خصائص الفاطمیه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خصائص الفاطمیه - جلد 1

محمد باقر کجوری؛ مترجم: السید علی جمال اشرف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حديث المعراج أن النبى صلى الله عليه و آله و سلم صلى في ذلك الموضع، ولكن كثيرا من الأخبار تدل على أن مولد عيسى عليه السلام كان في أطراف الفرات والكوفة و كربلاء، بل على رواية الشيخ الطوسي عن السيد السجاد عليه السلام أنها كانت في كربلاء، و هي المراد من قوله (فانتبذت به مكانا قصيا)

[مريم: 22.] أي كربلاء

[روى فى البحار 14/ 212 ح 8 باب ولاده عيسى عليه السلام عن التهذيب 6/ 73 ح 8 فى حد حرم الحسين عليه السلام عن على بن الحسين عليهماالسلام فى قوله تعالى (فحملته فانتبذت به مكانا قصيا) قال: خرجت من دمشق حتى اتت كربلاء فوضته فى موضع قبر الحسين عليه السلام ثم رجعت من ليلتها.]

نعم قد يكون لحم هو المكان الذي أجلست فيه عيسى عند رجوعها من كربلاء.

و أنكر العلامة المجلسي على من استبعد ولادة السيد المسيح في كربلاء، و قال: «لعلها محمولة على التقيه لاشتهارها بين المخالفين»

[البحار 14/ 215 ح 13 باب ولاده عيسى عليه السلام.] أو أنها اشتهرت على ألسنة أهل الكتاب لتكون حجة عليهم.

الخلاصة: كما أن الساعة واليوم والشهر والسنة التي ولدت فيها فاطمة الطاهرة صارت شريفة مباركة و صار الزمن سعيدا بها، فكذلك مكان ولادتها، إضافة إلى أن منزل خديجة كان مختلف الملائكة و مهبط الوحي والتنزيل مدة من الزمان، ثم جاءت ولادة السيدة المخدرة عليهاالسلام هناك تزيد المكان مزية على مزية، خصوصية فوق خصوصية.

والآن نحن بعيدون عن ذاك المكان، فحق علينا أن نؤدي حق زمان ولادتها في العام مرة، و كما أن مكان ولادتها من محال إجابة الدعاء فكذلك يوم ولادتها.

والأفضل أن ننشر فضائلها و نروي مناقبها و نذكر كراماتها و آياتها الباهرة من المبدأ إلى المعاد، و لا يكون ذلك إلا في المحافل والجوامع والمساجد والمجامع العامة والبيوت الرفيعة للأعاظم من بني فاطمة و أكابر السادات، سيما العلماء منهم.

و ينبغي أن يشجع شعراء العرب والعجم، و يرغبون في إنشاد الشعر و نظم القصائد، والإكثار من المديح و إكرام المادحين والذاكرين و إتحافهم بالهدايا، و شد قلوب المحبين و شحذ هممهم و إجراء الدموع من أعينهم، و تهييج العوام فهذه الأعمال ممدوحة ايما مديح و مستحسنة ايما استحسان.

لهذا تقدمت- أنا الحقير- مع طبعي الجامد الخامد بقصيدة تضمنت أبياتا بالفارسية أقدمها لأعتاب أبيها صلى الله عليه و آله و سلم أشرف الخلوقات و أفضل سكان الملكوت الأعلى و سيد البشر، لأبارك له هذا اليوم، فلعل بيتا من أبياتها ينطلق من القلب الصافي و يسجل في سجلي، فيرحمني الباري وينقذنى من ذلتي و مسكنتي إن شاء الله تعالى.




  • اى ماه دو هفته اختر آوردى
    اى نور خدا زجيب عصمت
    گويا كه نبود بهتر از دختر
    بخ بخ زين دختر پسر زاى
    از مركز آسمان رفعت
    اى قطب وجود و اصل ايجاد
    از نافه ى ناف خطه ى خاك
    هستى دادى به كشتى امكان
    خود صادر اولى وز اول
    از گلشن غيب عالم قدس
    از شاخ درخت آفرينش
    هم تلخى كام ما از امروز
    عالم عرض است و اندر اين عالم
    هم از پس پرده سر پنهان
    جانى به جهان دوباره دادى
    اى آينه ى خدا نمائى
    اين تاج شفاعتست كامروز
    بالاتر از آن مقام محمود
    مستوره ى خلق و اسم اعظم
    هم نور وجود فاطمى را
    از ميوه ى جنت اين وديعت را
    از بهر محك نقد ايجاد
    هم جنت خلد را به دنيا
    سهل است هزار حور و غلمان
    اى پادشه سرير لولاك
    هم سايه فكندى بر سر خلق
    برهان پيمبرى است با تو
    هم نور مقدس الوهيت را
    يكتاست على و نيست همتايش
    نه سالش پروردى به ريشه ى جان
    مهرى كه خداى داد آن را
    از مهر ابوت مهر ديگر
    هر دم كه به خواب آرميدى
    دادى به على امانتش را
    در حرمت ذات اقدس وى
    رفتى تو به خاك رفت از ياد
    دانى كه چه كرد از فراقت
    هفتاد و دو روز پيش نگذشت
    تنها بودى تو در دل خاك
    اى فاطمه چون شود قيامت
    بر كوى سگى تو بر در آوردى



  • اى در يتيم گوهر آوردى
    يعنى ز خديجه دختر آوردى
    گر بود پسر تو بهتر آوردى
    كز وى جو شبير شبر آوردى
    تابنده چو ماه انور آوردى
    بهتر تو ز مهر خاور آوردى
    يك توده ز مشك و عنبر آوردى
    اى كشتى هستى لنگر آوردى
    يك صادر ديگر مصدر آوردى
    يك گلبن گل معطر آوردى
    از كشته خويشتن برآوردى
    بيرون كردى و شكر آوردى
    از جوهر خويش جوهر آوردى
    پيدا كردى و يكسر آوردى
    يك باره روان ديگر آوردى
    اين آينه را تو مظهر آوردى
    در قوس نزول باسر آوردى
    بيت الحمدى تو برتر آوردى
    بر لوح قضا مقدر آوردى
    در اين عالم بپيكر آوردى
    در مخزن صلب اطهر آوردى
    صراف وجودى و زر آوردى
    بر اين صورت مصور آوردى
    رضوان خداى اكبر آوردى
    بر فرق وجود افسر آوردى
    اى طاير قدس شهپر آوردى
    يا آنكه چو خود پيمبر آوردى
    بر ديده ى پاك حيدر آوردى
    او را به على برابر آوردى
    تا جوجه عصمتش پر آوردى
    با دلدارى و دلبر آوردى
    افزودى مهر مادر آوردى
    بوسيدن وى مكرر آوردى
    آن را كه ز حى داور آوردى
    افزون ز هزار منبر آوردى
    گويا كه زيادشان برآوردى
    عوديست كه خود به مجمر آوردى
    چون جان لطيف برآوردى
    بيت الاحزان زازر آوردى
    بر كوى سگى تو بر در آوردى
    بر كوى سگى تو بر در آوردى



[يقول: يا من ولدت كوكبا و بدرا كاملا، و أتيت بالدرة اليتيمة الفريده.

يا نور الله الخارج من أكمام العصمة، لقد جئت من خديجه بفاطمه.

ولو كان الذكر أفضل لجئت به، بيد أن الانثى أفضل، فجئت بها.

فبخ بخ لك على هذه الأنثى المنجبة للأولاد، التى ستنجب أمثال شبر و شبير.

لقد اتيت لنا من مركز سماء الرفعة المشعة بمثل البدر المنير.

فيا قطب الوجود و اصل الايجاد، لقد أنجبت خيرا من الشمس المشرقة.

لقد ولدت من التراب المعطر حفنة من المسك والعنبر.

لقد منحمت سفينة الإمكان وجودها، و يا سفينة الوجود لقد ولدت مرساة الوجود.

لقد كنت الصادر الأول، فولدت صادرا جديدا أزليا.

و لقد جنت من بستان غيب العالم القدسي، بوردة معطرة في أكمامها.

و لقد ولدت من اعصان شجره الوجود بغصن زرعيه بنفسك.

فازلت احزاننا اليوم، و بدلت غصنا افراحا و سرورا.

العالم عرض و قد ولدت من جوهرك جوهره جديده.

و طلعت علينا من وراء سنا علام السر، و اطلعت لنا سرا جديدا.

و منحت العالم روحا جديده، و نفخت فيه روحا اخرى.

يا ايتها المراه التى يتجلى فيها الله، لقد اظهرت لنا هذه المراه.

و نزلت اليوم فى قوس النزول و تاج الشفاعه يزين جبينك.

و لقد انجبت اعلى و اسمى من القام المحمود و من بيت الحمد.

لقد اتيت بالمستوره عن الخلق، و الاسم الاعظم، و لقد قدرت فى لوح القضاء ما قدرت.

و ولدت نور الوجود الفاطمى و جئت به الى هذا العالم.

و جئت من فاكهه الجنه فى صلبك الطاهر بهذه الوديعه و الامانه من اجل ان تكون محك امتحان الايجاد، و تمييزز نقاوه الذهب و الوجود.

فجئت بجنه الخلد الى الدنيا مصوره بهذه الصوره والمثال

و ليس الحور و الغلمان شيئا، فقد اتيت برضوان من الله اكبر.

يا ملك عرش «لولاك»، لقد اتيت بتاج وضعته على جبين الموجود.

و يا طائر القدس الذى يظلك بجناحيه على الخلائق، لقد نبتت له اكبر قوام جناحك.

لقد جئت معك ببرهان نبوتك، او جئت معك بنبى مثلك.

و جئت بنور الالوهيه المقدس، فاقررت به نواظر حيدر الطاهره.

و لقد كان على فربدا بلا نظرير، فجئت له بمثل و نظير.

و ربيتها تسع سنين فى حجرك حتى ترعرعت هذه المعصومه.

و لقد رعيت هذه الشمس التى من بها الله عليك بالمحبه و العطف.

و زدت على عطف الابوه، فعوضتها عن حنان الام.

و فكنت كلما اويت الى فراشك تقبلها كرارا.

ثم اودعتها عند على، تلك الوديعه التى اتيت بها من الحاكم الحى.

و اوصيت اكثر من الف مره من على منبرك برعايه حرمتها المقدسه.

و ما ان اخفاك عنهم التراب حتى نسوك، و كانهم لم يعرفوا لك ذكرا.

افتعلم ماذا فعلت فى فراقك، العود الذى وضعته بيده على المجمر؟

لم تبق خلافك الا اثنين و سبعين، يوما، بعد ان فارقت روحك الدنيا.

و رقدت انت فى قبرك، و جعلت الزهراء ملاءتها بيت الاحزان.

فيا فاطمه اذا حل يوم القيامه، فسياتى ببابك كلبك هذا الذى آويته.


اللهم إني أتقرب إليك بحبها و حب من يحبها و أبرء من كل وليجة دونها و أتقرب إليك باللعنة على أعاديها والبراءة من ظالميها في الدنيا والآخرة.

الخصيصة الرابعة من الخصائص الخمسين


قال الله تعالى في سورة آل عمران: (و أنبتها نباتا حسنا و كفلها زكريا)

[آل عمران: 37.]

لا بأس بذكر إجمالي لمعنى الكفالة و ما ينبغي على زكريا فعله لحفظها والقيام بشؤونها.

إعلم؛ إن الكفالة بمعنى الضمان في المؤنة والقيام بالأمر؛ يقال: كفلته كفلا و كفولا فأنا كافل، إذا تكفلت مؤنته؛ والمكفول عنه في الفقه من كان في ذمته دين، والمكفول له والمكفول به الدين، والكفيل من ثبت الدين في ذمته. و ذوالكفل بكسر الكاف نبي من الأنبياء بعد سليمان عليه السلام، قال البعض أنه إلياس، و قال آخرون: إنه اليسع، و سمي ذاالكفل لأنه كفل مؤنة الفقراء، أو لأنه كفل سبعين نبيا في زمن عيسى عليه السلام و أنجاهم من العذاب و تحمل عنهم أذى الظالمين.

قال بعض المفسرين أن الله كفل زكريا بمريم، أو أن زكريا ضم مريم إليه لجهة القرابة التي كانت بينهما.

و خلاصة قصة الآية: بعد أن ولدت حنة ابنتها مريم عليهاالسلام لفتها بخرقة و حملتها إلى بيت المقدس، و كان خدامه تسعة و عشرين نفرا يرأسهم زكريا عليه السلام، و كانوا يكتبون التوراة، فقالت حنة: اكفلوا هذه البنت لتبق في هذا البيت.

فتبادروا إليها لمعرفتهم بمكانة حنة و زوجها الذي كان صاحب قربانهم، و حاول كل منهم أن ينال هذا الشرف و يباهي بهذا الفخر، فتخاصموا بينهم ورضوا بالقرعة، فأخرجوا أقلامهم التي كانوا يكتبون التوراة بها و كتبوا عليها أسماءهم و ألقوها في الماء، فن طفا قلمه على الماء فهي نصيبه، فألقوا أقلامهم في نهر الأردن

[كما روى الثعلبى والسيوطى.]] دفعة واحدة فخرج قلم زكريا وانتهت الخصومة واعتذر الخدم والأحبار من زكريا. فلما كفلها زكريا ضمها إلى أهله حنانة أو ايشاع، و هي خالة مريم على الرواية المشهورة- أي أخت حنة- و هو معنى قوله تعالى (و ما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم و ما كنت لديهم إذ يختصمون)

[آل عمران: 44.] فجعلتها ايشاع و زوجها الذي كفلها في غرفة في بيت المقدس حتى نشأت و بلغت تسع سنين.

قال تعالى: (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)

[آل عمران: 37.] المحراب هو المكان العالي أو الغرفة أو المسجد و كان يسمى يومها بالمحراب، و يطلق في هذا الزمان على المصلى و هو المكان الذي تقام فيه الصلاة، و سمي بالمحراب لأن المصلي يحارب فيه أهواءه و يحارب الشيطان في أوقات أداء الفريضة.

و قال الشيخ الجليل الصدوق محمد بن بابويه في مقارنته بين مريم و فاطمة الزهراء عليهاالسلام: قال الله تعالى: (و كفلها زكريا)

[آل عمران: 37.] و كفل فاطمة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم

و رسول الله أفضل من زكريا و فاطمة أفضل من مريم عليهاالسلام

[انظر البحار 43/ 48 ح 46 باب 3.]

و قالت خديجة عليهاالسلام- كما مر في حديث سابق-: إني أفضل من حنة أم مريم، و بعلي أفضل من بعلها.

هذا؛ و قد كفل زكريا مريم بالقوت والخبز والحماية الكاملة حتى نشأت و بلغت، و كذا كفل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مريم الكبرى فاطمة الزهراء حتى بلغت.

أقول: إن الخالة بمترلة الأم، ولكنها لا تصير أما، و زوج الخالة قد يحل محل الأب و لا يكون أبا، و عليه فإن كفالة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و خديجة عليهاالسلام أفضل و أقوى من كفالة حنة و زكريا.

بل إن كفالة الأب والأم من الواجبات المفروضة والتكاليف الإلهية، والإنفاق على الأولاد و توفير مؤونتهم و تربيتهم من مقتضيات الطبيعة البشرية و آثار الحب الفطري الطبيعي.

والتربية تكون حسب الإستعداد والقابلية والكمال الذاتي النفساني للمربى، ولابد من التماثل والتشابه والسنخية بين المربى والمربى، فجوهر الذات القدسية الفاطمية مأخوذ من جوهر الذات المقدسة المصطفوية، و نورها مستل من نور الأنوار، و بناء على ما ذكر تظهر صفات المربى في المربى بالملازمة و كثرة المجاورة.

يعني إن النبى صلى الله عليه و آله و سلم ربى فاطمة عليهاالسلام على النعمة الظاهرة والحضانة الصورية التكليفية، كما أنه غذاها في تلك المدة القليلة بالخصال الحسنة والصفات الممدوحة من النعم المعنوية والأغذية الروحانية، واصطفاها على نساء العالمين، وزقها الملكات الكاملة كما يزق الطائر فرخه، فقوى نبى الرحمة قوى الوجود المقدس

لفاطمة عليهاالسلام بالأنوار الإلهية والفيوضات الغيبية القوية، فلما بلغت و فرغ عن كفالتها الظاهرة والباطنة، وجد فاطمة الزهراء عليهاالسلام كاملة جامعة مبرءة من كل نقص، ولذا كانت فاطمة أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خلقا و خلقا، ذاتا وصفة، هديا و سمتا، قولا و فعلا. و هو معنى قوله تعالى (و أنبتها نباتا حسنا)

[آل عمران: 37.] و كفلها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

و من الواضح المبرهن عليه- أيضا- أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بعث للإرشاد والهداية و تكميل العباد، و كانت دعوته بمستويين: دعوة عامة و دعوة خاصة. أما الخاصة فكانت لعشيرته والأقربين، و أما العامة فللعامة. و لا شك في أن ابنته فاطمة الزهراء عليهاالسلام كانت ألصق الموجودين به صلى الله عليه و آله و سلم و أقرب المقربين إليه من عشيرته الأقربين بحسب القرب الصوري والمعنوي، و كان لها استعدادا فطريا خاصا، فكيف يقصر والحال هذه في إكمال بضعته؟!

قال الشيخ السعدي:




  • چون بود اصل جوهرى قابل
    هيج صيقل نكو نتاند كرد
    آهنى را كه بد گهر باشد



  • تربيت را در او اثر باشد
    آهنى را كه بد گهر باشد
    آهنى را كه بد گهر باشد



[يقول: اذا كان الاصل جوهرا قابلا، اثرت فيه التربيه والصقل. فالصقل الجيد لا يكن جعله حديدا رديئا ذا جوه ردى ء.


و إن الأب ليعطي- بدافع المحبة الفطرية التي جبله الله عليها- كل ما يدخر و كل ما يحسبه الأفضل لولده، و يدخر له كل ما يحتاجه لوقت الحاجة، و يسلمه قطائعه و نفائسه، و لا يكن لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ولدا أعز من فاطمة عليهاالسلام، لذا فإنه كان

منذ ابتداء الوحي والبعثة و إبلاغ الأحكام يودع أنفس جواهر الإيمان في مخزن الوجود المقدس لعزيزته، و يعلمها المعارف والعلوم، فكان أميرالمؤمنين عليه السلام الفرد الكامل من الأقربين في استعداده الفطري- على صغر سنه- و من بعده فاطمة ظعليهاالسلام، و لذا انصب اهتمام النبى صلى الله عليه و آله و سلم في السنوات التسع على إكمال التربية فقط، و لهذا قالت اسماء عن فاطمة عليهاالسلام و هي في الثامنة من عمرها: «ما رأيت امرأة أأدب منها» و قال الراوي متعجبا من اجتهادها في العبادة: «ما رأيت امرأة أعبد منها»

[بحارالانوار 43/ 75 ح 62 باب 3؛ 43/ 84 ح 7 باب 4.]] لقد تورمت قدماها من العبادة. و كمال الإنسان في هاتين القوتين العاقلة والعاملة. و قد تميزت فاطمة الزهراء عليهاالسلام عن جميع النساء في جوهر العقل والعمل، فلما دخلت في كفالة أميرالمؤمنين عليه السلام واستترت في حجلة العصمة كشفت الذخائر العلوية المكتومة والخزائن المكنونة، فلم يخفى عنها شي ء و لم يبقى دونها سر سلام الله عليها، و كان مولى الأولياء يخبرها بما يسمعه عن سيد الأنبياء، فكانت تستفيض من كلام أبيها صلى الله عليه و آله و سلم.

ففاطمة الزهراء عليهاالسلام تلقت التربية المباشرة من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تسع سنين قضتها في كنفه، ثم انتقلت إلى حمى الولاية فكانت تستغيد الأحكام والمعارف الجديدة بالواسطة.

والآن هل يمكن أن تغاس هذه المرأة بنساء الأولين والآخرين، أو بمريم و غيرها من نساء العالمين؟!

و تربية هذا الإنسان الكامل في القابلية يقتفي قابلا من جنسه، و يمكن الإستدلال على أن فاطمة الزهراء عليهاالسلام كانت أول من آمن من النساء بالله و رسوله

بعد أمها خديجة بنفس البرهان الذي ألزم به المأمون علماء العامة بقبول إيمان أميرالمؤمنين في الصغر قبل البلوغ، من دعاء النبى صلى الله عليه و آله و سلم في والوحي الإيماني «فهو أول من آمن بالله و رسوله». ولكن كما كان إيمان أميرالمؤمنين في الصغر يعدل، بل يفضل إيمان الأولين والآخرين، فكذلك إيمان فاطمة يفضل إيمان خديجة و نساء العالمين؛ لما تلقته من اهتمامات و إفاضات و تربية خاصة من أبيها، و اختلاف مراتب المؤمنين بالإيمان واضح في الأخبار المعتبرة.

الحاصل: لا يمكن أن يقال أن نمو فاطمة الزهراء نماء جسمانيا كان خارجا عن الحد الطبيعي و خلافا للعادة المعهودة، و إلا لزم أن نقول إنها كانت تنمو نموا مخالفا للإعتدال و منافيا لكمال الأجزاء الأعضاء الإنسانية، و يعارض أيضا الأحاديث والأخبار الواردة في شمائلها الصورية و خصائلها المعنوية الناصة على شبهها الشديد للغاية مع شخص رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

و أما تكلمها في رحم أمها خديجة، فقد تكرر عدة مرات، و أما تكلمها بعد الولادة مباشرة، فلم أعثر على رواية تدل على تكرر ذلك، فبعد أن شهدت الشهادتين و أقرت بإمامة الأئمه المعصومين عليهم السلام بعد الولادة مباشرة و في حضور النسوة الأربع والحوريات، وانقطع كلامها لا تتكرر الحادثة مرة أخرى؛ و إذا كانت قد تكررت و لم تصلنا ففي إخفاء ذلك حكمة؛ لأننا لم نجد رواية تنقل لنا ذلك. كما أننا لم نجد روايات تدل على استمرار عيسى أو بعض الأئمة المعصومين عليهم السلام في التكلم أيام الرضاع سوى ما ثبت من كلامهم في بدو التولد؛ و كأن الدوام ينافي الحال الطبيعي لعموم العبيد.

و أما ما سمعته خديجة، فهي الوحيدة التي سعته ثم أخبرت النبى صلى الله عليه و آله و سلم به،

و لا يكن في ذلك الزمان مستمع قابل من الآخرين يمكن أن يسمع حديث فاطمة و يروي لنا ما سمع، و ليس في الأخبار شي ء من ذلك.

و أما عيسى ابن مريم، فقد تكلم في المهد اسكاتا لخصوم مريم عليهاالسلام فقال: في عبدالله آتاني الكتاب و جعلني نبيا)

[مريم: 30.]؛ و كان قد تكلم عند الولادة مسليا أمه كما قال الله تعالى: (فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا- و هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا- فكلي واشربي و قري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا)

[مريم: 24- 26.] و قد ورد في الرواية الصحيحة أن عيسى عليه السلام لم يتكلم بعد ذلك إلى أن حان أوان تكلمه كسائر الأطفال حين يبلغون ذلك السن المعين، و إذا وردت وردت رواية في تكلمه فالمقصود وقوعه بعد الرضاع.

و في كتاب «حياة القلوب» أن مريم تكلمت في رحم أمها حنة، بل روى ذلك أهل الخلاف أيضا.

روي أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال لأمه فاطمة بنت أسد: «يا أماه لا تقمطيني إني أريد أن أتضرع إلى الله و أبتهل و أتبصبص» و إنه تكلم مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و تلى الكتب السماوية و قرأ القرآن الكريم كما ورد في كتب المناقمب والفضائل مفصلا، و هذا التكلم- في غير الوقت المعهود- فيه إظهار لقدرة الحق، و دليل و برهان على شرف و جلالة قدر المتكلم، و هو من أعظم الكرامات للمولود.

و نعم ما قيل:

/ 58