وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) - نسخه متنی

سید عبدالرزاق موسوی المقرم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




فكانت سلام اللّه عليها و هي حمل تلقي إليها أحاديث التسلية والصبر على ما قاسته من كوارث و محن يوم تزوّجت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و كانت تكتم ذلك عليه و في بعض الأيام سمعها تحدث و ليس في البيت أحد فقال: لمن تحدّثين؟ قالت: الجنين في بطني يحدّثني فبشّرها عن جبرئيل بأنها اُنثى و منها الأئمة الأطهار خلفاء اللّه في أرضه عند انقضاء وحيه و ما برحت خديجة تسمع من الصديقة الطاهرة حديثها إلى أن ولدتها طاهرة مباركة


[روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 124.]




  • كانت تحدث امها و امها
    فقال: يا بنت خويلد لمن
    فقالت: الجنين في بطني غدا
    هى ابنتي و انها الاُنثى التي
    واللّه مذ آن إليها وضعها
    لكي يلين من خديجة كما
    تلي النساء و لئلّا تذهلا



  • تكتمه إذ النبي دخلا
    تحدثين و البيت خلا
    يؤنسني حديثه قال: بلى
    قد فقدت بفضلها المماثلا
    أربع نسوة إليها ارسلا
    تلي النساء و لئلّا تذهلا
    تلي النساء و لئلّا تذهلا



[سوانح الأفكار في منتخب الأشعار للخطيب الفاضل الاستاذ السيد محمد جواد شبر مخطوط.





الولادة



و بينا خديجة في حجرتها حامدة شاكرة للّه سبحانه لما أفاض عليها من آلائه الجزيلة و هي الحظوة بسيّد الأنبياء و خاتم الرسل المنتجب من الشعاع الأقدس محمد بن عبداللّه صلّى اللّه عليه و اله و أكرمها بالذريّة الطيّبة اُمناء الوحي المبين فأخذها الطلق و اشتدّ بها الحال و تصعب عليها فتح الباب و كلما عالجته لم ينفتح فأمسكت متحيّرة لا تدري ماذا يؤول إليه أمرها فلم تشعر إلّا بأربع نسوة سمر طوال كأنهنّ من نساء بني هاشم أرسلهنّ اللّه تعالى إليها ليلين


منها ما تلي النساء من النساء عند الولادة و هنّ: سارة و آسية بنت مزاحم و مريم بنت عمران و كلثم اُخت موسى بن عمران.


فوضعت فاطمة الزهراء ميمونة مباركة زكيّة و قد أشرق نورها حتى طبق بيوت مكة و عم شرق الأرض و غربها، ثم دخلن عليها عشرة نسوة معهنّ طست و ابريق فغسلتها التي بين يديها و لفّتها بثوبين أبيضين يشم منهما طيب حسن و استنطقتها فقالت فاطمة عليهاالسلام:


أشهد أن لا إله إلا اللّه و انّ أبي رسول اللّه سيّد الأنبياء و انّ بعلي سيّد الأوصياء و ولدي سادات الأسباط


[أمالي الصدوق ص 353 مجلس 87 و دلائل الإمامة لابن جرير الطبري ص 9 طبع النجف و روضة الواعظين ص 134 و مدينة المعاجز ص 635.]] و سلّمت على كل واحدة منهنّ و سمتهما باسمها و أخذتها خديجة فألقمتها ثديها فكانت تزداد كل يوم نوراً و قوّة و كمالاً و تباشر الحور بولادتها و بشر أهل السماء بعضهم بعضاً و حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك


[أمالي الصدوق ص 353.] و كانت ولادتها في العشرين من جمادي الثانية


[نصّ عليه المفيد في مسار الشيعة وابن جرير في دلائل الإمامة ص 10 نجف والشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد ص 554 ط هند وابن شهر آشوب في المناقب ج 2 ص 112 والكفعمي في المصباح ص 280 ط هند. والسيد ابن طاووس في الإقبال والمجلسي في مزار البحار ص 29 والفيض في تقويم المحسنين والطبرسي في اعلام الورى ص 90.] بعد النبوّة بخمس سنين


[على هذا الأكثر منهم المفيد في مسار الشيعة والكيني في اُصول الكافي بهامش مرآة العقول ج 1 ص 381 وابن شهر آشوب في المناقب ج 2 ص 112 وابن جرير في دلائل الإمامة ص 10 والطبرسي في اعلام الورى ص 90 والفتال في روضة الواعظين ص 124 والإربلي في كشف الغمة ص 135، ولكن في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي و تقويم المحسنين للفيض بعد المبعث بسنتين و في مستدرك الحاكم بعده بسنة.] و بعد الاسراء بثلاث سنين


[روضة الواعظين ص 124 و مناقب شهر آشوب ج 2 ص 112.]


في هذا اليوم المبارك آن اللطف الأزلي أن يشرق على الأكوان بفيضه


الأقدس و حق (لتهامة) أن تعود قنديل هذا النور الإلهي فيضي ء في مشكاة القداسة و زجاجة الطهارة عن أدناس الجاهلية و رجاسة العادات الوثنية فظهر صدف الإمامة متشظياً من أصل الرسالة الكبرى و بين طابقيها جواهر الخلافة الفردة تتخلل ألق المبدء و عبق المنتهى و هي تضي ء فتضوع في بلج الحق و أرج الفضيلة بكونها الرابط بين الحادث والقديم و امكانها الإشراف الفياض فبرزت سلام اللّه عليها و هي عنصر النزاهة و آصرة الشرف و أصل الجلالة و شارة العلم و مثال الفضائل كلها و ابتهج بها عالم الملك كما كان يزهو بها عالم الملكوت منذ الأزل:




  • جوهرة القدس من الكنز الخفي
    و قد تجلى من سماء العظمة
    بل هي اُم الكلمات المحكمة
    في ةافق المجد هي الزهراء
    بل هي نور عالم الأنوار
    يا قبلة الأرواح والعقول
    من بقدومها تشرفت (منى)
    و من بها تدرك غاية المنى



  • بدت فأبدت عاليات الأحرف
    من عالم الأسماء أسمى كلمة
    في غيب ذاتها فكانت مبهمة
    للشمس من زهرتها الضياء
    و مطلع الشموس والأقمار
    و كعبة الشهود والوصول
    و من بها تدرك غاية المنى
    و من بها تدرك غاية المنى




أسماؤها و صفاتها



سماها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فاطمة و حياً من اللّه تعالى على لسان ملك بعثه إليه يخبره انه فطمها بالعلم و فطم شيعتها من النار و انه وقع في علمه سبحانه ان النبي صلّى اللّه عليه و آله يتزوّج في الاحياء و انهم يطمعون في وارثة هذا الأمر من بعده فسماها فاطمة لما أخرج منها ذريّة طيّبة تكون الخلافة فيهم فقطعهم عمّا طمعوا فيه


[هذا مضمون أحاديث في علل الشرايع ص 70 باب 142.



كما انه جلّ شأنه قطع عنها الدم فلم تر مدّة حياتها ما يعتري النساء عند العادة والنفاس تنزيهاً لها من جميع أنواع الرجس و تفضيلاً لمن ارتكض في بطنها من طاهرين مطهّرين لا يصحبون خبثاً و لا يشفعون بقذارة فمن ذلك سميّت البتول


[مصباح الأنوار.]] كما سمّيت في السماء المنصورة


[معاني الأخبار للصدوق و جاء في زيارة أميرالمؤمنين يوم ولادة النبي صلّى اللّه عليه و آله.] والحوراء والصديقة الكبرى


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 112.] والطاهرة والزكية والميمونة والرضية والمرضية


[أمالي الصدوق ص 353.] والمحدثة


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 97.] و لفرط حنانها على أبيها و حبّها له المنتزع من كمال معرفتها به و عرفانها بحقيقة أمره بما تقاصر عن الكاملون كنيت (اُم أبيها)


[كشف الغمة ص 139.]


الزهراء



اشتهرت الصديقة (بالزهراء) الجمال هيئتها والنور الساطع في غرتها حتى إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر الكوكب لأهل الأرض


[علل الشرايع للصدوق ص 71 باب 143.] و ان حضرت للإستهلال أول الشهر لا يرى نور الهلال لغلبة نور وجهها على ضيائه و إذا ارتفعت ظهور نوره


[البحار ج 10 ص 17 من كتاب فضائل شهر رمضان للصدوق.]




  • خجلاً من نور بهجتها
    و حياء من شمائلها
    يتوارى الغصن بالورق



  • تتوارى الشمس بالشفق
    يتوارى الغصن بالورق
    يتوارى الغصن بالورق



[في كشف الغمة ص 140 ان تاج الدين محمد بن نصر بن الصلايا الحسيني حكى له ان بعض الوعاظ كان ينشد ذلك عند ما يذكر فضائل فاطمة.

.






و لا بدع في ابنة النبوة بعد أن اشتقت من النور الإلهي الأقدس و أشبه وجهها وجه أبيها


[كشف الغمة ص 142.]] و إذا نطقت أفرغت عن صوته و لحنه


[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 41 و مستدرك الحاكم ج 3 ص 154.] و إذا مشت حكت كريم قوامه فانه كان يميل على الجانب الأيمن مرة و على الأيسر اُخرى


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 112.]


و في حديث الصادق عليه السلام: سمّيت الزهراء لأن نورها اشتقّ من نور عظمة اللّه سبحانه و لما أشرق نورها غشي أبصار الملائكة فخرّوا إلى اللّه سجّداً و قالوا: إلهنا و سيّدنا ما هذا النور؟ فأوحى إليهم: هذا نور من نوري أسكنته في سمائي و اُخرجه من صلب نبي من أنبيائي اُفضّله على جميع الأنبياء و اُخرج من ذلك النور أئمّة يقومون بأمري و يهدون إلى حقّي أجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي


[المحتضر للحسن بن سليمان ص 133 ط النجف.]


و يحدث سلمان الفارسي ان العباس بن عبدالمطلب قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لماذا فضّل عليّ علينا أهل البيت والمعدن واحد؟ فقال صلّى اللّه عليه و آله: ان اللّه خلقني و خلق علياً و لا سماء و لا أرض و لا جنّة و لا نار و لا لوح و لا قلم، فلما أراد بدء خلقنا تكلّم بكلمة فكانت نوراً ثم تكلّم باُخرى فكانت روحاً و مزج ما بينهما فاعتدلا فخلقني و علياً ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجل من العرش و فتق من نور الحسن نور الشمس فالحسن أجلّ من الشمس و فتق من نور الحسين نور القمر فالحسين أجلّ من القمر.


و كانت الملائكة تقول في تسبيحها سبّوح قدّوس من أنوار ما أكرمها


على اللّه، فلمّا أراد سبحانه أن يبلو الملائكة أرسل عليهم ظلمة فكانوا لا يرون أولهم من آخرهم فضجّوا بالدعاء قائلين الهنا و سيّدنا منذ خلقتنا ما رأينا مثل هذا فنسألك بحق هذه الأنوار إلّا ما كشفت عنّا هذه الظلمة.


فخلق اللّه نور (فاطمة) كالقنديل و علّقه بالعرش فزهرت السماوات السبع والأرضون السبع فمن أجل هذا سمّيت «بالزهراء» و أوحى سبحانه و تعالى إلى الملائكة اني جاعل ثواب تسبيحكم و تقديسكم إلى يوم القيامة لمحبّي هذه المرأة و بعلها و بنيها.


فقام العبّاس من عند رسول اللّه فرحاً بما أبداه النبي صلّى اللّه عليه و آله من فضل ابن أخيه أميرالمؤمنين و سيّد الوصيّين و فضل سيّدي شباب أهل الجنّة و اُمهما العذراء البتول سيّدة نساء العالمين و لقى علياً عليه السلام فضمّه إلى صدره و قبّل ما بين عينيه و قال: بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على اللّه عزّ و جل


[البحار ج 10 ص 7 عن إرشاد القلوب.] و في هذا قلت:




  • أنوارهم ساطعة من قبل أن
    و جاء عن سلمان في نص الخبر
    لعمّه العباس إذ أتاه
    و حيدر و ابنته الزهراء
    فقال ان اللّه قد براني
    و اختار حيدراًً إلى الولاية
    والعرش قد كوّنه الرحمن
    والأرض والسبع العلى السواري
    و قد قضى اللّه على الغزالة
    فهي تشع من ضياء الحسن
    من الحسين خامس الكساء
    و ضجت الأملاك بالدعاء
    و استمنحته يوم عمها العنا
    فعندها أظهر نوراً لامعاً
    فلقب البتول «بالزهراء»
    رمزاً إلى ذيالك السناء



  • يكتب في اللوح وجود و زمن
    ما قاله النبي سيّد البشر
    يسأل عما فضلت أبناه
    و كلهم من هاشم سواء
    من نوره القدسي و اصطفاني
    والحسنين حجة و آية
    من فضل نوري فلي الإحسان
    و غيرها من نور (حامي الجار)
    أن لا يكون نورها اصالة
    والقمر الزاهر طول الزمن
    يسطع نوراً في دجى الظلماء
    إلى الإله فاطر السماء
    أن يكشف الظلماء عنهم بسنا
    من نور لاطم أزال البرقعا
    رمزاً إلى ذيالك السناء
    رمزاً إلى ذيالك السناء




خصائص الزهراء



ممّا لا شك فيه ان نبي الهدى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فما يصدر منه مع خاصة أهله مما فيه الميزة على ذوي قرباه و اُمته منبعث عن سر إلهي ربما تقصر العقول عن إدراكه و قد ورد عنهم عليهم السلام في المتواتر من الآثار «حديثنا صعب مستصعب لا يتحمله إلّا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو عبد امتحن اللّه قلبه بالإيمان»


[بصائر الدرجات للصفار ص 6 ملحق (بنفس الرحمن) في فضل سلمان.

فما ورد في النقل من مميزات آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله مما لا تحيله العقول لا يرمى بالاعراض بعد إمكان أن يكون له وجه يظهره المستقبل الكشاف.


و على هذا فما ورد في الآثار المستفيضة بين السنّة والشيعة من فعل النبي صلّى اللّه عليه و آله مع ابنته «فاطمة» دون سائر أخواتها من الإكثار في تقبيل وجهها و ما بين ثدييها حتى أنكرت عليه بعض أزواجه فقال راداً عليها:، و ما يمنعني من ذلك و اني أشم منها رائحة الجنّة و هي الحوراء الإنسية


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 96 و ص 97.]] و كان يقوم لها إن دخلت عليه معظماً و مبجلاًً لها


[كشف الغمة ص 136.] و إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله ابنته فاطمة و إذا رجع من السفر فأوّل ما يبتدء بها


[مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 95 و مستدرك الحاكم ج 3 ص 156.]


و قوله صلّى اللّه عليه و آله و قد أخذ بيد الحسنين: من أحبنّي و هذين و أباهما و اُمهما كان معي في درجتي يوم القيامة


[كشف الغمة ص 135 عن مسند أحمد.]


و وقوفه عند الفجر على باب فاطمة ستّة أشهر بعد نزول آية التطهير يؤذنهم للصلاة ثم يقول: «إنَّما يُريدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً»


[مستدرك الحاكم ج 3 ص 158 و منتخب كنزالعمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 96.]


و قوله صلّى اللّه عليه و آله لفاطمة: يا بنيه من صلّى عليكِ غفر اللّه له و ألحقه بي حيث كنت من الجنّة.


[كشف الغمة ص 142.]


و قوله صلّى اللّه عليه و آله: أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم


[الرياض النظرة ج 2 ص 189.] و عدوّ لمن عاداهم


[الصواعق المحرقة ص 85.]


و قوله: فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها و يريبني ما رابها


[صحيح مسلم ج 2 ص 339 والخصائص للنسائي ص 35.] ان فاطمة بضعة مني يغضبني من أغضبها


[صحيح البخاري ج 2 ص 260 مناقب فاطمة.] إلى غير ذلك من كلماته الذهبية التي تنم عما حباها المهيمن جل شأنه من ألطاف و مزايا اختصّت بها دون البشر و كيف لا تكون كذلك و قد اشتقت من النور الإلهي الأقدس، و لقد علمنا من مقام النبوّة و مما ورد في نصوص السنة النبوة والعلوية ان النبي لم يحاب أحداً لمحض العاطفة أو و اشجة القربى فما يلفظه من قول أو ينوء به من عمل و لا سيما في أمثال المقام لا يكون إلا عن حقيقة راهنة لا كمن يحدوه إلى الاطراء الميول والشهوات فما صدر منه صلّى اللّه عليه و آله من خصائص الصديقة لا يكون إلا عن وحي


يحاول أن يرفع مستواها عن مستوى البشر أجمع فالرسول الأعظم لم يصدع إلا بحقائق راهنة جعلتها يد المشيئة حيث أجرت عليها سيل الفضل الربوبي فكوّنتها على مثال العظمة و أفرغتها في بوتقة القداسة فهي نماذج عن الحقيقة المحمدية المجعولة حلقة بين المبدء والمنتهى و رابطة بين الحاديث والقديم.




  • شعت فلا الشمس تحكيها و لا القمر
    بنت الخلود بها الأجيال خاشعة
    روح الحياة فلو لا لطف عنصرها
    سمت عن الاُفق لا روح و لا ملك
    مجبولة من جلال اللّه طينتها
    خصالها الغر جلت أن تلوك بها
    معنى النبوة سر الوحي قد نزلت
    حوت خلال رسول اللّه أجمعها
    تدرجت في مراقي الحق عارجة
    ثم انثنت تملأ الدنيا معارفها
    قل للذي راح يخفي فضلها حسداً
    اتقرن النور بالظلماء من سفه
    بنت النبي الذي لو لا هدايته
    هي التي ورثت حقّاً مفاخره
    في عيد ميلادها الأملاك حافلة
    تزوجت في السماء بالمرتضى شرفاً
    على النبوة أضفت في مراتبها
    فضل الولاية لا تبقى و لا تذر



  • (زهراء) من نورها الأكوان تزدهر
    اُم الزمان إليها تنتمي العصر
    لم تأتلف بيننا الأرواح والصور
    و فاقت الأرض لاجن و لا بشر
    يرف لطفاً عليها الصون والخفر
    منا المقاول أو تدنو لها الفكر
    في بيت عصمتها الآيات والسور
    لو لا الرسالة ساوى أصله الثمر
    لمشرق النور حيث السر مستتر
    تطوي القرون عياءً و هي تنتشر
    وجه الحقيقة عنا كيف ينستر
    ما أنت في القول إلّا كاذب أشر
    ما كان للحق لا عين و لا أثر
    والعطر فيه الذي في الورد مدخر
    والحور في الجنة العليا لها سمر
    والشمس يقرنها في الرتبة القمر
    فضل الولاية لا تبقى و لا تذر
    فضل الولاية لا تبقى و لا تذر




























اُم الأئمة من طوعا لرغبتهم يعلو القضاء بنا أو ينزل القدر
قف يا يراعى عن مدح البتول ففي مديحها تهتف الألواح والزبر
و ارجع لتستخبر التاريخ عن نبأ قد فاجأتنا به الأنباء والسير
هل أسقط القوم ضرباً حملها فهوت تأن مما بها والضلع منكسر
و هل كما قيل قادوا بعلها فعدت وراه نادبة و الدمع منهمر


إن كان حقاً فإن القوم قد مرقوا

عن الهدى و بدين اللّه قد كفروا


[للعلامة السيد محمد نجل حجة الإسلام آية اللّه السيد جمال الهاشمي (قده).

.






الزواج



كانت الصديقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام في محلها الذي اختصها اللّه به من العظمة تكتنفها فضائل جمة تقاعست عن مداها كافة البشر و انحط عن دراها ذوو المئاثر منذ بدء الخليقة كيف لا و قد جاء بها النبي صلّى اللّه عليه و آله للمباهلة (قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا نساءكم و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين) و كانت خامسة أصحاب الكساء المعنيين بآية التطهير (انّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيراً) و لم يفت ء والدها الأقدس ينوه بفضلها و يصحر بشرفها الوضاح في ملأ من أصحابه و على رؤوس الأشهاد كقوله ان اللّه يغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها


[منتخب كنزالعمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 96 و 97 و مستدرك الحاكم ج 3 ص 153.]] و هي سيّدة نساء العالمين:




  • و ان مريم أحصنت فرجها
    فقد أحصنت فاطم بعدها
    و جاءت بسبطي نبي الهدى



  • و جاءت بعيسى نبي الهدى
    و جاءت بسبطي نبي الهدى
    و جاءت بسبطي نبي الهدى



[في البحار ج 10 ص 16 انهما لحسان.

.






إلى الكثير من كلماته التي تنم عن مستوى مجدها الباذخ فكانت لها الميزة الخاصة على نساء العالمين حتى على أخواتها اللائي هنّ أكبر منها في السنّ


(زينب و رقية و اُم كلثوم) فإن نبي الإسلام لم ينبى ء عنهنّ و لا ببعضه و لما علمت الصحابة ان ما حازته فاطمة من القداسة والرفعة لم تنلها أي امرأة حتى بنات الأنبياء كانت لهم مطامع طامحة إلى مصاهرة النبي صلّى اللّه عليه و آله منها تهالكاً منهم في الحصول على ذلك الخطر الشامخ والحظوة بالإقتران بمثلها من (حوراء إنسية و محدثة مرضية) غير ان هيبة النبوّة كانت تصدّهم عن مذاكرة النبي صلّى اللّه عليه و آله لا سيّما بعد أن شاهدوا ردّ من خطبها معلّلاً بأنه ينتظر في أمر فاطمة الوحي الإلهي.


[في منتخب كنزالعمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 99 والسيرة الحلبية ج 2 ص 217 والصواعق المحرقة ص 84 و ذخائر العقبى ص 30 و تاريخ الخميس ج 1 ص 407 ان النبي صلّى اللّه عليه و آله ردّ أبابكر و عمر لمّا خطباها و قال: اني أنتظر أمر السماء.]


مع انه لم يرد أحداً خطب أخواتها و ليس ذلك إلّا لعلمه بأن خلفاءه على الاُمة لابدّ و أن يكونوا منها و ان أبا الأوصياء لا يكون رجلاً عادياً من غمار الناس و ان تلك النطف الطاهرة لا يقلها أي صلب إلا من سبق العلم الأزلي بأن يكون و عاءلها حتى ينقلها إلى أمثاله من رحم طاهرة لا يخالطها نجس الشرك و لا سفاح الكفر.


كما ان اختيارهم لهاتيك المنصات لا يكون إلّا بنص من مبدع كيانهم و مودع العصمة فيهم و إلا فنبي العظمة لم يزل يهتف في اُمته بأن المسلم كفؤ المسلم مكتسحاً بذلك عادات الجاهلية و مفاخراتهم و لم يبرح عاملاً به و آمراً قومه بالعمل به فزوّج المقداد بن الأسود من ضباعة بنت عمه الزبير بن عبدالمطلب


[من الغريب يخرج منهما عبداللّه فيحارب علياً عليه السلام يوم الجمل و يكون المهاجر بن خالد بن الوليد معه يوم صفين.]] و زوّج زيد بن حارثة من زينب بنت حجش ابنة عمته اميمة بنت عبدالمطلب إلا ان أمر فاطمة فوق ذلك الأمر العادي كما يقول الإمام الصادق: «لو


لا علي لما كان لفاطمة كفؤ من آدم فمن دونه»


[الكافي والكليني والتهذيب للطوسي في باب الكفائة.]


و لأجله صدر التكليف الخاص بسيد الوصيّين عليه السلام أن لا يتزوّج امرأة مادامت فاطمة موجودة


[أمالي الطوسي ص 27 و مناقب ابن شهر آشوب ج ص 93 و بشارة المصطفى ص 136.] فلم يتزوّج أميرالمؤمنين امرأة حتى ماتت فاطمة كما ان النبي صلّى اللّه عليه و آله لم يتزوّج حتى توفّيت خديجة و قال السيّد أحمد زيني دحلان مفتي الشافعية هذا التحريم من خصائص فاطمة


[السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية ج 2 ص 12.]




  • لأنها قطب رحى الوجود
    مهجة قلب عالم الإمكان
    و مركز الخمسة من أهل العبا
    و في محياها بعين الأوليا
    بل وجهها الكريم وجه الباري
    روح النبي في عظيم المنزلة
    و في الكفاء كفؤ من لا كفؤ له



  • في قوسي النزول والصعود
    و بهجة الفردوس في الجنان
    و محور السبع علواً و إبا
    عينان من ماء الحياة والحيا
    و قبلة العارف بالأسرار
    و في الكفاء كفؤ من لا كفؤ له
    و في الكفاء كفؤ من لا كفؤ له



[من اُرجوزة آية اللّه الحجة الشيخ محمد حسين الاصفهاني (قده).

.






و بينا النبي صلّى اللّه عليه و آل يرد كل من أتاه خاطباً لها حتى ساءه عبدالرحمن بن عوف حين غالى في المهر فمد النبي صلّى اللّه عليه و آله يده المباركة إلى حصى و تناوله فإذا هو درّ و مرجان و قال: ان من يقدر على هذا لا يهمّه كثرة المهر


[مدينة المعاجز ص 144 والبحار ج 10 ص 33.]]


إذ هبط الأمين جبرئيل معه سنبل و قرنفل من الجنة أهداهما اللّه إليه و أعلمه بما أمر اللّه به من تزويج علي عليه السلام من فاطمة بخمسمائة درهم تكون سنّة لاُمته و قد فرض اللّه سبحانه لها خمس الدنيا و ثلثي الجنة و أربعة أنهار في


/ 11