غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ابن تجيب فتنحت نائلة فقال: ويح أمك من عجيزة ما أنمك، وبصر به غلام لعثمان فقتله وقتل وتنادى القوم أبصر رجل من صاحبه، وتنادوا في الدار: أدركوا بيت المال لا تسبقوا إليه، وسمع أصحاب بيت المال أصواتهم وليس فيه إلا غرارتان

___________________________________

ذكره ابن كثير في تاريخه 189:7 وحرفه وبدله بقوله: فأخذوا بيت المال وكان فيه شئ كثير جدا. فقالوا: النجاء فإن القوم إنما يحاولون الدنيا، فهربوا وأتوا بيت المال فانتهبوه، وماج الناس فيه، فالتانئ يسترجع ويبكي، والطارئ يفرح، وندم القوم وكان الزبير قد خرج من المدينة فأقام على طريق مكة لئلا يشهد مقتله، فلما أتاه الخبر بمقتل عثمان وهو بحيث هو قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله عثمان وانتصر له. وقيل: إن القوم نادمون. فقال: دبروا دبروا، وحيل بينهم وبين ما يشتهون. الآية. وأتى الخبر طلحة فقال: رحم الله عثمان وانتصر له وللاسلام وقيل له: إن القوم نادمون. فقال: نبالهم وقرأ: فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون. وأتى علي فقيل: قتل عثمان: فقال رحم الله عثمان وخلف علينا بخير. وقيل: ندم القوم. فقرأ: كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر. الآية. وطلب سعد فإذا هو في حائطه وقد قال: لا أشهد قتله فلما جاءه قتله قال: فررنا إلى المدينة فدنينا وقرأ: الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، أللهم أندمهم ثم خذهم.

9 "وأخرج ص 131 بالاسناد الشعيبي"

قال المغيرة بن شعبة لعلي: إن هذا الرجل مقتول وإنه إن قتل وأنت بالمدينة إتخذوا فيك فاخرج فكن بمكان كذا وكذا، فانك إن فعلت وكنت في غار باليمن طلبك الناس. فأبى وحصر عثمان إثنتي وعشرين يوما ثم أحرقوا الباب وفي الدار أناس كثير فيهم عبدالله بن الزبير ومروان فقالوا: إئذن لنا. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى عهدا فأنا صابر عليه، وإن القوم لم يحرقوا باب الدار إلا وهم يطلبون ما هو أعظم منه، فأحرج على رجل يستقتل ويقاتل، وخرج الناس كلهم ودعا بالمصحف يقرأ منه والحسن عنده فقال: إن أباك الآن لفي أمر عظيم، فأقسمت عليك لما خرجت وأمر عثمان أباكرب رجلا من همدان وآخر من الانصار أن يقوما على باب بيت المال

وليس فيه إلا غرارتان من ورق، فلما اطفئت النار بعد ما ناوشهم ابن الزبير ومروان وتوعد محمد بن أبي بكر ابن الزبير ومروان، فلما دخل على عثمان هربا، ودخل محمد ابن أبي بكر على عثمان فأخذ بلحيته فقال: أرسل لحيتي فلم يكن أبوك ليتناولها، فأرسلها ودخلوا عليه فمنهم من يجئه بنعل سيفه وآخر يلكزه وجاءه رجل بمشاقص معه فوجأه في ترقوته، فسال الدم على المصحف وهم في ذلك يهابون في قتله، وكان كبيرا وغشي عليه ودخل آخرون، فلما رأوه مغشيا عليه جروا برجله، فصاحت نائلة وبناته، وجاء التجيبي مخترطا سيفه ليضعه في بطنه فوقته نائلة فقطع يدها، واتكأ بالسيف عليه في صدره، وقتل عثمان رضي الله عنه قبل غروب الشمس ونادى مناد: ما يحل دمه ويحرج ماله؟ فانتهبوا كل شئ، ثم تبادروا بيت المال فألقى الرجلان المفاتيح ونجوا وقالوا: الهرب الهرب، هذا ما طلب القوم.

10 "وأخرج ص 135 بالاسناد الشعيبي"

لما حدثت الاحداث بالمدينة خرج منها رجال إلى الامصار مجاهدين وليدنوا من العرب فمنهم من أتى البصرة، ومنهم من أتى الكوفة، ومنهم من أتى الشام. فهجموا جميعا من أبناء المهاجرين بالامصار على مثل ما حدث في أبناء المدينة،إلا ما كان من أبناء الشام فرجعوا جميعا إلى المدينة إلا من كان بالشام فأخبروا عثمان بخبرهم فقام عثمان في الناس خطيبا فقال:

يا أهل المدينة أنتم أصل الاسلام وإنما يفسد الناس بفسادكم، ويصلحون بصلاحكم، والله والله والله لا يبلغني عن أحد منكم حدث أحدثه إلاسيرته، ألا فلا أعرفن أحدا عرض دون اولئك بكلام ولا طلب، فإن من كان قبلكم كانت تقطع أعضاؤهم دون أن يتكلم احد منهم بما عليه ولا له. وجعل عثمان لا يأخذ أحدا منهم على شر أو شهر سلاح عصا فما فوقها إلاسيره. فضج آبائهم من ذلك حتى بلغه انهم يقولون: ما أحدث التسيير ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سير الحكم بن أبي العاص فقال: إن الحكم كان مكيا فسيره رسول الله صلى الله عليه وسلم منها الي الطائف، ثم رده إلى بلده فرسول الله صلى الله عليه وسلم سيره بذنبه ورسول الله صلى الله عليه وسلم رده بعفوه، وقد سيره الخليفة من بعده وعمر رضي الله عنه من بعدالخليفة، وأيم الله لآخذن العفو من أخلاقكم، ولابذلنه

لكم من خلقي، وقد دنت أمور ولا احب أن تحل بنا وبكم وأنا على وجل وحذر فاحذروا واعتبروا.

قال الاميني: هذه سلسلة بلاء وحلقة أكاذيب جاء بها أبوجعفر الطبري في تاريخه باسناد واحد أبطلناه وزيفناه وأوقفناك عليه وعلى ترجمة رجاله في الجزء الثامن ص 84 و 140 و 141 و 333، أضف إليها ماذكره المحب الطبري مما أسلفنا صدره في هذا الجزء صفحة 179 من طريق سعيد بن المسيب مما اتفق الرواة والحفاظ والمؤرخون على نقله وجاء بعض بزيادة مفتعلة وتبعه المحب الطبري وإليك نصها:

ثم بلغ عليا انهم يريدون قتل عثمان فقال: إنما أردنا منه مروان فأما قتل عثمان فلا، وقال للحسن والحسين: اذهبا بسيفكما حتى تقوما على باب عثمان فلاتدعا أحدا يصل إليه، وبعث الزبير ابنه، وبعث طلحة إبنه، وبعث عدة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبناء هم يمنعون الناس أن يدخلوا على عثمان ويسألونه إخراج مروان، فلما رأى الناس ذلك رموا باب عثمان بالسهام حتى خضب الحسن بن علي بدمائة وأصاب مروان سهم وهو في الدار وكذلك محمد بن طلحة، وشج قنبر مولى علي، ثم إن بعض من حصر عثمان خشى أن يغضب بنو هاشم لاجل الحسن والحسين فتنتشر الفتنة، فأخذ بيد رجلين فقال: لهما: إن جاء بنو هاشم فرأوا الدم على وجه الحسن كشفوا الناس عن عثمان وبطل ما تريدون، ولكن اذهبوا بنا نتسور عليه الدار فنقتله من غير أن يعلم أحد، فتسوروا من دار رجل من الانصار حتى دخلوا على عثمان، ومايعلم أحد ممن كان معه، لان كل من كان معه كان فوق البيت ولم يكن معه إلا امرأته فقتلوه وخرجوا هاربين من حيث دخلوا، وصرخت امرأته فلم يسمع صراخها من الجلبة، فصعدت إلى الناس فقالت: إن أميرالمؤمنين قتل. فدخل عليه الحسن والحسين ومن كان معهما فوجدوا عثمان مذبوحا فانكبوا عليه يبكون، ودخل الناس فوجدوا عثمان مقتولا فبلغ عليا وطلحة والزبير وسعدا ومن كان بالمدينة فخرجوا وقد ذهبت عقولهم حتى دخلوا على عثمان فوجدوه مقتولا فاسترجعوا وقال علي لابنيه: كيف قتل أميرالمؤمنين وأنتما على الباب؟ ورفع يده فلطم الحسن وضرب صدر الحسين، وشتم محمد بن طلحة. ولعن عبدالله بن الزبير، وخرج علي وهو غضبان فلقيه طلحة فقال: مالك يا أبا الحسن ضربت الحسن

والحسين وكان يرى انه أعان على قتل عثمان. فقال: عليك كذا وكذا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بدري لم تقم عليه بينة ولا حجة. فقال طلحة: لو دفع مروان لم يقتل. فقال علي: لو أخرج إليكم مروان لقتل قبل أن تثبت عليه حكومة. وخرج علي فأتى منزله وجاء الناس كلهم إلى علي ليبايعوه، فقال لهم: ليس هذا اليكم إنما هو إلى أهل بدر فمن رضي به أهل بدر فهو الخليفة، فلم يبق أحد من أهل بدر إلا قال: ما نرى أحق لها منك، فلما رأى علي ذلك جاءالمسجد فصعد المنبر وكان أول من صعد اليه وبايعه طلحة والزبير وسعد وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وطلب مروان فهرب وطلب نفرا من ولد مروان بني أبي معيط فهربوا

___________________________________

الرياض النضرة 125:2 تاريخ الخلفاء للسيوطى ص 108، نقلا عن ابن عساكر، تاريخ الخميس 261:2 و 262، نقلا عن الرياض.

وفي لفظ المسعودي في مروج الذهب 441:1: لما بلغ عليا أنهم يريدون قتله بعث بابنيه الحسن والحسين ومواليه بالسلاح إلى بابه لنصرته، وأمرهم أن يمنعوه منهم، وبعث الزبير ابنه عبدالله، وبعث طلحة ابنه محمدا وأكثر أبناء الصحابة أرسلهم آباؤهم اقتداء بمن ذكرنا فصدوهم عن الدار، فرمي من وصفنا بالسهام واشتبك القوم وجرح الحسن وشج قنبر وجرح محمد بن طلحة، فخشى القوم أن يتعصب بنو هاشم و بنو أمية فتركوا القوم في القتال على الباب ومضى نفر منهم إلى دار قوم من الانصار فتسوروا عليها وكان ممن وصل اليه محمد بن أبي بكر ورجلان آخران وعندعثمان زوجته، وأهله ومواليه مشاغيل بالقتال، فأخذ محمد بن أبي بكر بلحيته فقال: يا محمد والله لورآك أبوك لساءه مكانك. فتراخت يده وخرج عنه إلى الدار، ودخل رجلان فوجداه فقتلاه، وكان المصحف بين يديه يقرأ فيه فصعدت امرأته فصرخت وقالت: قد قتل أميرالمؤمنين.

فدخل الحسن والحسين ومن كان معهما من بني أمية فوجدوه وقد فاضت نفسه رضي الله عنه فبكوا فبلغ ذلك عليا وطلحة والزبير وسعدا وغيرهم من المهاجرين والانصار فاسترجع القوم ودخل علي الدار وهو كالواله الحزين فقال لابنيه: كيف قتل أميرالمؤمنين وأنتما على الباب؟ ولطم الحسن وضرب الحسين وشتم محمد بن طلحة

ولعن عبدالله بن الزبير فقال له طلحة: لا تضرب يا أباالحسن! ولا تشتم ولا تلعن، ولو دفع مروان ما قتل، وهرب مروان وغيره من بني أمية وطلبوا ليقتلوا فلم يوجدوا، وقال علي لزوجته نائلة بنت الفرافصة: من قتله؟ وأنت كنت معه. فقالت: دخل إليه رجلان وقصت خبر محمد بن أبي بكر، فلم ينكر ماقالت، وقال: والله لقد دخلت وأنا اريد قتله فلما خاطبني بما قال خرجت ولاأعلم بتخلف الرجلين عني، ولله ما كان لي في قتله سبب، ولقد قتل وأنا لا أعلم بقتله.

وروى ابن الجوزي في التبصرة

___________________________________

راجع تلخيصه قرة العيون المبصرة 180:1. من طريق ابن عمر قال: جاء علي إلى عثمان رضي الله عنهما يوم الدار وقد اغلق الباب ومعه الحسن بن علي وعليه سلاحه فقال للحسن: ادخل إلي أميرالمؤمنين فاقرأه السلام وقل له: إنما جئت لنصرتك فمرني بأمرك. فدخل الحسن ثم خرج فقال لابيه: إن أميرالمؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: لا حاجة لي بقتال وإهراق الدماء قال: فنزع علي عمامة سوداء ورمي بها بين يدي الباب وجعل ينادي: ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وان الله لا يهدي كيد الخائنين.

وعن شداد بن أوس نزيل الشام والمتوفى بها عهد معاوية انه قال: لما اشتد الحصار بعثمان رضي الله عنه يوم الدار رأيت عليا خارجا من منزله معتما بعمامة رسول الله متقلدا سيفه وأمامة إبنه الحسن والحسين وعبدالله بن عمر رضي الله عنهم في نفر من المهاجرين والانصار فحملوا على الناس وفرقوهم ثم دخلوا على عثمان فقال علي:السلام عليك يا أميرالمؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلحق هذا الامر حتى ضرب بالمقبل المدبر، وإني والله لاأرى القوم إلا قاتلوك فمرنا فلنقاتل. فقال عثمان: انشد الله رجلا رأى لله عزوجل عليه حقا وأقر أن لي عليه حقا أن يهريق في سببي مل ء محجمة من دم أو يهريق دمه في. فأعاد علي رضي الله عنه القول فأجاب عثمان بمثل ما أجاب، فرأيت عليا خارجا من الباب وهو يقول: أللهم إنك تعلم أنا قد بذلنا المجهود ثم دخل المسجد وحضرت الصلاة فقالوا له: يا أبااالحسن تقدم فصل بالناس، فقال: لا أصلي بكم والامام محصور ولكن أصلي وحدي، فصلى وحده وانصرف إلى منزله

فلحقه إبنه وقال: والله ياأبت قد اقتحموا عليه الدار قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، هم والله قاتلوه، قالوا: أين هو يا أباالحسن؟ قال: في الجنة والله زلفى، قالوا: وأين هم يا أباالحسن؟ قال: في النار والله. ثلاثا.

الرياض النضرة 127:2، تاريخ الخميس 262:2.

ومن طريق محمد بن طلحة عن كناسة

___________________________________

كذا في بعض النسخ والصحيح: كنانة. مولي صفية: شهدت مقتل عثمان فاخرج من الدار أمامي أربعة من شباب قريش مضرجين بالدم محمولين كانوا يدرؤن عن عثمان وهم: الحسن بن علي وعبدالله بن الزبير ومحمد بن حاطب ومروان فقلت له: هل تدري محمد بن أبي بكر بشئ من دونه؟ قال: معاذ الله دخل عليه فقال له عثمان: يا ابن أخي لست بصاحبي وكلمه بكلام فخرج

___________________________________

الاستيعاب 478:2، تهذيب التهذيب 141:7، تاريخ الخميس 264:2.

في الاسناد كنانة ذكره الازدي في الضعفاء، وقال: لايقوم إسناد حديثه وقال الترمذي: ليس إسناده بذاك. وقال أيضا: ليس إسناده بمعروف

___________________________________

تهذيب التهذيب 450:8.

وروى البخاري في تاريخه 4 قسم 1 ص 237 من طريق كنانة مولى صفية قال: كنت أقود بصفية لترد عن عثمان فلقيها الاشتر فضرب وجه بغلتها حتى قالت: ردوني ولا يفضحني هذا الكلب. وكنت فيمن حمل الحسن جريحا، ورأيت قال عثمان من أهل مصر يقال له: جبلة.

وقال سعيد المقبري عن ابي هريرة: كنت محصورا مع عثمان في الدار فرمي رجل منا، فقلت: يا أميرالمؤمنين الآن طاب الضراب قتلوا رجلا منا. قال: عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت بسيفك، فانما تراد نفسي، وسأقي المؤمنين بنفسى اليوم، قال أبوهريرة: فرميت بسيفي فلا أدري أين هو حتى الساعة

___________________________________

الاستيعاب 478:2، تهذيب التهذيب 142:7، تاريخ الخميس 263:2.

لم أقف علي رجال إسناد هذه الاسطورة غير سعيد المقبري، وهو سعيد بن أبي سعيد أبوسعد المدني، والمقبري نسبة إلى المقبرة بالمدينة كان مجاورا لها. قال يعقوب ابن شيبة والواقدي وابن حبان: إنه تغير وكبرو اختلط قبل موته بأربع سنين. راجع

تهذيب التهذيب 38:4، ومتن الرواية أقوى شاهد على اختلاط الرجل، فإن أول من رمى يوم الدار هو رجل من أصحاب عثمان رمى نيار بن عياض الاسلمي وكان شيخا كبيرا فقتله الرجل كما مر في ص 201 ومضى في ص 200: إن أبا حفصة مولى مروان هو الذى أنشب القتال ورمى نيار الاسلمي، ولعلك تعرف أبا هريرة ومبلغه من الصدق والامانة على ودايع العلم والدين، وإن كنت في جهل من هذا فراجع كتاب أبي هريرة لسيدنا الحجة شرف الدين العاملي حياه الله وبياه، ولعل تقاعد أبي هريرة عن نصرة الامام أمير المؤمنين علي على السلام في حروبه الدامية كان لانه لم يك يدري اين سيفه.

وعن أشعب بن حنين مولى عثمان: انه كان مع عثمان في الدار فلما حصر جر مماليكه السيوف فقال لهم عثمان: من أغمد سيفه فهو حر. فلما وقعت في أذني كنت والله أول من أغمد سيفه، فاعتقت.

قال الذهبي: هذا الخبر باطل لانه يقتضي أن لاشعب صحبة وليس كذلك لسان الميزان 129:4.

صورة مفصلة عن سلسلة الموضوعات والنظر فيها


عن أبي امامه الباهلي رضي الله عنه قال: كنا مع عثمان رضي الله عنه وهو محصور في الدار فقال: وبم يقتلونني؟ وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلام، أو زنى بعد إحصان، أو قتل نفسا بغير حق فيقتل بها، فو الله ما أحببت لديني بدلا منذ هداني الله تعالى، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا قتلت نفسا بغير حق، فبم يقتلونني؟ فلما إشتد عطشه أشرف على الناس فقال: أفيكم علي؟ فقالوا: لا. فقال: أفيكم سعد؟ فقالوا: لا. فسكت ثم قال: ألا أحد يبلغ عليا فيسقينا ماء؟ فبلغ ذلك عليا فبعث إليه بثلاث قرب مملؤة ماء فما وصل إليه حتى جرح بسببها عدة من بني هاشم وبني أمية، فلما بلغ عليا أن عثمان محاصر يراد قتله قام خارجا من منزله معتما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدا سيفه وأمامه إبنه الحسن وعبدالله بن عمر في نفر من الصحابة والمهاجرين والانصار رضي الله عنهم، ودخلوا على عثمان وهو محصور فقال له علي كرم الله وجهه:السلام عليك يا أمير المؤمنين إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى، واني أعرض عليك خصالا ثلاثا إختر إحداهن

إما أن تخرج فتقاتلهم ونحن معك وأنت على الحق وهم على الباطل، وإما أن تخرق بابا سوى الباب الذي هم عليه فتركب رواحلك وتلحق بمكة فانهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشام فانهم اهل الشام وفيهم معاوية. فقال عثمان: أما أن أخرج إلى مكة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول: يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم. فلن أكون أنا. وأما أن ألحق بالشام فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأذن لنا أن نقاتلهم ونكشفهم عنك، قال: فلا أكون أول من يأذن في محاربة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فخرج علي وهو يسترجع وقال للحسن والحسين: إذهبا بسيفكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحدا يصل إليه، وبعث الزبير إبنه، وبعث طلحة إبنه، وبعث عدة من أصحاب محمد أبناءهم يمنعون الناس أن يدخلوا على عثمان ويسألونه إخراج مروان، فلما رأى ذلك محمد بن أبي بكر وقد رمى الناس عثمان بالسهام حتى خضب الحسن بالدماء على بابه وغيره، فخشي محمد بن أبي بكر أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن ويكشفوا الناس عن عثمان فأخذ بيد رحلين من أهل مصر فدخلوا من بيت كان بجواره، لان كان من كان مع عثمان كانوا فوق البيوت ولم يكن في الدار عند عثمان إلا امرأته، فنقبوا الحائط فدخل عليه محمد بن أبي بكر فوجده يتلو القرآن فأخذ بلحيته فقال له عثمان: والله لو رآك أبوك لساءه فعلك. فتراخت يده ودخل الرجلان عليه فقتلاه وخرجوا هاربين من حيث دخلوا، قيل: جلس عمرو بن الحمق على صدره ضربه حتى مات، ووطأ عمير بن ضابئ على بطنه فكسر له ضلعين من أضلاعه، وصرخت امرأته فلم يسمع صراخها لما كان حول الدار من الناس وصعدت امرأته فقالت: إن أميرالمؤمنين قد قتل فدخل الناس فوجدوه مذبوحا وانتشر الدم على المصحف على قوله تعالى: 'فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم'، وبلغ الخبر عليا وطلحة والزبير وسعدا ومن كان بالمدينة فخرجوا وقد ذهبت عقولهم للخبر الذي أتاهم حتى دخلوا على عثمان فوجدوه مقتولا فاسترجعوا، وقال علي لابنيه: كيف قتل أميرالمؤمنين وأنتما على الباب؟ ورفع يده فلطم الحسن، وضرب على صدر الحسين، وشتم محمد بن طلحة وعبدالله بن الزبير، وخرج وهو غضبان حتى أتى منزله، وجاء الناس يهرعون إليه فقالوا له: نبايعك فمد يدك فلا بد لنا من أمير. فقال علي: والله أني

لاستحي أن أبايع قوما قتلوا عثمان، وإني لاستحي من الله تعالى أن أبايع وعثمان لم يدفن بعد، فافترقوا ثم رجعوا فسألوه البيعة فقال: أللهم اني مشفق مما اقدم عليه فقال لهم: ليس ذلك إليكم إنما ذلك لاهل بدر فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة، فلم يبق أحد من أهل بدر حتى أتى عليا فقالوا: ما نرى أحدا أحق بها منك، مد يدك نبايعك. فبايعوه، فهرب مروان وولده، وجاء علي وسأل امرأة عثمان فقال لها: من قتل عثمان؟ قالت: لا أدري دخل عليه محمد بن أبي بكر ومعه رجلان لا أعرفهما، فدعا محمد فسأله عما ذكرت امرأة عثمان فقال محمد: لم تكذب والله دخلت عليه وأنا اريد قتله فذكر لي أبي فقمت عنه وأنا تائب إلى الله تعالى، والله ما قتلته ولا أمسكته. فقالت امرأته: صدق ولكنه أدخلهما عليه.

راجع أخبار الدول للقرماني هامش الكامل لابن الاثير 210:1 تا 213.

نظرة في الموضوعات


هذه الموضوعات اختلقت تجاه التاريخ الصحيح المتسالم عليه المأخوذ من مئآت الآثار الثابتة المعتضد بعضها ببعض، فيضادها ما أسلفناه في البحث عن آراء أعاظم الصحابة في عثمان وما جرى بينهم وبينه من سئ القول والفعل، وفيهم بقية أصحاب الشورى وغير واحد من العشرة المبشرة وعدة من البدريين، وقد جاء فيه ما يربو على مائة وخمسين حديثا راجع ص 69 تا 157 من هذا الجزء.

وتكذبها أحاديث جمة مما قد منا ذكرها ص 157 تا 163 من حديث المهاجرين والانصار وانهم هم قتلة عثمان.

ومن حديث كتاب أهل المدينة إلى الصحابة في الثغور من أن الرجل أفسد دين محمد فهلموا وأقيموا دين محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن حديث كتاب أهل المدينة إلى عثمان يدعونه إلى التوبة ويقسمون له بالله انهم لا يمسكون عنه أبدا حتى يقتلوه أو يعطيهم ما يلزمه من الله.

ومن حديث كتاب المهاجرين إلى مصر أن تعالوا إلينا وتداركوا خلافة رسول الله قبل أن يسلبها أهلها، فإن كتاب الله قد بدل، وسنة رسوله قد غيرت. إلى آخر ما مر في ص 161 و 162.

ومن حديث الحصار الاول المذكور في صفحة 168 تا 177.

ومن حديث كتاب المصريين إلى عثمان إنا لن نضع سيوفنا عن عواتقنا حتى تأتينا منك توبة مصرحة، أو ضلالة مجلحة مبلجة. إلى آخر مر ص 170.

ومن حديث عهد الخليفة على نفسه أن يعمل بالكتاب والسنة سنة 35 كما مر ص 170 تا 172

ومن حديث توبته مرة بعد أخرى كما فصلناه ص 178 تا 172.

ومن حديث الحصار الثاني الذي أسلفناه ص 177 تا 189.

ومن حديث كتاب عثمان إلى معاوية في أن أهل المدينة قد كفروا وأخلفوا الطاعة. إلى آخر ماسبق في صفحة 190.

ومن حديث كتابه إلى الشام عامة: اني في قوم طال فيهم مقامي واستعجلوا القدر في. وخيروني بين أن يحملوني على شارف من الابل الدحيل، وبين أن أنزع لهم رداء الله. إلى آخر ما مر ص 190.

ومن حديث كتابه إهل البصرة المذكور صفحة 191.

ومن حديث كتابه إلى أهل الامصار مستنجدا يدعوهم إلى الجهاد مع أهل المدينة واللحوق به لنصره كما مر ص 191.

ومن حديث كتابه إلى أهل مكة ومن حضر الموسم ينشد الله رجلا من المسلمين بلغه كتابه إ قدم عليه. إلخ.

ومن حديث يوم الدار والقتال فيه، وحديث من قتل في ذلك المعترك مما مضى في ص 198 تا 204.

ومن حديث مقتل عثمان وتجهيزه ودفنه بحش كوكب بدير سلع مقابر اليهود المذكور ص 204 تا 217.

ومما ثبت من أحوال هؤلاء الذين زعموا انهم بعثوا أبنائهم للدفاع عن عثمان، وانهم لم يفتأوا مناوئين له إلى أن قتل وبعد مقتله إلى أن قبر في أشنع الحالات، أما علي أميرالمؤمنين فمن المتسالم عليه انه لم يحضر مقتل الرجل في المدينة فضلا عن دخوله عليه قبيل ذلك واستيذانه منه للذب عنه وبعد مقتله وبكاءه عليه وصفعه ودفعه وسبه

ولعنه وحواره حول الواقعة، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 230:7 ردا علي حديث:

الظاهر ان هذا ضعيف لان عليا لم يكن بالمدينة حين حصر عثمان ولا شهد قتله.

وقد سأله عثمان أن يخرج إلى ماله بينبع ليقل هتف الناس بإسمه للخلافة، و كان ذلك مرة بعد أخرى وفي إحداهما قال لابن عباس: قل له فليخرج إلى ماله بينبع فلا أغتم به ولا يغتم بي. فأتى ابن عباس عليا فأخبره فقال عليه السلام: يا ابن عباس مايريد عثمان إلا أن يجعلني جملا ناضحا بالغرب أقبل وأدبر، بعث إلي أن أخرج، ثم بعث إلي أن اقدم، ثم هو الآن يبعث إلي أن أخرج.

وعلي عليه السلام هو الذي مر حديث رأيه في عثمان فراجع حتى يأتيك اليقين بأنه صلوات الله عليه لم يكن كالواله الحزين، ولم يكن ذاهبا عقله يوم الدار، ولا يقذفه بهذه الفرية الشائنة إلا من ذهبت به الخيلاء، وتخبطه الشيطان من المس، وخبل حب آل أمية قلبه واختبله، فلا يبالي بما يقول، ولا يكترث لما يتقول.

وأما طلحة فحدث عنه ولا حرج، كان أشد الناس على عثمان نقمة، وله أيام الحصارين وفي يومي الدار والتجهيز خطوات واسعة ومواقف هائلة خطرة ثائرة على الرجل كما مر تفصيل ذلك كله، وإن كنت في ريب من ذلك فأسال عنه مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لتسمع منه قوله: والله ما استعجل متجردا للطلب بدم عثمان إلا خوفا من أن يطالب بدمه لانه مظنته، ولم يكن في القوم أحرص عليه منه، فأراد أن يغالط مما أجلب فيه ليلبس الامر ويقع الشك. وقوله: لحا الله ابن الصعبة أعطاه عثمان ما أعطاه وفعل به ما فعل. إلى أقواله الاخرى التي أوقفناك عليها.

وسل عنه عثمان نفسه وقد مرت فيه كلماته المعربة عن جلية الحال، وسل عنه مروان لماذا قتله؟ وما معنى قوله حين قتله لابان عثمان: قد كفيتك بعض قتلة أبيك؟ وسل عنه سعدا ومحمد بن طلحة وغيرهما ممن مر حديثهم.

وأما الزبير فإن سألت عنه مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام فعلى الخبير سقطت قال عليه السلام له: أتطلب مني دم عثمان وأنت قتلته؟ سلط الله على أشدنا عليه اليوم ما يكره، وقال فيه وفي طلحة: انهم يطلبون حقا هم تركوه، ودما هم سفكوه، فإن كنت شريكهم فيه فإن لهم نصيبهم منه، وإن كان ولوه دوني فما الطلبة إلا قبلهم. إلى آخر ما

/ 41