علی فی القرآن جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی فی القرآن - جلد 1

سید صادق حسینی شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سوره انفال


"وفيها سبع عشرة آية"

1- لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ / 8.

2- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً / 15.

3- فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ / 17.

4- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ / 20.

5- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ / 24.

6- وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً / 25.

7- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ / 27.

8- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً / 29.

9- وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ / 30.

10- وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ / 32.

11- وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ / 33.

12- وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ / 34.

13- وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ / 41.

14- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا / 45.

15- وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ / 62.

16- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ / 64.

17- وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ / 75.

'لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ'.

الأنفال/ 8.

روى العلاّمة البحراني "قده" قال: أسند ابن مردويه ـ وهو من ثقاة العامّة ـ إلى أبان بن تغلب، عن مسلم قال:

سمعت أبا ذر والمقداد وسلمان يقولون: كنا قعوداً عند النبي "صلى الله عليه وسلّم" إذ أقبل ثلاثة من المهاجرين، فقال "صلى الله عليه وسلّم":

"تفترق أمتي بعدي ثلاث فرق: أهلُ حق لا يشوبونه بباطل، مثلهم كالذهب كلّما فتنته النّار زاد جودة، وإمامهم هذا ـ وأشار "صلى الله عليه وآله" إلى أحد الثلاثة، وهو الذي أمر الله في كتابه "أنْ يكون" إماماً ورحمة.

وفرقة أهل باطل لا يشوبونه بحق، مثلهم كمثل الحديد كلّما فتنته النّار ازداد خبثاً، وإمامهم هذا".

"قال مسلم": فسألتهم عن أهل الحق وإمامهم فقالوا علي بن أبي طالب، وأمسكوا عن الآخرين، فجهدت في الآخرين أنْ يسموهما فلم يفعلوا.

ثم قال: هذه رواية أهل المذهب

[غاية المرام/ ص578.]

"أقول" لعل الراوي هو الذي لم ينقل اسم الآخرين، إذ أنّ أبا ذر والمقداد وسلمان هم أجلُّ وأتقى من إخفاء الحق "كيف" وقال هؤلاء كلمة الحق في موارد هي أصعب من هذا المورد، والمتصفح لكتابنا هذا لا يخفى عليه وصف الشخصين الآخرين، حتى إذا خفي عليه اسمهما.

"كما" أنّه لا منافاة بين هذا الحديث وما سبق ويأتي من قول النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة ناجية والباقون في النّار" لأحد أمرين:

"أحدهما": إن هذه الثلاث هي منشأ للفرق الباقيات، وبالأحرى ـ الفرقتان الأخريان هما السببان للاثنتين والسبعين فرقة الباقية.

"ثانيهما" إنَّ الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم" أراد بيان حال هؤلاء الثلاثة من المهاجرين الّذين وردوا عليه، ولم يكن بصدد الحصر، وباصطلاح الفقهاء هذا من الحصر الإضافي لا الحقيقي.

"ولا يخفى" أنّ الذي يظهر من السياق هو كون الفرقة الثالثة "خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً" فشابوا الحق بالباطل، وترك ذكرها إمّا لسهو الراوي، أو لعمده ملاحظة للأمور السياسية التي كانت قائمة ذلك اليوم، وكم له من نظائر في الحديث والتاريخ.

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبارَ'.

الأنفال/ 15.

أخرج العالم الشافعي، السيّد المؤمن الشبلنجي في نور الأبصار، قال: قال ابن عباس

[هو أبو العباس، عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" ومن أصحابه ويلقب بـ"حَبرُ الأمة"، أخرج له أحاديث كثيرة معظم أصحاب كتب الحديث، والصحاح الستة مليئة بأحاديثه، وقد روى الكثير في فضل أهل البيت، وخاصة علي بن أبي طالب أمير المؤمنين.

ترجم له معظم المؤرخين، وأصحاب الرجال في معاجمهم، نذكر بعض أولئك من العامّة للمراجعة:

محمّد بن سعد في الطبقات الكبرى/ ج2/ القسم2/ ص119.

ومحمّد بن إسماعيل البخاري في "التاريخ الكبير" ج3/ ص301.

وفي "التاريخ الصغير" ص68.

وعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري في كتاب "المعارف" ص54.

وأبو علي بن رستة في "الأعلاق النفسية" ص213.

ومحمّد بن أحمد الدولابي في "الكنى والاسماء" ج1/ ص82.

ومحمّد بن جرير الطبري في "الذيل المذيل" ص115.

وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"/ ج2/ القسم2/ ص116.

والمطهر بن طاهر المقدسي في "البدء والتاريخ" ج5/ ص105.

ويوسف بن عبد الله بن عبد البر في "الاستيعاب" ج1/ ص372.

وأبو نعيم في الحلية ج1/ ص314.

وابن القيراني في "الجمع بين رجال الصحيحين" ص239.

وابن الجوزي في "تلقيح مفهوم أهل الأثر" ص184.

وفي "صفة الصفوة" ج1/ ص314.

وابن الأثير في "أسد الغابة" ج3/ ص192.

وفي "الكامل في التاريخ" ج4/ ص125.

وأبو زكريا النواوي في تهذيب الأسماء/ ص351.

والخوارزمي في جامع المسانيد/ ج2/ ص488.

والقيرواني في "معالم الإيمان" ص89.

وأبو الفداء في "المختصر في أخبار البشر" ج1/ ص207.

والذهبي في "دول الإسلام" ص341.

وفي "تذكرة الحفّاظ" ج1/ ص37.

وفي "تجريد أسماء الصحابة" ج1/ ص344.

واليافعي في "مرآة الجنان" ج1/ ص143.

وابن كثير في "البداية والنهاية" ج8/ ص295.

وابن حجر العسقلاني في "تهذيب التهذيب" ج5/ ص276.

وفي "تقريب التهذيب" ص204.

وفي "الإصابة" ج4/ ص90.

والعيني في "عمدة القارئ" ج1/ ص83.

وأحمد بن عبد الله الخزرجي في "خلاصة تهذيب الكمال" ص202.

وأبو المواهب الشعراني في "لواقح الأنوار" ج1/ ص27.

وابن العماد في "شذرات الذهب" ج1/ ص75.

والزركلي في "الأعلام" ج4/ ص228 وآخرون كثيرون...]، "رضي الله عنهما":

ليس آية من كتاب الله تعالى: 'يا أيها الذين آمنوا' إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها

[نور الأبصار إ/ ص78.]

'فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ'.

الأنفال/ 17.

روى العلاّمة البحراني عن الثعلبي "في تفسيره" عن سمّاك بن حربن، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى:

'وما رميت إذ رميت':

"إنّ النبي "صلى الله عليه وسلّم" قال لعلي: ناولني كفاً من حصى، فناوله، فرمى به في وجوه القوم، فما بقي أحد إلاّ امتلأت عيناه من الحصى".

وفي رواية غيره "يعني غير الثعلبي": "وأفواههم ومناخرهم".

قال أنس: رمى بثلاث حصيات في الميمنة، والميسرة، والقلب، 'وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً'.

يعني: وهزم الكفار ليعم النبي والوصي"

[غاية المرام/ 407.]

"أقول" فالمقصود بكلمة "المؤمنين" هو النبي وعلي "عليهما الصلاة والسلام" باعتبارهما أكمل المصاديق الظاهرة.

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ'.

الأنفال/ 20.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: حدّثنا أبو زكريا بن إسحاق "بإسناده المذكور" عن حذيفة:

إنَّ أُناساً تذاكروا فقالوا: ما نزلت آية في القرآن فيها 'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا' إلاّ في أصحاب محمد "صلى الله عليه وسلّم".

فقال حذيفة: ما نزلت في القرآن 'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا' إلاّ كان لعلي لبُها ولُبابها"

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص48.]

"أقول" يعني: إنّ 'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا' في القرآن تشمل عامة أصحاب النبي "صلى الله عليه وآله" باعتبارهم تظاهروا بالإيمان بالله ورسوله، أمّا واقع الإيمان ولبُّه ولبابُه فإنّما هو لعلي بن أبي طالب "عليه السلام".

لأنّه الذي آمن بكل أعماقه إيماناً مطلقاً لا يشوبه شيء أبداً، ولا تخلَّف طرفة عين إطلاقاً.

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ'.

الأنفال/ 24.

روى العلاّمة الكشفي، المير محمد صالح الترمذي "الحنفي" قال: روى ابن مردويه في مناقبه عن الإمام محمد الباقر "رضوان الله عليه" أنّه قال: قوله تعالى:

'اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ'.

"نزلت في ولاية علي بن أبي طالب "كرّم الله وجهه"

[المناقب للكشفي/ الباب الأول.]

"أقول" يعني: دعاكم لولاية علي بن أبي طالب، التي بها حياتكم الدينية، لأنّه من الالتزام بالإسلام.

'وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً'.

الأنفال/ 25.

روى العلاّمة البحراني عن أبي عبد الله محمد بن علي السراج يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال: قال النبي "صلى الله عليه وآله":

يا ابن مسعود قد أنزلت الآية 'وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً' وأنا مستودعكها، ومسلم لك خاصة الظلمة فكن لما أقول واعياً وعني له مؤدياً:

من ظلم علياً مجلسي هذا كمن جحد نبوّتي ونبوّة من كان قبلي

[غاية المرام/ 407.]

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ'.

الأنفال/ 27.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال:

في العتيق روي عن يونس بن بكار، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله تعالى ذكره:

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ ـ في آل محمد ـ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ'

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص205.]

"أقول" تنبيهان "الأول" لا يخفى أنَّ المقصود من ذكر "آل محمد" ليس كونه من القرآن، بل إنّما هو من التفسير أو التأويل، يعني: المراد بـ 'أماناتكم' هي "آل محمد"، وما أكثر له من نظائر في كتب التفسير والحديث.

"الثاني" لا شك أنّ علي بن أبي طالب هو من آل محمد، ومن أهل بيت محمد، بل هو سيّدهم وكبيرهم وأولهم، كما نصّت بذلك العشرات... والعشرات من الأحاديث الصحيحة والمعتمدة التي أودعها علماء أهل السُّنة أنفسهم في كتبهم المختلفة، وسيأتي بيان ذلك في موارد مختلفة من هذا الكتاب "منها" في سورة الأحزاب/ آية33/ عند قوله تعالى: 'إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً'. حيث قال النبي "صلى الله عليه وآله" ـ وقد أدخل علياً وفاطمة والحسن والحسين تحت الكساء ـ: "اللَّهم إنّ هؤلاء آل محمد الخ"

[شواهد التنزيل/ ج2/ ص76 وما بعدها.]

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً'.

الأنفال/ 29.

روى العلاّمة السيّد هاشم البحراني، عن تفسير "مجاهد":

"ما في القرآن 'يا أيها الذين آمنوا' إلاّ ولعلي سابقة ذلك، لأنّه سابقهم إلى الإسلام، فسمّاه الله تعالى في تسعة وثمانين موضعاً أمير المؤمنين"

[غاية المرام/ ص441.]

"أقول" هذه الموارد نثبتها ـ مرقمة ـ في ما يلي مع ذكر أول قطعة من كل آية فيها 'يا أيها الذين آمنوا'.

سورة البقرة:

1- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا / 104.

2- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ / 153.

3- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ / 172.

4- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى / 178.

5- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ / 183.

6- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً / 208.

7- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ / 254.

8- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذى / 264.

9- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ / 267.

10- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا / 278.

11- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ / 282.

سورة آل عمران:

12- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ / 100.

13- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ / 102.

14- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ / 118.

15- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً / 130.

16- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ / 149.

17- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا / 156.

18- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا / 200.

سورة النساء:

19- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً / 19.

20- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ / 29.

21- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ / 59.

22- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ / 71.

23- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا / 94.

24- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ للهِ / 135.

25- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ / 136.

26- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ / 144.

سورة المائدة:

27- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ / 1.

28- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ / 2.

29- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ / 6.

30- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ / 8.

31- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ / 11.

32- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ / 35.

33- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ / 51.

34- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ / 54.

35- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً / 57.

36- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ / 87.

37- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ / 90.

38- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْ ءٍ مِنَ الصَّيْدِ / 94.

39- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ / 95.

40- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ / 101.

41- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ / 105.

42- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ / 106.

سورة الأنفال:

43- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً / 15.

44- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ / 20.

45- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ / 24.

46- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ / 27.

47- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً / 29.

48- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا / 45.

سورة التوبة:

49- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ / 23.

50- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ / 28.

51- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ / 34.

52- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا / 38.

53- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ / 119.

54- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ / 123.

سورة الحج:

55- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ / 77.

سورة النّور:

56- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ / 21.

57- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ / 27.

58- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ / 58.

سورة الأحزاب:

59- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ / 9.

60- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً / 41.

61- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ / 49.

62- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ / 53.

63- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً / 56.

64- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى / 69.

65- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ً/ 70.

سورة محمد "صلى الله عليه وآله وسلّم":

66- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ / 7.

67- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ / 33.

سورة الحجرات:

68- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ / 1.

69- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ / 2.

70- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا / 6.

71- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ / 11.

72- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ / 12.

سورة الحديد:

73- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ / 28.

سورة المجادلة:

74- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالإِثْمِ / 9.

75- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا / 11.

76- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا / 12.

سورة الحشر:

77- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ / 18.

سورة الممتحنة:

78- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ / 1.

79- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ / 10.

80- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ / 13.

سورة الصف:

81- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ / 2.

82- يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم / 10.

83- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ / 14.

سورة الجمعة:

84- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ / 9.

سورة المنافقون:

85- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ / 9.

سورة التغابن:

86- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ / 14.

سورة التحريم:

87- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاس وَالْحِجارَةُ / 6.

88- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً / 8.

'وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ'.

الأنفال/ 30.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: حدثني الحسين بن محمد بن الحسين الثقفي "بإسناده المذكور" عن ابن عباس في قول الله تعالى: 'وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا'.

قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح "محمد" فأوثقوه بالوثاق، وقال بعضهم: اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله نبيه على ذلك، فبات علي بن أبي طالب على فراش النبي "صلى الله عليه وسلّم" تلك الليلة فخرج رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون علياً وهم يظنون أنّه رسول الله، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوا علياً ردّ الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره

[غاية المرام/ ص441.]

'وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ'.

الأنفال/ 32.

نقل العلاّمة القبيسي، عن الحافظ أبي عبيد الهروي، المتوفى "333" في تفسيره "غريب القرآن" قال:

لمّا بلّغ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" في غدير خم في حقّ علي ما بلّغ، وشاع ذلك أتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدي، فقال: يا محمد أمرتنا من الله أنْ نشهد أنْ لا إله إلا الله، وأنّك رسول الله، وبالصلاة، والصوم، والحجّ، والزكاة فقبلنا منك، ثم لم ترضَ بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلّته علينا وقلت: "من كنت مولاه فعليٌّ مولاه" فهذا شيء منك أم من الله؟

فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله": والله الذي لا إله إلاّ هو إنّ هذا من الله.

فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إنْ كان ما يقول محمد حقاً 'فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ'.

فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر، فسقط على هامته وسقط من دبره وقتله

[كتاب "ماذا في التاريخ"/ ج3/ ص151.]

وقال سعد أفندي في حاشية له على تفسير البيضاوي مخطوطة، في تفسير سورة المعارج: "والسائل نظر بن الحارث على قول الجمهور فإنّه قال: 'إن كان هذا هو الحق' الآية، فـ "واقع" بمعنى سيقع لا محالة، عبر بما يدّل على الدّال لتحققه، إما في الدنيا أو في الآخرة

[حاشية أنوار التنزيل لسعدي أفندي/ ج2/ ص69.]

"أقول" ورواه من أعلام المذاهب السنية: شيخ الإسلام الحمويني "الحنفي" في كتابه "فرائد السمطين" في الباب الثالث عشر، وابن الصباغ "المالكي" في كتابه "الفصول المهمة" ص36. والسيّد الشبلنجي "الشافعي" في كتابه "نور الأبصار" ص78.

وغيرهم كثيرون.

'وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ'.

الأنفال/ 33.

روى العلاّمة المير محمد صالح الكشفي الترمذي، في كتابه "المناقب المرتضوية" قال:

أورد في الصواعق المحرقة قوله تعالى:

'وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ' إن المراد أهل البيت كما قال "صلى الله عليه وسلّم":

"النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي"

[ينابيع الموّدة/ ص489.]

"أقول" لعلّ المقصود بذلك أنّ كون أهل البيت "عليهم السلام" في الأمّة، بمثابة كون الرسول "صلى الله عليه وآله" بنفسه في الأمة، فكما أنّ الله تعالى لا يُعذِّب الأمة ما دام الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم" بين ظهراني الأمة، كذلك لا يعذب الله أمة الإسلام بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه وآله" ما دام واحد من أهل البيت بين ظهراني الأمة.

"وحيث" لا تخلو الأرض من حُجّة، وحيث يوجد في هذا الزمان الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه" وهو من أهل البيت، فلا يستحق النّاس العذاب.

'وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ'.

الأنفال/ 34.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: أخبرنا عقيل بن الحسين "بإسناده المذكور" عن عبد الله بن عباس "في قوله تعالى":

'وما كانوا' يعني: كفّار مكة.

'أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ' يعني: "اتقوا" الشرك والكبائر، يعني: علي بن أبي طالب وحمزة وجعفراً وعقيلاً. هؤلاء هم أولياؤه.

'وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ'

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص216.]

'وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ'.

الأنفال/ 41.

أخرج الشيخ المفسّر شهاب الدين السيويسي، في تفسيره المخطوط الممزوج بآيات القرآن قال:

'فإَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى'.

أي: ولأقاربه كبني هاشم وبني المطلب ـ دون بني شمس وبني نوفل ـ لأنَّ هؤلاء لم يفارقوه في الجاهلية والإسلام

[عيون التفاسير للفضلاء السماسير/ الصفحة الثانية/ ولا رقم للورقة.]

وروى الطبري في تفسيره "جامع البيان في تفسير القرآن" "بإسناده المذكور" عن ابن الديلمي قال: قال علي بن الحسين "رضي الله عنه" لرجل من أهل الشام: أما قرأت في الأنفال 'وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فإَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُْرْبى...' الآية؟ قال "الشامي": نعم، قال: نحن هم. قال "الشامي": فإنّكم لأنتم هم؟ قال: نعم"

[جامع البيان في تفسير القرآن/ سورة الأنفال.]

روى الطبري ـ أيضاً ـ في تفسيره عن الحارث "بإسناده المذكور" عن المِنهال بن عمرو، قال: سألت عبد الله بن محمد بن علي، وعلي بن الحسين "بن علي بن أبي طالب" عن الخمس؟

فقالا: هو لنا.

فقلت لعلي "بن الحسين بن علي بن أبي طالب": إنَّ الله يقول: 'وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ' قال: يتامانا ومساكيننا"

[جامع البيان في تفسير القرآن/ تفسير سورة الأنفال.]

وقال العلاّمة محمد جمال الدين القاسمي، في تفسيره عند ذكر هذه الآية:

"أجمع العلماء: على أنّ المراد بـ "ذي القربى" قرابته "صلى الله عليه وسلّم"

[تفسير القاسمي/ ج8/ ص3001.]

وقال الإمام التونسي، الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير"، "وأمّا ذو القربى، فـ "ال" في القربى عوض عن المضاف إليه، والمراد هنا هو الرسول المذكور قبله، أي: ولذي قربى الرسول، وذلك إكرام من الله لرسوله ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ إذ جعل لأهل قرابته حقاً في مال الله، لأنّ الله حرَّم عليهم أخذ الصدقات والزكاة، فلا جرم أنّه أغناهم من مال الله، ولذلك كان حقهم في الخمس ثابتاً بوصف القرابة"

[تفسير التحرير والتنوير/ ج10/ ص9.]

وقال صاحب المنار في تفسيره، عند تفسيره هذه الآية:

"ولذوي القربى، لأنّهم أكثر النّاس حميّة للإسلام، حيث اجتمعت فيهم الحميّة الدينية إلى الحميّة النسبية، فإنّه لا فخر لهم إلاّ بعلو دين محمد ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ ولأنّ في ذلك تنويهاً بأهل بيت النبي ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ وتلك مصلحة راجعة إلى الملّة، وإذا كان العلماء والقرّاء يكون توقيرهم تنويهاً بالملة، يجب أن يكون توقير "ذوي القربى" كذلك بالأولى.

ثم قال أيضاً:

"روي عن زين العابدين، علي بن الحسين أنّه قال: إنّ الخمس لنا، فقيل له، إنّ الله يقول: 'وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ' فقال: يتامانا، ومساكيننا، وأبناء سبيلنا"

[تفسير المنار/ ج10/ ص14-15.]

وقال المفسّر المعاصر "عبد الكريم الخطيب" في تفسيره الكبير المسمّى بالتفسير القرآني للقرآن، في هذه الآية:

"فهذا الخمس من الغنائم موزع على خمسة أقسام، قسم لله، وما كان لله فهو لرسول الله، وقسم لذوي القربى من رسول الله"

[التفسير القرآني للقرآن/ ج5/ ص616.]

وقال الإمام أبو حامد الغزالي في "إحيائه" قال "صلى الله عليه وسلّم": "لا تحلُّ الصدقة لآل محمد، إنّما هي أوساخ النّاس"

[إحياء علوم الدين/ ج3/ ص410.]

وأخرج إمام "الحنابلة" أحمد بن حنبل في مسنده قال: إنَّ نجدة الحروري سأل ابن عباس عن سهم ذي القربى فقال:

"هو لنا، لقربى رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" قسّمه رسول الله لهم"

[مسند أحمد/ ج1/ ص320.]

وأخرج الزمخشري في تفسيره قال:

"وعن ابن عباس أنّه ـ أي الخمس ـ على ستة أسهم، لله والرسول سهمان، وسهم لأقاربه، حتى قبض "صلى الله عليه وسلّم".

[تفسير الكشاف/ سورة الأنفال/ آية الخمس.]

وقال المفسّر أحمد بن يوسف كواشي الموصلي، في تفسيره المخطوط المزجي: في 'ولذي القربى' من سورة الأنفال:

والمراد أقاربه ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ وهم بنو هاشم وبنو المطلب يعطون... إلى أنْ قال:

قال: ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ: أمّا بنو هاشم وبنو المطلب فشيء واحد "وشبك بين أصابعه" ما فارقونا في جاهلية ولا إسلام"

[التلخيص في التفسير مخطوط ج2/ ص1/ الورقة 8.]

والمفسّر الكبير، أبو الفضل فيض الله بن المبارك الفيض الهندي، في تفسيره المخطوط المزجي المهمل الكلمات التي لا نقط لها، قال:

'ولذي القربى' والمراد ألد أرحام رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" وهم أولاد والد والده، ووالد والد والده"

[سواطع الإلهام مخطوط/ لا أرقام لصفحاته.]

يعني: أولاد عبد المطلب، وأولاد هاشم.

والشيخ إسماعيل بن مصطفى الحقي الإسلامبولي في تفسيره المخطوط قال:

'ولذي القربى' وهم بنو هاشم وبنو المطلب.

وإنّما خصَّ ذا قرابة رسول الله ـ "صلى الله عليه وآله" ـ بني هاشم وبني المطلب، لأنّهم لم يفارقوه "عليه السلام" في جاهلية ولا في إسلام، فكانت قرابتهم قرابة كاملة وهي القرابة نسباً وتواصلاً في حال العسر واليسر، فأُعطوا الخمس"

[روح البيان مخطوط ص2/ الورقة311.]

وقال المؤرخ المشهور "محمد فريد وجدي" صاحب "دائرة معارف القرن العشرين" في تفسيره المختصر المسمّى بـ "المصحف المفسّر" في تفسير هذه الآية الكريمة:

"ما غنمتم من شيء فإنّ خمسه لله ورسوله ولذي القربى من الرسول، وهم بنو هاشم، وبنو المطلب، وقيل بنو هاشم وحدهم"

[المصحف المفسر/ ص233.]

وقال مفتي دمشق الشام، السيّد محمد أفندي النقيب في تفسيره المهمل بلا نقطة المسمّى بـ "در الأسرار":

"واعلموا أنّما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول، ولذي القربى" للرسول

[در الأسرار/ ج1/ ص159.]

وقال مدرّس كلّية الشريعة الإسلامية بمصر "الشيخ محمد علي السايس" في كتابه في التفسير عند هذه الآية الكريمة:

"ثالثها: ذو القربى، والمراد بها قرابة رسول الله ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ"

[تفسير آيات الأحكام للسايس/ ج2/ ص7.]

وقال الحافظ ابن رشد في "بداية المجتهد" في باب الخمس، عند ذكر هذه الآية الكريمة:

"واختلفوا في القرابة من هم؟ فقال قوم بنو هاشم فقط، وقال قوم بنو عبد المطلب وبنو هاشم..."

[بداية المجتهد ونهاية المقتصد/ ج1/ ص407.]

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا'.

الأنفال/ 45.

أخرج السيّد المؤمن الشبلنجي "الشافعي" في "نور الأبصار" عن ابن عباس "رضي الله عنهما" أنه قال: ليس آية من كتاب الله تعالى: 'يا أيّها الذين آمنوا' إلاّ وعليٌّ أولها وأميرها وشريفها

[نور الأبصار/ ص78.]

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: أخبرني الحسين بن أحمد "بإسناده المذكور" عن الحكم بن عيينة قال:

"أربعة لا شكَّ فيهم أنّهم ثبتوا يوم حنين، فيهم علي بن أبي طالب"

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص252-253.]

"أقول" علي بن أبي طالب كان أول من يخوض غمار الحروب، وآخر من يخرج عنها، ومتى وفي أية حرب لم يثبت علي بن أبي طالب، حتى يكون ثبوته يوم حنين فضيلة خاصة، فإنّه لم يسجل عليه التاريخ الفرار من الزحف، ولا مرة واحدة، كيف وهو الذي يقول في "نهج البلاغة": "لو تظاهر العرب عليّ لما وَلّيتُ عنها".

ولكن ذكر الحكم بن عيينة ذلك إنّما هو تأكيد لثباته، لأنَّ يوم حنين فرَّ كثير من أصحاب الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم" حيث اعتمدوا على كثرتهم ولم يتوكلوا على الله، قال تعالى 'وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ' التوبة/ 25.

'وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ'.

الأنفال/ 62.

روى العلاّمة الهندي عبيد الله بسمل في كتابه الكبير، في فضائل أمير المؤمنين "عليه السلام" عن أبي نعيم والسمعاني والسّيوطي بأسانيدهم، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال في قوله تعالى: 'هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ': قال رسول الله ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ:

"مكتوب على العرش أنا الله لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي، ومحمد عبدي، ورسولي أيّدته بعلي بن أبي طالب"

[أرجح المطالب/ ص73.]

وأخرج نحوه الحافظ الحنفي، سليمان القندوزي في ينابيعه

[ينابيع الموّدة/ ص94.]

وأخرج قريباً من ذلك ـ باختلاف اللفظ واتفاق المعنى ـ العديد من الحُفّاظ والأثبات: "منهم" المحب الطبري في "ذخائر العقبى" عن أبي الخميس عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم"

[ذخائر العقبى/ ص69.]

ومنهم علاّمة واسط، فقيه الشافعية، الحافظ أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه

[المناقب لابن المغازلي/ ص39.]

"منهم علاّمة الأحناف، الحافظ موفّق بن أحمد الخوارزمي في مناقبه

[المناقب للخوارزمي/ ص234.]

"ومنهم" علاّمة الشوافع، الحافظ محبّ الدين الطبري في رياضه

[الرياض النضرة/ ج2/ ص272.]

"ومنهم" الحافظ ابن حجر الهيثمي "الشافعي"، في مجمع الزوائد

[مجمع الزوائد/ ج9/ ص121.]

"ومنهم" المتقى الهندي "الحفض"، في كنز العمال

[كنز العمال/ ج6/ ص158.]

"ومنهم" الخطيب البغدادي في تاريخه الكبير

[تاريخ بغداد/ ج11/ ص173.]

"ومنهم" مفسّر الشافعية، جلال الدين بن أبي بكر السّيوطي في تفسيره

[الدّر المنثور/ ج3/ ص199.]

وآخرون عديدون...

'يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ'.

الأنفال/ 64.

روى الخطيب أبو بكر، أحمد بن علي البغدادي في "مناقبه"، عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قوله تعالى:

'يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ'.

هو علي بن أبي طالب، وهو رأس المؤمنين

[مناقب الخطيب البغدادي/ ص186.]

وأخرجه علاّمة الهند، عبيد الله بسمل في مناقبه

[أرجح المطالب/ ص88.]

وأخرجه أيضاً علاّمة الحنفية، المير محمد صالح الكشفي الترمذي، في مناقبه عن المحدِّث الحنبلي

[المناقب للكشفي/ الباب الأول.]

'وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ'.

الأنفال/ 75.

روى الحافظ سليمان القندوزي "الحنفي"، عن الحافظ أبي بكر بن مردويه في كتاب "المناقب" أنّه قال: في قوله تعالى:

'وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ'.

إنه قيل: ذلك علي، لأنّه كان مؤمناً مهاجراً ذا رحم.

"أقول":

إنّ الحافظ القندوزي وإنْ ذكر عن ابن مردويه ذلك في آية أخرى واردة في سورة الأحزاب، وفيها بعد 'في كتاب الله' 'من المؤمنين والمهاجرين' وهذه الآية ليست بعدها هذه الجملة، إلاّ أنّ التفسير إنّما هو بملاحظة جملة 'وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ' المشتركة بين الآيتين ولورودهما مورداً واحداً، "وحيث إنّهما تعتبران آيتين، لا آية واحدة وإنْ اتحد لفظهما، لذلك جعلناهما آيتين في فضل علي "عليه السلام"، وسيأتي في سورة الأحزاب تعليق لا بأس بملاحظته.

سوره توبه


"وفيها تسع عشرة آية"

1- وأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاس يَوْمَ الْحَجِّ/ 3.

2- وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ / 12.

3- أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ / 16.

4- أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ / 17.

5- أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ / 19.

6- الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ "إلى" عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيم/ 20-22.

7- ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ / 26.

8- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ / 28.

9- يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ / 32.

10- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النّاس بِالْباطِلِ / 34.

11- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ / 36.

12- إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ / 40.

13- وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ / 61.

14- يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ / 74.

15- وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ / 100.

16- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ / 119.

17- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ / 123.

'وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاس يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِي ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ'.

التوبة/ 3.

روى أبو جعفر محمد بن جرير "الطبري" في تفسيره "بإسناده المذكور" عن زيد بن يثيع قال: نزلت براءة فبعث بها رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" أبا بكر، ثم أرسل علياً فأخذها منه، فلمّا رجع أبو بكر قال: هل نزل فيَّ شيء؟ قال "صلى الله عليه وآله": لا ولكن أُمرتُ أنْ اُبلغُها أنا أو رجلٌ من أهل بيتي

[جامع البيان في تفسير القرآن/ ج10/ ص46.]

وروى البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة أنّه قال:

"فأذن علي في أهل منى يوم النحر، ببراءة "يعني بأن الله بريء من المشركين ورسولُه" وأنْ لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان"

[صحيح البخاري/ ج5/ ص37.]

وأخرج "الفقيه الشافعي" جلال الدين السّيوطي في تفسيره، عن ابن أبي حاتم، عن حكيم بن حميد، قال: قال لي علي بن الحسين "رضي الله عنه": إن لعلي في كتاب الله اسماً ولكن لا يعرفونه.

قلت: ما هو؟

قال: ألم تسمع قول الله:

'وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاس يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ'.

هو والله الأذان

[الدّر المنثور/ تفسير سورة التوبة/ أولها.]

وأخرج الإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، في تفسيره "التحرير والتنوير" قال:

"وهذا الأذان قد وقع في الحجّة التي حجّها أبو بكر بالنّاس، إذ ألحق رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ علي بن أبي طالب بأبي بكر موافياً الموسم ليؤذن ببراءة، فأذن بها علي يوم النحر بمنى، من أولها إلى ثلاثين أو أربعين آية منها، كذا ثبت في الصحاح والسنن بطرق مختلفة يزيد بعضها على بعض

[تفسير التحرير والتنوير/ ج10/ ص100.]

وأخرج علاّمة الشام، محمد جمال الدين القاسمي، في تفسيره المسمّى بمحاسن التأويل، المعروف "بالتفسير القاسمي" قال: "وروى ابن إسحاق قال: لمّا نزلت "براءة" على رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" قيل له: يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر؟ فقال "صلى الله عليه وآله وسلّم": لا يؤدي عنّي إلاّ رجل من أهل بيتي، ثم دعا علي بن أبي طالب ـ رضوان الله عليه ـ فقال له أخرج بهذه القصة من صدر براءة، وأذّن في النّاس يوم النّحر، إذا اجتمعوا بمنى الخ

[تفسير القاسمي/ ج8/ ص3069.]

وأخرج نحو ذلك وغيره من أحاديث عديدة، صاحب المنار في تفسيره

[تفسير المنار/ ج10/ ص157.]

وهكذا الإمام المفسّر برهان الدين بن عمر البقاعي، في تفسيره "نظم الدُّر في تناسب الآيات والسور"

[نظم الدر/ ج8/ ص364-365.] وغيرهما كثيرون.

والمفسّر المعاصر المصري من أهل السنة "عبد الكريم الخطيب" في تفسيره الكبير الذي أسماه "التفسير القرآني للقرآن" عند تفسير هذه الآيات قال:

وما كاد أبو بكر ينفصل عن المدينة في طريقه إلى البلد الحرام، حتى تلقى رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" من ربّه هذه الآيات الأولى من سورة براءة، فجعل إلى علي بن أبي طالب أنْ يؤدي عنه هذا الأمر، وأنْ يؤذن به في النّاس يوم الحجِّ الأكبر"

[التفسير القرآني للقرآن/ ج5/ ص698.]

وهكذا قال السّيوطي "الشافعي" أيضاً في حاشية مخطوطة له، على تفسير البيضاوي: "رُوي أنها |يعني سورة التوبة| لمّا نزلت أرسل رسول الله ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ علياً..." الحديث

[حاشية أنوار التنزيل/ لا رقم لصفحاته.]

وأخرج الموضوع في حديث المناشدة أخطب خطباء خوارزم، في مناقب علي بن أبي طالب

[المناقب للخوارزمي/ ص223.]

وأخرج هو أيضاً بسنده، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" لعلي بن أبي طالب: "أنت الذي أنزل الله فيك ـ وأذان من الله ورسوله إلى النّاس يوم الحجِّ الأكبر ـ"

[المناقب للخوارزمي/ ص24.]

وفي حديث المناشدة الذي ناشد فيه أمير المؤمنين "عليه السلام" الخمسة الذين كانوا معه في الشورى، وقد رواه الكثير الكثير من أصحاب الحديث والتفسير والتاريخ بأسانيد عديدة، وفيه قوله "عليه السلام":

".... فأنشدكم بالله: هل فيكم أحد أمره رسول الله ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ بأنْ يأخذ براءة من أبي بكر".

فقال له أبو بكر: يا رسول الله أنزل فيَّ شيء؟

فقال له: "إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ علي".

غيري؟

قالوا: اللّهم لا.

نقله باختلاف في بعض العبارات، وإجماع على أصل المعنى، الكثير:

"منهم" الحافظ أبو الحسن بن المغازلي الشافعي في مناقبه

[المناقب لابن المغازلي/ ص112.]

"ومنهم" علاّمة الشوافع الحمويني في فرائده

[فرائد السمطين/ ص58.]

"ومنهم" ابن حجر في صواعقه

[الصواعق المحرقة/ ص75و93.]

"ومنهم" الحافظ الذهبي في ميزانه

[ميزان الاعتدال للذهبي/ ج1/ ص205.]

"ومنهم" ابن عبد البر في استيعابه

[الاستيعاب "لهامش الإصابة"/ ج3/ ص35.]

"ومنهم" الحافظ الكنجي في كنايته

[كفاية الطالب/ ص242.]

"ومنهم" أحمد بن محمد بن حنبل ـ إمام الحنابلة ـ فيما رواه عنه ابنه، أبو عبد الرحمن عبد الله في كتاب الله في "فضائل علي بن أبي طالب "رضي الله عنه'

[فضائل علي بن أبي طالب لابن حنبل/ ج1/ ص43.]

وهو أيضاً رواه في مسنده

[مسند ابن حنبل/ ج3/ ص212.]

"ومنهم" النسائي في خصائصه

[خصائص أمير المؤمنين للنسائي/ ص20.]

"ومنهم" الفقير العيني في مناقب سيّدنا علي "عليه السلام" لقنه أسانيد عن علي وعن أبي بكر

[المناقب العيني/ ص18و198.]

وقال الشيخ محمود شلتوت المعاصر ـ شيخ الجامع الأزهر ـ بالقاهرة ـ مصر في تفسيره للقرآن الكريم:

"علي يؤذن في النّاس يوم الحجِّ الأكبر، بآيات البراءة".

وقد انتهزت فرصة هذا الاجتماع العام في موسم الحجّ لتبليغ الإنذار الإلهي الكريم، إذ الحق النبي ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ ابن عمه علياً ـ رضي الله عنه ـ جرياً على عادة العرب فيمن يُبلغِّ عن الرئيس ـ ليبلِّغ النّاس عنه هذه الآيات، ويؤذن بها فيهم يوم الحجِّ الأكبر"

[تفسير القرآن الكريم للشيخ شلتوت/ ص608.]

'وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ'.

التوبة/ 12.

هم ناكثو بيعة علي "عليه السلام":

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: حدّثنا محمد بن الفضل "بإسناده المذكور" عن أبي عثمان الهندي قال: رأيت علياً يوم الجمل، وتلا هذه الآية: 'وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ' فحلف عليٌّ بالله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت، إلا اليوم

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص209.]

وروى الحسكاني أيضاً، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن "بإسناده المذكور" عن أبي عثمان، مؤذن بني قصي قال:

صحبت علياً سنةً كلَّها فما سمعت منه براءة ولا ولاية إلاّ أنّي سمعته يقول:

"من يعذرني من فلان وفلان

[يعني: طلحة والزبير، حيث إنهما بايعا علياً أمير المؤمنين "عليه السلام" لكنهما نكثا البيعة حينما جاءا إليه يستأذنانه في الانصراف إلى العمرة، فقال لهما علي "عليه السلام": "لعمركما ما تريدان العمرة، ولكن تريدان الغدرة". وبالفعل كان مقصودهما الالتحاق بعائشة، والاتفاق معها على حرب علي "عليه السلام" وأنتج ذلك الاتفاق بين عائشة والزبير وطلحة "حرب الجمل" التي راح ضحيتها عشرات الألوف من المسلمين.] إنهما بايعاني طائعين غير مكرهين ثم نكثا بيعتي، من غير حدث أحدثت، والله ما قوتل أهل هذه الآية:

'وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ' إلاّ اليوم

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص209-210.]

أقول يعني: يوم الجمل، كما هو صريح الرواية السابقة.

وروى هو أيضاً قال: أخبرنا علي بن عابس "بإسناده المذكور" عن زيد بن وهب قال: سمعت حذيفة يقول "يعني: قبل حرب الجمل، مع علي بن أبي طالب" ـ:

"والله ما قوتل أهل هذه الآية":

"وإنْ نكثوا ـ إلى قوله ـ فقاتلوا أئمّة الكفر"

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص210.]

"أقول": والذي يظهر من هذه الروايات الثلاث، ومن غيرها ما ذكرها الحاكم الحسكاني، أو ذكرها غيره: إنَّ أصحاب الجمل، والمحاربين لعلي بن أبي طالب، توفرت فيهم من القرآن صفات ثلاث:

نكث إيمان والعهود.

الطعن في الدين.

إنَّهم أئمّة الكفر.

'أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ'.

التوبة/ 16.

روى العلاّمة البحراني، عن إبراهيم بن محمد الحمويني "الشافعي" "بإسناده المذكور" عن سليم بن قيس الهلالي، قال: رأيت علياً في مسجد رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" ـ في خلافة عثمان ـ وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه، فذكروا قريشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" من الفضل "إلى أنْ قال" وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وعمّار، والمقداد، وأبو ذر، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن، والحسين، وابن عباس، ومحمد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر، "ومن الأنصار" أٌبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، ومحمد بن سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبو ليلى، ومعه ابنه عبد الرحمن، قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه "إلى أنْ قال":

فقال علي بن أبي طالب لذلك الجمع ـ فيما قال ـ:

"أنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت:

"ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله، ولا المؤمنين وليجة".

قال النّاس: يا رسول الله، أخاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟

فأمر الله عزّ وجلّ نبيه أنْ يعلمهم ولاة أمرهم، وأنْ يفسّر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم، وزكاتهم، وحجهم، ونصبني للناس بغدير خمّ، ثم خطب "صلى الله عليه وآله وسلّم" فقال:

أيّها النّاس إنّ الله أرسلني وظننت أنّ النّاس مكذّبي، فأوعدني لأبلغها، أو ليعذبني، ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب "صلى الله عليه وآله وسلّم" فقال:

أيُّها النّاس: أتعلمون أنّ الله عزّ وجلّ مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم؟

قالوا: بلى يا رسول الله.

قال "صلى الله عليه وآله وسلّم" قُمْ يا علي، فقمت، فقال "صلى الله عليه وآله وسلّم": من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

فقام سلمان فقال يا رسول الله ولاء ماذا؟

فقال "صلى الله عليه وآله": ولاءٌ كولائي، من كنتُ أولى به من نفسه، فعلي أولى به من نفسه، فأنزل الله تعالى ذكره:

'الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً'.

فكبّر رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" وقال: الله أكبر تمام نبوتي، وتمام دين الله، ولاية علي بعدي.

فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هذه الآية خاصة في علي؟

قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة.

قالا: يا رسول الله. بينهم لنا؟

قال "صلى الله عليه وآله": علي أخي ووزيري، ووارثي ووصيي، وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن من بعدي، ثم ابني الحسن، ثم الحسين، ثم التسعة من ولد ابني الحسين، واحداً بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض.

فقالوا كلهم: نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا ممّا قلت سواء

[غاية المرام/ ص264-265.] إلى آخر الحديث.

'.... أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النّار هُمْ خالِدُونَ'.

التوبة/ 17.

نقل العلامة "القبيسي" قال:

روى الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير "الطبري" في كتابه بإسناده المذكور، عن زيد بن أرقم قال:

لمّا نزل النبي "صلى الله عليه وسلّم" بغدير خم في رجوعه من حجّة الوداع، وكان في وقت الضحى وحر شديد، أمر بالدوحات فقمّت، ونادى الصلاة جامعة، فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ـ إلى أنْ قال ـ

قال "صلى الله عليه وآله":

"اللهم إنّك أنزلت عند تبييني ذلك في علي: 'اليوم أكملت لكم دينكم' بإمأُمّته، فمن لم يأتم به، وبمن كان من ولدي في صلبه إلى يوم القيامة فـ:

'أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النّار هُمْ خالِدُونَ'.

إنّ إبليس أُخرج من الجنّة بالحسد لآدم، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم، وتزل أقدامكم"

[كتاب "ماذا في التاريخ" / ج3/ ص146-147.]

'أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ* يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ'.

التوبة/ 19-22.

روى أبو عبد الله، محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي "العالم الشافعي" المقتول عام "658" عن القاضي أبي نصر محمد بن هبة الله "بإسناده المذكور" عن أنس بن مالك، قال:

قعد العباس بن عبد المطلب، وشيبة صاحب البيت يفتخران، فقال العباس: أنا أشرف منك. أنا عمُّ رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" ووصيُّ أبيه، وسقاية الحجيج لي.

فقال له شيبة: أنا أشرف منك، أنا أمين الله على بيته، وخازنه أفلا ايتمنك كما ايتمنني؟

وهما في ذلك يتشاجران، حتى أشرف عليهما علي بن أبي طالب، فقال له العباس: أفترضى بحكمه؟ قال: نعم قد رضيت.

فوقف عليٌّ فقال له العباس: إنَّ شيبة فاخرني، فزعم أنّه أشرف فقال: فماذا قلت أنت يا عمّاه؟

فقال: قلت له: أنا عمُّ رسول الله، ووصي أبيه، وساقي الحجيج، أنا أشرف.

فقال لشيبة: وما قلت يا شيبة؟

قال: قلت له: بل أنا أشرف منك، أنا أمين الله، وخازنه، أفلا ايتمنك كما ايتمنني.

قال "يعني: أنس بن مالك" فقال لهما: أجعل لي معكما فخراً؟

قالا له: نعم.

قال: فأنا أشرف منكما، أنا أول من آمن بالوعيد من هذه الأمّة، وهاجر وجاهد.

فانطلقوا ثلاثتهم إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" فجثوا بين يديه، فأخبر كل واحد منهم بفخره، فما أجابهم بشيء.

فنزل الوحي ـ بعد أيام ـ.

فأرسل إلى ثلاثتهم فأتوا، فقرأ عليهم النبي "صلى الله عليه وسلّم":

'أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ'

[كفاية الطالب/ ص237-238.] إلى آخر العشر |يعني: إلى قوله تعالى أجر عظيم أربع آيات|.

وأخرج نحواً من ذلك باللغة الفارسية، الشيخ إسماعيل الحقي الإسلامبولي في تفسيره المخطوط

[روح البيان/ ص1/ ورقة 323.]

وأخرجه الكثير من الأئمّة والحفّاظ المحدِّثين والمؤرخين "منهم" الشيخ عبد الرحمن الصنوري "الشافعي" "بإسناده المذكور" نقل هذه القصة بتغيير في الألفاظ

[نزهة المجالس/ ج2/ ص169.]

"ومنهم" المؤمن الشبلنجي "الشافعي" بتعبيرات أخرى

[نور الأبصار/ ص77.]

"ومنهم" "الفقيه الشافعي" جلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر السّيوطي في كتابه "لباب النقول"

[هامش تفسير الجلالين/ ج1/ ص16.]

"ومنهم" العلاّمة القرطبي في تفسيره

[تفسير القرطبي/ ج8/ ص91.] والعلاّمة المعاصر، السيّد محمد رشيد رضا في مناره

[تفسير المنار/ ج10/ ص216.]

"ومنهم" أيضاً ابن جرير الطبري في تفسيره

[جامع البيان في تفسير القرآن/ ج10/ ص68.]

"ومنهم" الفخر الرازي في تفسيره الكبير

[مفاتيح الغيب/ ج4/ ص422.]

"ومنهم" الواحدي في أسباب النزول

[أسباب النزول/ ص182.]

"ومنهم" جلال الدين، بن أبي بكر السّيوطي، في الدّر المنثور

[الدّر المنثور/ ج3/ ص218.]

"ومنهم" علاّمة الشافعية ابن كثير الدمشقي في تفسيره

[تفسير القرآن العظيم/ ج2/ ص241.]

"ومنهم" العلاّمة ابن الصباغ المالكي في فصوله

[الفصول المهمة/ ص123.]

"ومنهم" ابن الأثير في جامع الأصول

[جامع الأصول/ ج9/ ص477.]

"ومنهم" الحافظ الشافعي أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه

[المناقب لابن المغازلي/ ص321-322.]

وآخرون كثيرون...

'ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ'.

التوبة/ 26.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي "بإسناده المذكور" عن الضّحاك بن مزاحم في قول الله تعالى:

'ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ' الآية.

قال: نزلت في الذين ثبتوا مع رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" يوم حنين علي والعباس وحمزة في نفر من بني هاشم

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص252.]

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا'.

التوبة/ 28.

أخرج الفقية محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي، في كتابه كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلّم": "ما في القرآن آية فيها 'يا أيها الذين آمنوا' إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها"

[كفاية الطالب/ ص54.]

"أقول" أضف إلى ذلك: إنّ أول من أعلن هذه الآية الكريمة، وأقوى من صدّ المشركين عن المسجد الحرام، هو علي بن أبي طالب، على ما في عديد من الروايات المذكورة في معظم كتب الحديث والتفسير، "ومنها" ما في البخاري، عن أبي هريرة قال: "فأذنَّ علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، وألاّ يحجَّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان"

[البخاري/ ج5/ ص37.]

'يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ'.

التوبة/ 32.

أخرج عالم الحنفية الحافظ سليمان القندوزي عن "الفقيه الشافعي" الحمويني، بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت علياً في مسجد المدينة في خلافة عثمان، وكان جماعة المهاجرين والأنصار يتذاكرون فضائلهم وعلي ساكت، فقالوا: يا أبا الحسن تكلَّم فقال:

يا معشر قريش والأنصار، أسألكم ممّن أعطاكم الله هذا الفضل أبأنفسكم أو بغيركم؟

قالوا: أعطانا الله، ومنّ علينا بمحمد "صلى الله عليه وسلّم".

قال: ألستم تعلمون أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله" قال:

أنا وأهل بيتي كنا نوراً نسعى بين يدي الله تعالى، قبل أن يخلق الله عزّ وجلّ آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلمّا خلق الله آدم "عليه السلام" وضع ذلك النّور في صلبه وأهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح "عليه السلام" ثم قذف به في النّار في صلب إبراهيم "عليه السلام" ثم لم يزل الله عزّ وجلّ ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة من الآباء والأمهات، لم يكن واحد منّا على سفاح قط؟

فقال أهل السابقة وأهل بدر وأُحد: نعم قد سمعنا الخ

[ينابيع الموّدة/ ص114.]

وأخرج القندوزي ـ أيضاً ـ في قوله تعالى:

'يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ'.

عن علي بن الحسين أنّه قال ـ في الحديث ـ:

"النّور هو الإمام"

[ينابيع الموّدة/ ص117.]

"أقول" حيث إن المراد بـ 'نور الله' في الآيتين واحد لوحدة السياق فيهما، كان تفسير "النّور" في إحداهما تفسيراً له في الأخرى أيضاً.

وأخرج أبو الفرج الأصفهاني "الأموي" في أغانيه، خطبة أبي الأسود الدؤلي، بعد مقتل علي بن أبي طالب، وفيها:

"وإنّ رجلاً من أعداء الله، المارقة من دينه، اغتال أمير المؤمنين علياً "كرّم الله وجهه"، لقد أطفأ منه نور الله في أرضه، لا يبين بعده أبداً"

[الأغاني/ ج1/ ص121.]

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النّاس بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ'.

التوبة/ 34.

أخرج الحافظ "الحنفي" خطيب خوارزم، موفق بن أحمد قال:

أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ، زين الأئمة، أبو الحسن، علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي "بسنده المذكور" عن علي بن ترفة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

"ما أنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ في القرآن آية يقول فيها 'يا أيها الذين آمنوا' إلاّ كان علي بن أبي طالب شريفها وأميرها"

[المناقب للخوارزمي/ ص198.]

"أقول" أضف إلى ذلك: إنّ هذه الآية وجّهت الخطاب للمؤمنين، حتى يتجنّبوا ويجنّبوا النّاس عن الأحبار والرهبان، الذين يأكلون أموال النّاس بالباطل، ويصدُّون عن سبيل الله، ويتجنّبوا ـ أي المؤمنين ـ هم أنفسهم، ويجنّبوا النّاس عن هاتين الرذيلتين "الأكل بالباطل" و "الصدّ عن سبيل الله".

ولا شك أنّ علي بن أبي طالب، كان هو المقدام في المقامين:

1- فهو الذي حارب الأحبار والرهبان في منكرات أعمالهم، بمختلف أنواع الحرب.

2- وهو الذي وضع ـ بأقواله، وسيرته ـ أسس الحق، والعدل، والدعوة إلى سبيل الله، ويكفينا دليلاً على الأمرين، مطالعة سريعة في تاريخ أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب "عليه السلام" عامّة، وفي "نهج البلاغة" خاصة "مضافاً" إلى ذيل الحديث "وما ذكر علياً إلاّ بخير".

'إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ'.

التوبة/ 36.

"نقل" أبو الحسن الفقيه، محمد بن علي بن شاذان، في المناقب المائة، من طريق العامّة بحذف الإسناد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" يقول:

"معاشر النّاس اعلموا أنّ لله تعالى باباً، من دخله أمِن من النّار، ومن الفزع الأكبر ـ إلى أنْ قال ـ "صلى الله عليه وسلّم":

"معاشر النّاس من سرّه ليقتدي بي، فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب، والأئمّة من ذريتي فإنّهم خزّان علمي".

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله "صلى الله عليه وآله" ما عدّةُ الأئمّة؟

قال "صلى الله عليه وآله":

"يا جابر سألتني ـ رحمك الله ـ عن الإسلام بأجمعه، عدّتهم عدّة الشهور، وهو عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله، يوم خلق السماوات والأرض.... الحديث"

[المناقب المائة/ المنقبة الحادية والأربعون/ ص28-29.]

"أقول" الذي يظهر من ظاهر هذه الرواية، وصريح رواياتنا أنّ هذه الآية الكريمة تأويلها في الأئمة الإثني عشر "علي وأولاده الأحد عشر" "عليهم السلام".

'إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ'.

التوبة/ 40.

نصره الله بعلي بن أبي طالب:

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: حدّثنا الحاكم "يعني أباه" "بإسناده المذكور" عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلّم":

"لمّا أُسري بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش الأيمن، فإذا عليه: لا إله إلّا الله، محمد رسول الله، أيدّته بعلي ونصرته به"

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص227-228.]

"أقول" الروايات بهذا المعنى كثيرة جداً، ولكنّا لمرامنا في هذا الكتاب غالباً من الإشارة لا التفصيل، اكتفينا بذكر حديث واحد.

'وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ'.

التوبة/ 61.

نقل الشيخ المحمودي عن كتاب "المسلسلات" لابن الجوزي قال: حدّثنا محمد بن ناصر وهو آخذ بشعره "بإسناده المذكور" عن الحسين بن علي، وهو آخذ بشعره، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب وهو آخذ بشعره، قال: حدثني رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" وهو آخذ بشعره قال:

"من آذى شعرةً منّي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله لعنه الله ملء السماوات والأرض "و" لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً"

[حاشية شواهد التنزيل/ ج1/ ص94.]

وروى هو أيضاً عن ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق "بإسناده المذكور" عن عروة: إنّ رجلاً وقع في علي بمحضر من عمر "بن الخطاب" فقال عمر: تعرف صاحب هذا القبر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.

وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب.

لا تذكر علياً إلاّ بخير، فإنّك إنْ آذيته ـ وفي حديث الفضل: إنْ أبغضته ـ آذيت هذا في قبره"

[حاشية شواهد التنزيل/ ج1/ ص95.]

وروي أيضاً عن كتاب المناقب لابن المغازلي "الفقيه الشافعي" قال: أخبرنا أحمد بن المظفر بن أحمد العطار "بإسناده المذكور" عن ابن عباس قال: كنت عند رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" إذ أقبل علي بن أبي طالب غضبان.

فقال له النبي "صلى الله عليه وآله": ما أغضبك؟

قال: آذوني فيك بنو عمّك.

فقام رسول الله "صلى الله عليه وآله" مغضباً فقال:

"يا أيها النّاس من آذى علياً فقد آذاني، إنّ علياً أوّلكم إيماناً، وأوفاكم بعهد الله.

"يا أيّها النّاس من آذى علياً بُعث يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً".

قال جابر بن عبد الله الأنصاري: يا رسول الله "صلى الله عليه وآله" وإنْ شهد أنْ لا إله إلاّ الله، وأنَّ محمداً رسول الله؟

فقال "صلى الله عليه وآله": "يا جابر "تلك" كلمة يحتجزون بها ألاّ تُسفَك دماؤهم، وأنْ يعطوا الجزية وهم صاغرون"

[حاشية شواهد التنزيل/ ج1/ ص96.]

"أقول" هكذا يكون القياس المنطقي لهذه القضية:

1- الذين يؤذون علياً فبذلك يؤذون رسول الله "صلى الله عليه وآله" ـ بحكم رسول الله ـ.

2- والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ـ بحكم القرآن ـ.

"النتيجة" فالذين يؤذون علياً مشمولون لحكم القرآن بأنّ لهم عذاباً أليماً.

وأخرج "الحافظ الواسطي علاّمة الشوافع، أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه، عن أبي الحسن أحمد بن المظفر "بإسناده المذكور" "عن عليٍ ـ كرّم الله وجهه ـ قال: قال رسول الله ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ:

"اشتدَّ غضب الله تعالى وغضبي على من أهرق دمي، أو آذاني في عترتي"

[المناقب لابن المغازلي/ ص42.]

وأخرجه أيضاً الحافظ العسقلاني ابن حجر "الشافعي" في لسانه

[لسان الميزان/ ج5/ ص362.]

'يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ'.

التوبة/ 74.

أرادوا قتل علي فنزلت فيهم هذه الآية:

روى العلاّمة السيّد هاشم البحراني، عن أبي جعفر الطبري، أسند إلى ابن عباس "أنّه قال":

إنّ سادات قريش كتبت صحيفة تعاهدوا فيها على قتل علي، ودفعوها إلى أبي عبيدة بن الجراح ـ أمين قريش ـ فنزلت "قوله تعالى":

'ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ' الآية. فطلبها النبي منه، فدفعها إليه.

فقال "صلى الله عليه وآله": كفرتم بعد إسلامكم؟

فحلفوا بالله: إنَّهم لم يهمّوا بشيء منه.

فأنزل الله:

'يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا'

[غاية المرام/ ص439.]

'وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ'.

التوبة/ 100.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني "الحنفي" قال: أخبرنا عقيل "بإسناده المذكور" عن أبي صالح، عن ابن عباس "في قوله تعالى":

'والسابقون الأولون'.

قال: نزلت في عليٍّ، سبق النّاس كلّهم بالإيمان بالله وبرسوله، وصلّى القبلتين، وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، ففيه نزلت هذه الآية

[شواهد التنزيل/ ج1/ ص256.]

وروى "النسائي" في "خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب" بإسناده عن عمرو بن عباد بن عبد الله، قال: قال علي:

"أنا عبد الله، وأخو رسول الله "صلى الله عليه وآله" وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب، آمنت قبل النّاس سبع سنين"

[فضائل الخمسة/ ج2/ نقلا عن الخصائص.]

وروى "ابن عدي" في "الكامل" عن حذيفة قال:

أخذ رسول الله "صلى الله عليه وسلّم" بيد علي فقال:

"هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة"

[فضائل الخمسة/ ج2/ "نقلا عن الكامل".]

وأخرج سبط بن الجوزي في تذكرته، بإسناده عن عبد الله بن صالح العجلي، عن علي "عليه السلام" في خطبة له من منبر الكوفة وفيها:

"اللّهم إنَّي أول من أناب، وسمع وأجاب، لم يسبقني إلاّ رسول الله ـ "صلى الله عليه وسلّم" ـ بالصلاة"

[تذكرة الخواص/ ص120.]

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ'.

التوبة/ 119.

"روى" صدر الأئمّة عند "العامّة" أخطب خوارزم، أبو المؤيّد موفّق بن أحمد "الحنفي" في كتاب المناقب، قال: وأنبأني أبو العلاء، الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة "بإسناده المذكور" عن ابن عباس في قوله تعالى:

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ'.

قال: هو علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" خاصة"

[المناقب للخوارزمي/ ص198.]

وروى بمضمونه عن أبي جعفر الصادق حديثاً في ذلك، الفقيه "الشافعي" ابن حجر الهيثمي في "الصواعق المحرقة"

[الصواعق المحرقة/ ص93.]

وأخرج الكنجي "الشافعي" في ذلك حديثاً قريباً من هذا المعنى عن ابن عباس، وعن جابر، وعن أبي جعفر الباقر

[كفاية الطالب/ ص111.]

وأخرج الخطيب البغدادي، عن ابن عباس في هذه الآية أنّه قال: "كونوا مع علي وأصحابه"

[مناقب الخطيب/ ص189.]

وأخرجه بهذا النص الحمويني "الشافعي" أيضاً

[فرائد السمطين/ ج1/ ص68.]

وذكره العالم "الشافعي" جلال الدين السّيوطي في تفسيره

[الدّر المنثور/ ج3/ ص290.]

وأخرج الحافظ سليمان القندوزي، عن ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى:

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ'.

أنّه قال: كونوا مع علي

[ينابيع الموّدة/ ص119.]

وأخرج نحواً من ذلك علاّمة الهند، عبيد الله بسمل امرتسري في مناقبه

[أرجح المطالب في مناقب علي بن أبي طالب/ ص60.]

وفي نظم درر السمطين للزرندي "الحنفي" عن ابن عباس قال:

"كونوا مع علي بن أبي طالب وأصحابه"

[نظم درر السمطين/ ص92.]

وأخرج نحواً من ذلك الكثير من أرباب التفسير والحديث والتاريخ...

'يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ'.

التوبة/ 123.

أخرج العلاّمة الهندي "عبيد الله بسمل امرتسري" في كتابه الكبير في مناقب الإمام علي بن أبي طالب، بسنده عن أبي بكر بن مردويه قال: عن حذيفة "رضي الله عنه" قال: "وما نزلت 'يا أيها الذين آمنوا' إلاّ كان علي لبها ولبابها

[أرجح المطالب/ ص51.]

/ 13