غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


12- سهل بن حنيف الانصاري 'بدري'. و

13- رفاعة بن رافع الانصاري 'بدري' و

14- حجاج بن غزية الانصاري. و

15- أبي أيوب الانصاري صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم 'بدري'. و

16- قيس بن سعد الانصاري، أمير الخزرج الصالح 'بدري'. و

17- فروة بن عمرو البياضي الانصاري 'بدري'. و

18- محمد بن عمرو بن حزم الانصاري 'بدري'. و

19- جابر بن عبدالله الانصاري. و

20- جبلة بن عمرو الساعدي الانصاري 'بدري'. و

21- محمد بن مسلمة الانصاري 'بدري'. و

22- عبدالله بن عباس حبرالامة. و

23- عمرو بن العاصي. و

24- عامر بن واثلة أبي الطفيل الكناني الليثى. و

25- سعد بن أبي وقاص. أحد العشرة المبشرة. و

26- مالك بن الحارث الاشتر. وهل موجود كمالك؟ قاله أميرالمؤمنين. و

27- عبدالله بن عكيم. و

28- محمد بن أبي حذيفة العبشمي. و

29- عمرو بن زرارة بن قيس النخعي. و

30- صعصعة بن صوحان، سيد عبدالقيس. و

31- حكيم بن جبلة العبدي الشهيد يوم الجمل. و

32- هشام بن الوليد المخزومي. و

33- معاوية بن أبي سفيان. و

34- زيد بن صوحان، من الخيار الابرار كما في الحديث. و

35- عمرو بن الحمق الخزاعي المشرف بدعاء النبي صلى الله عليه واله وسلم. و

36- عدي بن حاتم الطائي الصحابي العظيم. و

37- عروة بن السعد الصحابي. و

38- عبدالرحمن بن حسان العنزي الكوفي. و

39- محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة. الممدوح بلسان مولانا أمير المؤمنين. و

40- كميل بن زياد النخعي. و

41- عائذ بن حملة الطهوي التميمي. و

42- جندب بن الزهير الازدي. و

43- الارقم بن عبدالله الكندي. و

44- شريك بن شداد الخضرمي. و

45- قبيصة بن ضبيعة العبسي. و

46- كريم بن عفيف الخثعمي العامري. و

47- عاصم بن عوف البجلي. و

48- ورقاء بن سمي البجلي. و

49- كدام بن حيان العنزي. و

50- صيفي بن فسيل الشيباني. و

51- محزر بن شهاب التميمي المنقري.

52- عبدالله بن حوية السعدي التميمي.

53- عتبة بن الاخنس السعدي. و

54- سعيد بن نمران الهمداني. و

55- ثابت بن قيس النخعي. و

56- أصعر بن قيس الحارثي. و

57- يزيد بن المكفكف النخعي. و

58- الحارث بن عبدالله الاعور الهمداني. و

59- الفضل بن العباس الهاشمي. و

60- عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي. و

61- زياد بن النضر الحارثي. و

62- عبدالله الاصم العامري. و

63- عمرو بن الاهتم نزيل الكوفة. و

64- ذريح بن عباد العبدي. و

65- بشربن شريح القيسي. و

66- سودان بن حمران السكوني. و

67- عبدالرحمن بن عديس أبي محمد البلوي. و

68- عروة بن شييم ابن البياع الكناني الليثي. و

69- كنانة بن بشر السكوني التجيبي. و

70- الغافقي بن حرب العكي. و

71- كعب بن عبده، الزاهد الناسك. و

72- مثنى بن مخربة العبدي. و

73- عامر بن بكير بن عبد ياليل الليثي الكناني 'بدري'. و

74- عبيدبن رفا عة بن رافع الزرقي. و

75- عبدالرحمن بن عبدالله الجمحي. و

76- مسلم بن كريب القابضي الهمداني. و

77- عمرو بن عبيد الحارثي الهمداني. و

78- عمرو بن حزم الانصاري. و

79- عمير بن ضابئ التميمي البرجمي. و

80- أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي. إلى نظرائهم ممن مر حديثه أو يأتي في هذا الجزء يزداد بصيرة في إنعقاد هذا الاجماع الذي لا محيد عن مؤداه، ولا منتدح عن الجري معه، ولا محيص عن أخذه حجة قاطعة، وكيف لا؟ وفيهم عمد الصحابة ودعائمها، وعظماء الملة وأعضادها، وذوو الرأي والتقوى والصلاح من البدريين وغيرهم، وفيهم: أم المؤمنين وغير واحد من العشرة المبشرة، ورجال الشورى، فاذا لم يحتج بإجماع مثله لا يحتج بأي اجماع قط، و لو جاءت عن أحد من هؤلاء كلمة واحدة في حق أي إنسان مدحا أو ذما لاتخذوه

حجة دامغه، فكيف بهم وقد اجتمعوا على كلمة واحدة.

وبهذه كلها تظهر قيمة الكلم التافهة التي جاء بها القوم لاغراء الدهماء بالجهل أمثال ما في تاريخ ابن كثير 12:8 من قوله: قال أيوب والدار قطني: من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والانصار. وهذا الكلام حق وصدق وصحيح ومليح. اه د. إقرأ واضحك أو إبك. فمن قدم عثمان على أي موحد أسلم وجهه لله وهو مؤمن بعد هذا الاجماع والمتسالم عليه فضلا عن مولى المؤمنين علي صلوات الله عليه فقد أزرى بالمهاجرين والانصار، والصحابة الاولين والتابعين لهم بإحسان.

لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين

قصة الحصار


قصة الحصار الاول


الاجتماع على عثمان من أهل الامصار:

المدينة. الكوفة. البصرة. مصر

أخرج البلاذري وغيره بالاسناد: إلتقى أهل الامصارالثلاثة: الكوفة والبصرة ومصر في المسجد الحرام قبل مقتل عثمان بعام، وكان رئيس أهل الكوفة كعب بن عبدة، ورئيس أهل البصرة المثنى بن مخربة العبدي، ورئيس أهل مصر كنانة بن بشر بن عتاب ابن عوف السكوني ثم التجيبي، فتذاكروا سيرة عثمان وتبديله وتركه الوفاء بما أعطى من نفسه وعاهد الله عليه، وقالوا: لا يسعنا الرضى بهذا، فاجتمع رأيهم على أن يرجع كل واحد من هؤلاء الثلاثة إلى مصره فيكون رسول من شهد مكة من أهل الخلاف على عثمان إلى من كان على مثل رأيهم من أهل بلده، وأن يوافوا عثمان في العام المقبل في داره فيستمعوه، فإن أعتب، وإلا رأوا رأيهم فيه ففعلوا ذلك.

فلما حضر الوقت خرج الاشتر مع أهل الكوفة إلى المدينة في مائتين، وقال ابن قتيبة: أقبل الاشتر من الكوفة في ألف رجل في أربع رفاق، وكان أمراؤهم هو وزيد بن صوحان العبدي، وزياد بن النضر الحارثي، وعبدالله بن الاصم العامري، و علي الجميع عمرو بن الاهتم.

وخرج حكيم بن جبلة العبدي في مائة من أهل البصرة ولحق به بعد ذلك خمسون فكان في مائة وخمسين وفيهم: ذريح بن عباد العبدي، وبشر بن شريح القيسي، وابن المحرش- ابن المحترش- وقال ابن خلدون: وكلهم في مثل عدد أهل مصر في أربع رايات.

وجاء أهل مصر وهم أربع مائة، ويقال: خمس مائة، ويقال: سبع مائة، ويقال: ست مائة، ويقال: ألف، وفي شرح ابن أبي الحديد: كانوا ألفين. وكان فيهم: محمد بن أبي بكر، وسودان بن حمران السكوني، وميسرة- ويقال قتيرة- السكوني، وعمرو

ابن الحمق الخزاعي وكان من رؤسهم وعليهم أمراء أربعة:

1- عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي. على ربع

2- عبدالرحمن بن عديس أبومحمد البلوي. على ربع

3- عروة بن شييم بن البياع الكناني الليثي. على ربع

4- كنانة بن بشر السكوني التجيبي. على ربع

وعليهم جميعا: الغافقي بن حرب العكي، وكان يصلي بالناس في أيام الحصار، قال الطبري: كان جماع أمرهم جميعا إلى عمرو بن بديل الخزاعي، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى عبدالرحمن بن عديس التجيبي.

فلما أتوا المدينة أتوا دار عثمان، ووثب معهم رجال من أهل المدينة من المهاجرين والانصار منهم: عمار بن ياسر العبسي وكان بدريا، ورفاعة بن رافع الانصاري وكان بدريا، والحجاج بن غزية وكانت له صحبة، وعامر بن بكير وكان بدريا أحد بني كنانة.

وفي كتاب لنائلة امرأة عثمان إلى معاوية في رواية ابن عبد ربه: وأهل مصر قد أسندوا أمرهم إلى علي ومحمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر وطلحة والزبير فأمروهم بقتله، وكان معهم من القبائل خزاعة، وسعد بن بكر، وهذيل، وطوائف من جهينة و مزينة وأنباط يثرب، وهؤلاء كانوا أشد الناس عليه.

وفي حديث سعيد بن المسيب في الانساب والعقد الفريد وغيرهما: وقد كانت من عثمان قبل هنات إلى عبدالله بن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر: فكان في قلوب هذيل وبني زهرة وبني غفار وأحلافها من غضب لابي ذر ما فيها، وحنقت بنو مخزوم لحال عمار بن ياسر.

وفي لفظ المسعودي: وفي الناس بنو زهرة لاجل عبدالله بن مسعود، لانه كان من أحلافها، وهذيل لانه كان منها، وبنو مخزوم وأحلافها لعمار، وغفار وأحلافها لاجل أبي ذر، وتيم بن مرة مع محمد بن أبي بكر، وغير هؤلاء ممن لا يحمل ذكره كتابنا. فحصروا عثمان الحصار الاول

راجع طبقات ابن سعد ط ليدن 49:3، الانساب للبلاذرى 26:5 و 59، الامامة و

السياسة 34:1، المعارف لابن قتيبة ص 84، تاريخ الطبرى 116:5، مروج الذهب 441:1، العقد الفريد 262:2 و 269، ألرياض النضرة 123:2 و 124، الكامل لابن الاثير 66:3، تاريخ ابن خلدون 393:2، شرح ابن ابى الحديد 102:1، تاريخ ابن كثير 170:7 و 174، حياة الحيوان للدميرى 53:1، الاصابة 411:2، الصواعق ص 69، تاريخ الخلفاء للسيوطى ص 106، تاريخ الخميس 259:2.

كتاب المصريين إلى عثمان


أخرج الطبري في تاريخه 5 ص 116 من طريق عبدالله بن الزبير عن أبيه قال: كتب أهل مصر بالسقيا

___________________________________

من أسافل أودية تهامة. أو بذي خشب

___________________________________

واد على مسيرة ليلة من المدينة كما مر. إلى عثمان بكتاب فجاء به رجل منهم، حتى دخل به عليه فلم يرد عليه شيئا فأمر به فأخرج من الدار، وكان فيما كتبوا اليه:

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد: فاعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فاالله الله ثم الله الله، فإنك على دنيا فاستتم إليها معها آخرة، ولا تلبس

___________________________________

كذا ولعله: لا تنس نصيبك، أخذا من القرآن الكريم. نصيبك من الآخرة فلا تسوغ لك الدنيا، واعلم أناوالله لله نغضب وفي الله نرضي، وإنا لن نضع سيوفنا عن عواتقنا حتى تأتينا منك توبة مصر أو ضلالة مجلحة مبلجة، فهذه مقالتنا لك وقضيتنا إليك والله عذيرنا منك. والسلام.

عهد عثمان على نفسه


أن يعمل بالكتاب والسنة وذلك في سنة 35 ه

أخرج البلاذري من رواية أبي مخنف في الانساب 62:5: ان المصريين وردوا المدينة فأحاطواو غيرهم بدار عثمان في المرة الاولى 'إلى أن قال': وأتى المغيرة بن شعبة فقال له: دعني آت القوم فأنظر ما يريدون، فمضى نحوهم فلما دنا منهم صاحوا به: يا أعور وراءك، يا فاجر وراءك، يافاسق وراءك. فرجع، ودعا عثمان عمرو بن العاص فقال له: ائت القوم فادعهم إلى كتاب الله والعتبى مما ساءهم. فلما دنا منهم سلم فقالوا

لا سلم الله عليك، ارجع يا عدوالله راجع ياابن النابغة فلست عندنا بأمين ولامأمون فقال له ابن عمر وغيره: ليس لهم إلا علي بن أبي طالب فلما أتاه قال: يا أبا الحسن ائت هؤلاء القوم فادعهم إلى كتاب الله وسنة نبيه. قال: نعم إن أعطيتني عهدالله وميثاقه على إنك تفي لهم بكل ما أضمنه عنك، قال: نعم. فأخذ علي عليه عهد الله وميثاقه على أوكد ما يكون وأغلظ وخرج إلى القوم فقالوا: وراءك، قال: لا، بل أمامي، تعطون كتاب الله وتعتبون من كل ما سخطتم، فعرض عليهم ما بذل عثمان، فقالوا: أتضمن ذلك عنه قال: نعم، قالوا: رضينا. وأقبل وجوههم وأشرافهم مع علي حتى دخلوا على عثمان و عاتبوه فأعتبهم من كل شئ فقالوا: اكتب بهذا كتابا فكتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب من عبدالله عثمان أميرالمؤمنين لمن نقم عليه من المؤمنين والمسلمين ان لكم أن أعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه، يعطى المحروم، ويؤمن الخائف، ويرد المنفي، ولا تجمر

___________________________________

تجمر الجيش: تحبس في ارض العدو ولم يقفل. البعوث، ويوفر الفئ، وعلي بن أبي طالب ضمين المؤمنين والمسلمين على عثمان بالوفاء في هذا الكتاب.

شهد الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيدالله وسعد بن مالك بن أبي وقاص، و عبدالله بن عمرو، وزيد بن ثابت، وسهل بن خنيف، وأبوأيوب خالد بن زيد.

وكتب في ذي العقدة سنة خمس وثلاثين. فأخذ كل قوم كتابا فانصرفوا.

وقال علي بن أبي طالب لعثمان: أخرج فتكلم كلاما يسمعه الناس ويحملونه عنك وأشهد الله ما في قلبك، فان البلاد قد تمخضت عليك، ولا تأمن أن يأتي ركب آخر من الكوفة أو من البصرة أو من مصر فتقول: يا علي اركب إليهم. فإن لم أفعل قلت: قطع رحمي، واستخف بحقي، فخرج عثمان فخطب الناس فأقر بما فعل واستغفر الله منه، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من زل فلينب. فأنا أول من اتعظ، فإذا نزلت فليأتني أشرافكم فليردوني برأيهم، فوالله لو ردني إلى الحق عبد لا تبعته وما عن الله مذهب إلا اليه، فسر الناس بخطبته واجتمعوا إلى بابه مبتهجين بما كان منه

فخرج إليهم مروان فزبرهم وقال: شاهت وجوهكم ما اجتماعكم أميرالمؤمنين مشغول عنكم، فان احتاج إلى أحد منكم فسيدعوه فانصرفوا، وبلغ عليا الخبر فأتى عثمان و هومغضب فقال: أما رضيت من مروان ولا رضي منك إلا بافساد دينك، وخديعتك عن عقلك وإني لاراه سيوردك ثم لايصدرك، وما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك

وقالت له امرأته نائلة بنت الفرافضة: قد سمعت قول علي بن أبي طالب في مروان وقد أخبرك انه غير عائد إليك، وقد أطعت مروان ولا قدر له عندالناس ولا هيبة،فبعث إلى علي فلم يأته.

وأخرج ابن سعد من طريق أبي عون قال: سمعت عبدالرحمن بن الاسود بن عبد يغوث ذكر مروان فقال: قبحه الله خرج عثمان على الناس فأعطاهم الرضى وبكى على المنبر حتى استهلت دموعه، فلم يزل مروان يفتله في الذروة والغارب

___________________________________

لم يزل يفتل في الذروة والغارب. مثل في المخادعة. اى يدور من وراء خديعته. حتى لفته عن رأيه، قال: وجئت إلي علي فأجده بين القبر والمنبر ومعه عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر وهما يقولون: صنع مروان بالناس؟ قلت: نعم

___________________________________

واخرج الطبرى حديث ابن عون هذا وتبعه ابن الاثير وسيوافيك لفظه، واوعز اليه الدميرى في حياة الحيوان 53:1.

صورة أخرى من توبة الخليفة عثمان


أخرج الطبري من طريق على بن عمر بن أبيه قال: إن عليا جاء عثمان بعد انصراف المصريين فقال له: تكلم كلاما يسمعه الناس منك، ويشهدون عليه ويشهدالله على ما في قلبك من النزوع والانابة، فان البلاد قد تمخضت عليك فلا آمن ركبا آخرين يقدمون من الكوفة فتقول: يا علي إركب إليهم. ولا أقدر أن أركب إليهم ولا أسمع عذرا يقدم ركب آخرون من البصرة فتقول: يا علي إركب إليهم. فإن لم أفعل أيتني قد قعطت رحمك واستخففت بحقك. قال: فخرج عثمان وخطب الخطبة التي نزع فيها و أعطى الناس من نفسه التوبة فقام فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:

أما بعد: أيها الناس فوالله ما عاب من عاب منكم شيئا أجهله، وما جئت شيئا إلا وأنا أعرفه، ولكني منتني نفسي وكذبتني، وضل عني رشدي، ولقد سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول: من زل فليتب

___________________________________

كذا في تاريخ الطبرى والصحيح ما مر في رواية البلاذرى: من زل فلينب. ومن أخطأ فليتب ولا يتمادى في الهلكة، إن من تمادى في الجور كان أبعد من الطريق، فأنا أول من اتعظ، أستغفر الله عما فعلت، و أتوب إليه، فمثلي نزع وتاب، فإذا نزلت فليأتني أشرافكم فليروني رأيهم، فوالله لئن ردني إلى الحق عبد لاستنن بسنة العبد، ولاذلن ذل العبد، ولاكونن كالمرقوق إن ملك مصر، وإن عتق شكر، وما عن الله مذهب إلى إليه، فلا يعجزن عنكم خياركم أن يدنوا إلي، لئن أبت يميني لتتابعني شمالي.

قال: فرق الناس له يومئذ وبكى من بكى منهم وقام إليه سعيد بن يزيد فقال: يا أمير المؤمنين ليس بواصل لك من ليس معك، الله الله في نفسك، فاتمم على ما قلت فلما نزل عثمان وجدفي منزله مروان وسعيدا

___________________________________

هو سعيد بن العاص. ونفرا من بني أمية ولم يكونوا شهدوا الخطبة فلما جلس قال مروان: يا أميرالمؤمنين! أتكلم أم أصمت فقالت نائلة ابنه الفرافصة امرأة عثمان الكلبية: لابل اصمت فانهم والله قاتلوه ومؤتموه، انه قد قال مقالة لا ينبغي له أن ينزع عنها. فأقبل عليها مروان فقال: ما أنت وذاك فوالله لقد مات أبوك وما يحسن يتوضأ. فقالت له: مهلا يا مروان عن ذكر الآباء تخبر عن أبي وهو غائب تكذب عليه، وأن أباك لا يستطيع أن يدفع عنه، أما والله لولا أنه عمه و وانه يناله غمه أخبرتك عنه ما لن أكذب عليه. قال: فأعرض عنها مروان ثم قال: يا أميرالمؤمنين أتكلم أم أصمت؟ قال: بل تكلم. فقال مروان: بأبي أنت وأمي والله لوددت أن مقالتك هذه كانت وأنت ممنع منيع فكنت أول من رضي بها وأعان عليها لكنك قلت ما قلت حين بلغ الحزام الطبيين، وخلف السيل الزبى، وحين أعطى الخطة الذليلة الذليل، والله لاقامة على خطيئة تستغفر الله منها أجمل من توبة تخوف عليها، وإنك إن شئت تقربت بالتوبة ولم تقرر بالخطيئة وقد اجتمع اليك على الباب مثل الجبال من الناس. فقال عثمان: فاخرج إليهم فكلمهم فإني أستحي أن أكلمهم، قال: فخرج مروان إلى الباب والناس يركب بعضهم بعضا فقال: ما شأنكم قد اجتمعتم؟ كأنكم قد جئتم لنهب، شاهت الوجوه، كل إنسان آخذ باذن صاحبه إلا من أريد

___________________________________

كذا في تاريخ الطبرى وفي الكامل: شاهت الوجوه إلى من اريد. جئتم

/ 41