حدیث المنزلة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حدیث المنزلة - نسخه متنی

سید علی حسینی میلانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المورد الثامن: خلاصة دلالة حديث المنزلة على الخلافة

'يا أُم سلمة، إنّ عليّاً لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي'.

وهذا الحديث أيضاً في تاريخ دمشق

[ ترجمة الامام علي "عليه السلام" من تاريخ دمشق 1 / 365 رقم 406.]

وهناك موارد أكثر، وأنا تتبعت تلك الموارد وسجّلتها، ولكن أكتفي بهذا المقدار لغرض الاختصار.

فاندفعت المناقشات كلّها، وتمّت دلالة حديث المنزلة على خلافة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

وتتلخص وجوه الدلالة على الخلافة، أي على كون الحديث نصّاً في الامامة، تتلخص في:

أوّلاً:

تمنّيات بعض أكابر الاصحاب.

ثانياً:

تكرار النبي هذا الحديث.

ثالثاً:

القرائن الداخلية في هذا الحديث وفي ألفاظه

المختلفة، وأقرأ لكم عدّةً من تلك القرائن:

منها قوله "صلى الله عليه وآله وسلم" في هذا الحديث في حديث المنزلة: 'لابدّ أنْ أُقيم أو تقيم'، ممّا يدلّ على أنّه لا يمكن أن ينوب أحد مناب رسول الله في أمر من الاُمور غير علي، ولهذا نظائر كثيرة، منها إبلاغ سورة براءة إلى أهل مكة.

ومن القرائن الداخلية أيضاً: قوله "صلى الله عليه وآله وسلم": 'خلّفتك أنْ تكون خليفتي'.

وهذا أيضاً قد تقدّم.

ومنها: قوله "صلى الله عليه وآله وسلم": 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ـ إلى آخره ـ فإنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك'.

أخرجه الحاكم في المستدرك قال: صحيح الاسناد ولم يخرجاه.

ومن القرائن أيضاً: قوله لعلي: 'لك من الاجر مثل مالي ومالك من المغنم مثلما لي'.

رواه صاحب الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشّرة

[ الرياض النضرة 3 / 119.]

وفي حديث أيضاً من أحاديث المنزلة يقول رسول الله: 'إنّه لا

ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي'.

وهذا الحديث صحيح قطعاً، وهو موجود: في مسند أحمد

[ مسند أحمد 1 / 545 رقم 3052.]

، وفي مسند أبي يعلى، وفي المستدرك

[ مستدرك الحاكم 3 / 133 ـ 134.]

، وفي تاريخ دمشق

[ ترجمة الامام علي "عليه السلام" من تاريخ دمشق 1 / 209 رقم 251.]

، وفي تاريخ ابن كثير

[ البداية والنهاية المجلد 4 الجزء 7 / 338.]

، وفي الاصابة لابن حجر

[ الاصابة لابن حجر 4 / 270 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.]

، وغيرها من المصادر.

ومن القرائن قوله "صلى الله عليه وآله وسلم": 'أنت خليفتي في كلّ مؤمن بعدي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى وأنت خليفتي في كلّ مؤمن بعدي'.

وهو أيضاً بسند صحيح في خصائص علي للنسائي

[ خصائص النسائي: 49 ـ 50.]

وأمّا القرائن الخارجية فما أكثرها.

وإلى الان انتهينا من البحث عن حديث المنزلة سنداً ودلالة، وظهر: إنّ حديث المنزلة نصّ في خلافة رسول الله.

ومن يسعى وراء حمل الامامة والخلافة بعد رسول الله على أن

يكون في المرتبة الرابعة، عليه أنْ يثبت حقيّة خلافة المشايخ بالادلة القطعية، حتّى يحمل الحديث على المرتبة الرابعة المتأخّرة عن عثمان، وإلاّ فلا يتمّ هذا الحمل.

وإنّه يدلّ هذا الحديث أيضاً على عصمة أمير المؤمنين.

ويدلّ أيضاً على أفضليّة أمير المؤمنين من جهة الاعلميّة وغيرها.

قصة أروى مع معاوية


والان يعجبني أنْ أقرأ عليكم هذا الخبر، وإن طال بنا المجلس:

دخلت أروى بنت الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم على معاوية، وهي عجوز كبيرة، فقال لها معاوية: مرحباً بك يا خالة، كيف أنت ؟

فقالت: بخير يابن أُختي، لقد كفرت النعمة، وأسأت لابن عمّك الصحبة، وتسمّيت بغير اسمك، وأخذت غير حقّك، وكنّا أهل البيت أعظم الناس في هذا الدين بلاءاً، حتّى قبض الله نبيّه مشكوراً سعيه، مرفوعاً منزلته، فوثبت علينا بعده بنو تيم وعدي

وأُميّة، فابتزّونا حقّنا، ولّيتم علينا تحتجّون بقرابتكم من رسول الله، ونحن أقرب إليه منكم وأولى بهذا الامر، وكنّا فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون، وكان علي بن أبي طالب بعد نبيّنا بمنزلة هارون من موسى.

فقال لها عمرو بن العاص: كفّي أيّتها العجوز الضالّة، وقصّري عن قولك مع ذهاب عقلك.

فقالت: وأنت يابن النابغة، تتكلّم وأُمّك كانت أشهر بغيّة بمكّة، وأرخصهنّ أُجرة، وادّعاك خمسة من قريش، فسألتْ أُمّك عنهم فقالت: كلّهم أتاني، فانظروا أشبههم به فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل، فألحقوك به.

فقال مروان: كفّي أيّتها العجوز، واقصري لما جئتي له.

قالت: وأنت أيضاً يابن الزرقاء تتكلّم.

ثمّ التفتت إلى معاوية فقالت: والله ما جرّأهم عَلَيّ هؤلاء غيرك، فإنّ أُمّك القائلة في قتل حمزة:

نحن جزيناكُم بيومِ بدرِ والحربُ بعد الحربِ ذات سعرِ

ما كان لي في عُتبة من صبرِ وشكرُ وحشي عَلَيّ دهري

حتّى ترمّ أعظمي في قبري

فأجابتها بنت عمّي وهي تقول:

خزيتِ في بدر وبعدَ بدرِ يابنة جبّار عظيمِ الكفرِ

فقال معاوية: عفى الله عمّا سلف يا خالة، هات حاجتك.

فقالت: مالي إليك حاجة، وخرجت عنه.

وفي رواية: قالت: أُريد ألفي دينار لاشتري بها عيناً فوّارة في أرض خرّارة، تكون لفقراء بني الحارث بن عبد المطّلب، وألفي دينار أُخرى أُزوّج بها فقراء بني الحارث، وألفي دينار أُخرى أستعين بها على شدّة الزمان.

فأمر لها معاوية بذلك.

فأروى هذه ابنة عمّ النبي "صلى الله عليه وآله وسلم"، استشهدت بحديث المنزلة، واستدلّت على إمامة أمير المؤمنين بهذا الحديث، وشبّهت عليّاً بهارون، وأيضاً: شبّهت أهل البيت ببني إسرائيل في آل فرعون.

وهذا الخبر تجدونه مع اختلاف في بعض الالفاظ: في العقد الفريد، وفي تاريخ أبي الفداء، وفي روضة المناظر لابن الشحنة

الحنفي، الذي هو أيضاً من التواريخ المعتبرة

[ العقد الفريد 2 / 119 ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ 1403 هـ.

تاريخ أبي الفداء 1 / 188 ـ مكتبة المتنبي ـ القاهرة.

روضة المناظر ـ هامش ابن كثير ـ حوادث سنة: 60.]

وهكذا، فقد تمّت الدلالة وسقطت المناقشات كلّها، والحمد لله.

المناقشات غير العلميّة


وتصل النوبة الان إلى الطرق الاُخرى والاساليب غير العلمية في ردّ حديث المنزلة، أذكرها باختصار وإنْ طال بنا المجلس، لئلاّ يبقى شيء من البحث إلى الليلة القادمة.

الطريق الاول:

الطريق الذي مشوا عليه بعد المناقشات الفاشلة، وهو: تحريف الحديث، وبعد أنْ عرفوا أن لا جدوى في المكابرة في أسانيد الحديث ودلالاته رأى بعض النواصب أنْ لا مناص من تحريف الحديث، ولكنْ ما أشنع تحريفه وما أقبح صنيعه، إنّه حرّف الحديث تحريفاً لا يصدر من الكفّار.

لاحظوا: في ترجمة حريز بن عثمان من تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وأيضاً في كتاب تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني، يروون عن حريز قوله:

هذا الذي يرويه الناس عن النبي "صلى الله عليه وسلم" أنّه قال لعلي: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى'، هذا حق، ولكنْ أخطأ السامع، يقول الراوي: قلت: ما هو ؟ قال: إنّما هو: أنت منّي بمنزلة قارون من موسى، قلت: عمّن ترويه ؟ قال: سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر

[ تاريخ بغداد 8 / 268 رقم 4365 ـ دار الكتاب العربي، تهذيب التهذيب 2 / 209 ـ دارالفكر ـ 1404 هـ.]

فماذا تقولون لهذا الرجل ولرواة هذا الخبر، ولكنّ الاسف كلّ الاسف أن يكون حَريز هذا من رجال البخاري، أن يكون من رجال الصحاح سوى مسلم، كلّهم يعتمدون عليه وينقلون عنه ويصحّحون خبره، وعن أحمد بن حنبل أنّه عندما سئل عن هذا الرجل قال: ثقة ثقة ثقة.

والحال أنّهم يذكرون بترجمة هذا الرجل: إنّه كان يشتم عليّاً، ويتحامل عليه بشدّة، نصّوا على أنّه كان ناصبيّاً، وأنّه كان يقول: لا أُحبّ عليّاً قَتَل آبائي، كان يقول: لنا إمامنا ـ يعني معاوية ـ ولكم

إمامكم ـ يعني عليّاً، وكان يلعن عليّاً بالغداة سبعين مرّة وبالعشيّ سبعين مرّة، وقد نقلوا عنه أشياء أُخرى غير هذه الاشياء.

مع ذلك يصحّحون خبره، وأحمد بن حنبل يكرّر توثيقه: ثقة ثقة ثقة ! ويروي عنه البخاري وأصحاب الصحاح عدا مسلم.

ومن هنا يمكن للباحث الحر أنْ يعرف موازين هؤلاء ومعاييرهم في تصحيح الحديث وتوثيق الراوي، وأنّهم كيف يتعاملون مع علي وأهل البيت.

الطريق الثاني:

إنّه عَمَدَ بعضهم إلى وضع حديث المنزلة للشيخين، فروى عن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" إنّه قال: أبو بكر وعمر منّي بمنزلة هارون من موسى.

هذا الحديث يرويه الخطيب البغدادي، وعنه المنّاوي في كتاب كنوز الحقائق من حديث خير الخلائق، وهو كتاب للمنّاوي مطبوع يروي فيه هذا الحديث عن الخطيب البغدادي، والخطيب يرويه بسنده

[ تاريخ بغداد 11 / 385 رقم 6257، كنوز الحقائق من حديث خير الخلائق ـ ط هامش الجامع الصغير ـ حرف الالف.]

إلاّ أن من حسن الحظ أنّ ابن الجوزي يورد هذا الحديث الموضوع لكن لا في الموضوعات، بل في العلل المتناهية في الاحاديث الواهية ويقول: حديث لا يصح

[ العلل المتناهية 1 / 199 رقم 312.]

وأيضاً: يقول الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال: هذا حديث منكر

[ ميزان الاعتدال 5 / 473 رقم 6900 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 1416 هـ.]

ويعيد ذكره أيضاً مرّتين ويقول: خبر كذب

[ ميزان الاعتدال 5 / 207 رقم 6015.]

وابن حجر العسقلاني أيضاً يكذّب هذا الحديث في لسان الميزان

[ لسان الميزان 5 / 9 رقم 5828 ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ 1416 هـ، وفيه أبوبكر فقط.]

وحينئذ لا يبقى مجال لاستناد أحد إلى هذا الحديث الموضوع الذي ينصّون على ضعفه أو وضعه وكذبه، مع عدم وجوده في شيء من الصحاح والمسانيد والسنن.

الطريق الثالث:

وتبقى الطريقة الاخيرة، وهي ردّ حديث المنزلة وعدم قبول

/ 9