خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خمسون موردا من موارد التساوي بين فاطمة و مريم


الأول: كان عمران أبومريم نبيا

[و منهم من فسر قوله تعالى (آل عمران) بعمران ابى مريم، و قد وردت الاخبار عن الباقر عليه السلام تنص على نبوته كما فى البحار. (البحار 14/ 202 ح 14) (من المتن)]، و فاطمة الزهراء عليهاالسلام بنت خاتم الأنبياء و أفضلهم.

الثاني: خلق الله مريم عليهاالسلام من النفخة و روح القدس، و خلق فاطمة الزهراء عليهاالسلام من فواكه الجنة والعرق المطهر لجبرائيل و ما انتزعه من الصلب الطاهر المقدس لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

الثالث: تحدثت مريم عليهاالسلام في رحم أمها حنة- كما في روايات العامة و بعض روايات الخاصة- و كذلك كانت فاطمة تتحدث دائما في رحم أمها خديجة الطاهرة.

الرابع: كانت مريم عابدة حقا و خادمة لبيت الله، و كانت فاطمة الزهراء عابدة تقوم في محرابها فتؤدي حق العبودية كما ينبغي.

الخامس: نذرت أم مريم ما في بطنها محررا، و كذا فعلت خديجة الطاهرة كما مر في الحديث سابقا.

السادس: أنجى الله مريم من مكائد نساء اليهود، كما أنجى فاطمة عليهاالسلام من مكائد نساء اليهود و غيرهن.

السابع: طهر الله مريم، كما طهر فاطمة و آتاها العصمة.

الثامن: عد النبي صلى الله عليه و آله و سلم مريم في النساء الكمل، و سمى فاطمة الزهراء عليهاالسلام «الكامله».

التاسع: قال صاحب روح البيان: الظاهر أن مريم ولدت و أبوها ميت، لذا سمتها أمها (إني سميتها مريم) و إلا فالأولوية في تسمية الأولاد لأشرف الأبوين و هو الأب، أما فاطمة الزهراء فأبوها

[بل ان مريم سمتها امها، و فاطمه سمها رب العزه كما مر فى الحديث.] الذي سماها و هذا شرف فوق شرف.

العاشر: دعت أم مريم أن يتقبل الله منها «الأنثى»، بدل الذكر، فتقبلها ربها بقبول حسن، كما تقبل فاطمة الزهراء عليهاالسلام- بناء على الآيات والأخبار- بقبول حسن.

الحادي عشر: كافل مريم زكريا النبى، و كافل فاطمة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

الثاني عشر: روى أهل السنة في ذيل قوله تعالى (و إني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم)

[آل عمران: 36.] عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال: «ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل (أي يصرخ) من مسه إلا مريم وابنها»

[البحار 60/ 145 باب 3 ذكر ابليس و قصته عن تفسير البيضاوى.] و قد ولدت فاطمة عليهاالسلام ضاحكة مستبشرة في محضر الخيرات الحسان و مع هذه المنح الإلهية العميمة كيف يجرؤ الشيطان على الإقتراب من المولود الشريف ذي المحتد المنيف؟!

الثالث عشر: ولدت مريم في بيت المقدس، و ولدت فاطمة عليهاالسلام في مكة المعظمة.

الرابع عشر: سكنت مريم في غرفة من غرف بيت المقدس، و سكنت فاطمة عليهاالسلام في حجرة من حجر النبوة و مهد الرسالة والطهارة

[المورد التاسع والثانى عشر و الرابع عشر ليست من موارد المساواه، بل هى من الموارد التى فضلت فيها فاطمه عليهاالسلام على مريم عليهاالسلام.]

الخامس عشر: قال تعالى في حق مريم عليهاالسلام (و أنبتها نباتا حسنا). قال

بعضهم: النبات الحسن النمو السريع أكثر من المعتاد في غيرها، كما في تفسير النيشابوري: «تنبت في اليوم مثل ما ينبت المولود في عام؟ و قيل: المراد نماؤها في الطاعة والعفة والصلاح والسداد». و مر في نمو فاطمة عليهاالسلام أنها كانت تنمو في اليوم ما ينمو غيرها في أسبوع أو في شهر.

السادس عشر: كان رزق مريم يأتيها من الجنة (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)

[آل عمران: 37.] و جاءت الروايات الصحيحة بنزول المائدة من السماء بألوان الطعام في عدة مرات على فاطمة عليهاالسلام، حتى قال لها النبي صلى الله عليه و آله و سلم: «الحمدلله الذي جعلك شبيهة مريم بنت عمران»

[بحارالانوار 14/ 197 ح 4 باب 16؛ 35/ 251 ح 7 باب 6؛ و 41/ 30 ح 1 باب 102.]

و في تفسير النيشابوري: «كما روي عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم أنه جاع في زمن قحط، فاهدت فاطمة رغيفين و بضعة لحم آثرته بها فرجع إليها، و قال الراوي: فكشف عن الطبق فإذا هو مملو خبزا و لحما، فبهتت و علم أنها نزلت من عندالله، فقال النبى صلى الله عليه و آله و سلم: أنى لك هذا؟ فقالت: (هو من عندالله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) فقال: «الحمدلله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل». ثم جمع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم علي بن أبي طالب والحسن والحسين و جمع أهل بيته حتى شبعوا، و بقي الطعام كما هو فأوسعت فاطمة على جيرانها»

[بحارالانوار 43/ 29 ح 35 باب 3.]

السابع عشر: كانت الملائكة تحضر عند مريم و تكلمها مشافهة كما هو

المعلوم من ظاهر الآية؛ و روي في فاطمة عليهاالسلام أن الملائكة كانت تناديها «يا فاطمة إن الله اصطفاك... إلى آخرها».

الثامن عشر: عبدت مريم حتى تورمت قدماها، وورد في فاطمة أيضا «فتورمت قدماها من كثرة العبادة».

التاسع عشر: كانت مريم بتولا من بين النساء، واتفق الفريقان على أن فاطمة أيضا كانت بتولا.

العشرون: بشر الله مريم بعيسى عليه السلام و سماه «كلمة»؛ قال تعالى: (إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة و من المقربين)

[آل عمران: 45.]؛ كما أنه بشر فاطمة الزهراء عليهاالسلام بالكلمات الحقة والحقائق المقدسة للمعصومين عليهم السلام، كذا في التفاسير والأخبار المعتبرة المعتمدة.

الحادي والعشرون: مريم لم يمسها بشر بمفاد قوله تعالى (و لا يمسسني بشر كذلك الله يخلق ما يشاء)

[آل عمران: 47.]؛ و كذلك نطفة فاطمة الزهراء عليهاالسلام و نورها الأنور لم يمس صلبا و لا رحما، خلا الصلب المقدس لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و رحم خديجة الكبرى.

الثاني والعشرون: كان عمر مريم قصيرا بالنسبة إلى النساء الأخريات، و كذلك كانت فاطمة عليهاالسلام حيث لم تعش طويلا في هذه الدنيا؛ و رواية حياة القلوب و جنات الخلود في طول عمر مريم مرسلة.

الثالث والعشرون: صبرت مريم على أذى النساء اللائمات واللاغيات؛ و كذا صبرت الزهراء عليهاالسلام على أذى بعض أمهات المؤمنين و غيرهن.

الرابع والعشرون: كانت مريم معصومة؛ و كذا كانت الزهراء معصومة ايضا.

الخامس والعشرون: رأت مريم جبرئيل بالحاسة الباصرة (فتمثل لها بشرا سويا)

[مريم: 17.]، و فاطمة الزهراء عليهاالسلام أذنت له بالدخول تحت الكساء، إضافة إلى مشاهدتها له في المرات الأخرى.

السادس والعشرون: خرجت مريم من البيت المقدس إلى كربلاء (فأجائها المخاض إلى جذع النخلة)

[مريم: 23.]، و فاطمة الزهراء عليهاالسلام خرجت من مكة المكرمة إلى المدينة الطيبة.

السابع والعشرون: مريم عليهاالسلام غسلها عيسى عليه السلام، و فاطمة الزهراء عليهاالسلام غسلها أميرالمؤمنين عليه السلام؛ و قال الإمام عليه السلام: «المعصومة لا يغسلها إلا معصوم والصديقة لا يغسلها إلا صديق»

[بحارالانوار 14/ 197 ح 3 باب 16.]

الثامن والعشرون: عن ابن عباس: إن مريم لما بلغت تسع سنين لا يكن مثلها قط في العبادة والزهد و ترك الدنيا

[بحارالانوار 14/ 196 ح 2 باب 16.]؛ و كذلك كانت فاطمة عليهاالسلام لم يدانيها أحدا من النساء في العبادة و هي في تلك السن.

التاسع والعشرون: كانت مريم مستجابة الدعوة، و كانت فاطمة عليهاالسلام معصومة مستجابة الدعوة.

الثلاثون: لا توجد امرأة تحترم بين النصارى كما تحترم مريم عليهاالسلام، و كذا لا

توجد امرأة كفاطمة الزهراء عليهاالسلام محترمة عند الأمة المرحومة و عند أهل السنة.

أما ما فضلت فيه فاطمة الزهراء عليهاالسلام و تميزت به على مريم فهو كثير؛ و نشير إجمالا إلى جملة منه. و فضائلها عليهاالسلام نوعان ذاتية و خارجية:

الأول: إبداع نور فاطمة عليهاالسلام في بدو الإيجاد، و ليست لمريم هذه الفضيلة.

الثاني: تجليات فاطمة عليهاالسلام في الملكوت الأعلى، و مكاشفات الأنبياء.

الثالث: ما خلق الله لفاطمة عليهاالسلام من السماوات و غيرها.

الرابع: فخامة نسبها الذي لا يكن لأحد قط، حتى لمريم عليهاالسلام.

الخامس: كفالة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و هو أفضل و أشرف من زكريا.

السادس: حضرت في ولادتها.عليهاالسلام مريم و معها النساء الأخريات، و لم بجفرن في ولادة مريم عليهاالسلام.

السابع: إقرارها بالشهادتين و تكلمها بعد الولادة.

الثامن: ملأ نورها عند الولادة مكة والحجاز والمشرق والمغرب والسماوات.

التاسع: ولدت مريم ولدا شرفت به، و ولدت فاطمة ولدين شرفا بها، و سيقتدي ولد مريم بآخر أولاد فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

العاشر: تبعل فاطمة عليهاالسلام أفضل من عدم تبعل مريم عليهاالسلام (و إن مثل عيسى عندالله كمثل آدم) فليس لمريم بعلا كأميرالمؤمنين عليه السلام.

الحادي عشر: كانت فاطمة عليهاالسلام عالمة بما كان و ما يكون، و لم تكن مريم كذلك.

الثاني عشر: أمرت مريم بتمريض فاطمة عليهاالسلام عند احتضارها.

الثالث عشر: حفر عند فاطمة عليهاالسلام لم جبرئيل و ميكائيل و مواكب الملائكة.

الرابع عشر: الذرية النبوية التي صارت أوتادا للأرض من فاطمة الزهراء عليهاالسلام، و لا يكن لمريم عليهاالسلام ذرية على وجه الأرض بعد عيسى عليه السلام.

الخامس عشر: كان لفاطمة عليهاالسلام مصحف، و لم يكن لمريم عليهاالسلام مصحف.

السادس عشر: لفاطمة عليهاالسلام الرجعة، ولم يرو ذلك لمريم عليهاالسلام.

السابع عشر: لفاطمة عليهاالسلام الشفاعة و هي أعظم الفضائل و أشرف الوسائل، و ليس ذلك لمريم و لا حتى للأنبياء.

الثامن عشر: مقام فاطمة الزهراء عليهاالسلام في حظيرة القدس، و هو مقام خاص بالخمسة الطاهرة.

التاسع عشر: فاطمة الزهراء عليهاالسلام هي التي تختار المواهب والعطايا لنساء الجنه.

العشرون: لفاطمة عليهاالسلام و أبناءها جنة خاصة و مقام خاص لا يشاركها فيه أحد من نساء العالمين.

و هناك خصائص و مزايا أخرى لتلك المخدرة الكبرى سنذكرها إن شاء الله تعالى.

الخصيصة الرابعة عشر من الخصائص الخمسين في حالات السيدة حواء و سارة و آسية و مقارنتهن بفاطمة


أولا: حواء أم البشر و أول امرأة من النساء الطاهرات في العالم، و قد عجن الله طينتها الطيبة بيده كما عجن طينة آدم عليهاالسلام، و كانت لزوجها أمة و نعم القرين، والحكمة من خلقها أن تكون أنسا و سكنا لآدم عليهاالسلام، ترد عنه الوحشة، و كان بقاء الذرية و دوام النسل منوطا بها، حيث انتشر منها النوع البشري، فبعث الأنبياء العظام، و شرعت الشرائع، و أشيع المعروف، وانتشرت الأحكام، و كثرة المعرفة الحقة، و أظهرت العبودية الخالصة. ألبسها الله خلعة الوجود بنحو خاص، و أخذ الله طينتها من فاضل طينة آدم مما يلي الركبة، فصارت النساء يتبعن أمر الرجال، و أما ما ذكر من المرويات القائلة إنها خلقت من ضلع آدم الأيسر، فغاية في الضعف.

و في كتاب العلل: «إنما سميت حواء لأنها خلقت من الحيوان أو من الحي»

[علل الشرايع 1/ 28 باب 15 ح 1.]

و في مجمع البيان: قيل: لأنها أم كل حي

[بحارالانوار 60/ 265 ح 4 باب 38 عن الدر المنثور؛ و 60/ 265 ح 5 باب 38 عن العلل لمحمد بن على بن ابراهيم.]

و قوله تعالى: (خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء)

[النساء: 1.] صريحة في أن حواء خلقت من آدم عليه السلام، و في خبر آخر قال أبوعبدالله عليه السلام: «إن الله خلق آدم من الماء والطين، فهمة الرجال في الماء والطين، و إن الله خلق حوا من آدم، فهمة النساء في الرجال؛ فحصنوهن في البيوت»

[البحار 11/ 116 ح 45 باب فصل آدم و حوا.]

ثانيا: إن لآدم و حواء حق الأبوة والأمومة علينا، ولو أن أبناءهم أرادوا إحصاء حقوقهما و مفاخرهما و مآثرهما ما استطاعوا القيام بذلك إلى يوم القيامة، سيما أن آدم عليه السلام كان أول من اطلع على أنوار الفيض المحمدي في أول الإيجاد، ثم سطع النور في الناصية العلية الجلية لحواء، فأنارت به جنة الخلد، «فعليها من التسليمات أزكاها، و من التكريمات أسناها».

والأفضل أن نبدأ الكلام بذكر جملة من حالاتها المختصة بها عليهاالسلام:

منها: أن طينتها كانت من طينة آدم الطاهرة و لم تكن من طينة أخرى.

و منها: إنها لم تر صلب أب و لا رحم أم، فبقيت بعيدة مطهرة عن أصلاب الآباء و أرحام الأمهات الطوامث.

و منها: إنها خوطبت بالخطاب الذي خوطب به آدم عليه السلام في قوله تعالى: (يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة)

[البقره: 35.] و في الحديث «قال الله تعالى: يا آدم و يا

حواء اسكنا جنتي و كلا ثمرتي و لا تقربا شجرتي، والسلام عليكما و رحمتي و بركتي».

و منها: إنها أذن لما بدخول دار الكرامة و موطن الراحة.

و منها: إنها رعاها خالق البرايا في جميع المقامات في الجنات العاليات،و شملها بالعنايات اللامتناهية، و غذاها غذاء الروح والبدن بالنعم الظاهرة والباطنة و جعل الجنة بعرضها منزلها، و أنعم بها عليها نعمة غير ممنونة.

و منها: في رواية الثعلبي والكسائى: كانت حواء في حسن سبعين حورية، فصارت حواء بين الحور العين كالقمر بين الكواكب.

و منها: إن الله جعل الملائكة والحور العين والولدان خداما لها في الجنان.

و منها: أنهم كانوا يطوفون بها غرف الجنة و قصورها و أعالي جنة عدن والفردوس، و يزفونها بالتهاني على نياق الجنة مرة، و على مراكب من المسك والكافور والزعفران بالحلي والحلل على رفارف السندس والإستبرق مرة أخرى، فيعرضون عليها النعم الإلهية العظيمة.

و منها: إنها كانت تجلس أحيانا على سرير موصع بالجواهر النفيسة، و له سبعمائة قائمة من الدر الأبيض، و عليه أربع قباب: قبة الرحمة، و قبة الكرم، و قبة الرضوان، و قبة الغفران.

و منها: هبوطها مع زوجها آدم عليه السلام، و ذلك من فضل الله عليها و ليس عقوبة لها، بل كان وسيلة للوصول إلى النتيجة و إجراء القدرة و إمضاء المشية في جعل الخليفة، و إنما يدفع البلاء قبل الإبتلاء، لأن أهل البلاء لا تخلو عن الإبتلاء.




  • و هيهات هيهات الصفاء لعاشق
    و جنة عدن بالمكاره حفت



  • و جنة عدن بالمكاره حفت
    و جنة عدن بالمكاره حفت



فبعد أن استغرق آدم و حواء عليهماالسلام في نعم العلي الأعلى و عناياته الروحانية والجسمانية، إلتفتا إلى نفسيهما لحظة و غفلا- آنا- عن مبدأ المبادئ بمقتضى الطبيعة البشرية، فظنا أن ما عندهما من فضل و مزايا و عطايا و نعم إلهية لا متناهية نالاها بالإستحقاق الذاتى والإستعداد الفطري، فتحادثا في ما خصهما الله به من الحسن و شروق أنوار الجمال الموهوبة من حضرة ذي الجلال، فقالا: لم يخلق الله في عالم الملك والملكوت خلقا أفضل و لا أشرف منا، و لم ير سكان الملأ الأعلى مخلوقا أجمل و لا أحسن منا، فنبههم الله بمشاهدة الأنوار المقدسة الخمسة الطيبة.

و لا بأس أن أنقل- في المقام- خبرين رواما المؤالف والخالف، وجهما يثبت المقصود، و لا نحتاج إلى بحث المساواة والمقارنة بين الزهراء عليهاالسلام و حواء.

أما الخبر الأول: فعن طرق الإمامية في البحار: عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام عن آبائه الكرام، عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم:

«لما خلق الله تعالى آدم و حواء تبخترا في الجنة، فقال آدم عليه السلام لحواء: ما خلق الله خلقا هو أحسن منا، فأوحى الله- عز و جل- إلى جبرئيل أن ائتني بعبدتى التي في الجنة الفردوس الأعلى، فلما دخلا الفردوس نظرا إلى جارية على درنوك من درانيك الجنة، على رأحما تاج من نور، و في أذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من حسن وجهها، قال آدم عليه السلام: حبيبي جبرئيل، من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن وجهها؟ فقال: هذه فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و آله و سلم من ولدك يكون في آخر الزمان قال: من هذا التاج الذي على رأسها؟ قال: بعلها علي بن أبى طالب. قال: من القرطان اللذان في أذنيها؟ قال: ولداها الحسن والحسين. قال آدم عليه السلام: حبيبي جبرئيل! أخلقوا قبلي؟ قال: هم موجودون في

/ 58