حدیث المنزلة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حدیث المنزلة - نسخه متنی

سید علی حسینی میلانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يكونوا بذي رحم، ويبقى العباس وقد عرفتم أنّه ليس من المهاجرين، فلا تنطبق الاية إلاّ على علي.

وهذا وجه استدلال محمّد بن عبدالله بن الحسن في كتابه إلى المنصور، وقد كان الرجل عالماً فاضلاً عارفاً بالقرآن الكريم، والفخر الرازي في هذا الموضع يوافق العباسيين و المنصور العباسي، ويخالف الهاشميين والعلويين حتّى لا يمكن ـ بزعمه ـ الاستدلال بالاية على إمامة علي أمير المؤمنين.

فقوله تعالى: "وَأُولُوا الاَْرْحَامِ" دليل آخر على إمامة علي، ومن هنا يظهر: أنّ استدلال علي "عليه السلام" وذكره القرابة القريبة كانت إشارة إلى ما في هذه الناحية من الدخل في مسألة الامامة والولاية.

مضافاً إلى أنّ العباس قد بايع عليّاً "عليه السلام" في الغدير وبقي على بيعته تلك، ولم يبايع غير أمير المؤمنين، بل في قضايا السقيفة جاء إلى علي، وطلب منه تجديد البيعة، فيسقط العباس عن الاستحقاق للامامة والخلافة بعد رسول الله، ولو تتذكرون، ذكرت لكم في الليلة الاُولى أنّ هناك قولاً بإمامة العباس، لكنّه قول لا يستحق الذكر والبحث عنه عديم الجدوى.

و من منازل هارون


أعلميّته بعد موسى من جميع بني إسرائيل ومن كلّ تلك الاُمّة، وقد ثبتت المنزلة هذه بمقتضى تنزيل علي منه بمنزلة هارون من موسى لامير المؤمنين "عليه السلام"، وإلى الاعلميّة هذه يشير علي "عليه السلام" في الاوصاف التي ذكرها لنفسه في هذه الخطبة وفي غير هذه الخطبة.

في هذه الخطبة يقول: 'كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أُمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به'.

ويقول "عليه السلام" في خطبة أُخرى بعد أنْ يذكر العلم بالغيب يقول: 'فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلاّ الله، وما سوى ذلك | أي ما سوى ما اختصّ به سبحانه وتعالى لنفسه | فعلم علّمه الله نبيّه، فعلّمنيه ودعا لي بأنْ يعيه صدري وتضْطَمّ عليه جوانحي'.

وأيضاً: تظهر أعلميّته "عليه السلام"من قوله في نفس هذه الخطبة عن رسول الله حيث خاطبه بقوله: 'إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى'.

وأيضاً: رسول الله يقول في علي: 'أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها'.

هذا الحديث هو الاخر من الاحاديث الدالة على إمامة أمير

المؤمنين سلام الله عليه، وكان ينبغي أن نخصّص ليلة للبحث عن هذا الحديث الشريف، لنتعرّض هناك عن أسانيده ودلالاته، ولنتعرّض أيضاً لمحاولات القوم في ردّه وإبطاله، وما ارتكبوه من الكذب والدسّ والتزوير والتحريف.

أمّا ثبوت الاعلميّة لهارون بعد موسى، فلو أردتم، فراجعوا التفاسير في قوله تعالى: "قَالَ إِنَّمَا أُوْتِيتُهُ عَلَى عِلْم عِنْدِي"

[ سورة القصص: 78.]

عن لسان قارون، في ذيل هذه الاية، تجدون التصريح بأعلميّة هارون من جميع بني إسرائيل إلاّ موسى، فراجعوا تفسيرالبغوي

[ تفسير البغوي 4 / 357 ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1405 هـ.]

، وراجعوا تفسير الجلالين

[ تفسير الجلالين 2 / 201 ـ نشر مصطفى البابي الحلبي بمصر ـ 1388 هـ.]

، وغير هذين من التفاسير.

من دلالات حديث المنزلة العصمة


وهل من شك في ثبوت العصمة لهارون ؟ وقد نزّل رسول الله أمير المؤمنين منزلة هارون، ولم يدّع أحد من الصحابة العصمة، كما لم يدّعها أحد لواحد من الصحابة، سوى أمير المؤمنين "عليه السلام".

وحينئذ هل يجوّز عاقل أن يكون الامام بعد رسول الله غير معصوم مع وجود المعصوم ؟

وهل يجوّز العقل أنْ يجعل غير المعصوم واسطة بين الخلق والخالق مع وجودالمعصوم ؟

وهل يجوز عقلاً وعقلاءاً الاقتداء بغير المعصوم مع وجود المعصوم ؟

وإلى مقام العصمة يشير علي "عليه السلام" عندما يقول ويصرّح بأنّه كان يرى نور الوحي والرسالة ويشمّ ريح النبوة.

وهل يعقل أن يترك مثل هذا الشخص ويقتدى بمن ليس له أقلّ قليل من هذه المنزلة ؟

ولا يخفى عليكم أنّ الذي كان يسمعه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وأنّ الذي كان يراه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"، هو أسمى وأجلّ وأرقى وأرفع ممّا كان يراه ويسمعه غيره من الانبياء السابقين عليه، فكان علي يسمع ويرى ما يسمع ويرى النبي، وعليكم بالتأمّل التام في هذا الكلام.

من خصائص هارون ومنازله


أنّ الله سبحانه وتعالى أحلّ له ما لم يكن حلالاً لغيره في المسجد الاقصى، وبحكم حديث المنزلة يتمّ هذا الامر لعلي وأهل

بيته بالخصوص، ويكون هذا من جملة ما يختصّ بأمير المؤمنين

وأهل البيت الطاهرين ويميّزهم عن الاخرين، فيكونون أفضل من هذه الناحية أيضاً من غيرهم.

والشواهد لهذا الحديث ولهذا التنزيل في الاحاديث كثيرة، ومن ذلك: حديث سدّ الابواب، وهذه ألفاظ تتعلّق بهذا الموضوع في السنّة النبويّة الشريفة المتفق عليها بين الفريقين، وأنا أنقل لكم من بعض المصادر المعتبرة عند أهل السنّة:

أخرج ابن عساكر في تاريخه، وعنه السيوطي في الدرّ المنثور

[ ترجمة الامام علي "عليه السلام" من تاريخ دمشق 1 / 296، الدر المنثور 4 / 383.]

: إنّ رسول الله "صلى الله عليه وسلم" خطب فقال: 'إنّ الله أمر موسى وهارون أن يتبوّءا لقومهما بيوتاً، وأمرهما أنْ لا يبيت في مسجدهما جنب، ولا يقربوا فيه النساء، إلاّ هارون وذريّته، ولا يحلّ لاحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلاّ علي وذريّته'.

وفي مجمع الزوائد عن علي "عليه السلام" قال: أخذ رسول الله "صلى الله عليه وسلم"بيدي فقال: 'إنّ موسى سأل ربّه أنْ يطهّر مسجده بهارون، وإنّي سألت ربّي أنْ يطهّر مسجدي بك وبذريّتك'، ثمّ أرسل إلى أبي بكر أنْ سدّ بابك، فاسترجع | أي قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون | ثمّ قال:

سمعٌ وطاعة، فسدّ بابه، ثمّ أرسل إلى عمر، ثمّ أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثمّ قال رسول الله: 'ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكن الله فتح باب علي وسدّ أبوابكم'

[ مجمع الزوائد 9 / 114.]

وفي مجمع الزوائد وكنز العمال وغيرهما ـ واللفظ للاوّل ـ: لمّا أخرج أهل المسجد وترك عليّاً قال الناس في ذلك | أي تكلّموا في ذلك واعترضوا | فبلغ النبي "صلى الله عليه وسلم" فقال: 'ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي، ولا أنا تركته، ولكنّ الله أخرجكم وتركه، إنّما أنا عبد مأمور، ما أُمرت به فعلت، إنّ أتّبع إلاّ ما يوحى إليّ'

[ مجمع الزوائد 9 / 115، كنز العمال 11 / 600 رقم 32887 ـ دار إحياء التراث.]

وفي كتاب المناقب لاحمد بن حنبل، وكذا في المسند، وفي المستدرك للحاكم، وفي مجمع الزوائد، وتاريخ دمشق،"وغيرها"

[ فضائل أمير المؤمنين "عليه السلام" لاحمد بن حنبل: 72 رقم 109، مسند أحمد 5 / 496 رقم 18801، مستدرك الحاكم 3 / 125، مجمع الزوائد 9 / 114، ترجمة الامام علي "عليه السلام" من تاريخ دمشق 1 / 279 ـ 280 رقم 324، الرياض النضرة 3 / 158.]

عن زيد بن أرقم قال: كانت لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد، فقال يوماً: 'سدّوا هذه الابواب إلاّ باب علي'، قال: فتكلّم في ذلك ناسٌ، فقام رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: 'أمّا بعد، فإنّي أمرت بسدّ هذه الابواب غير

باب علي، فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكن أُمرت بشيء فاتّبعته'.

وهذا الحديث موجود في صحيح الترمذي، وفي الخصائص للنسائي

[ خصائص النسائي: 59 رقم 38.]

، وغيرهما من المصادر أيضاً.

ولذا كانت قضية سدّ الابواب من جملة موارد قوله "صلى الله عليه وآله وسلم": 'علي منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي'.

وإلى الان ظهرت دلالة حديث المنزلة على إمامة أمير المؤمنين "عليه السلام":

من جهة ثبوت العصمة له.

ومن جهة ثبوت الافضلية له.

ومن جهة ثبوت بعض الخصائص الاُخرى الثابثة لهارون.

دلالة حديث المنزلة على خلافة أميرالمؤمنين


ننتقل الان إلى دلالة هذا الحديث على خصوص الخلافة والولاية، فيكون نصّاً في المدّعى.

ولا ريب في أنّ من منازل هارون: خلافته عن موسى "عليه السلام"، قال تعالى عن لسان موسى يخاطب هارون: "اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ"

[ سورة الاعراف: 142.]

فكان هارون خليفة لموسى، وعلي بحكم حديث المنزلة خليفة لرسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"، فيكون هذا الحديث نصّاً في الخلافة والامامة والولاية بعد رسول الله.

ومن جملة آثار هذه الخلافة: وجوب الطاعة المطلقة،

ووجوب الانقياد المطلق، والطاعة المطلقة والانقياد المطلق يستلزمان الامامة والولاية العامة.

ولا يتوهمنّ أحدٌ بأنّ وجوب إطاعة هارون ووجوب الانقياد المطلق له كان من آثار وأحكام نبوّته، لا من آثار وأحكام خلافته عن موسى، حتّى لا تجب الاطاعة المطلقة لعلي، لانّه لم يكن نبيّاً.

هذا التوهم باطل ومردود، وإنْ وقع في بعض الكتب من بعض علمائهم، وذلك لانّ وجوب الاطاعة المطلقة إنْ كان من آثار النبوّة لا من آثار الخلافة، إذن لم يثبت وجوب الاطاعة للمشايخ الثلاثة، لانّهم لم يكونوا أنبياء، وأيضاً: لم يثبت وجوب الاطاعة المطلقة لعلي في المرتبة الرابعة التي يقولون بها له "عليه السلام"، إذ ليس حينئذ نبيّاً، بل هو خليفة.

فإذن، وجوب الاطاعة لهارون كان بحكم خلافته عن موسى لا بحكم نبوّته، وحينئذ تجب الاطاعة المطلقة لعلي "عليه السلام"بحكم خلافته عن رسول الله، وبحكم تنزيله من رسول الله منزلة هارون من موسى. فالمناقشة من هذه الناحية مردودة.

وإذا ما رجعنا إلى الكتب المعنيّة بمثل هذه البحوث، لرأينا تصريح علمائهم بدلالة حديث المنزلة على خلافة علي "عليه السلام".

فراجعوا مثلاً كتاب التحفة الاثنا عشرية الذي ألّفه مؤلّفه ردّاً

على الشيعة الامامية الاثنا عشرية، فإنّه يعترف هناك بدلالة حديث المنزلة على الخلافة، بل يضيف أنّ إنكار هذه الدلالة لا يكون إلاّ من ناصبي ولا يرتضي ذلك أهل السنة.

إنّما الكلام في ثبوت هذه الخلافة بعد رسول الله بلا فصل، أمّا أصل ثبوت الخلافة لامير المؤمنين بعد رسول الله بحكم هذا الحديث فلا يقبل الانكار، إلاّ إذا كان من النواصب المعاندين لامير المؤمنين "عليه السلام"، كما نصّ على ذلك صاحب التحفة الاثنا عشرية.

يقول صاحب التحفة هذا الكلام ويعترف بهذا المقدار من الدلالة.

إلاّ أنّك لو راجعت كتب الحديث وشروح الحديث لرأيتهم يناقشون حتّى في أصل دلالة حديث المنزلة على الخلافة والولاية بعد رسول الله، أي ترى في كتبهم ما ينسبه صاحب التحفة إلى النواصب، ويقولون بما يقوله النواصب.

فراجعوا مثلاً شرح حديث المنزلة في كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني الحافظ، وشرح صحيح مسلم للحافظ النووي، والمرقاة في شرح المشكاة، تجدوهم في شرح حديث المنزلة يناقشون في دلالة هذا الحديث على أصل الامامة والولاية، وهذا ما كان صاحب التحفة ينفيه عن أهل السنّة وينسبه إلى النواصب.

/ 9