7 ـ خلقه وسيرته : - شیخ عبدالمنعم الفرطوسی، حیاته و أدبه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شیخ عبدالمنعم الفرطوسی، حیاته و أدبه - نسخه متنی

حیدر محلاتی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






وقـد صـدر الـشاعر قصيدته هذه بكلمة حزينة صور فيها عمق لوعته وفادح المصيبة التي حلت عـلـيـه , يقول : عينان هما مصباح الامل , شفتان هما منبع العسل , خدان هما مرآة الجذل , طفل وديع
يـمـرح ويـرفرف كالفراشة في ملعب الطفولة , شمعة متقدة تشرق كالنجم اللامع في الصبا, طائر
غـريـد تـرقـص اءهـازيجه على مسرح الاحلام , هذا هو ولدي علي وقد صرع بغتة في ملعب
الـطـفولة فاءصبح جثة هامدة من جراء صدمة قاسيه اءصابت قلبه من بعض لداته وها انااءرثي قلبي
بـهذا النشيد الحزين , وهذه العواطف المحترقة وهذه القطعة الدامية التي صعدتها زفراتي فذرفتها
دمعة حزينة وما هي الا رسول من القلب الى القلب
((149)) .



3 ـ الـشـيـخ حـسـيـن , ولد في مدينة النجف بمحلة العمارة سنة 1949م , د في المدا
الـرسـمـيـة ثـم دخل الحوزة العلمية سنة 1961م . كان الساعد الايمن لوالده , وكان يرافقه دائما
وخـاصـة بـعـدمـا فـقـد بـصره . كتب عن اءبيه ملحمة اءهل البيت (ع ) كاملة وعمل على طبعها
ونشرها
((150)) .



اءما باقي اءولاد الشيخ عبدالمنعم فهم : حيدر, والشيخ حسن , والمهندس محمد
((151)) .



7 ـ خلقه وسيرته :



احـتـفـظ الـشيخ الفرطوسي لنفسه من الخصال الحميدة والسجايا القويمة مالانجدها الا في سيرة الـسلف الصالح آرضوان اللّه عليهم . فقد تجسدت في شخصيته المثالية , وسلوكه الاخلاقي الرفيع
تعاليم الاسلام السمحاء وقيمه المثلى المستوحاة من روح التربية القرآنية .



لـقـد كـان (ره ) شـديـد التواضع مع سمو مكانته العلمية , وكان صاحب الخلق الرفيع في ابتسامته
الـمـشـرقـة , وفـي احـتضانه الشعوري للناس الذين يلتقيهم , وفي اقباله على محدثيه .. وفي الدقة
الـروحـيـة فـي مـراعـاة شـعورهم وعواطفهم .. وفي تواضعه الذي يخجل كل اخوانه وتلامذته
وعارفيه
((152)) .



وتـواضـع الشيخ لم يكن عن تكلف وتصنع , فهو مترسل الى اءبعد حد في سيره وجلسته وتواضعه
وحسن خلقه وميوعته الاجتماعية , الميوعة التي حدته على اءن يساير نفرا تفوق عليه بجميع القوى
والـفـضـائل , ولكنه لوداعته وعدم شعوره بشخصيته , اءو بتعبير اءصح نكرانه لذاته نكرانا غريبا
حداه على هذه المشايعة , غير انه في الوقت نفسه احتفظ باتزان نفسي وعزة واباء جعلته محترما في
نفوس الناس وبالاخص في نفس من اطلع على غرائزه
((153)) .



والـى جـانب التواضع الذي عرف به , كان ـ رضوان اللّه تعالى عليه ـ شديد الاباء والانفة حتى انه
كـانـت تـهـدى الـيـه الـهـدايـا اعـجـابا به وبشاعريته الا اءنه لم يكن يقبلها مع احتياجه الشديد
اليها.
((154))
اضـافـة الـى مـا سـبـق فقد كانت تعلوه (ره ) هالة من الصفاء والهيبة , وتتجسد في سيماه البساطة
المتناهية الى جانب الوقار والاتزان . وكان اذا حدث تراه كالنسيم الهادئ يدفع شراع المركب دون
اءن يـغـرق الـسفينة . وهو الى ذلك سريع البديهة , قوي الحافظة , وافر العقل والنباهة , حاد الفطنة
والذكاء, صادق في قوله وعمله . كما وعرف الشيخ بحسن السيرة وطيب النفس , والترفع عن الدنايا
والـزهـد عـمافي اءيدي الناس . اءما عن ورعه وتقواه فقد كان مثالا يحتذى به في الزهد والصلاح
واسوة طيبة في الهداية والاقتداء.



8 ـ اءسفاره ورحلاته :



شـغـل الـسفر حيزا من حياة الشاعر ومنذ سنيه الاولى . فما ان بلغ الخامسة عشرة من عمره حتى اءلـقـي على كاهله مسؤولية ادارة عائلته وتنظيم حياته وحياة اسرته . فكان يقصد باستمرار منطقة
ريـفـيـة مـن ناحية المجر الكبيربجنوب العراق لاستحصال نتاج الارض التي كانت لهم في تلك
الـمنطقة
((155)) . وبعد اءن بلغ شاءوا في العلم والمعرفة اءخذ يتردد على تلك المناطق وخاصة
اءريـاف الـعـمـارة و الناصرية للوعظ والارشاد وتسلم الحقوق الشرعية .واضافة الى واجبه
الديني وعمله التوجيهي الذي كان يحتم عليه السفر الى مناطق مختلفة من العراق , وكذلك
زيـاراتـه لـلعتبات المقدسة في كربلاء والكاظمية وسامراء, فان المناسبات الدينية والمهرجانات
الادبـيـة التي كانت تقام بين الحين والاخر في مدن مختلفة دفعته الى تحمل عب ء السفر والمشاركة
الـفـاعـلة في احياء تلك المناسبات .فمن تلك المناسبات التي ساهم فيها الشاعر بابداع شعري رائع ,
الحفل الذي اءقامته الهيئة العلمية في كربلاء ليلة
مـولد الامام المهدي (ع ) سنة 1369ه (1950م ). وقد انشد الفرطوسي في هذه المناسبة قصيدة
هي غاية في الروعة والجمال , يقول في جملة من اءبياتها:




  • عطرت باسمك هذه الالحانا
    وبعثت من شفتي حين لثمته
    وراءيته في النفس حين طويته
    كحلت جفني بالمنى في مولد
    بالنور كحل هذه الاجفانا



  • ونشرت ذكرك من فمي قرآنا
    قبسا ينير العقل والوجدانا
    بين الجوانح جنة واءمانا
    بالنور كحل هذه الاجفانا
    بالنور كحل هذه الاجفانا




((156))
وتكثر رحلات الشيخ بمشاركته الفاعلة في المناسبات والحفلات . فمن تلك المناسبات , الحفل الذي
اءقيم في مدينة الحلة عند افتتاح مستشفى آل مرجان سنة 1376ه (1957م )
((157)) . وكذلك
الاحتفال البهيج الذي اءقيم في خان الخنيني بمدينة البصرة يوم العاشر من شعبان سنة 1383ه (
1964م ) بـمـنـاسـبة مولد الامام الحسين (ع )
((158)) ,واءيضا المهرجان الذي اءقيم في مدينة
كـربلاء في مولد الامام علي (ع ), سنة 1383ه (1963م )
((159)) , وكذلك الحفلة التاءبينية
الـتـي اقـيـمـت فـي مسجد براثا ببغداد بمناسبة مرور اءربعين يوما على وفاة الشيخ محمد رضا
الشبيبي سنة 1385ه (1966م )
((160)) . وغيرها من الحفلات والمناسبات .



ولم تقتصر رحلات الشيخ على البلدان العراقية فقط بل كانت له عدة رحلات الى خارج البلاد, الا
ان طابع هذه الرحلات تختلف بعض الشي ء عن رحلاته الداخلية . فقد كانت رحلاته الخارجية غالبا
للعلاج والاستجمام اضافة الى زيارة العتبات المقدسة في تلك البلدان .



فـفـي سـنة 1371ه ( 1952م ) سافر الشيخ الى ايران لزيارة مرقد الامام الرضا(ع ), في مدينة
مـشهد المقدسة . وقداءثاره منظر القبة الذهبية وما شاهده من مظاهر العظمة والجلال لذلك المرقد
المطهر, فجادت قريحته بقصيدة رائعة ,يقول في اءبيات منها:




  • تفجر اءيها الطرف القريح
    وصغ من دمعك القاني وقلبي
    فما هذا الجمود وكل شي ء
    فهذا مشهد قد كنت شجوا
    وهذي القبة الحمراء تكسو
    وهذا مهبط الاملاك فاخشع
    وهذي تربة في كل حين
    بطيب اءبي الجواد لنا تفوح



  • بما يوحي لك القلب الجريح
    نشيدا كل مافيه ينوح
    اءراه للعواطف فيه روح
    على ذكراه بالنجوى تبوح
    بروعتها العواطف اذ تلوح
    على اءعتابه ـ وهو الضريح
    بطيب اءبي الجواد لنا تفوح
    بطيب اءبي الجواد لنا تفوح




((161))
وعـنـدمـا حج الشيخ بيت اللّه الحرام سنة 1376ه ( 1957م ) عرج على المدينة المنورة فزار
مسجد الرسول الاكرم (ص ) ومراقد ائمة اءهل البيت (ع ) في البقيع . وقد اءثاره منظر البقيع كثيرا
حتى قال عنه : سكون رهيب في مشهد حزين تستعرض منظره الكئيب بطرفك الباكي فيمد سحابة
سـوداء مـن الـشجون على عينيك ويفرق بموجة الاسى شفتيك وتتغلغل في اءعماق نفسك من سورة
الالـم زفـرات تضيق بها الضلوع وتحترق الدموع . هذا هو مشهدالبقيع التربة المقدسة التي غربت
وراء صـعـيـدها الطاهر من شمس الرسالة بضعته الصديقة فاطمة الزهراء(س ) واءربعة نجوم من
سلالتها الطاهرة هم اءئمة البقيع (ع )
((162)) .



وفـي سـنة 1384ه ( 1965م ) سافر الشيخ الى سويسرا لعلاج بصره فمكث مدة في العاصمة
جـنـيـف ثـم انـتـقـل الـى مدينة لوزان لتلقي العلاج في جامعتها الطبية . وبعد فترة قضاها في
سـويـسرا قرر الذهاب الى لبنان
((163)) فبقي مدة هناك ثم توجه بعدها الى سوريا حيث كانت
محطته الاخيرة في هذه الرحلة توجه بعدها الى العراق .



وفـي اءواخـر الـسـبعينات واثر الازمات السياسية التي شهدها العراق في تلك الفترة غادر الشيخ
الـعـراق نهائيا واءقام في لبنان . وبعد مدة توجه الى جنيف في سويسرا لمعالجة بصره حيث نزل
عـنـد اءخـيه الدكتور محمد حسين الفرطوسي وذلك في سنة 1980م . مكث الشيخ ستة اءشهر في
جـنـيف قضاها بين العلاج الطبي والانصراف الى التعبد وعقدالمجالس العلمية . وبعد هذه الفترة
انقطع اءمله بالتوصل الى اءعادة بصيص من بصره فعزم على الرحيل الى بيروت والاقامة هناك . وفي
عـام 1982م عاد الشيخ الى جنيف ثانية وبعدها قرر الانتقال الى الامارات العربية المتحدة فاءقام
في اءبو ظبي حتى اءيامه الاخيرة
((164)) .



9 ـ شخصيته العلمية :



عـرف الـشـيـخ الفرطوسي في الاوساط العلمية والمحافل الادبية عالما فاضلا واءديبا مبرزا له اجـتهاده المستدل وراءيه الصائب في المسائل العلمية والادبية . وبالرغم من شهرته كشاعر مرموق
واءديـب مـبـدع فـان ذلـك لم يفقده مكانته العلمية ومنزلته الشامخة بين اءساتذة الحوزة العلمية في
النجف . فالشخصية العلمية التي تمتع بها الفرطوسي استهوت الكثير من طلبة العلم ورواد المعرفة .



وقد تظافرت على تكوين هذه الشخصية عدة عوامل , هي :
اءولا: عامل البيئة
ولـعـامل البيئة الاثر الاعمق في تكوين شخصية الفرد وبلورة مواهبه الفطرية . وقد شاء اللّه اءن
يـنمي غرس الفرطوسي الموهوب في مدينة النجف التي كانت ولا تزال جامعة علمية كبرى تخرج
مـنـها غير واحد من عمالقة الفكر واءساطين العلم والادب . والمعروف ان النجف لم تكن مهدا للعلم
والمعرفة فقط بل كانت اءيضا مؤسسة تربوية امتازت باءجوائها الروحية التي اقتبست اءنوارها من
الاشعاع المعنوي لمرقد الامام علي (ع ).



وكـان تـاءثـر الفرطوسي بهذه الاجواء تاءثرا واضحا وعميقا. فقد تجلت في شخصيته الفذة ملامح
الايـمـان , ومـعالم الرسوخ في العقيدة , والثبات على خطى الرسول الاكرم (ص ), ونهج الائمة من
اءهل البيت (ع ).



ثانيا: عامل الوراثة
ويـاءتـي هـذا الـعامل ضمن العوامل المحفزة على اقتفاء آثار الاباء, والسير في خطاهم , والتاءسي
بـمثرهم , والسعي على امتثال نهجهم الذي سلكوه في طلب العلم واقتباس المعرفة . وقد انعكس هذا
الـعـامل بكل ما يحمل من مؤثرات ومحفزات على شخصية الفرطوسي , وهو الذي ينتمي الى عائلة
انـحـدر منها علماء كثيرون عبر قرن من الزمن . فجدالشيخ الفرطوسي وهو الشيخ حسن كان من
الـعـلماء الاعلام ومراجع الدين العظام . واما ابنه الشيخ حسين ـ والدالشاعر ـ فكان من اءهل العلم
والـفضل تخرج على كبار اساتذة عصره . وكذلك الشيخ علي ـ عم الشاعر ـ كان من فضلاء عصره
واءعلام اسرته . وغير هؤلاء مما يضيق المجال بذكرهم هنا
((165)) .



ثالثا: عامل الفطرة
لـقد من اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ على الشيخ الفرطوسي بنعمة الذكاء المفرط, والذاكرة القوية . فقد
كـان (ره ) يـسـتـظـهـرالدواوين الشعرية والكتب الادبية بمدة قصيرة . وفوق هذا انه كان ينظم
الـقـصـيدة الطويلة التي تتجاوز المئة بيت في ذهنه وعن ظهر قلب ثم يصلح اءبياتها وينشدها على
الحضور, ثم يعيدها مرات دون ان يغفل عن بيت واحدمنها
((166)) .



والـى ذلـك اءيضا كان يناقش في مسائل تطرح عليه في الفقه والاصول والصرف والنحو والمعاني
والـبـيـان دون مـطالعة مسبقة , فكان يبسط الكلام في تلك المسائل ولا يترك شاردة ولا واردة في
الموضوع الا وياءتي بها كاملة .



10 ـ دراسته واءساتذته :



اءخـذ الـشيخ الفرطوسي مقدمات العلوم عن والده الشيخ حسين , وكان قد اءتقن القراءة والكتابة في سـن الـتـاسعة على معلمه الشيخ عطية
((167)) . وبعد وفاة والده شمله عمه الشيخ علي بعنايته
ورعـايته الابوية فحرص على تعليمه وتهذيبه . وما ان بلغ الخامسة عشرة من عمره حتى انظم الى
سـلك التعليم في الحوزة العلمية بالنجف , واءخذ يدرس علم النحو, والصرف , والعروض , والمعاني
والـبيان , والمنطق , والاصول , والفقه , والكلام , وقد تقدم في دراسة هذه العلوم حتى اءتقنها ودرس
اكثرها, وتخصص في تدريس علم المعاني والبيان .



وبعد ما اءتم الشيخ دروسه في الاداب والعلوم العربية وغيرها من العلوم اءخذ يدرس سطوح الفقه
واصوله حتى برع فيها وتقدم على اءقرانه . وما ان اءتم هذه المرحلة حتى بداء بالحضور في بحوث
علمية خارجية في الفقه والاصول لكبار علماء عصره .



وقـد درس الـشـيـخ طـوال هذه المدة على اءساتذة اءجلا ء كان لهم الدور الفاعل في انماء مواهبه
وتوجيهه توجيهاصحيحا نحو التقدم والكمال . ومن هؤلاء الاساتذة الذين اءخذ عنهم العلم وتلمذ لهم
واءفاد منهم :
1 ـ السيد اءبو الحسن الموسوي الاصفهاني (1284 ـ 1365ه )
وهـو مـن العلماء الاعلام والفقهاء العظام . استقل بالزعامة الدينية والمرجعية الكبرى واءصبح مفتي
الشيعة في كافة الاقطار الاسلامية من غير منازع
((168)) .



تابع الشيخ الفرطوسي الحضور في بحوث استاذه الامام الذي كان يؤثره بمحبة خاصة ويخاطبه في
رسائله اليه بآولدنا العلامة الشيخ عبد المنعم ..
((169)) .



2 ـ السيد عبد الهادي الحسيني الشيرازي (1305 ـ 1382ه )
مـن المجتهدين الاعلام . كان في عداد المراجع الذين انتهت اليهم اءمور التقليد بعد وفاة السيد اءبي
الـحـسن الاصفهاني .وبعد وفاة السيد البروجردي انتقلت اليه الزعامة الدينية والمرجعية الشيعية ,
فكان من اءعظم الفقهاء والمجتهدين في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري
((170)) .



3 ـ السيد محسن الحكيم ( 1306 ـ 1390ه )
زعـيـم الـطائفة الشيعية في عصره , واءحد اءبرز مراجع التقليد والفتيا. كانت له الزعامة الدينية
العامة , والمرجعية الروحية المطلقة , والرئاسة العلمية . قام بمشاريع ومثر خالدة , وتصدى للتدريس
والتاءليف والامامة ... ازدهرت الحوزة النجفية , ونشطت الحركة الفكرية في عهده
((171)) .



كـان الـشـيخ الفرطوسي تربطه علاقة خاصة بالسيد محسن الحكيم , فقد كان من مريديه وخاصة
اءتباعه . وقد مدحه في اءكثر من مناسبة , من ذلك قصيدته ذكريات التي يقول في بعض اءبياتها:




  • اءبا المهدي اءنت لنا امام
    اءتتك طلائع الاحكام تسعى
    فقدها حلقة من بعد اخرى
    اذا ماروضة العرفان جفت
    وان رفعت اءكاليل المعالي
    فاءنت لكل اكليل وسام



  • ومجد العلم مجدك لا يرام
    لقائدها وفي يدك الزمام
    بغيرك لا يتم لها انتظام
    منابعها فانت لها غمام
    فاءنت لكل اكليل وسام
    فاءنت لكل اكليل وسام




((172))
4 ـ السيد اءبو القاسم الموسوي الخوئي ( 1317 ـ 1413ه ).



مـن كـبار مراجع التقليد, واءساتذة الحوزة العلمية في النجف . توسع في تدريس العلوم الاسلامية ,
واءلقى محاضرات قيمة في الفقه والاصول والتفسير. ووفق الى تاءليف كتب كثيرة
((173)) .



حضر الشيخ الفرطوسي بحوث السيد الخوئي في الاصول , وكان يتشوق كثيرا الى دروس استاذه ,
وكـان يـذكـره باءنه منبع من العلم لا ينضب معينه , يتحدر من ذهن متفجر بالحكمة . وهبه اللّه من
المعارف ما شاء ان يهبه لمثله من اءوليائه الابرار
((174)) .



5 ـ الشيخ مهدي الظالمي ( 1310 ـ 1359ه ).



عـالـم فـاضل من اءساتذة الفقه والاصول , وهو اءيضا شاعر جليل واءديب مرموق . كان مظهرا من
مـظـاهـر الـتقى والورع لم تشبه شائبة من رياء ولا تدجيل كاءنما هو على ثقة تامة من آخرته وما
تـفرضه عليه من طهر وصدق وايمان , وكان نمطا عاليا من اءنماط العلم والادب . ما عرف العارفون
ضعفا في تفكيره , ولا قصورا في تعبيره , ولا ثقلا في روحه
((175)) .



د الشيخ الفرطوسي على استاذه الشيخ الظالمي كتاب كفاية الاصول للمحقق الخراساني . كما
واءنجز اءبحاثاقيمة باشرافه . وعند وفاته رثاه الشيخ الفرطوسي بقصيدة لم يثبتها في ديوانه , يقول
في اءبياتها الاولى :




  • اءصاب ناعيك قلب المجد فانصدعا
    واءنفذ السهم في قلبي وحكمه
    فصرت اءجمع هاتي في يد ويد
    وعدت كالطائر المذبوح قد علقت
    في حبل نفسي مدى الالام فانقطعا



  • واءدرك الغرض المقصود حين نعى
    في اءضلعي فاستحالت اءضلعي قطعا
    مسكت فيها فؤادي خوف اءن يقعا
    في حبل نفسي مدى الالام فانقطعا
    في حبل نفسي مدى الالام فانقطعا




((176))
6 ـ السيد محمد باقر الشخص الاحسائي ( 1316 ـ 1381ه )
مـن المدرسين البارزين في الحوزة العلمية في النجف . كان على جانب من التواضع والورع والخلق
الـرفـيع والسلوك المتين . حاز على مرتبة الاجتهاد والاستنباط, وواصل التدريس حتى اءصبح من
اءعلامه المبرزين
((177)) .



د الـشـيخ الفرطوسي على اءستاذه الاحسائي كتابي الرسائل والمكاسب للشيخ الانصاري .



وعند وفاة استاذه رثاه بقصيدة قال في جملة من اءبياتها:




  • ايها حماة الشرع لاربع العلى
    خمدت مصابيح الدراية منكم
    خلت الكنانة من بنيها بعدما
    واريقت الصهباء من قدح العلى
    واميتت الانغام فاستولى على
    ما قيمة الشبح المجرد انه
    فالعود بالنفحات يعرف طيبه
    والعود بالنغمات اذ يترنم



  • ربع ولا النجوى يرتلها فم
    شعلا وغارت للهداية اءنجم
    غبتم واءنتم للكنانة اءسهم
    فهوى وهاهو هيكل متحطم
    اءوتارها خرس وصمت ملجم
    عرض بغير الروح لا يتقوم
    والعود بالنغمات اذ يترنم
    والعود بالنغمات اذ يترنم




((178))



11 ـ آثاره ومؤلفاته :



سـاهـم الـشـيخ الفرطوسي بالاضافة الى نشاطه الادبي في حقول معرفية متنوعة جلها في العلوم الـديـنية . فقد اءلف في مجال الفقه والاصول والمنطق والعلوم العربية كتبا قيمة لا تزال مخطوطة .



والمطالع لهذه الاثار يتلمس بوضوح السيطرة التامة والمقدرة الفائقة التي امتاز بها الشيخ الفرطوسي
فـي ابـداعـه الـعلمي ونتاجه الادبي . وحسب المعلومات المتوفرة فان النتاج العلمي والادبي للشيخ
الفرطوسي ينحصر في المؤلفات التالية :
1 ـ ديوان الفرطوسي : وهو في جزئين , طبع للمرة الاولى في مطبعة الغري الحديثة بالنجف سنة
1957 م , واءعيدطبعه ثانية سنة 1966م
((179)) .



وقـد عبر الشاعر عن ديوانه باءنه اضمامة متناثرة من العواطف انسقها في هذه الالواح , وجمرات
مـلـتهبة من الشعوراءنثرها على هذه الصفحات هي جهود نشاطي الادبي وغرس خمسة وعشرين
عـامـا مـن حـياة عواطفي . ولقد مر على هذه الحياة الادبية ربيع من الشعر كان الطموح الادبي فيه
بـمـنـتـهـى الفتوة والنشاط وثورة العاطفة كهجوم العاصفة .اءتخيل شبح الزهرة فاءصافحه واحلم
بـاءغـاريد البلبل فاءطارحه . اءهب مع النسمة واءذوب في النغمة . اءطرب لمنظر الوترواءهيم في
بسمات القمر. يسحرني المنظر الرائع فلا اجتازه حتى اصفه واتحرى بنفسي بواعث النظم لاقول
الشعروفي هذا الفصل الخصيب تجمعت اءكثر زهرات هذا الحقل وها انا اعرض قلبي وعقلي عليك
حـيـن اعـرضـها في هذه الالواح
((180)) . ويبلغ عدد اءبيات الديوان بجزئيه مع اءبيات الاهداء
7385 بـيتا توزعت على اءكثر من مئة وثمانين قصيدة ومقطوعة شعرية . والديوان هو ليس جميع
مـنـظـوم الشاعر فقد اقتطف الشيخ الفرطوسي من نتاجه الشعري الضخم هذه القصائد المثبتة في
الـديـوان بـيـنما تناثرت قصائده الاخرى في الصحف والمجلات واخذ بعضها طريقه الى الضياع
والتلف
((181)) .



جـمـع الشاعر ديوانه بنفسه وكتب مقدمة له تناول فيها اءدوار نشاءته ومراحل دراسته , واوليات
نـظمه الى جانب آثاره العلمية . وقد قدم الديوان في طبعته الاولى محمد علي البلاغي صاحب مجلة
الاعتدال النجفية . كما وقدمت جمعية الرابطة الادبية في النجف الديوان في طبعته الثانية .



نسق الشاعر ديوانه في سبعة اءبواب :
الباب الاول : من وحي العقيدة ويشتمل على قصائده الدينية واءشعاره الولائية لاهل البيت (ع ).



الـبـاب الثاني : صور من المجتمع
((182)) ويضم هذا الباب قصائد الشاعر الوطنية والسياسية
والاجتماعية التي اءنشدها في مناسبات مختلفة .



الباب الثالث : دروس وهي مجموعة قصائد في الاخلاق والتوجيه والاثار والعبر.



الـباب الرابع : في محراب الطبيعة وهي قصائد وصفية صور فيها الشاعر مشاهد الطبيعة وحياة
القرية ومافيها من صور رائعة ومناظر خلابة .



الـبـاب الـخـامـس : طلائع الامال وهي قصائد ترحيبية اءنشدها الشاعر في استقبال وفود العلم
والادب ورجال الاصلاح والدين .



الـبـاب الـسادس : الحب والجمال وهو حقل الشعر الوجداني الذي عبر فيه الشاعر عن خلجات
نـفـسـه وبعض مااءوحته عاطفته من قريض الشعر والغزل . الباب السابع : دموع وعواطف وهي
قصائد في رثاء رجال العلم والادب ومن ارتبط بهم روحيا وعاطفيا.



عـلـق الـشـاعر على معظم قصائده تعليقات موجزة ذكر فيها الغرض من انشادها, وتاريخ نظمها,
والمناسبة التي القيت فيها. كما وشرح بعض المفردات اللغوية وترجم للاعلام الواردة فيها.



2 ـ مـلـحـمة اءهل البيت (ع )
((183)) : وهي ملحمة شعرية تقع في 40282 بيتا طبعت للمرة
الاولـى سنة 1397ه (1977م ) في ثلاثة اءجزاء وقد قدمها السيد محمد باقر الصدر. وفي سنة
1407ه ( 1986م ) اءي بعد وفاة الشاعربثلاث سنين طبعت الملحمة بكامل اءجزائها الثمانية وقد
قدم لجزئها الثامن السيد محمد حسين فضل اللّه .



3 ـ الـوجـدانـيـات
((184)) : مـجـموعة شعرية لا تزال مخطوطة تحتوي على اءلوان وصفية
وغـزلـيـة مـن شعر الفرطوسي . 4ـ الفضيلة
((185)) : رواية شعرية من الادب الحزين نظمها
الفرطوسي في ثمانين صفحة وبلغ عدد اءبياتها ستمئة
بـيـت . واءصـل الـرواية للكاتب الفرنسي برناردين دي سان بيار ( 1737 ـ 1814م ) ونقلها الى
الـعربية الاديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي ( 1876 ـ 1924 م ). وقد فرغ الفرطوسي
من نظمها سنة 1366ه
((186)) .



5 ـ اءرجوزة شعرية في المنطق
((187)) : وهي منظومة في الاشكال والضابطة في علم المنطق
مـن الـحـاشـيـة التي وضعها المولى نجم الدين عبد اللّه اليزدي المتوفى سنة 981ه على كتاب
تـهذيب المنطق والكلام لسعد الدين التفتازاني المتوفى سنة 792ه. وتقع الارجوزة في مئتي بيت
تقريبا.
((188))
6 ـ شرح موجز لحاشية ملا عبد اللّه في علم المنطق
((189)) .



7 ـ شرح شواهد مختصر المعاني للتفتازاني
((190)) : وقد توسع الشيخ الفرطوسي في شرحه
عـلـى طـريـقة كتاب معاهد التنصيص لعبد الرحيم بن احمد العباسي المتوفى سنة 963ه. ويقع
الشرح في خمسين صفحة بالقطع الكبير,ويتضمن شرحا للايات الكريمة الواردة في المختصر مع
اعرابها وتفسير الشاهد فيها.



8 ـ شرح كفاية الاصول
((191)) : وهو الشرح الذي كتبه الشيخ الفرطوسي على الجزء الاول
مـن كـتاب كفاية الاصول للشيخ محمد كاظم الخراساني المتوفى سنة 1329ه. ويقع هذا الشرح
في ثمانمئة صفحة
((192)) .



9 ـ شرح الرسائل الاصولية
((193)) للشيخ مرتضى الانصاري المتوفى سنة 1281 ه. وهذا
الـشـرح هـو نـتـيـجة المدة التي قضاها الشيخ الفرطوسي تحت اشراف استاذه السيد محمد باقر
الشخص .



10 ـ شـرح رسـالـة الاستصحاب
((194)) من رسائل الشيخ مرتضى الانصاري يقع في
1000 صفحة .



11 ـ شـرح مـقـدمـة الـبـيـع مـن كـتاب المكاسب للشيخ مرتضى الانصاري وصل به الى كتاب
المعاطاة
((195)) .



12 ـ شرح المطالب
((196)) .



12 ـ نشاطه الثقافي والادبي :



اتسع نطاق العمل الادبي للشاعر واءخذ يتجه الى التنشيط والتفاعل اءكثر فاءكثر منذ اءن انتظم في جـمعية الرابطة الادبية . وتعتبر الجمعية اءول مؤسسة تاءسست للادب في النجف بصفة رسمية .



فـقـد تشكلت سنة 1351ه وضمت اكبرالاسماء الشعرية في العقد الثالث من القرن العشرين . ويعد
الشيخ الفرطوسي اءحد اءعمدتها وواضعي لبناتهاالاولى
((197)) .



تـبـلـورت فـكـرة الرابطة في ذهن الشاعر, واءخذت تلقي بظلالها على معظم نشاطاته واءعماله
الادبـيـة , حتى ان ديوانه الذي جاوز السبعة آلاف بيت يعد ثمرة من ثمار ذلك التفاعل الحي والعمل
الدؤوب في هذه المؤسسة الادبية . وكان الشيخ ممن يعول عليه في جميع المناسبات التي كانت تقيمها
الجمعية فكان شاعرها الذي يشدو باسمها,
والـناطق بلسان اءعضائها وخاصة في الحفلات التكريمية التي كانت تقيمها الجمعية احتفاء بالهيئات
العلمية والادبية الوافدة على النجف كالحفل الذي اءقامته الجمعية تكريما للوفد العلمي الذي تراءسه
الـدكـتـور حامد زكي عميد كلية الحقوق في مصر, وكذلك حفلة تكريم الدكتور زكي مبارك لدى
زيـارته للنجف , وحفلات كثيرة اخرى
((198)) . ومن النشاطات الثقافية التي اضطلع بها الشاعر
وبلغ فيها شاءوا بعيدا, تدريسه العلوم الدينية والعربية , وخاصة
تـخـصـصه في تدريس علم المعاني والبيان
((199)) . فقد عرف الشيخ الفرطوسي استاذا ماهرا,
ومدرسا بارعا ضمت حلقات درسه عددا غفيرا من طلاب العلوم الدينية الذين اءصبحوا فيما بعد من
كـبـار الـعـلـمـاء واءعـلام الـمـجـتهدين .وغالبا ما كانت تعقد مجالس بحثه ودرسه في المسجد
الهندي
((200)) , بالاضافة الى دروسه الخاصة التي كان يشكلها في داره .



ولـمـا كـان الـشيخ الفرطوسي من الناشطين في حقل الثقافة والمعرفة , والمهتمين باءمر التدريس
ونـشـر الـعـلـوم الدينية ,فاننا نجده قد طرق باب التاءليف والكتابة حتى برع فيه , والف كتبا قيمة
انحصرت موضوعاتها في الفقه والاصول والادب والبلاغة والمنطق .



13 ـ مواقفه الوطنية والسياسية :



سجل الفرطوسي مع الثائرين من اءبناء اءمته حضورا فاعلا وتواجدا حيا في ميادين النضال والكفاح الـشـعبي . ففي الوقت الذي حمل المجاهدون اءسلحتهم للدفاع عن شعبهم ووطنهم راح الفرطوسي
يـؤجـج لـهـيـب الحماس في نفوس اءبناء جلدته ويشعل جذوة الثورة في قلوبهم بقصائده الحماسية
الـرائعة واءشعاره الثورية الجياشة . وقد حدا بهذه الروح الحماسية العالية التي بثها الفرطوسي في
نـفـوس الـنـاس اءن راح الكثير منهم يطالبون في تظاهراتهم ومسيراتهم بقراءة قصائد الفرطوسي
الثورية واعادتها مرات ومرات
((201)) .



لـقد كان الفرطوسي , المجاهد الذي حمل قلمه ولسانه ذودا عن وطنه ومبادئه , وكان الثائر الذي
يـتـحسس
((202)) مشاكل الظلم في الامة فيما يتمثل في واقعها من حكم ظالم , واستعمار غاشم ,
وانـحـراف فـي دائرة التحرك السياسي ,لدى المحاور السياسية التي تتحرك في خط الانحراف ..



وكـان يـعـبـر عـن ذلك بشعره الثائر الذي ينتهز كل فرصة جماهيرية ليخاطب الجماهير بلامها
ومـشـاكـلـهـا ولـيـحـتـج عـلـى كـل الـقـوى الـتي تتحدى طموحاتها, وتاءكل حريتهاوعزتها
واستقلالها..
((203)) .



اهـتم الفرطوسي بالاحداث السياسية التي كانت تحدث في العالم الاسلامي اهتماما بليغا. فكان يتابع
عـن كثب مايجري في البلاد الاسلامية من تحولات وتغييرات ليشاطر اءبناءها اءحزانهم وآلامهم
بـشـعره الحماسي واءدبه اليقظ.والشؤون السياسية التي تناولها الفرطوسي في شعره كثيرة , منها:
الـقضية الفلسطينية , وقد انشد فيها قصائد كثيرة عبرفيها عن مسي الشعب الفلسطيني وما كابد من
محن وويلات في صموده اءمام المحتل الغاصب . وكذلك القضية الجزائرية ونضال الشعب الجزائري
فـي مـواجـهته المستعمر الفرنسي
((204)) . ومنها ايضا العدوان الثلاثي على مصرسنة 1956م
وتاءميم قناة السويس بالاضافة الى العديد من القضايا السياسية الاخرى .



كـان الـفـرطوسي يتحرك سياسيا على صعد مختلفة , وكانت له علاقات وثيقة بشخصيات سياسية
بـارزة لـعـبـت دوراهاما في الحياة السياسية في العراق . ومن تلك الشخصيات عبد الوهاب مرجان
رئيس الوزراء الاسبق الذي اءوصى باءن يكون الشيخ اءحد زواره القلائل في مرضه الذي توفي فيه .



وكـذلـك الـشـيـخ مـحـمد رضا الشبيبي وزير المعارف الذي كان يلتقيه بمنزله ومقره في مجلس
الاعيان
((205)) .



لقد حرص الفرطوسي من خلال نشاطه السياسي على تحقيق الحرية والاستقلال لابناء وطنه , فهو
يـرى ان مـجـدالاستقلال من اءعز الامجاد العالية التي تبذل في سبيل تحقيقها دماء اءحرار البلاد
الثمينة . والحرية عروس عذراء لامهر لها الا الدم الحر والغرض من الاستقلال صيانة كيان الوطن
وحفظ حقوقه وحرية التصرف بها وانقاذه من براثن المستعمرين الطغاة فان تحقق هذا الهدف السامي
تحقق الاستقلال
((206)) .



والرؤية السياسية للفرطوسي تمنح الشعب حقه في تقرير مصيره , والسيادة على اءراضيه وحماية
مـصـالـحـه , لانه لايضيع حق وراءه شعب , ولا يقوم بناء على غير اساس العدل , ولا يقرر مصير
الشعب الا الشعب , وارادة الامة من سطوة القضاء تمحو وتثبت ما تشاء
((207)) .



اءما المواقف الوطنية التي وقفها الفرطوسي ضد الاستعمار الغاشم وحركاته الهدامة فهي اءكثر من
اءن تـعد. فمن تلك المواقف تصديه مع ثلة من علماء الدين في النجف للفكرة الاشتراكية التي ظهرت
في الستينات في العراق كما يتضح من الوثيقة التالية :
((208))
بسم اللّه الرحمن الرحيم



بغداد



السيد رئيس الجمهورية



السيد رئيس الوزراء



السيد الحاكم العسكري العام



في هذا الوقت الذي تتطلع فيه الامة الى اءفضل وتنتظر من المسؤولين اءن يقولوا كلمة الاسلام في
حـل المشاكل الاجتماعية ترى كارثة الانحراف عن الاسلام تشتد وتنمو ويطلع علينا وضع جديد
تستقطب فيه مبادى ء غريبة عن مبادي ء الاسلام تسمى بالاشتراكية .



والـهـيئة العلمية في النجف الاشرف اذ تستنكر هذا الوضع الجديد تلفت نظر الحكومة الى الوضع
غيرالمستقر الذي تمر به البلاد, وتطالب بالغاء ما اءسمته بقوانين التاءميم , واللّه من وراء القصد.



عن الهيئة العلمية في النجف الاشرف
مـحـمـد الـحـسـيـنـي الحلي , محمد علي اليعقوبي , عبد المهدي الدجيلي , محمد علي الخمايسي ,
مـحمدصادق الصدر, محسن علي خان , جعفر آل بحر العلوم , عبد المنعم الفرطوسي , محمد الشيخ
عبد اللّه القرشي , كاظم الشيخ حبيب , محمد علي الشيخ عبد المهدي مظفر, علي البكاء, عبد الهادي
الـصـافي ,جواد شبر, علاء الدين بحر العلوم , باقر الظالمي , عبد الحميد الصغير, عز الدين بحر
العلوم , محمد باقرالحكيم , عبد المحسن زاير دهام , محمد سعيد محمد علي الحكيم .



النجف الاشرف 19 / 3 / 1384 ه ـ 29 / 7 / 1964 م
لـقـد وقف الفرطوسي مواقف جريئة في مواجهة حكام الجور وتحدى ظلمهم واضطهادهم . فكانت
اءشـعـاره الـحـمـاسية وقصائده الثورية توسعهم قرعا وتجريحا, وتكيل لهم المثالب والهوان . وما
اءروع قول الشاعر جعفر الهلالي
((209)) حين عبر عن مواقف الفرطوسي السياسية قائلا:




  • والساسة العملاء كنت عليهم
    اءلمستهم من حر قولك جمره
    اءنكرت ماقد اءحدثوا من منكر
    وبذاك قد جاهدت شر عصابة
    ما اءقعدتك لضعفها شيخوخة
    عن وقفة فرض الاله مكانها



  • سوطا تزيد عذابها وهوانها
    مثل الصواعق اءرسلت نيرانها
    بفعالهم في كل ما قد شانها
    ورميت بالسهم المصيب جنانها
    عن وقفة فرض الاله مكانها
    عن وقفة فرض الاله مكانها




((210))
ولعل كلمة الاديب ضياء موسى
((211)) بحق الشيخ و مواقفه الوطنية والسياسية تكون مناسبة هنا
حـيـث تـصور وببيان اءدبي رائع عمق الدور الذي لعبه الشيخ الفرطوسي في مجال العمل الوطني
والـنـشـاط الـسـيـاسـي في العراق :الفرطوسي ينشد للشهداء, يقول انهم سيورقون في الصباح ,
سـيـتـحولون الى براعم تهتف للحياة , تغرد عندها بلابل المستقبل , كان يصنع من جليد الغربة لهيبا
يتوقد, يرمي ذرات السموم على حشرات الخريف , الحشرات الملتصقة باءشجار النخيل , الحشرات
الـمـتطفلة على سنابل قمح الرافدين , الحشرات التي تعيش على امتصاص دم الشعوب ,على خيرات
الشعوب
((212)) .



14 ـ دوره الاصلاحي والاجتماعي :



اتـجـه الـفـرطـوسـي في نشاطه الاصلاحي والاجتماعي الى تحديد مواطن الفساد في مجتمعه والوقوف على مشاكله ومعضلاته وذلك عبر قصائده المعبرة والانتقادية ومن خلال تواجده الفاعل
والمستمر في الاجتماعات والاندية المختلفة .



ومـن الـمشاكل الاجتماعية التي عالجها الشاعر في عديد من قصائده مشكلة الدراسة والتعليم وما
كـان يـواجهه الطالب في مسيرة دراسته من هزات واءزمات بسبب الفقر وانعدام الضمان المالي التي
تـقوم عليه حياته العلمية . ولم يكن التعليم حينئذ عاما ليشمل جميع شرائح المجتمع بل كان مقتصرا
على اءبناء الاقطاعيين ومن كانت له صلة بزعماء العشائر الذين انحسر عددهم وتقلص ظلهم بعد ان
اسـتـبـدلـوا حياة القرية بالمدينة فاءنستهم مغريات المدينة ومباهجها, الاخلاق الكريمة والوشائج
الاجتماعية القويمة التي كانوا عليها في القرية .



هـذا ما كان عليه التعليم بشكل عام , اما التعليم الديني الذي انضم اليه الشاعر فكان ينوء تحت وطاءة
الانـسـياب والفوضى وانعدام النظم والمنهجية . وفي هذا الخصوص يشير علي الخاقاني الى موقف
الفرطوسي من هذا الوضع قائلا: ولارهاف حسه وقوة العقيدة الدينية فيه اءصبح متاءلما من الوضع
الـديـني الحاضر وارتباك سير الدراسة والفوضوية الشاملة لها وتسيب الطلاب وعدم وجود زعيم
ديـنـي مـسؤول عن معرفة الصحيح منهم لانعاشه والسقيم لاقصائه , وشعر بقيده الاجتماعي فراح
يـناشد حرية الفكر المضاعة واءسلمه الزمان الى مصاحبة مجموعة من الاقطاعيين في لواء العمارة
جـريـا عـلى عادة آبائه الذين كان لهم الامر والنهي في تلك الربوع فاءصبح وهو يشاهدالاستهتار
والتبذل والاسراف والبذخ وامتصاص دماء الضعفاء واستغلال اءقوات الفقراء من اءبناء الريف , وبهذا
الـحـس اءصبح لا يقوى على الجهر براءيه خوفا من مغبة المصير الذي قد يصدمه به المتنفذون من
زعماء الاقطاع هناك , كما لايقوى على السكوت وفي قلبه شعل , وفي ضميره حياة
((213)) .



ومن هذا المنطلق راح الفرطوسي وبلسانه الشاعري الفياض يهيب بمبرات الخيرين من اءبناء جلدته
ويـسـتـنهض هممهم العالية من اءجل رفع مستوى الحياة في المجتمع ومعالجة مشاكله وقضاياه من
خـلال تاءسيس المرافق الاجتماعية الضرورية وبناء المؤسسات الخيرية . فكانت لا تقوم لمؤسسة
خيرية قائمة الا وللفرطوسي فيها موقف وكلمة . ومن هذه المواقف قصيدته الرائعة التي اءلقاها في
مـدينة الحلة عند افتتاح مستشفى آل مرجان سنة 1376 ه (1957 م ) والتي قدمها بكلمة قال فيها:
الـثـروة كـثـيـرة ولكن رجال الخير قليلون , وتتكثر تلك القلة اذا وقع البر في مواقعه . وانك اذا
نـظـرت هـذه الـمـؤسـسة الخيرية التي هي كلها اسعاف والطاف فهي تبني الحياة من رمق الحياة ,
وتـنـقذالصحة من براثن المرض وتستخلص السعادة من كدر الشقاء, عرفت لمنشئها الفضل العميم
عـلـى الانسانية المعذبة فان خير الناس من نفع الناس , وان قيم الرجال توزن بالاعمال , فسارعوا يا
رجال الثروة على عمل الخير فان نقصانها في سبيل البر هي الثروة الكاملة
((214)) .



15 ـ وفاته ومدفنه :



عـانـى الـشـيخ في اءواخر عمره داء عضالا في صدره وتدهورا في جهازه التنفسي . وقد اءدخل الـمـستشفى الاميري في اءبو ظبي بالامارات العربية المتحدة ومكث فيها عدة اءشهر حتى وافته
الـمـنية وذلك فى الرابع عشر من شهر صفر سنة1404 ه المصادف الثامن عشر من شهر تشرين
الثاني ( نوفمبر ) سنة 1983 م عن عمر ناهز السبعين عاما. وقد نقل جثمانه الى العراق ودفن في
مدينة النجف الاشرف .



وكان لنباء وفاته وقع اليم واءثر عميق في نفوس العلماء والادباء في العالم الاسلامي . فقد تقاطرت
مـن كـل حـدب وصـوب كلمات التاءبين واشعار الرثاء التي راحت تردد مناقب الفقيد وتشيد بمثره
الخالدة وما قدمه من اءعمال جليلة في خدمة الدين الاسلامي ومذهب اءهل البيت (ع )
((215)) .



ومـن هذه الكلمات كلمة السيد حسين الصدر الذي قال في تاءبينه : لقد انطوت شخصيته الفذة على
اءبـعـاد شـامخة من العلم والعبادة , والخشوع والزهادة والذود عن العقيدة والرسالة , بلالي ء البيان ,
وكـنـوز البلاغة , وباهر الالوان , ورائق الافكار والمفاهيم , ونقي المشاعر والعواطف ... ومن هنا
كـانـت وفـاتـه خـسـارة فـادحـة , الـتـاعـت لـها القلوب , واهتزت لها الاعماق , فسلام عليه في
الـخـالـدين
((216)) .... كما ونعته المحطة العربية بالاذاعة البريطانية على لسان الاديب حسن
سعيد الكرمي الذي قال راثيا: كانت ـ وفاة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ـ عندي بمقام الكارثة لما
عهدت فيه من خلال اشعاره من ايمان وعقيدة ورسوخ قدم بالادب والشعر والبلاغة , وكنت قبل مدة
عـازما على ذكره بمناسبة الكلام عن الشعر والشعراء واصحاب الملحمات , وقد عاجلني القدر اليه
ولا حـول ولا قوة الا باللّه , وكنت ايضاعازما على زيارة الخليج وعقدت النية على زيارة المرحوم
وهو ممن يزار وتشد اليه الرحال وعاجلني القدر اليه في هذا ايضا
((217)) ....



وقـد اءرخ الـشـاعـر الشيخ عبد الغفار الانصاري وفاة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي بمقطوعتين
شعريتين , الاولى :







  • قد قلت ( عبد المنعم ) المتقي
    لقد جزاه اللّه خير الجزا
    وآله الاطهار اءهل العبا
    في جنة الخلد له اءرخوا:
    (بها المنى شرابه الكوثر )



  • هو الزكي الزاهد الخير
    مع النبي المصطفى يحشر
    من كان في مدحهم يشعر
    (بها المنى شرابه الكوثر )
    (بها المنى شرابه الكوثر )




8 + 131 + 508 +
757



/ 15