وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) - نسخه متنی

سید عبدالرزاق موسوی المقرم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


والمتأمل في هذا النص المتفق عليه يتجلى له سر دقيق توخاه سيد الأنبياء بهذا اللون من البيان و هو ان صدر والحق يعرف من أميرالمؤمنين فيما إذا تضاربت الأقوال و تباينت الآراء لأنه المرجع الفذ والموئل الوحيد في المشكلات كلها و عندما تلتبس الأحكام فهذه الجملة من دلائل الخلافة العامة لسيد الأوصياء و ليس المراد منها محض الأخبار بأن أباالحسن عليه السلام صادق في أقواله شأن الرجال العدول فيما يلفظونه من قول والذي يشهد للأول صدور هذا المضمون من النبي صلّى اللّه عليه و آله في موارد متعددة و لولا الإشارة إلى ما ذكرناه لما كان لتعدد موارده فائدة.

و لقد أدرك محض الحقيقة الفخر الرازي فذكر في تفسيره عند بيان الجهر بالبسملة: انه ثبت بالتواتر جهر علي بن أبي طالب بالبسملة و من اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى والدليل عليه قول النبي صلّى اللّه عليه و آله اللّهمّ أدر الحق مع علي حيث دار

[مفاتيح الغيب ج 1 ص 105.]

و ليس ببعيد عن هذه في الغرابة طلب البيّنة من الصديقة عليهاالسلام بعد ان كانت يدها ثابتة على فدك تتصرف فها تصرف المالكين من دون نكير و لها وكيل يشاهده المسلمون و مع ثبوت اليد لا يحتاج إلى بيّنة و غيرها مع ان البينة انما تطلب من المدعي إذا احتمل فيه خلاف الواقع والزهراء عليهاالسلام ممن أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً فهي معصومة عن الخطل والاثام فيستحيل في حقها أن تدعي باطلاً أو يحدوها المطامع إلى طلب ما لا يتفق مع شريعة أبيها الأقدس.

و يتحدث «علم الهدى» و تلميذه «شيخ الطائفة» بأن أحداً من المسلمين لم يخالف في صدق «الحوراء» و انما وقع الخلاف في وجب تسليم ما ادعته بلا بينه أو لابد لها من إقامة البينة ولكن طلب البينة منها خروج عن فقه الشريعة لأن

السر في إقامة البينة لحصول غلبة الظن بمطابقة ما تشهد به الواقع و من هنا كان الإقرار أقوى منها لشدة تأثيره في أغلبيته للظن و عليه فالعلم بصدق المدعي أقوى منهما معاً و معه لا يحتاج إلى بينه أو إقرار.

و من هنا قبل النبي صلّى اللّه عليه و آله شهادة خزيمة بن ثابت و جعلها كشهادتين مع انه لم يحضر البيع و انما اعتمد على صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فكان قبول شهادته تعريفاً للاُمة بأن البينة انما تطلب لدفع احتمال الإقدام على خلاف الواقع و مع القطع بصدق المدعي لم يكن وجه لإحضار البينة و لذا أجاز للحاكم أن يحكم بعلمه

[الشافي ص 235 و تلخيصه ص 48.]

والقصة في شهادة خزيمة ان النبي صلّى اللّه عليه و آله اشترى فرساً من أعرابي فمضى النبي ليقضيه الثمن و استتبع الأعرابي ولكنه تأخر لمساومة جماعة على الفرس من دون أن يشعروا بابتياع النبي صلّى اللّه عليه و آله إياها حتى زاد بعضهم على ثمن النبي فنادى الأعرابي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إن كنت مبتاعاً فابتعه و إلا بعته فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: أليس قد ابتعته منك فأنكر الأعرابي ذلك و جاء خزيمة بن ثابت الأنصاري و شهد بأن رسول اللّه ابتاع الفرس منه، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و آله: بم شهدت يا خزيمة و لم تحضر البيع؟ قال: بتصديقك يا رسول اللّه إنا صدقناك بخبر السماء أفلا نصدّقك بما تقول فجعل النبي صلّى اللّه عليه و آله شهادته بشهادة رجلين

[الأذكياء لابن الجوزي ص 19 والدرجات الرفيعة للسيد علي خان بترجمته.] و لقّب بذي الشهادتين.

و لما أيست فاطمة عليهاالسلام من دعوى النحلة طالبته بالميراث فدفعها بشهادة عائشة و حفصة و رجل من العرب يقال له اوس بن الحدثان ان النبي صلّى اللّه عليه و آله قال: لا اورث

[قرب الاسناد نجف و صحيح البخاري ج 2 ص 161 في باب فرض الخمس من حديث عائشة.] فقالت هذه أول شهادة زور كيف لا أرث

أبي و ورث سليمان داود و ورث يحيى زكريّا.

أصحيح ان هناك حكماً شرعياً في باب المواريث كان من خصائص النبي و الأنبياء قصر العلم به على أبي بكر و عائشة و حفصة و اوس بن الحدثان و خفي عن باب مدينة علم الرسول حتى ترك حليلته تدعي خلاف المشروع و هو مساعد لها على الدعوى و لماذا باح به صلّى اللّه عليه و آله للأجانب و لم يعهد بن إلى ابنته و إلى من هو منه بمنزلة هارون من موسى عليه السلام و ان اظهاره لهما أولى من تخصيص اُولئك به حتى لا يثيرا بعده بذلك الطلب شجاراً أعقب حواراً و جدالاً كاد أن ينقلب جلاداً.

مع ان أميرالمؤمنين لم يبارح النبي صلّى اللّه عليه و آله منذ نشأته إلى حين وفاته ليله و نهاره يأخذ منه مجامع العلوم و جوامع الأحكام و يقتص أثره في ملكاته و معارفه كلها و هو الذي يقول:

و لقد علمتم موضعي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالقرابة و المنزلة الخصيصة و ضعني في حجره و أنا وليد يضمّني إلى صدره و يمسّني جسده و يشمني عرقه و كان يمضغ الشي ء ثم يلقمنيه و ما وجد لي كذبة في قول و لا خطلة في فعل و لقد قرن اللّه به من لدن كان فطيماً ملكاً من ملائكته يسلك به طريق المكارم و محاسن أخلاق العالم ليله و نهاره.

و لقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر اُمه يرفع لي كل يوم علماً من أخلاقه و يأمرني بالإقتداء به

[نهج البلاغة.] و لم يجمع بيت في الإسلام غير رسول اللّه و خديجة و أنا ثالثهما أرى نور الوحي والرسالة و أشم روح النبوة و لقد سمعت رنة الشيطان حين نزل عليه الوحي فمن استقى عروقه من منبع النبوة و رضعت شجرته من ثدي الرسالة و تهدلت أغصانه من نبعة الإمامة و نشأ في دار الوحي

و ربي في بيت التنزيل و لم يفارق النبي صلّى اللّه عليه و آله في حال حياته إلى حال وفاته لا يقاس بسائر الناس

[مناقب ابن شهر آشوب ج 1 ص 363.]

و لما أيست الزهراء عليهاالسلام من أبي بكر رجعت إلى دارها مغضبة و هي تقول: اللّهم انهما ظلما بنت نبيّك حقها فاشدد و طأتك عليهما فحملها أميرالمؤمنين عليه السلام كما في شرح خطبتها على اتان و دار بها في بيوت المهاجرين والأنصار أربعين صباحاً و معهما الحسن والحسين تسألهم النصرة على حقها فما أعانها أحد منهم و انتهت إلى معاذ بن جبل و أعلمته بما صنعه أبوبكر معها من غصب فدك و إخراج و كيلها منها و لم يجبها أحد من المهاجرين والأنصار فقال إذاً أين تبلغ نضرتي و حدي فقامت من عنده غضبى و هي تقول: لا كلمتك الفصيح من رأسي فقال له ابنه و أنا لا كلمتك الفصيح من رأسي حتى أرد على رسول اللّه عليه و آله إذ لم تجب ابنته.

و أشار عليها أميرالمؤمنين عليه السلام ان تأتي أبابكر وحده لأنه أرق من صاحبه فأتته وحده و قالت جلست مجلس أبي وادعيت مقامه ولو كانت فدك لك و استوهبتها منك لوجب عليك ردّها علي فقال: صدقت و دعا بكتاب كتب فيه بإرجاع فدك إلى الزهراء عليهاالسلام فخرجت من عنده والكتاب معها فصادفها عمر في الطريق و عرف انها كانت عند أبي بكر فسألها عن شأنها فأخبرته بكتابة أبي بكر برد فدك عليها و طلب الكتاب منها فامتنعت فرفسها.

برجله و أخذ الكتاب منها قهراً

[الإختصاص للشيخ المفيد والشافي للسيد المرتضى ص 236 و تلخيصه للشيخ الطوسي ص 48.] و بصق فيه و خرقه و قال هذا في ء للمسلمين يشهد بذلك عائشة و حفصة و اوس بن الحدثان فقالت عليهاالسلام: بقرت كتابي بقر اللّه بطنك

[اللمعة البيضاء شرح خطبة الزهراء ص 380.] و جاء عمر إلى أبي بكر و قال كتبت لفاطمة بميراثها من أبيها فمن أين تنفق و قد حاربتك العرب

[السيرة الحلبية ج 3 ص 400 عن ابن الجوزي.]

خطبة الصديقة


من الواضح الجلي ان هذه الخطبة من ذخائر بيت الوحي و لم يفت ء رجالات العلويين و مشائخهم نسباً و مذهباً يتحفظون عليها و يحرصون على روايتها لما فيها من حجج دامغة تثبت ظلامة العترة الطاهرة عند مناوئيهم و مبلغ أعدائهم من القساوة و دؤوبهم على الباطل و تهالكهم دون التافهات و اضطهادهم ذريّة نبيّهم و تماديهم على الضلالة و قد طفحت الكتب بذكرها و اشتبكت الأسانيد على نقلها في القرون الخالية و هلم جرا و من استشف حقائقها و ألم بها المامة صحيحة ممتعة لا يشك في انها تنهدات الصديقة الحوراء و انها نفثة مصدور و غضبة حليمة لا تجد ندحة من الاصحار بالحقيقة حيث بلغ السكين المذبح فصبتها في بوتقة البيان لتبقى حجة بالغة مدى الأحقاب تعريفاً للملأ الديني في الحاضر والغابر محل القوم من الفظاظة والحيف المفضيين إلى عدم جدارتهم لمنصب الخلافة و بعدهم عن مستوى الإمامة و مباينتهم للحق.

على ان جملها شاهد فذّ على اثبات نسبتها إلى ابنة الرسالة لما فيها من الماعة ضوء النبوة و نشرة من عبق الإمامة و نفحة من نفس الهاشميين مدارة الكلام و اُمراء البلاغة.

و هذه الخطبة الطويلة المشتملة على المعاني الجليلة و أسرار الأحكام الإلهية اتفق على نصها بطولها أبوجعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري من أعيان القرن الرابع و رواها في دلائل الإمامة ص 31 من خمسة طرق و أبومنصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي من أعيان القرن السادس أرسلها إرسال المسلمات في الإحتجاج ص 61 كما هي عادته في الكتاب و أبوالحسن علي ابن عيسى الاربلي من أعيان القرن السابع في كشف الغمة ص 145 رواها من

كتاب السقيفة لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري من نسخة مقرؤه على المؤلف في ربيع الآخر سنة 322 عن عدة طرق و هذا الجوهري أثنى عليه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 4 ص 78 مصر فقال: انه عالم محدّث كثير الأدب ثقة ورع أثنى عليه المحدثون و رووا عنه مصنفاته و أما أبوالفضل أحمد بن أبي طاهر المتوفى سنة 280 فرواها من طريقين ينتهي أحدهما إلى عروة ابن الزبير إلى عائشة والآخر إلى زيد بن علي بن الحسين إلى العقيلة زينب بنت أميرالمؤمنين عليه السلام و لم يأت عليها بتمامها الا انه قارب تلك الروايات في نقله.

والسيد المرتضى قدس اللّه سره حيث انه لم يكن بصدد الإتيان عليها و انما غرضه اثبات نسبتها إلى الصديقة الطاهرة اقتصر على ذكر الرواية التي صحّت لديه فرواها في الشافي ص 230 عن أبي عبداللّه محمد بن عمران المرزباني و رواها المرزباني من طريقين أحدهما ينتهي إلى عروة عن عائشة والآخر ينتهي إلى أبي العيناء محمد بن القاسم اليمامي عن ابن عائشة البصري و تابعه على ذلك تلميذه الشيخ الطوسي في تلخيص الشافي ص 413 و ذكر كلاهما نتفاً من هذه الخطبة الجليلة.

و أما السيد رضي الدين علي بن طاووس المتوفى سنة 664 ه فرواها في الطرائف ص 74 عن كتاب المناقب للحافظ الثقة أحمد بن موسى بن مردويه عن رجاله عن عروة عن عائشة و ذكر شيئاً من أولها و وسطها و آخرها كما صنعه ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 4 ص 78 و كانت روايته عن كتاب السقيفة لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري.

و كذلك ابن شهر آشوب المتوفى سنة 588 فإنه ذكر في المناقب ج 1 ص 318 ايران بعضاً من كلامها مع أبي بكر و مع الأنصار و مع أميرالمؤمنين.

و ذكر ابن ميثم المتوفى سنة 679 في شرح النهج ص 35 عند قول أمير

المؤمنين في كتابه إلى ابن حنيف «و ما أصنع بفدك و غير فدك» انها خطبت خطبة طويلة قالت في آخرها: اتّقوا اللّه حقّ تقاته إلى آخر خطابها.

و على كل فهذه الخطبة التي هي من محاسن الخطب و بدايعها رواها ابن طيفور في كتابه (بلاغات السناء) ص 12 و روايته أقدم من رواية الجوهري لتقدمه عليه في السنين فما قيل في نسبتها لغيرها لا يعبؤ به فإن السيّد المرتضى يروي في (الشافي) ص 231 عن أبي عبداللّه المرزباني ان علي بن هارون حدثه عن عبداللّه بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه قال: ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام كلام فاطمة عليهاالسلام عند منع أبي بكر إياها فدكاً و قلت له ان هؤلاء يزعمون انه مصنوع و انه من كلام أبي العيناء

[في معجم الادباء ج 18 ص 286 اسم أبي العيناء محمد بن الاقسم ابن خلاد بن ياسر بن سليمان الهاشمي بالولاء و في ص 289 قال: لقى جده الأكبر علي بن أبي طالب فأساء له الخاطبة فدعا عليه و على ولده من بعده بالعمى فكل من عمي من ولد أبي العيناء فهو صحيح النسب فيهم.] لأن الكلام منسوق البلاغة فقال لي: رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم و يعلّمونه أولادهم و قد حدثني به أبي عن جدي يبلغ به فاطمة عليهاالسلام على هذه الحكاية و رواه مشايخ الشيعة و تدارسوه بينهم قبل أن يولد جد أبي العيناء و قد حدث الحسين ابن علوان بن عطية العوفي انه سمع عبداللّه- المحض- ابن الحسن- المثنى- ذكر عن أبيه هذا ثم قال: أبوالحسين و كيف ينكر هذا من كلام فاطمة عليهاالسلام و هم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة فيحقّقونه لو لا عداوتهم لنا أهل البيت و ذكر الحديث بطوله.

و انك تجد هذا الحديث المروي عن ابن طيفور في كتاب «بلاغات النساء» ص 12 نجف بنصه غير ان في هذه الطبعة سقط واضح فإن الموجود فيها حديثه

مع أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و من المقطوع به عدم اجتماعه مع زيد الشهيد فما في الشافي من الرواية عنه في اجتماعه مع حفيد زيد الشهيد هو الصحيح لكون عصرهما واحداً.

و لهذه الخطبة الطويلة شروح ذكرها شيخنا الحجة التقى المتقن المتتبع الشيخ آغا بزرگ في كتابه «الذريعة إلى مصنفات الشيعة».

1- شرح الخطبة للمولى الحاج محمد نجف الكرماني المشهدي مسكناً و مدفناً توفي سنة 1292 ه.

2- شرح الخطبة للحاج شيخ فضل علي بن المولى ولي اللّه القزويني المولود سنة 1290.

3- لابن عبدون البزاز المعروف بابن الحاشر.

4- شرح الخطبة للسيد علي محمد تاج العلماء بن السيد محمد سلطان العلماء ابن السيد دلدار علي المتوفى في لكنهو سنة 1312.

5- كشف المحجة للسيد الجليل صاحب التصانيف الكبيرة السيد عبداللّه ابن السيد محمدرضا شبر.

6- اللمعة البيضاء للحاج ميرزا محمد علي الأنصاري طبع في ايران.

7- الدرّة البيضاء للسيد محمد تقي بن السيد إسحاق القمي الرضوي طبع في ايران سنة 1353 ه.

و سيقف القارى ء على هذه الخطبة التي يقول فيها الإربلي انها من محاسن الخطب و بدايعها عليها مسحة من نور النبوّة و فيها عبقة من أرج الرسالة و قد أوردها المؤالف والمخالف نقلناها من كتاب (دلائل الإمامة) لتعدّد طرق روايتها و زيادتها على ما في الإحتجاج و كشف الغمة.

الخطبة الأولى


روى أبوجعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري في دلائل الإمامة ص 30 نجف بأسانيده المتعددة لما أجمع أبوبكر على منع فاطمة عليهاالسلام من فدك و صرف عاملها عنها لاثت خمارها و أقبلت في لمة من حفدتها و نساء قومها تطأ أذيالها ما تخرم من مشية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حتى دخلت على أبي بكر و قد حفل حوله المهاجرون والأنصار فنيطت دونها ملاأة فأنّت أنة أجهش لها القوم بالبكاء ثم أمهلت حتى إذا هدأت فورتهم و سكنت روعتهم افتتحت الكلام فقالت:

أبتدء بالحمد لمن هو أولى بالحمد والمجد والطول الحمد للّه على ما أنعم و له الشكر و على ما ألهم والثناء على ما قدم من عموم نعم ابتداها، و سبوغ آلاء أسداها، و احسان منن والاها، جم عن الإحصاء عددها، و نأى عن المجارات أمدها، و تفاوت عن الإدراك أبدها، استدعى الشكور بافضالها، و استحمد الخلايق بأجزالها، و أمر بالندب إلى أمثالها.

و أشهد أن لا إله إلا اللّه كلمة جعل الإخلاص تأويلها، و ضمن القلوب موصولها، و أبان في الفكر معقولها، الممتنع عن الأبصار رؤيته، و عن الألسن صفته، و عن الأوهام الإحاطة به.

ابتدع الأشياء لا عن شي ء كان قبله، و أنشأها بلا احتذاء مثله وضعها لغير فائدة زادته إظهاراً لقدرته، و تعبداً لبريته، و اعزازاً لأهل دعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، و وضع العقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، و حياشة لهم إلى جنته.

و أشهد أن أبي محمداً عبده و رسوله، اختاره قبل أن يبتعثه، و سماه قبل أن يستنخبه، إذا الخلايق في الغيب مكنونة، و بسد الأوهام مصونة، بنهاية العدم

مقرونة، علماً منم اللّه في غامض الاُمور و إحاطة من وراء حادثة الدهور، و معرفة بموقع المقدور، ابتعثه اللّه اتماماً لعلمه، و عزيمة على إمضاء حكمه، فرأى الاُمم فرقاً في أديانها عكفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة للّه مع عرفانها، فأنار اللّه بمحمد ظلمها، و فرج عن القلوب شبهها، و جلا عن الأبصار غممها و عن الأنفس عممها

[العمه التحيّر.]

ثم قبضه اللّه إليه قبض رأفة و رحمة و اختيار، و رغبة لمحمد عن تعب هذه الدار، موضوعاً عنه أعباء الأوزار، محفوفاً بالملائكة الأبرار، و رضوان الرب الغفار، و مجاورة الملك الجبار، أمينه على الوحي، وصفيه و رضيه، و خيرته من خلقه و نجيه، فعليه الصلاة والسلام و رحمة اللّه و بركاته.

ثم التفتت إلى أهل المسجد فقالت للمهاجرين والأنصار:

و أنتم عباد اللّه نصب أمره و نهيه، و حملة دينه و وحيه، و اُمناء اللّه على أنفسكم، و بلغاؤه إلى الاُمم، زعيم اللّه فيكم، و عهد قدمه إليكم، و بقية استخلفها عليكم، كتاب اللّه بينة بصائره و آية منكشفة سرائره و برهانه، متجلية ظواهره، مديم للبرية استماعه، قائد إلى الرضوان أتباعه، مؤد إلى النجاة أشياعه، فيه تبيان حجج اللّه المنيرة و مواعظه المكررة، و عزائمه المفسرة، و محارمه المحذرة، و أحكامه الكافية، و بيناته الجالية، و فضائله المندوبة، و رخصه الموهوبة و رحمته المرجوة، و شرائعه المكتوبة.

ففرض اللّه عليكم الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم من الكبر، والزكاة تزييداً في الرزق، والصيام اثباتاً للإخلاص والحج تشييداً للدين، والعدل تسكيناً للقلوب و تمكيناً للدين و طاعتنا نظاماً للملّة، و امامتنا لماً للفرقة، والجهاد عزاً للإسلام، والصبر معونة على الإستجابة، و الأمر بالمعروف مصلحة للعامة، والنهي عن المنكر تنزيهاً للدين، والبر بالوالدين وقاية من السخط، وصلة

/ 11