وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) - نسخه متنی

سید عبدالرزاق موسوی المقرم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




فأخذ الأعرابي (العقد) و عرف رسول اللّه بما أعطته فاطمة و سأل من كان حاضراً في المسجد في شرائه فقام عمار بن ياسر يستأذن رسول اللّه عن شرائه فقال له صلّى اللّه عليه و آله: يا عمار ابتعه فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم اللّه فساوم عمار الأعرابي عن ثمنه فلم يكن عنده أكثر من أكلة يسدّ بها جوعه و بردة يستر بها عورته و يصلي فيها لربه و دينار يبلغه إلى أهله فأعطاه عمار عشرين ديناراً و مائتي درهم هجري و بردة يمانية و راحلة تبلغه إلى أهله و هذا مما بقى من ثمن سهمه من خيبر ثم أخذ الأعرابي إلى منزلة و أطعمه حتى كفاه فرجع الأعرابي إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و قال: لقد شبعت و اكتسيت و اغتنيت فسأله النبي أن يدعو لفاطمة.


فقال الأعرابي: اللّهم انك إله ما استحدثناك و لا إله لنا نعبده سواك و أنت رازقنا من كل الجهات اللّهم اعط فاطمة بنت محمد ما لا عين رأت و لا اُذن سمعت، فأمن النبي صلّى اللّه عليه و آله على دعائه و قال لأصحابه، ان اللّه تعالى أعطى فاطمة في الدنيا ذلك أنا أبوها و ليس أحد في العالمين مثلي و علي بعلها و لولا علي لما كان لفاطمة كفؤ أبداً و أعطاها الحسن والحسين و ما للعالمين مثلهما سيدا أسباط الأنبياء و سيّدا شباب أهل الجنّة.


ثم قال لمن حضر أفلا أزيدكم؟ قالوا: نعم فقال: أخبرني الروح الأمين جبرئيل ان فاطمة إذا قبضت و دفنت يسألها الملكان في قبرها من ربّك؟ فتقول: اللّه ربى، فيقولان: من نبيّك؟ فتقول: أبي، فيقولان: فمن وليّك؟ فتقول: هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب.


فعمد عمار إلى العقد و لفّه في بردة يمانية و وضع معه طيب و أرسله إلى النبي مع عبد له اسمه «سهم» اشتراه من السهم الذي أصابه بخيبر و قال له: أنت و العقد لرسول اللّه هدية، فأمره النبي أن ينطلق به إلى فاطمة على انه والعقد هدية لها، فلمّا جاء العبد إلى فاطمة و أخبرها بما صنعه عمار أخذت العقد


و أعتقت المملوك فضحك العبد فقالت فاطمة: ما يضحكك يا غلام؟ قال: أضحكني عظم بركة هذا العقد أشبع جائعاً و كسى عرياناً و أغنى فقيراً و أعتق عبداً و رجع إلى ربّه.


ثم أفاض رسول اللّه من فضل ابنته على من حضر عنده في المجلس فقال: ان اللّه و كل بها رعيلاً من الملائكة يحفظونها من بين يديها و من خلفها و عن يمينها و عن شمالها و هم معها في حياتها و عند قبرها يكثرون الصلاة عليها و على أبيها و بعلها و بنيها فمن زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي و من زار فاطمة فكأنما زراني و من زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة و من زار الحسن والحسين فكأنما زار علياً و من زار ذرّيتهما فكأنما زارهما


[بشارة المصطفى ص 167 ط نجف: و حيث ظهر لعمار بن ياسر منزلة في هذا الحديث أحببت أن أوقف القرّاء على شي ء من مقامه الكريم فأقول: لقد تواتر الحديث عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله ان عمار بن ياسر الطيب ابن الطيب ملأ ايماناً من قرنه إلى قدمه و كان تابعاً للحق يدور معه حيثما دار و هو أحد السبعة الذين بهم ترزق الاُمة و يمطرون و مبشراً بالجنة على لسان النبي صلّى اللّه عليه و آله و بالشهادة مع امام الحق و خاتم الأوصياء فقال صلّى اللّه عليه و آله: انك مقتول بسيف الفئة الباغية و أنت مع الحق و آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن و اشتد حزن أميرالمؤمنين عليه لما استشهد مع كثرة من حضر لديه من المؤمنين المخلصين له و ليس ذلك إلا لما يحمله إبن ياسر من اليقين الراسخ والبصيرة النافذة والفقه الناجع الذي شهد به سيد النبيين و ذلك لما أكرهه المشركون و أباه و اُمه على سب النبي صلّى اللّه عليه و آله و ذكر آلهتهم بخير فأما أبوه و اُمه فلم يفعلان فقتلا و أما عمار ففعل كما أراد المشركون تقيّة و حقناً لدمه فقال قوم لقد كفر عمّار فرد عليهم النبي صلّى اللّه عليه و آله بأن عماراً ملأ ايماناً من قرنه إلى قدمه و اختلط الإيمان بلحمه و دمه و انه فقيه آل ياسر و جاء إلى النبي يبكي و حكى له ما أراده المشركون منه من السبّ حتى فعل حقناً لدمه فقال له صلّى اللّه عليه و آله: لا عليك إن عادوا فعد لهم بما قلت و لما قتل وقف عليه أميرالمؤمنين و قال: امرءاً لم ينقم قتل عمار و لم يحزن له لغير رشيد) رحم اللّه عماراً يوم قتل و رحم اللّه عماراً يوم يموت و رحم اللّه عماراً يوم يبعث حياً.


و لأجل انه من أكبر اعضاد الحنيفية البيضاء يناضل عن قدس الشريعة بلسانه و سنانه و يقول مجاهراً لو ضربونا بأسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا انا على الحق و هم على الباطل. رموه دعاة السوء و رواة الأكاذيب بالريب والشك والعدول عن الصراط السوي (يوم الفتنة الأولى) غير ان الشهادة بصفين غسلت ذلك الدرن و نسبوا القول إلى الإمام الباقر عليه السلام (انه حاص حيصة) كما في رجال الكشي ص 8 و لا غرابة في ذلك بعد أن أعلمنا التاريخ جهد معاوية في الوقيعة برجالات الشيعة و بذله الأموال للحط من مقدارهم و مقامهم الرفيع التنفر الناس عنهم فلا يقبلوا لهم حديثاً في فضل أميرالمؤمنين و وولده و ان العجب لا ينقضي ممن يؤمن بهذا الإفتعال و يذعن بقول النبي عمار مع الحق و قد ملأ ايماناً من قرنه إلى قدمه ثم يتشدق في الوقيعة برجل الإيمان و العقيدة الصادقة و أقبح من هذا الإعتذار عنه بأنه غسلها بالشهادة بصفين و متى صدرت منه هذه الزلة حتى يعتذر له بذلك.


على ان الحيدث نفسه كما رمى عماراً بهذه الشائنة حط من أخويه سلمان و ابن ذر حيث أثبت في قلب سلمان شيئاً و ان أباذر خالف أمر أميرالمؤمنين بالسكوت و في البحار ج 8 ص 51 عن الإختصاص للشيخ المفيد في خبر ان سلمان الفارسي كان منه إلى ارتفاع النهار و أبوذر كان منه إلى وقت الظهر فعاقبهما اللّه بأن و جئت عنق سلمان و حمل أبوذر على قتب و نفى عن حرم الرسول صلّى اللّه عليه و آله ولكن من الواضح الجلي ان تلك النسبة إلى عمار و أخويه كاذبة أرادوا بها الحط من هؤلاء الأوتاد الذين جاهروا بالإنكار على من اغتصب الخلافة الإلهية الكبرى كيف و قد بلغ حواري النبي صلّى اللّه عليه و آله الغاية القصوى تجاه أمام كل عثرة في سبيل الدين وضحوا دونه النفس والنفيس على ان رجال هذه الأخبار الحاملة للحط من عمار و اُخويه مجهولون فلا يعبؤ بمروياتهم ولكن أين من يفقه النكات الدقيقة ليعرف ما أراده أعداء الدين من تشويه مقام هؤلاء الرجال و انهم كيف يدسون السم في العسل و إلى أمثال هذه الروايات يشير الإمام الباقر كما في شرح النهج ج 3 ص 15 فيقول: (ان الرجل قد يكون من أهل الخير و هو ورع صدوق فيحدث بأحاديث عجيبة من تفضيل السلف و غيره و لم يخلق اللّه شيئاً منها) إذاً فمن واجب الباحث التريث فيما رووه من مقادير الرجال لئلا يتورط في مس الكرامات فيعوزه العذر يوم الحساب أو يندم ولات حين مندم. ]


أقول: أين كان هؤلاء الملائكة حين أقبل (الرجل) يلطم خدها حتى احمرت عينها والعبد يضربها بالسوط على عضديها:




  • و للسياط رنة صداها
    و الأثر الباقي كمثل الدملج
    و من سواد متنها اسود الفضا
    و لست أدري خبر المسمار
    و في جنين المجد ما يدمي الحشا
    و الباب والجدار والدماء
    لقد جنى الجانى على جنينها
    و رض تلك الأضلع الزكية
    و من نبوع الدم من ثدييها
    و جاوز الحد بلطم الخد
    فاحمرّت العين و عين المعرفة
    و لا يزيل حمرة العين سوى
    فإنّ كسر الضلع ليس ينجبر
    أهكذا يصنع بابنة النبي
    حرصاً على الملك فيا للعجب



  • في مسمع الدهر فما أشجاها
    في عضد الزهراء أقوى الحجج
    يا ساعد اللّه الإمام المرتضى
    سل صدرها خزانة الأسرار
    و هل لهم اخفا أمر قد فشا
    شهود صدق ما به خفاء
    فاندكت الجبال من حنينها
    رزية ما مثلها رزية
    يعرف عظم ما جرى عليها
    شلت يد الطغيان والتعدي
    تذرف بالدمع على تلك الصفه
    بيض السيوف يوم ينشر اللوى
    إلا بصمصام عزيز مقتدر
    حرصاً على الملك فيا للعجب
    حرصاً على الملك فيا للعجب




موقفها في المحشر



غير خاف ان غاية الشرف بين مبدء الإنسان و منتهاه التشابه بين هذين الحدين لا اُريد بذلك الركود عن الترقي إلى الكمال ضداً لما يقتضيه ناموس التكامل المودع في الأشياء كلها لكني اريد أن أقول ان من صيغ من عنصر القداسة و من أرفع درجاتها يتعذر تصوير التفاوت بين مبدئه و ختامه و إن كان من الممكن تصوير الترقي فيه بالنسبة إلى احتفاف العوارض به، و على هذا فسيّدتنا الصديقة الزهراء حيث اشتقها المولى سبحانه من نور قدسه و جعلها حلقة الوصل بين السفارة العظمى والولاية الكبرى و زانها بالعصمة عن كل شية و رجاسة فهي سرمدية تشابه فيها الأزل و الأبد لأنها حصة من الحقيقة المحمدية التي كمل بها النظام الأتم حدوثاً و بقاء فكما انها منجاة البشر عن حوادث الدهر و طوارق الزمن و سائر البوائق والآفات فانها في الآخرة مقياس الفوز والفلاح فبشفاعتها تدرء عنهم الأهوال كما انه على حبها دارت القرون الأولى و نجى الرسل المكرمون


[البحار ج 7 ص 350 كمبني.]


و في حديث ابن عباس: ان رسول اللّه قال لفاطمة عليهاالسلام: ان اللّه تعالى يبعث جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور ثم يأتيك إسرافيل بثلاث حلل فيقف عند رأسك فيناديك يا فاطمة بنت محمد صلّى اللّه عليه و آله قومي إلى محشرك آمنة روعتك مستورة عورتك فيلبسك الحلل و يأتيك روفائيل بنجيبة من نور زمامها من اللؤلؤة عليها محفة من ذهب فتركبينها و يقودها رفائيل و سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح فإذا سرت استقبلك سبعون ألف حورية بيد كل واحدة مجمرة يسطع منها ريح العود من غير نار و عليهنّ أكاليل الجوهر مرصع بالزبرجد الأخضر ثم تستقبلك مريم بنت


عمران في مثل من معك من الحور و تسير معك ثم تسقبلك اُمك خديجة معها سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير فإذا قربت من الجمع استقبلتك حواء و معها آسية بنت مزاحم فتسير معك.


فإذا توسطت الجمع نادى منادي: أيها الخلائق غضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة الصديقة ابنة محمد فلا ينظر إليك يومئذ إلا إبراهيم الخليل و علي بن أبي طالب و يطلب آدم حواء فيراها مع اُمك خديجة اُمامك.


ثم ينصب لك منبر له سبع مراقي فإذا صرت في أعلاه أتاك جبرئيل فيقول: يا فاطمة سلي حاجتك فتقولين: يا رب شيعتي فيأتي النداء من العزيز سبحانه: اني قد غفرت لهم، فتقولين: شيعة ولدي، فيأتي النداء: اني قد غفرت فتقولين: يا رب شيعة شيعتي، فيقول اللّه: يا فاطمة انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنّة


[تفسير فرات الكوفي ص 171 واقتصر الحاكم في المستدرك ج 3 ص 161 والمحب الطبري في ذخائر العقبى ص 48 والمتقي في كنزالعمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 56 على النداء لأهل الجمع بأن يغضّوا الأبصار لتجوز فاطمة بنت محمد و زاد في الذخائر معها سبعون ألف حوراء.]


فإذا صار شيعتها علي باب الجنّة يقفون فيأتي النداء من المولي الجليل: ما وقوفكم و قد شفعت فيكم ابنة محمد صلّى اللّه عليه و آله؟ فيقولون: أحببنا أن يعرف قدرنا في هذا اليوم فيقول اللّه: يا أحبائي انظروا من أحبكم لحب فاطمة و من أطعمكم لحب فاطمة و من كساكم لحب فاطمة و من سقاكم لحب فاطمة و من رد عنكم غيبة لحب فاطمة فأدخلوه الجنّة.


قال أبوجعفر الصادق عليه السلام: لا يبقى في الناس حينئذ إلا شاك أو كافر أو منافق


[تفسير فرات ص 114.]


ثم ان فاطمة تأخذ قميص الحسين ملطخاً بالدم و تقول: إلهي احكم بيني و بين من قتل ولدي


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 91.] ثم تسأل ربها أن يريها الحسين فيقال لها: انظرى في قلب القيامة فترى الحسين قائماً مقطوع الرأس


[معالم الزلفى ص 233 باب 102.] فإذا رأته صرخت و ولولت و صاحت و اثمرة فؤاداه فتصعق الملائكة لصيحتها و ينادي أهل الموقف قتل اللّه قاتل ولدك فيقول اللّه افعل به و بأحبائه و شيعته


[عقاب الأعمال للصدوق ص 10.]




  • لابد أن ترد القيامة فاطم
    ويل لمن شفعاؤه خصمائه
    والصور في يوم القيامة ينفخ



  • و قميصها بدم الحسين ملطخ
    والصور في يوم القيامة ينفخ
    والصور في يوم القيامة ينفخ



[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 91 انها لمسعود بن عبداللّه القايني.

.






تسبيح الزهراء



كان السبب في تشريع هذا التسبيح ما رووه الإمامية و غيرهم من ان أميرالمؤمنين علي عليه السلام قال: لما رأيت ما أصاب فاطمة الزهراء من العناء في خدمة البيت و قد جاء سبي إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله قلت لها: هلا أتيت أباك تسأليه خادماً يكفيك مشقة خدمة البيت؟ فأتت النبي صلّى اللّه عليه و آله و إذا عنده جماعة فانصرفت و علم أبوها انها جاءت لأمر أهمّها فغدا إلى دارها صباحاً و سألها عمّا جاءت له فاستحت أن تذكر له فقلت له: انك تعلم ما تلاقيه فاطمة من القيام بشؤون البيت من الإستقاء والطحن والكنس و قد أثر ذلك عليها فقلت لها: لو سألت أباك يخدمك من يكفيك مشقة ما أنت فيه من العمل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: أفلا أدلك يا فاطمة على ما هو خير لك من الخادم و من الدنيا قالت بلى يا رسول اللّه فعلمها هذا التسبيح المعروف عند


النوم و بعد كل صلاة


[رواه الصدوق فيمن لا يحضره الفقيه ص 67 و علل الشرايع ص 128 باب 88 و رواه القاضي نعمان المصري في (دعائم الإسلام) و رواه البخاري في صحيحه ج 2 ص 259 في مناقب علي و لم يتعقب عليه ابن حجر القسطلاني في إرشاد الساري ج 6 ص 117 و زاد ان فيه منقبة ظاهرة لعلي و فاطمة و حكى عن ابن تيمية ان المواظبة عليه عند النوم ترفع التعب والاعياء و ممن رواه منهم المحب الطبري في ذخائر العقبى ص 49 و أبونعيم في حلية الأولياء ج 2 ص 41 و أحمد بن حنبل في المسند ج 1 ص 106 و ابن حجر العسقلاني في الإصابة بترجمة فاطمة ج 4 ص 379 و في تذكرة الخواص ص 176 خرجه مسلم في صحيحه متفرقاً و حكى في السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية ج 3 ص 303 عن الزرقاني في شرح المواهب اللّدنية انه عند النوم و بعد صلاة عشراً عشر و علي كل حال فهم متفقون معنا في أصل التشريع و إن خالفونا في كيفيته.]


و قد استفاضت أخبار آل الرسول الأعظم في الحث على الإتيان به حتى قال الإمام الباقر عليه السلام ما عبداللّه بشي ء أفضل من تسبيح فاطمة كل يوم دبر كل صلاة و لو كان شي ء أفضل منه لنحله رسول اللّه فاطمة و يقول الصادق تسبيح فاطمة كل يوم دبر كل صلاة أحب إليّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم و أنا لنأمر صبياننا به كما نأمرهم بالصلاة


[فروع الكافي بهامش مرآة العقول ج 3 ص 135.]


و ورد في التعبير عن بلوغ التسبيح مرتبة عالية من الفضل بحيث يصح للمولى مع تركه ردّ العبادة على صاحبها و إن كانت تامة الأجزاء والشرائط فقالوا عليهم السلام (ان الصلاة الخالية منه ترد على صاحبها) لكون العبادة المقرونة بتسبيح الزهراء كالحلة الموشاة التي لا تماثلها الحلة الخالية من الوشي والتطريز.


و هذه الأخبار المتكثرة لا يضر اختلافها في بيان كيفيته بعد الصلاة و عند النوم بعد أن صادق على كونه أربع و ثلاثون تكبيرة ثم ثلاث و ثلاثون تحميدة


ثم ثلاث و تلاثون تسبيحة المشهور من علمائنا الأعلام بل عليه فتاوى الأصحاب كما في الجواهر و هو الأشهر كما في المنتهى للعلّامة الحلي و عليه عمل الطائفة كما في الوسائل للحر العاملي و هو الأقوى كما في البحار للمجلسي و من أجل ذلك التزم الشيخ يوسف البحراني في الحدائق بحمل الأخبار المخالفة للمشهور علي التقية لموافقتها لرأي العامة و مع هذا لا تخلو دعوى التخيير بين تقديم التسبيح علي التحميد أو العكس عن وجه وجيه كما في (الوافي).


و على كل فقد اعتبرت أحاديث أهل البيت عليهم السلام آدبا فيه كاتباعه بلا إله إلا اللّه والإستغفار مرة


[محاسن البرقي و دعائم الإسلام.]] والموالات


[مستدرك الوسائل ج 1 ص 344.] و أن تكون حبّات السبحة من طين قبر الحسين فإن فاطمة عليهاالسلام كانت سبحتها من خيط صوف معقود عليه بعدد التكبير و بعد أن قتل حمزة بن عبدالمطلب استعملت حبّات من تربته و جرى الناس على ذلك إلى أن استشهد أبوعبداللّه عليه السلام فعدل الناس إلى تربته لما فيها من الفضل والمزية


[البحار ج 18 ص 415 عن مكارم الأخلاق.]


و سئل الصادق عليه السلام عن التفاضل بين طين قبر حمزة أو الحسين عليه السلام؟ فقال عليه السلام: السبحة من طين قبر الحسين تسبح بيد الرجل من دون أن يسبح و ان الحور إذا رأين الملائكة يهبطون إلى الأرض استهدين منهم التربة من طين قبر الحسين عليه السلام و من أدار السبحة من تربة الحسين مرة واحدة بالإستغفار أو غيره كتب له أجر سبعين مرّة و ان السجود على تربته عليه السلام تخرق الحجب السبع


[البحار ج 18 ص 417.] و من كانت بيده سبحة من تربة سيد الشهداء كتب مسبحا وإن لم يسبح بها


[الذكرى للشهيد الأول في باب التعقيب.]


كما انه ورد عنهم عليهم السلام ان السبح الزرق في أيدي شيعتنا


كالخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل فإن اللّه تعالى أوحى إلى موسى بن عمران مر بني إسرائيل أن يجلعوا في أربعة جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق يذكرون بها إله السماء


[مزار الشيخ خضر شلال مخطوط.] و فهم شيخنا المجلسي من هذا الخبر أن تكون الحبّات زرقاً ولكن العلامة قال: يستحب كون الخيوط زرقاً و لعله وقف على حديث يعيّن ذلك و الأولى الجمع بينهما.


حديث الكساء



لقد تطابقت كلمات المفسّرين و روايات المحدّثين و أرباب السير والمعاجم على ان المراد بأهل البيت في قوله تعالى: (انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيراً) هم الخمسة أصحاب الكساء أعني النبي الأعظم و وصيه المقدم أميرالمؤمنين و ابنته الصديقة سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و سبطيه سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين صلوات اللّه عليهم أجمعين و تواتر النص بذلك من جماعة من الصحابة والتابعين و أنهاه ابن جرير الطبري في تفسيره (جامع البيان) إلى خمسة عشر طريقاً والسيوطي في تفسيره الدرّ المنثور إلى عشرين طريقاً


[راجع الدر المنثور و جامع البيان للطبري و أسباب النزول للواحدي والإصابة بترجمة فاطمة و تهذيب التهذيب بترجمة الحسن و صحيح مسلم ج 2 ص 331 و مستدرك الحاكم على الصحيحين ج 3 ص 132 و 148، 158 و تلخيصه للذهبي و مسند أحمد ج 6 ص 323 و منتخب كنزالعمال بهامشه ج 5 ص 96 و كنزالعمال ج 6 ص 103 و تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 204 والصواعق المحرقة ص 85 والرياض النضرة ج 2 ص 203 و ذخائر العقبى من ص 21 إلى ص 24 و الاتحاف بحب الأشراف ص 5 و كفاية الطالب للكنجي ص 13 و مطالب السؤول ص 8 و أحكام القرآن لابن العربي الأندلسي ج 2 ص 167 والشرف المؤبد للنبهاني ص 6.] و لم يزل النبي صلّى اللّه عليه و آله مجاهراً في


الأصحار بالإختصاص بهؤلاء الخمسة في مواطن متعددة حتى انه كلما يخرج إلى صلاة الغداة بعد نزول الوحي بها يقف على باب فاطمة و ينادي بأعلا صوته: الصلاة أهل البيت و يقرأ الآية و استمر على هذا ستة أشهر أو سبعة أو ثمانية و لم ينقل أحد أصلاً انه و قف هذا الموقف و لا قال هذا القول على باب أحد من نسائه و زوجاته و سائر أقاربه و هذا الفعل من الحكيم يدل على معنى جليل تضمنته الآية اختص بهم دون المسلمين.


لكن المتعنّت الجاحد لفضل أصحاب الكساء لما لم ترقه هذه الفضيلة شرك غيرهم معهم مستنداً إلى شواهد أوهى من بيت العنكبوت فكان يتردد فيها كحاطب في ظلام مع ان اُم سلمة لم يأذن لها الرسول في الدخول معهم و قال: انك على خير انك من أزواج النبي صلّى اللّه عليه و آله كما انهم بتروا الحديث الذي ينم عما لأهل العبا من منزلة كبرى عند اللّه فاقتصروا علي خصوص نزول الآية في الخمسة.


غير ان شيخنا الحجّة المتتبّع المتقن نادرة الدهر و مفخرة العلماء الشيخ فخرالدين الطريحي النجفي أتحفنا بإثباته في (المنتخب) ص 186 طبع النجف كما نزل به الوحي المبين و تابعه على ذلك العلّامتان الحجّتان السيد عدنان آل السيد شبر البحراني والسيد محمد نجل آية اللّه السيد مهدي القزويني و لم يتباعد عن الإذعان به حجة الإسلام السيد محمد كاظم اليزدي في أجوبة المسائل المتفرقة و خرج لهذا الحديث سنداً العلامة السيد شهاب الدين التبريزي في رسالة صغيرة فارسية أسماها (حديث الكساء) و ذكر فيها حديث سلسلة الذهب طبعت سنة 1356 كما في الذريعة في فهرست مصنفات الشيعة ج 6 ص 378 و استظهر تعدد الواقعة المحب الطبري في ذخائر العقبى ص 22 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 86 من اختلاف الروايات في تعيين الكساء والمحل الذي كانوا فيه و من أجاب به اُم سلمة و غيرها.


و اني لا أرى للتعدّد وجهاً فإن الواقعة واحدة والآية الكريمة نزلت في مورد واحد ولكن الرواة لم ينقلوا هذه الفضيلة كما صدرت فتصرّفوا فيها كما شاء لهم الهوى فشركوا مع هؤلاء الخمسة أزواج النبي و أقاربه مع بعدهم عن مورد الآية كما بين السماء والأرض و يشهد له قول النبي صلّى اللّه عليه و اله لاُم سلمة لما استأذنته على الدخول معهم (انك على خير انك من أزواج النبي) كما اني لا أرى المتأمل في أحاديث أهل البيت المثبتة لهم منازل عالية لم يحوها نبي مرسل أو ملك مقرب مرتاباً في صحة هذا الحديث و ما أثبته من الفضل الكثير لهؤلاء الخمسة و شيعتهم دلت عليه الأحاديث المتواتر بل البالغة أكثر من التواتر، فلا غرابة فيما نصّ عليه.


الحديث برواية المنتخب



قال الشيخ الجليل فخرالدين الطريحي في المنتخب ص 186: روي ان فاطمة الزهراء عليهاالسلام قالت: دخلت على أبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في بعض الأيام فقال لي: يا فاطمة اني لأجد في بدني ضعفاً فقالت له فاطمة: اُعيذك باللّه يا أبة من الضعف، فقال: يا فاطمة ايتيني بالكساء اليماني و غطّيني به قالت فاطمة: فغطيته به و صرت أنظر إليه و إذا وجهه يتلألأ كأنه البدر في ليلة تمامه.


قالت فاطمة: فما كانت إلّا ساعة و إذا بولدي الحسن قد أقبل و قال: السلام عليك يا اُماه قلت: و عليك السلام يا قرة عيني و ثمرة فؤادي فقال لي: يا اُماه اني أشم عندك رائحة طيّبة كأنها رائحة جدي رسول اللّه قلت: انّ جدك نائم تحت الكساء فأقبل الحسن نحو الكساء و قال: السلام عليك يا رسول اللّه نائم تحت الكساء فأقبل الحسن نحو الكساء و قال: السلام عليك يا رسول اللّه أتأذن لي أن أدخل تحت الكساء؟ فقال: قد أذنت لك فدخل معه.


و ما كان إلّا ساعة و إذا بالحسين الشهيد قد أقبل و قال: السلام عليك يا


/ 11