کمال الدین و تمام النعمة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کمال الدین و تمام النعمة - جلد 1

الصدوق ابی جعفر محمدبن علی بن الحسین بن بابویه القمی ؛ مصحح: علی اکبر الغفاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إليها فانتبهت مذعورا فزعا متغير اللون فرأيت لون الكاهنة قد تغير، ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب، ينبأ في الناس، فسرى عني غمي

[ سرى الغم: ذهب وزال.]

فانظر يا أبا طالب لعلك تكون أنت، فكان أبو طالب يحدث الناس بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وآله قد خرج ويقول: كانت الشجرة والله أبا القاسم الامين، فقيل له: فلم لم تؤمن به؟ فقال: للسبة والعار.

[ السبة: العار، وقال العلامة المجلسي "ره": يحتمل أن يكون المراد بالذين تعلقوا بها الذين يريدون قلعها، ويكون قوله: 'وستعود' بالتاء أي ستعود تلك الجماعة بعد منازعتهم ومحاربتهم إلى هذه الشجرة ويؤمنون بها فيكون لهم النصيب منها، أو بالياء فيكون المستتر راجعا إلى الرسول صلى الله عليه وآله والبارز في 'منها' إلى الجماعة أي سيعود النبي إليهم بعد اخراجهم له إلى الشجرة أي سيرجع هذا الشاب إلى الشجرة في اليقظة كما تعلق بها في النوم، و احتمل احتمالين آخرين راجع البحار باب تاريخ ولادته صلى الله عليه وآله وما يتعلق بها.]

قال أبو جعفر محمد بن علي مصنف هذا الكتاب ـ رضي الله عنه ـ: إن أبا طالب كان مؤمنا ولكنه يظهر الشرك ويستتر الايمان ليكون أشد تمكنا من نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله.

31 ـ حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن العباس بن عامر، عن علي بن أبي سارة، عن محمد ابن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبا طالب أظهر الكفر وأسر الايمان فلما حضرته الوفاة أوحى الله عزوجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أخرج منها فليس لك بها ناصر. فهاجر إلى المدينة.

32 ـ حدثنا أحمد بن محمد الصائغ قال: حدثنا محمد بن أيوب، عن صالح بن أسباط عن إسماعيل بن محمد، وعلي بن عبد الله، عن الربيع بن محمد المسلي، عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباته قال: سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: والله ما عبد أبي

ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنما قط، قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم عليه السلام متمسكين به.

33 ـ حدثنا علي بن أحمد رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبي، عن سعيد بن مسلم، عن قمار مولى لبني مخزوم، عن سعيد بن أبي صالح، عن أبيه،

[ أبو صالح الذي يروي عن ابن عباس اسمه ميزان بصري وثقه ابن معين لكن لم أظفر على سعيد في كتب الرجال وكذا راويه قمار أو قصارو السند كما تري عامى مجهول مقطوع.]

عن ابن عباس قال: سمعت أبي العباس يحدث قال: ولد لابي عبد المطلب عبد الله فرأينا في وجهه نورا يزهر كنور الشمس، فقال أبي: إن لهذا الغلام شأنا عظيما، قال: فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طائر أبيض فطار فبلغ المشرق والمغرب ثم رجع راجعا حتى سقط على بيت الكعبة، فسجدت له قريش كلها، فبينما الناس يتأملونه إذا صار نورا بين السماء والارض وامتد حتى بلغ المشرق والمغرب، فلما انتبهت سألت كاهنة بني مخزوم فقالت لي: يا عباس لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعا له، قال أبي: فهمني أمر عبد الله إلى أن تزوج بآمنة وكانت من أجمل نساء قريش وأتمها خلقا فلما مات عبد الله ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وآله أتيت فرأيت النور بين عينيه يزهر فحملته وتفرست في وجهه فوجدت منه ريح المسك، وصرت كأني قطعة مسك من شدة ريحي، فحدثتني آمنة وقالت لي: إنه لما أخذتي الطلق واشتد بي الامر سمعت جلبة

[ الجلبة: اختلاط الاصوات.]

وكلاما لا يشبه كلام الادميين، فرأيت علما من سندس على قضيب من ياقوت قد ضرب بين السماء والارض، ورأيت نورا يسطع من رأسه حتى بلغ السماء، ورأيت قصور الشامات كلها شعلة نور،

[ في بعض النسخ 'شعلة نار'.]

ورأيت حولي من القطاة أمرا عظيما قد نشرت من أجنحتها حولي ورأيت تابع شعيرة الاسدية قد مرت وهي تقول: آمنة ما لقيت الكهان والاصنام من ولدك، ورأيت رجلا شابا من أتم الناس طولا وأشدهم بياضا

وأحسنهم ثيابا ما ظننته إلا عبد المطلب قد دنامني فأخذ المولود فتفل في فيه ومعه طست من ذهب مضروب بالزمرد ومشط من ذهب فشق بطنه شقا ثم أخرج قلبه فشقه فأخرج منه نكتة سوداء فرمى به ثم أخرج صرة من حريرة خضراء ففتحها فإذا فيها كالذريرة البيضاء فحشاه، ثم رده إلى ما كان، ومسح على بطنه واستنطقه فنطق فلم أفهم ما قال إلا أنه قال: في أمان الله وحفظه وكلاءته، وقد حشوت قلبك إيمانا وعلما وحلما ويقينا وعقلا وحكما فأنت خير البشر، طوبى لمن اتبعك وويل لمن تخلف عنك، ثم أخرج صرة اخرى من حريرة بيضاء ففتحها فإذا فيها خاتم فضرب به على كتفيه، ثم قال: أمرني ربي أن أنفخ فيك من روح القدس، فنفخ فيه، وألبسه قميصا وقال: هذا أمانك من آفات الدنيا، فهذا ما رأيت يا عباس بعيني، فقال العباس: وأنا يومئذ أقرء فكشفت عن ثوبه فإذا خاتم النبوة بين كتفيه، فلم أزل أكتم شأنه ونسيت الحديث فلم أذكره إلى يوم إسلامي حتى ذكرني رسول الله صلى الله عليه وآله.

[ في بعض النسخ هنا حديث كعب الاخبار وهو موجود في الامالي ولا حاجة إلى ذكره بعد ما لم يكن في أكثر النسخ.]

في خبر سيف بن ذى يزن


وكان سيف بن ذي يزن عارفا بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وقد بشربه عبد المطلب لما وفد عليه.

32ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد ابن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن علي بن حكيم، عن عمرو بن بكار العبسي، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وحدثنا محمد بن علي ابن محمد بن حاتم البوفكي قال: حدثنا أبو منصور محمد بن أحمد بن أزهر بهراة

[ هو الازهري اللغوي الشافعي المترجم في الوافي بالوفيات ج 2 ص 45 تحت رقم 319، وأما راويه فلم أجده فيما عندي من كتب التراجم. وبوفك قرية من قرى نيسابور. و في بعض النسخ 'محمد بن علي بن حاتم البرمكي' وفي بعضها 'النوفلي' ثم اعلم أن أكبر رجال السندين مجاهيل أو ضعفاء.]

قال:

حدثنا محمد بن إسحاق البصري قال: أخبرنا علي بن حرب قال: حدثني أحمد بن عثمان ابن حكيم قال: حدثنا عمرو بن بكر،

[ متروك كما في تقريب التهذيب. وفي بعض النسخ 'بكير' وهو تصحيف.]

عن أحمد بن القاسم، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: لما ظفر سيف بن ذي يزن بالحبشة وذلك بعد مولد النبي صلى الله عليه وآله بسنتين أتاه وفد العرب وأشرافها وشعراؤها بالتهنئة وتمدحه و تذكر ما كان من بلائه وطلبه بثار قومه فأتاه وفد من قريش ومعهم عبد المطلب بن هاشم وامية بن عبد شمس وعبد الله بن جذعان وأسد بن خويلد بن عبد العزى ووهب ابن عبد مناف في اناس من وجوه قريش فقدموا عليه صنعاء فاستأذنوا فإذا هو في رأس قصر يقال له: غمدان، وهو الذي يقول فيه امية بن أبي الصلت:




  • اشرب هنيئا عليك التاج مرتفعا++
    في رأس غمدان دارا منك محلالا



  • في رأس غمدان دارا منك محلالا
    في رأس غمدان دارا منك محلالا



فدخل عليه الآذن فأخبره بمكانهم، فأذن لهم فلما دخلوا عليه دنا عبد المطلب منه فاستأذنه في الكلام فقال له: إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد أذنا لك، قال: فقال عبد المطلب: إن الله قد أحلك أيها الملك محلا رفيعا صعبا منيعا شامخا باذخا وأنبتك منبتا طابت أرومته، وعذبت جرثومته

[ الباذخ: الشامخ. والارومة: الاصل. والجرثومة بمعناها.]

وثبت أصله وبسق فرعه

[ الباسق: المرتفع، وبسق النخل: طال.]

في أكرم موطن وأطيب "موضع وأحسن" معدن، وأنت أبيت اللعن

[ قال الجوهرى: قولهم في تحية الملوك في الجاهلية: 'أبيت اللعن' قال ابن السكيت: أي أبيت أن تأتي من الامور ما تلعن عليه.]

ملك العرب وربيعها الذي تخصب به. وأنت أيها الملك رأس العرب الذي له تنقاد، وعمودها الذي عليه العماد ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد، سلفك خير سلف، وأنت لنا منهم خير خلف، فلن

يخمل من أنت سلفه، ولن يهلك من أنت خلفه، نحن أيها الملك أهل حرم الله وسدنة بيته أشخصنا إليك الذي أبهجنا من كشف الكرب الذي فدحنا

[ البهج: السرور. و 'فدحنا' أي أثقلنا وبهظنا.]

فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة.

[ المرزئة: المصيبة العظيمة.]

قال: وأيهم أنت أيها المتكلم؟ قال: أنا عبد المطلب بن هاشم، قال: ابن اختنا؟ قال: نعم، قال: ادن، فدنا منه، ثم أقبل على القوم وعليه فقال: مرحبا وأهلا، وناقة ورحلا، ومستناخا سهلا، وملكا وربحلا،

[ في أكثر النسخ وكنز الفوائد للكراجكي بدون الواو. لكن في البحار 'وربحلا' وقال في بيانه في النهاية: الربحل ـ بكسر الراء وفتح الباء الموحدة ـ: الكثير العطاء. وفي بعض النسخ 'ونجلا' والنجل: النسل.]

قد سمع الملك مقالتكم وعرف قرابتكم وقبل: وسيلتكم، فأنتم أهل الليل وأهل النهار، ولكم الكرامة ما أقمتم، والحباء إذا ظعنتم

[ قوله: و 'أنتم أهل الليل والنهار' أي نصحبكم ونأنس بكم فيهما. والحباء العطاء. والظعن: الارتحال.]

قال: ثم انهضوا إلى دار الضيافة والوفود فأقاموا شهرا لا يصلون إليه ولا يأذن لهم بالانصراف، ثم انتبه لهم انتباهة

[ أي ذكرهم مفاجأة.]

فأرسل إلى عبدا المطلب فأدنى مجلسه وأخلاه، ثم قال له: يا عبد المطلب إني مفوض إليك

[ في بعض النسخ 'اني مفض اليك' وهو الاصوب.]

من سر علمي أمرا ما لو كان غيرك لم أبح له به ولكني رأيتك معدنه فاطلعك طلعة

[ في بعض النسخ 'فأطلعك عليه'.]

فليكن عندك مطويا حتى يأذن الله فيه فان الله بالغ أمره، إني أجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون الذي اخترناه لانفسنا واحتجنا دون غيرنا خبرا عظيما وخطرا جسيما، فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة، للناس عامة، ولرهطك كافة

ولك خاصة، فقال عبد المطلب: مثلك أيها الملك من سر وبر، فما هو فداك أهل الوبر زمرا بعد زمر، فقال: إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة، كانت له الامامة ولكم به الدعامة

[ في بعض النسخ 'الزعامة' أي الرئاسة. والدعامة: عماد البيت.]

إلى يوم القيامة. فقال له عبد المطلب: أبيت اللعن لقد ابت بخبر ما آب بمثله وافد، ولو لا هيبة الملك وإجلاله وإعظامه لسألته عن مساره إياي ما ازداد

[ في البحار وبعض نسخ الكتاب 'لسألته من أسراره ما أراد ـ الخ'.]

به سرورا، فقال ابن ذي يزن: هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد فيه، اسمه محمد، يموت أبوه وامه ويكلفه جده وعمه، وقد ولد سرارا، والله باعثه جهارا، وجاعل له منا أنصارا، ليعزبهم أولياؤه، ويذل بهم أعداءه، يضرب بهم الناس عن عرض،

[ العرض ـ بضم العين المهملة والضاد المعجمة بينهما راء مهملة ـ قال في القاموس: 'يضربون الناس عن عرض' أي يبالون من ضربوا.]

ويستفتح بهم كرائم الارض، يكسر الاوثان، ويخمد النيران، ويعبد الرحمن، ويدحر الشيطان، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله.

فقال عبد المطلب: أيها الملك عز جدك وعلا كعبك،

[ قال الجزري في حديث قيلة 'والله لا يزال كعبك عاليا' هو دعاء لها بالشرف والعلو، والاصل فيه كعب القناة، وكل شيء علا وارتفع فهو كعب. ومنه سميت الكعبة للبيت الحرام، وقيل: سميت لتكعيبها أي تربيعها. والمعنى: لا تزال كنت شريفا مرتفعا على من يعاديك. والجد: البخت والنصيب.]

ودام ملكك، و طال عمرك فهل الملك ساري بافصاح فقد أوضح لي بعض الايضاح، فقال ابن ذي يزن: والبيت ذي الحجب والعلامات على النصب

[ في بعض النسخ 'على البيت' والنصب فسر بحجارة كانوا يذبحون عليها للاصنام ويمكن أن يكون المراد أنصاب الحرم.]

إنك يا عبد المطلب لجده غير كذب

قال: فخز عبد المطلب ساجدا فقال له: ارفع رأسك ثلج صدرك

[ في النهاية 'ثلجت نفسي بالامر' إذا اطمأنت إليه وسكنت وثبتت فيها ووثقت به. ومنه حديث ابن ذي يزن 'وثلج صدرك'.]

وعلا أمرك، فهل أحسست شيئا مما ذكرته؟ فقال: كان لي ابن وكنت به معجبا وعليه رفيقا فزوجته بكريمة من كرائم قومي اسمها آمنة بنت وهب فجاءت بغلام سميته محمدا، مات أبوه وامه وكفلته أنا وعمه، فقال ابن ذي يزن: إن الذي قلت لك كما قلت لك، فاحتفظ بابنك واحذر عليه اليهود فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا، و اطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك، فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة من أن تكون له الرئاسة، فيطلبون له الغوائل

[ المراد بالنفاسة: الحسد، وفي الاصل بمعنى البخل والاستبداد بالشيء والرغبة فيه. والغوائل جمع الغائلة وهي الشر، والحبائل: المصائد.]

وينصبون له الحبائل، وهم فاعلون أو أبناؤهم، ولو لا علمي بأن الموت مجتاحي

[ الاجتياح: الاهلاك والاستيصال.]

قبل مبعثه لسرت بخيلي ورجلي حتى صرت بيثرب دار ملكه نصرة له، لكني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن يثرب دار ملكه، وبها استحكام أمره وأهل نصرته وموضع قبره، ولو لا أني أخاف فيه الافات وأحذر عليه العاهات لاعلنت على حداثة سنه أمره في هذا الوقت ولا وطئن أسنان العرب عقبه

[ كذا وفى النهاية: في حديث ابن ذي يزن 'لاوطئن أسنان العرب كعبه' يريد ذوي أسنانهم وهم الاكابر والاشراف. وقال العلامة المجلسي بعد ذكره: أي لرفعته على أشرافهم وجعلتهم موضع قدمه.]

ولكني صارف إليك عن غير تقصير مني بمن معك.

قال: ثم أمر لكل رجل من القوم بعشرة أعبد وعشر إماء وحلتين من البرود، ومائة من الابل، وخمسة أرطال ذهب وعشرة أرطال فضة وكرش مملوءة عنبرا. قال: وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك، وقال: إذا حال الحول فائتني، فمات ابن ذي يزن قبل أن يحول الحول، قال: فكان عبد المطلب كثيرا ما يقول: يا معشر قريش لا يغبطني

رجل منكم بجزيل عطاء الملك وإن كثر فإنه إلى نفاد، ولكن يغبطني بما يبقى لي ولعقبي من بعدي ذكره وفخره وشرفه. وإذا قيل متى ذلك؟ قال: ستعلمن نبأ ما أقول ولو بعد حين.

وفي ذلك يقول امية بن عبد شمس يذكر مسيرهم إلى ابن ذي يزن:




  • جلبنـا الضح تحملـه المطايـا++
    على أكوار أجمـال ونوق



  • على أكوار أجمـال ونوق
    على أكوار أجمـال ونوق



[ قال الجزري: فيه 'يكون رسول الله في الضح والريح' قال الهروي: أراد كثرة الخيل والجيش، يقال: جاء فلان بالضح والريح أي بما طلعت عليه الشمس. وهبت عليه الريح. يعنون المال الكثير. وقال: الاكوار جمع كور ـ بالضم ـ وهو رحل الناقة بأداته.]

مغلغلـة مغالقهـا تغـالى

[ المغلغلة ـ بفتح الغينين المعجمتين ـ الرسالة المحمولة من بلد إلى بلد. و ـ بكسر الثانية ـ: المسرعة من الغلغلة: سرعة السير. وقوله 'تغالى' من الغلو وفى أكثر النسخ بالعين المهملة وفى البحار أيضا أي تتصاعد وتذهب.]

++




  • إلى صنعـاء مـن فج عميـق
    يؤم بنا ابن ذي يزن ويهدي



  • يؤم بنا ابن ذي يزن ويهدي
    يؤم بنا ابن ذي يزن ويهدي



[ في بعض النسخ وأكثر الروايات 'وتفرى' أي تقطع.]

++

ذوات بطونهـا أم الطريق

[ أم الطريق: معظمه.]




  • وتزجــي من مخائلـه بروقـا++
    مواصلة الوميض إلى بروق



  • مواصلة الوميض إلى بروق
    مواصلة الوميض إلى بروق



[ الازجاء: السوق والدفع. والمخائل جمع المخيلة وهي السحابة التي تحسبها ماطرة. والوميض: لمعان البرق.]




  • فلمــا وافقت صنعاء صـارت++
    بدار الملك والحسب العريق



  • بدار الملك والحسب العريق
    بدار الملك والحسب العريق



[ أعرق الرجل أي صار عريقا وهو الذي له عرق في الكرم "الصحاح".]




  • إلى ملـك يــدر لنـا العطايـا++
    بحسن بشـاشـة الوجه الطليـق



  • بحسن بشـاشـة الوجه الطليـق
    بحسن بشـاشـة الوجه الطليـق



في خبر بحيرى الراهب


وكان بحيرى الراهب

[ بحيرى ـ بفتح الموحدة وكسر الحاء "كذا ضبطه الديار بكري في تاريخ الخميس".]

ممن قد عرف النبي صلى الله عليه وآله بصفته ونعته ونسبه واسمه قبل ظهوره بالنبوة، وكان من المنتظرين لخروجه.

35 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وعلي بن أحمد بن محمد، ومحمد بن أحمد الشيباني

[ في بعض النسخ 'الشامي' ولعله السناني المكتب.]

قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبي، عن الهيثم،

[ مجهول والظاهر الصواب 'هشيم' لما ذكر هو فيمن يروى عن محمد بن السائب الكلبي كما في تهذيب التهذيب لكن تقدمت وتأتي رواية عبد الله بن محمد عن أبيه عن الهيثم بن عمرو. وأما عبد الله بن محمد فيحتمل أن يكون هو ابن محمد بن مروان السدي الاصغر المتهم بالكذب، والعلم عند الله.]

عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن أبيه العباس بن ـ عبد المطلب، عن أبي طالب قال: خرجت إلي الشام تاجرا سنة ثمان من مولد النبي صلى الله عليه وآله، وكان في أشد ما يكون من الحر، فلما أجمعت على السير قال لي رجال من قومي: ما تريد أن تفعل بمحمد وعلى من تخلفه؟ فقلت: لا أريد أن أخلفه على أحد من الناس أريد أن يكون معي، فقيل: غلام صغير في حر مثل هذا تخرجه معك؟ فقلت: والله لا يفارقني حيثما توجهت أبدا فاني لاوطئ له الرحل، فذهبت فحشوت له حشية "كساء وكتانا

[ في بعض النسخ 'ريشا وكنانا' ولعله هو الصوا ب.]

وكنا ركبانا كثيرا فكان والله البعير الذي عليه محمد أمامي لا يفارقني

وكان يسبق الركب كلهم، فكان إذا اشتد الحر جاءت سحابة بيضاء مثل قطعة ثلج فتسلم عليه فتقف على رأسه لا تفارقه، وكانت ربما أمطرت علينا السحابة بأنواع الفواكه وهي تسير معنا وضاق الماء بنا في طريقنا حتى كنا لا نصيب قربة إلا بدينارين، وكنا حيث ما نزلنا تمتلئ الحياض ويكثر الماء وتخضر الارض، فكنا في كل خصب وطيب من الخير، وكان معنا قوم قد وقفت جمالهم فمشى إليها رسول الله صلى الله عليه وآله ومسح يده عليها فسارت، فلما قربنا من بصرى الشام

[ بصرى ـ بضم الموحدة ـ: مدينة حوران، فتحت صلحا لخمس بقين من ربيع الاول سنة ثلاث عشرة وهي أول مدينة فتحت بالشام. وقد وردها رسول الله صلى الله عليه وآله مرتين كما في المواهب المدينة.]

إذا نحن بصومعة قد أقبلت تمشي كما تمشي الدابة السريعة حتى إذا قربت منا وقفت وإذا فيها راهب وكانت السحابة لا تفارق رسول الله صلى الله عليه وآله ساعة واحدة وكان الراهب لا يكلم الناس ولا يدري ما الركب ولا ما فيه من التجارة، فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وآله عرفه فسمعته يقول: إن كان أحد فأنت أنت قال: فنزلنا تحت شجرة عظيمة قريبة من الراهب قليلة الا غصان ليس لها حمل، وكانت الركبان ننزلون تحتها فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله اهتزت الشجرة وألقت أغصانها

[ في بعض نسخ الحديث 'وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وآله ـ الخ' وقال الجزري: أصل الهصر أن تأخذ برأس العود فتثنيه اليك وتعطفه، ومنه الحديث 'انه صلى الله عليه وآله كان مع أبي طالب فنزل تحت شجرة فهصرت أغصان الشجرة' أي تهدلت عليه.]

على رسول الله صلى الله عليه وآله وحملت من ثلاثة أنواع من الفاكهة فاكهتان للصيف وفاكهة للشتاء، فتعجب جميع من معنا من ذلك، فلما رأى بحيرى الراهب ذلك ذهب فاتخذ لرسول الله صلى الله عليه وآله طعاما بقدر ما يكفيه.

ثم جاء وقال: من يتولى أمر هذا الغلام؟ فقلت: أنا، فقال: أي شيء تكون منه؟ فقلت: أنا عمه فقال: يا هذا إن له أعمام فأي الاعمام أنت؟ فقلت: أنا أخو أبيه من أم واحدة، فقال: أشهد أنه هو وإلا فلست بحيرى، ثم قال لي: يا هذا تأذن لي أن أقرب هذا الطعام منه ليأكله؟ فقلت له: قربه إليه، ورأيته كارها لذلك، والتفت إلى

/ 36