غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


نزلت في عمار وصهيب وبلال وخباب.

راجع تفسير الطبري 128 و 127:7، تفسير القرطبي432:16، تفسير البيضاوي 380:1، تفسير الزمخشري 453:1، تفسير الرازي 50:4، تفسير ابن كثير 134:2، تفسير ابن جزي 10:2، الدر المنثور 14:3، تفسير الخازن 18:2، تفسير الشربيني 404:1، تفسير الشوكاني 115:2.

"آية ثالثة" أخرج جمع من الحفاظ نزول قوله تعالى: إلا من أكره وقلبه مطمأن بالايمان "سورة النحل: 106" في عمار. وقال أبوعمر في الاستيعاب. هذا مما اجتمع أهل التفسير عليه. وقال القرطبي: نزلت في عمار في قول أهل التفسير. وقال ابن حجر في الاصابة: اتفقوا على انه نزل في عمار.

قال ابن عباس "في لفظ الواحدي" نزلت في عمار بن ياسر وذلك ان المشركين أخذوه وأباه ياسرا وأمه سمية وصهيبا وبلالا وخبابا وسالما، فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ووجئ قبلها بحربة، وقيل لها: إنك أسلمت من أجل الرجال. فقتلت، وقتل زوجها ياسر، وهما أول قتيلين قتلا في الاسلام، وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن عمارا كفر. فقال: كلا إن عمارا ملئ ايمانا من قرنه إلى قدمه، واخلط الايمان بلحمه ودمه، فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله عليه السلام يمسح عينيه وقال: إن عادوا لك فعد لهم بما قلت. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

أخرج حديث نزولها في عمار، إبن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والطبري عن ابن عباس. وعبدالرزاق وابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر من طريق أبي عبيدة بن عمار عن أبيه. وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن أبي مالك.

راجع طبقات ابن سعد 178:3، تفسير الطبري 122:14، أسباب النزول للواحدي ص 212، مستدرك الحاكم 357:2، الاستيعاب 435:2، تفسير القرطبي 180:10، تفسير الزمخشري 176:2، تفسير البيضاوي 683:1، تفسير الرازي 365:5، تفسير ابن جزي 162:2، تفسيرالنيسابوري هامش الطبري 122:14،

بهجةالمحافل 94:1، تفسير ابن كثير 578:2، الدر المنثور 132:4، تفسير الخازن 143:3، الاصابة 512:2، تفسير الشوكاني 191:3، تفسير الآلوسي 237:14.

"آية رابعة" ذكر الواحدي من طريق السدي ان قوله تعالى: أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين "القصص: 61" نزل في عمار والوليد بن المغيرة.

راجع أسباب النزول للواحدي ص 255، تفسير القرطبي 303:13، تفسير الزمخشري 386:2، تفسير الخازن 43:3، تفسير الشربيني 105:3.

"آية خامسة" أخرج أبوعمر من طريق إبن عباس في قوله تعالى: أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس "الانعام: 122" إنه عمار بن ياسر.

وأخرج نزولها في عمار إبن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبوالشيخ راجع الاستيعاب 435:2، تفسير ابن جزي 20:2، تفسير ابن كثير 172:2 تفسير البيضاوي 400:1، تفسير السيوطي 43:3، تفسير الشربيني 429:1، تفسير الخازن 32:2، تفسير الشوكاني 152:2.

الثناء الجميل على عمار


أما الاحاديث الواردة في الثناء عليه فحدث عنها ولا حرج وإليك نزرا منها:

1- عن إبن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث: إن عمارا ملئ ايمانه من قرنه إلى قدمه، واختلط الايمان بلحمه ودمه.

راجع حلية الاولياء 139:1، تفسير الزمخشري 176:2، تفسير البيضاوي 683:1،بهجة المحافل 94:1، تفسير الرازي 365:5، تفسير الخازن 143:3، كنز العمال 184:6، وج 75 و 7، تفسير الآلوسي 237:14.

2- أخرج ابن عساكر من طريق علي: عمار خلط الله الايمان ما بين قرنه إلى قدمه، وخلط الايمان بلحمه ودمه، يزول مع الحق حيث زال، وليس ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا "كنز العمال 183 :6"

3- أخرج البزار من طريق عائشة قالت: ما أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لو شئت لقلت فيه ما خلا عمارا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ملئ ايمانا

إلى مشاشه. وفي لفظ أبي عمر: ملئ عمار ايمانا إلى أخمص قدميه. وفي لفظ له: إن عمار بن ياسر حشي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنيه ايمانا.

ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 295:9 وقال: رجاله رجال الصحيح، وأخرجه ابن ماجة من طريق علي كما في طرح التثريب 87:1، وأخرجه إبن ديزيل والنسائي من طريق عمرو بن شرحبيل عن رجل مرفوعا كما في تيسير الوصول 279:3، والبداية والنهاية 311:7، ولفظه: لقد ملئ عمار ايمانا من قدمه إلى مشاشه. ورواه عبدالرزاق والطبراني وابن جرير وابن عساكر كما في كنز العمال 184:6. وأخرجه أبوعمر بالالفاظ الثلاثة في الاستيعاب 435:2.

4- أخرج إبن ماجة وأبونعيم من طريق هاني بن هاني قال: كنا عند علي فدخل عليه عمار فقال: مرحبا بالطيب المطيب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عمار ملئ ايمانا إلى مشاشه.

سنن ابن ماجة 65:1، حلية الاولياء 139:1، الاصابة 512:2.

5- أخرج إبن سعد في الطبقات 187:3 ط ليدن مرفوعا: إن عمارا مع الحق والحق معه، يدور عمار مع الحق أينما دار، وقاتل عمار في النار.

وأخرج الطبراني والبيهقي والحاكم من طريق إبن مسعود مرفوعا: إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق.

ذكره ابن كثير في تاريخه 270:7، والسيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه 184:6، وفي لفظ إبراهيم بن الحسين بن ديزيل في سيرة علي: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: أرأيت إذا نزلت فتنة كيف أصنع؟ قال: عليك بكتاب الله. قال: أرأيت إن جاء قوم كلهم يدعون إلى كتاب الله؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق.

وأخرج أبوعمر في الاستيعاب 436:2 من طريق حذيفة: عليكم بابن سمية فإنه لن يفارق الحق حتى يموت. أو قال: فإنه يدور مع الحق حيث دار.

6- أخرج ابن ماجة من طريق عطاء بن يسار عن عائشة مرفوعا: عمار ما عرض عليه أمران إلا اختار الارشد منهما.

وفي لفظ أحمد من طريق ابن مسعود مرفوعا: ابن سمية ما عرض عليه أمران قط إلا أخذ بالارشد منهما. وفي لفظ آخر له من طريق عائشة: لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما. وفي لفظ الترمذي: ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما.

راجع مسند أحمد 389:1 وج 113:6، سنن ابن ماجة 66:1 مصابيح البغوى 288:2، تفسير القرطبي 181:10، تيسير الوصول 279:3، شرح ابن أبي الحديد 274:2، كنز العمال: 184:6، الاصابة 512:2.

7- أخرج الترمذي من طريق علي قال: إستأذن عمار على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إئذنوا له: مرحبا بالطيب المطيب. فقال: حسن صحيح.

وأخرجه الطبراني وابن أبي شيبة وأحمد في المسند 138 و 126 و 100:1، والبخاري في تاريخه 229:4 من القسم الثاني، وابن جرير وصححه والحاكم والشاشي وسعيد بن منصور وأبونعيم في حلية الاولياء 140:1، والبغوي في المصابيح 288:2، وأبوعمر في الاستيعاب 435:2، وابن ماجة في السنن 65:1، وابن كثيرفي البداية 311:7، وابن الديبع في التيسير 278:3، والعراقي في طرح التثريب 87:1، و السيوطي في الجامع الكبير 71:7.

8- عن أنس بن مالك مرفوعا: إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والمقداد.

وفي لفظ الترمذي والحاكم وابن عساكر: إشتاقت الجنة إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان.

وفي لفظ لابن عساكر: إشتاقت الجنة إلى ثلاثة: إلى علي وعمار وبلال.

أخرجه أبونعيم في الحلية 142:1، والحاكم في المستدرك 137:3، وصححه هو والذهبي، والترمذي والطبراني كما في تفسير القرطبي 181:10، وتاريخ ابن كثير 311:7، ومجمع الزوائد للهيثمي 307:9، وأخرجه إبن عساكر في تاريخه 306:3 وفي ج 199 و 198:6، وأبوعمر في الاستيعاب 435:2.

9- أخرج البزار من طريق علي مرفوعا: دم عمار ولحمه حرام على النار أن تطمعه. وفي لفظ ابن عساكر: دم عمار ولحمه حرام على النار أن تأكله أو تمسه.

مجمع الزوائد 295:9، كنز العمال 184:6، ج 75:7.

10- أخرج ابن هشام مرفوعا: مالهم ولعمار؟ يدعوهم إلى الجة ويدعونه إلى النار، إن عمارا جلدة مابين عيني وأنفي، فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه.

سيرة ابن هشام 115:2، العقد الفريد 289:2، شرح إبن أبي الحديد 274:3 ولفظه: ما لقريش ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلي النار، قاتله وسالبه في النار، وبهذا اللفظ ذكره ابن كثيرفي تاريخه 268:7.

11- أخرج الطبراني وابن عساكر من طريق عائشة مرفوعا: كم من ذي طمرين لاثوب له لو أقسم على الله لابره، منهم: عمار بن ياسر. "مجمع الزوائد 294:9، كنز العمال 184:6".

12- أخرج أحمد من طريق خالد بن الوليد مرفوعا: من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله. صححه الحاكم والذهبي بطريقين، وصححه الهيثمي.

وفي لفظ: من يسب عمارا يسبه الله، ومن يبغض عمارا يبغضه الله، ومن يسفه عمارا يسفهه الله. صححه الحاكم والذهبي.

وفي لفظ: من يسب عمارا، يسبه الله ومن يعاد عمارا يعاده الله، صححه الحاكم والذهبي.

وفي لفظ لاحمد: من يعاد عمارا يعاده الله عزوجل، ومن يبغضه يبغضه الله عزوجل، ومن يسبه يسبه الله عزوجل.

وفي لفظ الحاكم: من يحقر عمارا يحقره الله ومن يسب عمارا يسبه الله، ومن يبغض عمارا يبغضه الله.

وفي لفظ ابن النجار: من سب عمارا سبه الله، ومن حقر عمارا حقره الله، ومن سفه عمارا سفهه الله.

وفي لفظ ابن عساكر: من يبغض عمارا يبغضه الله، ومن يلعن عمارا يلعنه الله.

وفي لفظ الطبراني: من يعادي عمارا يعاديه الله، ومن يبغض عمارا يبغضه الله،ومن يسب عمارا يسبه الله، ومن يسفه عمارا يسفهه الله، ومن يحقر عمارا يحقره الله.

وفي لفظ الطبراني أيضا: من يحقر عمارا يحقره الله، ومن يسب عمارا يسبه الله، ومن ينتقص عمارا ينتقصه الله، ومن يعاد عمارا يعاده الله. قال الهيثمي: رجاله ثقات.

أخرج هذا الحديث على اختلاف ألفاظه جمع كثير من الحفاظ وأئمة الفن راجع مسند أحمد 89:4، مستدرك الحاكم 391 و 390:3، تاريخ الخطيب 152:1، الاستيعاب 435:2، أسدالغابة 45:4، طرح التثريب 88:1، تاريخ ابن كثير 311:7، الاصابة 512:2، كنز العمال 185:6، ج 75 -71:7.

13- عن حذيفة انه قيل له: إن عثمان قد قتل فما تأمرنا؟ قال: ألزموا عمارا قيل: إن عمارا لايفارق عليا قال: إن الحسد هو أهلك للجسد، وإنما ينفركم من عمار قربه من علي. فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب، وإن عمارا من الاخيار. أخرجه ابن عساكر في كنز العمال 73:7.

14- عن عبدالله بن جعفر قال: ما رأيت مثل عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر كانا لا يحبان أن يعصيا الله طرفة عين، ولا يخالفان الحق قيد شعرة. أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد 292:9.

15- ذكرالابشيهي في المستطرف 166:1 في حديث: هبط جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد "وكان يسأل عن أصحابه" إلى أن قال: من هذا الذي بين يديك يتقي عنك؟ قال: عمار بن ياسر. قال: بشره بالجنة حرمت النار علي عمار.

هذا عمار


إذا درست هذه كلها فهل تجد من الحق أن يعمل معه تلكم الفظاظات مرة بعد أخرى؟ وهل تجد مبررا لشئ منها؟ فإن زعمت انها تأديب من خليفة الوقت فان التأديب لا يسوغ إلا على إسائة في الادب، وزور من القول، ومناقضة للحق، ومضادة للشريعة، ويجل عمار عن كل ذلك، فلم يصدر منه غير دعاء إلى الحق، وأذان بالحقيقة، وتضجر لمظلوم، وعمل بالوصية واجب، ورسالة عن أناس مؤمنين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فهل حظر الاسلام شيئا من هذه فأراد الخليفة أن يعيد عمارا إلى نصاب الحق أو أن الخليفة مفوض في النفوس كما يرى انه مفوض في الاموال

فيراغم فيهاعامة المسلمين بارضاء من يجب إرغامهم من أناس لا خلاق لهم؟ وكذلك يفعل بالنفوس فعل المستبدين ولوازم الدكتاتورية ومقتضيات الملك العضوض.

ولو كان الخليفة ناصبا نفسه للتأديب فهل أدب أمثال عبيدالله بن عمر، والحكم ابن أبي العاص، ومروان بن الحكم، والوليد بن عقبة، وسعيد العاص، ونظرائهم من رجال العيث والفساد المستحقين للتأديب حينا بعدحين؟ وهو كان يرنو إلى أعمالهم من كثب، لكنه لم يصدر منه إلا إرضائهم وتوفير العطاء لهم والدفاع عنهم، وتسليطهم على النفوس والاموال حتى أوردوه مورد الهلكة، ولقد ادخر تأديبه كله لصلحاء الامة مثل عمار وأبي ذر وابن مسعود ومن حذا حذوهم، فإلى الله المشتكى.

وإنك لو أمعنت النظرة في أعماله وأفعاله لتجدنه لا يقيم وزنا لاي صالح من الامة، ولقد ترقى ذلك أو تسافل حتى انه جابه مولانا أمير المؤمنين عليه السلام غير مرة بقوارص كلماته ومما قال له مما مر في صفحة '19 و 18' قوله: أنت أحق بالنفي منه. وقوله: لئن بقيت لا أعدم طاغيا يتخذك سلما وعضدا ويعدك كهفا وملجأ. يريد بالطاغي أباذر وعمار وأمثالهما ويجعل الامام عليه السلام سلما وعضدا وكهفا وملجأ لمن سماهم الطغاة. كبرت كلمة تخرج من أفواههم.

كأن الرجل لم يصاحب النبي الاعظم صلى الله عليه وآله، أولم يع إلى ماهتف به من فضائل مولانا أمير المؤمنين عليه السلام من أول يومه آناء الليل وأطراف النهار في حله ومرتحله، في ظعنه وإقامته، عند أفراد من أصحابه أو في محتشد منهم، ولدى الحوادث والوقايع وعند كل مناسبة، وفي حروبه ومغازيه.

وكأنه لم يشهد بلاء مولانا الامام عليه السلام في مآزق الاسلام الحرجة، ولم يشهد كراته وقد فر أصحابه، وتفانيه في سبيل الدعوة عند خذلان غيره، واقتحامه المهالك لصالح الاسلام حيث ركنوا إلى دعة، وتقهقر بهم الفرق، وثبطهم الخول.

يزعم القوم أن الخليفة كان حافظا للقرآن وانه كان يتلوه في ركعة في لياليه ولو صح ما يقولون فهلا كان يمر بآية التطهير ومولانا الامام عليه السلام أحد الخمسة الذين أريدوا بها؟ وبآية المباهلة وهو نفس النبي فيها؟ إلى آيات أخرى نازلة فيها بالغة إلى

ثلاثمائة آية كما يقوله حبرالامة عبدالله بن العباس

___________________________________

راجع ما مر في الجزء الاول ص 334 ط 2. أو أنه كان يمر بها على حين غفلة من مفادها؟ أو يمر بها وقد بلغ منه اللغوب من كثرة التلاوة فلا يلتفت اليها أو أنه كان يرتلها ملتفتا إلى مغازيها؟ ولكن...

أنا لا أدري بماذا يعلل قوارص الخليفة عليا عليه السلام إبنا حجر وكثير وأمثالهما المعللون أقوال الخليفة وأفعاله في مثل أبي ذر وابن مسعود ومالك الاشتر، بان مصلحة بقائهم في الاوساط الاسلامية مع الحرية في المقال لا تكافئ المفسدة المترتبة عليه من سقوط أبهة الخلافة. على انه ما كان عند القوم إلا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهل يجر هم الحب المعمي والمصم إلى أن يقولوا بمثل ذلك في حق عظيم الدنيا والدين مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام فهل كانت مفسدة هنا لك مترتبة على مقام الامام في المدينة حتى يكون نفيه عنها أولى وهل هو إلا الصلاح كله؟ وهل المصالح النوعية والفردية يسقى من غيره ولعمر الحق ان أبهة تسقط لمكان أميرالمؤمنين عليه السلام وفضله ونزاهته وعلمه وإصلاحه لحرية بالسقوط، وأيم الله لو وسع أولئك المدافعون عن تلكم العظائم لدنسوا ساحة قدس الامام بالفرية الشائنة، واتهموه بمثل ما اتهموا به غيره من صلحاء الامة وأعلام الصحابة والخيرة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ولكن...

ولو كان خليفة يعير لنصائح الامام عليه السلام أذنا واعية لصانه عن المهالك، ولم تزل الابهة مصونة له، والعز والنجاح ذخرا له ولاهل الاسلام، وكان خيرا له من ركوبه النهابير التي جرعته الغصص وأودت به وجرت الويلات على الامة حتى اليوم، ولكنه...

لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراء هم يوما ثقيلا.

تسيير عثمان صلحاء الكوفة إلى الشام


روي البلاذري عن عباس بن هشام بن أبيه عن أبي مخنف في إسناده قال: لما

عزل عثمان رضي الله عنه الوليد بن عقبة عن الكوفة ولاها سعيد بن العاص وأمره بمداراة أهلها، فكان يجالس قراءها ووجوه أهلها ويسامرهم فيجتمع عنده منهم: مالك بن الحارث الاشتر النخعي، وزيد وصعصعة إبنا صوحان العبديان، وحرقوص بن زهير السعدي، وجندب بن زهير الازدي، وشريح بن أوفى بن يزيد بن زاهر العبسي، وكعب ابن عبدة النهدي، وكان يقال لعبدة بن سعدبن ذوالحبكة-، وكان كعب ناسكا وهو الذي قتله بسر بن أرطاة بتثليث- وعدي بن حاتم الجواد الطائي ويكنى أباطريف، وكدام بن حضري بن عامر، ومالك بن حبيب بن خراش، وقيس بن عطارد بن حاجب، وزياد بن خصفة بن ثقف، ويزيد بن قيس الارحبي، وغيرهم فانهم لعنده وقد صلوا العصر إذ تذاكروا السواد والجبل ففضلوا السواد وقالوا: هو ينبت ما ينبت الجبل وله هذا النخل، وكان حسان بن محدوج الذهلي الذي إبتدأ الكلام في ذلك فقال عبدالرحمن بن خنيس الاسدي صاحب شرطة: لوددت أنه للامير وان لكم أفضل منه. فقال له الاشتر: تمن للامير أفضل منه ولا تمن له أموالنا. فقال عبدالرحمن: ما يضرك من تمني حتى تزوي ما بين عينيك فوالله لو شاء كان له. فقال الاشتر: والله لو رام ذلك ما قدر عليه. فغضب سعيد وقال: إنما السواد بستان لقريش. فقال الاشتر: أتجعل مراكز رماحنا وما أفاء الله علينا بستانا لك ولقومك؟ والله لو رامه أحد لقرع قرعا يتصأصأ منه. ووثب بابن خنيس فأخذته الايدي.

فكتب سعيد بن العاص بذلك إلى عثمان وقال: إني لا أملك من الكوفة مع الاشتر وأصحابه الذين يدعون القراء وهم السفهاء شيئا. فكتب إليه أن سيرهم إلى الشام. وكتب إلى الاشتر: إني لاراك تضمر شيئا لو أظهرته لحل دمك وما أظنك منتهيا حتى يصيبك قارعة لابقيا بعدها، فإذا أتاك كتابي هذا فسر إلى الشام لافسادك من قبلك وإنك لا تألوهم خبالا. فسير سعيد الاشتر ومن كان وثب مع الاشتر وهم: زيد و صعصعة إبنا صوحان، وعائذ من حملة الطهوي من بني تميم، وكميل بن زياد النخعي، وجندب بن زهير الازدي، والحارث بن عبدالله الاعور الهمداني، ويزيد بن المكفف النخعي، وثابت بن قيس بن المنقع النخعي،وأصعر

___________________________________

كذا في انساب الاشراف بالعين المهملة وفي الاصابة بالمعجمة. بن قيس بن الحارث الحارثى

فخرج المسيرون من قراء أهل الكوفة فاجتمعوا بدمشق نزلوا مع عمرو بن زرارة فبرهم معاوية وأكرمهم، ثم انه جرى بينه وبين الاشتر قول حتى تغالظا فحبسه معاوية فقام عمرو بن زرارة فقال: لئن حبسته لتجدن من يمنعه. فأمر بحبس عمرو فتكلم سائر القوم فقالوا: أحسن جوارنا يا معاوية ثم سكتوا فقال معاوية: مالكم لا تكلمون فقال زيد بن صوحان: وما نصنع بالكلام؟ لئن كنا ظالمين فنحن نتوب إلى الله، وإن كنا مظلومين فانا نسأل الله العافية. فقال معاوية: يا أبا عائشة أنت رجل صدق. وأذن له في اللحاق بالكوفة، وكتب إلى سعد بن العاص: أما بعد: فاني قد أذنت لزيد بن صوحان في المسير إلى منزله بالكوفة لما رأيت من فضله وقصده وحسن هديه فأحسن جواره وكف الاذى عنه وأقبل اليه بوجهك وودك، فانه قد أعطاني موثقا أن لا ترى منه مكروها. فشكر زيد معاوية وسأله عند وداعه إخراج من حبس ففعل.

وبلغ معاوية أن قوما من أهل دمشق يجالسون الاشتر وأصحابه فكتب إلى عثمان: إنك بعثت إلي قوما أفسدوا مصرهم وأنغلوه، ولا آمن أن يفسدوا طاعة من قبلي و يعلموهم مالا يحسنونه حتى تعود سلامتهم غائلة، واستقامتهم إعوجاجا.

فكتب إلى معاوية يأمره أن يسيرهم إلى حمص، ففعل وكان واليها عبدالرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة، ويقال: إن عثمان كتب في ردهم إلى الكوفة فضج منهم سعيد ثانية فكتب في تسييرهم إلى حمص فنزلوا الساحل.

الانساب 39:5 و 43.

صورة مفصلة

إن عثمان أحدث أحداثا مشهورة نقمها الصحابة من تأمير بني أمية ولاسيما الفساق منهم وأرباب السفه وقلة الدين، وإخراج مال الفئ اليهم وما جرى في أمرعمار وأبي ذر وعبدالله بن مسعود وغير ذلك من الامور التي جرت في أواخر خلافته، ثم اتفق ان الوليد بن عقبة لما كان عاملا على الكوفة وشهد عليه بشرب الخمر صرفه، وولى سعيد بن العاص مكانه فقدم سعيد الكوفة واستخلص من أهلها قوما يسمرون عنده فقال سعيد يوما: إن السواد بستان لقريش وبني أمية، فقال الاشتر النخغي: وتزعم ان السواد الذي أفاءه الله على المسلمين بأسيافنا بستان لك ولقومك؟ فقال صاحب شرطته: أترد على الامير مقالته؟ وأغلظ له، فقال الاشتر لمن حوله من النخع وغيرهم

/ 41