وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) - نسخه متنی

سید عبدالرزاق موسوی المقرم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



وفاة الصديقة الزهراء



مقدمة الناشر- الكتاب والمؤلف



(وفاة الصديقة الزهراء عليهاالسلام)


تاريخ حافل بعرض الإسلام الصحيح والصريح المتجسد في عظمى اُنثى خلقها اللّه تعالى إذ لم يخلق في النساء نظيرة لها، و شائت المشيئة الأزلية الأبدية أن لن تخلق لها نظيرة أبداً.


و ما طفحت به الكتب الام في طول تاريخ الإسلام الجليل من نصوص قيمة فريدة في شأن (فاطمة الزهراء عليهاالسلام) من القرآن الحكيم، و الأحاديث القدسية، والسنة النبوية المطهّرة، و تبعتها سنة المعصومين عليهم السلام.


هي خير دليل على ذلك.


فقوله تعالى: (إنَّما يُريدُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً).


والحديث القدسي الشريف- مخاطباً النبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلم-: (لولاك لما خلقت الأفلاك، و لو لا علي لما خلقتك، و لو لا فاطمة لما خلقتكما).


والحديث النبوي الشريف: (يرضى اللّه لرضا ابنتي فاطمة و يغضب لغضبها).


والحديث العلوي الشريف- عند وفاة الزهراء عليهاالسلام: (انهدّ ركناي) بجعلها ركناً له عدلاً للركن الأول رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلم-.


والحديث الشريف الاخر المروي عن بعض أولادها المعصومين- عليهم السلام- عن لسانهم جميعاً:


(نحن حجج اللّه تعالى على الخلق، و اُمنا فاطمة- عليهاالسلام- حجة علينا).


إلى غير ذلك مما فاضت به عامة كتب كل فرق المسلمين من شتى المذاهب، في التفسير، والحديث، والتاريخ، والفقه، و غيرها مما لو جمع في كتاب واحد لبلغ الاُلوف... و الآلاف... و لكان موسوعة ضخمة ذات مجلدات عديدة.


هذا الكتاب- بين يديك- يتناول جزءاً يسيراً من جوانب عديدة عن تاريخ هذه الشخصية المثالية العظيمة.


و نقدمه للطبع بعد نفاد نسخه اسهاماً في نشر الثقافة الإسلامية الأصيلة، و تعميماً لفائدته على الجميع.


و أداءاً لجزء يسير يسير جداً من حقها العظيم العظيم جداً علينا و على جميع المسلمين في كل زمان و مكان.


و أما المؤلف: فهو سليل هذه السيدة العظمى سيدة الدنيا والآخرة العلامة الجليل آية اللّه المرحوم (السيد عبدالرزاق الموسوي المقرم) أفاض اللّه عليه شآبيب رحمته.


و هو أحد الأعلام الكبار، والقادة في الفكر الذي خلف تراثاً في الأدب والتاريخ والفقه مُملى ء به فراغاً في المكتبة الإسلامية.


و للّه الحمد والمجد والصلاة على النبي محمد و عترته اُمناء الوحي و هداة الاُمة.


و بعد: فقد روى النوفلي عن الصادق عليه السلام ان رسول اللّه قال: ما من قوم اجتمعوا في مجلس و لم يذكروا اللّه و لم يصلوا علّي إلّا كان ذلك المجلس عليهم حسرة و وبالاً


[
الوافي لملا محسن الفيض ج 2 ص 216.]


و قال صلّى اللّه عليه و آله: ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ فانّها تذهب بالنفاق


[
ثواب الأعمال للصدوق ص 96.]


و عن ابن عباس: ان النبي قال: خلق اللّه الناس من أشجار شتّى و خلقت أنا و علي بن أبي طالب من شجرة واحدة فما قولكم في شجرة أنا أصلها و فاطمة فرعها و علي لقاحها والحسن والحسين ثمارها و شيعتنا أوراقها


[
ذكر الحاكم في المستدرك ج 3 ص 160 حديث الشجرة والفرع و اللقاح والثمرة والورق و ان أصل الشجرة في جنّة عدن، و صحّح الحديث.] فمن تعلق بغصن من أغصانها ساقه إلى الجنّة و من تركه هوى في النار.


و في هذا يقول أبويعقوب البصري:










يا حبذا دوحة في الخلد نابتة ما مثلها أبداً في الخلد من شجر
المصطفى أصلها والفرع فاطمة ثم اللقاح علي سيّد البشر


















و الهاشميان سبطاه لها ثمر والشيعة الورق الملتف بالثمر
هذا مقال رسول اللّه جاء به أهل الرواية في العالي من الخبر


اني بحبهم أرجو النجاة غداً

والفوز في زمرة من أفضل الزمر


[
بشارة المصطفى ص 49.

.






و روى ابن شاذان عن سلمان الفارسي ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: من أحبّ ابنتي فاطمة فهو معي في الجنّة و من أبغضها فهو في النار حبّ فاطمة ينفع في مائة موطن أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان والمحشر والمحاسبة فمن رضيت عنه رضيت عنه و من غضبت عليه غضبت عليه و من غضبت عليه غضب اللّه عليه ويل لمن ظلمها و ذريّتها و شيعتها


[
البحار ج 7 ص 382 في باب ثواب حبّهم.]] ان اللّه خلق نور فاطمة قبل خلق السماوات والأرضين فقيل له أليست هي إنسية؟ قال: انها حوراء إنسية أودعها اللّه في صلب آدم و أخرجها من صلبي فإذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة


[
تفسير فرات ص 10.]


















تمثلت رقيقة الوجود لطيفة جلّت عن الشهود
تطورت في أفضل الأطوار نتيجة الأدوار والأكوار
تصورت حقيقة الكمال بصورة بديعة الجمال


فانها الحوراء في النزول

و في الصعود محور العقول


[
من ارجوزة الحجة آية اللّه الشيخ محمد حسين الاصفهاني (قده).

.






و في حديث الصادق ان اللّه كان و لا شي ء فخلق خمسة من نور جلاله و لكل واحد منهم اسم من أسمائه فهو الحميد و سمى محمد و هو الأعلى و سمى أميرالمؤمنين علي و له الأسماء الحسنى فاشتق منها الحسن والحسين و هو فاطر فاشتق لفاطمة إسماً من أسمائه فلمّا خلقهم جعلهم في الميثاق فإنهم عن


يمين العرش و خلق الملائكة من نور فلما أن نظروا إليهم عظموا أمرهم و شأنهم و لقنوا التسبيح فذلك قوله: «إنّا لنحن الصافّون و إنّا لنحن المسبّحون» و لمّا خلق آدم عليه السلام و نظر إليهم عن يمين العرش قال: يا ربّ من هؤلاء؟ قال: يا آدم هؤلاء صفوتي و خاصتي خلقتهم من نور جلالي و شققت لهم إسماً من أسمائي فقال: يا رب بحقك عليهم علمني أسماءهم فقال تعالى: يا آدم هم عندك أمانة سر من سري لا يطلع عليهم غيرك إلّا بإذني قال: نعم يا ربّ فأخذ عليه العهد بذلك ثم علّمه أسماءهم و عرضهم على الملائكة و لم يكن لهم علم بأسمائهم فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلّا ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحيكم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلمّا أنبأهم بأسمائهم علمت الملائكة انه مستودع و انه مفضل بالعلم.


ثم اُمروا بالسجود إذ كانت سجدتهم لآدم تفضيلاً له و عبادة للّه تعالى إذ كان ذلك بحق له


[
تفسير فرات ص 11 ط النجف.]










































سادة لا تريد إلا رضى اللّه كما لا يريد إلا رضاها
خصها من كماله بالمعاني و بأعلا أسمائه سماها
لم يكونوا للعرش إلّا كنوزاً خافيات سبحان من أبداها
كم لهم ألسن عن اللّه تنبي هي أقلام حكمة قد براها
و هم الأعين الصحيحات تهدى كل عين مكفوفة عيناها
علماء أئمة حكماء يهتدي النجم باتباع هداها
قادة علمهم و رأي حجاهم مسمعاً كل حكمة منظراها
ما اُبالي ولو اُهيلت على الأر ض السماوات بعد نيل ولاها
من يباريهم و في الشمس معنى مجهد متعب لمن باراها


ورثوا من محمد سبق أولا

ها و حازوا ما لم تحز اُخراها


[
للشيخ محمد كاظم الازري رضوان اللّه عليه.

.






الزواج من خديجة



كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لوي بن غالب امرأة حازمة جلدة شريفة غنية من أوسط قريش نسباً و أعظمهم شرفاً و كانت ذات مال كثير تستأجر الرجال من قريش و تضاربهم على شي ء من الربح و لما بلغها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله صدق الحديث و كرم الأخلاق والمحافظة على الأمانة عرضت عليه الخروج إلى الشام ليتاجر لها على أن تعطيه أفضل ما تعطي غيره


[
سيرة ابن هشام بهامش الروض الانف ج 1 ص 161 و فيها ص 122 ان «اُم خديجة» فاطمة بنت زائد بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر «و اُم فاطمة» هالة بنت عبدمناف ابن الحرث بن عمرو بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر ابن لؤي بن غالب بن فهر «و اُم هالة» قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، و في الروض الانف ج 1 ص 124 «و اُم قلابة» اميمة بنت عامر بن الحرث بن فهر.]]


فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مع غلام لها يقال له «ميسرة» إلى سوق حباشة بأرض اليمن بينه و بين مكة ست ليال كانوا يتبايعون فيه ثلاثة أيام من أول رجب كل عام فابتناع بزاً و رجعا إلى مكة و ربح ربحاً حسناً و في السفرة الثانية أرسلته مع «ميسرة» إلى الشام فربح أكثر مما ربح غيره و أخبرها الغلام بما شاهده من الآيات الباهرة و ايمان الرهبان به و اخبارهم بما يكون من أمره


[
السيرة الحلبية ج 1 ص 161 في باب السفر إلى الشام ثانياً. ]


فأوقفت ابن عمّها ورقة بن نوفل على ما أخبر به ميسرة فأكد ذلك لأنه قارئاً للكتب الإلهية فازدادت رغبتها في التزويج من النبي صلّى اللّه عليه و آله


بعد أن ردت الكثير من أشراف قريش الذين رغبوا في الإقتران بها فلم تجد من الرسول صلّى اللّه عليه و آله التباعد عما رغبت فيه و قد أعلم عمه أباطالب بما أرادته خديجة فذهب مع أشراف قومه إلى عمها عمرو بن أسد بن عبدالعزى لأن أباها مات قبل حرب الفجار


[
السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية ج 1 ص 106 و فيها المتفق عليه ان المزوج لها عمها عمرو و ذكر في السيرة الحلبية ج 1 ص 164 جمعاً بين الأقوال و هو حضور كل مر عمها و أخيها عمرو وابن عمها ورقة فلذلك نسب التزويج إلى كل واحد منهم ولكن الصحيح ان المزوج هو عمها.]] فقال أبوطالب في خطبته:


الحمد للّه الذي جعلنا من ذريّة إبراهيم و زرع اسماعيل و ضئضى ء معد و عنصر مضر و جعلنا حضنة بيته وسواس حرمه و جعله لنا بيتاً محجوجاً و حرماً آمناً و جعلنا حكام الناس و ان ابن أخي هذا محمد بن عبداللّه لا يوازن برجل إلّا رجح عليه شرفاً و نبلاً و فضلاً و عقلاً و إن كان في المال قل فإن المال ظل زائل و أمر حائل و عارية مسترجعه و هو واللّه بعد هذا له نبؤ عظيم و خطر جليل و قد خطب إليكم رغبة في كريمتكم «خديجة» و بذل لها من الصداق ما عاجله و آجله اثنتي عشر اوقية و نشا


[
في السيرة الحلبية ج 1 ص 165 كان الصداق من ذهب و مجموعه خمسمائة درهم شرعي لأن الاوقية تساوي أربعين درهماً والنش نصف اوقية.]


فقال ابن عمها ورقة بن نوفل: الحمد للّه الذي جعلنا كما ذكرت و فضّلنا على ما عددت فنحن سادة العرب و قادتها و أنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم و لا يرد أحد من الناس فخركم و شرفكم و رغبتنا في الإتصال بحبلكم و شرفكم فاشهدوا على معاشر قريش اني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبداللّه و ذكر المهر.


و رغب أبوطالب مصادقة عمها على هذا فقال عمرو بن أسد عم خديجة: اشهدوا على معاشر قريش اني قد أنكحت محمد بن عبداللّه خديجة


بنت خويلد.


فتهلّل وجه أبي طالب فرحاً و قال: الحمد للّه الذي أذهب عنّا الكرب و دفع عنا الغموم


[
السيرة النبوية لابن دحلان بهامش السيرة الحلبية ج 1 ص 106.]


و نثر حمزة بن عبدالمطلب دراهم على من حضر مجلس الخطبة و خرجت جواري من الدار فنثرن على من حضر و ألقى على الناس طيب لا يعرفون من طيبهم به حتى ان الرجل يقول لصاحبه من أين لك فلا يدري به غير انه يقول هذا طيب «محمد» و بعد هذا ظهر الحديث بأن الملقى عليهم جبرئيل عليه السلام و قال أبوجهل: رأينا الرجال يمهرون النساء و لم تسمع بأن النساء يمهرن الرجال فصاح به أبوطالب يا لكع الرجال مثل «محمد» يعطى و يهدى إليه و مثلك يهدي فلا يقبل منه.


فقال عبداللّه بن عثم كما في الكافي في باب خطبة التزويج:


















هنيئاً مريئاً يا خديجة قد جرى لك الطير فيما كان منك بأسعد
تزوجته خير البرية كلها و من ذا الذي في الناس مثل محمد
و بشر به البران عيسى بن مريم و موسى بن عمران فياقرب موعد
أقرت به الكتاب قدماً بأنه رسول من البطحاء هاد و مهتد


ثم ان خديجة قالت لابن عمها ورقة أعلن بأن جميع ما تحت يدي من مال و عبيد فقد و هبته «لمحمد» يتصرف فيه كيف شاء فوقف ورقة بين زمزم والمقام و نادى بأعلا صوته: يا معاشر العرب ان خديجة تشهدكم على انها و هبت «لمحمد» نفسها و مالها و عبيدها و جميع ما تملكه يمينها إجلالاً له و إعظاماً لمقامه و رغبة فيه وانفذت إلى أبي طالب غنماً كثيراً و دنانيراً و دراهم و ثياباً و طيباً ليعمل الوليمة.


فأقام أبوطالب لأهل مكة وليمة عظيمة ثلاثة أيام حضرها الحاضر والبادي و لما تمّ ما صنعته خديجة من معداة الزواج أرسلت إلى أبي طالب تعلمه بذلك






و تطلب منه زفاف محمد فخرج النبي صلّى اللّه عليه و آله بين أعمامه و عليه ثياب من قباطي مصر و غلمان بني هاشم بأيديهم الشموع والمصابيح والناس ينظرون إلى النور الإلهي يسطع إلى عنان السماء من غرّته و جبينه والعبّاس بن عبدالمطلب بينهم يقول:






































يا آل فهر و غالب أبشروا بالمواهب
و افخروا يا قومنا بالثنا والرغائب
قد فخرتم بأحمد زين كل الأطايب
فهو كالبدر نوره مشرق غير غايب
قد ظفرت خديجة بجليل المواهب
بفتى هاشم الذي ماله من مناسب
جمع اللّه شملكم فهو ربّ المطالب
أحمد سيّد الورى خير ماش و راكب
فعليه الصلاة ما سار عيسى براكب


و أحضرت لديه خديجة و كانت امرأة طويلة عريضة بيضاء لم ير في عصرها ألطف منها و لا أحسن و على رأسها تاج مرصّع بالدّر والجواهر و في رجليها خلخالان من ذهب فيهما فيروزج و في عنقها قلائد من زبرجد و ياقوت فقالت صفية بنت عبدالمطلب كما فى البحار ج 6 ص 1017 إلى ص 1019:






















جاء السرور مع الفرح و مضى النحوس مع الترح
به محمد المذكور في كل المفاوز والبطح
و لقد بدا من فضله لقريش أمر قد وضح
تم السعود لأحمد والسعد عنه ما برح
بخديجة بنت الكمال و بحر نايلها طفح






و كان التزويج منها فى العاشر من ربيع الأول و عمره الشريف خمس و عشرون و لخديجة أربعون سنة


[
مسار الشيعة للشيخ المفيد و تقويم المحسنين للفيض.]


و لم يتزوّج عليها امرأة حتى ماتت و ولدت له ذكرين و أربع بنات و أول من ولدته القاسم و به كنى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مات لسبعة أيام من ولادته و عبداللّه ولد بعد البعثة فلقّب بالطيّب والطاهر


[
تأريخ الخميس ج 1 ص 308.]


و أول البنات زينب ولدت قبل النبوّة بعشر سنين و بعد ثلاث سنين من ولادتها ولدت رقية


[
الإستيعاب بترجمتها.] ثم اُم كلثوم و اسمها آمنة


[
مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 110 ط ايران.] و كانت تعق عن الغلام شاتين و عن الجارية شاة


[
السيرة الحلبية ج 6 ص 346 في باب أولاده. ]


و اتّفق المؤرخون إلّا من شذ على ان هؤلاء الأولاد ولدتهم خديجة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.


و ممن تعرض لذلك ابن جرير في التأريخ ج 2 ص 197 و ج 3 ص 175 وابن الأثير في الكامل ج 2 ص 14 و أبو الفدا في المختصر ج 1 ص 153 و ابن كثير في البداية ج 2 ص 294 وابن قتيبة في المعارف ص 61 و أبوالحسن في تاريخ الخميس ج 1 ص 308 والمسعودي في مروج الذهب ج 1 ص 46 و ص 407 والسبط في تذكرة الخواص ص 172 والمحب الطبري في ذخائر العقبى ص 151 والحاكم في المستدرك ج 3 ص 161 والشبراوي في الاتحاف بحب الأشراف ص 46 وابن العربي الأندلسي في أحكام القرآن ج 2 ص 207 وابن عبدالبر في الإستيعاب وابن حجر في الإصابة بترجمتهنّ و نثر اللئالي للآلوسي ص 162.


و اعترف به من علماء الإمامية الشيخ الكليني في الكافي في باب مولد النبي صلّى اللّه عليه و آله و لم يتعقب عليه الفيض في الوافي و قال به الطبرسي في اعلام الورى ص 86 وابن شهر آشوب في المناقب ج 1 ص 110 والمجلسي بعد أن اختاره في مرآة العقول ج 1 ص 352 حكاه عن خصال الصدوق و عن المنتقى و رواه ابن عبّاس.


النبي يعتزل خديجة



جاء الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان جالساً بالأبطح مع جماعة من قومه و ذلك في شعبان إذ هبط عليه الأمين جبرئيل يقرؤه من اللّه السلام و يأمره أن يعتزل خديجة أربعين صباحاً فبعث عمار بن ياسر إلى خديجة يعلمها أمر ربه و انه لابدّ من انفاذه و لا يكون إلّا خيراً و بشّرها بأن اللّه تعالى يباهي بها كرام ملائكته.


ثم أقام النبي صلّى اللّه عليه و آله في منزل فاطمة بنت أسد أربعين صباحاً و بعدها هبط عليه جبرئيل و ميكائيل معهما طبق مغطى بمنديل و ضعه أمامه و أمره جبرئيل أن يكون افطاره من هذا الطعام.


و كان صلّى اللّه عليه و اله من عادته يفتح الباب لمن يريد الإفطار و في تلك الليلة أمر بسد الباب و قال: هذا الطعام محرم على غير الأنبياء و كشف جبرئيل عن الطبق فإذا فيه عذق من رطب و عنقود من عنب فأكل النبي منهما و شرب من الماء و مديده للغسل فأفاض عليها الماء جبرئيل وارتفع الطعام مع الاناء.


و أمره جبرئيل أن يأتي منزل خديجة فإن اللّه سبحانه آلى على نفسه أن يخلق من صلبه في هذه الليلة ذريّة طيبّة فقام النبي من وقته إلى منزل خديجة و قرع الباب فقالت خديجة: من القارع حلقة لا يقرعها إلّا محمد صلّى اللّه عليه و آله؟ فناداها النبي: افتح الباب فأسرعت مستبشرة و فتحت الباب فدخل


رسول اللّه (ممتثلاً أمر ربّ العالمين و قضى اللّه ما أراد) فحملت خديجة بفاطمة الزهراء عليهاالسلام


[
البحار ج 6 ص 1019 في آخر باب التزويج من خديجة.]


و من أسرار هذا الأمر الربوبي مزيد العناية الإلهية بقداسة البضعة الزهراء فانه اريد لذات النبوة النزيهة عن أي شائبة المبالغة في التجرد عن لوازم عالم الملك حتى يرجع بكله إلى مبدئه القدسي من صقع البساطة و هناك يتلقى المنحة المباركة بالفيض الأقدس و بعد أن تمّ ما اريد به أذن له بإنفاذ الأمر المطاع بعد انعقاد النطفة الكريمة من ثمر الجنّة.


و هذه عناية خاصة بسيّدة نساء العالمين إذ لم يعهد مثلها في بنات النبي صلّى اللّه عليه و آله فإن كلّا منهنّ لم تحط ببعضه و ما ذلك إلّا لتفرّد الصديقة في مبوء القدس والنزاهة.


و لقد شاهدت خديجة من نسوة مكة عذلاً و اعتزالاً عنها منذ حظيت بنبي العزّ والسلام ذلك الذي أشرق العالم بنوره المئتلق و أخصبت الأرض بعد جديها حتى غمر العالم كله فضله الفياض و قلن فيها (ما نضحت انيتهن) و هي التي لا تدافع عن فضل شامخ و كرم باسق تتفي ء بظله محاويج قريش و عامة العرب و لها التبصّر بدقايق الامور و الإستشراف على حقايق الأشياء حتى لقبّت (بالطاهرة)


[
الإستيعاب بترجمة خديجة.] و سيدة قريش


[
السيرة الحلبية ج 1 ص 163 في باب التزويج منها.] و جاءتها البشارة من الجليل عز شأنه على لسان نبيه صلّى اللّه عليه و آله: ان لها بيتاً في الجنّة من قصب لاصخب فيه و لا نصب


[
تيسير الوصول للشيباني ج 3 ص 256 عن البخاري و مسلم والقصب اللؤلؤ المجوّف.] و به امتازت على نساء العالمين مضافاً إلى ما أكرمها بالسيّدة البتول والحوراء الإنسية.


/ 11