خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قد بينت ذلك بيانا وافيا في رسالة «إرائة الطريق لمن يؤم البيت العتيق» و ذكرت الكتب الممدوحة.

قال أردشير بن بابك: «كما أن النفس تصلح على مخالطة الشريف الأريب الحسيب، كذلك تفسد بمعاشرة الخسيس... و كما أن الريح إذا مرت بالطيب حملت طيبا تحيا به النفوس و تتقوى به جوارحها كذلك إذا مرت بالنتن فحملته ألمت به النفس و أضر بأخلاقها إضرارا تاما»

[مروج الذهب 1/ 268.] و كذلك قراءة الكتب منها ما يصلح و منها ما يفسد العقيدة «والفساد أسرع إليها من الصلاح إذ كان الهدم أسرع من البناء»

[مروج الذهب 1/ 268.]

و في هذا المضمون قيل:




  • عاشر أخا ثقة تحظى بصحبته
    فالريح آخذة مما تمر به
    نتنا من النتن أو طيبا من الطيب



  • فالطبع مكتسب من كل مصحوب
    نتنا من النتن أو طيبا من الطيب
    نتنا من النتن أو طيبا من الطيب



فكل مجلد كتاب ولكن قد لا يمكن قراءته لأن مطالعته خطأ بعيد عن جادة الصواب و حفظه يوجب الضلال و يوهم الخيال.

قال أردشير بن بابك- أيضا-: «و قد يجد ذو المعرفة في نفسه عند معاشرة السفلة الوضعاء شهرا فساد عقله دهرا»

[مروج الذهب 1/ 268.


و كذلك مطالعة الكتب الموضوعة والمؤلفات غير المشروعة قد يكون ضرر يوم من مطالعتها يدوم اسبوعا و سنة و عمرا و دهرا و قد يبدل العقائد الحقة إلى عقائد فاسدة.




  • با بدان يار گشت همسر لوط
    سگ اصحاب كهف روزى چند
    پى مردم گرفت و مردم شد



  • خاندان نبوتش گم شد
    پى مردم گرفت و مردم شد
    پى مردم گرفت و مردم شد



[يقول: لقد عاشرت امراه قوم السوء فاضاعت انتماءها الى بيت النبوه. و عاشر كلب اصحاب الكهف الناس اياما، فالتحق بهم.]


و يجد- الحقير- بالرغم من شوقي الشديد في المطالعة- في نفسي قساوة إذا نظرت ساعة في كتب الخالفين، و ذلك لأنسي بأخبار الأئمة الأطهار عليهم السلام و الفرار من أي كلام غير كلامهم.. أرجو الله أن يجعل لسانى بذكرهم لهجا و بولايتهم ناطقا «و على ذلك أموت».




  • نصروا الضلالة من سفاهة رأيهم
    چشمم آندم كه ز شوق تو نهد سر به لحد
    تا دم صبح قيامت نگران خواهد بود



  • و نصرت دين محمد بصواب
    تا دم صبح قيامت نگران خواهد بود
    تا دم صبح قيامت نگران خواهد بود



ترتيب فيه ترغيب


اعلم؛ إن المصادر الحديثية التي يعتمدها علماء العامة تسمى بالصحاح الستة من قبيل: صحيح البخاري، صحيح الترمذي، صحيح النسائي، صحيح أبي داود السجستاني، صحيح مسلم، الموطأ لمالك. وألحقوا بهذه الصحاح جملة من الصحاح الأخرى من قبيل: الجمع بين الصحيحين للحميدي، الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن عبدالله، صحيح الذهبي، صحيح البيهقي، شرح صحيح مسلم للنووي الشافعي، صحيح ابن ماجة، صحيح الدارمي.

و تحظى هذه الكتب باهتمام أهل السنة والجماعة و تعد مصدرا لأحكامهم.

و أغلب أحاديث هذه الفرقة و أخبارها من مسند أحمد بن حنبل و هو مقدم على الصحاح عندهم، و مؤلفه إمام المذهب الحنبلي- أحد المذاهب الأربعة-، أصله من مرو، توفي سنة 240 و دفن في بغداد في باب الحرب عند رأس أبى حنيفة، و كان من خاصة أصحاب الشافعي، و كان كلاما من أصحاب مالك، و كان- بالرغم من ذلك- يحفظ ثلاثين ألف حديث في مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام، و قيل: إنه كان يحفظ ألف ألف حديث، حفر جنازته ثمانمائة ألف من المسلمين واليهود والنصارى من الرجال والنساء، و روي فيه الكثير من المبالغات والجزاف.

ثم يأتي من بعده إمام المحدثين عندهم محمد بن إسماعيل البخاري، قالوا: روى عنه سبعون ألف محدث، و ألفوا في شرح صحيحه «صحيح البخاري» شروحا عديدة منها كتاب «منهاج المحدثين» للنووي الشافعي. و روى عنه الترمذي والنسائي، و كان يدعونه ب«ناصر الأحاديث المصطفوية و ناشر المواريث المحمدته و أميرالمؤمنين». و كان مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح يقول له: «يا طبيب الأحاديث و أستاذ الأساتيذ و سيد المحدثين». كتب صحيحه في ستة عشر عاما، جمع فيه تسعة آلاف و مائتين حديث، ثلاثة آلاف منها مكررة- حذفها مسلم فيما بعد-. و كان يقول إنه استخرج ما رواه في كتابه من بين ستمائة ألف حديث، و إن كتابه هذا حجة بينه و بين ربه.

والبخاري أحد الحفاظ الأربعة عندهم، و هم: مسلم في نيشابور، والبخاري في بخارا، و أبوزرعة في الري، و عبيدالله بن عبدالله الدارمي في سمرقند.

و كتاب «الموطأ»، لمالك بن أنس الأصبحي، رئيس المذهب المالكي، و أول أئمة أهل الحديث، كتب الموطأ و رتب فيه أبواب الفقه، و حرر أصول الأحكام

و طرق أحاديث الحجازيين في الرد والقبول، و كان يرجع إليه أهل الشام و مصر والكوفة مدة من الزمان.

قيل عنه: إنه كان لا يجلس للحديث إلا متوضا على سكينة و وقار، و كان يرى لمجلس الحديث النبوي شأنا خاصا و تكريما و تعظيما خاصين، توفي في المدينة سنة 179 و دفن في البقيع، و كان أبوحنيفة من تلاميذه.

وقس على ذلك جماعة أخرى من المحدثين و طبقات التابعين، والتابعين عندهم ممن اهتم اهتماما خاصا واجتهد- ما استطاع- في حفظ الحديث و ضبطه و روايته و نشره، و قد ألفوا في ذلك الكتب، إلا أن هذا النوع من الإهتمام والحفظ والنشر لا يجدي اطمئنانا و لا يزيد اعتبارا، و ذلك لما هو المعروف من أن «حديث تدريه خير من ألف ترويه» والفهم الطولي سريع الزوال و سريع الإضمحلال و بعيد عن الإعتبار والوثوق، و على حسب التجربة فإن غالب أقوال هؤلاء الأشخاص الكثيري الحفظ والرواية منسوبة إلى مجاهيل و مراسيل، بل أكاذيب و أباطيل مشوبة بالأغراض الفاسدة والخيالات الكاسدة.

فثلا كتبوا عن أحمد بن حنبل أنه كان من ذريه «ذوالثدية» و كان شديد العداوة لأميرالمؤمنين، و كان حائكا، و كان لا يرى جواز لعن يزيد، و غالب ما يرويه من أخبار يرويها عن الخوارج والنواصب، و هو القائل: «لا يكون الرجل سنيا حتى يبغض عليا ولو قليلا»، و هو القائل: إن لله سبحانه أعضاء و جوارح، و هو الذي يرى وجوب الترحم على معاوية، و يرى أن مخالفة ذلك بدعة و ضلالة، و يرى جواز المسح على العمامة، و جواز مسمح يد الغير، و هو الذي أمر المعتصم بضربه و حبسه، و أمر بتفريق الحنابلة، و منع من قراءة أساطيره والنظر في كتبه،

و مع كل هذا فكيف يصح الركون إلى أقوال مثل هذا الرجل الذي شحنته البغضاء لأميرالمؤمنين من رأسه حتى قدميه، و كان لا يروي إلا عن أعداء آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم؟!

و كذا هو إمام محدثيهم، حيث روى عن ألف و مائتين من الخوارج الملعونين، حتى حبسه قاضي بخارا لروايته عن الخوارج الكذابين، والبخاري لم يرو حديث الغدير على اشتهاره بين الملأ، وكتم حديث الطائر المشوي، و أنكر نزول آية التطهير في الخمسة الطاهرة، و كتم حديث سد الأبواب الذي رواه ثلاثون من الصحابة، من بينهم سعد بن أبى وقاص و ابن عباس و ابن الأرقم و جابر الأنصاري و حذيفة والخدري و معاذ و أبوعمرو و أبورافع و أم سلمة و بريدة و غيرهم، و رواه بطرق عديدة و أسانيد كثيرة كثيرون من قبيل أبى نعيم في الحلية، و أبى يعلى في المسند، والخطيب البغدادي في تاريخه، والترمذي في جامعه، و ابن بطة في الإبانة، و أحمد في الفضائل، والطبري في الخصائص، والبيهقي في كتابه،والخرگوشي في شرف النبوة و غيرهم. و هو الذي نسب الكذب للأنبياء عليهم السلام، و قد ذم محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتاب «بغية الطالبين في مناقب الخلفاء الراشدين «في الجزء الثامن البخاري و مسلم ايما ذم. و قد روى جماعة من علماء أهل السنة القدماء الأخبار الواردة في مناقب أهل البيت عليهم السلام و قالوا عنها أنها صحيحة الإسناد، و لا يروها هذان الشخصان (يعني البخاري و مسلم).

أخرج الترمذي و أبوحاتم و ابن حنبل عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال: «علي مني و أنا منه، و هو ولي كل مؤمن بعدي»

[سنن الترمذى 5/ 296، ح 3796، مسند احمد 4/ 164 و 165.]] و قال في المسند: «هذا صحيح الإسناد على شرط مسلم و لم يخرجه».

و في حديث الغدير قالوا: «هذا صحيح الإسناد على شرطهما و لم يخرجاه».

و هذا النوع من الكذب والتحريف معروف عند البخاري و مسلم، و لا يشك فيه أحد، و قد دأبوا في كتبهم المعتبرة على أن يطعن بعضهم على بعض، و يقدح و يجرح بعفهم بعضا، و يفضح كل منهم مساوئ و مخازي الآخر، و كل هذه الفضائح ناشئة من الإعراض عن محبة العترة النبوية، و كان فضائلها و مناقبها.

ولو شئت أن أكتب عن تمويهاتهم و أغراضهم الفاسدة و مجانباتهم للإنصاف في صدر الإسلام، والأبحاث والإشكالات التي أوردها محدثو العامة على الصحاح الستة و صحاحهم الأخرى و فساد أصولهم و فروعهم لطال بنا المقام، و أخاف أن يتهرب المخالف من هذا الكتاب فيقتنع بصواب بعض ما فيه ثم لا يقبل الحق و لا يلتزم الإنصاف و إن كان كذلك فإنه «ليس أول قارورة كسرت في الإسلام»، ولكني سأكتفي بحديث و احد من أحاديثهم أخرجه الحميدي في الجزء الرابع والأربعين من الجمع بين الصحيحين. عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه سب اثنين من الصحابة و قال: انى شرطت على ربي أن يجعل لي أجرا بسب كل مسلم أو لعنه

[ورد فى المصارد الحديثيه: «انى سالت ايمان انسان من امتى دعوت الله عليه ان يجعلها له مغفره» و ما يشبه هذا المعنى.]

فإن صح هذا الحديث جاز لكل مسلم أن يدعو لرسول الله بالتوفيق للعن المسلمين جميعا لينال بكل واحد منهم أجرا، و على المسلمين أن يرضوا بسب نبيهم لأن في ذلك أجر للساب، و لا حرج على لاعن أبدا بمفاد (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)

[الاحزاب: 21.] فيجلب بذلك نفعا، و يكسب أجرا.

و هذا الحديث الموضوع يرفع و يدفع أغلب الإشكالات التي يوردها أهل السنة على جماعة الشيعة، و على هذا فقس الأحاديث الأخرى.

و ما أشبه هذه المذاهب بمذهب زردشت، و قد ألفوا سابقا في صدر الإسلام أمثال كتاب «زند و پازند» واعتقد به خلق كثير (أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى أبصارهم)

[محمد: 23.]




  • علومكم و إن كثرت هباء
    و دينكم القياس فهل بهذا
    متى أنصفتم تقضي العقول



  • بلا فصل و فضلكم فضول
    متى أنصفتم تقضي العقول
    متى أنصفتم تقضي العقول



فلا تغرك كثرة العامة و كثرة كتبهم و حفاظهم و محدثيهم فتضطرب، فإن أغلب الايات وردت في ذم الكثرة و مدح القلة، و أغلب الأحاديث تجعل طعن الناس بعضهم على بعض و قدحهم و نغضهم على بعضهم البعض دليلا على بطلان قولهم و فساد عملهم، و أنت تراهم غالبا يخرجون في تدينهم عن جادة الإيمان و عن الشريعة المطهرة و لا يتمسكوا بالجادة الوسطى في الإسلام.

قال النسائي: أربعة كانوا يضعون الحديث: ابن أبي يحيى في بغداد، والواقدي في خراسان، و مقاتل في الشام، و ابن سعيد في الحجاز.

و قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: «قد كثرت علي الكذابة (و ستكثر) فمن كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار»

[البحار 225/2 ح 2. قال العلامة المجلسبى رحمه الله: «و هذا الخبر على تقديري مدقه و كذبه يدل على وقوع الكذب عليه صلى الله عليه و آله و سلم» و ذلك لأنه إن كان صادقا فهو يثبتا لكذب على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و إن كان كاذبا فالخبر بنفس كذب عليه.


فلابد إذن من سلوك الطريق الذي سلكه أبناء رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم والإنضمام

إلى الجماعة التي يكون فيها أبناؤه المعصومين عليهم السلام، و كما قال جدهم عنهم: فإنهم الحماة والذادة عن الكذب والإستحسانات والقياس والعمل بالرأي والإجتهاد في مقابل النص، و إن حركاتهم و سكناتهم و أفعالهم و أقوالهم جميعا مستمدة من نبى آخرالزمان دونما زيادة أو نقصان، و إن أعمالمم في الأحكام و معالم الإسلام كلها منزلة عن طريق جبرئيل من السماء، و إن نظرهم و اهتمامهم في الإتباع و أخذهم الأمر والنهي عائد باجمعه إلى القرآن المجيد.

و نشكر الله على أن هذه الفرقة الناجية على قلة العدد تتمسك بأهل البيت و ستبقى تلازمهم، و إنهم لا يسمون أنفسهم شيعة إلا إذا والوا من والى آل البيت و عادوا من عاداهم، و إنهم يعتقدون أن «الشيعي لا يكون شيعيا إلا أن يبغض الجبت والطاغوت، لأن حب آل الرسول و زوج البتول فرض الله و رسوله علينا،و كذلك فرض من الله و رسوله علينا أن نبغض الجبت والطاغوت و أن نعادي من عادى هؤلاء من أتباعهم و أشياعهم، و هذه البراءة صدرت من الولاية الصادرة من الله تعالى و من أولياء الحق و أئمة الدين الذين بأمر الله و رسوله يعملون و لا يعدلون.




  • و هم حجج الإله على البرايا
    بهم و بجدهم لا يستراب



  • بهم و بجدهم لا يستراب
    بهم و بجدهم لا يستراب



[المناقب لابن شهر آشوب 4/ 301.]


]

و في المثل السائر «و عند جهينة الخبر اليقين».

[قال أبوهلال العسكري في كتاب جمهرة الأمثال 2/ 44 في المثل رقم 1194: يضرب مثلا لمعرفة الخبر والسؤال عنه. و فيه «جفينة» بدل «جهينة» قال: كان أصل هذا المثل أن بطنا من قضاعة يقال لهم بنو سلامان كانوا حلفا، لبني صرمة و كانوا نزولا فيهم، و كان بطن من جهينة آخر يقال لهم بنو حميس حلفاء لبني سهم بن مرة، و كانوا نزولا فيهم، و كان في بني صرمة يهودي تاجر من أهل تيماء يقال له: جفينة بن أبي حمل، و كان في بني سهم بن مرة يهودي آخر يقال له: عمير بن حنى، و كانا تاجرين في الخمر، و كان بنو جوشن جيرانا لبني صرمة ففقد منهم رجل يقال له «حصين»، و كان أخوه يسأل عنه الناس فشرب يوما في بيت عمير بن حنى، فقال عمير:

يسائل عن حصين كل ركب
و عند جفينة الخبر اليقين

فحفظ أخوه ذلك، فأتاه من الغد فقال: نشدتك بدينك هل تعلم من أخي خبرا؟ فقال لا. ثم قال:

لعمرك من ضلت ضلال ابن جوشن
حصاة بليل القيت وسط جندل

فتركه فلما أمسى جاء فقتله و قال:

طعنت و قد كان الظلام يجنني- عمير بن حنى في جوار بني سهم

فقيل لحصين بن حمام و هو من بني سهم: قد قتل جارك، قتله ابن جوشن جار لبني صرمة فقال: إن لهم جارا يهوديا فاقتلوه، فأتوا إلى أبي حمل فقتلوه... فقال لمم حصين: مكنا من جيرانكم مثل ما قتلتم من جيراننا، فروا جيراننا و جيرانكم فليرحلوا عنا، فأبوا فاقتتلوا و ذلك يوم و دارة موضوع فقال الحصين بن همام فيها:

فيا أخوينا من ابينا و أمنا- ذروا موليينا من قضاعة يذهبا .


و مع كل ما مر فإنى قرأت ما عند هذه الفرقة في مناقب أم الأئمة البررة و ارتفاع مقامها و علو مراتبها، واستقصيته استقصاءا سليما جيدا- و حصلته عينا و نقلا- واستشهدت به في ذيل كل خصيصة حسب المناسبة، و بينت ما يحتاج إليه من بيان، فيكون ما كتبوه و رووه حجة عليهم يوم القيامة لا على غيرهم من الغافلين.

في الوضع والوضاعين


لقد كان أئمة المذاهب الأربعة و تلاميذهم من المقربين جدا لدى خلفاء الجور، و كان خلفاء بني العباس يقربونهم و مجمونهم لحاجتهم إليهم و للحاظات

أخرى خاصة، بينما كان الحق و أولياء الحق يتسترون بأستار الخفاء، فكان لدولة الباطل صورة خاصة، و كان فن الرواية والتحديث ممدوحا و مرغوبا في ذلك الزمان، و كان أغلب علماء العامة في ذلك العصر قد جوزوا وضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

قال الغزالي: «أجاز أبوحنيفة وضع الحديث على وفق رأيه».

و قال ابن وكيع: «كان سفيان الثوري يضع الحديث لبني مروان».

و كان ابن سيرين لا يتحرج من لعن. أميرالمؤمنين و يقول: لا أطيق سماع لعن الحجاج!!

و هؤلاء كانوا رواة حديثهم، و لهذا كانوا ينبرون جهارا و صراحة لمعارضة أولياء الحق إرضاءا لميول خلفاء الجور، و يضعون لهم ما يشتهون من الحديث عامدين عالمين، و يستشهدون له بأشباههم و أذنابهم من أهل الهوى و طلاب الدنيا، فيصدقهم هؤلاء إرضاءا للحكام و طمعا في المال، فيما شونهم ظاهرا و باطنا.

ومن ذا الذي يعارض بني العباس و هم أصحاب الحكم العريض والملك الواسع؟ و من الذي يخالفهم أو يتفوه بكلمة لا ترضيهم، أو يتكلم بما لا يشتهون؟!

و لقد عاش الأئمة المعصومون في عصر بيعة الخلفاء و في بحبوحة شيوع التقية، فلم يجرؤ أحد على بيان فضيلة من فضائلهم أو رواية منقبة من مناقبهم، كيف و هم يعيشون في دولة بني العباس العظيمة التي قامت على أنقاض سلطان بني أمية القوي، والجميع يعرف موقف بني العباس من أهل البيت عليهم السلام.

الخلاصة


إن كثرة حفظ هؤلاء الأشخاص للحديث لا يعني صحة أسانيده و نسبته لمقام الرسالة، و يدل على بطلان أخبارهم و ضعفها اختلاط خيالات الأصحاب و اختلاف آرائهم و تضاربهم في زمان معاوية.

و قد ذكر المرحوم علي بن محمد بن يونس البياضي المعاصر للشهيد الثاني في أول كتاب «الصراط المستقيم» هذه الأبيات في الطعن على الخالفين و كتبهم:




  • لولا التنافس في الدنيا لما قرئت
    موتى الخواطر يغنون الدجى سهرا
    يحللون بزعم منهم عقدا
    نعوذ بالله من قوم إذا غضبوا
    فاه الضلال و إن حاققتهم حقدوا



  • كتب الخلاف و لا المغني و لا العهد
    يمارسون قياسا ليس يطرد
    و بالذي حللوه زادت العقد
    فاه الضلال و إن حاققتهم حقدوا
    فاه الضلال و إن حاققتهم حقدوا



[الصراط المستقيم: 12، مقدمه الكتاب.]


ثلاثون خصيصة من خصائص فاطمة الزهراء


ثلاثون خصيصة قبل ولادة المستورة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله عليها في الكنية، اللقب، الإسم، و خلقتها النورية

- خصيصتان في الكنية

- و عشرون خصيصة في الألقاب الشريفة

- و ثلاث خصائص في اسمها الشريف؟

- و خمس خصائص في خلقة نور شمس ظهورها

أما الخصيصة الاولى:

خصيصتان في الكنية


الخصيصة الأولى في معنى «الكنية» و عموم كنى تلك المخدرة


إعلم؛ أن الكنية من «الكناية»

[قال الفيروز آبادي فى القاموس: كنى به كذا يكنى و يكنو كناية تكلم بما يستدل به عليه أو تتكلم بشي ء و أنت تريد غيره أو بلفظ يجاذبه جانبا حقيقة و مجاز و كنى زيدا أباعمرو ويكنى به كنية بالكسر والضم سماه به كأكناه و كناه و أبوفلان: كنيته و كنوته و يكران و هو كنيته أي كنيته كنيته و تكنى بالضم امرأة.]]، والكنية تقوم مقام الإسم فيعرف صاحجها بها كما يعرف باس، والكنية من مفاخر العرب و عاداتهم، و لم تكن معروفة عند غيرهم من الأمم، و هم يستعملونها توقيرا و تعظيما و تكريما للمكنى، ثم صارت متداولة عند العجم، حيث صاروا يكثون بعبارات و إشارات خاصة عندهم، بل إن العرب يفضلون الكنية على اللقب.

قال الشاعر:




  • أكنيه حين أناديه لأكرمه
    كذاك أدبت حتى صار من خلقي
    إنى وجدت ملاك الشيمة الأدبا



  • و لا ألقبه واسوءة اللقبا
    إنى وجدت ملاك الشيمة الأدبا
    إنى وجدت ملاك الشيمة الأدبا



و ظاهر معنى البيتين أن الكنية ممدوحة واللقب مقدوح.

و روي عن أميرالمؤمنين: «إن الأطفال كانوا يكنون منذ الولادة في صدر الاسلام

[انظر البحار 43/ 195 ح 23 باب 7.]


/ 58