شيوخه وتلامذته - کمال الدین و تمام النعمة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کمال الدین و تمام النعمة - جلد 1

الصدوق ابی جعفر محمدبن علی بن الحسین بن بابویه القمی ؛ مصحح: علی اکبر الغفاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ومن أين أخذت نسختها، ومن هو الذي صححها وقابلها، وبعد الاغماض عن كل ذلك فما ظنك بكتب تتداولها أيدي الكتاب المحترفين وتتعاورها المطابع بشر من ذلك.

والباحث فيها مهما أراد فهم جملة أو كلمة أو سطر وقع في الوحل، فيقرؤها مرة ويعود ويضحي بنفسه ويجود، ينظر تارة في المتن واخرى في الحاشية، ثم رفع رأسه فيتنفس ويقول: يا ليتها كانت القاضيه هلك عني سلطانيه. فإذا به قد أضاع عمرا و بذل مجهودا ضحية لعب من ناشر امي أو كاتب عامي.

نعم: في غمار هذا اللجي ودياجير هذا الدامس تضيء قلة من الكتب صححها أعلام من العلماء وجماعة من الفضلاء آجرهم الله عن الاسلام وهي التي يعتمد عليها من المطبوعات فحسب.

وأما الكتبيون فهم جماعة أكثرهم اُميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني، يجترحون جرائم يسمونها كتبا، ينشرونها في الاسواق، تتناولها أيدي الناس باعظام وإكبار، يحسبونها صحيحا ويثقون بها ويطمئنون إليها ويخضعون لها، وما فيها صحيح إلا قليلا.

وأي كتب تبتلى هذا البلاء كتب العلم، كتب الحديث، كتب التفسير، كتب الفقه، كتب الكلام. وجل ما يطبع بأيدي هؤلاء سبيلها كسبيل الوجادة في عدم الاعتبار ولا يعتمد عليها إلا المغفلون.

ومجال الكلام فيها فسيح ولا يمكنني أن أبسط القول فيها في هذه العجالة وليس المقام مقام التفصيل فلنضرب عنها صفحا، وقصارى الكلام أن الكتب المذهبية أمرها خطير فادح عب ؤه، تحتاج إلى جهد وافر واستعداد واسع النطاق ولا يوفي بهذا. الغرض إلا الماهرون بطرق المعارف الدينية، فيجب أن تقوم بمهمتها رجال العلم، رجال الدين، العارفون باللغة، الخبراء بفن التصحيح، الذين لهم عناية تامة بصحة الكتب ومقابلتها وعرضها على اصولها. وهذا هو المعمول في العالم في جميع الملل والنحل، حيث لا يفوضون أمر الكتب المذهبية إلى الكتبيين حتى يجعلونها مطية أهوائهم يتجرون بطبعها ويكتنزون كنوزا بنشرها، والناشرون المعتنون بصحة

منشوراتهم الدينية وجودهم كالكبريت الاحمر، والعالم العارف بقيمة ما ينشره قليل. وقد كان دأب بعض الافاضل أو المصححين التسامح في تحقيق بعض الالفاظ المصحفة في كتب الحديث فطفقوا يفسرونه بما يبدو لهم من قرائن الحال وما تسوق إليه أدلة الظن دون الرجوع في ذلك إلى الاصول واستثباته من نصوصها، وكان ذلك مدرجة للزلل في مقام الاخذ والاستشهاد، فضلا عما يقع في مثل هذا الشطط في تحمل الحديث وروايته.

وكثيرا ما سقط حرف أو كلمة فيقلب المعنى وانعكس على ضد المراد، ويقع القارئ في وحلة لا يكاد يخرج منها. مثلا في النبوي المعروف المروي في التحف والخصال: قال عليه السلام: 'ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك زوجتك وخادمك والسفلة' فسقط هنا 'واو' والصواب ـ كما في التحف ـ 'ثلاثة وإن لم تظلمهم ظلموك ـ الحديث'.

وربما سقط سطر أو بيت فلا يستقيم المعنى فخبط الباحث في دياجير اللفظ وهام في تيه التعبير فأخذ بيم تقدير وتأويل وتخريج وتعليل مما يقضي بالعناء الثقيل إلى أن يفرغ منه وفي نفسه منه أشياء. مثال ذلك أن صاحب معادن الحكمة أورد في كتابه عن أمير المؤمنين كتابا إلى شيعته قال فيه في ذم الحكمين ـ أبي موسى الاشعري وعمرو بن العاص ـ هكذا 'فنبذا ما في الكتاب وخالفا ما في القرآن وكانا أهله' وتكلف المؤلف في توجيهه وقال: 'يعني كانا أهل القرآن على زعمهما، أو على زعم الجاهلين بهما، أو يعني بذلك أنهما كانا أهلا لخلاف القرآن' مع أنه سقط هنا نحو سطر والصواب ـ كما في غيره من الكتب ـ هكذا 'وخالفا ما في الكتاب واتبعا هواهما بغير هدى من الله فجنبهما الله السداد وأهوى بهما في غمرة الضلال وكانا أهل ذلك'.

قال الجاحظ في كتاب الحيوان ج 1 ص 64 طبع بيروت 'ربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفا أو كلمة ساقطة فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ و شريف المعاني أيسر عليه من إتمام ذلك النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام. وقد قيل: 'إذا نسخ الكتاب ولم يعارض، ثم نسخ ولم يعارض خرج أعجميا'.

وهذا هو الحق المبين، والحق أبلج لا يحتاج إلى زيادة البراهين.

شيوخه وتلامذته


روى ـ قدس سره ـ عن جم غفير من أعلام المحدثين تناهز عددهم 250، راجع مقدمة معاني الاخبار، تخبرك بأسمائهم وأخبارهم.

ويروي عنه زرافات من رواد العلم والفضل يبلغ عدد من ذكر منهم العشرين، راجع مقدمة من لا يحضره الفقيه توقفك على من لم تعلم من أعيانهم.

وفاته ومدفنه

[ منقول من مقدمة معاني الاخبار وهي بقلم استاذنا الشيخ عبد الرحيم الرباني دام ظله.


]

توفي ـ قدس الله روحه ـ سنة 381، وكان بلغ عمره نيفا وسبعين سنة، و قبره بالري بالقرب من قبر عبد العظيم الحسني رضي الله عنه عند بستان طغرلية في بقعة رفيعة في روضة مونقة، وعليها قبة عالية، يزوره الناس ويتبركون به، وقد جدد عمارتها السلطان فتحعلي شاه قاجار سنة 1238 تقريبا بعد ما ظهرت كرامة شاع ذكرها في الناس وثبتت للسطان وأمرائه وأركان دولته، ذكر تفصيلها جمع من الاعاظم كالخوانساري في الروضات والتنكابني في قصص العلماء والمامقاني في تنقيح المقال والخراساني في منتخب التواريخ. والقمي في الفوائد الرضوية وغيرهم في غيرها، قال الخوانساري: ومن جملة كراماته التي قد ظهرت في هذه الاعصار، وبصرت بها عيون جم غفير من أولي الابصار وأهالي الامصار أنه قد ظهر في مرقده الشريف الواقع في رباع مدينة الري المخروبة ثلمة واشتقاق من طغيان المطر، فلما فتشوها وتتبعوها بقصد إصلاح ذلك الموضع بلغوا إلى سردابة فيها مدفنه الشريف، فلما دخلوها وجدوا جثته الشريفة هناك مسجاة عارية غير بادية العورة، جسيمة وسيمة، على أظفارها أثر الخضاب، وفي أطرافها أشباه الفتايل من أخياط كفنه البالية على وجه التراب

فشاع هذا الخبر في مدينة طهران إلى أن وصل إلى سمع الخاقان المبرور السلطان فتحعلي شاه قاجار جد والد ملك زماننا هذا الناصر لدين الله خلد الله ملكه ودولته، وذلك في حدود ثمان وثلاثين بعد المائتين والالف من الهجرة المطهرة تقريبا، فحضر الخاقان المبرور هناك بنفسه المجللة لتشخيص هذه المرحلة، وأرسل جماعة من أعيان البلدة و علماءهم إلى داخل تلك السردابة، بعد ما لم يروا امناء دولته العلية مصلحة الدولة في دخول الحضرة السلطانية ثمة بنفسه إلى أن انتهى الامر عنده من كثرة من دخل وأخبر إلى مرحلة عين اليقين، فأمر بسد تلك الثلمة وتجديد عمارة تلك البقعة، و تزيين الروضة المنورة بأحسن التزيين، وإني لاقيت بعض من حضر تلك الواقعة، و كان يحكيها الاعاظم أساتيدنا الاقدمين من أعاظم رؤساء الدنيا والدين.

[ روضات الجنات: 533.]

وقد ذكر المامقاني تلك الواقعة عن العدل الثقة الامين السيد إبراهيم اللواساني الطهراني ـ قدس سره

[ تنقيح المقال 3: 155.]

كمال الدين و تمام النعمه


كتاب بليغ في موضوعه، ممتاز في بابه، وما رؤي في هذا الموضوع كتاب أنبل منه ولا أعذب مشرعا ولا أطيب منزعا، ليس لاحد من المتقدمين ولا المتأخرين مثله على كثرة ما صنفوا في ذلك في حدة الفكرة ونفاذ الخاطر وما لمؤلفة من الذكاء والنباهة. تشرق آراؤه القيمة في تضاعيفه، وأومضت بروق علومه في صفحاته، تدل على تضلعه وبراعته حسن إيراده وإصداره. يبحث فيه بحثا تحليليا عن شخصية الامام الغائب عليه السلام ووجوده وغيبته وما يؤول إليه أمره عليه السلام. كل ذلك بالاخبار التي وردت عن المعصومين عليهم السلام، ويناضل ويبارز فيه مخالفيه ومنكريه وأجاب عن شبهاتهم ورد على تشكيكاتهم ببراهين ساطعة وحجج بالغة داحضة. وأطال البحث في رد المنكرين وأورد فيه أبحاثا ضافية في إثبات إمامته عليه السلام وغيبته، ويوطد دعواه المدعومة بالبرهان بآي من القرآن وصحاح من الاخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وعترته الاخيار مالا مزيد عليه.

وجمع فيه ما روي في هذا الموضوع واشتهر بين الناس صحيحا كان أو ضعيفا، حسنا كان أو زيفا، لكن لم يحتج إلا بالصحاح أو بالمجمع عليه أو المتواتر منها.

وقال في غير موضع منه كما في ص 529 و 638 بعد نقل أخبار: " ليس هذا الحديث وما شاكله من أخبار المعمرين وغيرهم مما أعتمده في أمر الغيبة ووقوعها لان الغيبة إنما صحت لي بما صح عن النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام من ذلك بالاخبار التي بمثلها صح الاسلام وشرايعه وأحكامه ".

طبعاته:

طبع مرتان بالطبع الحجري بايران، ومرة بالطبع الحروفي بالنجف، واخرى مترجما وكلها مملوءة من السقط والتحريف والخطأ ولا يعتمد عليها حتى على سطر منها.

الاصول المعول عليها في تصحيح الكتاب


اعتمدنا في تصحيح الكتاب ومقابلتها على سبع نسخ مخطوطات وإليك وصفها:

1 ـ نسخة ثمينة مصححة بقلم أحمر مشحونة بالحواشي ـ وأكثرها رجالية ـ في 451 صفحة ـ 20 سطرا ـ 20 * 15 سم ـ وهي جزءان في مجلد واحد. تاريخ فراغ الجزء الاول ليلة الخميس 12 شهر رمضان المبارك سنة 1079 والجزء الثاني تاريخه يوم الاحد تاسع رجب المرجب سنة 1081. كاتبها أبو طالب محمد بن هاشم بن عبد الله الحسيني الفتال. قد قوبلت بست نسخ ـ كما خط على ظهرها هكذا:

وأرخ الكاتب مقابلته مع النسخ 1081 هـ.

2 ـ نسخة نفيسة مصححة مختلفة الخط كتبت من نسخة وقوبلت بها، انتهى الفراغ من كتابتها ومقابلتها عصر يوم الخميس رابع شهر صفر المظفر سنة 960 في 687 صفحة 19 سطرا ـ 20 * 15سم ـ، وهي جزءان في مجلد واحد، كاتبها ـ كما على ظهر جزئيها ـ إبراهيم بن محمد الحسيني، سقطت ورقة من أولها.

3ـ نسخة ثمينة من أواخر الجزء الاول إلى تمام الكتاب والجزء الثاني منها في 265 صفحة ـ 21 سطرا ـ 12 *21 سم. كاتبها فضل الله بن حسين النائيني تاريخها جمادي الاخرة من شهور سنة 1078 هـ.

وهذه النسخ الثلاث كلها للمكتبة العامة التي أسسها سماحة الحجة آية الله السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دام ظله الوارف.

4 ـ نسخة نفيسة مشكولة مصححة موشحة بالحواشي جزءان في مجلد لمكتبة العالم الكامل صاحب الفضيلة الميرزا حسن المصطفوي التبريزي دام مجده نزيل طهران وكانت في 500 صفحة ـ 25 سطرا ـ 23 * 18 سم ـ كاتبها ومصححها ومقابلها ومحشيها: ابن صفي الدين محمد أحمد الحسيني القمي. تاريخ فراغها يوم الاحد، الرابع عشر من محرم الحرام سنة 1090 سقطت من أولها وأوسطها أوراق.

5 ـ نسخة عتيقة ثمينة جدا غير مؤرخة لخزانة كتب العالم البارع المحقق المتضلع الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي ـ دامت أيام إفاداته ـ نزيل قم المشرفة في مجلد بدون التاريخ وذكر الكاتب. في 716 صفحة ـ 13 سطرا ـ 26 * 5/19 سم ـ وسقطت من أولها ورقة ومن أوسطها أوراق.

6 ـ نسخة نفيسة بخط النستعليق وهي مع علل الشرايع في مجلد لمكتبة استاذنا الاجل الشريف السيد جلال الدين الارموي المشتهر بالمحدث دام ظله في 266 صفحة ـ 26 سطرا ـ 30 * 20 سم ـ تاريخها شهر شعبان المعظم سنة 1069 هـ. بدون ذكر الكاتب.

7 ـ نسخة مذهبة ثمينة جيدة متقنة بخط النستعليق معنونة بالحمرة لخزانة كتب الالمعي المفضال الحاج باقر ترقي لا زال مؤيدا مسددا. جزءان في مجلد في 532 صفحة ـ 18 سطرا. 24 * 15 سم ـ كاتبها محمد كاظم بن محمد معصوم انجو الحسني الحسيني، الجزء الاول منها مؤرخة هكذا 'يوم الاربعاء شهر رجب المرجب سنة أربع وخمسين وألف' 1054. والجزء الثاني يوم السبت ثامن عشر شهر رمضان المبارك 1054.

ونسخة من المطبوعة لاستاذنا الرباني أيضا صححها بعد الطبع بعض العلماء جيدا وعلق عليها بقلمه وقابلها بنسخة مخطوطة لم يعرفها. والمظنون أنها قوبلت مع النسخة التي وصفناها تحت رقم 4.

اما عملي في التصحيح والتحقيق


فاعلم أني راجعت نصوصه أولا النسخة الاولى والرابعة والخامسة، ثم قابلته بالنسخة المطبوعة المذكوة أخيرا التي قوبلت بعد الطبع بسعي بعض الافاضل بنسخة مخطوطة. ثم راجعت موارد الاختلاف بقية النسخ. وكثيرا ما راجعت البحار الطبعة الحروفية الحديثة. واجتهدت في إخراجه صحيحا كاملا على ما في هذه الاصول.

وأما النسخ المطبوعة سابقا ـ سواء كان طبعها حجريا أو حروفيا ـ مترجما أو غير مترجم ـ ففي غاية الاندماج والتصحيف والتحريف وكثرة الاغلاط والسقطات فلا أعتمد على سطر منها.

ثم اعلم أن مقدمة المؤلف ـ وهى قسم كبير من الكتاب ـ بما أنها مبحث كلامي بحت لكن على غير مصطلح المتكلمين والنسخ كثيرة الاختلاف، عاضدني وأعاني في تصحيح هذا القسم أستاذي الاجل الحجة السيد أبو الحسن المرتضوي الموسوي دام ظله العالي، فنشكر جميل معاضدته ومعاونته.

ثم إنى وضعت في هذا القسم فقط لكل موضوع عنوانا ليعرف به القارئ الغرض الذي تضمنه، ويستطيع سبيلا إلى معرفة الموضوع، وذلك لئلا يضيع وقت الباحثين عما يعنيهم في موضوعات الكتاب وأغراضه. ثم إني كلما عثرت على خطأ في تلك النسخ في ضبط رجال الاسانيد صححته ونبهت عليه في الهامش تفاديا من أن يحكم على بعض من لاخبرة له بالرجال بالخطأ أو الغفلة، وأنا مصيب.

وأما تحقيق الكتاب فهو شيء لا يحتاج إلى البيان، وهو معلوم بالشهود والعيان،

فلا تستصغر أيها القارئ الكريم مجهودي في تخريجه، علم الله سبحانه مقدار ما عانيت في ترصيفه، وما قاسيت في رد الاغلاط إلى صحيحها، فمهما عثرت على سهو فلا تسرع باللوم على المصحح، لانه بذل جهده في تنميقه، لكن السهوات المطبعية لا مخلص لاحد منها. ويكفيك أن تقارن صفحة واحدة من هذه الطبعة بالتي كانت قبلها حتى يلمسك الحقيقة ويشمك ما لقيت من العناء.

وفي الختام أمد أكف الضراعة إلى الله سبحانه وأسأله القبول فانه خير معط وأجود مسئول.

خادم العلم والدين

علي اكبر الغفاري

مقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد الحي القادر العليم الحكيم، تقدس و تعالى عن صفة المخلوقين، ذي الجلال والاكرام، والافضال والانعام، والمشيئة النافذة والارادة الكاملة، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، لا تدركه الابصار، وهو يدرك الابصار، وهو اللطيف الخبير.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق كل شيء، ومالك كل شيء وجاعل كل شيء، ومحدث كل شيء، ورب كل شيء، وأنه يقضي بالحق، ويعدل في الحكم، ويحكم بالقسط، ويأمر بالعدل والاحسان، وأيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، ولا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يحملها فوق طاقتها، وله الحجة البالغة، ولو شاء لهدى الناس أجمعين، يدعو إلى دار السلام، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

لا يعجل بالعقوبة ولا يعذب إلا بعد إيضاح الحجة وتقديم الايات والنذارة، لم يستعبد عباده بما لم يبينه لهم، ولم يأمرهم إطاعة من لم ينصبه لهم، ولم يكلهم إلى أنفسهم واختيارهم وآرائهم بطاعته واختراعهم في خلافته،

[ في بعض النسخ " في دينه ".]

تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله وأمينه، وأنه بلغ عن ربه، ودعا إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعمل بالكتاب وأمر باتباعه، وأوصى بالتمسك

به وبعترته الائمة بعده

[ في نسخة " بعد وفاته ".]

صلوات الله عليهم، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليه حوضه، وإن اعتصام المسلمين بهما على المحجة الواضحة،

[ في بعض النسخ " وانه يدل المسلمين بهما على المحجة الواضحة ".]

والطريقة المستقيمة، والحنيفية البيضاء التي ليلها كنهارها، وباطنها كظاهرها، ولم يدع أمته في شبهة ولا عمى من أمره، ولم يدخر عنهم دلالة ولا نصيحة ولاهداية، ولم يدع برهانا ولا حجة إلا أوضح سبيلها وأقام لهم دليلها لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.

وأشهد أنه ليس بمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، وأن الله يخلق من يشاء ويختار، وأنهم لا يؤمنون حتى يحكموه فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضاه ويسلموا تسليما، وإن من حرم حلالا ومن حلل حراما، أو غير سنة، أو نقص فريضة، أو بدل شريعة، أو أحدث بدعة يريد أن يتبع عليها ويصرف وجوه الناس إليها فقد أقام نفسه لله شريكا، ومن أطاعه فقد ادعى مع الله ربا، وباء بغضب من الله ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين، وحبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

قال الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي مصنف هذا الكتاب ـ أعانه الله على طاعته ـ: إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا: أني لما قضيت وطري من زيارة علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه رجعت إلى نيسابور وأقمت بها، فوجدت أكثر المختلفين إلي

[ الاختلاف بمعنى التردد أي الذهاب والمجيئ.]

من الشيعة قد حيرتهم الغيبة، ودخلت عليهم في أمر القائم عليه السلام الشبهة، وعدلوا عن طريق التسليم إلى الاراء والمقائيس، فجعلت أبذل مجهودي في إرشادهم إلى الحق وردهم إلى الصواب بالاخبار الواردة في ذلك عن النبي والائمة صلوات الله عليهم، حتى ورد إلينا من بخارا شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة ببلد قم، طال ما تمنيت لقاءه و

/ 36