ذكر ما حكاه خالد بن اسيد بن أبى العيص، وطليق بن سفيان بن امية عن كبير الرهبان... - کمال الدین و تمام النعمة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کمال الدین و تمام النعمة - جلد 1

الصدوق ابی جعفر محمدبن علی بن الحسین بن بابویه القمی ؛ مصحح: علی اکبر الغفاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النبي صلى الله عليه وآله فقلت: يا بني رجل أحب أن يكرمك فكل فقال: هو لي دون أصحابي؟ فقال بحيرى: نعم هو لك خاصة فقال النبي صلى الله عليه وآله فإني لا آكل دون هؤلاء، فقال بحيرى: إنه لم يكن عندي أكثر من هذا؟ فقال: أفتأذن يا بحيرى إلى أن يأكلوا معي؟ فقال: بلى، فقال: كلوا بسم الله، فأكل وأكلنا معه فوالله لقد كنا مائة وسبعين رجلا وأكل كل واحد منا حتى شبع وتجشأ، وبحيري قائم على رأس رسول الله صلى الله عليه وآله يذب عنه ويتعجب من كثرة الرجال وقلة الطعام، وفي كل ساعة يقبل رأسه و يافوخه، ويقول: هو هو ورب المسيح، والناس لا يفقهون فقال له رجل من الركب: إن لك لشأنا قد كنا نمر بك قبل اليوم فلا تفعل بنا هذا البر؟ فقال بحيرى: والله إن لي لشأنا وشأنا، وإني لارى ما لا ترون وأعلم ما لا تعلمون وإن تحت هذه الشجرة لغلاما لو أنتم تعلمون منه ما أعلم لحملتموه على أعناقكم حتى تردوه إلى وطنه، والله ما أكرمتكم إلا له، ولقد رأيت له ـ وقد أقبل ـ نورا أضاء له ما بين السماء والارض، ولقد رأيت رجالا في أيديهم مراوح الياقوت والزبر جدير وحونه، وآخرين ينثرون عليه أنواع الفواكه ثم هذه السحابة لا تفارقه، ثم صومعتي مشت إليه كما تمشي الدابة على رجلها، ثم هذه الشجرة لم تزل يابسة قليلة الاغصان ولقد كثرت أغصانها واهتزت وحملت ثلاثة أنواع من الفواكه، فاكهتان للصيف وفاكهة للشتاء، ثم هذه الحياض التي غارت و ذهبت ماؤها أيام تمرج بني إسرائيل

[ المرج ـ بالتحريك ـ: الفساد والغلق والاضطراب.]

بعد الحواريين حين وردوا عليهم فوجدنا في كتاب شمعون الصفا أنه دعا عليهم فغارت وذهب ماؤها، ثم قال: متى ما رأيتم قد ظهر في هذه الحياض الماء فاعلموا أنه لاجل نبي يخرج في أرض تهامة مهاجرا إلى المدينة اسمه في قومه الامين وفي السماء أحمد وهو من عترة إسماعيل بن إبراهيم لصلبه. فوالله إنه لهو.

ثم قال بحيرى: يا غلام أسألك عن ثلاث خصال بحق اللات والعزى إلا "ما" أخبرتنيها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذكر اللات والعزى وقال: لا تسألني بهما فوالله

ما أبغضت شيئا كبغضهما، وإنما هما صنمان من حجارة لقومي، فقال بحيرى: هذه واحدة، ثم قال: فبالله إلا ما أخبرتني، فقال: سل عما بدا لك فإنك قد سألتني بإلهي وإلهك الذي ليس كمثله شيء، فقال: أسألك عن نومك ويقظتك، فأخبره عن نومه ويقظته وأموره وجميع شأنه، فوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته التي عنده، فانكب عليه بحيرى، فقبل رجليه وقال: يا بني ما أطيبك وأطيب ريحك، يا أكثر النبيين أتباعا، يا من بهاء نور الدنيا من نوره، يا من بذكره تعمر المساجد، كأني بك قد قدت الاجناد والخيل وقد تبعك العرب والعجم طوعا وكرها وكأني باللات والعزى وقد كسرتهما وقد صار البيت العتيق لا يملكه غيرك تضع مفاتيحه حيث تريد، كم من بطل من قريش والعرب تصرعه، معك مفاتيح الجنان والنيران، معك الذبح الاكبر وهلاك الاصنام، أنت الذي لا تقوم الساعة حتى تدخل الملوك كلها في دينك صاغرة قميئة

[ أي ذليلة.]

فلم يزل يقبل يديه مرة ورجليه مرة ويقول: لئن أدركت زمانك لاضربن بين يديك بالسيف ضرب الزند بالزند

[ الزند: الذي يقدح به النار.]

أنت سيد ولد آدم وسيد المرسلين وإمام المتقين و خاتم النبيين، والله لقد ضحكت الارض يوم ولدت فهي ضاحكة إلى يوم القيامة فرحا بك، والله لقد بكت البيع والاصنام والشياطين فهي باكية إلى يوم القيامة، أنت دعوة إبراهيم وبشرى عيسى، أنت المقدس المطهر من أنجاس الجاهلية، ثم التفت إلى أبي طالب وقال: ما يكون هذا الغلام منك؟ فإني أراك لا تفارقه، فقال أبو طالب: هو ابني، فقال: ما هو بابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون والده الذي ولده حيا ولا أمه فقال: إنه ابن أخي وقد مات أبوه وأمه حاملة به، وماتت أمه وهو ابن ست سنين، فقال: صدقت هكذا هو، ولكن أرى لك أن ترده إلى بلده عن هذا الوجه فإنه ما بقي على ظهر الارض يهودي ولا نصراني ولا صاحب كتاب إلا وقد علم بولادة هذا الغلام، ولئن رأوه وعرفوا منه ما قد عرفت أنا منه ليبغينه شرا وأكثر ذلك هؤلاء اليهود، فقال

أبو طالب: ولم ذلك؟ قال: لانه كائن لابن أخيك هذه النبوة والرسالة ويأتيه الناموس الاكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى، فقال أبو طالب: كلا إن شاء الله لم يكن الله ليضيعه.

ثم خرجنا به إلى الشام فلما قربنا من الشام رأيت والله قصور الشامات كلها قد اهتزت وعلا منها نور أعظم من نور الشمس، فلما توسطنا الشام ما قدرنا أن نجوز سوق الشام من كثرة ما ازدحموا الناس وينظرون إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله، وذهب الخبر في جميع الشامات حتى ما بقي فيها حبر ولا راهب إلا اجتمع عليه، فجاء حبر عظيم كان اسمه نسطورا فجلس حذاه ينظر إليه ولا يكلمه بشيء حتى فعل ذلك ثلاثة أيام متوالية فلما كانت الليلة الثالثة لم يصبر حتى قام إليه فدار خلفه كأنه يلتمس منه شيئا فقلت له: يا راهب كأنك تريد منه شيئا؟ فقال: أجل إني أريد منه شيئا ما اسمه؟ قلت: محمد بن عبد الله فتغير والله لونه، ثم قال: فترى أن تأمره أن يكشف لي عن ظهره لانظر إليه، فكشف عن ظهره، فلما رأى الخاتم انكب عليه يقبله ويبكي، ثم قال: يا هذا اسرع برد هذا الغلام إلى موضعه الذي ولد فيه فإنك لو تدري كم عدو له في أرضنا لم تكن بالذي تقدمه معك، فلم يزل يتعاهده في كل يوم ويحمل إليه الطعام، فلما خرجنا منها أتاه بقميص من عنده فقال لي: أترى أن يلبس هذا القميص ليذكرني به، فلم يقبله ورأيته كارها لذلك، فأخذت أنا القميص مخافة أن يغتم وقلت: أنا البسه وعجلت به حتى رددته إلى مكة، فوالله ما بقي بمكة يومئذ امرأة ولا كهل ولا شاب ولا صغير ولا كبير إلا استقبلوه شوقا إليه ما خلا أبو جهل ـ لعنه الله ـ فإنه كان فاتكا ماجنا

[ الفاتك: الذي يرتكب ما دعت إليه النفس، والجرى الشجاع. والماجن: الذي لا يبالى قولا وفعلا. والثمل: السكر. يقال: ثمل ـ كفرح ـ والمراد هنا شدته، أو السكر ـ بالتحريك ـ وهو الخمر ونبيذ يتخذ من التمر.]

قد ثمل من السكر

[ اعلم أن هذه القصة مع ضعف سندها وانقطاعها واشتمالها على الغرائب التى كانت شأن الاساطير نقلها جمع من المؤرخين باختلافات في متنها وألفاظها راجع سيرة ابن هشام ج 1 ص 191، والمواهب اللدنية وشرحه، واعلام الورى، وتاريخ الطبري، وتاريخ الخميس وغيرها.]

36 ـ وبهذا الاسناد، عن عبد الله بن محمد قال: حدثني أبي. وحدثني عبد الرحمن ابن محمد، عن "محمد بن"

[ ما بين القوسين زائد من النساخ ولا يخفى على من له معرفة بالرجال، والمراد بعبد الرحمن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. وبعبد الله عبد الله ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الانصاري كما يظهر من تهذيب التهذيب ج 6 ص 264 وج 5 ص 164.]

عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده أن أبا طالب قال: لما فارقه بحيرى بكى بكاء شديدا وأخذ يقول: يا ابن آمنة كأني بك وقد رمتك العرب بوترها، وقد قطعك الاقارب ولو علموا لكنت لهم بمنزلة الاولاد ثم التفت إلى وقال: أما أنت يا عم فارع فيه قرابتك الموصولة واحتفظ فيه وصية أبيك فإن قريشا ستهجرك فيه فلا تبال، وإني أعلم أنك لا تؤمن به ظاهرا ولكن ستؤمن به باطنا، ولكن سيؤمن به ولد تلده وسينصره نصرا عزيزا اسمه في السماوات البطل الهاصر، و "في الارض" الشجاع الانزع

[ البطل: الشجاع. والهاصر: الاسد الشديد الذي يفترس ويكسر، والانزع: الذى ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين، وفي بعض النسخ 'الاقرع' والمراد: الاصلع.]

منه الفرخان المستشهدان وهو سيد العرب ورئيسها وذو قرنيها وهو في الكتب أعرف من أصحاب عيسى عليه السلام، فقال أبو طالب: والله قد رأيت كل الذي وصفه بحيرى وأكثر.

37 ـ حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان يرفعه قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أبو طالب أن يخرج إلى الشام في عير قريش، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وتشبث بالزمام وقال: يا عم على من تخلفني لا على ام ولا على أب، وقد كانت امه توفيت، فرق له أبو طالب ورحمه وأخرجه معه وكانوا إذا ساروا تسير إلى رأس رسول الله صلى الله عليه وآله غمامة تظله من الشمس

فمروا في طريقهم برجل يقال له: بحيرى فلما رأى الغمامة تسير معهم نزل من صومعته واتخذ لقريش طعاما وبعث إليهم يسألهم أن يأتوه، وقد كانوا نزلوا تحت شجرة فبعث إليهم يدعوهم إلى طعامه فقالوا له: يا بحيرى والله ما كنا نعهد هذا منك، قال قد أحببت أن تأتوني، فأتوه وخلفوا رسول الله صلى الله عليه وآله في الرحل، فنظر بحيرى إلى الغمامة قائمة، فقال لهم: هل بقي منكم أحد لم يأتني؟ فقالوا: ما بقي منا إلا غلام حدث خلفناه في الرحل، فقال: لا ينبغي أن يتخلف عن طعامي أحد منكم، فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فلما أقبل أقبلت الغمامة، فلما نظر إليه بحيرى قال: من هذا الغلام؟ قالوا: ابن هذا وأشاروا إلى أبي طالب، فقال له بحيرى: هذا ابنك؟ قال أبو طالب: هذا ابن أخي قال: ما فعل أبوه؟ قال: توفي، وهو حمل، فقال بحيرى لابي طالب: رد هذا الغلام إلى بلاده فإنه إن علمت به اليهود ما أعلم منه قتلوه، فإن لهذا شأنا من الشأن، هذا نبي هذه الامة، هذا نبي السيف.

ذكر ما حكاه خالد بن اسيد بن أبى العيص، وطليق بن سفيان بن امية عن كبير الرهبان...


38 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وعلي بن أحمد بن محمد، ومحمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني أبي، قال: حدثني الهيثم بن عمرو المزني،

[ تقدم الكلام فيه ص 182.]

عن عمه، عن يعلى النسابة قال: خرج خالد بن أسيد بن أبي العيص، وطليق بن سفيان بن امية تجارا إلى الشام سنة خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فيها فكانا معه، وكان يحكيان أنهما رأيا في مسيره وركوبه مما يصنع الوحش والطير، فلما توسطنا سوق بصرى إذا نحن بقوم من الرهبان قد جاؤوا متغير الالوان كأن على

وجوههم الزعفران ترى منهم الرعدة فقالوا: نحب أن تأتوا كبيرنا فإنه ههنا قريب في الكنيسة العظمى، فقلنا: ما لنا ولكم؟ فقالوا: ليس يضركم من هذا شئ ولعلنا نكرمكم، وظنوا أن واحد منا محمد فذهبنا معهم حتى دخلنا معهم الكنيسة العظيمة البينان فإذا كبيرهم قد توسطهم وحوله تلامذته، وقد نشر كتابا في يديه، فأخذ ينظر إلينا مرة وفي الكتاب مرة فقال لاصحابه: ما صنعتم شيئا لم تأتوني بالذي اريد، وهو الان ههنا.

ثم قال لنا: من أنتم؟ فقلنا: رهط من قريش، فقال: من أي قريش؟ فقلنا من بني عبد شمس، فقال لنا: معكم غيركم؟ فقلنا: نعم شاب من بني هاشم نسميه يتيم بني عبد المطلب، فو الله لقد نخر نخره

[ نخر الانسان: مد الصوت والنفس في خياشيمه.]

كاد أن يغشى عليه، ثم وثب فقال: أوه أوه هلكت النصرانية والمسيح، ثم قام واتكأ على صليب من صلبانه وهو مفكر وحوله ثمانون رجلا من البطارقة والتلامذة، فقال لنا: فيخف عليكم أن ترونيه؟ فقلنا له: نعم فجاء معنا فإذا نحن بمحمد صلى الله عليه وآله قائم في سوق بصرى، والله لكأنا لم نر وجهه إلا يومئذ كأن هلالا يتلالا من وجهه، وقد ربح الكثير واشترى الكثير، فأردنا أن نقول للقس هو هذا؟ فإذا هو قد سبقنا فقال: هو هو، قد عرفته والمسيح، فدنا منه وقبل رأسه وقال له: أنت المقدس، ثم أخذ يسأله عن أشياء من علاماته، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله يخبره فسمعناه يقول: لئن أدركت زمانك لاعطين السيف حقه، ثم قال لنا: أتعلمون ما معه؟ معه الحياة والموت، من تعلق به حيى طويلا، ومن زاغ عنه مات موتا لا يحيى بعده أبدا، هو هذا الذي معه الذبح الاعظم،

[ في بعض النسخ 'الربح الاعظم'.]

ثم قبل رأسه ورجع راجعا.

في خبر أبى المويهب الراهب


وكان أبوالمويهب الراهب من العارفين بأمر النبي صلى الله عليه وآله وبصفته، وبوصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

39 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وعلي بن أحمد بن محمد، ومحمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن محمد قال: حدثني أبي، وقيس بن سعد الديلمي

[ في بعض النسخ 'قيس بن سعيد الديلمي' وفي بعضها 'قيس بن سعد الديلي'.]

عن عبد الله بحير الفقعسي،

[ في بعض النسخ 'عبد الله بن يحيى الفقعسي'. وفي بعضها 'عبد الله بن بحير الثقفي'. فقعس أبو قبيلة من بني أسد. "الصحاح".]

عن بكر بن عبد الله الاشجعي، عن آبائه قالوا: خرج سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وعبد مناة بن كنانة، نوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر بن نعمامة بن عدي تجارا إلى الشام فلقيهما أبوالمويهب الراهب فقال لهما: من أنتما؟ قالا: نحن تجار من أهل الحرم من قريش، فقال لهما: من أي قريش؟ فأخبراه، فقال لهما: هل قدم معكما من قريش غيركما؟ قالا: نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد، فقال أبوالمويهب، إياه والله أردت، فقالا: والله ما في قريش أخمل ذكرا منه إنما يسمونه يتيم قريش وهو أجير لامرأة منا يقال لها: خديجة، فما حاجتك إليه؟ فأخذ يحرك رأسه ويقول: هو هو، فقال لهما: تدلاني عليه، فقالا: تركناه في سوق بصرى، فبينما هم في الكلام إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: هو هذا، فخلا به ساعة يناجيه ويكلمه، ثم أخذ يقبل بين عينيه وأخرج شيئا من كمه لا ندري ما هو ورسول الله صلى الله عليه وآله يأبى أن يقبله، فلما فارقه قال لنا: تسمعان مني هذا والله نبي آخر الزمان، والله

سيخرج قريب فيدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله فإذا رأيتم ذلك فاتبعوه، ثم قال: هل ولد لعمه أبي طالب ولد يقال له علي؟ فقلنا: لا قال: إما أن يكون قد ولد أو يولد في سنته هو أول من يؤمن به، نعرفه، وإنا لنجد صفته عندنا بالوصية كما نجد صفة محمد بالنبوة، وإنه سيد العرب وربانيها وذو قرنيها، يعطى السيف حقه، اسمه في الملأ الاعلى علي، هو أعلى الخلائق بعد الانبياء ذكرا، وتسميه الملائكة البطل الازهر المفلج، لا يتوجه إلى وجه إلا أفلج وظفر، والله لهو أعرف بين أصحابه في السماء من الشمس الطالعة.

خبر سطيح الكاهن

[ سطيح ـ كامير ـ الكاهن الذئبي من بني ذئب كان يتكهن في الجاهلية، سمى بذلك لانه كان إذا غضب قعد منبسطا على الارض فيما زعموا. وقيل: سمى بذلك لانه لم يكن له بين مفاصله قصب تعمده، فكان أبدا منبسطا منسطحا على الارض لا يقدر على قيام ولا قعود، ويقال: كان لاعظم له فيه سوى رأسه "لسان العرب".


]

40 ـ حدثنا أحمد بن محمد رزمة القزويني

[ ترجمه الرافعي في التدوين كما في فهرسته تحت رقم 251 وقال: أحمد بن محمد ابن رزمة القزويني المعدل.]

قال: حدثنا الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي الطائي قال: حدثنا أبو أيوب يعلى بن عمران من ولد جرير بن عبد الله قال: حدثني مخزوم بن هانئ

[ في لسان العرب في مادة 'سطح' قال: روى الازهرى باسناده عن مخزوم بن هانئ المخزومى عن أبيه. وساق كما في المتن إلى قوله 'امارة عثمان' في آخر الخبر.]

المخزومي، عن أبيه وقد أتت له مائة وخمسون سنة قال: لما كانت الليلة التي ولد

فيها رسول الله صلى الله عليه وآله ارتجس أيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرافة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك ألف سنة،

[ في اللسان 'مائة عام'.]

ورأى الموبذان

[ في القاموس الموبذان ـ بضم الميم وفتح الباء فقيه الفرس، وحاكم المجوس كالموبذ. والجمع الموابذة واللهاء فيها للعجمة.]

إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت الدجلة وانتشرت في بلادها، فلما أصبح كسرى هاله ما رأى فتصبر عليها تشجعا، ثم رأى أن لا يسر ذلك عن وزرائه، فلبس تاجه وقعد على سريره وجمعهم وأخبرهم بما رأى، فبينما هم كذلك، إذ ورد عليه الكتاب بخمود نار فارس، فازداد غما إلى غمه وقال الموبذان: وأنا أصلح الله الملك قد رأيت في هذه الليلة، ثم قص عليه رؤياه في الابل والخيل، فقال: أي شيء يكون هذا يا موبذان؟ ـ وكان أعلمهم في أنفسهم ـ فقال: حادث يكون في ناحية العرب، فكتب عند ذلك: من كسرى ملك الملوك إلى نعمان بن المنذر: أما بعد فوجه إلي برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه، فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نفيلة الغساني فلما قدم عليه قال: عندك علم ما أريد أن أسألك عنه؟ قال: ليسألني الملك أو ليخبرني فان كان عندي منه علم وإلا أخبرته بمن يعلمه، فأخبره بما رأى، فقال: علم ذلك عند خال لي يسكن بمشارف الشام

[ المشارف: القرى التي تقرب من المدن، وقيل: القرى التى بين بلاد الريف و. جزيرة العرب.]

يقال له: سطيح، قال: فأته فاسأله وأخبرني بما يرد عليك، فخرج عبد المسيح حتى ورد على سطيح وقد أشرف على الموت فسلم عليه وحياه، فلم يرد عليه سطيح جوابا فأنشأ عبد المسيح يقول:




  • أصم أم يسمع غطريف اليمن++
    أم فاز فاز لم به شأو العنن



  • أم فاز فاز لم به شأو العنن
    أم فاز فاز لم به شأو العنن



[ الغطريف ـ بالكسر ـ: السيد. وقوله 'فاز' أي مات. وفي بعض النسخ 'فاد' بالدال وهو بمعناه و 'ازلم' أي ذهب مسرعا. وأصله 'ازلام' فحذفت الهمزة تخفيفا والشأو: السبق والغاية. والعنن: الاعتراض، وشأ والعنن: اعتراض الموت وسبقه.]




  • يا فاصل الخطة أعيت من ومن++
    وكاشف الكربة في الوجه الغضن



  • وكاشف الكربة في الوجه الغضن
    وكاشف الكربة في الوجه الغضن



[ الفاصل: المبين، الحاكم. والخطة ـ بضم الخاء وشد الطاء ـ: الخطب، والامر والحال، أي يامن يبين ويظهر امورا أعيت وأعجزت 'من ومن' أي جماعة كثيرة. والوجه الغضن هو الوجه الذي فيه تكسر وتجعد من شدة الهم والكرب الذى نزل به. "النهاية".]




  • أتاك شيـخ الحي مـن آل سنن++
    وأمـه من آل ذئب بــن حجن



  • وأمـه من آل ذئب بــن حجن
    وأمـه من آل ذئب بــن حجن



[ السنن ـ محركة ـ: الابل تسنن في عدوها. وفي بعض النسخ 'شتن ـ بالمعجمة والتاء المثناة الفوقانية ـ وفي القاموس الشتن: النسج والحياكة. وفي تاريخ اليعقوبي 'آل يزن'.]




  • أروق ضخم الناب صـرار الاذن++
    أبيض فضفاض الرداء والبـدن



  • أبيض فضفاض الرداء والبـدن
    أبيض فضفاض الرداء والبـدن



[ أروق في بعض النسخ 'أزرق' وهو صفة للبعير ولونه، وأروق أيضا بمعناه. وفي بعض الكتب 'أصك' أي الذى يصطك قدماه. وقوله 'ضخم الناب' كذا في جميع النسخ وفى النهاية: في حديث سطيح 'أزرق مهم الناب صرار الاذن' أي حديد الناب، قال الازهري: هكذا روى، وأظنه 'مهو الناب' بالواو، يقال: سيف مهو أي حديد ماض وأورده الزمخشري 'ممهى الناب' وقال: الممهي: المحدد، من أمهيت الحديدة إذا حددتها، شبه بعيره بالنمر لزرقة عينيه وسرعة سيره. وقال: صر اذنه وصررها: سواها ونصبها. والاصوب كون هذا المصرع بعد ذلك في سياق ذكر البعير كما في سائر الكتب فانه فيها بعد قوله: 'والقطن'. والفضفاض: الواسع والبدن: الدرع. قال الجزري: يريد به كثرة العطاء، وقال غيره: كناية عن سعة الصدر.]




  • رسول قيل العجم كسرى للوسـن++
    لا يرهب الرعد ولا ريب الزمن



  • لا يرهب الرعد ولا ريب الزمن
    لا يرهب الرعد ولا ريب الزمن



[ الفيل ـ بالفتح ـ: الملك. وقيل: الملك من ملوك حمير، وقيل: هو الرئيس دون الملك الاعلى. راجع 'ق ول' من أقرب الموارد. وقوله 'كسرى' في بعض الكتب 'يسرى' أي يجرى. و 'للوسن' أي لشأن الرؤيا التي رآها الموبذان أو الملك. و 'الرعد' في بعض النسخ 'الوعد'. وفي بعض الكتب 'الدهر'.]




  • تجوب في الارض علنداة شجـن++
    ترفعني طورا وتهوي بي وجن



  • ترفعني طورا وتهوي بي وجن
    ترفعني طورا وتهوي بي وجن



[ تجوب أي تقطع. والعنلداة: الناقة القوية. والشجن ـ بالتحريك ـ الناقة المتداخلة الخلق. وفي اللسان 'علنداة شرن' أي تمشى من نشاطها على جانب. وفيه أيضا 'ترفعني وجنا وتهوى بي وجن' والوجن: الارض الغليظة. والوجناء: الناقة الشديدة أي لم تزل الناقة التي هذه صفتها ترفعني مرة في الارض بهذه الصفة وتخففني اخرى. وفي أكثر نسخ الكتاب 'تهوى بي دجن' ـ بالدال المهملة ـ والظاهر انه تصحيف. ودجن بالمكان دجنا أقام به واستأنس والدجنة: الظلمة.]

/ 36