مسترشد فی امامة امیرالمؤمنین علی بن ابیطالب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مسترشد فی امامة امیرالمؤمنین علی بن ابیطالب - نسخه متنی

محمدبن جریر الطبری؛ محقق: احمد المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وقد قال الله: أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لايهدي إلا أن يهدى وذلك في أشياء نقمت عليه الامة ونحن نذكر ما احتج به هذا المحتج في أمره وأمر صاحبه ذكر ان الامة نقمت على الاول وهو القائم مقام رسول الله صلى الله عليه وآله باختيار قوم منهم إياه انه سمى نفسه خليفة رسول الله وانه كتب إلى العمال: من خليفة رسول الله، ثم زعم وزعم صاحبه ان النبي لم يستخلف أفيكون خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله من لم يستخلفه رسول الله؟ فكيف استجازت الامة أن تنصب له خليفة لم يقمه؟ وكيف سمته خليفة رسول الله؟ وكيف يجوز لها أن تقيم خليفة لاتقدر على عزله اذا نقمت عليه؟ ثم مع ذلك زعمت الامة انه أولى بمقام رسول الله من أهل بيته وان المهاجرين من آل أبي قحافة وآل الخطاب خير من المهاجرين من بني هاشم فكانت أول شهادة زور شهدوا بها في الاسلام وكان رسول الله أول مشهود عليه في الاسلام وكانوا أول مشهود عليه بالزور فهذه ظلامة رسول الله صلى الله عليه وآله.


"و نقموا عليه":


انه زعم ان الانبياء لاتورث خلافا لقول الله عزوجل حتى تواصلوا إلى أخذ نحلة رسول الله صلى الله عليه وآله لابنته فاطمة عليه السلام ولم يقبلوا دعواها وسألوها البينة فأتت بعلي والحسن والحسين وجائت بأم أيمن فرد شهاتهم ولم يقبلها وقال: أما علي فزوجك يجر إلى نفسه بشهادته وكذلك الحسن والحسين يجران بشهادتهما إلى أنفسهما وأما أم أيمن فهي مولاتكم ثم سن بذلك للامة ألا تقبل شهادة الرجل لامرأته ولاامرأة لزوجها ولا الوالد لولده ولاالولد لوالديه ولم تجتمع الامة على أن رسول الله


رد شهادة أحد من هؤلاء فيامعشر المسلمين انظروا إلى مافعله هذا الذي قام مقام رسول الله وسمى نفسه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله كيف استجاز منع فاطمه عليها السلام حقها وكذبها في دعواها وجرح شهادة علي بن أبي طالب والحسن والحسين ولعمري لقد دل قول الثاني على ماقد فعلوه حين توفى رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء حتى دخل على علي عليه السلام بما نحن ذاكروه، رواه الواقدي قال حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر يقول لما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله خرجت انا وابوبكر حتى دخلنا على علي ابن ابي طالب وهو في بيت فاطمة وعنده المهاجرون فقلت ماذا تقول ياعلي قال أقول خيرا نحن أولى برسول الله صلى الله عليه وآله وما نزل


[
هكذا وجدت هذه العبارة في جميع النسخ.] قلت والذي قال نعم قلت نعدل قال نعم قلت كلا والذي نفسي بيده حتى تحزوا رقابنا بالمناشير، فهذا دليل انهم قصدوا اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله فاما فدك فقد روى فقهاؤهم وعلماؤهم ان النبي صلى الله عليه وآله لما نزلت عليه: وآت ذالقربى حقه، قال رسول الله يافاطمة لك فدك، وروى ايضا قال لما نزلت على رسول الله وآت ذالقربى حقه دعا فاطمة فاعطاها فدك، وحدثنا عن عبد الرحمن بن صالح الازدي، قال حدثنا علي بن عابس الهلالي عن فضيل ابن مرزوق عن عطية عن ابى سعيد الخدري قال لما نزلت على رسول الله وآت ذالقربى حقه قال يا فاطمة لك فدك فهذه رواياتهم ثم يجرون إلى العناد والى منع ابنة رسول الله حقها تعصبا على رسول الله وذريته ولعمرى لقد


كان عمر بن عبدالعزيز أعرف بحقها حين رد على محمد بن علي عليه السلام فدك فقيل له طعنت على الشيخين فقال هما طعنا على انفسهما وذلك لما صار اليه محمد بن علي عليه السلام رواه ابوصالح الطائي، قال حدثنا الحماني، قال حدثنا شريك عن هشام بن معاذ قال كنت جليسا لعمر بن عبدالعزيز حيث دخل المدينة فأمر مناديه ان ينادي من كانت له مظلمة او قال ظلامة فليأت الباب، فأتاه محمد بن علي عليه السلام فدخل عليه مولاه مزاحم فقال له ان محمد بن علي عليه السلام بالباب فقال له ادخله يامزاحم فدخل محمد وعمر تسح عيناه بالدموع فيمسحها فقال محمد عليه السلام ما أبكاه ياعمر فقال هشام أبكاه كذا وكذا يابن رسول الله فقال محمد: يا عمر انما الدنيا سوق من الاسواق منها خرج الناس بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم وكم من قوم قد ضرهم مثل الذي اصبحنا فيه حتى اتاهم الموت فاستوعبوا فخرجوا من الدنيا نادمين لما لم يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة ولا لما كرهوا جنة قسم ماجمعوا من لايحمدهم وصاروا إلى من لايعذرهم فنحن والله محقون ان ننظر إلى تلك الاعمال التي كنا نغبطهم بها فنوافقهم فيها وننظر إلى تلك الاعمال التي كنا نتخوف عليهم منها فنكف عنها فاتق الله واجعل في قلبك اثنين تنظر الذي تحب ان يكون معك اذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك حتى تخرج اليه وتنظر الذى تكره ان يكون معك اذا قدمت على ربك فابتغ به البدل حيث يوجد البدل ولا تذهبن إلى سلعة بارت على من كان قبلك فاتق الله ياعمر وافتح الابواب وسهل


الحجاب وانصر المظلوم ورد المظالم، ثلاث من كن فيه استكمل الايمان بالله فجثا عمر على ركبتيه ثم قال إنه اهل بيت النبوة قال نعم ياعمر من اذا رضى لم يدخله رضاه في الباطل ومن اذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق ومن اذا قدر لم يتناول ماليس له قال فدعا عمر بدواة وقرطاس وكتب:


بسم الله الرحمن الرحيم هذا مارد عمر بن عبدالعزيز ظلامة محمد بن علي فدك. ثم كان يجب على الامة ان ينظروها ولايخذلوها ولا يكذبوها فان فاطمة بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله لاتدعي غير حقها، وعلي بن ابي طالب والحسن والحسين لايشهدون بالزور فذكر هذا المحتج ان من فعل هذا الفعال بآل رسول الله صلى الله عليه وآله فلا نصيب له في الاسلام هذا وقد اعطيا ابنتيهما ما ادعيا من ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله ثم منعهما عثمان، روى ذلك شريك ان عائشة وحفصة أتتا عثمان بن عفان تطلبان منه ما كان ابواهما يعطيانهما فقال لهما لا ولاكرامة مازاد لكما عندي فألحتا وكان متكئا فجلس وقال ستعلم فاطمة اي ابن عم لها انا اليوم ثم قال لهما الستما اللتين شهدتما عند ابويكما ولفقتما معكما اعرابيا يتطهر ببوله ملك بن اوس بن الحدثان فشهدتما معه ان النبي صلى الله عليه وآله قال لانورث ماتركناه صدقة، فمرة تشهدون ان ماتركه رسول الله صدقة ومرة تطالبون ميراثه، فهذا من أعاجيبهم.


ومما نقموا عليه



ان العباس بن عبدالمطلب اتاه وطلب قطيعته التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله أقطعه إياها من الحيرة والرصافة والغائظ فلم يقبل قوله ولم يجز له ما أجازه النبي صلى الله عليه وآله وهو


يعطي الاعراب والاحزاب والطلقاء وابناء الطلقاء ويصدقهم على ما ادعوه ومناديه ينادي في كل موسم من كانت له عدة عند رسول الله كائنة ماكانت فيأت، فكان يعطيهم ويقبل دعواهم ويكذب عم رسول الله صلى الله عليه وآله ويجرح شهادة علي عليه السلام ولايقبل قول فاطمة الزهرأ عليه السلام ولاقول ابنيها ثم يسألهم البينة فاذا اتوا بها تسلق عليهم بالحيل جرأة على الله عزوجل وعداوة لنبيه صلى الله عليه وآله وتغرضا لاهل بيته.


"ومما نقموا عليه":


ان فقهأ الامة اجتمعوا فيما نقلوا ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقسم الخمس من الغنائم في بني هاشم على مافرضه الله وان الاول لما ادعى ان الخمس للمسلمين وادعاه من بايعه معه ثم استوفى الخيل والسلاح فقسمها بين المسلمين لم يسئل البينة كما سئل العباس وفاطمة عليه السلام فنحى بني هاشم عن جميع ماكان لهم وأزال أمرهم وأطمع فيهم الطلقأ وابنأ الطلقأ حتى مضت سنته وبطلت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وجأ من بعدهما معوية وابنه فوثبا على حق رسول الله صلى الله عليه وآله فاحتازاه ثم قتلا ولديه وأباحا حريمه فلما كان من محمد بن ابى بكر الاحتجاج عليه قال يامحمد ابوك مهد مهادة وثنى لملكه وسادة ووافقه على ذلك فاروقة فان يكن مانحن فيه حقا فأبوك أوله وإن يك باطلا فأبوك أسسه فعب أباك بما بدا لك او دع في كلام له كثير، ثم افضى الامر إلى يزيد بن معوية فقام مقام رسول الله فوثب بما سنه له ابوه وسنه الحبران الفاضلان بزعمهم على ابن رسول الله وسيد شباب اهل الجنة في جماعة من ولد ابيه الذين هم ولد رسول الله من بني هاشم وسبي بنات رسول الله سوقا إلى الشام كما تساق سيايا الروم


والخزر والامة تنظر، لامعين يعين ولامنكر ينكر ثم اباح المدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اياما وليالى لاهل الشام حتى افتض فيها الف بكر من بنات المهاجرين والانصار والملعون يتمثل بقول ابن الزبعرى:




  • ليت اشياخي ببدر شهدوا
    لاهلوا واستهلوا فرحا
    قد جزيناهم ببدر بعد ما
    لست للشيخين ان لم انتقم
    ان يكن احمد حقا مرسلا
    لم يكن عترته الله خذل



  • جزع الخزرج من وقع الاسل
    ثم قالوا يايزيد لاتشل
    قوم القتل بقتل فاعتدل
    من بني احمد ماكان فعل
    لم يكن عترته الله خذل
    لم يكن عترته الله خذل



فحقق عدوالله وابن عدوه انه قد طلب ثاره من رسول الله صلى الله عليه وآله وانه ادركه بمن اصيب من اهل بيته يوم بدر وذلك بما سنه الحبران الفاضلان فما فاتت خصلة من الخصال تركوها ولم يأتوها لقد بقيت آثار كسرى قائمة إلى غايتنا هذه وآثار رسول الله صلى الله عليه وآله دارسة ولقد اصطفوا امواله بعده وهدموا نبوته وقتلوا ولده وسبوا بناته واخذوا خمسه وهدموا مسجده وعمروا فيه آثارهم وزوقوه وشيدوه خلافا على رسول الله صلى الله عليه وآله وكسروا منبره وخالفوا عليه بالزيادة وهدموا عليه بيت ربه مرتين من بعده واستحلوا حرمه وحرم ربه واباحوه وغيروا سننه وابدعوا في دينه ودخلوا عليه بنته بغير اذنه فهذه الاشياء كلها مما سنه الحبران الفاضلان


"ومما نقموا عليه":


انه لما ولى قال للناس لاتفردوني من عيالي فانه لابد لي ولكم من كرى اعطاه على القيام بامركم وصلوتكم وحجكم وجهاد عدوكم


واقامة الحدود وغير ذلك من دين الله الذي بعث به محمدا ففرضوا له ثلاثة دراهم في كل يوم على قيامه بامرهم فكانت صلوته بهم وجهاده وحكمه وغير شئ من اعمال البر بكرى واجماع الامة انه من عمل شيئا من اعمال البربكرى كان عمله فاسدا مردودا عليه وان الصلوة خلف المستأجر فاسدة وجعل ذلك لمن يقوم من بعده وللامة التي تعمل شيئا من اعمال البر فليس احد من الامة يعمل عملا من اعمال البر من قضاء او حكم او تعليم قرآن الاطلب عليه الكرى اقتدأ به وبصاحبه واستنانا بسنته فذهبت الحسنة من الناس بتعليم الخير ورأوا اخذ الكرى اصلح واجدى عليهم في دنياهم فمن ههنا اخذ القضاة الكرى على الحكم وقالت الفقهأ اعطونا نحدثكم وقالت المؤذنون اعطونا نؤذن لكم وقالت القصاص اعطونا نقص لكم وقال الائمة اعطونا نؤمكم في شهر رمضان وقال الله جل ذكره خلاف هذا واخبر عن الانبياء وخلائف الانبيأ انهم لم يسئلوا احدا شيئا على ما اتوهم به فقال اتبعوا من لايسئلكم اجرا وهم مهتدون ولا نعلم نبيا من الانبياء ولا عالما من العلماء يريد بعلمه يسأل شيئا لاذهبا ولافضة فهذا ماسنه الحبران الفاضلان.


"ومما نقموا عليه":


فعله بالفجاه ء احراقه بالنار وهو يقول انا مسلم روى الواقدي قال حدثنا عبدالله بن الحرث بن الفضل عن ابيه عن سفيان عن ابى العوجاء السلمي في حديث طويل قال كتب الاول إلى طريقة بن حاجرة وهو عامله اما بعد فقد بلغني ان الفجأة ارتد عن الاسلام فسر اليه بمن معك من المسلمين حتى تقتله او تأسره فتاتين به


في وثاق والسلام، فسار بمن معه فلما التقيا قال ياطريفة ما كفرت واني لمسلم، فأوثقه طريفة في جامعة وبعث به إلى الاول فلما قدم اليه أرسل به إلى ابن جثم فحرقه بالنار وهو يقول انا مسلم، ثم سلط خالد بن الوليد على الناس فقتلهم وقتل مالك بن نويرة على الاسلام رغبة في امرأته لجمالها فسوغه الاول ذلك وأنكره الثاني عليه ولم يغير ذلك وأهدر دمه


"ومما نقموا عليهم":


انهم غيروا مافرضه الله عليهم في حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يشكوا ان حرمته في وفاته كحرمته في حيوته فقد قال الله جل وعلا لاتدخلوا بيوت النبي صلى الله عليه وآله الا أن يؤذن لكم وأجمعت الامة ان النبي لم يعهد اليهم في دفن الاول والثاني معه بيته ولا أوصى بذلك فضربوا بالمعاول عند رأسه وأدخلوا القوم عليه ودفنوهما معه بغير اذنه وتراهم يبرمون في النهي عن رفع الضوت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله اعظاما له وتوقيرا ولم يوقر في ضرب المعاول عند رأسه ثم أدخلوهما عليه وكانا لايطمعان في الدخول عليه وهما حيان وهو حي بغير اذنه ومن العجب ان الثاني أرسل إلى عائشة يستأذنها في الدفن مع الرسول فليت شعري مامعناه في ذلك وأي أمر إلى عائشة في الدفن مع رسول الله وقد قال الله عزوجل لاتدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم فنسب الله البيوت إلى النبي صلى الله عليه وآله ونسبها الثاني إلى عائشة ولايجوز أن يدفن النبي الا في بيته والموضع الذي قبض فيه فان كان البيت لعائشة كما زعم الثاني فقد جعلته للنبي لانه لايدفن الانبياء الا في أرضهم وملكهم وان جعلته للنبي فقد خرج من ملكها فما معنى استمارها


وان كان البيت من قبل النبى صلى الله عليه وآله كما قال الله عزوجل فعائشة وغيرها من الاجنبيات في البيت سواء فما ندري اي شئ كان لعائشة من أمر رسول الله حتى استؤذنت فأذنت، فهذا مافعل الحبران الفاضلان


"ومما نقموا على الثاني":


الذي سموه فاروقا، وزعم المحتج انه انما سمي بذلك لانه فرق بين الحق وأهله وانه صعد المنبر فقال: أيها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله أنا أنهى عنهن وأحرمهن واعاقب عليهن منها المتعتان متعة النساء ومتعة الحج فانه متى لم يتمتع الناس بالعمرة إلى الحج اعتمر الناس في كل وقت قدرت عليكم الحيرة وقامت أسواقكم في كل وقت مع مافى ذلك من تحصين الاحرام وتعظيمه فاني استفظع أن يروح الحاج إلى منى شعثا غبرا قد لوحتهم السماء وغيرت الوانهم الشمس وروح المتمتعون لم يصبهم من ذلك شئ وأما متعة النساء فاني متى أبحتها للناس لم يزل الرجل يرى في حرمه مثل هذا الطفل وجاء بطفل من ولادة متعة فصعد به المنبر، والثالثة حي على خير العمل فان الناس اذا سمعوها في الاذان اتكلوا عليها وعطلوا الحج وسائر الاعمال.


فما أعجب من هذا الفعل يامعشر المسلمين؟ ان يقوم عمر على منبر رسول الله يحرم ويحلل ويحظر ويطلق من غير أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وبعد انقطاع الوحي فلا برسول الله ولا بصاحبه الذي أقامه ذلك المقام اقتدى واعجب من هذا ان المهاجرين الانصار قعود ولاينكر ذلك منكر، ولا يدفعه دافع، قد اطيع في ذلك كله وأخذ باسماعهم وأبصارهم حتى قال بعض الصحابة انا لنراه بقية


الرهبان وقال الله عزوجل اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وما صلوا لاحبارهم ورهبانهم ولكن دعوهم إلى معاصي الله عزوجل فأجابوهم فكانت تلك عبادتهم وهم المهاجرون والانصار الذين شهدوا رسول الله وشهدوا أحكامه ونزل القرآن بين ظهرانيهم، وروى الواقدي قال حدثني هرون عن أبان ابن صالح عن عامر بن سعيد عن عدي بن حاتم انه جاء إلى رسول الله فقال يارسول الله اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والله ماكانوا يعبدونهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اليس كانوا اذا أحلوا لهم شيئا استحلوه واذا حرموا عليهم شيئا حرموه فقال عدي بلى فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فتلك عبادتهم، فصار عمر على هذا معبودا عندهم وفي هذا ابطال أمرالله وطرح سنن رسول الله، فهذا الذي زعموا لم يغير ولم يبدل وهو عندهم الحبر الفاضل "ومما نقموا عليه":


ان الناس كانوا على عهد رسول الله وعهد الاول وصدرا من ولايته يطلقون النساء طلاق السنة حتى أجاز الثاني الثلاث في مجلس واحد وقال أجيزوها لئلا يتبايع فيها الغيران والسكران وقال ان الله جعل لكم في الطلاق أناة فاستعجلتموها فأجزت عليكم ما استعجلتم فلو ان قائلا قال له ياثاني من أطلق لك أن تجيز أمرا لم يجزه الرسول صلى الله عليه وآله ومن جعل اليك التحريم والتحليل؟ ومن أباح لك ذلك المحظور؟ لاوالله ولكنهم عبدوه عبادة، وأجازوا أمره في مخالفة الرسول صلى الله عليه وآله كل ذلك حملا على بني هاشم أهل بيت النبوة، وروى ان عبدالله ابنه طلق امرأته ثلاثا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فردها عليه وأمره ان يمسكها او يطلقها


/ 23