وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) - نسخه متنی

سید عبدالرزاق موسوی المقرم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الأرحام منماة للعدد و زيادة في العمر، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالعهود تعرضاً للمغفرة، و وفاء المكيال والميزان تغييراً للبخس والتطفيف و اجتناب قذف المحصنة حجاباً عن اللعنة، والتناهي عن شرب الخمور تنزيهاً عن الرجس، و مجانبة السرقة إيجاباً للعفة، و أكل مال اليتيم و الإستيثار به إجارة من الظلم، والنهي عن الزنا تحصناً عن المقت، والعدل في الأحكام ايناساً للرعية، و ترك الجور في الحكم إثباتاً للوعيد، والنهي عن الشرك إخلاصاً له تعالى بالربوبية.


فاتّقوا اللّه حقّ تقاته و لا تموتنّ إلا و أنتم مسلمون، و لا تتولّوا مدبرين و أطيعوه فيما أمركم و نهاكم فانما يخشى اللّه من عباده العلماء، فأحمدوا اللّه الذي بنوره و عظمته ابتغى من في السماوات و من في الأرض إليه الوسيلة، فنحن وسيلته في خلقه، و نحن آل رسوله، و نحن حجة غيبه، و ورثة أنبيائه.


ثم قالت عليهاالسلام:


أنا فاطمة و أبي محمد أقولها عوداً على بدء، و ما أقولها إذ أقول سرفاً و لا شططاً، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، إن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم، و أخا ابن عمي دون رجالكم، بلغ النذارة، صادعاً بالرسالة، ناكباً عن سنن المشركين، ضارباً لاثباجهم، أخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يجذ الأصنام و ينكت الهام حتى انهزم الجمع و ولّوا الدبر، و حتى تفرى الليل عن صبحه، و أسفر الحق عن محضه، و نطق زعيم الدين، و هدأت فورة الكفر، و خرست شقاشق الشيطان، و فهتم بكلمة الإخلاص (مع النفر البيض الخماص الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً)


[ما بين القوسين من كشف الغمة.] و كنتم على شفا حفرة من النار تعبدون الأصنام، و تستقسمون بالأزلام، مذقة الشارب، و نهزة الطامع، و قبسة العجلان، و موطأ الأقدام، تشربون الرنق، و تقتاتون القد، أذلة خاشعين،


تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم (بأبي) صلّى اللّه عليه و آله بعد اللتيا والتي، و بعد ما مني بهم الرجال و ذؤبان العرب، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها اللّه، و كلما نجم قرن الضلالة، أو فغرت فاغرة للمشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفأ حتى يطأ صماخها بأخمصه، و يخمد لهبها بحده، مكدوداً في ذات اللّه، قريباً من رسول اللّه، سيداً في أولياء اللّه، و أنتم في بلهنية آمنوا وادعون فرحون، تتركفون الأخبار، و تنكصون عند النزال على الأعقاب حتى أقام اللّه (بمحمد) صلّى اللّه عليه و آله عمود الدين.


و لما اختار له اللّه عزّ و جل دار أنبيائه، و مأوى أصفيائه، ظهرت حسيكة النفاق، و سمل جلباب الدين، و أخلق ثوبه، و نحل عظمه و أودت رمته، و ظهر نابغ و نبغ خامل، و نطق كاظم و هدر فينق الباطل، يخطر في عرصاتكم، و أطلع الشيطان رأسه من مغرزه صارخاً بكم، (فوجدكم لدعائه مستجيبين، و للغرة ملاحظين و استنهضكم فوجدكم خفافاً و أحمشكم فوجدكم غضاباً فوسمتم)


[ما بين القوسين من كشف الغمة.] غير ابلكم، و أوردتموهم غير شربكم، بداراً زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا و ان جهنم لمحيطة بالكافرين هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، فهيهات منكم و أين بكم و أنّي تؤفكون، و كتاب اللّه بين أظهركم، زواجره لائحة، و أوامره لامحة، و دلائله واضحة، و أعلامه بينة، و قد خالفتموه رغبة عنه، فبئس للظالمين بدلاً (ثم لم تبرحوا) الاريث ان تسكن تفرتها، و يسلس قيادها، تسرون حسواً في ارتغاء و نصبر منكم على مثل حز المدى.


(ثم أنتم تزعمون)


[هذا والجملة السابقة من كشف الغمة.] ان لا إرث لنا أفحكم الجاهلية تبغون و من أحسن من اللّه حكماً لقوم يوقنون، و من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه و هو في


الآخرة من الخاسرين.


إيهاً معشر المسلمين أأبتزّ إرث أبي يا أبي قحافة أبي اللّه أن ترث أباك و لا أرث أبي، لقد جئت شيئاً فريّاً، جرأة منكم على قطيعة الرحم و نكث العهد، فعلى عمد تركتم كتاب اللّه بين أظهركم و نبذتموه إذ يقول: و ورث سليمان داود، و فيما اقتص من خبر يحيى و زكريا إذ يقول: ربّ هب لي من لدنك ولياً يرثني و يرث من آل يعقوب واجعله ربّ رضياًً و قال عز و جل: يوصيكم اللّه في أولادكم للذكر مثل حظّ الاُنثيين، و قال تعالى: إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين.


و زعمتم أن لا حظّ لي و لا أرث من أبي أفخصّكم اللّه بآية أخرج أبي منها! أم تقولون أهل ملّتين لا يتوارثان؟ أو لست أنا و أبي من أهل ملّة واحدة؟ أم أنتم بخصوص القرآن و عمومه أعلم ممّن جاء به قد نكموها مرحولة مزمومة، تلقاكم يوم حشركم، فنعم حكم اللّه، و نعم الخصم (محمد) صلّى اللّه عليه و آله، والموعد القيامة، و عمّا قليل تؤفكون و عند الساعة ما تخسرون، و لكل نبأ مستقر و سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه و يحلّ عليه عذاب مقيم.


ثم التفتت إلى قبر أبيها و تمثّلت بأبيات صفية بنت عبدالمطلب


[في الطرائف لابن طاووس ص 75 انها تمثلت بقول صفية بنت اثاثة و سماها ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 4 ص 79 والاربلي في كشف الغمة ص 146 هند بنت اثاثة و في ج 2 ص 17 من شرح النهج لابن أبي الحديد قال: لما تخلف علي عن البيعة و اشتد أبوبكر و عمر خرجت اُم مسطح بن اثاثة و وقفت على قبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و نادت يا رسول اللّه:


قد كانت بعدك أبناء و هنبثة- لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب


انا فقدناك فقد الأرض وابلها- واختل قومك فاشهدهم و لا تغب


و قد اختلفوا في عدد الأبيات ففي الشافي ص 231 و شرح النهج الحديدي انها ثلاثة و في الطرائف أربعة و في بلاغات النساء بيتان و في أمالى الشيخ المفيد ص 25 و احتجاج الطبرسي ثمانية و في اللمعة البيضاء شرح خطبة الزهراء ص 356 أربعة عشر و في مناقب ابن شهر آشوب ج 1 ص 382 ستة كما انهم اختلفوا في كيفية روايتها.]:





  • قد كان بعدك أبناء و هنبثة
    انا فقدناك فقد الأرض وابلها
    أبدت رجال لنا فحوى صدورهم
    تهجمتنا رجال و استخف بنا
    قد كنت للخلق نوراً يستضاء به
    و كان جبريل بالآيات يؤنسنا
    فغاب عنا فكل الخير محتجب



  • لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
    واجتث أهلك مذغيبت و اغتصبوا
    لما نأيت و حالت بيننا الكثب
    دهر فقد أدركوا منا الذي طلبوا
    عليك تنزل من ذي العزة الكتب
    فغاب عنا فكل الخير محتجب
    فغاب عنا فكل الخير محتجب




(فكثر بكاء الحاضرين).


جواب أبي بكر لها:



فقال أبوبكر: صدقت يا بنت رسول اللّه لقد كان أبوك بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً و على الكافرين عذاباً أليماً، و كان واللّه إذا نسبناه وجدناه أباك دون النساء، و أخا ابن عمك دون الرجال، آثره على كل حميم و ساعده على الأمر العظيم، و أنتم عترة نبي اللّه الطيّبون، و خيرته المنتجبون، على طريق الجنة أدلتنا، و أبواب الخير لسالكينا، فأما ما سألت فلك ما جعله أبوك، و أنا مصدق قولك، لا أظلم حقك، و أما ما ذكرت من الميراث فإن رسول اللّه قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث.


ردها على أبي بكر:



فقالت صلوات اللّه عليها، يا سبحان اللّه ما كان رسول اللّه لكتاب اللّه






مخالفاً و لا عن حكمه صادفاً فلقد كان يلتقط أثره، و يقتفي سيره أفتجمعون إلى الظلامة الشنعاء، والغلبة الدهياء، اعتلالاً بالكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إضافة الحيف إليه، و لا عجب إن كان ذلك منكم، و في حياته ما بغيتم له الغوائل، و ترقبتم به الدوائر، هذا كتاب اللّه حكم عدل، و قائل فصل، عن بعض أنبيائه إذ قال: يرثني و يرث من آل يعقوب، و فصل في بريته الميراث مما فرض من حظ الذكور والاناث فلم سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل واللّه المستعان على ما تصفون قد زعمت ان النبوّة لا تورث و انما يورث ما دونها فما لي أمنع إرث أبي أأنزل اللّه في كتابه إلا فاطمة بنت محمد صلّى اللّه عليه و آله فدلني عليه أقنع به.


جواب أبي بكر:



فقال أبوبكر لها: يا بنت رسول اللّه أنت عين الحجّة و منطق الحكمة لا ادلي بجوابك، و لا أدفعك عن صوابك، لكن المسلمين بيني و بينك فهم قلّدوني ما تقلّدت، و آتوني ما أخذت و ما تركت.


ردها عليه:



فقالت عليهاالسلام: أتجمعون إلى المقبل بالباطل والفعل الخاسر لبئس ما اعتاض المسلمون، و ما يسمع الصم الدعاء إذا ولّوا مدبرين، أما واللّه لتجدن محملها ثقيلاً و عبئها وبيلاً إذا كشف لكم الغطاء فحينئذ لات حين مناص و بدا لكم من اللّه ما كنتم تحذرون.


مع الأنصار



ثم التفتت إلى الأنصار و قالت: معشر النقيبة، و حضنة الإسلام ما هذه الغميزة في حقي، والسنة عن ظلامتي، أما كان رسول اللّه أمر بحفظ المرء في ولده فسرعان ما أحدثتم، و عجلان ذا اهالة، أتقولون: مات محمد صلّى اللّه عليه و آله فخطب جليل استوسع وهنه، و استهتر فتقه


[استهتر: اتّسع.] و فقد راتقه، و اظلمت الأرض لغيبته، و اكتأب خيرة اللّه لمصيبته، و أكدت الآمال، و خشعت الجبال، و اضيع الحريم، و ازيلت الحرمة بموت (محمد) صلّى اللّه عليه و آله فتلك نازلة أعلن بها كتاب اللّه هتافاً هتافاً و لقبل ما خلت به أنبياء اللّه و رسله و ما محمد إلّا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللّه شيئاً و سيجزي اللّه الشاكرين.


أبني قيلة أأهضم تراث أبي و أنتم بمرأى و مسمع، تلبسكم الدعوة و يشملكم الجبن، و فيكم العدة والعدد، ولكم الدار والخيرة، و أنتم أنجبته التي امتحن، و نحلته التي انتحل، و خيرته التي انتخبت لنا أهل البيت، فنابذتم فينا العرب، و ناهضتم الاُمم، و كافحتم البهم، لا نبرح و تبرحون، و نأمركم فتأتمرون، حتى دارت بنا و بكم رحى الإسلام و درّ حلب البلاد، و خضعت بغوة الشرك، و هدأت روعة الهرج و بلغت نار الحرب، و استوسق نظام الدين، فأنّى جرتم تعد البيان و نكصتم بعد الإقدام عن قوم نكثوا ايمانهم و هموا بإخراج الرسول و هم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فاللّه أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين.


ألا لا أرى واللّه إلّا أن أخلدتم إلى الخفض ور كنتم إلى الدعة فمججتم الذي استرعيتم (و لفظتم الذي سوغتم) فإن تكفروا أنتم و من في الأرض جميعاً فإن اللّه لغني حميد ألم يأتكم نبؤ الذين من قبلكم قوم نوح و عاد و ثمود والذين


من بعدهم لا يعلمهم إلا اللّه جاءتهم رسلهم بالبيّنات فردوا أيديهم إلى أفواههم و قالوا إنا كفرنا بما اُرسلتم به و إنا لفي شك ممّا تدعوننا إليه مريب.


ألا و قد قلت الذي قلت على معرفة بالخذلة التي خامرتكم، ولكنها فيضة النفس، و نفثة الغيظ، و بثة الصدر، و معذرة الحجة، فدونكم فاحتقبوها دبرة الظهر (ناقبة الخف) باقية العار موسومة بشنار الأبد موصولة بنار اللّه المؤصدة، فبعين اللّه ما تفعلون، و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون، و أنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا انّا عاملون، وانتظروا انا منتظرون، و سيعلم الكفّار لمن عقبى الدار. و قل اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله والمؤمنون و كل انسان ألزمناه طائره في عنقه. و من يعمل مثقال ذرّة خيراً يره و من يعمل مثقال ذرّة شراً يره.


و لمّا انصرفت من المجلس تبعها رافع بن رفاعة الزرقي و قال لها: يا سيدة النساء لو كان أبوالحسن عليه السلام تكلّم في هذا الأمر و ذكر للناس قبل أن يجري هذا العقد ما عدلنا به أحداً


[عجيب من هذا الأحمق أن يتغافل عن قيام أميرالمؤمنين بالدعوة و تعريفهم أحقيته بالأمر فإن خطبته الطويلة المعروفة بالوسيلة المذكورة في روضة الكافي ملحقة بتحف العقول ص 139 و في هامش مرآة العقول ج 4 ص 253 و في الوافي ج 4 ص 4 في أول الروضة قالها في المسجد بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله بسبعة أيام و فيها التذكير بيوم الغدير و ظلم المتوثبين على هذا الأمر.]


فقالت صلوات اللّه عليها: إليك عني فما جعل اللّه لأحد بعد غدير خم من حجة و لا عذر.


و لم ير ذلك اليوم أكثر باك و لا باكية و ارتجت المدينة و هاج الناس و ارتفعت الأصوات.


فقال أبوبكر لعمر: تربت يداك ما كان عليك لو تركتني فربما فات الخرق


ألم يكن ذلك بنا أحق؟ فقال عمر: قد كان في ذلك تضعيف سلطانك و توهين كافتك و ما أشفقت إلا عليك فقال له: ويلك كيف بابنة محمد (ص) و قد علم الناس ما تدعو إليه و ما نجن من الغدر عليه قال عمر: هل هي إلا غمرة انجلت و ساعة انقضت و كأن ما قد كان لم يكن أقم الصلاة و آت الزكاة و آمر بالمعروف و وفر الفي ء ان الحسنات يذهبن السيّئات يمحو اللّه ما يشاء ذنب واحد في حسنات كثيرة قلدني ما يكون من ذلك فضرب أبوبكر بيده على كتف عمر و قال: رب كربة فرجتها.


تعريضى أبي بكر بعلي:



ثم ان أبابكر نادى: الصلاة جامعة فاجتمع الناس و صعد المنبر، حمد اللّه و أثني عليه ثم قال: أيها الناس ما هذه الرعة إلى كل قالة لئن كانت هذه الأماني على عهد رسول اللّه فمن سمع فليقل و من شهد فليتكلّم انما ثعالة شهيده ذنبه مرب لكل فتنة هو الذي يقول كروها جذعة بعد ما هرمت يستعينون بالضعفة و يستنصرون بالنساء كاُم طحال أحب أهلها إليها البغي ألا اني لو أشاء أن أقول لقلت ولو قلت لبحت اني ساكت ما تركت و قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم و أحق من لزم عهد رسول اللّه أنتم فقد جاءكم فأويتم و نصرتم الا اني لست باسطاً يداً و لا لساناً على من لم يستحق ذلك منا


[شرح نهج الحديدي ج 4 ص 80.] و مع ذلك فاغدوا على اعطياتكم


[الزيادة من دلائل الإمامة ص 39.]


جواب اُم سلمة له:



فقالت له اُم سلمة: ألمثل فاطمة يقال هذا و هي الحوراء بين الإنس والانس


للنفس ربيت في حجور اُمهات الأنبياء و تداولتها أيدي الملائكة و نمت في المغارس الطاهرات، نشأت خير منشأ و ربيت خير مربى، أتزعمون ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حرم عليها ميراثه و لم يعلمها و قد قال اللّه تعالى: و أنذر عشيرتك الأقربين أفانذرها و جاءت تطلبه و هي خيرة النسوان و اُم سادة الشبان و عديلة مريم ابنة عمران و حليلة ليث الأقران، تمت بأبيها رسالات ربه فو اللّه لقد كان يشفق عليها من الحر والقر فيوسدها يمينه و يدثرها بشماله و رويداً فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بمرأى لأعينكم و على اللّه تردون فواهاً لكم و سوف تعلمون أنسيتم قول رسول اللّه أنت مني بمنزلة هارون من موسى و قوله: اني تارك فيكم الثقلين ما أسرع ما أحدثتم و أعجل ما نكثتم.


فحرمت اُم سلمة عطاءها تلك السنة


[دلائل الإمامة لابن جرير ص 39.]


الزهراء مع أميرالمؤمنين:



و لما رجعت فاطمة عليهاالسلام إلى المنزل و كان أميرالمؤمنين عليه السلام يتوقع رجوعها إليه فقالت له: يابن أبي طالب اشتملت مشيمة الجنين و قعدت حجرة الظنين، نقضت قادمة الأجدل فخاتك


[يقال: خات الرجل نقض عهده.] ريش الأعزل هذا ابن أبي قحافة قد ابتزني نحيلة أبي و بليغة ابني واللّه لقد جد في ظلامتي و ألد في خصامي حتى منعتني قيلة نصرها والمهاجرة وصلها و غضت الجماعة دوني طرفها، فلا مانع و لا دافع خرجت واللّه كاظمة وعدت راغمة، اضرعت خدك يوم أضعت حدك، افترشت التراب، و افترست الذئاب، ما كففت قائلاً، و لا اغنيت طائلاً ليتني مت قبل منيتي، و دوني ذلتي، عذيري اللّه منك عادياً ولي حامياً ويلاي في كل شارق، مات العمد و وهن العضد شكواي إلى ربي


و عدواي إلى أبي، اللّهم أنت أشد قوة و حولاً و أحد بأساً و تنكيلاً.


فقال لها أميرالمؤمنين عليه السلام: لا ويل لك بل الويل لشانئيك نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة و بقية النبوة فواللّه ما و نيت عن ديني و لا أخطأت مقدوري فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون و كفيلك مأمون و ما أعدّ لك خير ما قطع عنك فاحتسبي اللّه فقالت عليهاالسلام: حسبي اللّه و نعم الوكيل


[مناقب ابن شهر آشوب ج 1 ص 382 ايران.]


فدك عند الخلفاء:



قال ياقوت في معجم البلدان ج ص 342 فدك قرية بالحجاز بينها و بين المدينة يومان أو ثلاثة و في المعجم مما استعجم ج 3 ص 1015 بينها و بين خيبر يومان و يقال لحصنها المشروخ و أكثر أهلها أشجع و قد تقدم ان غلتها كانت تساوي أربعة و عشرين ألف ديناراً أو سبعون ألف ديناراً و في شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 8: لما ولى معاوية بن أبي سفيان قسم فدكاً أثلاثاً ثلث لمروان بن الحكم و ثلث لعمرو بن عثمان بن عفان و ثلث ليزيد بن معاوية و لم تزل يتداولونها حتى خلصت لمروان بن الحكم أيام خلافته فوهبها لابنه عبدالعزيز و وهبها عبدالعزيز لابنه عمر فلما ولي الخلافة عمر بن عبدالعزيز ردها على ولد فاطمة عليهاالسلام فبقيت عندهم مدة خلافته و لما ولي يزيد بن عبدالملك قبضها منهم فصارت في أيدي بني مروان إلى أن انتقلت الخلافة منهم فلما ولي السفاح ردها على عبداللّه ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام و لما ولي المنصور و حدث بينه و بينه و بين بني الحسن قبضها منهم ثم ردها المهدي على ولد فاطمة عليهاالسلام ثم استرجعها موسى الهادي و هارون الرشيد فبقيت في أيديهم إلى أن تخلف المأمون فردها على الفاطميّين و ذلك انه


جلس للمظالم فأول رقعة تناولها و نظر فيها بكى و قال للذي على رأسه: نادي أين وكيل فاطمة فقام شيخ عليه عمامة و دراعة و خف ثغري فتقدم و جعل يناظره في فدك والمأمون يحتج عتليه و هو يحتج على المأمون ثم أمر أن يسجل لهم بها فكبت السجل و قرى ء عليه فقال دعبل الخزاعي و أنشده الأبيات التي يقول فيها:




  • أصبح وجه الزمان قد ضحكا
    برد مأمون هاشم فدكا



  • برد مأمون هاشم فدكا
    برد مأمون هاشم فدكا




فلم تزل في أيديهم حتى تخلف المتوكل فاسترجعها و أقطعها عبداللّه البازيار و كان فيها إحدى عشر نخلة غرسها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بيده فكان بنوفاطمة يأخذون ثمرها فإذا قدم الحاج أهدوا لهم من ذلك الثمر فيصلونهم فيصير من ذلك مال جزيل فوجه عبداللّه البازيار بشران بن أبي اُمية الثقفي فصرم ذلك النخل و عاد إلى البصرة ففلج و مات و ذكر البلاذري في فتوح البلدان ص 40 كتاب المأمون إلى عامله المبارك الطبري برد فدك على ولد فاطمة و تسليمها لمحمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب و لمحمد بن عبداللّه بن الحسن بن علي بن الحسين علي بن أبي طالب عليه السلام على ما فيها من العمارة و وفور الغلّات.


بكاؤها على أبيها:



لم تزل الصديقة الحوراء بعد أبيها ناحلة الجسم منهدة الركن باكية العين محترقة القلب يغشي عليها ساعة بعد ساعة من البكاء على أبيها و كانت تجلس الحسن والحسين عليهماالسلام بين يديها و تقول: أين أبو كما الذي كان يكرمكما و يحملكما مرة بعد اُخرى أين أبوكما الذي كان أشد الناس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الأرض و لا أراه يفتح هذا الباب أبداً


[روضة الواعظين للفتال ص 130 و مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 116.]


/ 11