غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


من أشراف الكوفة: ألا تسمعون؟ فوثبوا عليه بحضرة سعيد فوطؤه وطأ عنيفا وجروا برجله، فغلظ ذلك على سعيد وأبعد سماره، فلم يأذن بعد لهم فجعلوا يشتمون سعيدا في مجالسهم ثم تعدوا ذلك إلى شتم عثمان، واجتمع إليهم ناس كثيرا حتى غلظ أمرهم فكتب سعيد إلى عثمان في أمرهم فكتب إليه أن يسيرهم إلى الشام لئلا يفسدوا أهل الكوفة وكتب إلى معاوية وهو والي الشام: إن نفرا من أهل الكوفة قد هموا بإثارة الفتنة وقد سيرتهم، إليك، فانههم فإن آنست منهم رشد افأحسن إليهم وارددهم إلى بلادهم. فلما قدموا على معاوية، وكانوا: الاشتر، ومالك بن كعب الارحبي، والاسود بن يزيد النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي، وصعصعة بن صوحان العبدي، وغيرهم جمعهم يوما وقال لهم:

إنكم قوم من العرب ذووا أسنان وألسنة وقد أدركتم بالاسلام شرفا وغلبتم الامم وحويتم مواريثهم، وقد بلغني انكم ذممتم قريشا، ونقمتم على الولاة منها، ولولا قريش لكنتم أذلة إن أئمتكم لكم جنة فلا تفرقوا عن جنتكم، إن أئمتكم ليصبرون على الجور ويحتملون فيكم العتاب، والله لتنتهين أوليبتلينكم الله بمن يسومكم الخسف ولا يحمدكم على الصبر ثم تكون شركاؤهم فيما جررتم عليه الرعية في حياتكم وبعد وفاتكم.

فقال له صعصعة بن صوحان: أما قريش فإنها لم تكن أكثر العرب ولا أمنعها في الجاهلية، وإن غيرها من العرب لاكثر منها وأمنع.

فقال معاوية: إنك لخطيب القوم ولا أرى لك عقلا وقد عرفتكم الآن، وعلمت أن الذي أغراكم قلة العقول، أعظم عليكم أمر الاسلام فتذكروني الجاهلية، أخزى الله قوما عظموا أمركم، افقهوا عني ولا أظنكم تفقهون: إن قريشا لم تعز في جاهلية ولا في الاسلام إلا بالله وحده، لم تكن بأكثر العرب ولا أشدها ولكنهم كانوا أكرمهم أحسابا، وأمحضهم أنسابا، وأكملهم مروءة، ولم يمتنعوا في الجاهلية والناس تأكل بعضهم بعضا إلابالله، فبوأهم حرما آمنا يتخطف الناس من حولهم، هل تعرفون عربا أو عجما أوسودا أو حمرا؟ إلاوقد أصابهم الدهر في بلدهم وحرمهم إلا ما كان من قريش، فانه لم يردهم أحد من الناس بكيد إلا جعل الله خده الاسفل حتى أراد الله تعالى أن يستنقذ

من اكرمه باتباع دينه من هوان الدنيا وسوء مرد الآخرة، فارتضى لذلك خير خلقه، ثم ارتضى له أصحابا، وكان خيارهم قريشا، ثم بنى هذا الملك عليهم وجعل هذه الخلافة فيهم فلا يصح الامر إلا بهم، وقد كان الله يحوطهم في الجاهلية وهم على كفرهم، أفتراه لا يحوطهم وهم على دينه أف لك ولاصحابك، أما أنت يا صعصعة فان قريتك شر القرى، أنتنها نبتا، وأعمقها واديا، وألامها جيرانا، وأعرفها بالشر، لم يسكنها شريف قط، ولا وضيع إلا شب بها نزاع الامم وعبيد فارس، وأنت شر قومك أحين أبرزك الاسلام وخلطك بالناس أقبلت تبغي دين الله عوجا، وتنزع إلى الغواية إنه لن يضر ذلك قريشا ولايضعهم ولا يمنعهم من تأدية ما عليهم، إن الشيطان عنكم لغير غافل، قد عرفكم بالشر فأغراكم بالناس،وهو صارعكم وإنكم لا تدركون بالشر أمرا إلا فتح عليكم شر منه وأخزى، قد أذنت لكم فاذهبوا حيث شئتم، لا ينفع الله بكم أحدا ابدا ولا يضره، ولستم برجال منفعة ولا مضرة، فإن أردتم النجاة فالزموا جماعتكم ولا نبطرنكم النعمة، فإن البطر لا يجر خيرا، اذهبوا حيث شئتم، فسأكتب إلى أمير المؤمنين فيكم.

وكتب إلى عثمان: إنه قدم علي قوم ليست لهم عقول ولا أديان، اضجرهم العدل لا يريدون الله بشئ، ولا يتكلمون بحجة، إنما هممهم الفتنة والله مبتليهم وفاضحهم وليسوا بالذين نخاف نكايتهم، وليسوا الاكثر ممن له شعب ونكير. ثم أخرجهم من الشام.

وروى الحسن المدائني: انه كان لهم مع معاوية بالشام مجالس طالت فيها المحاورات والمخاطبات بينهم، وإن معاوية قال لهم في جملة ما قاله: إن قريشا قد عرفت ان أباسفيان أكرمها وابن أكرمها إلا ما جعل الله لنبيه صلى الله عليه وآله فانه إنتجبه وأكرمه، ولوان أباسفيان ولد الناس كلهم لكانوا حلماء.

فقال له صعصعة بن صوحان: كذبت، قد ولدهم خير من أبي سفيان، من خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة فسجدوا له، فكان فيهم البر والفاجر والكيس والاحمق.

قال: ومن المجالس التي دارت بينهم: إن معاوية قال لهم: أيهاالقوم ردو اخيرا

واسكنوا وتفكروا وانظروا فيما ينفعكم والمسلمين فاطلبوه وأطيعوني.

فقال له صعصعة: لست بأهل لذلك ولاكرامة لك أن تطاع في معصية الله.

فقال: إن أول كلام ابتدأت به أن أمرتكم بتقوى الله وطاعة رسوله وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.

فقال صعصعة: بل أمرت بالفرقة وخلاف ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله.

فقال: إن كنت فعلت فإني الآن أتوب وآمركم بتقوى الله وطاعته ولزوم الجماعة وأن توقروا أئمتكم وتطيعوهم.

فقال صعصعة: إذا كنت تبت فإنا نأمرك أن تعتزل أمرك فإن في المسلمين من هو أحق به منك ممن كان أبوه أحسن أثرا في الاسلام من أبيك، وهو أحسن قدما في الاسلام منك.

فقال معاوية: إن لي في الاسلام لقدما وإن كان غيري أحسن قدما مني لكنه ليس في زماني أحد أقوى على ما أنا فيه مني، ولقد رأى ذلك عمربن الخطاب، فلو كان غيري أقوى مني لم يكن عند عمر هوادة لي ولغيري، ولا حدث ماينبغي له أن أعتزل عملي، ولو رأى ذلك أميرالمؤمنين لكتب إلي فاعتزلت عمله، ولو قضى الله أن يفعل ذلك لرجوت أن لا يعزم له على ذلك إلا وهو خير، فمهلا فإن في دون ما أنتم فيه، ما يأمر في الشيطان وينهى، ولعمري لو كانت الامور تقضي على رأيكم وأهوائكم ما استقامت الامور لاهل الاسلام يوما وليلة، فعودوا الخير وقولوه. فقالوا: لست لذلك أهلا. فقال: أما والله إن لله لسطوات ونقمات وإني لخائف عليكم أن تتبايعوا إلى مطاوعة الشيطان ومعصية الرحمن فيحلكم ذلك دار الهوان في العاجل والآجل.

فوثبوا عليه فأخذوا برأسه ولحيته فقال: مه، إن هذه ليست بأرض الكوفة والله لو رأى اهل الشام ما صنعتم بي وأنا إمامهم ما ملكت أن أنهاهم عنكم حتى يقتلوكم فلعمري إن صنيعكم ليشبه بعضه بعضا، ثم قام من عندهم فقال: والله لا أدخل عليكم مدخلا ما بقيت وكتب إلى عثمان:

بسم الله الرحمن الرحيم، لعبدالله عثمان أميرالمؤمنين من معاوية بن أبي سفيان أمابعد: يا أميرالمؤمنين فانك بعثت إلي أقواما يتكلمون بألسنة الشياطين و ما يملون

عليهم ويأتون الناس زعموا من قبل القرآن فيشبهون على الناس، وليس كل الناس يعلم ما يريدون، وإنما يريدون فرقة، ويقربون فتنة، قد أثقلهم الاسلام وأضجرهم، و تمكنت رقى الشيطان من قلوبهم، فقد أفسدوا كثيرا من الناس ممن كانوا بين ظهرانيهم من أهل الكوفة، ولست آمن إن أقاموا وسط أهل الشام أن يغروهم بسحرهم و فجورهم فارددهم إلى مصرهم، فلتكن دارهم في مصرهم الذي نجم فيه نفاقهم. والسلام.

فكتب إليه عثمان يأمره أن يردهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة فرد هم إليه فلم يكونوا إلا أطلق ألسنة منهم حين رجعوا، وكتب سعيد إلى عثمان بضج منهم، فكتب عثمان إلى سعيد أن سيرهم إلى عبدالرحمن بن خالد بن الوليد وكان أميرا على حمص وهم: الاشتر، وثابت بن قيس الهمداني

___________________________________

في تاريخ الطبرى: النخعى. بدل: الهمدانى. وكميل بن زياد النخعي، وزيد بن صوحان وأخوه صعصعة، وجندب بن زهير الغامدي، وحبيب بن كعب الازدي، وعروة ابن الجعد

___________________________________

في اسد الغابة 403:3: كان ممن سيره عثمان رضي الله عنه إلى الشام من أهل الكوفة. وعمرو بن الحمق الخزاعي.

وكتب عثمان إلى الاشتر وأصحابه: أما بعد: فاني قد سيرتكم إلى حمص فإذا أتاكم كتابي هذا فاخرجوا إليها فإنكم لستم تألون الاسلام وأهله شرا. والسلام.

فلماقرأ الاشتر الكتاب قال: أللهم أسوأنا نظرا للرعية، وأعملنا فيهم بالمعصية فعجل له النقمة. فكتب بذلك سعيد إلى عثمان، وسار الاشتر وأصحابه إلى حمص فأنزلهم عبدالرحمن بن خالد الساحل وأجرى عليهم رزقا.

وروى الواقدي: إن عبدالرحمن بن خالد جمعهم بعد أن أنزلهم أياما وفرض لهم طعاما ثم قال لهم: يا بني الشيطان لا مرحبا بكم ولا أهلا، قد رجع الشيطان محسورا وأنتم بعد في بساط ضلالكم وغيكم، جزى الله عبدالرحمن إن لم يؤذكم، يا معشر من لا أدري أعرب هم أم عجم، أتراكم تقولون لي ما قلتم لمعاوية؟ أنا ابن خالد بن الوليد، أنا ابن من عجمته العاجمات، أنا ابن فاقئ عين الردة، والله يا ابن صوحان لاطيرن بك طيرة بعيدة المهوى إن بلغني أن أحدا ممن معي دق أنفك فاقتنعت رأسك، قال: فأقاموا عنده شهرا كلما ركب أمشاهم معه ويقول لصعصعة: يا ابن الخطية! إن من لم

يصلحه الخير أصلحه الشر، مالك لاتقول كما كنت تقول لسعيد ومعاوية؟ فيقولون: نتوب إلى الله، أقلنا أقالك الله، فما زال ذاك دأبه ودأبهم حتى قال: تاب الله عليكم. فكتب إلى عثمان يسترضيه عنهم ويسأله فيهم فرد هم إلى الكوفة.

تاريخ الطبري 90 -88:5، الكامل لابن الاثير 60 -57:3، شرح ابن أبي الحديد 160 -158:1 ورأى هذه الصورة أصح ما ذكر في القضية، تاريخ ابن خلدون 983-387:2، تاريخ أبي الفداج 168:1 في حوادث سنة 33.

قال الاميني: كان في عظمة أكثر هؤلاء القوم وصلاحهم المتسالم عليه وتقواهم المعترف بها مرتدع من أذاهم وإجفالهم عن مستوى عزهم وموطن إقامتهم وتسييرهم من منفي إلى منفى، والاصاخة إلى سعاية ذلك الشاب المستهتر والله سبحانه يقول: إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين

___________________________________

سورة الحجرات: 6. وكان على الخليفة أن يبعث اليه باللا ئمة بل يعاقبه على ما فرط في جنب أولياء الله بتسميته إياهم السفهاء وهم قراء المصر، وزعماء الملا، ونساك القطر، وفقهاء القارة، وهم القدوة في التقوى والنسك، وبهم الاسوة في الفقه والاخلاق، ولم يكن عليهم إلا عدم التنازل لميول ذلك الغلام الزائف، وعدم مماشاتهم إياه على شهواته ومزاعمه، وهلا أستشف الخليفة حقيقة ما شجر بينه وبين القوم حتى يحكم فيه بالحق، لكنه بدل أن يتخذ تلكم الطريقة المثلى في القضية استهواه ذلك الشاب المترف فمال اليه بكله، ونال من القوم ما نال، وأوقع بهم ما حبذه له الحب والمعمي والمصم، لكن الدين وملاه أنكرا ذلك عليه وحفظه التاريخ مما نقم به على عثمان.

كانت لائمة معاوية للقوم مزيجها الملاينة لاعن حلم، وخشونة لا يستمر عليها، كل ذلك لم يكن لنصرة حق أو ابتغاء إصلاح، وإنما كان يكاشفهم جلبا لمرضاة الخليفة، ويوادعهم لما كان يدور في خلده من هوى الخلافة غدا، وكان يعرف القوم بالشدة والمتبوعية، فما كان يروقه قطع خط الرجعة بينه وبينهم متى تسنى له الحصول على غايته المتوخاة، وكانت هذه الخواطر لا تبارحه، ولا يزال هو يعد الدقائق والثواني للتوصل إليها، وكان أحب الاشياء إليه إكتساح العراقيل دونها، ولذلك أطلق سراح

القوم وتثبط عن النهضة لنصرة عثمان لما استنصره "كما سيأتي تفصيله" حتى قتل و معاوية في الخاذلين له.

وأما إبن خالد فقد مجرى أبيه في الفظاظة والغلظة، فلم يعاملهم إلا بالرعونة لم يجاملهم إلا بالقسوة، وكل إناء بالذي فيه ينضح.

وهاهنا نوقفك على نبذ من أحوال من يهمك الوقوف على حياته الثمينة من أولئك الرجال المنفيين الابرار، حتى تعلم أن ما تقولوه فيهم وفعلوه بهم في منتأى عنهم، وإنما كان ذلك ظلما وعدوانا، وتعلم أن ابن حجر مائن فيما يصف به الاشتر من المروق

___________________________________

راجع الصواعق ص 68. غير مصيب في قذفه، متجانف للاثم في الدفاع عن عثمان بقوله: إن المجتهد لا يعترض عليه في أموره الاجتهادية، لكن أولئك الملاعين المعترضون لافهم لهم بل ولاعقل

___________________________________

راجع الصواعق ص 68.

الاشتر و الثناء عليه


1- مالك بن الحارث الاشتر، أدرك النبي الاعظم وقد أثنى عليه كل من ذكره، ولم أجد أحدا يغمز فيه، وثقة العجلي وذكره ابن حبان في الثقات، ولايحمل عدم رواية أي إمام عنه على تضعيفه، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب 12:10: قال مهنا: سألت أحمد عن الاشتر يروي عنه الحديث؟ قال: لا. قال: ولم يرد أحمد بذلك تضعيفه، وإنما نفى أن تكون له رواية. وكفاه فضلا ومنعة كلمات مولانا أميرالمؤمنين في الثناء عليه في حياته وبعد المنون، وإليك بعض ما جاء في ذلك البطل العظيم:

1- من كتاب لمولانا أميرالمؤمنين كتبه إلى أهل مصر لما ولى عليهم لاشتر:

أما بعد: فقد بعثت إليكم عبدا من عبادالله لا ينام أيام الخوف، ولا ينكل عن الاعداء ساعات الروع، أشد على الفجار من حريق النار. وهو: مالك بن الحارث أخو مذحج فاسمعوا له وأطيعوا أمره فيما طابق الحق، فإنه سيف من سيوف الله، لا كليل الظبة

___________________________________

الظبة بتخفيف الموحدة: حد السيف. ولانابي الضريبة، فإن أمركم أن تنفروا فانفروا، وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فإنه لا يقدم ولا يحجم، ولا يؤخر ولا يقدم إلا عن أمري، وقد

آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم، وشدة شكيمته على عدوكم. إلخ.

تاريخ الطبري 55:9، نهج البلاغة 61:2، شرح إبن أبي الحديد 30:2.

صورة أخرى

رواها الشعبي من طريق صعصعة بن صوحان.

أما بعد: فإني قد بعثت إليكم عبدا من عبادالله لا ينام أيام الخوف، ولا ينكل عن الاعداء حذار الدوائر، لا ناكل من قدم، ولا واه في عزم، من أشد عبادالله بأسا، وأكرمهم حسبا، أضر على الفجار من حريق النار، وأبعد الناس من دنس أو عار، وهو: مالك بن الحرث الاشتر، حسام صارم، لانابي الضريبة، ولا كليل الحد، حكيم في السلم، رزين في الحرب، ذو رأي أصيل، وصبر جميل، فاسمعوا له وأطيعوا أمره، فإن أمركم بالنفر فانفروا، وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري، وقد آثرتكم به نفسي نصيحة لكم، وشدة شكيمته على عدوكم. إلخ

___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد 29:2، جمهرة الرسائل: 549:1.

2- من كتاب للمولى أميرالمؤمنين كتبه إلى أميرين من أمراء جيشه. وقد أمرت عليكما وعلى من في حيز كما مالك بن الحارث الاشتر، فاسمعا له وأطيعا واجعلاه درعا ومجنا، فإنه ممن لا يخاف وهنه ولا سقطته، ولا بطؤه عما الاسراع إليه أحزم، ولا إسراعه إلى ما البطء عنه أمثل.

قال إبن أبي الحديد في شرحه 417:3: فأما ثناء أميرالمؤمنين عليه السلام عليه في هذا الفصل فقد بلغ مع اختصاره مالا يبلغ بالكلام الطويل، ولعمري كان الاشتر أهلا لذلك، كان شديد البأس جوادا رئيسا حليما فصيحا شاعرا، وكان يجمع بين اللين والعنف، فيسطو في موضع السطوة، ويرفق في موضع الرفق، ومن كلام عمر: إن هذا الامر لا يصلح إلا لقوي في غير عنف، ولين في غير ضعف. اه.

3- من كتاب كتبه مولانا أميرالمؤمنين إلى محمد بن أبي بكر يذكر فيه الاشتر فيقول:

إن الرجل الذي كنت وليته مصر كان لنا نصيحا، وعلى عدونا شديدا، وقد استكمل أيامه

استكمل أيامه ولاقى حمامه، ونحن عنه راضون، فرضي الله عنه، وضاعف له الثواب،وأحسن له المآب تاريخ الطبري 55:6، نهج البلاغة 59:2، الكامل لابن الاثير 153:3، شرح ابن أبي الحديد 30:2.

4- لما بلغ عليا "أميرالمؤمنين" موت الاشتر قال: إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين،. ألهم إني أحتسبه عندك فإن موته من مصائب الدهر. ثم قال: رحم الله مالكافقد كان وفى بعهده، وقضى نحبه، ولقي ربه، مع أناقد وطنا أنفسنا أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول الله صلى الله عليه وآله فإنها من أعظم المصائب، قال المغيرة الضبي: لم يزل أمرعلي شديدا حتى مات الاشتر

___________________________________

شرح ابن أبى الحديد 29:2.

5- عن جماعة من أشياخ النخع قالوا: دخلناعلى علي أميرالمؤمنين حين بلغه موت الاشتر فوجدناه يتلهف ويتأسف عليه ثم قال: لله در مالك، وما مالك؟ لو كان من جبل لكان فندا

___________________________________

الفند بالكسر: القطعة العظيمة من الجبل. ، ولو كان من حجر لكان صلدا، أما والله ليهدن موتك عالما، وليفرحن عالما، على مثل مالك فليبك البواكي، وهل موجود كما لك

وقال علقمة بن قيس النخعي: فما زال على يتلهف ويتأسف حتى ظننا انه المصاب دوننا، وعرف ذلك في وجهه أياما.

وفي لفظ الشريف الرضي والزبيدي: لو كان جبلا لكان فندا، لا يرتقيه حافر , ولا يوفى عليه الطائر.

نهج البلاغة 239:2، شرح إبن أبي الحديد 30:2، لسان العرب 336:4، الكامل لابن الاثير 153:3، تاج العروس 454:2.

6- قال ابن أبي الحديد في شرحه 416:3: كان فارسا شجاعا رئيسا من أكابر الشيعة وعظمائها، شديد التحقق بولاء أميرالمؤمنين عليه السلام ونصره وقال فيه بعد موته: رحم الله مالكا فلقد كان لي كما كنت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

7- دس معاوية بن أبي سفيان للاشتر مولى عمر فسقاه شربة سويق فيها سم فمات

فلما بلغ معاوية موته قام خطيبا في الناس فحمدالله وأثنى عليه وقال: أما بعد: فإنه كانت لعلي بن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفين وهو عمار بن ياسر، و قطعت الاخرى اليوم وهو مالك الاشتر. تاريخ الطبري 255:6، الكامل لابن الاثير 153:3، شرح ابن أبي الحديد 29:2.

قال الاميني: ما أجرأ الطليق ابن الطليق الطاغية على السرور والتبهج بموت الاخيار الابرار بعد ما يقتلهم، ويقطع عن أديم الارض اصول بركاتهم، ويبشر بذلك أمته الفئة الباغية، ويأمرهم بالدعاء عليهم، أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الاخسرون، وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا؟.

8- وقبل هذه كلها ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله في دفن أبي ذر سيد غفار من قوله في لفظ الحاكم وأبي نعيم وأبي عمر: ليموتن أحدكم بفلاة من الارض يشهده عصابة من المؤمنين. وفي لفظ البلاذري: يلي دفنه رهط صالحون. وقد دفنه مالك الاشتر وأصحابه الكوفيون كمافي أنساب البلاذري 55:5، وحلية الاولياء لابي نعيم 17:1، المستدرك للحاكم 337:3، الاستيعاب لابي عمر 83:1، وشرح ابن أبي الحديد، 416:3 فقال: هذا الحديث يدل فضيلة عظيمة للاشتر رحمه الله وهي شهادة قاطعة من النبي صلى الله عليه وآله بأنه مؤمن.

قال الاميني: ما أبعد المسافة بين هذه الشهادة وبين وصف إبن حجر إياه في الصواعق ص 68 بالمروق وعدم الفهم والعقل، ولعنه إياه وأصحابه الصلحاء، وقد عزب عنه انه لا يلفظ من قول إلا ولديه رقيب عتيد.

نحن لسنا الآن في صدد التبسط في فضائل مالك وتحليل نفسياته الكريمة ومآثرة الجمة وإلا لاريناك منه كتابا ضخما، ولقد ناء بشطر مهم منها الفاضلان الشريفان السيد محمد الرضا آل السيد جعفر الحكيم النجفي، وابن عمه السيد محمد التقي بن السيد السعيد الحكيم النجفي في كتابيهما المطبوعين المخصوصين بمالك، وقد سبقهما إلى ذلك بعض علمائنا السابقين، يوجد كتابه المخطوط في مكتبة مولانا الامام الرضا عليه السلام بخراسان المشرفة، حيا الله حملة العلم سلفا وخلفا.

2- زيد بن صوحان العبدي الشهير بزيد الخير، أدرك النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وترجمه

أبوعمروابن الاثير وابن حجر في معاجم الصحابة، قال أبوعمر: كان فاضلا دينا سيدا في قومه.

أخرج أبويعلى وابن مندة والخطيب وابن عساكر من طريق على عليه السلام مرفوعا: من سره أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان. وفي حديث آخر: الاقطع الحبر زيد، زيد رجل من أمتي تدخل الجنة يده قبل بدنه- قطعت يده يوم القادسية-.

وفي حديث أخرجه ابن مندة وأبوعمر وابن عساكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد وما زيد؟ يسبقه بعض جسده إلى الجنة ثم يتبعه سائر جسده إلى الجنة.

وأخرج ابن عساكر من طريق الحكم بن عيينه قال: لما أراد زيد أن يركب دابته أمسك عمر بركابه ثم قال لمن حضره: هكذافاصنعوا بزيد وإخوته وأصحابه.

تاريخ ابن عساكر 11:6 و 13، تاريخ الخطيب 440:8، الاستيعاب 197:1، اسد الغابة 234:3، بهجة المحافل 237:2، الاصابة 582:1.

وفي الفائق للزمخشري 35:1: قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: زيد الخير الاجذم من الخيار الابرار.

وفي معارف ابن قتيبة ص 176: كان من خيار الناس، وروي في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: زيد الخير الاجذم، وجندب ما جندب؟ فقيل: يارسول الله أتذكر رجلين؟ فقال: أما أحدهما فسبقته يده إلى الجنة بثلاثين عاما، وأما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل، فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء فقطعت يده وشهد مع على يوم الجمل فقال: يا أميرالمؤمنين ما أراني إلا مقتولا. قال: وما علمك بهذا يا أبا سليمان قال: رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني. فقتله عمرو ابن يثربي وقتل أخاه سليمان يوم الجمل.

وفي تاريخ الخطيب 439:8: كان زيد يقوم الليل ويصوم النهار واذا كانت ليلة الجمعة أحياها، وقال: قتل يوم الجمل وقال: ادفنوني في ثيابي فاني مخاصم. وفي رواية: لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا إلا الخفين، وارمسوني الارض رمسا فإني رجل محاج. زاد أبونعيم: أحاج يوم القيامة.

/ 41