهد الثّقلان أنّي رافضي



و قال صاحب «الكشّاف» زائد على ما نقل عنه الرازي: روي، عن علي عليه السلام قال: شكوت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حسد النّاس لي.

فقال: أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أوّل من يدخل الجنّة أنا و أنت والحسن والحسين، و أزواجنا عن أيماننا و شمائلنا، و ذرّيّاتنا خلف أزواجنا.

[البحار: 234:23 و 235.]

13:1303- و عن النبي صلى الله عليه و آله:

حرّمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي، و آذاني في عترتي، و من اصطنع ضيعة إلى أحد من ولد عبدالمطلّب، و لم يجازه عليها، فأنا أجازيه عليها غداً إذا لقيني يوم القيامة.

ثمّ ساق الكلام.. إلى أن قال: و قال في قوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً) عن السّديّ: أنّها المودّة في آل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، نزلت في أبي بكر الصدّيق!! و مودّته فيهم.

و الظاهر العموم في أيّ حسنة كانت، إلّا أنّها لما ذكرت عقيب ذكر المودّة في القربى دلّ ذلك على أنّها تناولت المودّة تناولاً أوّلياً كأنّ سائر الحسنات لها توابع، انتهى كلامه زاد اللَّه في انتقامه.

[البحار: 235:23.]

قال العلّامة المجلسي رحمه الله: و لقد أحسن معونة إمامه، حيث ذكر بعد الأخبار المستفيضة المتّفق عليها بين الفريقين الدالّة على كفر إماميه، و شقاوتهما ما يدلّ على براءته متفرّداً بذلك النقل.

ولا يخفى على المنصف ظهور مودّته و مودّة صاحبه لأهل البيت عليهم السلام في حياة الرسول صلى الله عليه و آله و بعد وفاته، لاسيّما في أمر فدك، و قتل فاطمة و ولدها صلى اللَّه عليها، و تسليط بني اُميّة عليهم، و ما جرى من الظّلم بسببهما عليهم إلى ظهور صاحب العصر عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف، و لن يصلح العطّار ما أفسد الدّهر.

[البحار: 236:23.]

أقول: ولقد أجاد العلّامة المجلسي رحمه الله و أفاد بما لا مزيد عليه قدس اللَّه سرّه

و رحمه اللَّه و رحمه اللَّه و رحمه اللَّه.

14:1304- الطيالسي، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام للأحول: أتيت البصرة؟

قال: نعم.

قال كيف رأيت مسارعة النّاس في هذا الأمر، و دخولهم فيه؟

فقال: واللَّه، إنّهم لقليل، و لقد فعلوا ذلك، و أنّ ذلك لقليل.

فقال: عليك بالأحداث، فإنّهم أسرع إلى كلّ خير.

قال: ما يقول أهل البصرة في هذه الآية: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى)؟

قال: جعلت فداك، إنّهم يقولون: إنّها لقرابة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و لأهل بيته.

قال: إنّما نزلت فينا أهل البيت في الحسن والحسين و عليّ و فاطمة أصحاب الكساء عليهم السلام.

مناقب ابن شهراشوب:، عن إسماعيل (مثله).

الكافي: محمّد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن ابن عبد الخالق (مثله)، وفيه:

قلت: جعلت فداك، إنّهم يقولون: إنّها لأقارب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.

فقال: كذبوا، إنّما نزلت فينا خاصّة في أهل البيت في عليّ و فاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء عليهم السلام.

[البحار: 236:23 و 237 ح 2، عن قرب الإسناد.]

15:1305- محمّد بن أحمد بن عثمان بن ذليل، عن إبراهيم- يعني النصيبيّ- عن عبد اللَّه بن حكم، عن حكيم بن جبير إنّه قال: سألت عليّ بن الحسين بن عليّ عليهم السلام، عن هذه الآية: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى).

/ 45