لطفا منتظر باشید ...
و اليك ما نتج الا حاديث الوارده بان قيامه عليه السلام هى القيامه او القيامه غيرها:
فـاعـلـم او لا ان الـقيامه امر عظيم فى افكار الناس مند بدء بها على ما عظمه اللّه تبارك و تعالى و
عـظـمته الانبياء عليهم السلام اذا اخبروا بان القيامه بدء به حين اذ ينقلب الجبال كالعهن المنفوش و
يـنـقلب الناس كالفراش المبثوث وحين ما حملت الارض و الجبال فد كتادكة واحده كما يقول اللّه
تعالى ان زلزلة الساعة شى ء عظيم حين اذ تذهل كل مرضعه عما ارضعت و تضع كل ذات حمل حملها
و تـرى الـناس سكارى او يقول اللّه اذا الكواكب انتثرت و اذاالنجوم انكدرت او طمست و تكون
الجبال كثيبا مهيلا و غير ذالك ما يعظم شانها فوق افكار البشر مما يدل ان العوالم ينهدم كلها سمائها
و ارضـها يفنى ويموت كل شيى و لا يبقى الا اللّه الواحد القهار ثم يبنى اللّه تعالى العوالم على غير
ما كان قبلها كما يقول يوم تبدل الارض غير الارض و السموات غيرالسموات و فسرو كل عظيم
فى القران بالقيامه فسرو النباء العظيم بالقيامه فظنو ان الانسان و ان كان مثل الانبياء و الائمه اصغر
شـانا قبال عظمه القيامه ان يقوم القيامة بقيامهم و لم يعلموا ان الانسان اكبر من كل شيى ء بعد اللّه و
لايكون شيى اكبرو اعظم منه كما يقول مولينا اتزعم انك جرم صغيرو فيك انطوى العالم الاكبر او
يـقول : الصورة الانسانيه اكبر حجة اللّه على خلقه و هى الكتاب الذى كتبه بيده فالانسان ارفع من
الـسماء و اعلى من الشموس والاقمار و النجوم و الكواكب لان العوالم و ما فيها خلق للانسان و لم
يـخلق الانسان له مع ان هذه الايات كلها تدل على ان هذه العوالم يبقى بحالها و ان كان يتغير بصورتها
يـقـول يبدل الارض غير الارض يطمس و ينكدر النجوم وغيرها و لا يقول يفنى بتمام ذواتها ولا
بـدللناس ان يكونوا و يقعوا فى القيامه فيذهل كل مرضعه عما ارضعت لان الموت قبل القيامه و هذه
الحوادث هى القيامه فيجب ان يكون الانسان حياليرى هذه الايات امثال دك الجبال وانهدامها لان هذه
الحوادث يحدث للانسان ليرى عظمه اللّه لالغيره ثم ان الناس يظنون ان صاحب القيامه و ما لكها هو
اللّه فـقط هو الذى بنفسه يحاسب و هوالذى بنفسه يثيب و يعاقب حتى ان العامه يقولون يجلس اللّه
على عرش عظمته والناس حوله يومر بهذا الى الجنه و بهذا الى النار و يظنون ان الانبياء والائمه
كلهم يحاسبون و يعاقبون يحاسبهم اللّه تعالى بنفسه مثل غيرهم ولايدرون ان الانسان الكامل اعظم
مـن الـمـلائك و ان مـن امـثال الائمه المعصومين هم الوسائط الاول بين اللّه و خلقه فى تربيته و
حـكومته فى الدنياو الاخره يحاسبون ولا يحاسبون هم الذين يثيبون هم الذين يعاقبون هم الوسائ
ط بـيـن اللّه و بين خلقه فى حكومته كما كانوا وسائط فى ابلاغ دينه وتربيته كما يقول لهم اللّه يوم
الـقيامه القيافى جهنم كل كفا عنيد او يقال بان عليا قسيم الجنة و النار و الملائكة مامورون بامرهم
لانـهـم عـرش اللّه والـمـلائكـه حافون حول العرش فيظهر حكومة اللّه بيد الانسان الكامل كما
اظـهراللّه دينه بهم والعالم كلها سمائها وارضها كبيت والانسان الكامل صاحب البيت و صاحب البيت
اعـظـم مـن البيت فاذا قال احد مات البيت يعنى مات صاحب البيت كما يقول اللّه اعلموا ان اللّه يحيى
الارض بـعـد مـوتـهـا يعنى يحيى اهل الارض بعد ما ماتوا بالكفرو الظلم لان هذه الارض والسماء
كـبـيـت لا يـموت الا بموت صاحبها و صاحبها هو الانسان فكلما يحكى اللّه تبارك وتعالى عن شى
يحكى عن شخص فالجبال و البحار و الشموس والاقماراشخاص فى كتاب اللّه كما نقول فى دعاء
الـنـدبـه ايـن الـشموس الطالعه اين الاقمار المنيره اين الانجم الزاهره فان كان القيامه امر عظيم
فـالانسان الذى تقوم به القيامة اعظم منه فان العامة يقولون النباء العظيم فى سورة النباء هوالقيامه و
يقول رسول اللّه ص النباء العظيم على عليه السلام فجعلت الناس الائمه عليهم السلام دون القيامه
مـن حيث العظمه و المقام و لم يعلموا انهم فوق القيامه و الخلايق اجمعين و القيامه انما تقوم بقيامهم
لا انـهم يقومون بقيام القيامة فجعلت الناس الائمه دون القيامه و ظنو ان اللّه تعالى يقيم القيامه و يجر
بـالائمه و سائر الناس اليها يحاسبهم على اعمالهم و لم يدروا ان اللّه تعالى يحاسب الناس بهم و هم
مـلـوك الـقيامه هم الذين يحاسبون الناس على اعمالهم و هم الذين يثيبون و يعاقبون والائمه عليهم
الـسـلام فـى تـعـليماتهم كانوا على حذر و احتياط او تقيه ان يهيئو افكار الناس و يخبروهم بانهم
صـاحـب الـقيامه و مالكها و ملوكها و انهم صاحب الملك العظيم فكانواعلى حذر و احتياط او تقيه
لضعف عقول الناس و عقول الشيعه ان يخبروهم بان قيام القائم هو القيامه و ان قيامه و حكومته غير
هذه القيامات والحكومات فى الدنيا من اهل الدنيا فقالوا انه يقوم بالسيف فى اخر الزمان ولو لا السيف
بـيده لحكموا بقتله فيقوم بقدره الا لاهيه يفتح اللّه له مشارق الارض و مغاربها يصلح اللّه امرة فى
ليله واحده كما فى الحديث فى كتاب تحف العقول فى تفسير حتى تضع الحرب اوزارها فعلى هذا الا
حـتـياط من ضعف عقول الناس اخبروا فى بعض الروايات انه يقوم بالسيف يقتل كثيرا من الناس حتى
يـقول الناس ليس هو ابن رسول اللّه لم لايرحم احدا و كان جده رحمة للعالمين فيفتح الارض كلها
و يملك سبع سنين تقتل بالسم يقتله عجوزه ولايدرون اى ظلم افضع ان يقتل هو عليه السلام و هو
الـذى يـمـلاءالارض قسطا و عدلا و استدلوا على ذالك على ما اخبرت الائمه عليهم السلام فى
قـولـهم ما منا الا مسموم او مقتول فجعلوا قيامه من اجناس هذه الحكومات والدول فيموت هو عليه
السلام او يقتل كسايرالملوك .
و قـسـم اخـرى مـن الـروايات يجعل قيامه و حكومته عليه السلام شيئا بين حيوة الدنيا و حيوة
الاخره فيخبر بانه عليه السلام يقوم و يفتح مشارق الارض و مغاربها بيده و يرجع الى حكومته من
الامـوات من محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا فيحاسبون على اعمالهم ثم يرجعون الى
قـبـورهـم ويموتون الى القيامه الكبرى يرجع الى دولته الائمه المعصومون و يرجع الى حكومته
مـولـيـنا سيدالشهداء لان مولينا ابى عبداللّه الحسين عليه اسلام خاطب اصحابه بوم عاشورا بقوله
معاشر اصحابنافواللّه لئن قتلونا فانا نرد الى جدنا رسول ثم امكث عنده ما شاء اللّه فاكون انا اول من
تـنـشـق عـنه الارض اخرج خرجة توافق خرجه اميرالمؤمنين و حيوة رسول اللّه و قيام قائمنا
اهـل البيت ثم ان اللّه لينزل على كل احد من شيعتنا ينفض عن وجهه التراب ويريه مقامه و ازواجه
فى الجنه .
فـمـثل هذه الاخبار يجعل قيامه شبيها بالاخره من جهه رجوع الاموات وشبيها بالحيوة الدنيا من
جهة اخرى فمن جهه ان قيامه و حكومته مثل ماراينا قبله من الدول انه يقوم بالسيف يقتل ملائنن من
الـكـفـار و الـمـنـافـقـيـن يملاءالارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما وجورا فعلى هذا يكون
قـيامه والحيوة بيده مثل الحيوة الدنيا و الناس يقتلون فيها او يموتون و من جهه ان الحيوة بيده و فى
زمـانـه يـكون شبيهة بالاخره انه يرجع الى حكومته من الاموات من محض الايمان محضا و محض
الـكـفر محضا يحاسبون على اعمالهم ثم يموتون و يقبرون الى القيامه الكبرى فجعلو قيامه , قيامه
الصغرى و بعده بعث جميع الاموات قيامة الكبرى .
فـانكرت العامة على الخاصه من الشيعه هذه العقائد حيث انهم عظموا قيام امامهم مثل هذه التعظيم ان
يـرجع الى حكومته الاموات فيحاسبون لانهم يظنون ان الائمه مثل ساير افراد البشر يجازون يوم
الـقيامه على اعمالهم خيرااو شرا يحاسبون و لا يحاسبون يثابون و لا يثيبون و القيامه بعث الاهى
فـقـطيـحكم فيه اللّه فقط يثيب و يعاقب و الناس كلهم فيه عنداللّه سواء فقيام الامام مثل قيام ساير
الملوك و الخلفاء فظنت العامه ان قيامه و حكومته ان وقع يكون اصغرو اضعف ان يرجع اليه الاموات
و يـحـاسبون على اعمالهم حتى ان بعض روسائهم و علمائهم هزءوا بالشيعه اعتقادهم ذالك بامامهم
فـجـادل بعض علمائهم مؤمن الطاق من فقهاء الشيعه فقال اقرضنى اليوم دنا نير من اموالك اردها اليك
فـى الرجعه اذا قام امامك فقال له المؤمن لامانع من ذالك اقرضك من مالى الا انك تضمن لى ان ترجع
فـى الـرجـعه على صورة الانسان اظنك ترجع على صوره القرده او الخرسان فظنت الشيعه على
هذه الاحاديث ان قيامه عليه السلام و رجعه الاموات اليه من نوع الحيوة الدنيا والناس فيها يتولدون
و يـموتون او يبعثون عن قبورهم ثم يموتون و يقبرون فيفتح الارض من طريق القتل و الحرب و
الناس فى دولته مثل الحيوه الدنياممهلون و منظرون بعضهم عاص و بعضهم مطيع على داب الحيوه
الدنيا والقائم ايضا يقتل او يموت فيدفنه جده الحسين عليه السلام و الائمه يرجعون الى الحيوه ثم
يـموتون فجعلوا قيام الائمه دون ان يكون الحساب بايديهم و القيامه بقيامهم فينقلب الثواب و العقاب
الـى زمـان اخـرى يـدك فـيـهاالارض و الجبال و ينكدر النجوم و يفجر البحار تكون الجبال فيها
كـالـعـهـن الـمـنفوش و الناس كاالفراش المبثوث يبدل فيها الارض غير الارض والسموات غير
الـسموات و برزوا للّه الواحد القهار و لا ادرى لم لم يتفطنوا من الايات و الروايات مع كثرتها بان
اللّه تـعـالـى لـم يـقـدر لـلانـسان الاموتا فى الحيوه الدنيا وحيوتا بعد الموت فى الحيوه الاخره
فـلايـذوقـون فـيـها الموت الا الموتة الاولى فمن يخرج من قبره يخرج للحساب و البقاء يحاسب
بـاعـماله اما الى الجنه و اما الى النار و لم يتفكروا فى آيات القيامه كلها فسرت و اولت فى روايات
مـتكاثره متظافرة بقيام القائم عليه السلام و ان الحيوة الاخرة تقع لجميع الناس كما ان الحيوة الدنيا
وقـعـت لـجميعهم و انه عليه السلام يقوم للحساب و لو لم يحاسب اعمال الناس لا يمكن ان يملاها
قسطا و عدلا ويقوم معه ابائه و المعاصر لابائه الى الانبياء و الى ادم ابواالبشر اما يكفيهم قولهم فى
دعـاء الـنـدبه اين الطالب بذحول الانبياء و ابناء الانبياء و اين الطالب بدم المظلوم بكربلا فيجب من
ذالك ان يبعث الانبياء و قاتلوهم والمظلوم وظالمهم فانك نرى فى كتاب الزام الناصب و كتاب القيامه
فـى الـبـحـار لـم تـدع الائمه آيه فى كتاب اللّه يخبر عن القيامه الا و فسروها بقيام القائم فعلى
قاعدة الاجتهاد ان الروايات فيها حاكم و محكوم و موافق على كتاب اللّه و غيرموافق فيترك غير
الموافق بالموافق و المحكوم بالحاكم .
فانك ترى فى متن كتاب اللّه و سنه الانبياء ان اللّه تبارك و تعالى جعل للبشرحيوتين حيوة الدنيا و
حـيوة الاخره و جعل لهم موتا وحيوتا بعد الموت وقال لا يذوقون فيها الموت الا الموته الاولى
فـلا يـرجع الى الموت من خرج عنه فالروايات التى يخبر عن قيامه بانها القيامه و انه عليه السلام
يقوم يحاسب الناس على اعمالهم اوفق على كتاب اللّه من روايات يجعل قيامه من نوع الحيوه الدنيا و
الـنـاس او بعضهم فيها يبعثون ثم يموتون فمن خرج عن قبره يعلم قطعا انه خرج للحساب اما الى
الـجنه و اما الى النار فالروايات المتظافره التى يقيد القيامه بقيامه عليه السلام و يجعل الحيوه بيده
من نوع الحيوة الاخره اوفق بكتاب اللّه من الروايات يجعل قيامه و الحيوه بيده من نوع الحيوه الدنيا
يـخرج الاموات اليه يحاسبون على اعمالهم ثم يموتون ويقبرون فيتكرر الموت و الحياة مع انه لا
موت بعد الحيوه و الخروج عن القبرمع انهم عليهم السلام جعلوا انفسهم صاحب القيامه و مالكها كما
كـانـواصـاحـب الدنيا و ما لكها فما للفقيه المجتهد يترك هذه الاخبار الكثيرة المتظافره المتواتره
الـمـوافـقـه لكتاب اللّه و ياخذ باخبار لا يوافقه عقل و لاكتاب ان يخرج عبد من قبره يحاسب ثم
يـرجـع الى القبر كمثل من يتولد من الرحم يعيش ثم يرجع الى بطن امه اليست الكفار ان كان بعثهم
كـذالـك و كـان الـحـيوه بيده من نوع الحيوه الدنيا رجعواالى دنيا هم مع انهم عند موتهم قالوارب
ارجـعـون نعمل صالحا قال كلافالكافرالمحض اذا رجع اليه عليه السلام فى رجعته يعلم انه رجع
الـى الـدنيا فكيف يقول له كلا انها كلمه هو قائلها فعلى هذه الروايات يفسر قيامه بالقيامه و الحيوه
بـيـده مـن نـوع حـيـوة الاخره فامعن نظرك رحمك اللّه فيما اهديت اليك من كتاب القيام و القيامه
لـئلايكون الناس فى بهم لا يدرون كيف الدنيا و كيف الاخرة فقيامه عليه قيامة و تقوم بقيامه الحيوة
الاخره كما ذكرت لك فى هذه الكتاب مبينا مبرهنا.
من وصايا على ع لكميل
يا كميل - لابد لماضيكم من اوبه و لابدلنا فيهم من غلبه
يا كميل - ما من علم الا و انا افتحه والقائم
يختمه
سـلام عـلـيـك ايها القارى عليك بمطالعة هذاالكتاب متفكرا متعمقا فانه يسلك بك من جادة واضحه
وطريق مستقيم الى جنتكم الخلد التى كنتم توعدون و يوضح لكم بعلم و بيان ما ابهم عليكم من كيفية
خـلـق الانـسـان وتربيته الى ان يوصله جنة الماوى جزاء بما كانوا يعملون .
فكن منصفابمطالعتك
هذاالكتاب ولاتعجل برايك و قضاوتك فان هذا الكتاب لم يات بشئى جديد لا سابقه له بل بين لك بعلم
قيام امامك و قيامتك فاقرئها بدقه وتكرار تعرف كيفية دارالقرار صديقك محمد على صالح غفارى
القيام والقيامه
يـوتى الحكمه من يشاء ومن يوت الحكمه فقد اوتى خيراكثيرا يعلم كل عالم علماقطعيايقينابان ما جاءت به الانبياء ولاسـيماخاتمهــــم صلوات اللّه عليه والـه هى دين العلم والحكمه ودين الفقاهه
والـنـبـاهــه , ويـعـلـم الـعـلـمـاءبـانـه مـامـن اصـل وفـرع فـى هذاالدين الاوهى على مدار
الصـدق والعداله ,كمااخبراللّه فى كتابه يقول :وتمت كلمه ربك صدقا وعدلا,لامبدل لكلماته .
فالصدق
بـمـعنى ان مااخبراللّه تعالى فى هذاالكتاب من العلــوم ممامضى اوياتى .
مماكان اويكون اوماهوكائن
انـمـاهـوعـلـى طـبق ماهواالواقع فلايمكن ان يخبرهذاالكتاب عن شيئى لم يكن ولايكون فيكون
اخباره كذبــا باطلا,بل لايقول الاعن صدق وحق والعدل بمعنى انه لايكون حكم فى هذاالكتاب من
حـلال وحـرام وواجب ومستحب ومكروه ممااراداللّه لعباده اولم يرد الاوهى على مدارالمصلحه
والـمـفـسده والنفع والضرر,مماقل منه اوكثر فلايكون فـى الاسلام حكم بلاحكمه من المصلحه
والـمـفسده فيكون عبثااوسفاهه فذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين .
فان كان فى الاسلام امربلا
مـصـلـحـه اونهى بلافسـاد.
او اخبارعمالم يكن ,اولا يكون لايـوصف الكتاب بقوله تعالى : لاريب
فيــه هذاشان هذاالدين علم وحكمه وبيان عمايكون صدقاوعدلا والناس فى هذا الدين ثلثه , عالم
ومتعلم وهمج كماروى عن على عليه السلام فى قوله :الناس ثلثه عالم ربانى ومتعلم على سبيل النجاه
وهـمـج اتـبـاع كـل ناعق .
فالعلماء هم الانبياء والائمه المعصومون و الفقهاء المجتهدون المتعبدون
الـمـتـمـسـكـون بـهــــم عـليهم السلام , والمتعلمون على سبيل النجاه هم المتلمذون المقلدون
لـلـعلماءالتابعون لهم على سبيل النجاه .
والطائفه الثالثه غيرالعالم والمتعلم همج خارج .
بجهله عن دين
اللّه وهوسالك سبيل الهالكين .
والمتعلم امايتعلم من الفقهاء فهوالمقلد اويتعلم من الائمه عيلهم السلام فهوالمتعبد المتفقه .
اومتعلم من
الــله فهو العالم الربانى كماروى عنهم امرال محمد صعب مستصعب لايحتمله الامومن امتحـن اللّه
قـلـبـه لـلايـمـان .
فـعـلى هذاالتقسيـم العالم الربانى هوالقســـم الاول من الاقسام فى قول على
عـليه السلام والمتعلم المتفقه عن الائمه والمقلـد المطيع لهم هوالقسم الثانى على طبق درجاتهم من
الـثـلاثـه وغـيـرهـم خـارج عن هذين .
والائمه عليهم السلام (كماروى عن على عليه السلام )
جعلواالنـــاس ثلاثه :فقيها عالمااومقلدامتعلمامن فقيه او همج .
فـتـرى كـلامـهم عليهم السـلام ينبع من منبع واحد يشبه بعضه بعضا لانهم نورواحد.
فعلى ذلك
نـقـول :الـديـن كـلـه عـلـم والعلم كله دين .
فمن تعلم تدين ,ومن لم يتعلم لم يتدين .
وقال اللّه تعالى :
فـاسـئلـوااهـل الـذكران كنتم لاتعلمون ولم يقل ان كنتم لاتتدينون .
فيجب على الناس كلهم ذكرهم
وانـثـاهـم ,مـن يـطلب الدين منهم ,ان يكونوافى دينهم متعلمين متفقهين .
فمن تعبداوتقلد بــلانفقه ,لم
يـنـظـراللّه الـيه يوم القيامه ولم يزك له عملا كمافى الحديـــث المشهور يقول :تفقهوافى دينكم
ولاتـكـونـوااعـرابيا فمن اعتقدعليااواطاعه عن جهل به ,لايعرفه بالحقانيه والنورانيه فهوكمن
اعـتقدمعويه اوغيره لان كلاهمالايعرفان الحق بحقانيته والباطل ببطلانه جاهلان فى دينهم ,فيوم
الـى على عليه السلام ,ويقوم الى يزيد,اتباع كل ناعق .
فـلـواطـاعوا علياعليـه السلام عن تفقه لم يدعوه الى غيره .
فلايعتنى بشان الجاهل وان كان على
طـريق الحق ظاهرا,لان الحق لايكون حقا الابالعلم والمعرفه ولوبمقدارضعيف .
فان الائمه عليهم
الـسـلام لاتـعـباء بشـان من يقبل الى الحق اويدبر عن جهل الاان يكون ادباره اواقباله عن علـــم
وفقه .
وكيف يمكن ان يدبراحد عن الحق وهويعرفه حقافالمقبلون اوالمدبرون بلاتفقه ,اتباع الناعق , ينادى
فـيهم الى على فيدبرعن معويه ,ثم ينــادى فيهم الى معويه فيدبر عن على فانك ترى الدين كلهاعلم
وكـتاب .
القران علم وكتاب ,والنبى مدينه العلم والائمه ابواب هذه المدينه و حمله علم القرآن .
فكيف
يـمـكـن لاحدان يعتقــد كتابا لايعرفه ,اومدينه علم لايدخلها,اوابواب علم لايعرفها.
فالدين علـم
يـحملك على الدين والاعتقاد به ,لاعمل يلجئك الى الدين والاعتقاد الا مــن باب المقدمه .
فعلى راى
الائمـه عـليهم السلام .
لابدمن كل حكم او اعتقاد به ان ينشاء عن العلم من منابعه .
فربك هوالذى يويد
الـعلم ربوبيته ,ونبيك من يويدالعلم نبوته ,وامامك كذلك من يويدالعلم امامته .
فماخالفه العلم خالفه الدين
ومـاخـالفه الدين خالفه العلم .
فانظرالى عقلك وعملك .
هل يويد امامه ائمه الجوراوهل ينكرامامه ائمه
الـحـق ؟ فـلـذلـك يـحـكم ائمه الشيعـه على كل مكلف من الرجال والنساء ان يكون دينه على تفقه
واجـتـهاد,يعـرف اللّه تعالى بالوهيته وانه تعالى لايشبهه غيره ولايشبه هوغيره .
ويعـــرف النبى
بالنبوه وختم العلم والحكمه به ويعرف الائمه كذلك بالعلم والحكمه والامامه وانه لايقاس بهم احدمن
هذه الامه .
فعلى كل مكلف بالغ عاقــل ان يكون فقيهامجتهدا فى اصول دينه وان كان مقلدا فى فروع
احـكام الديـن فعن الصادق عليه السلام :لوددت ان لوضربت على روسكم بالسياط حتى تتفقهوا وعن
عـلـى عليه السلام ينادى معاشرالتجار:الفقه ثم المتجر.
فتفقه فى دينك ايهاالمومن ان تحسبك نفسك
فقيرامحتاجاالى اللّه تعالى .
ان الـجـاهـل راى نـفـسه يستغنى عن اللّه فيطغى ,والعالم يرى نفسه فقيرامحتاجاالى اللّه فيخشى
ويخشع .
(الاصول والفروع فى ديننااسلامى لم يحدث بعدرسول اللّه ).
فهناك نذكرلك نبذه من اصول العقايد على كيفيه التفقه والاستدلال .
فليعلم انه لابد لكل فرع من اصل يـتـفـرع عـلـيـه .
فـكـماان فى طبايع العالم اصول وفروع كذلـــك فى العلـــــوم اصـــــول
وفــــــروع .
فـالاوراق يتــــفرع على الاغصان , والاغصان يتفرع على مابدء منه الى الانتهاء
فـعـلـى ذلـك فــــى الدين ايضا اصول ينتهى الفروع على اصوله .
فان كان الاصول حقافالمتفرعات
عـليه حق وان كان الاصول باطلا فالمتفرعات عله ايضاباطل .
فانظرالى اصول هذا الدين وهى خمس
.
وهذاالخمس اصول الاسلام , لا كما ظنوه اصول المذهب .
الـمـذهـب ما حدث بعد رسول اللّه و الاسلام ما جاء به رسول اللّه ففرقـوا بين المذهب والاسلام
.
وظـن كـثـيرمن المسلمين ان المذهب غيرالاسلام وان اصلين من اصول الخمسه العدل والامامه
خـارجـه عـن اصـول الاسـلام يخص مذهب الشيعه اعلن بهاجعفرابن محمدعليه السلام لانانقول
الاسـلام مـاجـاء بـه محمد(ص )وكـل مابيدالشيعه من الاصول والفروع مماجاءبه رسول اللّه (ص )
والمذهب ماتفرع علــى الاسلام بعدرسول اللّه (ص )فظنواان ماجاءبه محمد(ص ) اصول ثلاثه من
هـذه الاصـول الـتـوحـيـدوالـنـبوه والمعاد,والعدل والامامه حدثت بعدرسول اللّه (ص ) فهما من
اصـول الـمـذهـب .
فـنقول الاصول الخمسه كلهامماجاءبه رسول اللّه (ص ) فمـااكثرالروايات عن
الـرسـول (ص ) اعـلن فيهاالامامه والوصايه .
هل ينكراحدقوله صلى اللّه عليه واله انى تارك فيكم
الـثقلين كتاب اللّه وعترتى اهل بيتى اوهل ينكراحدمااعلن بهافى يوم الغدير فانه (ص ) جمع الناس
زهـاء مـاه الـف ولانـقـول انـه قال جمله واحده فقط وهوقوله من كنت مولاه فهذاعلى مـولاه .
لابل
هـو(ص ) خـطـب خـطـبـه غـراء بـيـضـاء,اعـلن فيهاالامامه وكل امام بعدعلى بالاسم والرسم
وسـائرالمشخصات واحدا بعدواحد فقال فيماقال :لاتقدموهم فانهـم اقدم منكم ولاتـعلموهم فانهم
اعـلـم مـنكم .
فعليك بمطالعه كتاب الغديـــر تعرف الاثارالمرويه عن رسول اللّه (ص ) فى الامامه
بـعده اعلن بهـاعلماءاهـل السنه والجماعه فماتقول فى قوله المشهور(ص ):انامدينه العلم وعلى بابها
وامثالهماالروايات المصرحات فيهابامامه الائمه عليهم السلام .
فـالامـامــه مـاجاء به الرسول (ص ) وهى من اصول الاسلام لان الاسلام ماجاءبه رسول اللّه (ص )
وكذلك العداله .
ان اللّه يامربالعدل والاحسان وايتاءذى القربى .
فهــــل يمكن ان يامراللّه تعالى بالعدل
ويـكون هوظالما تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا فمن العادل ان كان اللّه تبارك وتعالى ظالما وكيف
يـمكنـــه ان ينهى عن الظلم ان كان ظالما الظلم قبيح وسفاهه واللّه تعالى اجل عن العبث والسفاهه
وهـل رايـت نـبيااووليا وصف ربه بانه ظالم غيرعادل :وماكان اللّه ليظلم الناس ولكن الناس انفسهم
يـظـلـمـون .
يـنشاء الظلم من الجهل والعجزواللّه تعالى اجل من الجهل والعجزفكيف يكون ربامن لم
يـكـن عـادلافـى ربوبيته وهل رايت ايه فى كتــاب اللّه يصف اللّه بالظلم وفعل القبيح وهل رايت
رسـول اللّه (ص ) يـصــــف اللّه بـغـيـر الرحمه والعداله فمن اجهل ممن وصف اللّه تعالى بظلم
وقـبح ,فعلــى هذاالعداله مثل التوحيدمماجاءبه رسول اللّه (ص ) وهى من اصول الاســـلام كمثل
الـنبوه والمعادولايجوزان يوصف دين اللّه بغيرماوصف به الاسلام ان الدين عنداللّه الاسلام ومن
ابـتـغـى غـيرالاسلام دينافلن يقبل منه وهوفى الاخره من الخاسرين ولانقول ان من انكر الامامه
والـعـدالـه خـرج عــن ديـن الاســلام وهـومـقـربـالـتـوحيد والنبوه والمعاد.
الاسلام اوسع
من ذلك .
فمن اقربالشهادتين وصلى الى قبله المسلمين فهو مسلم فى حرمه الاسلام بل نقول ان الامامـه
والـعـداله مماجاءبه رسول اللّه (ص ) فهمامن اصول الاسلام لاانهماحدثت بعدرسول اللّه فتكون من
اصول المذهب .
فـقـولـواواعـلــنوا بان هذه الاصول من اصـــول الاسلام الاان بعض المسلمين لم يـعرفوهاولم
يـقـروابـهـا.
لاتـقولواانهامن اصول المذهب فيظن المسلمون انهاحدثت بعدرسول اللّه فتكون بدعه
ولايـجـوزاولايـجـب عـلـى احـدان يـقـربـه .
فـنـقـول فى هذه الوجيزه ان هذه الخمسه كلهامن
اصـول الاسـلام جـاءبـهـارسول اللّه (ص ) من عنداللّه تعالى .
فمن ارادان يتم اسلامه فليـــقربهذه
الاصـول كـلـهـاعـن عـلـم وبرهان فالاصل الاولى التوحيد,وهوالاعتقاد بانـه تعالى واحد احدى
الـذات .
لاشـريـك لـه ولانـظير كمايقول :ولم يكن له كفـوااحد.
فهواللّه لااله الاهوفى السموات
والارض .
والـدلـيـل على انه تعالـى موجودوجود خلائقه فى كل زمان ومكان واول الدليل او ادل
الدليل على وجـوده وعلمه وقدرته وحكمه وسائراسمائه الحسنى وصفاته العلياهى الصوره الانسانيه
كـمـاقـيـل .
الـصـوره الانـسـانـيـه هى اكبرحجه اللّه على خلقه وهى الكتاب الــذى كتبه بيده .
ودلالـه المجعول على الجاعل دلاله ذاتيه لاينفك عنه .
فهل تجــد اثرا بلاموثراوبناء بلابان ,اوهل
يـمكنك ان تجدمصنوعا بلاصانع اومخلوقا بلاخالق فخلقه تعالى وان كان خلقاصامتاوليكن حجته
بـالـتـدبـيـرنـاطـقـه ودلالـتـه عـلـى تـدبـيـرالـمـدبـرقـائمه .
وحدالاعتقاد بالتوحيدكماتدل
عـلـيـه هـدايـه الـمـعـصـومـيـن عـلـيـهـم الـسـلام هـى الـخروج عن حدالتعطيل والتشبيه .
فلاتنكره لكثره هذه الدلائل عليه من الخلائق وكثره هذه الاثارولاتشبهه بخلق من خلائقه لانه تعالى
لـوشـابـه خـلـقـه لـكـان مـخـلـوقـاقـبـل ان يـكون خالقاولايجوزللمتشا بهين ان يكون احدهما
مـخـلـوقـاوثـانـيـهـمـاخـالـقـالـوجـودالـتـشـابـه .
فـلايجوزللجسمين ان يكون احدهمــــا
خـالـقـاولالـلـمـحـدوديـن ولالـلـصـورتـيـن ولـونـيـن ووجودين متشابهين كذلك ان يكـون
احدهماخالقاوالثانى مخلوقا.
فانت مخلوق بجسمك وروحك وهندسه وجـودك و كل ماانت به .
فـلـوكـان احديتشابه صفاته بصفاتك وذاته بذاتك ومع ذلك انه خالقك ,لادليل له على هذاوهل يكون
جـسـم خـالـق جـسـم اوروح خـالق روح اوصوره خالق صوره اخراو وجودخالق وجودولعلك
تـقـول اناجسم اخلق جسمامثل المجسمات اوصوره مثل الصور,فاقول فى جوابك انك لم تـخلق جسم
هـذاالـجـسـم ولاصـــوره هـذه الـصـوره انـهـاكانامثلك متكونامعك وانت لائمت بين هذاالجسم
وصـورتـه كما تلائم بين قطعات الحديد والاخشاب وغيره فمخلوقك هذه الملائمات والمرابطات
لاالاجـسـام التى ظهربهاوالحدود كذلك فلوكان اللّه تعالى شابه وجوده وجـود خلقه اوصفته صفه
خـلـقـه ,لادليل على انه تعالى بوجوده وصفته خالق وغيــره بمثل هذاالوجود وهذه الصفه مخلوق
الاان يـكـون مـنـزهـابـوجوده وصفاته عن هذه المشابهه .
فمااكثرماترى الايات والروايات يجلون
ويـنـزهـون الـرب تـعـالى عن هذه المشابهات كمايقول عليه السلام فى دعاء الصباح يامن دل على
ذاتــه بذاته وتنزه عن مجانسه مخلوقانه وجل عن ملائمه كيفياته فلايشابه جنسيته جنسيه الخلق
ولاوجـوده وجـودالـخلق ويجل ان يكون بالملائمه والكيفيه كمــا يكون خلقه به .
فيجب عليك ان
تشهدانه لااله الاهووتصفه كماوصف به نفســه وتعلم انه تعالى يجل ان يتصوره متصور اويتوهمه
متوهم فكن فى اعتقـادك خارج عن حدين التعطيل والتشبيه .
فمن انكره تعالى فهوفى حدالتعطيل ومن
تـوهـمـه وتـصـوره فـشبهه بشيئى من الاشياءاوبوجودمن الوجودات فهوفى حدالتشبيه والموحد
الخالص هوالذى خرج عن هذين الحدين .
فكل بحث اوجدال ينتهى بـك الى حدالتعطيل فهوباطل لانه
تعالى موجودبدليل خلقه الخلايق وبدليل وجودخلائقه وظهورآياته .
وكذلك كل بحث وجدال ينتهى
بك الى حدالتشبيه باطــل لاانه لايشبه خلائقه ولايشبهه خلقه .
فـاطـرح نـفـسك بين يديه تعالى واسئلـــه خاضعامتضرعاان يعرفك نفسه وتدبرفى حدمعرفه
اللّه تـعـالـى الـخـطـبـه الـمـعـروفـه بـالاشـبـاح الـتـى يفتح بقوله :الحمدللّه الذى لايفره المنع
والجمودولايكديـه الاعطاءالوجودهوالمنان بفوائدالنعم .
يدلنادلاله واضحه على حدمعرفتـه التى
يـكـون بايديناويمكنناان ننال به يقول فى جواب من سئله ان يصف لـه ربه : فانظرايهاالسائل فمادلك
عـلـيه القرآن من صفه فاتم به واستضى بنورهدايته وماكلفك الشيطان علمه ممالم يكن فى الكتاب
عـلـيـك فـرضـه ولافـى سـنه النبـى وائمه الهدى اثره , فـكل علم ذلك الى اللّه سبحانه فان ذلك
مـنـتـهـى حـق اللّه عليــك واعلم ان الراسخين فى العلم هم الذين اغناهم اللّه تعالى عـــن اقتحام
الـسـددالـمـضـروبـه دون الغيوب الاقراربجمله ماجهلواتفسيره من الغيب المحجوب فمدح اللّه
اعـتـرافـهم بالعجزعن تناول مالم يحيطوابه علماوسمـى تركهم التعمق فيمالم يكلفهم البحث عن
كنهه رسوخافاقتصرعلى ذلــك ولا تقدرعظمه اللّه على قدرعقلك فتكون من الهالكين .
ثـم يـقـول فـى دلـيـل ذلك :لانه القادر الذى اذاارتمت الاوهام اليه لتـــدرك منقطع قدرته وحاول
الفكرالمبرء من خطرات الوساوس ان يقع عليه فى عميقات غيوب ملكوته وتولهت القلوب اليه لتجرى
فـى كـيـفـته صفاته وغمضت مداخـــل العقول فى حيث لاتبلغه الصفات لتنال علم ذاته ,ردعهاوهى
تـجـوب مـهـاوى سـدف الغيوب متخلصه اليه سبحانه فرجعت اذجبهت معترفه بانه لاينال بجـور
الاعـتـسـاف كنه قدرته ولاتخطرببال اولى الروايات خاطره من تقديرجلال عزته فتفكرفى هذه
الجمـلات منه عليه السلام تدلك على كيفه المعرفه .
فانظرهل يمكنك ان تجدعظمه ربك بقدره عقلك
وقـوه وهـمـك .
فـان عـقـلـك وروحـك ايـتـان مـخـلـوقـتـان من خلائــق اللّه تعالى لايدركان
الامـاجـانـسـهمابجنسية اوشابهمابصورته و كيفيته .
فيدرك العقل جنس العقل والروح جنس الروح
والنفس جنس النفس .
ثـم اعـلـم ان الادراك غـيـر الاثبات فان الادراك فى ماهيته وحقيقته بمعنى اتصال جنس المدرك
بـالـمـدرك كمايصل النوربالنوروالماده بالماده وكماتحس بحواسك الخمس المحسوس وهل تدرك
بحواسك غيرماجانسهامن المواد واثارها؟هل يمكنك ان تحس بحواســك جنس الروح والملائك ؟
واذااردت ان تـحـس الـمـلائك انماتحسهابمايجانسهاوهـوالروح والنــور.
فانت فى روياك روح
تـحـس الارواح والـمـلائك اوالامـوات فــــلا يـمـكـنـك ان تـحـس بـالـمـواد والـحواس
غـيـرالـمـوادوبـالـروح غـيـرماجانسهمامن الارواح والملائك وامامقام الاثبات :فان العقل والروح
يثبت مالايجانسها,يثبت بالاثار الموثروان كان من غيرجنسها.
فـيـثـبت العقل وجوداللّه تعالى وان كــــــان لايجانسه تعالى بجنسية العقل والروح ,فانت تقدران
تـسـتـدل بالايات علــى وجوداللّه تعالى وانه قائم بذاته ثابت لايزول ولايمكنك ان تنال بعلمـك و
عـقـلـك علم ذاته .
فان علم ذاته تعالى عين ذاته وذاته تعالى لايجانس غيـر ذاته فيدرك به فيستدل
بـالايات على انه كائن موجودوانه مع كل شئى لابمقارنه وغيركل شيئى لا بمزايله ولايستدل بالايات
عـلـى كـيـف ذاتـه بـقـيـاس الـكيفيات فى اياته او تثبت له جسمانية بقياس الجسمانيات وروحانية
بـقـيـاس الـروحـانـيـــــات وصـورتـه بـقـيـاس الـصـورووجـوده بـقـياس الوجودات فانك
لاتـقـدران تـسـتـدل باثرمن الانسان على مشخصات هذاالانسان الاان تراه .
مثلا ترى كتابامن انسان
اوصنعه مــن صنايعه تثبت وجوده بدلاله اثاره على وجوده وانه انسان مثلك ولايمكنــك ان تستدل
بـاثـاره على مشخصات وجوده بالقياس على مافى اثره .
فاثــره و صنعته ,مثلا الحديد,اوخشب .
فهل
يـمكنك ان تقول هوايضا حديداوخشب وطول صنعه مثلاكذامتراوعرضه كذامتراولونهاكذالونا
فتقيس لونه وطوله وعرضه على ماترى فى صنعه .
فكل ماترى فى الاثرلايكون فى وجودالموثرمن
الـمـشـخـصـات الاان تـرى الـمـوثـروالصانع بعينك .
فلاتعرف ذات صانع بصنعته ولامشخصات
صـانـع بمشخصات صنعته ان الاثارتثبت وجودالموثرفقط ولاتثبت غيرذلك .
وكذلك اللّه تعالى يثبت
وجـوده بـالايـات ولايـدرك ذاتـه بـالقياس على الايــات لانه لايجانس غيره فيقايس به ورويته
مـمتنع .
فكل مافى وجودك من العقـل والروح وساير القوى ,خلق من خلائقه لايجانسه بذاته فيدرك
ذاته بالقيــاس فلايمكنك ان تنال بجورالاعتساف كنه قدرته فلايستدل على ذاته تعالـــى الابذاته
فلوامكنك ان ترى ذاته ولوبمقدارراس ابره فكن على يقين بانك عرفت ذاته تعالى فمن يقول باشتراك
الـوجود,يقايس وجوداللّه بوجودالخلايق يقول ان الخلق خلق بماهيته لابوجوده وان الوجودحقيقه
واحـده لامـيزفيهابوجودها والخلق خلق بماهيتها لابوجودها والماهيه اعتباريه لاحقيقه له فيدرك
وجـود المطلق بوجودالمقيدوهذابمعنى قياس الوجودبالوجود وانمايصح ذلــك اذا كان الوجودان
مــن جـنـس واحـد والـفـرق بـيـنـهـمـاقـيـدولاقـيـد فـيـتـرك الـقـيـد ويـعـرف الوجود
بالوجود,وهذاهوالمعرفه بالقياس وانمايصح ذلك اذاكان الوجـودان من جنس واحد,تعالى اللّه عن ذلك
عـلـواكـبـيـرا.
فـان الـخلق خلق بوجودهاوماهيتها متباين بجنسية وجودهاوجوداللّه تبارك وتعالى
فـلايـحـس بالحواس ولايـــدرك بالقياس فاقتصرايها العبد باثبات وجوده تعالى على مايصف نفسه
ولاتــرم بوهمك اليه لتدرك منقطع قدرته .
فانه ليس جنسيه ذاته تعالى وذاتك كجنسيـــه القوى والضعيف ليشتركابالوجودويختلفا بالدرجات
والـمـاهـيات بل جنسيـــه ذاتك وذاته كجنسيه النوروالظلمه وجنسيه الروح والماده ,متباينان لا
يشتركان فى اصل واحد.
فان النور ودرجاته القوى والضعيف يشتركان فى جنس واحد فى النورانيه
و هـكذا الماء من البخارات والسحاب والقطرات وسايرالمشتقات يشترك فى جنسيه الماءولكن اللّه
وخـلـقـه لايشتركان فى اصل واحدولاترجعان الى وجودكماظنته الفلاسفه , فظن الوجود اصلا
ومـبـدءوهـواللّه تـعـالـى ,والـخـلـــق يـتفرع عليه ,ولوكان كذلك لكان فى كل فرع من الفروع
جـنـسـيـه الاصـل فـاذاكان الانسان فرع تفرع على اصل الوجودوبدءمنه تجدالانسان فى وجوده
نـمـوذجـه مـن اصـل الوجودفيعرفه بوجودتفرع به على اصل الوجود ولذلك جعلته الفلاسفــه
اصـلابـدء مـنـه الـخـلايـق كـمايبدءمن الماءفروعه ومن النورلمعاته وجلواتــه , فجعلوه تعالى
مـبـدءوالـخـلائق جـلـواته وفروعه فوصفوه بالمبدئيه والعليـــه فقالوامبدءالمبادى وعله العلل
ولـم يـعلمواان العله والمعلول من جنـــس واحد كالناروحرارته والنورولمعاته ودرجاته والماده
ومشتقاته .
فليس هو تعالى مبدءلماظهرمنه بل هوالمبدءلمايبدئه اسم الفاعل من ابدء يبــدء.
المبدء اسم
لـمـايـبـدءويلدمنه وهوتعالى لم يلدولم يولد فمبدءيلدمنه النور كمبدءالماده تلدمنه الموادوالاجسام
فلوكان تعالى مبدء ولدمنه الفـروع وبدءمنه المشتقات ينافى قوله لم يلد,ولوكان له اصلابدءمنه يكون
مـولـودا يـنـافـى قـولـه لـم يـولد.
فلم يبدءمنه شيئى ليكون مبداء والداولم يبدءمن شيئى فيكون
مـولـوداولـدا.
يقول مولاناعلى عليه السلام فى رد هذه العقيــده ان يكون مبدءشيئى (بالفتح ):كيف
يـبـدء منه ماهوابداه ويعود فيه ماهواجراه اذالتجزى ذاته ولامتنع من الازل معناه فلايوصف تعالى
بـالـمـبدئيه والعليـه ان يكون مبدءالمبادى وعله العلل .
العليه والمبدئيه صفه الخلق ان يكـون شيئى
مبدءلمايشتق منه كالاصول يتفرع عليه الفروع .
فهوتعالى مبدءالمبادى وجاعل العلل اومعللها.
هوخلومن
خـلـقـه وخـلقه خلومنه .
لايكون فى وجوده جنسيه من الخلق ولافى وجودالخلق جنسيه منه تعالى
كـمـايـكـون فـى الاصول جنسيه مـن الفروع .
مثلايكون فى مبادى النورجنسيه من اللمعات وفى
الـلـمعات جنسيـه من مبادى النور.
فلايكون الاصل خلومن الفرع والفرع خلومن الاصل فعلى هـذا
يكون وجودالخالق ووجودالمخلوق متبانيان لايتجانسان ولايتشابهان ولايشتركان فى الوجود.
