کمال الدین و تمام النعمة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کمال الدین و تمام النعمة - جلد 1

الصدوق ابی جعفر محمدبن علی بن الحسین بن بابویه القمی ؛ مصحح: علی اکبر الغفاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

13 ـ حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، و عبد الله بن جعفر قالا: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن هلال في حال استقامته

[ أحمد بن هلال العبرتائي من أصحاب الهادي عليه السلام كان غالبا متهما في دينه ويظهر من هذا الكلام استقامته في أول الامر ثم تحزبه إلى الضلال.]

عن محمد بن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: يمضي الامام وليس له عقب؟ قال: لا يكون ذلك قلت: فيكون ماذا؟ قال: لا يكون ذلك إلا أن يغضب الله عزوجل على خلقه فيعاجهلم.

14 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن أبي سعيد العصفري،

[ كذا وهو أبو سعيد العصفوري المعنون في جامع الرواة باب الكنى.]

عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: لو بقيت الارض يوما بلا إمام منا لساخت بأهلها ولعذبهم الله بأشد عذابه، إن الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الارض لاهل الارض، لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الارض ما دمنا بين أظهرهم، فإذا أراد الله أن يهلكهم ثم لا يمهلهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه، ثم يفعل الله ما شاء وأحب.

15 ـ حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن سعيد بن جناح، عن سليمان الجعفري قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت: أتخلو الارض من حجة؟ فقال: لو خلت من حجة طرفة عين لساخت بأهلها.

16 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن محمد بن عيسى، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الاعلى بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ما

ترك الله الارض بغير عالم ينقص ما زادوا ويزيد ما نقصوا، ولولا ذلك لا اختلطت على الناس امورهم.

17 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن داود، عن فضيل الرسان قال: كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي عبد الله عليه السلام: أخبرنا ما فضلكم أهل البيت؟ فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام: إن الكواكب جعلت في السماء أمانا لاهل السماء، فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: 'جعل أهل بيتي أمانا لامتي فإذا ذهب أهل بيتي جاء امتي ما كانوا يوعدون'.

18 ـ حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي

[ هو محمد بن عمر بن محمد بن سالم أبو بكر التميمي يعرف بابن الجعابي.]

قال: حدثنا أحمد بن عبد العزيز ابن الجعد أبو بكر قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيده، عن أياس بن سلمة، عن أبيه يرفعه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لامتي.

19 ـ حدثنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر محمد بن السري بن سهل قال: حدثنا عباس بن الحسين

[ يحتمل أن يكون هو عباس بن الحسين البلخي أبو الفضل الذي سكن بغداد وتوفي سنة 258. والمراد بمحمد بن السري بن سهل أما أبو المؤمل البغدادي أو أبو بكر القنطري أو أبو بكر البزاز. والعلم عند الله.]

قال: حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول صلى الله عليه وآله: النجوم أمان لاهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لاهل الارض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض.

20 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري، عن أبي المغرا حميد

ابن المثنى العجلي، عن أبي بصير، عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن جنب الله، ونحن صفوته، ونحن حوزته، ونحن مستودع مواريث الانبياء، ونحن امناء الله عزوجل، ونحن حجج الله، ونحن أركان الايمان، ونحن دعائم الاسلام، ونحن من رحمة الله على خلقه، ونحن من بنا يفتح وبنا يختم، ونحن أئمة الهدى، ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى، ونحن السابقون، ونحن الاخرون، ونحن العلم المرفوع للخلق، من تمسك بنا لحق، ومن تأخر عنا غرق، ونحن قادة الغر المحجلين، ونحن خيرة الله، ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله عزوجل، ونحن من نعمة الله عزوجل على خلقه، ونحن المنهاج، ونحن معدن النبوة، ونحن موضع الرسالة، ونحن الذين إلينا تختلف الملائكة، ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الهداة إلى الجنة، ونحن عرى الاسلام، ونحن الجسور والقناطر،

[ الجسور جمع الجسر، والقناطر جمع القنطرة: الجسر.]

من مضى عليها لم يسبق، ومن تخلف عنها محق، ونحن السنام الاعظم، ونحن الذين بنا ينزل الله عزوجل الرحمة، وبنا يسقون الغيث، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب، فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا وإلينا.

21 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل،

[ كذا ورواية أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه السلام في غاية البعد بل مما لا يكون. و في بعض النسخ 'عن أبي عبد الله الطفيل' ولم أجده.]

عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام: اكتب ما املي عليك، قال: يا نبي الله أتخاف علي النسيان؟ فقال: لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك، قال: قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟ قال: الائمة من ولدك، بهم تسقى أمتى الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف الله عنهم البلاء، وبهم تنزل الرحمة من السماء

وهذا أولهم ـ وأومأ بيده إلى الحسن عليه السلام، ثم أومأ بيده إلى الحسين عليه السلام ـ ثم قال عليه السلام: الائمة من ولده.

22 ـ حدثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى ابن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا الفضل بن صقر العبدي

[ لم أظفر به.]

قال: حدثنا أبو معاوية، عن سليمان بن مهران الاعمش، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال: نحن أئمة المسلمين، وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغر المحجلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان لاهل الارض كما أن النجوم أمان لاهل السماء، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الارض إلا بإذنه، وبنا يمسك الارض أن تميد بأهلها

[ في بعض النسخ 'أن تمور بأهلها'.]

وبنا ينزل الغيث، وتنشر الرحمة، وتخرج بركات الارض، ولولا ما في الارض منا لساخت بأهلها، ثم قال: ولم تخل الارض منذ خلق الله آدم من حجة الله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور،

[ في بعض النسخ 'خائف مغمور'.]

ولا تخلوا إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله. قال: سليمان، فقلت للصادق عليه السلام: فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب.

23 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا إبراهيم ابن هاشم قال: حدثنا إسماعيل بن مرار قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن قال: حدثني يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران ابن أعين، ومؤمن الطاق، وهشام بن سالم، والطيار، وجماعة من أصحابه، فيهم هشام بن الحكم وهو شاب فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام قال: لبيك يا ابن رسول الله قال: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ وكيف سألته؟ قال هشام: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني اجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك، فقال أبو عبد الله عليه السلام إذا أمرتكم بشيء فافعلوه، قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد

البصرة وعظم ذلك علي فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء من صوف مؤتزر بها، وشملة مرتد بها، والناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي، ثم قلت: أيها العالم أنا رجل غريب تأذن لي فأسألك عن مسألة؟ قال: فقال: نعم، قال: قلت له: ألك عين؟ قال: يا بني أي شيء هذا من السؤال إذا ترى شيئا كيف تسأل عنه؟ فقلت: هكذا مسألتي قال: يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقاء، قلت: أجبني فيها، قال: فقال لي: سل، قال: قلت: ألك عين؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تري بها؟ قال: الالوان والاشخاص، قال: قلت: ألك أنف؟ قال: نعم قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة، قال: قلت: ألك لسان؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: أتكلم به قال: قلت: ألك أذن؟ قال: نعم قال: قلت: فما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الاصوات، قال: قلت: أفلك يدان؟ قال: نعم قال: قلت: فما تصنع بهما؟ قال: أبطش بهما وأعرف بهما اللين من الخشن، قال: قلت: ألك رجلان؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تصنع بهما؟ قال: أنتقل بهما من مكان إلى مكان، قال: قلت: ألك فم؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: أعرف به المطاعم على اختلافها، قال: قلت: أفلك قلب؟ قال: نعم، قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: اميز به كلما ورد على هذه الجوارح،

[ في بعض النسخ 'أميز به الامور الواردة على هذه الجوارح'.]

قال: قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال: لا، قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة؟ قال: يا بني إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلى القلب فليقر به اليقين ويبطل الشك، قال: قلت: فإنما أقام الله عزوجل القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم، قال: قلت: ولا بد من القلب وإلا لم يستيقن الجوارح؟ قال: نعم، قال: قلت: يا أبا مروان إن الله لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وينفي ما شكت فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم و اختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم ويقيم لك إماما لجوارحك يرد إليك شكك وحيرتك؟ قال: فسكت، ولم يقل لي شيئا، قال: ثم التفت إلي فقال:

أنت هشام؟ فقلت: لا، قال: فقال لي: أجالسته؟ فقلت: لا، قال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة قال: فأنت إذا هو، قال: ثم ضمني إليه فأقعدني في مجلسه، وما نطق حتى قمت، فضحك أبو عبد الله عليه السلام، ثم قال: يا هشام من علمك هذا؟ قال: قلت: يا ابن رسول الله جرى على لساني، قال: يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى عليهم السلام.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: وتصديق قولنا إن الامام يحتاج إليه لبقاء العالم على صلاحه أنه ما عذب الله عزوجل أمة إلا وأمر نبيها بالخروج من بين أظهرهم كما قال الله عزوجل في قصة نوح عليه السلام 'حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول'

[ هود: 43.]

منهم وأمره الله عزوجل أن يعتزل عنهم مع أهل الايمان به ولا يبقى مختلطا بهم وقال عزوجل: 'ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون'

[ هود: 40.]

وكذلك قال عزوجل في قصة لوط عليه السلام 'فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك أنه مصيبها ما أصابهم'

[ هود: 81.]

فأمره الله عزوجل بالخروج من بين أظهرهم قبل أن أنزل العذاب بهم لانه لم يكن عزوجل لينزل عليهم ونبيه لوط عليه السلام بين أظهرهم وهكذا أمر الله عز وجل كل نبي أراد هلاك أمته أن يعتزلها كما قال إبراهيم عليه السلام مخوفا بذلك قومه 'وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا، فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله'

[ مريم: 50 و 51.]

أهلك الله عزوجل الذين كانوا آذوه وعنتوه وألقوه في الجحيم وجعلهم الاسفلين ونجاه ولوطا كما قال الله تعالى: 'ونجيناه ولوطا إلى الارض التي باركنا فيها للعالمين'

[ الانبياء: 72.]

ووهب الله "جلت عظمته" لابراهيم إسحاق ويعقوب كما قال عزوجل: 'ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين'.

[ الانبياء: 72.]

وقال الله عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه وآله: 'وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم'.

[ الانفال: 33. وتمام الاية 'وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون' وفي بعض النسخ كانت هذه الزيادة في المتن.]

وروي في الاخبار الصحيحة عن أئمتنا عليهم السلام أن من رأى رسول الله صلى الله عليه وآله أو واحدا من الائمة صلوات الله عليهم قد دخل مدينة أو قرية في منامه فإنه أمن لاهل تلك المدينة أو القرية مما يخافون ويحذرون وبلوغ لما يأملون ويرجون.

وفي حديث هشام مع عمرو بن عبيد حجة في الانتفاع بالحجة الغائب عليه السلام وذلك أن القلب غائب عن سائر الجوارح لا يرى بالعين ولا يشم بالانف ولا يذاق بالفم ولا يلمس باليد وهو مدبر لهذه الجوارح مع غيبته عنها وبقاؤها على صلاحها ولو لم يكن القلب لانفسد تدبير الجوارح ولم تستقم أمورها فاحتيج إلى القلب لبقاء الجوارح على صلاحها كما احتيج إلى الامام لبقاء العالم على صلاحه ولا قوة إلا بالله.

وكما يعلم مكان القلب من الجسد بالخبر فكذلك يعلم مكان الحجة الغائب عليه السلام بالخبر وهو ما ورد عن الائمة عليهم السلام من الاخبار في كونه بمكة وخروجه منها في وقت ظهوره، ولسنا نعني بالقلب المضغة التي من اللحم لان بها لا يقع الانتفاع للجوارح و إنما نعني بالقلب اللطيفة التي جعلها الله عزوجل في هذه المضغة لا تدرك بالبصر وإن كشف عن تلك المضغة، ولا تلمس ولا تذاق ولا توجد إلا بالعلم بها لحصول التمييز و استقامة التدبير من الجوارح والحجة بتلك اللطيفة على الجوارح "قائمة ما وجدت والتكليف لها لازم ما بقيت فإذا عدمت تلك اللطيفة انفسد تدبير الجوارح وسقط التكليف عنها فكما يجوز أن تحتج الله عزوجل بهذه اللطيفة الغائبة عن الحواس على الجوارح فكذلك جائز أن يحتج عزوجل على جميع الخلق بحجة غائب عنهم به يدفع عنهم وبه يرزقهم وبه ينزل عليهم الغيث ولا قوة إلا بالله".

اتصال الوصية من لدن آدم وأن الارض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة


1 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن ـ الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والهيثم بن أبي مسروق النهدي وإبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب السراد، عن مقاتل بن سليمان بن دوال ـ دوز،

[ مقاتل بن سليمان الازدي الخراساني أبو الحسن البلخي نزيل مرو، يقال له: ابن دوال دوز عامي بتري اختلفوا في شأنه فبعضهم رفعوه فوق مقامه وبجلوه وقالوا: 'ما علم مقاتل بن سليمان في علم الناس الا كالبحر الاخضر في سائر البحور'، وبعضهم كذبوه وهجروه ورموه بالتجسيم ففي تهذيب التهذيب عن أحمد بن سيار المروزي قال: 'مقاتل متهم متروك الحديث مهجور القول، سمعت اسحاق ابراهيم يقول: أخبرني حمزة بن عميرة أن خارجة مر بمقاتل وهو يحدث الناس فقال: حدثنا أبو النضر ـ يعني الكلبي ـ قال: فمررت عليه مع الكلبي فقال الكلبي: والله ما حدثته قط بهذا، ثم دنا منه فقال له: يا أبا الحسن أنا أبو النضر وما حدثتك بهذا قط، فقال مقاتل: اسكت يا أبا النضر فان تزيين الحديث لنا انما هو بالرجال'.

وفيه قال أبو اليمان: قام مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عما دون العرش حتى أخبركم به، فقال له يوسف السمتي: من حلق رأس آدم اول ما حج؟ قال: لا أدري.

وفيه أيضا عن العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه قال: سألت مقاتل عن أشياء فكان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقض الاخر، فقلت: بأيها آخذ؟ قال: بأيها شئت، وقال ابن معين: انه "يعنى مقاتل" ليس بثقة وقال عمرو بن علي: متروك الحديث كذاب. وقال ابن سعد: أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه. وقال النسائي: كذاب. وفي موضع آخر، الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة وعد منهم مقاتل بن سليمان راجع تهذيب التهذيب ج 10 ص 279.

وعنونه العلامة ـ قدس سره ـ في قسم الضعفاء وقال: مقاتل بن سليمان من أصحاب الباقر عليه السلام بتري قاله الشيخ الطوسي ـ رحمه الله ـ والكشي. وقال البرقي. انه عامي.]

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا سيد النبيين ووصيي

سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الاوصياء إن آدم عليه السلام سأل الله عز وجل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحى الله عزوجل إليه أني أكرمت الانبياء بالنبوة ثم اخترت خلفي فجعلت خيارهم الاوصياء، فقال آدم عليه السلام: يا رب فاجعل وصيي خير الاوصياء، فأوحى الله عزوجل إليه: يا آدم أوص إلى شيث وهو هبة الله بن آدم، فأوصى آدم إلى شيث وأوصى شيث إلى ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء

[ في بعض النسخ 'هو ابن له من الحوراء'.]

التي أنزلها الله عزوجل على آدم من الجنة فزوجها شيثا، وأوصى شبان إلى ابنه مجلث، وأوصى مجلث إلى محوق، وأوصى محوق إلى غثميشا، وأوصى غثميشا إلى أخنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام، وأوصى إدريس إلى ناخور ودفعها ناخور إلى نوح عليه السلام، وأوصى نوح إلى سام، وأوصى سام إلى عثامر وأوصى عثامر إلى برعيثاشا، وأوصى برعيثاشا إلى يافث، وأوصى يافث إلى برة، وأوصى برة إلى جفيسة

[ في بعض النسخ والفقيه 'جفسية'.]

وأوصى جفيسة، إلى عمران، ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل عليه السلام، وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق، وأوصى إسحاق إلى يعقوب، وأوصى يعقوب إلى يوسف، وأوصى يوسف إلى بثرياء، وأوصى بثرياء إلى شعيب، وأوصى شعيب إلى موسى بن عمران، وأوصى موسى إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع إلى داود

[ مضطرب لان بين يوشع بن نون وداود عليهما السلام ازيد من ثلاثمائة عام فان خروج بني إسرائيل من مصر في عام 1500 قبل الميلاد، وكان داود عليه السلام في 1000 قبل الميلاد فكيف يوصي يوشع إلى داود. والبلاء من مقاتل بن سليمان العامي البتري.]

وأوصى داود إلى سليمان، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا، وأوصى

آصف بن برخيا إلى زكريا، ودفعها زكريا إلى عيسى بن مريم عليه السلام وأوصى عيسى إلى شمعون ابن حمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا

[ وهذا أيضا خلاف ما وقع وانما قتل يحيى في أيام عيسى عليه السلام على التحقيق.]

وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر، وأوصى منذر إلى سليمة، وأوصى سليمة إلى بردة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ودفعها إلي بردة وأنا أدفعها إليك يا علي وأنت تدفعها إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك، واحدا بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الارض بعدك، ولتكفرن بك الامة ولتختلفن عليك اختلافا شديدا، الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك في النار، والنار مثوى للكافرين.

2 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال: عن أبيه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: إن الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم عليه السلام أن لا يقرب الشجرة، فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله تبارك وتعالى أن يأكل منها نسي فأكل منها، وهو قول الله تبارك وتعالى: 'ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما'

[ طه: 115 ]

فلما أكل آدم من الشجرة أهبط إلى الارض فولد له هابيل وأخته توأما، وولد له قابيل وأخته توأما، ثم إن آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا، وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع فقرب هابيل كبشا وقرب قابيل من زرعه ما لم ينق، وكان كبش هابيل من أفضل غنمه وكان زرع قابيل غير منقى، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وهو قول الله عزوجل: 'واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر ـ الاية'

[ المائدة: 27.]

وكان القربان إذا قبل تأكله النار فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا وهو أول من بنى للنار البيوت، وقال: لاعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني، ثم إن عدو الله إبليس قال لقابيل: إنه قد تقبل قربان هابيل

/ 36