غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غدیر فی الکتاب و السنة و الأدب - جلد 9

عبدالحسین احمد الامینی النجفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


2- من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة: أما بعد: فإني أخبركم عن أمر عثمان حتى يكون سمعه كعيانه، إن الناس طعنوا عليه فكنت رجلا من المهاجرين أكثر استعتابه، وأقل عتابه، وكان طلحة والزبير أهون سيرهما فيه الوجيف، وأرفق حدائهما العنيف، وكان من عائشة فيه فلتة غضب، فأتيح له قوم فقتلوه، وبايعني الناس غير مستكرهين ولا مجبرين بل طائعين مخيرين.

"نهج البلاغة 2:2، الامامة والسياسة 58:1"

قال ابن أبي الحديد في الشرح 290:3: أما طلحة والزبير فكانا شديدين عليه "على عثمان" والوجيف: سير سريع وهذا مثل يقال للمستمرين في الطعن عليه حتى أن السير السريع أبطأ ما يسيران في أمره، والحداء العنيف أرفق ما يحرضان به عليه.

3- قال البلاذري: حدثني المدائني عن ابن الجعدبة قال: مر علي بدار بعض آل أبي سفيان فسمع بعض بناته تضرب بدف وتقول:

ظلامة عثمان عند الزبير++

وأوتر منه لنا طلحه

هما سعراها بأجذالها++

وكانا حقيقين بالفضحه

فقال علي: قاتلها الله، ما أعلمها بموضع ثأرها؟

الانساب 105:5

4- أخرج الطبري من طريق ابن عباس قال: قدمت المدينة من مكة بعد قتل عثمان رضي الله عنه بخمسة أيام فجئت عليا أدخل عليه فقيل لي: عنده المغيرة بن شعبة فجلست بالباب ساعة فخرج المغيرة فسلم علي فقال: متي قدمت؟ فقلت: ألساعة. فدخلت على علي فسلمت عليه فقال لي: لقيت الزبير وطلحة؟ قال: قلت: لقيتهما بالنواصف. قال: من معهما؟ قلت: أبوسعيد بن الحارث بن هشام في فئة من قريش. فقال علي: أما انهم لن يدعوا أن يخرجوا يقولون: نطلب بدم عثمان والله نعلم أنهم قتلة عثمان. "تاريخ الطبري 160:5"

5- أخرج الطبري عن عمر بن شبه من طريق عتبة بن المغيرة بن الاخنس قال: لقى سعيد بن العاص مروان بن الحكم وأصحابه بذات عرق فقال: أين تذهبون؟ و ثأركم على أعجاز الابل اقتلوهم

___________________________________

يعنى طلحة والزبير وأصحابهما. ثم ارجعوا إلى منازلكم لا تقتلوا أنفسكم. قالوا:

بل نسير فلعلنا نقتل قتلة عثمان جميعا. فخلا سعيد بطلحة والزبير فقال: إن ظفرتما لمن تجعلان الامر؟ أصدقاني. قالا: لاحدنا أينا اختاره الناس. قال: بل اجعلوه لولد عثمان فانكم خرجتم تطلبون بدمه. قالا: ندع شيوخ المهاجرين ونجعلها لابنائهم؟ قال: أفلا أراني أسعى لاخرجها من بني عبد مناف؟ فرجع ورجع عبدالله بن خالد بن اسيد فقال المغيرة بن شعبة: الرأي ما رأى سعيد بن كان هاهنا من ثقيف فليرجع فرجع. الحديث "تاريخ الطبري 168:5"

6- وفي كتاب كتبه ابن عباس إلى معاوية جوابا: وأما طلحة والزبير فانهما أجلبا عليه وضيقا خناقه، ثم خرجا ينقضان البيعة ويطلبان الملك، فقاتلناهما على النكث كما قاتلناك على البغي. كتاب نصربن مزاحم ص 472، شرح ابن أبي الحديد 289:2.

7- قدم على حابس بن سعد سيد طي بالشام ابن عمه فأخبره انه شهد قتل عثمان بالمدينة المنورة وسار مع علي إلى الكوفة وكان له لسان وهيبة فغدا به حابس إلى معاوية فقال: هذا ابن عمي قدم من الكوفة، وكان مع علي وشهد قتل عثمان بالمدينة وهو ثقة فقال معاوية: حدثنا عن أمر عثمان. قال: نعم وليه محمد بن أبي بكر، وعمار ابن ياسر، وتجرد في أمره ثلاث نفر: عدي بن حاتم، والاشتر النخعي، وعمرو بن الحمق، ودب

___________________________________

لفظ ابن مزاحم: وجد في أمره رجلان. في أمره رجلان: طلحة والزبير، وأبرأ الناس منه علي بن أبي طالب ثم تهافت الناس على علي بالبيعة تهافت الفراش حتى ضلت

___________________________________

وفي لفظ: ضاعت النعل. النعل، وسقط الرداء، ووطئ الشيخ ولم يذكر عثمان ولم يذكروه. الخ.

"الامامة والسياسة 1 ص 74، كتاب صفين لابن مزاحم ص 72، شرح ابن أبي الحديد 259 :1"

8- أخرج الحاكم في المستدرك 118:3 باسناده عن إسرائيل بن موسى انه قال: سمعت الحسن يقول: جاء طلحة والزبير إلى البصرة فقال لهم الناس: ما جاءبكم؟ قالوا: نطلب دم عثمان. قال الحسن: أيا سبحان الله أفما كان للقوم عقول فيقولون: والله ما قتل عثمان غيركم؟

9- لما انتهت عائشة وطلحة والزبير إلي حفر أبي موسى

___________________________________

حفر ابن موسى هى ركايا احفرها ابوموسى الاشعرى على جادة البصرة إلى مكة بينها و بين البصرة خمس ليال. قريبا من البصرة أرسل عثمان بن حنيف وهو يومئذ عامل علي على البصرة إلى القوم أبالاسود الدؤلي فجاء حتى دخل على عائشة فسألها عن مسيرها فقالت: أطلب بدم عثمان. قال: إنه ليس بالبصرة من قتلة عثمان أحد، قالت. صدقت ولكنهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة وجئت استنهض اهل البصرة لقتاله، أنغضب لكم من سوط عثمان ولا نغضب لعثمان من سيفوكم؟ فقال لها: ما أنت من السوط والسيف؟ إنما أنت حبيس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرك أن تقري في بيتك، وتتلي كتاب ربك، وليس علي النساء قتال، ولا لهن الطلب بالدماء، وان عليا لاولى بعثمان منك وأمس رحما فانهما إبنا عبد مناف. فقالت: لست بمنصرفة حتى أمضي لما قدمت إليه، أفتظن يا اباالاسود ان أحدا يقدم على قتالي؟ قال: أما والله لتقاتلن قتالا أهونه الشديد. ثم قام فأتى الزبير فقال: يا أباعبدالله عهد الناس بك و أنت يوم بويع أبوبكر آخذ بقائم سيفك تقول: لاأحد أولى بهذا الامر من إبن أبي طالب وأين هذا المقام من ذاك؟ فذكر له دم عثمان، قال: أنت وصاحبك وليتماه فيما بلغنا. قال: فانطلق إلى طلحة فاسمع ما يقول. فذهب إلى طلحة فوجده سادرا في غيه مصرا على الحرب والفتنة.الحديث.

الامامة والسياسة 1 ص 57، العقد الفريد 278:2، شرح ابن أبي الحديد 10 81:2- خرج عثمان بن الحنيف إلى طلحة والزبير في أصحابه فناشدهم الله والاسلام واذكرهما بيعتهما عليا فقالا: نطلب بدم عثمان. فقال لهما: وما أنتما وذاك؟ أين بنوه؟ أين بنو عمه الذين هم أحق به منكم؟ كلا والله، ولكنكما حسدتماه حيث إجتمع الناس عليه، وكنتما ترجوان هذا الامر وتعملان له، وهل كان أحد أشد على عثمان قولا منكما؟ فشتماه شتما قبيحا وذكرا أمه. ألحديث. شرح ابن أبي الحديد 500:2.

11- لما نزل طلحة والزبير وعائشة بأوطاس من أرض خيبر أقبل عليهم سعيد ابن العاصي على نجيب له فأشرف على الناس ومعه المغيرة بن شعبة فنزل وتوكأ على قوس له سوداء فأتى عائشة فقال لها: أين تريدين يا أم المؤمنين؟ قالت: أريد البصرة.

قال: وما تصنعين بالبصرة؟ قالت: أطلب بدم عثمان. قال: فهؤلاء قتلة عثمان معك، ثم أقبل على مروان فقال له: أين تريد أيضا؟ قال: البصرة. قال: وما تصنع بها؟ قال: أطلب قتلة عثمان. قال: فهؤلاء قتلة عثمان معك؟ إن هذين الرجلين قتلا عثمان: طلحة والزبير، وهما يريدان الامر لانفسهما فلما غلبا عليه قالا: نغسل الدم بالدم والحوبة بالتوبة.

ثم قال المغيرة بن شعبة: أيها الناس إن كنتم إنما خرجتم مع أمكم؟ فارجعوا بها خيرا لكم، وإن كنتم غضبتم لعثمان؟ فرؤساؤكم قتلوا عثمان، وإن كنتم نقمتم على علي شيئا؟ فبينوا ما نقمتم عليه، أنشدكم الله، فتنتين في عام واحد؟ فأبوا إلا أن يمضوا بالناس.

'الامامة والسياسة 55:1'

12- لما نزل طلحة والزبير البصرة قال عثمان بن حنيف: نعذر إليهما برجلين فدعا عمران بن حصين صاحب رسول الله وأباالاسود الدؤلي فأرسلهما إلى الرجلين فذهبا إليهما فناديا: يا طلحة فأجابهما فتكلم أبوالاسود الدؤلي فقال: يا محمد؟ انكم قتلتم عثمان غير مؤامرين لنا في قتله، وبايعتم عليا غير مؤامرين لنا في ييعته، فلم نغضب لعثمان إذ قتل، ولم نغضب لعلي إذ بويع، ثم بدا لكم فأردتم خلع علي ونحن على الامر الاول، فعليكم المخرج مما دخلتم فيه. ثم تكلم عمران فقال: يا طلحة إنكم قتلتم عثمان ولم نغضب له إذ لم تغضبوا، ثم بايعتم عليا وبايعنا من بايعتم، فإن كان قتل عثمان صوابا فمسيركم لماذا؟ وإن كان خطأ؟ فحظكم منه الاوفر، ونصيبكم منه الاوفى، فقال طلحة: يا هذان إن صاحبكما لا يرى أن معه في هذا الامر غيره وليس على هذا بايعناه، وأيم الله ليسفكن دمه. فقال أبوالاسود: يا عمران أما هذا فقد صرح انه إنما غضب للملك. ثم أتيا الزبير فقالا: يا أباعبدالله! إنا أتينا طلحة. قال الزبير: إن طلحة وإياي كروح في جسدين، وإنه والله يا هذان قد كانت منا في عثمان فلتات إحتجنا فيها إلى المعاذير، ولو استقبلنا من أمرنا ما استدبرناه نصرناه الحديث. 'الامامة والسياسة 1 ص 56'.

13- من خطبة لعمار بن ياسر خطبها بالكوفة فقال: يا أهل الكوفة! إن كان غاب عنكم أنباؤنا فقد انتهت اليكم أمورنا، إن قتلة عثمان لا يعتذرون من قتله إلى الناس ولا ينكرون ذلك، وقد جعلوا كتاب الله بينهم وبين محاجيهم فيه، أحيا الله من أحيا،

وأمات من أمات، وإن طلحة والزبير كانا أول من طعن وآخر من أمر، وكانا أول من بايع عليا، فلما أخطأهما ما أملاه نكثا بيعتهما من غيرحدث. الحديث.

'الامامة والسياسة 59:1'

14- روى البلاذري عن المدائني قال: ولى عبدالملك علقمة بن صفوان بن المحرث مكة فشتم طلحة والزبير على المنبر فلما نزل قال الابان بن عثمان: أرضيتك في المدهنين في أميرالمؤمنين عثمان؟ قال: لا والله، ولكن سؤتنى، بحسبي بلية أن تكون شركا في دمه. 'الانساب للبلاذري 120:5'.

15 أخرج أبوالحسن علي بن محمد المدائني من طريق عبدالله بن جنادة خطبة لمولانا أميرالمؤمنين منها قوله: بايعني هذان الرجلان في أول من بايع، تعلمون ذلك وقد نكثا وغدرا ونهضا إلى البصرة بعائشة ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم، أللهم فخذهما بما عملا أخذة واحدة رابية، ولا تنعش لهما صرعة، ولا قتل لهما عثرة، ولا تمهلهما فواقا، فانهما يطلبان حقا تركاه، ودما سفكاه، أللهم إني أقتضيك وعدك فانك قلت: وقولك الحق لمن بغي عليه لينصرنه الله، أللهم فانجزلى موعدك، ولا تكلني إلي نفسي إنك على كل شئ قدير. 'شرح ابن أبي الحديد 102:1'.

16- من خطبة لمولانا أميرالمؤمنين ذكرها الكلبي كما في شرح ابن أبي الحديد 102:1: فما بال طلحة والزبير؟ وليسا من هذا الامر بسبيل، لم يصبرا علي حولا ولا أشهرا حتى وثبا ومرقا، ونازعاني أمرا لم يجعل الله لهما إليه سبيلا بعد أن بايعا طائعين غير مكرهين، يرتضعان أما قد فطمت، ويحييان بدعة قد أميتت، أدم عثمان زعما؟ والله ما التبعة إلا عندهم وفيهم،وإن أعظم حجتهم لعلى أنفسهم، وأنا راض بحجة الله عليهم وعلمه فيهم. الحديث.

17- من كلمة لمالك الاشتر: لعمري يا أمير المؤمنين! ما أمر طلحة والزبير و عائشة علينا بمخيل، ولقد دخل الرجلان فيما دخلا فيه وفارقا على غير حدث أحدثت ولا جور صنعت، زعما انهما يطلبان بدم عثمان فليقيدا من أنفسهما، فإنهما أول من ألب عليه وأخرى الناس بدمه، وأشهدالله لئن لم يدخلا فيما خرجا منه لنلحقنهما بعثمان

فإن سيوفنافي عواتقنا، وقلوبنا في صدورنا، ونحن اليوم كما كنا أمس. 'شرح ابن أبي الحديد 103:1'. قال الاميني: إن الاخذ بمجامع هذه الاخبار البالغة خمسين حديثا يعطينا درسا ضافيا بأن الرجلين هما أساس النهضة في قصة عثمان، وهما اللذان أسعرا عليه الفتنة، وانهما لم يريان حرجا في إراقة دمه، وقد استباحا عندئذ ما يحرم إرتكابه في المسلمين إلا أن يكون مهدور الدم بسبب من الاسباب الموجبة لذلك، فلم يتركاه حتى أوديابه، وكان لطلحة هنالك مواقف مشهودة، فمنع عنه الماء الذي هو شرع سواء بين المسلمين، وانه لم يرد على عثمان لما سلم عليه ومن الواجب ردالسلام على كل مسلم، وقد منع عن دفنه ثلاثا في مقابر المسلمين، وقد أوجبت الشريعة الاسلامية المبادرة إلى دفن المسلم، وقد أمر برمي الجنازة ورمي من يتولى تجهيزها بالحجارة والمسلم حرمته ميتا كحرمته حيا، فلم يرض طلحة بالاخير إلا دفنه في مقبرة اليهود 'حش كوكب' وهل لهذه الاعمال وجه بعد حفظ كرامة صحبتهما؟ والقول بعدالة الصحابة كلهم؟ و قبول ما ورد في الرجلين إنهما من العشرة المبشرة؟ إلا أن يقال: إنهما كانا يريان القتيل خارجا عن حوزة المسلمين، وإلا لردعتهما الصحبة والعدالة والبشارة عن ارتكاب تلكم الاعمال في أي من ساقة المسلمين فضلا عن خليفتهم.

ونحن في هذا المقام نقف موقف المتحايد، ولسنا هاهنا إلا في صدد بيان آراء الصحابة الاولين في عثمان، وما أفضناه من رأيهما كان معروفا عنهما في وقتهما، ولم يزل كذلك في الاجيال المتأخرة عنهما حتى العصر الحاضر، إن كانت الآراء تؤخذ من المصادر الوثيقة، وكانت حرة غير مشوبه بحكم العاطفة، نزهة عن الميول والشهوات

وأما ما أظهراه من التوبة بعد أن نكثا البيعة الصحيحة المشروعة فقد قدمنا وجهها في ص 101 في طلحة ويشاركه في ذلك الزبير أيضا، فقد قفيا الحوبة بالحوبة لا بالتوبة حسبا "إن كانا يصدقان" أنها تمحو السيئة، بل الحوبة الاخيرة أعظم عندالله، فقد أراقابها من الصفين في واقعة الجمل دماء تعد بالآلاف بريئة من دم عثمان.

وهتكا حرمة رسول الله بإخراج حشية من حشاياه من خدرها، وقد نهى صلى الله عليه وآله وسلم نساءه عن ذلك، وأوقفاها في محتشد العساكر وجبهة القتال الدامي، وقصدا قتل إمام الوقت

المفترض طاعته الواجب حفظه، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، والله من روائهم محيط.

حديث عبدالله بن مسعود


الصحابي البدري العظيم

مر في هذا الجزء ص 3 تا 6 شطرا من أحاديثه المعربة عن رأيه السديد في عثمان وعما كان حاملا بين جنبيه من الموجدة عليه، وإنه كان من الناقمين عليه يعيبه ويقدح فيه، أفسد عليه العراق بذكر محدثاته، وأخذه عثمان بذلك أخذا شديدا وحبسه وهجره ومنعه عطاءه سنين وأمر به وأخرج من مسجد رسول الله إخراجا عنيقا، وضرب به الارض فدق ضلعه وضربه أربعين سوطا.

وكان ابن مسعود على اعتقاده السئ في الرجل مغاضبا له حتى لفظ نفسه الاخير وأوصى أن لا يصلي عليه، وفي الفتنة الكبرى ص 171: روي ان ابن مسعود كان يستحل دم عثمان أيام كان في الكوفة، وهو كان يخطب الناس فيقول: إن شر الامور محدثاتها، وكل محدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار

___________________________________

راجع ص 3 من هذا الجزء. يعرض في ذلك بعثمان و عامله الوليد. ا ه.

هذا رأي ذلك الصحابي العظيم في الرجل، فبأي تمحل يتأتى للباحث تقديس عثمان بعد ما يستحل دمه أو يشدد النكير عليه ويراه صاحب محدثات وبدع مثل ابن مسعود أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد نبي العظمة صلى الله عليه وآله وسلم؟.

حديث عمار بن ياسر


البدري العظيم الممدوح بالكتاب والسنة

1- من خطبة لعمار خط بهايوم صفين قال:

انهضوا معي عبادالله إلى قوم يزعمون انهم يطلبون بدم ظالم، إنما قتله الصالحون المنكرون للعدوان، الآمرون بالاحسان، فقال هؤلاء الذين لايبالون إذا سلمت لهم دنياهم ولو درس هذا الدين: لم قتلتموه؟ فقلنا لاحداثه، فقالوا: إنه لم يحدث

شيئا، وذلك لانه مكنهم من الدنيا فهم يأكلونهاو يرعونها، ولا يبالون لو انهدمت الجبال، والله ما أظنهم يطلبون بدم، ولكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحلوها واستمرؤها وعلموا: أن صاحب الحق لو وليهم لحال بينهم وبين ما يأكلون ويرعون منها، إن القوم لم يكن لهم سابقة في الاسلام يستحقون بها الطاعة والولاية، فخدعوا أتباعهم بأن قالوا: قتل إمامنا مظلوما ليكونوا جبابرة وملوكا، تلك مكيدة قد بلغوا بها ما ترون ولولاها ما تابعهم من الناس رجل. إلخ.

وفي لفظ نصر بن مزاحم في كتاب صفين امضوا "معي" عبادالله إلى قوم يطلبون فيما يزعمون بدم الظالم لنفسه، الحاكم على عبادالله بغير ما في كتاب الله،إنما قتله الصالحون المنكرون للعدوان. إلخ. وله لفظ آخر يأتي بعيد هذا.

وفي لفظ الطبري في تاريخه: أيها الناس اقصدوا بنا نحو هؤلاء الذين يبغون دم ابن عفان ويزعمون انه قتل مظلوما. إلخ. راجع كتاب صفين لابن مزاحم ط مصر ص 369 و 361، تاريخ الطبري 21:6، الكامل لابن الاثير 123:3، شرح ابن أبي الحديد 504:1، تاريخ ابن كثير 266:7، جمهرة الخطب 181:1.

2- خطب معاوية يوم وفد إليه وفد

___________________________________

كان فيه: عدى بن حاتم، يزيد بن قيس، شبث بن ربعى، زياد بن حفصة. بعثه إليه أمير المؤمنين عليه السلام فقال:

أما بعد فإنكم دعوتم إلى الطاعة والجماعة، فأما الجماعة التي دعوتم إليها فمعنا وهي، وأما الطاعة لصاحبكم فإنا لانراها، إن صاحبكم قتل خليفتنا، وفرق جماعتنا، وآوى ثأرنا وقتلنا، وصاحبكم يزعم انه لم يقتله، فنحن لا نرد ذلك عليه، أرأيتم قتلة صاحبنا؟ ألستم تعلمون أنهم أصحاب صاحبكم؟ فليدفعهم إلينا فلنقتلهم به، ثم نحن نجيبكم إلى الطاعة والجماعة.

فقال له شبث بن ربعي: أيسرك يامعاوية انك أمكنت من عمار تقتله؟ وفي لفظ ابن كثير: لو تمكنت من عمار أكنت قاتله بعثمان؟ فقال معاوية: وما يمنعني من ذلك؟ والله لو أمكنت

___________________________________

في لفظ ابن مزاحم: لو امنكننى صاحبكم من ابن سمية. من ابن سمية ما قتلته بعثمان رضي الله عنه، ولكن

كنت قاتله بناتل مولى عثمان.

فقال شبث: وإله الارض وإله السماء ما عدلت معتدلا، لا والذي لا إله إلا هو، لا تصل إلى عمار حتى تندر الهام عن كواهل الاقوام، وتضيق الارض الفضاء عليك برحبها. إلخ.

كتاب صفين لابن مزاحم ص 223، تاريخ الطبري 6:3، الكامل لابن الاثير 124:3، شرح ابن أبي الحديد 344:1، تاريخ ابن كثير 257:7، جمهرة الخطب 158:1.

3- أرسل أمير المؤمنين إبنه الحسن وعمار بن ياسر إلى الكوفة فلما قدماها كان أول من أتاهما مسروق بن الاجدع فسلم عليهما وأقبل على عمار فقال: يا أبا اليقظان علام قتلتم عثمان رضي الله عنه؟ قال: على شتم أعراضنا، وضرب أبشارنا

___________________________________

ابشار جمع البشرة: أعلى جلدة الوجه والجسد من الانسان. فقال: والله ما عوقبتم بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لكان خيرا للصابرين.

فخرج أبوموسى فلقي الحسن فضمه إليه وأقبل على عمار فقال: يا أبا اليقظان أعدوت

___________________________________

شرح ابن ابى الحديد: غدوت فيما غدا. فيمن عدا على أميرالمؤمنين فأحللت نفسك مع الفجار؟ قال: لم أفعل ولم يسؤني، فقطع عليهما الحسن فأقبل على أبى موسى فقال: ياأبا موسى! لم تثبط الناس عنا؟ فوالله ما أردنا إلا الاصلاح ومامثل اميرالمؤمنين يخاف على شئ، فقال: صدقت بأبي أنت وأمي، ولكن المستشار مؤتمن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير ما الماشي، والماشي خير من الراكب، وقد جعلنا الله عزوجل إخوانا وحرم علينا أموالنا ودماءنا وقال: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ولا تقتلوا أنفسكم إن الله بكم رحيما. وقال عزوجل: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جنهم. الآية فغضب عمار وساءه وقام وقال: يا أيها الناس إنما قال رسول الله له خاصة: أنت فيها قاعدا خير منك قائما. وقام رجل من بني تميم فقال لعمار: أسكت أيها العبد أنت أمس مع الغوغاء واليوم تسافه أميرنا و

ثار زيد بن صوحان. ألحديث

___________________________________

في هذا الحديث اشياء موضوعة حذف بعضها ابن الاثير في الكامل وزاد فيه أيضا، وهو من مكاتبات السرى وكلها باطل فيها دجل.

تاريخ الطبري 187:5، شرح ابن أبي الحديد 285:3، الكامل لابن الاثير 97:3.

4- قال الباقلاني في التمهيد ص 220: روي ان عمارا كان يقول: عثمان كافر. وكان يقول بعد قتله: قتلنا عثمان يوم قتلناه كافرا. وهذا سرف عظيم من خرج إلى ما هو دونه استحق الادب من الامام. فلعل عثمان انتهره وأد به لكثرة قوله: قد خلعت عثمان وأنا بري منه، فأوى الادب إلى فتق أمعائه، ولو أدى الادب إلى تلف النفس لم يكن بذلك مأثوما ولا مستحقا للخلع، فإما أن يكون ضربه باطلا وإما أن يكون صحيحا فيكون ردعا وتأديبا ونهيا عن الاغراق والسرف، وذلك صواب من فعل عثمان، وهفوة من عمار.

قال الاميني: هذه التمحلات تضاد ما صح وثبت عن النبي الاقدس في عمار، ونحن لايسعنا تكذيب النبي الصادق الامين تحفظا على كرامة أي ابن أنثى فضلا عن أن يكون من أبناء الشجرة المنعوتة في القرآن.

5- روى أبومخنف عن موسى بن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: أقبلنا مع الحسن وعمار بن ياسر من ذي قال حتى نزلنا القادسية فنزل الحسن وعمار ونزلنا معهما، فاحتبى عمار بحمائل سيفه، ثم جعل يسأل الناس عن أهل الكوفة وعن حالهم، ثم سمعته يقول: ما تركت في نفسي حزة أهم إلي من أن لا نكون نبشنا عثمان من قبره ثم أحرقنا بالنار. 'شرح ابن أبي الحديد 292:3'.

6- جاء في محاورة وقعت بين عمار بن ياسر وعمرو بن العاص فيما أخرجه نصر في كتابه: قال له عمرو: فما ترى في قتل عثمان؟ قال: فتح لكم باب كل سوء. قال عمرو: فعلي قتله، قال عمار: بل الله رب علي قتله وعلي معه. قال عمرو: أكنت فيمن قتله؟ قال: كنت مع من قتله وأنا اليوم أقاتل معهم. قال عمرو: فلم قتلتموه؟ قال عمار: أراد أن يغير ديننا فقتلناه؟ فقال عمرو: ألا تسمعون؟ قد اعترف بقتل عثمان. قال عمار: وقد

/ 41