وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) - نسخه متنی

سید عبدالرزاق موسوی المقرم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الأرض الفرات و دجلة و نيل مصر و نهر بلخ و أخبره بأنه إذا زوّجها من علي عليه السلام جرى منهما أحد عشر إماما لكل اُمة إمام في زمانهم يتعلّمون منه كما علم قوم موسى مشربهم


[دلائل الإمامة لابن جرير ص 18.]


و انه سبحانه أمر الملائكة أن يزيّنوا الجنان و أمر الحور العين بقرائة طاها و ياسين و حمسعق و أرسل سحابة نثرت الدرّ والياقوت و اللؤلؤ والسنبل والقرنفل فالتقطت الملائكة


[تفسير فرات ص 157.] والحور و تهادين به


[كشف الغمة ص 142 و مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 105.]


و انه تعالى شأنه قال: الحمد ردائي والعظمة كبريائي والخلق كلهم عبيدي و إمائي


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 106.] يا ملائكتي و سكان جنّتي باركوا على علي بن أبي طالب حبيب محمد و علي فاطمة بنت محمد فإني قد باركت عليهما و قد زوّجت أحبّ النساء إليّ من أحبّ الرجال إليّ من النبيّين والمرسلين.


فقال راحيل: يا رب و ما بركتك عليهما بأكثر مما رأينا لهما في جنانك؟ فقال عزّ و جل: ان من بركتي عليهما اني أجمعهما على محبّتي و أجعلهما حجّة على خلقي و عزّتي و جلالي لأخلقنّ ذريّة منهما أجعلهم خزاني في أرضي و معادن علمي و دعاة إلى ديني بهم أحتجّ على خلقي بعد النبيّين والمرسلين


[روضة الواعظين ص 126.]


و خطب راحيل في البيت المعمور فقال:


الحمد للّه الأول قبل أولية الأولين الباقي بعد فناء العالمين نحمده إذ جعلنا ملائكة روحانيين و بربربيته مذعنين و له على ما أنعم شاكرين حجبنا من الذنوب و سترنا من العيوب و أسكننا في السماوات و قربنا في السرادقات و حجب عنا


النهم والشهوات و جعل نهمتنا في تسبيحه و تقديسه، الباسط رحمته الواهب نعمته جلّ عن الإلحاد أهل الأرض من المشركين و تعالى بعظمته عن إفك الملحدين و ان الملك الجبّار اختار صفوة كرمه و عبد عظمته على بن أبي طالب لأمته سيدة النساء بنت خير النبيّين و سيّد المرسلين و إمام المتّقين فوصل حبله بحبل رجل من أهل المصدق دعوته و المبادر إلى كلمته (على الوصول) بفاطمة البتول) ابنة الرسول محمد صلّى اللّه عليه و آله.


و ان اللّه سبحانه و تعالى أنشأ في شجرة طوبى صكاكاً بعدد ما يعلمه من محبي علي و فاطمة فيها فكاكهم من النار و خلق ملائكة تحتها فلما هز رضوان تلك الشجرة تساقطت الصكاك فحفظتها الملائكة و في يوم القيامة لا يبقى محب لهما إلا و يأتيه الملك و بيده صك فيه خلاصه من النار


[الصواعق المحرقة ص 103 و تاريخ بغداد ج 4 ص 210 و اسدالغابة ج 1 ص 206 و الإصابة ج 1 ص 82 بترجمة سنان بن شفعلة و مناقب الخوارزمي و رشفة الصادي ص 28 و كشف الغمة ص 137.]


و في حديث الباقر عليه السلام: انها نثرت الدرّ والياقوت والزبرجد الأحمر والأخضر والأصفر و مناشير و مخطوطة بالنور فيها أمان مذخور إلى يوم القيامة


[دلائل الإمامة ص 18 ط نجف.]


و هبط على النبي صلّى اللّه عليه و آله ملك يقال له محمود مكتوب بين كتفيه محمد رسول اللّه علي وصيّه فقال: يا رسول اللّه ان اللّه بعثني أن اُزوّج النور من النور أعني فاطمة من علي


[أمالى الصدق ص 353 مجلس 86 والمحتضر ص 133.]


و لما علم النبي صلّى اللّه عليه و آله بما حكم اللّه به دعا ابنته الزهراء و أوقفها على ما اختاره اللّه و قضاه و سألها عن رغبتها فيه فسكتت فصاح النبي: اللّه


أكبر سكوتها إقرارها و سأل أميرالمؤمنين عما يجده من الصداق فقال: لا أجد إلا درعي و سيفي و فرسي و ناضحي فأمره صلّى اللّه عليه و آله ببيع الدرع حيث لا غناء له عن السيف والفرس والناضح


[كفاية الطالب في مناقب على بن أبي طالب للكنجي الشافعي ص 166.] فكان قيمتها خمسمائة درهم


[المروي في دلائل الإمامة ص 135 كانت قيمتها أربعمائة ولكن المتحصل مما يؤثر في تقدير مهر السنة الذي لا يتخطاه المؤمن اثنا عشر اوقية و نشا يساوي من الدراهم المضروبة خمسمائة درهم و على هذا مشى الشارع الأقدس في نسائه و بناته و قرره للاُمة و ما أثبته التاريخ من صداق اُم حبيبة بنت أبي سفيان بأنه أربعة آلاف درهم لا ينقض ذلك الأساس الرصين فلقد أعلمنا أئمة الدين من آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله خطبها و هي في الحبشة و ان النجاشي ساق إليهما ذلك المهر إذاً فمن الراجح المؤكد ترجيح القول بأن مهر فاطمة خمسمائة درهم و هو مهر السنّة كما صحّحه ابن شهر آشوب في المناقب ج 2 ص 408 والمجلسي في البحار ج 20 ص 33 فلا يعبؤ بما في ذخائر العقبى و منتخب كنزالعمال ج 5 ص 99 بهامش مسند أحمد ج 5 والصواعق المحرقة ص 85 من تقدير مهر فاطمة بأربعمائة مثقال.


و أما ما رواه في الكافي من ان مهر فاطمة في السماء خمس الأرض و في المناقب لابن شهر آشوب اضافة ثلث الجنة و أربعة أنهار الأرض فهو من الخصائص الخارجة عن مستوى الإدراك يرجع علمه إلى آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و لا يرمى بالرد بعد أن كان علمهم صعب مستصعب لا يتحمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن اللّه قلبه بالإيمان.]


و خرج رسول اللّه إلى أصحابه يعلمهم بالوحي الإلهي فقال: أيها الناس انما أنا بشر مثلكم أتزوّج فيكم و ازوّجكم إلا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء


[البحار ج 10 ص 42 عن الكافي.] و هذا جبرئيل يخبرني عن اللّه تعالى انه أشهد ملائكته على انه زوّج فاطمة من علي و أمرني أن اُزوّجهما في الأرض و اشهدكم على ذلك


[بشارة المصطفى ص 179.]


ثم رقي صلّى اللّه عليه و آله المنبر فقال:


الحمد للّه الذي رفع السماء فبناها و بسط الأرض فدحاها و أثبتها بالجبال


فأرساها و أخرج منها ماءها و مرعاها الذي تعاظم عن صفات الواصفين و تجلّل عن لغات الناطقين و جعل الجنّة ثواب المتّقين والنار عقاب الظالمين


[التهذيب.] الحمد للّه المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه و سطوته، النافذ أمره في سمائه و أرضه، الذي خلق الخلق بقدرته و ميّزهم بأحكامه و أعزّهم بدينه و أكرمهم بنبيّه محمد صلّى اللّه عليه و آله


[الصواعق المحرقة ص 84 و مدينة المعاجز ص 147.]


عباد اللّه انكم في دار أمل و عدو أجل و صحة و علل دار زوال و تقلّب أحوال جعلت سبباً للإرتحال فرحم اللّه امرءاً قصر من أمله و جدّ في عمله و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوته ليوم فاقته يوم يحشر فيه الأموات و تخشع له الأصوات و تذهل الاُمهات و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى يوم يوفيهم اللّه دين الحق و يعلمون ان اللّه هو الحق المبين يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً و ما عملت من سوء تود لو انّ بينها و بينه أمداً بعيداً و من يعمل مثقال ذرّة خيراً يره و من يعمل مثقال ذرّة شراً يره يوم تبطل فيه الأنساب و تقطع الأسباب و يشتد الحساب فمن زحزح عن النار و اُدخل الجنّة فقد فاز و ما الحياة الدينا إلا متاع الغرور


[تاريخ الخميس ج 1 ص 408 و ذخائر العقبى ص 30 والصواعق ص 84 و دلائل الإمامة ص 16.]


ثم ان اللّه جعل المصاهرة نسباً لاحقاً و أمراً مفترضاً نسخ بها الآثام و أوشج بها الأرحام و ألزمها الأنام فقال عزّ من قائل: (و هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً و صهراً و كان ربّك قديراً).


فأمر اللّه يجري إلى قضائه و قضاؤه يجري إلى قدره و قدره يجري إلى أجله فلكلّ قضاء قدر و لكل قدر أجل كتاب يمحو اللّه ما يشاء


و يثبت و عنده اُم الكتاب.


أيها الناس ان الأنبياء حجج اللّه في أرضه الناطقون بكتابه العاملون بوحيه و ان اللّه أمرني أن اُزوّج فاطمة من علي بن أبي طالب فإن اللّه قد زوّجه في السماء بشهادة الملائكة و اُشهدكم اني زوّجته من فاطمة


[مدينة المعاجز ص 147.] و التفت إلى علي عليه السلام قائلاً: أرضيت يا علي؟


فقال عليه السلام: رضيت عن اللّه و عن رسوله.


فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله: جمع اللّه شملكما و أسعد جدّكما و بارك عليكما و أخرج منكما كثيراً طيّباً


[تاريخ الخميس ج 1 ص 408.]


و أمره النبي صلّى اللّه عليه و آله أن يخطب فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: الحمد للّه الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين و أنار بثواقب عظمته قلوب المتّقين و أوضح بدلائل أحكامه طرق السالكين و أبهج بابن عمّي المصطفى العالمين حتى علت دعوته دواعي الملحدين و استظهرت كلمته على بواطل المبطلين و جعله خاتم النبيين و سيد المرسلين فبلغ رسالة ربّه و صدع بأمره و أنار من اللّه آياته، الحمد للّه الذي خلق العباد بقدرته و أعزّهم بدينه و أكرمهم بنبيّه محمد صلّى اللّه عليه و آله و رحم و كرم و عظم و شرف الحمد للّه على نعمائه و أياديه الحمد للّه الذي قرب من حامديه و دنا من سائليه و وعد الجنّة من يتّقيه و أنذر بالنار من يعصيه نحمده على قديم إحسانه و أياديه حمد من يعلم انه خالقه و باريه و مميته و محيه و مسائله عن مساويه و نستعينه و نستهديه و نؤمن به و نستكفيه و نشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له شهادة تبلغة و ترضيه و انّ محمداً عبده و رسوله صلى اللّه عليه صلاة تزلفه و تحظيه و ترفعه و تصطفيه والنكاح مما أمر اللّه به و يرضيه و اجتماعنا مما قدره اللّه و أذن فيه.


و هذا رسول اللّه زوّجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم و قد رضيت فاسألوه واشهدوا


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 108.]


حديث الوليمة



روى ابن جرير باسناده إلى أبي عبداللّه عليه السلام قال: لما زوّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أميرالمؤمنين علياً عليه السلام من فاطمة عليهاالسلام قال: من حضر الخطبة فليحضر الطعام فضحك المنافقون و قالوا الذين حضروا العقد حشر من الناس و ان محمداً سيضع طعاماً لا يكفي عشرة فيستفضح محمد اليوم و بلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و آله فدعا عميه حمزة والعباس و أقامهما على باب داره و قال لهما ادخلا الناس عشرة عشرة و جعلا يدخلان عشرة عشرة حتى أكل الناس من طعامه ثلاثة أيام والنبي صلّى اللّه عليه و آله يجمع بين الصلاتين في الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة.


ثم قال النبي صلّى اللّه عليه و اله للعباس: مالي أرى الناس يصدرون و لا يعودون؟ فقال: يا ابن اخي لم يبق في المدينة مؤمن إلا و قد أكل من طعامك حتى ان جماعة من المشركين دخلوا في عداد المؤمنين فأحببنا أن لا ننعهم ليروا ما أعطاك اللّه تعالى من المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة فسأله عن عددهم فلم يكن له علم به فسأل النبي صلّى اللّه عليه و آله عمه حمزة عن عددهم فقال: لقد أكل الناس من طعامك في أيامك الثلاثة ثلاثة آلاف من المسلمين و ثلاثمائة رجل من المنافقين فضحك النبي صلّى اللّه عليه و آله حتى بدت نواجذه.


ثم دعا بصحاف و جعل يغرف فيها و يبعث إلى بيوت الأرامل والضعفاء والمساكين من المسلمين والمسلمات والمعاهدين والمعاهدات حتى لم يبق المدينة دار و لا منزل إلا دخل عليه من طعامه صلّى اللّه عليه و آله.


و قال: هل فيكم من يعرف المنافقين؟ فسكتوا فنادى ابن حذيفة بن اليمان


فأتاه يتوكأ على عصا لضعف فيه من علة أصابته فقال له: هل تعرف المنافقين؟


قال: ما المسئول بأعلم من السائل فاستدناه رسول اللّه و أمره أن يستقبل القبلة ثم وضع يده اليمنى بين منكبيه يقول حذيفة: فو اللّه لقد ذهبت العلة والضعف مني حتى رميت هراوتي و عرفت المنافقين بأسمائهم و أسماء آبائهم و اُمهاتهم.


فقال لي: انطلق و ائتني بالمنافقين رجلاً رجلاً فأخرجهم من بيوتهم و جمعهم حول منزل النبي صلّى اللّه عليه و آله و هم مائة و اثنان و سبعون رجلاً فوضع النبي صلّى اللّه عليه و آله (الصحيفة) بين أيديهم فأكلوا حتى شبعوا و هي على حالها لم ينقص منها شي ء.


فنظر المنافقون بعضهم إلى بعض و قالوا لقد صددتمونا عن الهدى بعد إذ جاءنا و لا بيان أوثق مما رأينا فقال بعضهم، لا تعجبوا فإن هذا قليل من سحر محمد فأحزن كلامهم رسول اللّه فدعا عليهم بأن لا يشبع اللّه بطونهم فكان الرجل منهم يأخذ اللقمة ليضعها في فمه فتكون حجراً و لما طال عليهم هذا فزعوا إلى النبي يظهرون الندم والتوبة و يسألونه العفو والمغفرة فرفع يديه إلى السماء و قال:


اللّهم إن كانوا صادقين فتب عليهم و إلا فأرني فيهم آية لا تكون مسخاً (لأنه كان رحيماً باُمته) فأما من آمن فابيضّ وجهه و أشرق و أما من بقي على ضلاله و غيّه فاسودّ وجهه.


و لأجل هذه الآية آمن بالنبي صلّى اللّه عليه و آله مائة رجل و بقى على النفاق اثنان و سبعون رجلاً فاستبشر النبي صلّى اللّه عليه و آله بايمان من آمن و قال: لقد هدى اللّه ببركة علي و فاطمة خلق كثير و خرج المؤمنون متعجبين من بركة الصحيفة فأنشد ابن رواحة شعراً منه:




  • نبيكم خير النبيين كلهم
    كمثل سليمان يكلمه النمل



  • كمثل سليمان يكلمه النمل
    كمثل سليمان يكلمه النمل




فقال صلى اللّه عليه و آله لقد أسمعت خيراً يا ابن رواحة ان سليمان نبي


و أنا خير منه و لا فخر كلمته النملة و أنا سبحت في يدي صغار الحصى فقال رجل من المنافقين: و أنت علمت تسبيح الحصى في كفك؟ قال: اي والذي بعثني بالحق نبياً فقال رجل من اليهود والذي كلّم موسى بن عمران على الطور ما سبح في كفك الحصى، قال رسول اللّه: والذي كلمني في الرفيع الأعلى من وراء سبعين حجاباً غلظ كل حجاب مائة عام ان الحصى سبح في كفي.


ثم أخذ قبضة من الحصى و وضعه فسمعنا له دوياً كدوي الأذان إذا سدت بالأصابع فلما سمع اليهودي ذلك قال: لا أثر بعد عين أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و انك يا محمد رسوله و آمن من اُولئك المنافقين أربعون رجلاً و بقى اثنان و ثلاثون


[دلائل الإمامة لابن جرير الطبري ص 20 طبع النجف.]


حديث الزفاف



روى أبوالفضل الشيباني المتوفى سنة 387 ه بالاسناد إلى الباقر عليه السلام: ان رسول اللّه لما أراد أن يزف فاطمة لعلي عليه السلام وضع قطيفة على بغلته الشهباء و أركب فاطمة عليها و أمر سلمان أن يقودها والنبي يسوقها فبيناهم في الطريق إذ سمع النبي صلّى اللّه عليه و آله جلبة فإذا هو جبرئيل في سبعين ألف من الملائكة و ميكائيل في مثل ذلك فسألهم رسول اللّه عن مجيئهم فقالوا جئنا نزف فاطمة إلى علي عليه السلام ثم كبر جبرئيل و كبرت الملائكة و كبر رسول اللّه فسن التكبير في العرائس من ذلك و لما أدخلها منزل علي عليه السلام أخذ رسول اللّه كف أميرالمؤمنين و وضعه في كف فاطمة و قال: لا تحدثا حتى آتيكما فما كان بأسرع من أن جاء النبي صلّى اللّه عليه و آله و بيده مصباح وضعه في ناحية البيت و أمر أميرالمؤمنين أن يضع ماء من الشكوة في القعب و لما أتاه به أخذ من ريقه المبارك شيئاً و ألقاه في الماء ثم أعطاه لأميرالمؤمنين فشرب


منه و ناوله فاطمة فشربت منه و نضح الباقي في القعب على صدر أميرالمؤمنين و صدر فاطمة و قال: انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيراً.


ثم رفع يديه قائلاً: اللّهم فاجعل عترتي الهادية من علي و فاطمة


[دلائل الإمامة ص 23.] اللّهم انهما أحبّ الخلق إليّ فأحبهما و بارك في ذرّيتهما و اجعل عليهما منك حافظاً و اني اُعيذهما بك و ذريّتهما من الشيطان الرجيم


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 111.] اللّهم و ان فاطمة ابنتي أحب الخلق إليّ و ان علياً أحب الخلق إلي اللّهم اجعله لك ولياً و بك حفياً و بارك له في أهله.


ثم قال لعلي عليه السلام: ادخل بأهلك بارك اللّه لك و رحمة اللّه و بركاته عليكم انه حميد مجيد


[أعيان الشيعة ج 2 ص 457.] و خرج من عندهما و هو يقول: اللّهم اجمع شملهما و ألّف بين قلوبهما و اجعلهما و ذرّيتهما من ورثة جنّة النعيم و ارزقهما ذريّة طاهرة طيّبة مباركة واجعل في ذرّيتهما البركة و اجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك و يأمرون بما يرضيك طهّركما اللّه و طهّر نسلكما أنا سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم و استودعكما و استخلفه عليكما


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 112 و 113.]


و كان البناء بها أول ذي الحجة لسنتين من الهجرة


[مسار الشيعة للمفيد و مناقب ابن شهر آشوب ص 112 و تقويم المحسنين للفيض.] بعد وفاة اُختها رقية بستة عشر يوماً


[بشارة المصطفى ص 328.] و كان بين التزويج في السماء والتزويج في الأرض أربعون يوماً


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 107.]


حديث القلادة



لقد كان من مواقف الصديقة التي تنم عن انها طبعت على الخير والبركات و ان ما يترشح من أعمالها البارة و صدقاتها الجارية نجعة الراغب و بلغة الطالب و اُمنية القاصد و نجح الوافد قصة العقد الذي أعطته سلام اللّه عليها للأعرابي و انها لصدقة واحدة انبعثت منها مناحج جمة كل منها يجب أن يكون مأثره الدهر و غرة ناصعة في جبهة الدنيا ففي الحديث عن جابر الأنصاري ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله صلّى بنا العصر فلمّا فرغ أقبل رجل من العرب قد أنهكه الضعف والكبر فقال لرسول اللّه اني جائع فأطعمني و عار فاكسني و فقير فاريشني فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اني لا أجد لك شيئاً (ولكن الدال على الخير كفاعله) انطلق إلى منزل من يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله و يؤثر اللّه على نفسه انطلق إلى حجرة فاطمة و كان بيتها ملاصقاً بيت رسول اللّه الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه فأخذه (بلال) إلى منزل فاطمة فلما وقف على الباب نادى بأعلا صوته:


السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة و مختلف الملائكة و مهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل من عند رب العالمين فقالت فاطمة: من أنت يا هذا؟ قال: شيخ من العرب أقبل إلى أبيك سيّد البشر مهاجراً من شقة و أنا يا بنت محمد عاري الجسد جائع الكبد فواسيني رحمك اللّه.


فلم يكن عند فاطمة شي ء فعمدت إلى جلد كبش ينام عليه الحسنان و قالت: يا شيخ خذ هذا و اقض شأنك فقال: يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فما أصنع بجلد الكبش.


فعندها أعطته عقداً كان في عنقها أهدته إليها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبدالمطلب و دفعته إليه و قالت بع هذا لعل اللّه يعوضك به ما هو خير لك.


/ 11